• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة: مضت أيام العشر المباركة
    محمد أحمد الذماري
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446 هـ
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    حكم صلاة الجمعة لمن صلى العيد إذا وافق يوم الجمعة ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    المسائل المختصرة في أحكام الأضحية
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    الثامن من ذي الحجة
    د. سعد مردف
  •  
    خطبة عيد النحر 1446 هـ
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    التشويق لفضائل النحر والتشريق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العلم والدعوة
علامة باركود

مع وصية النبي صلى الله عليه وسلم في الاتباع (خطبة)

د. محمد جمعة الحلبوسي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/6/2021 ميلادي - 23/10/1442 هجري

الزيارات: 20265

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(مع وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - في الْإِتْبَاعِ)

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين..

 

أما بعد:

نقف اليوم مع وصية من وصايا سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، هذه الوصية يرويها لنا الصحابي الجليل سيدنا أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -، فيقول: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)).[1]

 

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يبين لنا من خلال هذه الوصية المباركة أنه على المسلم أن يتقي الله تعالى حيثما كان، وعليه إن فعل معصية أن يتبعها بالحسنة، حتى تقوم هذه الحسنة بمسح تلك السيئة، وعليه أن يتعامل مع الناس بالخلق الحسن.

 

وأنا اليوم سأقف من خلال هذه الوصية المحمدية أمام فقرة (الْإِتْبَاعِ)، والاتباع له أهميته في شريعتنا الإسلامية، ولذلك قسم العلماء (رحمهم الله) الْإِتْبَاع إلى أربعة أقسام:

القسم الأول: اتباع الحسنة بالحسنة.

القسم الثاني: اتباع السيئة بالحسنة.

القسم الثالث: اتباع السيئة بالسيئة.

القسم الرابع: اتباع الحسنة بالسيئة.

 

وكل قسم من هذه الأقسام له مقامه ومنزلته سواء كان في مقام الصلاح أو الفساد.

القسم الأول: اتباع الحسنة بالحسنة:

وهذا أمر يفهمه كل مسلم يعرف شيئًا من الاسلام، لأن الاسلام حريص على المسلم أن يتبع الحسنات بالحسنات، فحينما قال للمسلم صلِ الفرائض، أمره أن يصلي قبلها وبعدها؛ حتى تزكى فريضته بالنوافل.

 

ولذلك شبه العلماء النوافل بالنسبة للفرائض كالسياج للدار، فالمسلم الذي لا يصلي النوافل ويكتفي بأداء الفرائض، فهو كالذي يبني بيتًا بلا سياج، وبالتالي ستدخل على هذا البيت السرّاق، والكلاب وباقي الحيوانات (أجلكم الله)، فالنافلة تحمي الفريضة من الخلل، كما يحمي السياج البيت من السرّاق والحيوانات (أجلكم الله).

 

وكذلك الصوم، قال - صلى الله عليه وسلم -: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ))[2]، وكذلك الزكاة، وكذلك الحج، وغيرها.

 

وأنا أريد أن أنبه الذين يكتفون بالفرائض دون النوافل، ويتحجّجون بحديث الأعرابي الذي يرويه الامام البخاري ومسلم، والذي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - سأكتفي بالفرائض ولا أزيد عليها، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -:(( أَفْلَحَ، وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ )). [3]

 

نعم أفلح؛ لأن صلاته كانت مضبوطة، وفيها خشوع واطمئنان، ولكن هل صلاتنا اليوم كصلاتهم؟ هل خشوعنا في الصلاة كخشوعهم؟ هل نصلي بحضور وطمأنينة كما كانوا يصلون؟


اسأل المصلي الذي يصلي خلف إمامه، بعد إن ينتهي من صلاته، ماذا قرأ الإمام في الصلاة؟، الجواب: لا أدري...بل اسأله هو ماذا قرأ في صلاته؟ الجواب: لا أدري.

 

فرائضنا اليوم مختلة ليست على ما ينبغي، صلاتنا بلا خشوع، ولا اطمئنان، وصيامنا لا نحفظه من القيل والقال، والنظر الى الحرام، فكيف نكتفي بأداء الفرائض؟!

 

فهل على هذه الصلاة البعيدة عن الخشوع، والحضور، وعدم الاطمئنان نكتفي؟ أم نحن بحاجة إلى النوافل التي تسُدُّ الخلل الحاصل في صلاتنا وفرائضنا...فإتباع الحسنة للحسنة أمر مهم ينبغي لكل مسلم أن ينتبه إليه.

 

القسم الثاني: اتباع السيئة بالحسنة:

وهذا من عظمة الاسلام، والاسلام هو دين الله تعالى، وأنت عبد من عبيد الله، والله تعالى يعلم بأنك لن تستطيع أن تستمر على الطاعات إلى نهاية الدرب، بل لا بد من الوقوع في الذنب، فنبينا - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يقول: (( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ )) [4]، إذن لا بد من الوقوع في الخطأ، لكن ما هو العلاج؟

 

العلاج: هو عندما تعمل سيئة اتبعها بحسنة، لماذا؟ لأن هذه الحسنة ستمحو تلك السيئة.


هذا سيدنا عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَخَذْتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ، فَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا، قَبَّلْتُهَا وَلَزِمْتُهَا، وَلَمْ أَفْعَلْ غَيْرَ ذَلِكَ، فَافْعَلْ بِي مَا شِئْتَ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، فَقَالَ سيدنا عُمَرُ - رضي الله عنه -: لَقَدْ سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَوْ سَتَرَ عَلَى نَفْسِهِ، قَالَ فَأَتْبَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَصَرَهُ، فَقَالَ: (( رُدُّوهُ عَلَيَّ ))، فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾[5] فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: أَلَهُ وَحْدَهُ أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً يَا نَبِيَّ اللهِ؟، فَقَالَ: (( بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً )). [6]

 

لذلك أنا من خلال هذا الحديث أنبه كل مسلم، بأنك قد تخطئ، وقد تقصر، وقد تقع في المعصية، فما عليك إلا أن تسارع الى الحسنة كي تغسلك من السيئة.


ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم -: (( أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟)) قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: (( فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا)) [7]، ويقول أيضًا: (( الصَّلَاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُا)).[8]

 

فأنت إن اجتنبت الكبائر، فالصغائر إن أتبعتها بالحسنات غفرها لك الله تعالى، وهذا من فضل الله عليك.

القسم الثالث: اتباع السيئة بالسيئة:

ونعوذ بالله من أصحاب هذا القسم، فهذا ربما عَمِلَ سيئة بعدم مبالاة، أو بتقصير، أو بجهل، فالمفروض عليه أن لا يستمر بل يسارع إلى التوبة، ويقول: إن الله تعالى تجاوز عني، وسترني، ولم يفضحني، فليس من المعقول واللائق أن أعيدها، لكن صاحب هذا القسم يعيدها ثانية وثالثة ورابعة فتكون عليه وبالًا وحسرةً.

 

ولذلك نبينا - صلى الله عليه وسلم - قال لسيدنا علي - رضي الله عنه -: (( يَا عَليُّ لَا تُتْبـعِ النَّظْرَةَ النَّظْـرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِـرَة ))[9]

 

قال المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: " (لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النظرة) مِنَ الْإِتْبَاعِ، أَيْ لَا تُعَقِّبْهَا إِيَّاهَا، وَلَا تَجْعَلْ أُخْرَى بَعْدَ الْأُولَى (فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى) أَيِ النَّظْرَةَ الْأُولَى إِذَا كَانَتْ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ (وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ) أَيِ النَّظْرَةُ الْآخِرَةُ لِأَنَّهَا بَاخْتِيَارِكَ فَتَكُونُ عَلَيْكَ ".[10]

 

يعني أن الواحد منا يمشي في الشارع فوقعت عيناه على امرأة بلا قصد، فهذه ليست سيئة، ولكن إن اتبعها بالثانية أصبحت معصية، فلينتبه المسلم وخاصة الشاب الذي يدرس مع البنات في الكليات، والذي يركب مع النساء في السيارات، والذي يتعامل مع النساء في الأسواق والكماليات والمجمعات الطبيّة.

 

أقول لهم: إياكم من النظرة الثانية، فإبليس له مصايد، ومصايد إبليس لا يسلم منها إلا من استعان بالله، فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لسيدنا علي - رضي الله عنه -:(لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النظرة)، وما ادراك من هو سيدنا علي؟! ويقول له هذا الكلام وهو يعيش في ذلك المجتمع العظيم، مجتمع الطهر، والعفاف، والستر، والغيرة، والحياء!!

 

فكيف بنا ونحن نعيش في هذا الزمن، زمن الفتن والانفلات وتبرج النساء؟!

فأنا أقول لكم: لن يستطيع الواحد منا أن يتخلص من فتنة النساء ومصايد إبليس إلا ان يستعين بالله تعالى، ويقول عند خروجه من بيته دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كي يتخلص من مصايد الشيطان.

 

أسمع إلى نبيك - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: (( مَنْ قَالَ، يَعْنِي، إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، يُقَالُ لَهُ: كُفِيتَ، وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ )).[11]

 

وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا خَرَجَ من بيته قال: ((بسمِ اللهِ توكَّلتُ على اللهِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك أن أضِلَّ أو أُضَلَّ أو أزِلَّ أو أُزلَّ أو أظلِمَ أو أُظلمَ أو أجهَلَ أو يُجهلَ عليَّ ))[12]

 

فإياك أخي المسلم من أن تكون من أصحاب هذا القسم الذي يتبع السيئة بسيئة أخرى، فتكون من الخاسرين.

 

أسال الله العظيم أن يحفظنا وإياكم من مصايد إبليس، وأن يعيننا على انفسنا، وان يعيننا على فعل الخيرات وترك المنكرات، وأن لا يجعلنا من الغافلين.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

القسم الرابع: اتباع الحسنة بالسيئة:

وهؤلاء مفاليس، يعني الواحد منهم يصلي ويصوم كل أثنين وخميس، ويعمل الصالحات، لكنه سيكون مفلسًا منها يوم القيامة...كيف ذلك؟

 

اسمع إلى نبيك - صلى الله عليه وسلم - وهو يوضح لنا أصحاب هذا القسم الذي يتبع الحسنات بالسيئات:

في ذات يوم جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه الكرام فسألهم: ((أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟)) قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: (( إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)). [13]

 

فيا لها من حسرة، ويا لها من مصيبة، ويا له من إفلاس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولذلك سلفنا الصالح كانوا يحسبون لذلك اليوم الف حساب كي لا يكونوا من المفاليس، هذا سيدنا عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - الخليفة الراشد، كلمه رجلٌ يومًا حتى أغضبه، فهمَّ به سيدنا عمر ثم أمسك نفسه، وقال للرجل: أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان، فأنال منك ما تناله مني غدا؟ قم عفا الله عنك.

 

فليحذر المسلم من ذلك اليوم الهائل، ومن كانت عنده مظلمة لأخيه فليسارع وْيَتَحَلَّلْه اليومَ، من قبل أن يأتي اليوم الذي قال الله عنه: (( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ)) [14]

 

نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من إفلاس الدنيا وإفلاس الآخرة، وأن يجعلنا من الفائزين.



[1] سنن الترمذي، أَبْوَابُ البِرِّ وَالصِّلَةِ - بَابُ مَا جَاءَ فِي مُعَاشَرَةِ النَّاسِ: (3/ 423)، برقم (1987)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

[2] صحيح مسلم، كِتَاب الصِّيَامِ- بَابُ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ إِتْبَاعًا لِرَمَضَانَ: (2/ 822)، برقم (1164).

[3] عن طَلْحَة بْن عُبَيْدِ اللهِ، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، وَلَا نَفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَاللَّيْلَةِ» فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ»، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ فَقَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ»، وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ»، قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ، وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ»، وفي رواية: «أَفْلَحَ، وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ». صحيح البخاري، كتاب الايمان- بَابٌ الزَّكَاةُ مِنَ الإِسْلاَمِ: (1/ 18)، برقم (46)، وصحيح مسلم، كتاب الايمان- بَابُ بَيَانِ الصَّلَوَاتِ الَّتِي هِيَ أَحَدُ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ: (1/ 41)، برقم(11).

[4] سنن الترمذي ت بشار (4/ 240)، برقم (2499)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ قَتَادَةَ، وقال ابن القطان في ((الوهم والإيهام)) (5/414): صحيح.

[5] سورة هود: الآية (114).

[6] صحيح مسلم، كتاب التوبة - بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾: (4/ 2116)، برقم (2763)، والامام أحمد في مسنده: (7/ 319)، برقم (4290)، واللفظ له.

[7] صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة - باب الصلوات الخمس كفارة: (1/ 140)، برقم (528)، وصحيح مسلم، كِتَابُ الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةَ- بَابُ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاةِ تُمْحَى بِهِ الْخَطَايَا، وَتُرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتُ: (1/ 462)، برقم(667).

[8] صحيح مسلم، كتاب الطهارة- بَابُ الْصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعُةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانِ إِلَى رَمَضَانَ مُكفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ: (1/ 209)، برقم(233).

[9] سنن أبي داود، كتاب النكاح- باب ما يؤمر به من غضِّ البصر: (3/ 481)، برقم (2149)، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره.

[10] المباركفوري، تحفة الأحوذي: (8/ 50).

[11] سنن الترمذي، أبواب الدعوات - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: (5/ 365)، برقم (3426)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

[12] سنن أبي داود، أبواب النوم- باب ما يقول إذا خرج من بيته: (7/ 424) برقم (5094)، وابن القيم، زاد المعاد: (2/335).

[13] صحيح مسلم، كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ- بَابُ تَحْرِيمِ الظُّلْمِ: (4/ 1997)، برقم (2581).

[14] سورة الأنبياء: الآية (47).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حفظ اللسان: وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
  • أعظم وصية (خطبة)
  • وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى من أسفل منكم (خطبة)
  • وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعرفة الأنساب حتى توصل الأرحام

مختارات من الشبكة

  • وقفات مع وصايا النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفة مع وصية عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم عند آخر لحظة من وفاته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة حديث عيسى ابن مريم وحديث الطير مع أبي بكر وحديث الضب مع النبي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • خطبة "هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الخطأ"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع حجة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • حال النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بدر التمام في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة الكرام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أصحاب الهمم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/12/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب