قافلة الضراعة

لقد تحركَت القافلةُ بدونك

وإنكَ لا تراها

تتلفتُ حولك إلى كلِّ صوبٍ ولا تراها

ها هيَ هناك في جنحِ الليل

وعندَ الأُفق

تشقُّ الصحراء بالمطمئنِّين

كأنها مسيرةٌ في رؤيا صادِقة

تحملُها أطيَبُ الأَنسام

ولكنك للآن لا تراها

كأن شيئًا يَحولُ بينك وبين رؤيتها

وها هو ذا العجزُ يدِبُّ فيك وأنت تقول: إن الأمر انتهى..

وتنفض كفَّك بكفِّك

وتحاول أن تتناساها تماماً

لكنَّ انصراف بصرك عنها لن يُلغي وجودها

ولن يمحوَ تأخُّرك

أنت أمام الحقيقة وإنْ هرَبت منها

فافعَل ما كان الناس يفعلونَه إن تحركَت القوافلُ في الدروب بدونهم

يَجثونَ على الأرض

ويرمونَ رؤوسهم فوق الرمال

وقد وضعوا آذانهم علَيها كي يسمعوا دبيبَ الذين رحلوا بدونهم

أنت

وأنت

نحن في العشر الأواخرِ من رمضان

فخرُّوا سجَّداً حتى تعرفوا جهةَ الذين سلَكوا في سبيل الضراعة.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي