• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد
علامة باركود

المسلمون... وثلاثية الفقر والجهل والمرض

عبدالهادي صالح التويجري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/6/2008 ميلادي - 23/6/1429 هجري

الزيارات: 33303

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
أولا: أساس المشاكل.. ضعف الاقتصاد.
يقع العالم الإسلامي بين المحيط الأطلسي غربا والمحيط الهادي شرقا, ويشمل دولا كثيرة في إفريقيا وآسيا.
وتندرج هذه الدول في مجموعها ضمن ما يطلق عليها اسم "دول العالم الثالث", الذي يشمل دولا غير مسلمه ولكنها تضم نسبًا من المسلمين ضمن تركيبتها السكانية (ساد هذا الاصطلاح في وقت الحرب الباردة لتمييزها عن دول العالم الأول وهي دول أوربا الغربية والولايات المتحدة وكندا واليابان وإسرائيل وأستراليا ونيوزلندا، ودول العالم الثاني وتشمل منظومة الدول الاشتراكية حينئذ). 

كما يطلق على دول العالم الثالث مصطلح "الدول النامية Countries Developing", وتتميز بالآتي:
1- تمثل 75% من مجموع سكان العالم. 
2- انخفاض الدخل القومي وارتفاع عدد السكان، ومن ثم انخفاض دخل الفرد وانخفاض مستوى المعيشة. 
3- القاعدة الصناعية فيها غير متطورة, وكذلك القطاع الزراعي متخلف, والموارد الطبيعية غير مستغلة جيدا -إن وجدت- وهذا يعني عدم تطور اقتصاديات هذه الدول كما في الدول المتقدمة.
4- انتشار الفساد الإداري والمالي كالرشوة والاختلاسات والمحسوبية فيها، خاصة بين الطبقة التي بيدها اتخاذ القرار.
5- الإنفاق العسكري يرهق الميزانية ويبطئ التنمية وكذلك كثرة النزاعات السياسية والعسكرية في كثير منها وتعد أساسا رئيسا في تدمير الاقتصاد الوطني.
6- النظام القضائي غير فعال والتشريعات غير مفعلة والأنظمة التي تحمي الاقتصاد الوطني ضعيفة أو معدومة، مما يجعلها عرضة للاستغلال من قبل الدول المتقدمة.
ولكن اقتصاديات بعض هذه الدول آخذ في النمو والتطور التدريجي السريع كما في الصين, والبرازيل, ودول الخليج العربي, وجنوب إفريقيا، وتركيا.

وقد وضعت الأمم المتحدة تعريفا لهذه الدول عام 1971م بتصنيفها إلى: دول نامية ودول أقل نموًّا (Least Developing Countries) وتتميز الأخيرة بالفقر المدقع؛ إذ يبلغ متوسط دخل الفرد من الدخل القومي لثلاث سنوات أقل من 750 دولار في السنة. وانخفاض مستوى المعيشة الشديد يصل في بعضها إلى تحت خط الفقر.كما تنتشر فيها الأمية انتشارًا كبيرًا بنسبة 80% وأكثر, ولذلك فالموارد البشرية فيها ضعيفة لضعف مخرجات التربية والتعليم. ولكن لن نستخدم هذا التعريف في بحثنا هذا لأن كثيرًا من الدول التي تصنف بأنها "الأقل تطورا" تخطت حاجز750 دولار سنويا للفرد.كما انخفضت فيها نسبة الأمية.

ولتصنيف الدول النامية سنستخدم مستويات دخل الفرد من الدخل القومي الإجمالي، بالإضافة إلى مؤشر التنمية البشرية (م. ت.ب) (Human Development index (HDI [ويأخذ قيمة من صفر إلى واحد (  0→1  ) وكلما زادت قيمة المؤشر دل ذلك على تقدم الدولة ويقيس العمر المتوقع للفرد وكذلك مستوى الأمية, والتعليم (من الابتدائي إلى الجامعة), ومستوى المعيشة في دولة ما. ويعد معيارا لكون الدولة متطورة أو نامية أو تحت نامية]، وقد صنفت دول العالم حسب دخل الفرد فيها إلى دول منخفضة الدخل (أقل من 875 دولار سنويا)، ومتوسطة الدخل وهي نوعان: متوسط منخفض (876 – 3465 دولار) ومتوسط مرتفع (3466 – 10725 دولار)، وعالية الدخل (أعلى من 10725 دولار)، وهذا التصنيف ليس له علاقة بكون الدولة متقدمة أو نامية (جدول 2).

ويوضح الجدول (1) بعض الفروق الإحصائية بين هذه الدول:
تصنيف الدخل
عدد السكان
 (بليون/ 2005)
الدخل القومي الإجمالي (تريليون) دولار
متوسط دخل الفرد من الناتج القومي دولار/سنويا
العالم
6448
44.385
6478
منخفض
2.4
1.4
585.4
متوسط منخفض
2.5
4.8
1.924
متوسط مرتفع
600(مليون)
3.4
5.634
مرتفع
1.00
35.6
35.234

من هذا الجدول نرى:
1- عدد سكان الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل 85% من عدد سكان العالم, وعدد سكان الدول المتقدمة 15% من عدد سكان العالم. 
2- تستحوذ الدول الفقيرة والمتوسطة على 21% من الناتج القومي العالمي, والدول المتقدمة على 79% من الناتج القومي العالمي. 
3- نصيب الفرد في الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل بنوعيها 5% من نصيب الفرد في الدول المتقدمة. 

جدول - 2: تصنيف الدول النامية التي بها مسلمون حسب دخل الفرد و(م.ت.ب)1
الدولة
عددالسكان/مليون
% مسلمون
% السكان تحت خط الفقر2
نسبة دخل الفرد سنويا /الناتج القومي (دولار)
م.ت.ب.
الصومال
18.7
100
؟
600 (228 )
0.221( 198 )
جزر القمر
800 ألف
98
60
600 ( 227 )
0.556( 132 )
أفغانستان
30
90
53
800 ( 223 )
...
تنزانيا
38
35
35.7
800 ( 222 )
0.43( 162 )
سيراليون
6
60
68
900 ( 220 )
0.335( 176 )
غينيا بيساو
1.6
45
48.7
900 ( 219 )
0.349(176)
اليمن
30
99
41.8
900 ( 218 )
0.492(150)
إريتريا
4.5
60
53
1000 (216 )
0.454(157 )
إثيوبيا
75
33
44.2
1000 (215 )
0.371( 170 )
النيجر
14
90
63
1000( 214)
0.311(177 )
زامبيا
11.5
30
72.9
1000( 212)
0.407(165)
جيبوتي
800ألف
95
45.1
1000( 210)
0.492(148)
بنين
8.5
30
33
1100( 208 )
0.428(163)
مالي
13.5
90
63.8
1200( 207 )
0.348(175)
بوركينا فاسو
13
50
45.3
1300( 204 )
0.342(174)
طاجاكستان
7.1
85
64
1300( 203 )
0.654(144)
نيجيريا
129
70
34.4
1400( 201 )
0.448(159)
تشاد
10
51
64
1500( 198 )
0.368(171)
فلسطين
3
98
46
1500( 195 )
0.736(99 )
ساحل العاج
17.6
60
36.8
1600(194)
0.421(164)
السنغال
11.7
94
33.4
1800(190)
0.46(156)
العراق
26
65 ( سنة )
؟
1900(185)
0.597(127)
غينيا
9.5
85
40
2000(179)
0.445(160)
غامبيا
1.5
90
64
2000(178)
0.479(155)
أوزباكستان
27
92
28
2000(177)
0.696(113)
قيرقغستان
5.1
90
40
2000(176)
0.705(110)
بنغلادش
145
85
49.8
2200(174)
0.539(137)
السودان
40.2
70
40
2300( 173)
0.516(141)
موريتانيا
3.5
100
46.3
2600(168)
0.486(153)
باكستان
162.4
90
26
2600( 165)
0.539(135)
إندونيسيا
242
88
27.1
3800(152)
0.714(109)
المالديف
350 ألف
90
21
3900(146 )
0.739 ( 98)
سوريا
18.4
80
20
4000(144)
0.716(107)
مصر
77
95
16.7
4200( 143)
0.702(111)
مراكش
33.7
99
19
4400(140)
0.64(123)
الأردن
5.8
97
11.7
4900(132)
0.76(86)
لبنان
3.8
22
28
5500(126)
0.774(77)
البوسنة والهرسك
4
45
25
5500(125)
0.800(62)
ألبانيا
23.1
75
25
5600(124)
0.784(72)
أذربيجان
8.5
30
49
7300(113)
0.736(99)
الجزائر
32.5
100
12.2
7700(108)
0.728(102)
تونس
10
99
7.6
8600(99)
0.760(86)
تركيا
69
99
20
8600(99)
0.760(86)
تركمانستان
5
80
58
8900(94)
0.724(104)
إيران
68
15
16
8900(93)
0.746(96)
كازاخستان
15.2
80
19
9.100(92)
0.774(77)
ليبيا
5.7
100
؟
12.700(78)
0.798(64)
ماليزيا
43
61
15.5
12.700(77)
0.805(61)
المملكة العربية السعودية
26
100
؟
13.800(73)
0.777 (76)
عمان
3.5
100
؟
14.400(71)
0.810(56)
الكويت
2.6
100
؟
21.600(52)
0.871(33)
بروناى
370ألف
66
؟
23.600(46)
0.871(33)
البحرين
680ألف
100
؟
25300(40)
0.859(38)
قطر
800ألف
100
؟
29400(31)
0.844(46)
الإمارات العربية
المتحدة
2.6
100
؟
49.700(4)
0.839(49)
مؤشر الدخل: منخفض متوسط منخفض متوسط مرتفع مرتفع  

1- مؤشر التنمية البشرية (م.ت.ب.): معيار تقدم الدولة يقيس العمر المتوقع، مستوى الأمية، انتشار التعليم (العام والجامعي)، ومستوى المعيشة في دولة ما. 1 المصدر: CIA World Factbook    
ولكن عند تساوي الدخل يتم التصنيف حسب (م.ت.ب.) (الأرقام ببين الأقواس تدل على مرتبة الدولة عالميا)
2 المصدر: Nations development Report,2006 United 

من الجدول 2:
1- معظم الدول الإسلامية والدول التي تضم طبقات إسلامية من المجتمع هي دول نامية معظمها له ناتج قومي منخفض، ومن ثم دخل منخفض وكثافة سكانية عالية، أما الدول الإسلامية ذات الدخول المرتفعة فهي معدودة، ويرجع ارتفاع الدخل فيها إلى عائدات البترول أساسًا (اقتصاد محدود التنوع السلعي) مما يعرض اقتصادها الداخلي للتقلبات العالمية حول طلب هذه السلعة.

2- انخفاض الناتج القومي، ومن ثم دخل الفرد، يجعل المجتمعات في هذه الدول استهلاكية (لعدم وجود فائض للادخار)، ومن ثم انخفاض معدل تكوين رأس المال اللازم لبناء اقتصاد قوي وتنمية حقيقية مما يؤدي إلى التخلف الاقتصادي واللجوء إلى الاقتراض الربوي الذي تكون الفائدة عليه جزءًا كبيرًا نسبيًّا من الناتج القومي للدولة؛ أي أن الفقر يجر إلى الفقر، كما أن تراكم الفوائد إضافة إلى الدين الأصلي سيزيد من أعباء هذه الديون على اقتصاد الدولة فتصبح تابعًا للغرب المتقدم ومؤسساته المالية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
(مثال: ديون مصر: 1970: 1644 مليون دولار، 1980: 13.54 مليار دولار، 2006: 29.6 مليار دولار). 

3- يلاحظ وجود شرائح كبيرة من المجتمع في هذه الدول تعيش تحت خط الفقر، الذي يعرف بأنه المستوى من الدخل في دولة ما اللازم لضمان أدنى متطلبات الحياة للفرد ويختلف باختلاف دخل الدولة، وهذا يعني أن دخل الفرد الذي تكلمنا عنه ليس حقيقيا أي لا يعني أن جميع أفراد المجتمع ينالون نفس المقدار من الناتج القومي الإجمالي، بل إن هناك عدم تساوٍ في الدخول بين أفراد المجتمع، مما يعني وجود طبقية اجتماعية تتركز بيدها معظم الثروة والسلطة وتهميش الطبقات الأخرى اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا -أي انعدام العدالة الاجتماعية- مما يؤدي إلى انتشار البطالة وعدم استقرار المجتمع سياسيا واجتماعيا لوجود صراع طبقي فيه من ناحية ومن ناحية أخرى سيؤدي عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي هذا إلى فقد الثقة في الاقتصاد الداخلي للدولة على حماية الاستثمارات فيه مما يتسبب في هرب رءوس الأموال إلى مناطق أكثر أمنا (لا سيما الغرب) كما حدث عندما كثرت الانقلابات السياسية وشاعت سياسة التأميم في النصف الثاني من القرن الماضي.

والواقع أن هذا التفاوت في الدخل بين أفراد المجتمع موجود حتى في الدول المتقدمة، إلا أن الدولة في هذه المجتمعات تتدخل لتحمي أصحاب الدخول المحدودة بالمساعدات مالية كالضمان الاجتماعي، وكذلك توفير الرعاية التعليمية والصحية (توجد مثل هذه الحماية في بعض الدول الإسلامية النامية ذات الدخل المرتفع مثل دول الخليج وماليزيا)، والمشكلة هي في الدول الإسلامية وتلك التي تقطنها جاليات إسلامية التي يكون الدخل القومي –ومن ثم دخل الفرد- فيها منخفضا حيث يكون المسلمون هم الشرائح الاجتماعية الأكثر تضررًا من هذا التفاوت الطبقي، ومؤشر التنمية البشرية في الدول النامية (العمود الأخير في جدول-2) ينخفض عن مثيله في الدول المتطورة بنسبة تتراوح بين 15 - 75% مما يعني أن التخلف الاقتصادي في هذه الدول يلقي بظلاله سلبا على مؤشرات التنمية البشرية من حيث دخل الفرد والتطور التعليمي ومستوى المعيشة (هذا المؤشر مرتفع نسبيا في الدول الإسلامية التي كانت ضمن المعسكر الشيوعي سابقا -العالم الثاني- بسبب تطور هذا المعسكر قياسا بدول العالم الثالث).

ويوضح الجدول - 3 متوسط دخل الفرد السنوي من الناتج القومي ومؤشر التنمية البشرية (م.ت.ب.) ومعدل الأمية ومؤشر التطور التعليمي (م.ت.ت.) وهو مؤشر يقيس نسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي (ابتدائي وثانوي)، ونسبة محو الأمية، وكفاءة التعليم ونسبة المساواة في فرص التعليم بين الجنسين وقيمته من صفر إلى واحد، وكلما زادت قيمته دل على تطور التعليم، في الدول المتقدمة موازنة بالدول النامية:

جدول -3- الدول المتقدمة في العالم
الدولة
متوسط دخل الفرد سنويا/الناتج القومي الإجمالي (دولار) 1
م.ت.ب.2
%الأمية3
م.ت.ت4
لوكسمبورج
80.500
0.945
0.0
0.94
أيرلندا
44.000
0.956
0.0
0.99
النرويج
43.600
0.965
0.0
0.99
الولايات المتحدة الأمريكية
43.400
0.948
0.0
0.97
سويسرة
37.400
0.947
0.0
0.95
الدنمرك
36.500
0.943
0.0
0.99
النمسا
36.000
0.944
0.0
0.96
كندا
35.500
0.948
0.0
0.97
هولندا
35.000
0.947
0.0
0.99
بريطانيا
35.000
0.940
0.0
0.97
فنلندا
34.800
0.941
0.0
0.99
بلجيكا
34.500
0.945
0.0
0.98
السويد
34.400
0.951
0.0
0.98
أستراليا
33.000
0.957
0.0
0.99
سنغافورة
32.900
0.916
7.5
0.91
اليابان
32.700
0.949
0.0
0.94
ألمانيا
31.000
0.932
0.0
0.96
فرنسا
30.700
0.942
0.0
0.97
إيطاليا
30.700
0.940
1.6
0.96
كوريا الجنوبية
24.200
0.912
2.1
0.98
1: Factbook CIA The world   2:   Wikipedia, The free encyclopedia 
3: UN Statistics division , social indicator   4- UNESCO Institute for Statistics 

من الجدول -3:
نلاحظ أن التطور الاقتصادي في البلدان المتقدمة ينعكس على جميع مناحي الحياة مثل دخل الفرد والتطور البشري الاجتماعي والصحي (م.ت.ب.) وكذلك عدم وجود الأمية تقريبًا وانتشار التعليم والكفاءة التعليمية موازنةً بالدول النامية خاصة الإسلامية منها مما يعني وجود هوة اقتصادية بين الفريقين.

وقد نشر تقرير عن الأمم المتحدة والبنك الدولي يقول:
"إن أول أسباب تخلف وفقر المسلمين هو الأمية والجهل وأمية وجهل المرأة خصوصًا·
والسبب الثاني قلة المسلمين العاملين في الصناعة أو قلة انتشار الصناعة؛ إذ يعمل 16% من المسلمين في الصناعة، وفي العالم المسيحي يعمل 60% في الصناعة، كما أن ضعف الاستثمار في القطاع الزراعي وكذلك عدم تطور هذا القطاع، لضعف الإمكانات الاقتصادية، ساعد مساعدة كبيرة في ازدياد المشكلة.

والسبب الثالث لبؤس المسلمين وتخلفهم هو التزايد السريع في السكان دون مواكبة سريعة وفعالة من الدولة لاستيعاب الزيادة المطردة في عدد السكان، الأمر الذي تضيع معه كل برامج التنمية فلا تستطيع ملاحقته"·

يضاف إلى هذه الأسباب أسباب أخرى مثل:
أ- الجفاف والتصحر في أفريقيا، خاصة في دول جنوب الصحراء، والاتجاه إلى استغلال الأرض الزراعية للمشاريع العقارية السريعة الربحية (كما في مصر وسوريا والهند وغيرها).
ب- الديون الخارجية وما يترتب عليها من فوائد تذهب بقسم كبير من الناتج القومي الإجمالي للدولة مما يربك خطط التنمية فيها.
ج- التفاوت الطبقي الاجتماعي في دولةٍ ما يساعد على ازدياد مشكلة الفقر فيها خاصة لدى سكان المناطق الريفية والقروية.
د- الاختلافات الدينية؛ إذ يعاني المسلمون في البلاد غير الإسلامية الإهمال والتمييز (حتى في أوربا المتحضرة)، والعرقية كما في رواندا، والمذهبية كما في العراق.
هـ- انتشارالفساد الأخلاقي والإداري في الدولة.
و- الاستعمار الغربي لكثير من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، خاصة في إفريقيا، أنهك هذه الدول اقتصاديًّا إلى حد كبير.

ثانيا: المسلمون والجهل.
يقول تقرير الأمم المتحدة والبنك الدولي، الآنف الذكر:
إن الأمية في العالم الإسلامي تصل إلى 50%، وفي العالم المسيحي 2%، ومستوى محو الأمية يختلف، ففي العالم المسيحي محو الأمية معناه أنه لم يكمل الدراسة، أما الأمية في العالم الاسلامي فمعناها أنه لا يعرف الكتابة، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن 90% من سكان العالم الإسلامي أميون في حال تطبيق المعنى الأول؛ أن محو الأمية معناه أنه لم يكمل الدراسة. 

وفي العالم المسيحي 40% من الطلاب يدرسون دراسات عليا في مختلف التخصصات العلمية، وفي العالم الإسلامي 2% فقط بالإضافة إلى أن مستوى التعليم العالي في العالم الإسلامي أضعف كثيراً عنه في العالم المسيحي؛ لأنه مرتبط بالوضع الاجتماعي الاقتصادي.

وأشارت هذه الإحصاءات إلى أنه ينشر سنوياً في مجال التقدم العلمي 260 ألف مقالة في البحوث العلمية منها 1% فقط تنشر في العالم الإسلامي! 

كما أن ما ينفق على التعليم في العالم الإسلامي ضئيل جدًّا موازنة بالإنفاق على التعليم في الغرب، وحسب تقارير منظمة اليونسكو لا يتجاوز 1-6 % من الناتج القومي في العالم العربي.

ويوضح الجدول -4- نسبة الأمية illitracy ومؤشر التطور التعليمي education development Index (م.ت.ت) في الدول النامية المسلمة وتلك التي يقطنها مسلمون، وبالموازنة بالجدول -4- الخاص بالدول المتقدمة نلاحظ البون بين نسبة الأمية ومؤشر التطور التعليمي بين النوعين (الدول الإسلامية في منظومة الاتحاد السوفيتي سابقًا تقل فيها الأمية ويرتفع مؤشر التطور التعليمي):

جدول - 4: نسبة الأمية ومؤشر التطور التعليمي (م.ت.ت) في الدول النامية:
الدولة
% الأمية / السكان ( 2000- 2004 ) 1
ذكور إناث
م.ت.ت. 2
الصومال
29.1
45.2
0.0
جزر القمر
36.5
50.9
0.53
أفغانستان
56.9
87.4
0.0
تنزانيا
14.8
30.8
0.62
سيراليون
60.2
79.5
0.45
غينيا بيساو
29.1
45.2
0.39
اليمن
30.5
71.5
0.51
أريتيريا
29.1
45.2
0.50
إثيوبيا
50.8
66.2
0.40
النيجر
69.6
89.4
0.26
زامبيا
29.2
45.2
0.63
جيبوتي
21.5
41.3
0.52
بنين
45.2
74.5
0.40
مالي
73.3
88.2
0.24
بوركينا بيساو
81.5
91.9
0.23
طاجكستان
0.3
0.7
0.90
نيجيريا
25.6
40.6
0.63
تشاد
59.4
87.3
0.29
فلسطين
7.8
20.3
0.89
ساحل العاج
39.9
61.9
0.46
السنغال
43.9
71.5
0.39
العراق
21.5
41.3
0.0
غينيا
21.1
45.2
0.34
غامبيا
29.1
45.2
0.42
أوزبكستان
0.40
1.1
0.91
قيرقغستان
0.70
1.9
0.91
بنغلادش
49.7
68.6
0.46
السودان
30.8
50.1
0.53
موريتانيا
48.5
68.7
0.49
باكستان
46.6
71.5
0.43
إندونيسيا
7.5
16.6
0.81
المالديف
2.7
2.8
0.87
سوريا
9.0
21.8
0.74
مصر
32.8
56.4
0.73
المغرب
36.7
61.7
0.54
الأردن
4.5
14.1
0.86
لبنان
21.5
41.3
0.86
البوسنة والهرسك
1.6
8.9
0.87
ألبانيا
0.80
1.7
0.88
أذربيجان
0.5
1.8
0.89
الجزائر
22
40.2
0.71
تونس
16.9
36.9
0.75
تركيا
5.5
21.5
0.81
تركمانستان
0.70
1.7
0.91
إيران
16.5
29.6
0.76
كازاخستان
0.20
0.70
0.96
ليبيا
8.2
29.3
0.86
ماليزيا
8.0
14.6
0.84
المملكة العربية السعودية
15.9
30.5
0.72
عمان
18
34.6
0.77
بروناي
3.7
8.6
0.0
الكويت
15
19
0.87
البحرين
11.4
16.4
0.86
قطر
15.1
17.7
0.85
الإمارات العربية المتحدة
24.4
19.3
0.71
المصدر:
1 - UN Statistics division , social indicators 
2- UNESCO Institute for Statistics 

أما على مستوى البحوث العلمية فلا يزال المسلمون -وخاصة العرب- في طور المهد موازنةً بالدول المتقدمة، بل بأمم كانت أقل منهم في مجال التنمية والتطور.

والجدول -5- يوضح الإنفاق على البحث والتطوير العلمي كنسبة من الناتج القومي الإجمالي للدولة في الدول المتقدمة والنامية 1:
 -5-
 الدولة
% الإنفاق العلمي من الناتج القومي
 الدولة
% الإنفاق العلمي من الناتج القومي
الدول المتقدمة
2.3(2000)
فرنسا
 2.26(2004)
الدول النامية
0.9(2000)
الدنمرك
2.6(2004)
السويد
4.3(2003)
هولندا
1.89(2003)
اليابان
3.3(2004)
النمسا
2.27(2004)
الولايات المتحدة الأمريكية
2.7(2004)
بريطانيا
1.86(2004)
ألمانيا
2.52(2004)
أيرلندا
1.09(2004)
إيطاليا
1.6(2004)
إسبانيا
1.03(2004)
سويسرة
3.0(2003)
أستراليا
1.62(2002)
دول جنوب الصحراء الإفريقية
0.2(2000)
الدول العربية الإفريقية
0.2(2000)
تركيا
0.66(2004)
الدول العربية الآسيوية
0.1(2001)
سنغافورة
2.19(2002)
الصين
1.35(2004)
إندونيسيا
0.24(2001)
تايوان
2.3(2002)
   
ماليزيا
0.22(2002)
 دول متقدمة... دول نامية... دول نامية آخذة في التطور 
المصدر: UNEP, youthXchange الأرقام بين الأقواس تدل على السنة.

إذن فالمسلمون يواجهون مشاكل على مستوى تعليم الكبار والتعليم العام الثلاثي (ابتدائي، ثانوي وجامعي) والأسباب كثيرة ولكنها في النهاية تصب في خانة التخلف الاقتصادي الذي يعانونه في بلدانهم أو في البلدان التي يعيشون فيها مما يدفعهم إلى البحث عن لقمة العيش قبل الالتفات للتعليم والمعرفة.

وحتى في حالة البلدان التي تتوفر للمسلم فيها فرصة التعليم فإن مناهج التعليم، خاصة في كثير من البلاد الإسلامية، تعيش خارج الواقع من حيث الكم والنوع والتجهيز، ناهيك أن العملية التعليمية التربوية تتصادم بعادات وتقاليد اجتماعية تقلل من قيمتها وفعاليتها.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يعداه إلى التعليم فوق الجامعي، ففي الوقت الذي تعد فيه شهادة الدكتوراه في الدول المتقدمة بدايةَ الطريق للبحث العلمي، نجد أنها في الدول النامية -وخاصة الإسلامية- هي نهاية الطريق، وهي مجرد أداة لتحسين الوضع المعيشي لصاحبها أو أداة تسلط على من هم دونه ويعملون معه، مما يفسر انتشار ظاهرة "الشهادات المزورة والمشتراة" وخاصة في العالم العربى.

وفي جامعات الدول المتقدمة للطالب شخصيته واحترامه؛ لأنه لبنة في بناء الأمة، أما في معظم الجامعات الإسلامية (وخاصة العربية) فهو (مسير لا مخير) ليس له احترام ولا تقدير، وعليه واجبات لأستاذه، وسمعنا من زملاء لنا من حملة الدكتوراه أنهم لم يكونوا ليحصلوا عليها لولا أداء خدمات شخصية للأستاذ المشرف (أو من هو أعلى منه) مثل إشراك اسمه في أي بحث مستقبلا، ولذلك لا غرابة أن قائمة التصنيف لأول خمسمائة جامعة في العالم لا تضم جامعة واحدة في العالم الإسلامى.

وفي الدول الإسلامية شاركت الجامعات والمؤسسات العلمية بجزء كبير جدًّا في تنمية ووفرة زراعة التخلف وحصاد ثمار الخيبة بمختلف أنواعها، وذلك عن طريق زيادة جوانب الترف الثقافي على حساب البحث العلمي الجاد، بالإضافة إلى عدم تمكين الجادين والمخلصين والأمناء وذوي الكفاءات العالية من الإشراف على إدارة الجامعات والكليات ورئاسة الأقسام ومراكز البحوث، فتلك المناصب في كثير من الأحوال تسند لذوي الضعف الواضح وعديمي القدرة على اتخاذ القرارات والمواجهات الجادة بالإضافة إلى أن هناك ظاهرة من الظواهر العجيبة وهي التمديد لشاغلي المناصب الأكاديمية لمدة طويلة وخصوصًا للذين ثبت إفلاسهم العلمي وعدم قدرتهم على التجديد والتحسين والتغيير وذوي القدرات الفاعلة في إخماد وتحطيم عجلة البحث العلمي.

أضيف إلى ذلك أن الطبيعة الاجتماعية للمجتمعات الإسلامية -وخاصة العربية- غرست في نفوس أفرادها الكسل والاتكالية وتقليل أهمية العقل في التطور، حتى أصبحت كثير من مجتمعاتنا مستهلكة للتقنية والتطور العلمي وغير مستوعبة لهما أو مشاركة فيهما. 

إن البحث العلمي في الدول الإسلامية يعاني الكثير من أسباب التخلف التي امتدت لتضربه بلا هوادة ليتقلص ويتحول دعمه المادي إلى مبلغ زهيد لا يكاد يُذكر، ولك أن تتخيل الفرق بين تحريك عود الثقاب في مسابقات لا تقدم للأمة أي فائدة حضارية مثل المسابقات التلفزيونية وصفقات اللاعبين ورسائل الجوال sms وغيرها لتحصل في ثواٍن وحالا على آلاف الدولارات، وبين تحريك القلم لتأليف أو ترجمة كتاب لمدة سنة لتحصل على مكافأة رمزية لا تغطي في بعض الأحيان تكاليف الطباعة ولا تصرف في الحال.

هذه هي "حال" حوالي مليار و200 مليون نسمة وهم سكان العالم الإسلامي، وبشهادة البنك الدولي وإحصاءات صندوق التنمية البشرية للأم المتحدة، وهو ما كان قد حذّر منه الشيخ محمد عبده -رحمه الله- في أواخر القرن التاسع عشر، من إهمال العلوم الحديثة والتفكير العلمي حتى لا يصبحوا "عالة" على المجتمع المعاصر.

فهل أصبح المسلمون "عالة" على عصر "تقنية المعلومات"؟ مع أن المسلمين هم أمة "اقرأ" ومع أن الدين الإسلامي دعا وحث على البحث العلمي أساسِ العلم الحديث وتقنية المعلومات، ودعا المسلمين إلى التفكر والتدبر في جميع أمور الكون.

وبذلك امتازت مثالية القرآن الكريم بالنظرة الواقعية التي أدت إلى حقيقة هامة توصل إليها المفكرون المسلمون وأخذها عنهم الغرب: وهي أن البحث عن الحقيقة يجب أن يقوم على أساس الملاحظة والتجريب.

من المشاكل التي تعانيها الدول النامية هجرة الكفاءات العلمية والقيادات الفنية المدربة إلى الدول المتقدمة بسبب ضعف الدخل وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي مما يفقد هذه الدول تخصصات نادرة تحتاج إليها في مراحل التنمية.

وأكدت أيضا آخر الإحصاءات الصادرة عن المنظمة العربية للتنمية الصناعية أن ظاهرة هجرة النوابغ المسلمين في اتجاه الغرب قد وصلت إلى 23% من المهندسين و50% من الأطباء و15% من العلماء العرب؛ يهاجرون نحو أوربا وكندا والولايات المتحدة، وهؤلاء يحتضنون 75% من المهاجرين العرب, أما الطلاب العرب بالخارج فما يقارب 54% منهم لا يعود, وحينما تهاجر هذه الكفاءات يحدث نقص حاد في مجالات مهمة كتقديم الخدمات الصحية والمجال الاجتماعي والاقتصادي....

ثالثا: المسلمون والمرض.
جدول -6- التغذية والصحة في الدول النامية:
الدولة
% من يعانون سوء تغذية من السكان (2003) 1
% المغطى من السكان بماء الشرب
 ( 2002 ) 2
الأطباء لكل 100.000 من السكان
 (91-2004) 3
الصومال
...
29
...
جزر القمر
62
94
15
أفغانستان
...
13
...
تنزانيا
44
100
2
سيراليون
50
52
3
غينيا بيساو
37
59
12
اليمن
37
69
33
أرتيريا
73
57
5
إثيوبيا
46
22
3
النيجر
35
46
3
زامبيا
47
55
12
جيبوتي
26
80
18
بنين
14
68
4
مالي
28
48
8
طاجكستان
61
58
203
نيجيريا
9.0
60
28
تشاد
33
34
4
فلسطين
16
94
...
ساحل العاج
14
84
12
السنغال
23
72
6
العراق
...
81
...
غينيا
24
51
11
غامبيا
27
82
11
أوزبكستان
26
89
274
غيرقغستان
4.0
76
251
بنغلاديش
30
75
26
السودان
27
69
22
موريتانيا
10
56
11
غانا
12
79
15
باكستان
23
90
74
إندونيسيا
6.0
78
13
المالديف
11
84
92
سوريا
4.0
79
140
مصر
3.0
98
54
المغرب
6.0
80
51
الأردن
7.0
91
203
لبنان
3.0
100
325
البوسنة والهرسك
9.0
98
134
البانيا
6.0
97
131
أذربيجان
10
77
355
الجزائر
6.0
87
113
تونس
0.0
82
134
تركيا
3.0
93
135
تركمانستان
8.0
71
418
إيران
4.0
93
45
كازاخستان
8.0
86
354
ليبيا
0.0
72
129
ماليزيا
3.0
95
70
المملكة العربية السعودية
4.0
97
137
عمان
0.0
79
132
الكويت
5
 
153
بروناي
3
 
101
البحرين
0.0
100
109
قطر
0.0
100
222
الإمارات العربية المتحدة
0.0
100
202
الدول المتقدمة:
     
لوكسمبورج
0.0
100
266
أيرلندا
0.0
100
279
النرويج
0.0
100
313
الولايات المتحدة الأمريكية
0.0
100
256
سويسرا
0.0
100
361
الدانمرك
0.0
100
298
كندا
0.0
100
214
هولندا
0.0
100
315
بريطانيا
0.0
100
230
بلجيكا
0.0
100
449
السويد
0.0
100
328
أستراليا
0.0
100
247
سنغافورة
0.0
100
140
اليابان
0.0
100
198
ألمانيا
0.0
100
337
فرنسا
0.0
100
337
إيطاليا
0.0
100
420
كوريا الجنوبية
0.0
92
157
إسبانيا
0.0
100
330
المصدر:
1- United Nations Human Development Report , 2006 
2- United Nations Statistics Division , 2007
3-   ,2006   United Nations Human Development Report 

جدول -7- معدل الخصوبة والوفيات في الدول النامية:
الدولة
معدل الخصوبة الكلي للمرأة 1
معدل الوفيات /1000/ سنويا 2
معدل وفيات الأطفال / 1000ولادة 3
العمر المتوقع
4
الصومال
6.68
16.28
113
48.84
جزر القمر
4.97
7.97
70.66
62.73
أفغانستان
6.64
19.96
157.43
43.77
تنزانيا
4.77
13.36
71.69
50.71
سيراليون
6.01
22.64
158.27
40.58
غينيا بيساو
4.79
16.29
103.5
47.17
اليمن
6.49
8.05
57.88
62.52
أرتيريا
4.96
9.36
45.27
59.55
إثيوبيا
5.1
14.69
91.92
49.23
النيجر
7.37
20.59
116.73
44.0
زامبيا
5.31
21.46
100.71
38.44
جيبوتي
5.23
19.23
100.77
43.25
بنين
5.0
11.94
77.85
53.44
مالي
7.38
16.51
105.65
49.51
بوركينا فاسو
6.41
15.31
89.79
49.21
طاجكستان
3.09
7.0
43.64
64.61
نيجيريا
5.45
16.68
95.52
47.44
تشاد
5.56
16.69
102.07
47.2
فلسطين
5.64
3.85
21.88
73.46
ساحل العاج
4.43
14.78
87.41
49.0
رواندا
5.37
14.91
85.27
48.99
السنغال
5.0
10.96
60.15
56.69
العراق
4.07
5.26
47.0
69.3
غينيا
5.75
15.31
88.58
49.65
غامبيا
5.21
11.99
70.14
54.54
أوزبكستان
2.88
7.73
68.89
64.98
غيرقغستان
2.68
7.02
33.38
68.81
بنغلاديش
3.09
8.13
59.12
62.84
السودان
4.69
14.39
91.78
49.11
موريتانيا
5.78
11.89
68.0
53.51
باكستان
3.71
8.0
68.84
63.75
إندونيسيا
2.38
6.25
32.14
70.15
المالديف
4.78
6.88
53.25
64.76
سوريا
3.31
5.74
27.7
71.61
مصر
2.77
5.11
29.5
71.57
المغرب
2.62
5.54
38.85
71.22
الأردن
2.55
2.68
16.16
78.55
لبنان
1.88
6.1
23.39
73.18
البوسنة والهرسك
1.23
8.42
9.58
78.11
ألبانيا
2.03
5.33
20.0
77.6
الغابون
4.71
12.45
53.65
53.99
أذربيجان
2.05
8.35
58.31
65.96
الجزائر
...
4.62
28.78
73.52
تونس
1.73
5.17
22.94
75.34
تركيا
1.89
6.0
38.33
72.88
تركمانستان
3.13
6.17
53.49
68.3
إيران
1.71
5.65
38.12
70.56
كازاخستان
1.89
9.40
27.41
67.22
ليبيا
3.21
3.47
22.82
76.88
ماليزيا
3.0
5.05
16.62
72.76
المملكة العربية السعودية
3.93
2.55
12.41
75.88
عمان
5.7
3.78
18.28
79.62
الكويت
2.86
2.39
9.47
77.36
بروناي
...
3.26
13.12
75.3
البحرين
2.57
4.21
16.18
74.68
قطر
2.75
4.82
17.46
74.14
الإمارات العربية المتحدة
2.43
2.16
13.52
75.69
الدول المتقدمة:
       
لوكسمبورج
1.78
5.42
4.68
79.0
أيرلندا
1.86
7.79
5.22
77.9
النرويج
1.78
9.37
0.0
79.67
الولايات المتحدة الأمريكية
2.09
5.26
6.37
78.0
سويسرا
1.44
8.51
4.28
80.62
الدانمرك
1.74
10.3
4.45
77.96
كندا
1.61
7.86
4.63
80.34
هولندا
1.66
8.69
4.88
79.11
بريطانيا
166
10.09
5.0
78.7
بلجيكا
1.64
10.31
4.57
78.92
السويد
1.66
10.27
4.56
80.63
أستراليا
1.76
7.56
2.76
80.62
سنغافورة
1.07
4.4
2.3
81.8
اليابان
1.23
8.98
2.8
82.0
ألمانيا
1.40
10.71
4.0
78.95
فرنسا
1.98
8.55
3.41
8059
إيطاليا
1.29
10.50
5.72
79.94
كوريا الجنوبية
2.05
5.99
6.0
77.23
إسبانيا
1.29
9.81
4.31
79.78
المصدر:
1- ,2007 CIA World Factbook 
2- ,2006 CIA World Factbook 
3- ,2007 CIA World Factbook 
4- ,2007   CIAWorld Factbook  

حقائق حول الجوع وسوء التغذية في الدول النامية:
1- الفقر والجوع يقتلان 25.000 إنسان يوميًّا.
2- هناك 852 مليون جائع في العالم، معظمهم في جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا وحوالي 315 مليون في جنوب آسيا.
3- الجوع وسوء التغذية هما السبب الأول للموت في العالم.
4 - تنفق العوائل الفقيرة أكثر من 70% من دخلها على الطعام، في حين تنفق العائلة الأمريكية 10% فقط من دخلها على الطعام.
5- يموت طفل كل خمس ثوانٍ في العالم من الجوع، كما أن الجوع يورث؛ إذ إن الأمهات الجائعات يلدن أطفالا ناقصي الوزن.
6 - معدل وفيات الأطفال في إفريقيا يبلغ 8 أضعاف المعدل في أوربا والسبب هو سوء التغذية.
7 - يموت سنويًّا حوالي 11 مليون طفل في الدول النامية 60% منهم بسبب الجوع وسوء التغذية (6.2 مليون طفل وهو يساوي مجموع أطفال فرنسا وإيطاليا).
8 - برامج محاربة سوء التغذية في الدول النامية قللت من موت الأطفال دون الخامسة بنسبة 20%.
9 - وجد أن إضافة أملاح الحديد إلى الغذاء أكثر أهمية من التطعيمات على صحة الأطفال في الدول النامية، كما يموت يوميا 300 امرأة في أثناء الولادة بسبب نقص هذا المعدن في الجسم، ويعاني حوالي 4.5 بليون إنسان في العالم نقصًا في الحديد، وهذا يؤدي إلى انخفاص الناتج القومي بنسبة 2.5% في بعض البلاد.
10- يتسبب نقص فيتامين أ في ضعف المناعة لأكثر من 40% من الأطفال في الدول النامية وموت أكثر من مليون طفل سنويًّا.
11- وجد أن نقص عنصر اليود عند الأطفال يؤدي إلى التخلف الذهنى.
12- وجد أنه بـ 19 سنت أمريكي (أقل من ريال سعودي) يمكن إطعام طفل جائع ليوم كامل في بعض الدول النامية.
(المصدر: , 2007 United Nations World Food Program)

يقول "أمارتيا سن" الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1998م: "إن سبب الجوع في العالم الثالث ليس نقص الغذاء، بل لأسباب كثيرة تنشأ من طرق توزيع الغذاء وسياسات الحكومات".
ومن الجدول -6- يلاحظ:

1- البون الشاسع بين من يعانون سوء التغذية في كثير من دول العالم الثالث -وخاصة دول جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا ودول المنظومة الاشتراكية بعد انهيار الشيوعية- وبين الدول المتقدمة، وهناك عوامل تؤدي إلى هذه الظاهرة منها:

أ- فساد النظام السياسي في كثير من هذه الدول وانهماكه في حروب داخلية تستهلك جزءًا كبيرًا من رأس المال الاقتصادي والبشري اللازم للتنمية والتطور، وينتج عنه انتشار الفساد الاقتصادي والاجتماعي مما يرفع من معدل الفقر والبطالة ومن ثم تدهور صحة المجتمع نتيجة تدني مستوى التغذية لعدم توفر الطعام الصحي وتلوث مياه الشرب وعدم وجود الصرف الصحي والرعاية الطبية مما يؤدي إلى أمراض سوء التغذية؛ فمثلا دلت إحصاءات الأمم على وجود 2.5 مليون لاجئ بسبب النزاع في دارفور في السودان وحوالي ضعف هذا العدد ممن تقطعت بهم السبل داخل قراهم، وهذا أدى إلى انتشار أمراض سوء التغذية، ولقي حوالي 200 ألف حتفهم بسبب المرض والجوع والقتل، كما أشارت الإحصاءات إلى أن أكثر من 17% من أطفال الإقليم دون سن الخامسة يعانون أمراضَ سوء التغذية الحادة.

ب- الحصار الذي يفرضه أعداءُ الإسلام على المسلمين، ففي فلسطين أدى الحصار اليهودي إلى حرمان الفلسطينيين -وبخاصة النساء الحوامل والأطفال الرضع- من الحاجات الأساسية من الطعام، وكذلك انتشار البطالة (65%) والفقر (70% يعيشون تحت خط الفقر) مما أدى إلى انتشار أمراض سوء التغذية.

أما في العراق فإن حصار الأمم بقيادة الولايات المتحدة (1991 – 2003م) أدى إلى موت أكثر من أربعة ملايين مواطن، معظمهم من الأطفال، نتيجة سوء التغذية والمرض، وفي سنوات الاحتلال (2003- الآن) أدى انفراط عقد الدولة وانتشار الفساد السياسي والإداري والمالي وظهور عصابات القتل المسماة فرق الموت إلى انهيار اقتصادي واجتماعي شامل، ومن ثم انتشر الفقر والجوع والنزوح الجماعي، وسادت أمراض سوء التغذية في المجتمع.

جـ- انخفاض الأجور للعمال والفلاحين من قبل ملاك الأراضي (كما في الهند وبنغلاديش) وكذلك انخفاض القيمة السوقية للمنتجات إما لعدم قدرة السوق على امتصاصها أو لسيطرة الشركات الرأسمالية الكبرى على السوق بغرض التصدير, مما يؤدي إلى انخفاض دخل هذه الطبقة من المجتمع، وكذلك انكماش الرقعة الزراعية بسبب التوسع العمراني أو لزراعة محاصيل غير ذات مردود اقتصادي كما في اليمن إذ طغت زراعة القات المخدر على زراعة كثير من المحاصيل الزراعية الهامة مثل البن، كما أن زراعة القات تستهلك كميات كبيرة من الماء المطلوب لمحاصيل زراعية هامة.

د- تدخل التقنية في الزراعة والصناعة مما يؤدي إلى انتشار البطالة وانخفاض القدرة الشرائية للفرد، وكذلك ارتفاع التكلفة الإنتاجية (خاصة في المجال الزراعي نتيجة ارتفاع أسعار البذور والأسمدة) مما يؤدي إلى إفلاس المزارعين وهجرتهم من الريف إلى المدن مما يزيد البطالة ومن ثم تنتشر أمراض سوء التغذية.

هـ- انتشارالجهل والأمية بين طبقات المجتمع، خاصة الأمهات؛ إذ أثبتت الدراسات أن التعليم يقلل من انتشار أمراض سوء التغذية، وعندما تكون الأم متعلمة تصل نسبة الانخفاض إلى 46%.

و- العادات والتقاليد والدين في مجتمعٍ ما لها أثر مهم في العادات الغذائية لأفراده؛ ففي المجتمعات النباتية -وكذلك التي تتغذى على نوع معين من الحبوب مثل الذرة- تزيد نسبة أمراض نقص البروتين وبعض الفيتامينات.
وفي اليمن تؤدي عادة تخزين القات إلى فقدان الشهية -وخاصة لدى الأطفال- مما يحرم الجسم من المواد الحيوية الضرورية لصحته.

ز- عدم كفاية الإنتاج الزراعي أو عدم تنوعه في البلد يصاحبه انغلاق تجاري (أي عدم اللجوء إلى الدول الأخرى لسد النقص) كما هو الحال في الصين وكوريا الشمالية.

ح- انخفاض الدخل القومي، ومن ثم دخل الفرد؛ مما يضعف القدرة الشرائية لأفراد المجتمع والحصول على غذاء صحي وبخاصة للأطفال.

أمراض سوء التغذية:
أمراض سوء التغذية كثيرة، وتعتمد في تنوعها على نوع الغذاء، ولها علاقة وثيقة بالبيئة التي يعيش فيها الإنسان، ومنها:
فقر الدم، الهزال، قصر القامة، التهاب اللثة، مرض نقص البروتين (الكواشيكور)، لين العظام وتقوسها، الجذام، السل، التراخوما والعمى، التيفوئيد، الكوليرا، الديدان الشريطية، الحمى الراجعة، البري بري، التهاب المعدة والجهاز التنفسي، الربو، الحمى الروماتيزمية، بعض أنواع السرطان، الجدري والطاعون (وهما ينشآن في البيئة الملوثة نتيجة الفقر).

وهذه الأمراض تؤدي إلى فقدان الشهية وحرمان الجسم من المواد الضرورية لصحته، ومن ثم إلى سوء التغذية وازدياد المرض؛ أي أنها تؤدي إلى مزيد من التدهور.

ومن الجدول -7- يلاحظ أن هناك علاقة وثيقة طردية بين معدل موت الأطفال دون الخامسة, ومعدل الموت العام، ومعدل العمر المتوقع في مجتمعٍ ما وبين معدل من يعانون سوء التغذية في ذلك المجتمع، مع أن معدل الخصوبة عال في المجتمعات التي تعاني سوء التغذية موازنةً بالمجتمعات الغنية، كما يبين الجدول المذكور.

2- يلاحظ انخفاض معدل الخصوبة الكلية في العالم المتقدم -خاصة في أوربا- ولكن يقابل ذلك ارتفاع معدل العمر المتوقع وانخفاض معدل الوفيات العام بين السكان ومعدل وفيات الأطفال دون الخامسة، مما يعني أن النسبة الكبيرة من السكان في هذه البلاد ليست من الشباب.

ومن أسباب انخفاض معدل الخصوبة في العالم المتقدم التطور الاقتصادي والاجتماعي اللذان جعلا وتيرة الحياة تتسارع، وأدى ذلك إلى نشوء النزعة الفردية في هذه المجتمعات ورغبة الإنسان في تخفيف أعباء الحياة عن كاهله، وذلك بتأخير سن الزواج والولادة، وكذلك انتشار موانع الحمل وسهولة الحصول عليها.

وقد لفت ذلك نظر بعض العلماء في هذه البلدان فدقوا ناقوس الخطر، وكتب أحدهم: "إذا استمر هذا الوضع ففي منتصف القرن الحادي والعشرين ستفقد أوربا نصف سكانها".

الخاتـمة

1- يقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
ويروي التاريخ أنه وجد في بعض خزائن بني أمية صرة بها حبوب البر (الحنطة)، الحبة منها بقدر نواة التمر، وكتب عليها: "كان هذا ينبت في زمن العدل".
كما يروي التاريخ عن الخليفة العباسي "هارون الرشيد" أنه نظر إلى سحابة وقال: قعقعي (أى أمطري) حيث شاء الله، فسيأتينا خراجك.

ويروي التاريخ أن الدولة الإسلامية امتدت من الصين شرقًا إلى إسبانيا غربًا، وكانت تزخر بكل مقومات الحضارة الحقيقية في وقت كانت فيه أوربا يلف أزقتَها ظلامُ الليل، ويلف عقولَ أهلها ظلامُ الجهل والتخلف، وكما قال "سارتون": "إن الحضارة الغربية كان مفتاحها الوحيد لغة العرب التي ملَّكتهم ناصية العلم والتقنية".

ووصل الحال عند المسلمين من الرخاء بأن يسير الرجل بزكاة ماله في بلدان العالم الإسلامي فلا يجد أحداً يأخذها، وكان عمال عمر بن عبد العزيز يضعون المال على أبواب المساجد فلا يأخذه أحد، وكان المنادي يقول: من كان عليه دين فليأتنا، ومن أراد الزواج وهو غير قادر فليأتنا.

وفي كل مرة زاغت فيها الأمة عن تعاليم دينها أصبحت نهبا لأعدائها وغاصت في وحل التبعية والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والعلمي، فها هي ذي مصر وبلاد الشام والسودان والعراق وتركيا على مشارف القرن العشرين الميلادي وهي تزهو بجامعاتها ومعاهدها واقتصادها المتين ولم يسمع العالم بعد باليابان ولا كوريا الجنوبية ولا الصين، وكانت الهند لا تزال تحبو، ولكن تنكبت طريق الحق، فتبدل الحال فيها وحل الفقر محل الرخاء، والجهل محل المعرفة، وتفوقت عليها اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند، بل إن دول الخليج العربية -التي لم تكن تملك من مقومات الحضارة سوى دعوة التوحيد- تعدتها وتفوقت عليها اقتصاديًّا واجتماعيًّا، والممالك الإسلامية في إفريقيا (في زنجبار وموزمبيق والصومال ونيجيريا وأريتيريا وغيرها) كانت أقاليم ذات مناخ مداري دائم الأمطار، وكانت دولا زراعية سال لعابُ الأوربيين لمنتجاتها من البهارات والكاكاو والمطاط وغيرها، ولكنها ابتعدت عن دينها فهانت على الله حتى أصبحت جزءًا من منظومة أكثر الدول فقرًا وتخلفًا في العالم:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124].

ولكي يضع المسلمون أقدامهم على أول درجات سلم الحضارة والرخاء الاقتصادي والتقدم العلمي عليهم -حكامًا ومحكومين- العودة إلى الله على بصيرة، وتدبر تعاليم دينهم لكي يكون لديهم مشروعُهم الإسلامي المتميز بشموليته للبشرية كما فعل أجدادُهم، وبذلك يصبحون أهلا للتغيير الإلهي الموعود:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].

والحكام المسلمون عليهم واجب كبير نحو رعاياهم؛ فكل مسلم هو من رعية الحاكم المسلم في نظر الإسلام دون اعتبار لجنسية أو لحدود جغرافية، وهم مسئولون أمام الله -بحكم الأمانة التي حملهم إياها- عما قدموا للإسلام والمسلمين، ولهذا قال الخليفة عمر بن الخطاب، وهو في المدينة: لو أن بغلة في العراق عثرت لخفت أن يسألني الله تعالى: لم لم تعبد لها الطريق؟

إن تفتت اقتصاد العالم الإسلامي بسبب تفتت العالم الإسلامي ذاته؛ فهو سبب رئيس للفقر في العالم الإسلامي، ولذلك لا بد من التعاون الاقتصادي بجميع أنواعه بين الدول الإسلامية.

2 - تفعيل الزكاة والوقف والصدقات:
الإسلام هو دين العدالة الاجتماعية والرخاء الاقتصادي، ومع هذا فهو لا يقدس القيمة المادية لذاتها، ولكنه شرع نظامًا اقتصاديًّا تفصيليًّا يحدد حقوق الفرد وحقوق المجتمع المادية، فللفرد حق التملك وتنمية هذه الملكية بالوسائل المشروعة التي لا تعرض المجتمع والفرد للاستغلال مثل التعاملات الربوية، كما حدد نوع هذه الملكية بحيث لا يتيح للأفراد تملك ما يحتاجه المجتمع المسلم ويؤثر في حياته، فلذلك لا يجوز تملك الأفراد لصناعة النفط والماء والكهرباء حتى لا يخضع المجتمع لأهواء الأفراد، كما هو الحال في الغرب.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المسلمون شركاء في ثلاث في النار والكلأ (العشب) والماء"؛ لأن مدار حياة المجتمع عليها في الصحراء.

وللفقراء حق في أموال الأغنياء ولهذا شرع الإسلام الزكاة التي هي -كما يقول الدكتور رفعت العوضي رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر- إعجاز في فرضها ودليل على أهمية التكافل في الإسلام، كما أنها تقوم على قاعدة "في كل مال نامٍ زكاة" ولهذا فهي إعجاز في أنها تستوعب التطور في الاستثمار في كل زمان، كما أن من إعجاز تشريعها أنها تنتقل من المحلية (مكان تحصيلها) إلى المركزية؛ إذ يمكن نقلها إلى أماكن خارج منطقتها، وذلك إذا انتفت الحاجة إليها في تلك المنطقة، كما أن من إعجاز تشريعها أن مؤسسة الزكاة مستقلة عن أجهزة الدولة المالية، ولذلك يلزم لكل العاملين عليها سهم منها، كما تميز الزكاة بين المال المستثمر والعاطل، وأنواع الاستثمار. كما أن تفعيل الأوقاف الإسلامية هام في محاربة الفقر في المجتمعات الإسلامية.

وعلى الأغنياء عبء في تحمل قسط من العمل، فالأغنياء عليهم واجب التنازل عن جزء من أرباحهم في سبيل المصلحة العامة، فمثلا لو تنازل صاحب العمل عن جزء من أرباحه الفردية في سبيل تشغيل نسبة من الشباب العاطل عن العمل لانخفضت نسبة البطالة.

3- تفعيل عمل الجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامي كحاضنتين للعمل الخيري في العالم الإسلامي بدلا من المنظمات الدولية التي تأتمر بأمر أعداء الإسلام، وفي هذا فائدة لأن العمل الخيري والهيئات الإسلامية القائمة عليه أصبحت هدفًا لما يسمى "محاربة الإرهاب" وتم تضييق الخناق عليها، ولكنْ في تبني هاتين المنظمتين الرسميتين العملَ الخيرى في العالم الإسلامى تسهيلٌ لمهمة إيصال المعونات إلى مستحقيها.

4- على المسلمين أن يعوا أن الغرب ومؤسساته الخيرية لن تقدم العون المطلوب، وإذا قدمته فلن يكون بلا ثمن، ولذلك فلا بد من اتباع ما يعرف بقاعدة "المساعدة الذاتية لكل دولة ومجتمع" بمعنى استغلال المصادر الاقتصادية الموجودة لتطوير المجتمع، فمثلا: مساعدة الدول ذات الأراضي الزراعية في توفير مياه للري بإقامة السدود وحفر الآبار كما في دول جنوب الصحراء الإفريقي وبنغلاديش، وكذلك تقديم القروض الحسنة والميسرة للدول التي تمتلك مقومات صناعية ولو يسيرة، فمثلا: إقامة مشاريع لصيد الأسماك وتعليبها في الدول الإسلامية الساحلية سيكون له أثر كبير في دعم هذه الدول اقتصاديًّا.

ولقد كان لصندوق التنمية الكويتي في دولة الكويت والبنك الإسلامي في المملكة العربية السعودية أثر بارز وهام في تطوير بعض المشاريع الاقتصادية في العالمين العربي والإسلامي، فالصندوق الكويتي للتنمية قدم 707 قرض إلى 101 دولة نامية بقيمة إجمالية بلغت 3658 مليون دينار كويتي (منذ إنشائه في عام 1961 ميلادية حتى منتصف عام 2006) أما البنك الإسلامي فقد قدم 26038 بليون دينار إسلامي (340244 بليون دولار أمريكي) شملت المشاركة في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء بالبنك، كما رصد البنك في عام 2007 مبلغ 10 مليارات دولار أمريكي لمحاربة الفقر في العالم الإسلامى.

المراجع:
1- deprivation & under-development in the muslim world by Dr Nabil S. Altawil
كتاب " الأمة" - قطر 1985
2- مبادئ الاقتصاد الكلي.
3- إحصاءات الأمم المتحدة ومنظماتها حسب ما هو موضح بكل جدول.

4- مواقع ذات صلة:
صيد الفوائد
Islam online

جريدة الغد
News& broadcast




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سيدة من بلدي (قصة طويلة جدًّا)
  • حصار الفقر
  • اليوم العالمي للقطط المسكينة
  • عولمة الفقر والتخلف في العالم الإسلامي!
  • أمير الركب
  • مفهوم الفقر والحاجات الأساسية
  • تأثير الفقر على الأطفال يفوق كل التأثيرات
  • الفقر بين المدح والذم
  • كل عام وأنتم عرب يا عرب!
  • طبيعة الجهل وكيفية إزالته

مختارات من الشبكة

  • من شمائل النبي وبعض أمور جهلها المسلمون (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث عبدالله بن عمرو: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علاقة المسلمين وغير المسلمين في نسيج المجتمع المسلم(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • إسبانيا: المسلمون الإسبان يمثلون 40% من تعداد المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حديث: المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده...(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • إفريقيا الوسطى: تقسيم الدولة بين المسلمين والنصارى(مقالة - المسلمون في العالم)
  • شرح حديث أبي هريرة: "المسلم أخو المسلم لا يخونه"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ضعف الشعور بالعزة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
4- الفقر
منهال - مصر 09-09-2009 06:35 AM
الفقروطريق التقدم
3- 1
fatima - sudan 03-06-2009 02:07 AM

من أسباب فقر المسلمين – حسب التقارير الدولية -: أن نسبة المسلمين العاملين في مجال الصناعة قليلة

2- دولة مراكش!!!
أبو محمد - المغرب 15-04-2009 07:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
المرجو من مشرف القسم أن يغير في الجدول الثاني مراكش بالمملكة المغربية و بارك الله فيكم و في جهودكم
وفقكم الله
1- شكر
عبد القادر حجاج - الجزائر 07-02-2009 07:18 PM
بارك الله فيك، أكرر و اقول ان الحل هو التمسك بالكتاب و السنة ،وحتى و ان عشنا في فقر ولله ثم ولله لنحيا حياة الخالدين في جنة الرضوان التي وعدنا لله إياها، جزاك لله عنا كل خير.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب