• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

عزو النقول والاعتراف بالفضل عند علماء المسلمين

أ.د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/6/2014 ميلادي - 9/8/1435 هجري

الزيارات: 36703

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عزو النقول والاعتراف بالفضل

عند علماء المسلمين


إنَّ العلم في الإسلام مرتبطٌ بالدِّين، ومنبعِثٌ عنه، ولهذا كان متحلِّياً كذلك بأخلاق الإسلام من الصدق والإخلاص، وقد أكدَ العلماءُ هذا المنهج الرفيع، ولعلَّ من المستحسن إيراد شيء مما قالوه ونقلوه وفعلوه في هذا المجال:

قال ابن جماعة:

« صح عن سفيان الثوري [ت: 161هـ] رحمه الله أنّه قال: إنّ نسبة الفائدة إلى مفيدها من الصدق في العلم وشكره، وأن السكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكفره » [1].


وجاء في فوائد النَّجَيْرَميّ:

قال العباس بن بكّار للضبيّ [ت: 168هـ]: ما أحسنَ اختيارك للأشعار فلو زدتنا من اختيارك!

فقال: والله ما هذا الاختيار لي، ولكن إبراهيم بن عبد الله استتر عندي، فكنت أطوف وأعود إليه بالأخبار فيأنس ويحدثني، ثم عرض لي خروجٌ إلى ضيعتي أياماً فقال لي: اجعل كتبك عندي لأستريح إلى النظر فيها، فتركتُ عنده قمطرين فيهما أشعار وأخبار، فلما عدتُ وجدتُه قد علَّم على هذه الأشعار، وكان أحفظَ الناس للشعر، فجمعتُه، وأخرجتُه فقال الناسُ: اختيار المفضّل»[2].


وقال الإمام الذهبي في ترجمة الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 170هـ):

« قال أيوب بن المتوكل:

كان الخليل إذا أفاد إنساناً شيئاً لم يُرِهِ بأنه أفاده، وإن استفادَ مِنْ أحد شيئاً أراه بأنه استفاد منه»[3].


• وقال الأصمعي (ت: 216هـ): « مِن حقِّ مَنْ يقبسك علماً أن ترويه عنه»[4].

• وروى البيهقي في «المدخل»[5] من طريق العباس بن محمد الدّوري، قال: سمعتُ أبا عبيد القاسم بن سلام [ت: 224هـ] يقول: إنَّ من شكر العلم أنْ تقعدَ مع قوم فيذكرون شيئاً لا تحسنه، فتتعلمه منهم، ثم تقعد بعد ذلك في موضع آخر، فيذكرون ذلك الشيء الذي تعلمتَه فتقول: والله ما كان عندي فيه شيء حتى سمعتُ فلاناً يقول كذا وكذا فتعلمته، فإذا فعلتَ؛ فقد شكرتَ العلم.


• وروى البيهقي في «سُننه» من طريق إبراهيم بن محمود قال: « سأل إنسانٌ يونس بن عبد الأعلى [ت: 264 هـ] عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : « أقرُّوا الطيرَ على مَكناتها».


فقال: « إنَّ الله تعالى يحبُّ الحق، إنَّ الشّافعي رحمه الله كان صاحب ذا، سمعتُه يقول في تفسيره: كان الرجل في الجاهلية إذا أراد الحاجة أتى الطير في وكره فنفَّره فإنْ أخذَ ذات اليمين مضى لحاجته، وإنْ أخذ ذاتَ الشمال رجع، فنهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك.


قال: كان الشافعيّ رحمه الله نسيجَ وَحْدِه في هذه المعاني[6].


• وقال ابن عبد البر (ت: 463 هـ): « يقال: إن مِن بركة العلم أن تضيف الشيء إلى قائله»[7].


وقال ابنُ رجب في ترجمة الوزير العالم ابن هبيرة الدوري (ت: 560هـ):

« قال ابن الجوزي: وكان الوزير إذا استفاد شيئًا قال: أفادنيه فلانٌ حتى إنّه عرض له يومًا حديثٌ وهو « مَنْ فاته حزبٌ من الليل فصلاه قبل الزوال كان كأنّه صلى بالليل » فقال: ما أدري ما معنى هذا؟

فقلتُ له: هذا ظاهرٌ في اللغة والفقه:

أمّا اللغة: فإنَّ العرب تقول: كيف كنتَ الليلة، إلى وقت الزوال.


وأمّا الفقه: فإنّ أبا حنيفة يصحِّح الصوم بنيةٍ قبل الزوال، فقد جعل ذلك الوقت في حكم الليل. فأعجبه هذا القول، وكان يقول بين الجمع الكثير: ما كنتُ أدري معنى هذا الحديث حتى عَرَّفنيه ابنُ الجوزي، فكنتُ أستحيي من الجماعة »[8].


• وقال الشيخ الزاهد محمد بن عبد الملك الفارقي (ت: 564 هـ)[9]:

إذا أفادك إنسانٌ بفائدةٍ
من العلوم فأدمِن شكره أبدا
وقل: فلان جزاهُ الله صالحةً
أفادنيها، وألقِ الكبرَ والحسدا

 

وقال ياقوت الحموي (ت: 626هـ):

« وأبو بكر محمد بن موسى الحازمي له كتاب «ما ائتلف واختلف من أسمائها» - أي البلدان-، ثم وقفني صديقُنا الحافظ الإمام أبو عبد الله محمد ابن محمود بن النجار جزاه الله خيراً على مختصرٍ اختصره الحافظ أبو موسى محمد ابن عمر الأصفهاني من كتابٍ ألفه أبو الفتح نصر بن عبد الرحمن الإسكندري النحوي فيما ائتلف واختلف من أسماء البقاع، فوجدتُه تأليفَ رجلٍ ضابطٍ قد أنفد في تحصيله عمراً، وأحسن فيه عيناً وأثراً، ووجدتُ الحازمي رحمه الله قد اختلسه وادّعاه، واستجهل الرواةَ فرواه، ولقد كنتُ عند وقوفي على كتابه أرفع قدره من علمه، وأرى أنَّ مرماه يقصر عن سهمه، إلى أن كشف اللهُ عن خبيئته، وتمحض المحضُ عن زبدته، فأمّا أنا فكل ما نقلتُه من كتاب نصر فقد نسبتُه إليه، وأحلتُه عليه، ولم أضع نصَبَه، ولا أخملت ذكره وتعَبَه، والله يثيبُه ويرحمُه »[10].


وقال الإمام النووي (ت: 676 هـ) رحمه الله في «بستان العارفين»[11]:

« ومن النصيحة: أن تُضاف الفائدة التي تُستغرب إلى قائلها، فمَنْ فعل ذلك بُورك له في علمه وحاله، ومَنْ أوهم ذلك فيما يأخذه من كلام غيره أنّه له فهو جديرٌ أنْ لا ينتفع بعلمه، ولا يُبارك له في حاله، ولم يزل أهلُ العلم والفضل على إضافة الفوائد إلى قائلها، نسأل الله تعالى التوفيق لذلك دائماً ».


وقال الإمامُ القرطبي (ت: 681 هـ) في مقدمة «تفسيره»[12]:

« وشرطي في هذا الكتاب إضافة الأقوال إلى قائليها، والأحاديث إلى مصنِّفيها، فإنّه يُقال: من بركة العلم أنْ يُضاف القول إلى قائله. وكثيراً ما يجئ الحديثُ في كتب الفقه والتفسير مبهماً، لا يعرِف مَنْ أخرجه إلا مَن اطلع على كتب الحديث، فيبقى مَنْ لا خبرة له بذلك حائراً، لا يعرف الصحيح من السقيم، ومعرفةُ ذلك علمٌ جسيم، فلا يُقبل منه الاحتجاج به، ولا الاستدلال حتى يضيفه إلى مَنْ خرَّجه من الأئمة الأعلام، والثقات المشاهير من علماء الإسلام.


ونحن نشير إلى جمل من ذلك في هذا الكتاب، والله الموفق للصواب».

• وقال السخاوي: « وقد كتب شيخُنا - ابن حجر [ت: 852هـ] - لبعض مَنْ أخذ كلامه ولم ينسبه إليه في كلامٍ طويل متمثلاً:

ولم تزل قلةُ الإنصاف قاطعةً = بين الرجال ولو كانوا ذوي رحِمِ »[13].


وكلامُ السخاوي هذا يقصد به بعض تلامذة الحافظ ابن حجر، وهو قطبُ الدين الخيضِري، وقد قال في ترجمته في «الضوء اللامع»[14]:

«وقد استعار من شيخنا نسخته بـ « الطبقات الوسطى » لابن السبكي فجرّد ما بها من الحواشي المشتملة على تراجمَ مستقلة وزيادات في أثناء التراجم -مما جردتُه أيضاً في مجلد- ثم ضمَّ ذلك لتصنيفٍ له على الحروف لخصَ فيه «طبقات» ابن السبكي مع زوائد حصّلها بالمطالعة مِنْ كتبٍ أمدَّه شيخُنا بها كالموجود من «تاريخ مصر» للقطب الحلبي، و«تاريخ نيسابور» للحاكم، و«الذيل عليه» لعبد الغافر، و«تاريخ بخارى» لغنجار، و«أصبهان»، وغير ذلك مما يفوق الوصفَ، وسماه: «اللمع الألمعية لأعيان الشافعية».


وكذا جرّد ما لشيخنا من المناقشات مع ابن الجوزي في «الموضوعات» مما هو بهوامش نسخته وغيرها، ثم ضمَّ ذلك لتلخيصه الأصل، وسماه: «البرق اللموع لكشف الحديث الموضوع ».


ولخّص أيضاً «الأنساب» لأبي سعد بن السمعاني مع ضمِّه لذلك ما عند ابن الأثير والرشاطي وغيرها من الزيادات ونحوها وسماه: «الاكتساب في تلخيص الأنساب».


وما علمتُه حرَّر واحداً منها، واشتد حرصي على الوقوف عليها فما أمكن، نعم رأيت أولَها في حياة شيخنا، وانتقدتُ عليه إذ ذاك بهامشه شيئاً، وشافهتُه بُعيد التسعين - وثماني مئة - بطلبها قائلاً له: إنما تركتُ توجهي لجمع الشافعية مراعاة لكم، وإلا فغير خاف عنكم أنني إذا نهضتُ إليه أعملُه في زمن يسير جداً، فأجاب بأنه استعار كتباً ليستمدَّ منها في تحريرها كـ «تاريخ بغداد» للخطيب، و«تاريخ غرناطة» لابن الخطيب، فتعجبتُ في نفسي من طلب تراجم الشافعية من ثانيهما، وتألمتُ لكون هذين الكتابين كانا عندي أنتفعُ بهما من أوقاف «سعيد السعداء» فاحتال حتى وصلا إليه مع عدم انتفاعه بهما، وقد فهرسه شيخنا بخطه لكونه كان يرى ذلك أسهل من التقريض، وبلغني أنه عتبه في عدم عزو ما استفاده منه إليه، ووُجِدَ ذلك بخطه بظاهر ورقةٍ سأله صاحبُ الترجمة فيها الإذن له بالإفتاء والتدريس تضمَّن المنع من إجابته مع إظهار عتبٍ زائدٍ وتأثرٍ شديد سيّما حين رآه ينقل عن المقريزي أشياء إنما عمدة المقريزي فيها على شيخنا وقال:

ولم تزل قلةُ الإنصاف قاطعةً = بين الرجال ولو كانوا ذوي رحِمِ ».


• وقد سأل بعضُ المحدِّثين من الدمشقيين الإمامَ الحافظَ المؤرِّخَ محمد ابن عبد الرحمن السّخاوي (ت: 902 هـ) أنْ يجرِّد ما أودعه الحافظُ ابنُ حجر في «أماليه المطلقة» من الخصال الموجبة للظلال، وأنْ يُضيف إليه ما زاده هو، فاستجاب لذلك، وألَّف كتابه «الخصال الموجبة للظلال» وقال في مقدمته[15]:

« فأجبته لذلك رغبةً في الثواب، ومحبةً لنشر العلم بين الطلاب، مع العلم بعدم الانحصار فيها، والأَمْنِ ممَّن يأخذها فينسبها لنفسه ويدَّعيها، غافلاً عن كون عزو العلم لقائله شكرَه المقتضي للزيادة والظهور، وأنَّ المتشبِّع بما لم يُعْطَ كلابس ثوبي زور... إذ عَدَمُ الأمن من هذه الطامة، لا يُبيح كتمَ العلم عن الخاصة والعامة، سيّما وقد جاء عن الإمام الشّافعي، المضاهي ببثِّ ما عنده حاتمَ طي: وددتُ لو أُخِذ هذا العلم عنّي، ولا يُضافُ منه شيءٌ إليّ.


ولا أشك أنَّ هذا الفعل يَندرج بيقين في عقوق الأستاذين، وذلك في قول أبي سهل محمد بن سليمان الصعلوكي الأستاذ المعتبر غير مغتفر، وعبارتُه: عقوقُ الوالدين يمحوه الاستغفار، وعقوقُ الأستاذين لا يمحوه شيءٌ الليلَ والنهارَ.


زاد غيرُه من أهل العقل: وربما كان سبباً لاختلال العقل، كما اتفق لبعضهم، وقد رأى بعضَ تلامذته وهو داخلٌ لمجتمع هو فيه وعليه ثياب نفيسة غير محتفل بأحد، فقال: ما هذا العُجْبُ الذي مع هذا الصبي، وبلغ التلميذَ ذلك، فتمثَّل بقول المتنبي:

إنْ أكن معجباً فعُجْبُ عجيبٍ
لم يجد فوق نفسه مِنْ مزيدِ

 

ثم قال: وكيف لا أعجب وأنا ابنُ عشرين علماً [16]لا أجد مَنْ يناظرني في واحد منها؟! فنُقل ذلك إلى الشيخ فقال: شغله اللهُ بنفسه. فامتُحِن بالجنون، وهو ابن خمس وعشرين سنة.


وإنْ انضم لهذا تنقيصُه كان أزيدَ في القبح، سيّما وقد قال الحليمي في قوله صلى الله عليه وسلم : « لا تسبوا الدِّيكَ فإنه يدعو إلى الصلاة »: دليلٌ على أنَّ كل من استفيد منه خيرٌ لا ينبغي أنْ يُسبَّ ويُهان، بل حقه أن يشكر ويكرم ويُتلقى بالإحسان...


حمانا اللهُ من الزلل، وختم لنا بالسعادة عند انتهاء الأجل».

• وقد أورد السيوطيُّ (ت: 911 هـ) في «المزهر» قولَ أبي عبيد السابق في شكر العلم، ثم قال:

« قلتُ: ولهذا لا تراني أذكر في شيء مِنْ تصانيفي حرفاً إلاّ معزواً إلى قائله من العلماء مبيّناً كتابه الذي ذكر فيه ».


وقال السيوطي كذلك في كتابه «عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد»:

« قد أوردتُ جميع كلام أبي البقاء معزوّاً إليه، ليعُرف قدر ما زدتُه عليه، وتتبعتُ ما ذكره أئمةُ النحو في كتبهم المبسوطة من الأعاريب للأحاديث، فأوردتُها بنصهّا معزوّة إلى قائلها، لأنَّ بركة العلم عزو الأقوال إلى قائلها، ولأنَّ ذلك من أداء الأمانة، وتجنُّب الخيانة، ومن أكبر أسباب الانتفاع بالتصنيف، لا كالسارق الذي خرج في هذه الأيام فأغار على عدة كتب مِن تصانيفي، وهي: «المعجزات الكبرى»، و«الخصائص الصغرى»، و«مسالك الحنفا»، وكتاب «الطيلسان» وغير ذلك، وضمّ إليها أشياء من كتب العصريين، ونَسَبَ ذلك لنفسه من غير تنبيهٍ على هذه الكتب التي استمدَّ منها، فدخل في زمرة السارقين، وانطوى تحت ربقة المارقين، فنسأل اللهَ تعالى حسن الإخلاص والخلاص، والنجاة يوم يُقال للمعتدين: لات حين مناص »[17].


وقال الذهبي في ترجمة الإمام أبي محمد التميمي البغدادي رئيس الحنابلة في عصره (ت: 488 هـ):

« قال أبو علي الصدفي: سمعته يقول: يقبح بكم أن تستفيدوا منا، ثم تذكرونا، فلا تترحموا علينا»[18].

فكيف إذا تُرِكَ ذكرهم أصلاً؟!

رحم الله علماء الإسلام، ورفع درجاتهم عنده.



[1] «هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك» (1/3).

[2] «المزهر» (2/319). وقد نقل السيوطي من خط النجيرمي.

[3] «سير أعلام النبلاء» (7/431).

[4] «زاد الرفاق» (1/351).

[5] ص (396)، و«الخصال» ص (60-61).

[6] «سنن البيهقي الكبرى» (9/311)، و«الخصال» ص (61-64).

[7] «جامع بيان العلم» (2/922).

[8] «الذيل على طبقات الحنابلة» (2/124-125).

[9] البيتان في «طبقات الشافعية الكبرى» (6/137).

[10] «معجم البلدان» (1/11).

[11] ص (47-48).

[12] الجامع لأحكام القرآن(1/3).

[13] «الخصال» ص (67).

[14] (9/119-120).

[15] ص (59-68). وقد صححتُ ما وقع في النص من أخطاء.

[16] كذا في الأصل المطبوع والمخطوط، والذي قال هذا أبو عبد الله ابن الحطاب المتوفى سنة (665هـ) كما في ترجمته في «العقود اللؤلؤية» (1/162-165)، وفي سياق السخاوي تصرف.

[17] «عقود الزبرجد» (1/11-12).

[18] «سير أعلام النبلاء» (8/613).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • درء تعارض العقل مع النقل
  • منهج المؤلفين في الاقتباس والنقل
  • الاعتراف بالفضل لأهل الخير

مختارات من الشبكة

  • نبذة عن أهمية الإسناد والتثبت من النقول والأخبار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شام الرسول صلى الله عليه وسلم وما ثبت فيها من النقول (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كتاب منتهى العقول في منتهى النقول(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة النقول المشرقة في مسألة النفقة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مشتهى العقول في منتهى النقول(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • منهج الإمام الطبري في عزو وتخريج كتاب غاية الإحكام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إشكالات في العزو لتفسير الطبري الذي حققه آل شاكر(استشارة - الاستشارات)
  • نظرة في كلمة، وأعذار المصنفين في ترك العزو!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأسباب التي تمنع من اتباع الحق والاعتراف به (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- شكر
د.عبد الحكيم الأنيس - الإمارات العربية المتحدة 10-06-2014 07:51 AM

أشكر الأخ الكريم أبا عمر على إضافته العصرية، ومقالي توقف عند القرن العاشر الهجري، فحبذا أن يوسع الأخ الكريم كلمته لتكون مقالا عن الأمانة العلمية بعد ذلك القرن، أوعند العصريين. وفقه الله

2- والله الموفق
أبو عمر الرياض 09-06-2014 01:59 AM
شكراً للدكتور عبد الحكيم حفظه الله على إبراز هذا الخلق الذي لا نكاد نراه بين طلبة العلم، في زماننا، وإن كان الدكتور حفظه الله ذكرنا لنا جماعة من العلماء ولكن لم يذكر لنا من المعاصرين من سار على المنهج، ويحسن بنا في هذا المقام أن أذكر بعض ما سطره الإمام الألباني رحمه الله في مصنفاته مما استفاده من غيره، فقال في "الصحيحة" (7/250):"وبهذه المناسبة أقول: لقد أفادني أحد الإخوان- جزاه الله خيرا- أن الحافظ السخاوي قد سبقني إلى التنبيه على الخطأ الذي وقع فيه ابن حبان ...".
وقال في "الضعيفة" (12/540):"وبعد كتابة ما تقدم أفادني الأخ علي الحلبي - جزاه الله خيرا - أن الحديث رواه البزار في "مسنده"، فرجعت إليه، فوجدت فيه متابعا قويا للحماني: فقال البزار:...".
وقال في "الصحيحة" (6/947):"فقد أفادني هاتفيا الأخ علي الحلبي –جزاه الله خيراً- أن الحديث أورده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" ...".
وقال في "الصحيحة" (1/409):"ثم أوقفني بعض الطلاب في الجامعة الإسلامية على قول الشوكاني في تفسيره "فتح القدير" ...".
وقال في "الصحيحة" (2/214):"ثم أوقفني الأستاذ شعيب الأرناؤط على وصله في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الشيخ ...".
وقال :"الضعيفة" (11/321):"لم أكن وقفت على الحديث عند الطبراني عند تعليقي على " ضعيف الجامع الصغير وزيادته " ثم أوقفني عليه الأخ الفاضل عبد المجيد السلفي في كتاب أرسله إلي، تاريخه 2/8 /1397 فوصلني في 15/10/1397 وكان من أسباب ذلك أنني قضيت شهر رمضان في سويسرا".
وقال في "الضعيفة" (13/264):"وبعد أيام من كتابة هذا البحث واطلاع أحد إخواننا عليه أوقفني على قول العجلي في "ثقاته" (259/190) في ثابت هذا:"مصري تابعي ثقة"...".
وقال في "الصحيحة" (7/542):"ثم أوقفني بعض الإخوان- جزاه الله خيرا- على إعلال أبي حاتم أيضاً للحديث، ...".
وقال في "الصحيحة" (7/471):"ثم أوقفني بعض الإخوان على حديث خامس من رواية ابن شاهين بسنده عن عكاشة الغنوي في "أسد الغابة"، و"الإصابة"، وإسناده حسن".
وقال في "الصحيحة" (2/709):"ثم رأيت في "تاريخ أبي زرعة الدمشقي" (1/442/1094) أنه قال للحافظ أحمد بن صالح المصري الطبري: ما تقول في مالك بن الخير الزبادي؟ قال: "ثقة". قلت: وهذه فائدة عزيزة -خلت منها كتب التراجم المعروفة- أطلعني عليها الأخ علي الحلبي، تولاه الله وجزاه خيراً". والله الموفق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1- شكر
أبو رسلان - سورية 08-06-2014 11:58 AM
شكرا يا دكتور على هذه الإضاءة
ونسأل الله سلامة القلوب
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب