• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

من صفات اليهود : الحرص على الحياة والتخاذل عند اللقاء

أ. د. مصطفى مسلم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/2/2014 ميلادي - 16/4/1435 هجري

الزيارات: 65910

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعالم القرآنية لسنن الله القدرية في اليهود (5)

المَعْلَم الخامس: الحرص على الحياة والتخاذل عند اللقاء

معالم قرآنية في الصراع مع اليهود

 

﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ [البقرة: 96] ﴿ وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111].


إن الذي لا يؤمن بالحياة الأخرى ولا يرجو ثواب أعماله. يجد أن فرصته الوحيدة هي هذه الدنيا فيهتبل الفرص الإشباع لذاته واستغلال المتاح أمامه.

 

أما الذي يؤمن بالآخرة وثوباها فيحد كثيراً من رغبات النفس ويلزم نفسه حدود الشرع والمبادئ السماوية.

 

وواقع اليهود وأفعالهم ومخططاتهم تدل على أنهم لا يؤمنون باليوم الآخر، بل حرفوا التوراة ليجعلوا المراد من اليوم الآخر ما ينعكس على المؤمنين به في الحياة الدنيا في صورة من الصور وأن الصالحين من الأموات سينتشرون في الأرض ليشتركوا في ملك المسيح الذي سيأتي في آخر الزمان، فإذن الحياة الآخرة عندهم في الدنيا أيضاً ولكنها حياة ثانية بالنسبة للصالحين. وفريق آخر من اليهود ينكر البعث بعد الموت أصلاً ويرى أن ثواب الأعمال الصالحة ما تعود على الإنسان من مصالح ولذة متعة في حياته.

 

وعقيدة هذا شأنها، وتأويلات لربانيهم في تفسير الحياة الأخرى والبعث بعد الموت هذا مسارها، لا شك أن مثل هذه العقيدة ستوجد حرصاً على الحياة وتشبثاً بها لا مثيل له.

 

لذا حاججهم القرآن الكريم وأبرز تناقضهم: فهم يزعمون أنهم الشعب المختار وأن الدار الآخرة لهم وأنه لا يدخل الجنة معهم أحد وأنها بانتظارهم فإذا كان الأمر كذلك فلا يفصل بينهم وبين دخول الجنة ونعيمها إلا الموت الذي يضع نهاية للشقاء والآلام والحرمان فهلا تمنوا الموت وسلكوا المسالك التي تؤدي بهم إلى الموت من الجهاد في سبيل الله أو ركوب المخاطر أو حتى التمني والاشتهاء المجرد. وسجل عليهم القرآن الكريم هذا الاستخذاء والنكوص.

 

يقول تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ[1] وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 6 - 7].

 

﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى[2] تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 111 - 112].


﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 94 - 96].


إن المؤمن إذا علم يقيناً أن مأواه إلى الجنة وهو يؤمن بما ينتظره فيها من نعيم مقيم ورضوان من الله تعالى واجتماع بالأحبة من النبيين والشهداء والصالحين. وإذا أيقن ذلك لا يكون شيء أحب إليه من الانتقال إليها، وإذا كان الموت هو البوابة فلا يكون أحب إليه من اقتحام هذه البوابة يصل إلى المطلوب.


لقد رأى هذه اللحظات عمير بن الحمام في غزوة بدر بأم عينه عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يقاتل أحد هؤلاء القوم اليوم مؤمناً محتسباً فيقتل مقبلاً غير مدبر إلا دخل الجنة فقال عمير رضي الله عنه يا رسول الله أما بيني وبين دخول الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، قال بلى وكانت في يده تمرات يأكلها ليتقوى بها ويعيش ويتجنب الجوع والأسقام وهل هو ينتظر كل ذلك وقد أيقن نعيم الجنة أمام عينيه إنها لحياة طويلة أن يقضيها في أكل التمرات والجنة ببهائها وزينتها ولذائذها وحورها العين وهي محل تنزل رحمات الله ورضوانه فألقى بالتمرات وكسر قراب سيفه لأنه لا مجال لإغماده فيه ثانية، وألقى بترسه لأنه لا يريد الوقاية من الطعنات من العدو بل حرص على الشهادة في سبيل الله. فكان له ما أراد وما أخبره به الصادق المصدوق[3].


هذا شأن المؤمن بما ينتظره من نعيم الجنة أما أن يجد الأسباب ليعيش الحياة المؤبدة ويتجنب الموت ويكرهه ويكره ذكره أو التذكير به فهذا شأن المنكرين للدار الآخرة الخائفين من مصيرهم فيها، الشاكين في كونهم يستحقون نعيمها.


إن القرآن الكريم يسجل الحقائق الدامغة في شخصية القوم ويبين التربية التي ربى الكبار صغارهم عليها، فهي معالم بارزة باقية في التكوين النفسي اليهودي. وهذا قد سجله عليهم كتبهم – حب الحياة والحرص عليها وكراهية الموت.


فقد جاء في سفر الخروج (فلما اقترب فرعون رفع بنو إسرائيل عيونهم وإذا المصريون راحلون وراءهم ففزعوا جداً وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب وقالوا لموسى هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر، أليس هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين: كفّ عنا فنخدم المصريين لأنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية، فقال موسى للشعب: قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم فإنه كما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون تروهم إلى الأبد) سفر الخروج الإصحاح 14 ص 110.

 

إنهم كانوا حريصين على الحياة ولو كانت حياة ذل وقهر يسومهم فرعون وجنوده سوء العذاب يذبح الأبناء ويبقي الإناث للخدمة في البيوت، وتارة يذبح الأبناء سنة ويستبقيهم سنة لكي لا يفقد اليد العاملة في الزراعة والصناعة والسخرة والامتهان.

 

وسجل عليهم القرآن هذه المواقف المخزية ومناقشتهم لموسى بأسلوبه المعجز حيث يقول: ﴿ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 129].

 

ويقول: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 61 - 66].


ولكن هل أخذ اليهود العبرة من تلك الآيات الباهرة وأن عناية الله تكلأ موسى ومن معه من المؤمنين فيسخر له البحر والحجر والعصا، وهل قوي إيمانهم بما رأوا وهل اجتثوا جذور الشك والخوف، والجبن من قلوبهم بعد ما رأوا الآيات.

 

فلننظر إليهم في موقف آخر بعدما تقدم، فبعد أن قطعوا البحر واتخذوا فيه طريقاً يبساً ووقفوا على أطراف أرض فلسطين، أرسل موسى عليه السلام نقباءهم ليستطلعوا الأرض والقوم وقد كتب الله عليهم قتال القوم، ودخول الأرض وأوصى النقباء أن لا يخبروا أحداً بما يرون إنما يخبروه وحده حتى لا تسري الإشاعات بين القوم وهم من عرف موسى حقيقة نفوسهم!.

 

ولكن النقباء من جنس شعبهم فما كادوا يرون الجبارين في أرض فلسطين ورجعوا إلى موسى حتى بالغوا في الحقائق وضخموا ما شاهدوه ليبرروا خوفهم وليلقوا في روع القوم استحالة قتال هؤلاء الجبارين.

 

جاء في سفر العدد (فرفعت كل جماعة صوتها وصرخت وبكى الشعب تلك الليلة وتذمر على موسى وهارون جميع بني إسرائيل، وقال لهما - كل الجماعة - ليتنا متنا في أرض مصر أو ليتنا متنا في هذا القفر، ولماذا أتى بنا الرب إلى هذه الأرض لنسقط بالسيف تصير نساؤنا وأطفالنا غنيمة أليس خيراً لنا أن نرجع إلى مصر، فقال بعضهم لبعض نقيم رئيساً ونرجع إلى مصر) سفر العدد - الإصحاح 14 ص 233.

 

لم يكن ذلك عن قلة في المقاتلين أو ندرة في العتاد والسلاح أو قلة خبرة في التدريب عليه بل إنها النفوس المجبولة على الجبن والحرص على الحياة مهما كان لونها وواقعها لقد جاء في سفر العدد تعداد مقاتلتهم (إن عدد المحاربين كان ستمائة ألف وثلاثة آلاف وخمسمائة وخمسين) سفر العدد الإصحاح الأول ص 208.


ولم يكن عدد أهل فلسطين كبيراً، بل لم يكونوا إلا بضعة آلاف، وهذا ما سجله القرآن العظيم ببيانه المعجز المعهود على بني اليهود حيث جاء فيه ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ[4] أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 20 - 24].


هل يوجد منطق أغرب من هذا المنطق، أناس يقيمون في ديارهم وأرضهم ويريدون مصالحهم المعيشية، ثم يأتي قوم يريدون الاستيطان في هذه الأرض والسيطرة عليها وأخذ الأموال غنائم لأنفسهم، ثم لا يجرؤون على قتال القوم، وإنما يريدون تفريغها أو أن يتلقوا أعداءهم بالأحضان ويسلموهم الدور والأموال والذراري أي منطق هذا، أم أنهم انطلقوا من منطق كونهم العشب المختار فعلى الله أن يمهد لهم الطريق بالقضاء على أعدائهم كما فعل بفرعون وجنده، ولكن شتان ما بين الموقفين، فمع فرعون كانت الأسباب العادية غير مهيأة لهم فلم يمكنوا من أخذ الأهبة والتدريب على السلاح ولم يكن لهم كيان ولا رئاسة ولم يعطوا الفرصة لتهيئة أجواء المعارك فعندما وقعوا في محنة وهددوا بالفناء أنقذهم الله تعالى بخارقة فلق البحر.


أما الموقف هنا فمختلف جداً، إنها الأحكام الإلهية وشرائعه كتبت عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة وينقذوها من أيدي الوثنيين ويرفعوا عليها راية التوحيد.


والآن لهم كيانهم ولهم قيادتهم الراشدة والفسحة الزمنية ممتدة أمامهم لاتخاذ الأسباب من التدريب على السلاح، وإجادة فنون المعارك وخاصة الوحي الإلهي يتنزل على موسى عليه السلام يرشد ويسدد. وليست من طبائع الأمور ولا من سنن الله في المجتمعات أن تكون الخارقة هي الأصل، إن لله سنناً في التدافع بين المجتمعات وابتلاء المؤمنين للتمحيص ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142]. إنها سنة إلهية في أحب الناس إليه وهم المؤمنون به أتباع رسوله. ﴿ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [آل عمران: 154].


لم يدرك بنو إسرائيل سنن الله في الحياة وربط الأمور بمقدماتها وأسبابها إنهم كانوا يريدون أن يسير الكون بمقتضى الخوارق والآيات، وجهلوا أن هذا يصادم سنن الله في الكون.


إن الخوارق بمثابة الدواء والعلاج لأمور طارئة، أما السنة العامة فهي كالغذاء الدائم العام.

 

ولكن الحقيقة التي دفعتهم إلى هذا الموقف هي الطبيعة التي تربوا عليها تحت جبروت فرعون وطغيانه فأفقدتهم الثقة بأنفسهم.

 

لقد وقفت بنو إسرائيل مع نبيهم وقفة تخاذل ونذالة وجبن ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24].

 

وقارن هذا بموقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما استشارهم قبيل موقعة بدر وكانت كل المبررات بجانب من لا يريد المعركة. لقد خرجوا يعترضون العير، ولم يدر في خلدهم أنهم سيلقون مقاومة تذكر. فلم يستعدوا بالعتاد الكافي، بل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من حضر أن يركب. فكان العدد ثلاثمائة وأربعة عشر. ومعهم سبعون بعيراً يعتقبون عليها وفرسان. وكانوا حفاة عراة.


وكان يقابلهم جيش في قرابة الألف مدججين بالسلاح والعتاد، قد خرجوا للقتال لإنقاذ القافلة، وأعدوا لذلك عدته.

 

فلما استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بعض المهاجرين فقالوا فأحسنوا الكلام، ولكنه كان يقصد الأنصار لأنهم بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يحفظوه مما يحفظون به أهلهم وذراريهم أي يدافعون عنه – حرب دفاعية – ولم يبايعوه على الهجوم خارج المدينة على عدوه.

 

ولكن الأنصار آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته والإسلام كل لا يتجزأ فالجهاد قتال في سبيل الله على كل الأحوال إن اقتضى دفاعاً فهو ذاك وإن تطلب هجوماً فهو الجهاد لإعلاء كلمة الله. فوقف متحدثهم ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك. فسر على بركة الله والله لو خضت بنا البحر لخضناه معك، ولو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك وجالدنا معك الناس. وإنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، وإنما نقول اذهب وأنت وربك فقاتلا إننا معكما مقاتلون"[5].

 

وبعد أجيال ودهور، وبعد عقوبات وتأديبات ربانية تحدث حوادث في بني إسرائيل تدل على أن الطبائع هي هي وأن الجبن والهلع متمكنان من القلوب، فقد حدث أن تسلط الأعداء على بني إسرائيل وفتكوا بهم فتكاً ذريعاً فقتلوا الثلث وشردوا الثلث واستاقوا ثلثهم أسرى، كان ذلك بعد موسى بأجيال. فلما استعاد المشردون أنفاسهم رجعوا إلى نبيهم وطلبوا منه أن يعقد له راية وأن يعيّن عليهم قائداً ملكاً[6] يقاتلون تحت إمرته هؤلاء الأعداء الذين سفكوا دماءهم وقتلوا ذراريهم وسلبوا أموالهم، لكن النبي كان مدركاً طبائع القوم فقال إني أخشى أن يعين عليكم القائد الملك وتعقد لكم الراية ولكنكم تخذلون وتنصرفون عنه. قالوا كيف ننصرف عنه، ونحن الملتاعون المصابون نريد الانتقام. وكان ما توقعه نبيهم، فما أن عيّن عليهم طالوت ملكاً يقاتلون تحت رايته حتى اعترضوا على تعيينه عليهم ملكاً، وليس من سبط الملوك، وليس من أكثرهم مالاً وهم المقياسان عند بني إسرائيل في الزعامة. أما القدرات الشخصية والكفاءة الذاتية فلا اعتراف بها عندهم ﴿ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾ [البقرة: 247].


وعلم طالوت أن القوم جبناء مخادعون لا يستطيعون مجابهة الأعداء فأراد اختبارهم ومدى التزامهم بأوامر القائد ومدى تحملهم المشقات ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾ كان عدد الذين لم يشربوا منه وصمدوا معه أربعة عشر وثلاثمائة رجلاً[7] وحتى هؤلاء القلة الذين صبروا معه واجتازوا الاختبار عندما رأوا جند الأعداء جالوت وجنوده خفقت قلوبهم من الخوف وارتعدت فرائصهم فثبت قائدهم من عزائمهم ورفع معنوياتهم بتذكيرهم بتأييد الله لهم ونصره إياهم. ﴿ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].


لما كان الأبناء الأجيال اللاحقة تتربى على ما كان عليه آباؤهم وأجدادهم من العقائد والأفكار، فقد برزت هذه الأخلاق فيهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدخلوا معركة حقيقة مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهاً لوجه، على الرغم من تبجحهم وقولهم لو حدث بيننا وبينكم – يقصدون المسلمين – لقاء لعرفتم أننا الرجال. فلا يغرنكم انتصاركم في بدر على الأعراب الذين لا عهد لهم بفنون القتال[8].

 

فكانت قينقاع وكانت النضير وكانت بنو قريظة وكانت خيبر، وفيها جميعاً كان التنازل على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الإجلاء وكان أخذ الأموال والدور فيئاً – من غير قتال – وكان إقامة عقوبة الإعدام عليهم بسبب الخيانة العظمى كما في حادثة بني قريظة.


فلا يستطيعون مجابهة المسلمين وجهاً لوجه أبداً وهذا نقرؤه خلال التاريخ الإسلامي كله مصداقاً لقول الله تعالى فيهم: ﴿ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111]، وقوله تعالى: ﴿ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 13 – 14].

 

وهنا يثور تساءل هل استطاع اليهود أن يخلعوا عن قلوبهم الجبن والهلع في عصرنا هذا فنراهم اليوم يصولون ويجولون في المنطقة من غير خوف، ودخلوا عدة معارك مع العرب فانتصروا عليهم، ولم يستطع العرب مجتمعين أن يهزموهم ولو ومرة واحدة منذ قيام دولتهم عام 1948م؟! فكيف نفهم الآية الكريمة ﴿ وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111].


والجواب على هذا التساؤل من عدة وجوه:

أولاً: إن الخطاب في الآيات الكريمة خطاب للمسلمين ﴿ وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ ﴾ أي يقاتلوا المسلمين، وكذلك في قوله تعالى ﴿ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ﴾ خطاب للمسلمين وكذلك الآيات الأخرى. والمعارك التي وقعت في العصر الحديث لم يكن بين اليهود والمسلمين بل بين اليهود والقوميين، ولم يكن قتالهم تحت راية إسلامية لإعلاء كلمة الله بل كانت تحت راية القومية العربية، والحرية والوحدة والاشتراكية، والوطنية، وإقامة الدولة العلمانية، والحكم الديمقراطي... إلخ.


فلم يكن الإسلام في الساحة، ولم يكن المسلمون الصادقون قادة الجند، ولم تكن الكتائب كتائب التوحيد، فانتصار اليهود كان على القوميين العرب، وعلى أصحاب أيديولوجية الوحدة والحرية والاشتراكية، والعلمانية والوطنية.

 

ومن الظلم أن نتهم المسلمين أنهم لم يصمدوا أمام حفنة من اليهود، أو أن الإسلام انهزم أمام اليهود.

 

إن الجيش يوصف بأنه جيش إسلامي إذا كان الهدف من القتال هو إعلاء كلمة الله "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى فهو في سبيل الله"[9].

 

والجند الذي يستوفي شرط النصر هو المتمسك بعهد الله وميثاقه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].


ثانياً: إن من يدرس أحداث المعارك التي جرت بين العرب وإسرائيل منذ عام 1948، وإلى يومنا هذا، يجد أنها مسرحيات تمثيلية، والمهرجون الخونة أتقنوا إخراجها لتوطيد أركان دولة اليهود في فلسطين.


أ- أليس من المهزلة أن تشترك سبع دول عربية بجيوشها في معركة مع اليهود ويكون القائد العام لهذه الجيوش كلوب باشا الإنكليزي، والقاصي والداني يعرف دور الإنكليز في إقامة دولة اليهود منذ وعد بلفور عام 1917، حيث وجه وزير خارجية بريطانية - آرثر جيمس بلفور - خطاباً إلى الزعيم الصهيوني اللورد رتشيلد جاء فيه: "إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية..." كان ذلك في الثاني من شهر نوفمبر عام 1917م.


ويقول أورمسبي غور - وكيل وزارة المستعمرات البريطانية - في 9 يوليو عام 1923:

"إن هدف وجودنا في فلسطين ليس فقط للاحتفاظ بها وطناً روحياً لليهود، ولكن هناك أسباب أخرى"[10] ومروراً بالقضاء على ثورات فلسطين عام 1933 وعام 1938، وغيرها بالإضافة إلى مد اليهود سراً وعلناً بالسلاح والعتاد والخبراء، وفسح المجال أمام هجرة اليهود لدعمهم وإقامة دولتهم. ثم تأتي الأوامر العليا بجعل القائد العام للجيوش التي تحارب إسرائيل كلوب باشا الإنكليزي؟!!.

 

بل كان ملك الأردن آنئذ الملك عبدالله قد عقد الاتفاقات السرية مع الحكومة الإسرائيلية على تقسيم فلسطين بينه وبين إسرائيل[11].


ب- وفي حرب السويس عام 1956م، كان الصراع بين نفوذ الدول الكبرى في المنطقة وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تريد الحلول محل انكلترا وفرنسا في المنطقة، وكان الجواد الذي تراهن عليه أمريكا رجلها الأول في المنطقة جمال عبد الناصر، فبدأ بتأميم قناة السويس فانجرت إنكلترا وفرنسا لدخول الحرب، وكان دور إسرائيل الدليل الممهد لهم وكالقاعدة المتقدمة لجيوش الغرب، بالإضافة كما قلت في السابق فالراية لم تكن راية إسلامية وكان انسحابهم بضغط أمريكا بعد حصول إسرائيل على مكسب كبير في فتح مضائق تيران على البحر الأحمر أمامها، فهل هذه حرب إسلامية لرفع كلمة التوحيد؟!.


جـ- وفي حرب 1967، كانت المهزلة أشد، وكان رفاق السلاح المتنافسون على زعامة القومية العربية يريد كل منهم توريط صاحبه في الحرب فنفخوا في زعيم الأمة العربية ليستعرض جيشه المتوجه إلى سيناء، وقد أعطى العهود والمواثيق لأمريكا ولروسيا ألا يبدأ المعركة مع إسرائيل وكان الآخرون يريدون توريطه لإزاحته عن الزعامة، فاستغلت إسرائيل الفرصة لتوجه الضربة القاضية إلى الطيران المصري وإخراجه من ساحة القتال خلال ساعات معدودات لينهار الصنم وتنكشف مهزلة الصواريخ الظافر والقاهر.


لقد كانت إسرائيل متفقة مع القيادات الفاعلة في هذه الجيوش وقبضتها ثمن الخيانة ودفعت إليهم سلفاً، وحددت ما ينتظرهم من مناصب لقاء تقديمهم معلومات أو مقابل تدميرهم لجيوش بلادهم. وقد تحقق ذلك فيما بعد ووفت إسرائيل لهم بوعودهم فمن بقاء مدة أطول في سدة الحكم ومن ترقية من منصب وزير إلى رئاسة في الدولة ومن قائد فرقة إلى رئاسة الأركان. إنها مهزلة العصر.


د- وفي حرب عام 1973: صرح القائمون على دفتها والمقررون لقراراتها أنهم اتفقوا مع كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك اليهودي. أن المفاوضات مع إسرائيل لا يمكن أن تصل إلى نتيجة إلا بعد معركة يثبت العرب فيها وجودهم ليتفاوضوا مع موقع القوة، بل ليعقدوا الصلح الدائم مع إسرائيل ولا يوصموا بالخيانة والعار والهزيمة من قبل منتقديهم، فكانت الحرب محدودة الأهداف والوسائل، ولم تكن مطلقاً بقصد رفع كلمة التوحيد أو في سبيل الله. ومن التجني على الحقيقة أن نقول إنها حرب إسلامية أو بين المسلمين واليهود، وأصحابها يتبرؤون من الإسلام. بل لم يدخلوا معركة من هذه المعارك إلا بعد تصفية الصوت الإسلامي في بلدانهم، وتكميم أفواه المسلمين كي لا يتحدثوا عن خياناتهم، وصفقاتهم السرية مع اليهود[12].


ثالثاً: لقد كانت هنالك اصطدامات في بعض الأوقات بين المسلمين واليهود في نطاق ضيق ولم تكن في حرب شاملة كما تقدم. فقد دخلت بعض الجماعات المتطوعة عام 1948 باسم الإسلام، وأذاقت اليهود الأمرين، وكان الجنود الإسرائيليون يفرون أمامهم كالجرذان عندما يسمعون صيحات التكبير، وحدث في بعض المعارك أن بعض الضباط في قيادات بعض السرايا كانوا مسلمين فكانوا يقاتلون عن عقيدة وإيمان فلم يستطع الإسرائيليون قهرهم أو مجابهتهم وفي معركة الكرامة في غور الأردن عام 1968م تمرد ضابط أردني على قيادته وأصدر أوامره للجنود بالتصدي لإسرائيل وشارك معه بعض الفصائل من منظمة فتح وكان بين أفراده مسلمون فكبدوا الإسرائيليين خسائر كبيرة وتركوا ميدان المعركة مهزومين مذعورين وقد وجد في الدبابات الإسرائيلية المدمرة أن قائدي الدبابات كانوا مسلسلين بالسلاسل في دباباتهم منعاً لهم من ترك الدبابات والفرار.


إننا على يقين من وعد الله للمؤمنين المخلصين الصابرين بالنصر وتثبيت الأقدام إن أخلصوا النية لله تعالى. وإننا على يقين بالحقيقة القرآنية بعدم إمكانية صمود اليهودي أمام المسلم وجهاً لوجه.

 

وإلى أن يوجد المجاهد المؤمن الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، وإلى أن ترفع راية التوحيد ويكون القتال تحت ذاك اللواء إلى أن يتحقق ذلك ستبقى إسرائيل وستبقى لها اليد الطولى في المنطقة لتصول وتجول وترعد وتزبد. لأنها لا تجد أمامها أحداً وإنما تجد هياكل فارغة من الإيمان، فهم يجابهون أناساً لا قضية لهم ويقاتلون في سبيل تثبيت عروش لا يقتنعون بأهليتها للقيادة ثم يجابهون قيادات قد عقدت صفقات معها فكيف تخشى بأسهم أو تحسب لهم حساباً.



[1] قال المفسرون: المراد بما قدمت أيديهم من السيئات والإفساد في الأرض وقتل الأنبياء وأكل الأموال بالباطل وغيرها من المفاسد التي يعلمون أنها شر وإفساد ومع ذلك يرتكبونها.

[2] أي قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهودياً، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانياً ولكن مقياس دخول الجنة الإيمان والعمل الصالح وفق شرائع الله المنزلة. انظر في ذلك تفسير ابن جرير الطبري 1/392.

[3] انظر الحادثة في الإصابة في تمييز الصحابة 3/31، والسيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف 3/48.

[4] المراد بـ﴿ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ ﴾ أي من بني إسرائيل الخائفين ولكن أنعم الله عليهما بإزالة الخوف من نفسهما وقيل من الذين يخافون الله، ولا يخافون أحداً من البشر... انظر تفسير البحر المحيط لأبي حيان 3/455 مكتبة النصر الحديثة.

[5] انظر سيرة ابن هشام 3/33.

[6] كان من الأمم السابقة يمكن أن تكون رئاسة الدولة في شخص والنبوة في آخر، وقد اجتمعت في داود وسليمان عليهما السلام ولا شك أن اجتماعهما في شخص أقوى لكيان الدولة وإدارتها، وكان ذلك في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يكن ملكاً.

[7] انظر في ذلك صحيح البخاري كتاب المغازي 5/5.

[8] انظر السيرة النبوية لابن هشام 3/137.

[9] رواه البخاري في كتاب الجهاد 3/206.

[10] انظر في ذلك: الإرهاب والعنف في الفكر الصهيوني، د. إسماعيل أحمد ياغي، ط جامعة الإمام 1407هـ.

[11] كشفت إسرائيل عن هذه الاتفاقات في فيلم وثائقي عام 1988م.

[12] للمزيد من أسرار حروب العرب مع إسرائيل انظر كتاب: الطريق إلى بيت المقدس، جمال عبد الهادي مسعود ص 92 وما بعدها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صفات اليهود
  • صفات اليهود
  • صفات اليهود
  • من صفات اليهود : الإفساد في الأرض
  • من صفات اليهود: شدة العداوة للمؤمنين وتحريف الكتاب
  • الخوف والغدر من صفات اليهود
  • هل أنت متخاذل؟

مختارات من الشبكة

  • توحيد الأسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقسام صفات الله عز وجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إفراد أحاديث أسماء الله وصفاته - غير صفات الأفعال - في الكتب والسنة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • العظمة صفة من صفات الله(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • صفات شريكة الحياة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصفات الثبوتية والصفات السلبية(المنفية)(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (3) صفات السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اتصاف الله بصفات الكمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفات الحروف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخص صفات اليهود(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب