• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

ابن البهاء والجهر بدعوى الربوبية

ابن البهاء والجهر بدعوى الربوبية
الشيخ عبدالرحمن الوكيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/1/2014 ميلادي - 17/3/1435 هجري

الزيارات: 7164

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ابن البهاء والجهر بدعوى الربوبية


في الفترة التي عاشها البهاء وابنه عباس تحت سياسة الإمبراطورية العثمانية[1]؛ جهر بدعوى الربوبية العظمى؛ وذلك بعد أن كان يهمس بها في حذر ورعدة.

 

ويقيني أن عبدالبهاء هو الذي دفع بأبيه إلى هذا، فقد كان خبيرًا بكل ما افتراه الذين ادعوا النبوة والألوهية والربوبية، وبما أفكوه من أدلة يضطبع بها الباطل؛ ليستر من عوراته لقد استوعب الداهية في فكره كل ما خلف هؤلاء من تراث ولا سيما أساطير الفلسفة التي استهوت المخابيل المفاليك من أمثاله، وخبل التصوف الممعن في الإغراق الذاهل عن الواقع والحقيقة، وحاول المواءمة بين متناقضات كل هذا كما نهل من الثقافة العلمية التي كانت تسود عصره. وبذل الجهد الخائب المضني في سبيل أن يؤيد بها صوفيته. كما كان على بينة من طرق الجدل الذي يتعمد ألا يصل إلى نتيجة، ومن منازع التشكيك الذي اصطنعته الإسماعيلية، وكان إذا اصطدم بمسلم صادق الإسلام قوي الحجة يحاول الفرار منه، فإن لم يستطع راح يقسم له أنه مسلم لا يمتري في دينه، ويقيم الأدلة على أن الإسلام الذي جاء به محمد: هو خاتم الأديان، وخير الأديان، معلنا براءته من كل ما ينسبه الناس إليه أو إلى أبيه من قول يخالف دين الله. ووجد البهاء نفسه قد صار تلميذا لابنه؛ فلم يملك سوى أن يمكنه من خطامه؛ وبهذا صار عبدالبهاء هو رب هذا الدين لا البهاء. وكان عبدالبهاء لا يأذن إلا لذوي المناصب الرفيعة في مقابلة أبيه، مشترطاً عليهم التزام الصمت في محضره المقدس. فلا يسمع هؤلاء من البهاء سوى النجاوى الناعمة التي تتغنى بالحب والإخاء والسلام، فيظنون أنهم بين يدي ملاك جميل تخفق أجنحتة بالرحمة، دون أن يروا في عينيه نهم السفاح الذي يطحن عظام الأيتام بين أضراسه، وهو يلثم أيدي أمهاتهم.

 

بهذا المكر اللئيم استطاع عبدالبهاء أن يجد لأبيه من يؤمنون به، بيد أنه كان الإيمان المتباين الذي لا يدري بمن يلوذ، ولا بماذا يعتصم. فلم يكن أولئك المفتونون على عقيدة واحدة؛ لأن عبدالبهاء كان يهجس في مسمع كل منهم بما يرضى خياله وخباله. فمنهم من كان يعتقد أن البهاء مجدد ديني فحسب، ومنهم من كان يعتقد أنه داعية إخاء وسلام، ومنهم من كان يعتقد أنه مصلح للشيعة الاثني عشرية، ومنهم من كان يعتقد أنه شارح للبابية، ومنهم من كان يعتقد أنه مسلم، ومنهم من كان يعتقد أنه صاحب إلهام.

 

وعاش البهاء غوى الترف في قصره يستعبد أتباعه بما يمن به عليهم من فتات موائده النجسة، واقتدى في سيطرته هذه بأستاذه القديم الساحر عطاء الملقب بالمقنع؛ فهو مثله الأعلى، فبمثل دعوته دعا، وبمثل حيله احتال، وبنفس ألفاظه كتب، وإلى نفس أهدافه صوب. عاش المقنع يعبد الوهم الكبير الذي خدعه به الشيطان، وهو أنه أعظم تجسد للحقيقة الإلهية، وبه اقتدى البهاء.

 

دعاوى البهاء:

ادعى البهاء أول أمره أنه خليفة الباب، أو بمعنى آخر خليفة القائم، ثم زعم أنه هو القائم نفسه، ثم خلع على نفسه صفة النبوة، فالألوهية والربوبية زاعما أن الحقيقة الإلهية لم تنل كمالها الأعظم إلا بتجسدها فيه[2].

 

لماذا لقب نفسه ببهاء الله:

في التراث الصهيوني والشيعي دندنات كثيرة حول بهاء الله كصفة من صفات الجمال الإلهي. وقد تلقف كاظم الرشتى هذا، ومضى يقنعه بالطلسمات والألغاز والأسرار والغموض.

 

كذلك يوجد في أسفار العهد القديم، ولا سيما المزامير وسفر أشعياء ترنيمات حول بهاء الله[3] وقد أمدته الصهيونية التي سيطرت عليه، وعلى ابنه عباس بكل هذا؛ وبما أولت به هذه الصفة؛ لتخلعها على البهاء.

 

هلاك البهاء[4]:

وسلط الله على الطاغية المتمرد جرثومة الحمى، فجندل هذا الخلق الواهن الدقيق الصغير المحجب ذلك العتل الضخم المتجبر الذي شيد الاستعمار صنمه في أربعين عاماً! لقد أملى له الله سبحانه، وأمده في طغيانه الكنود؛ ليمحقه في هذه اللحظة التي غلا فيها تمرده، وأسرف جحوده. وفي اللحظة التي كانت حوله كل قوى الاستعمار والصهيونية تشد من طُنُبه، وتشيع الأساطير عن قوة حوله وطوله. في اللحظة التي كاد يخدعه فيها الوهم، فيظن أنه رب الوجود، وواهب الخلود.

 

وتهاوى العبد الآبق الملعون صريع جرثومة صغيرة برأها الله سبحانه؛ لتكون أحياناً من جند نقمته التي يدمر بها أمثال هؤلاء الجفاة العتاة الغلاظ الكفر والقلوب، ولتكون من آياته على أنه الواحد المهيمن القهار! ولم يستطع رب البهائية الأكبر - وحوله كل تلك القوى - أن يصمد في حومة ذلك الصراع الرهيب الذي دار بينه وبين خلق دقيق ضعيف كانت تزعم البهائية أنه من صنع ربها الملعون، فانهار ربها فاغر الفم من الرعب، مسكر البصر من الهول! يا للمباهلة التي تخيلت أنها قامت بين تلك الجرثومة، وبين رب البهائية، ويا للنتيجة الرائعة! انتصار ساحق للجرثومة الدقيقة، وهزيمة ساحقة تهدم بها الطاغوت، ثم دلف بعدها إلى غيابة القبر. ويا للمقارنة التي يخر بها العقل ساجدًا لله رب العالمين مرتلًا في ضراعة الإيمان، وصفاء العبودية الخاشعة قول الله تعالى: في سورة الحج: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ [الحج: 73]، وسلبه هذا الخلق الدقيق المحجب حياته، فماذا صنع؟ وماذا صنع أشياعه؟ أغرقوا جيفته بفيوض من العطور حتى لا تفضح الريح نتنها الخبيث، ثم زجوا بها في ظلمات القبر لخلق آخر يفترسها! للسوس الشره، والدود المنهوم! حتى هذه العظة التي ترغم العقل والحس على السجود لم تجد طريقا إلى قلوب البهائية؛ لأنها غلْفٌ، فظلوا ينتظرون ربهم على باب قبره، وظلوا ينتظرون أن يُطعمهم، والدود يَطْعَمُه!

 

نسل البهاء:

خلف البهاء وراءه من زوجتيه ثلاث بنات، وأربعة أبناء، وكان يطلق على الذكور: الأغصان، وأكبرهم عباس الملقب: بعبدالبهاء. كان لعباس أخ شقيق وأخت شقيقة.

 

وصية البهاء:

عهد البهاء من بعده إلى من لقبه: بالفرع العظيم، المتشعب من الأصل القديم، ويزعم عبدالبهاء وأتباعه أنه المقصود بهذا، ويزعم إخوته الآخرون أن المقصود أخوهم ميرزا محمد علي. ولكن عبدالبهاء بطش بإخوته ووجد فيه الكفر شيطانه المريد، والجاسوسية القذرة كلبها العقور، وذئبها الغدور. وقد لقب عبدالبهاء وأتباعه بالمارقين، ولقب الآخرون بالناقضين!

 

شخصية البهاء:

عاش البهاء يعشق أطماعه الباغية، ويعبد شهواته الطاغية التي دفعته إلى ادعاء الربوبية. وقد كان خابي الهمة، خوار العزيمة في الشدائد، بيد أنه كان يصير كالشيطان في عربدته، والنمر في ضراوته إذا سنحت له الفرصة التي يستطيع أن يفتك فيها بفرائسه بعيدا عن عين القانون. كان يدبر للجريمة تدبيرا محكما، ويدفع بغيره إلى اقترافها، ويكمن هو خلف قناع زائف من البراءة يترقب رؤية الدم على الناب الذي غرسه، فإن أصابت الجريمة الهدف ظهر على مسرح الأحداث متوشحًا بوشاح البطولة. وإذا انتكست بجارمها - ودلت، على من وراءه - هفا يتنصل منها، ويلعن مقترفها! كان الطمع المسرف في البغي يسيطر على نفسه، ويستعبد هواه، ويصنع له تاريخه؛ لهذا عاش يتخذ من أطماعه أصناماً معبودة له. لقد علقت مخالب أطماعه بالبابية، واستخفه أن يكون سيدها، ولكنه لم يقدم في سبيل هذه الغاية الحقيرة تضحية، وإنما قدم دناءة المكر، ولآمة التدبير للجريمة، وعرض امرأة دنسة. ووطد صلاته بالروس. ومشى في ركب العبيد يلهب السوط ظهره، عبيد الروس الذين كانوا يعملون للوثوب بإيران، وحمل كاتب الوحي المزعوم على أن يغدر بالباب؛ ليتخذ من كذبه ظهيرا له. وحينما أبيد إخوانه البابيون استطاع الظفر بالنجاة. بالذلة والنفاق وراح يرمي من بقي من إخوانه البابيين بسوء الخلق، ولآمة الطمع، ووثب بأخيه يحيى، واغتال صفوة أصحابه، وحينما تبرجت فنون الدنيا بين يديه احتقر الذين ضحوا من أجله، وخلفهم في سغبهم، يترقبون مع الذل الفتات النجس من موائده. وكانت أبرز صفة فيه هي: وضاعة النفاق، اسمع قوله: "كنت مع كل إنسان صديقا بمنتهى المحبة، ومع العلماء والعظماء بكمال التسليم والرضا"[5] وأول كلامه يكذبه تاريخه، وحسبك أنه دس السم لأخيه. أما الفقرة الأخيرة، فتسمه بالصغار؛ فالرجل لا يستسلم للعظماء أيا كانوا، فما بالك بمن يزعم أنه رب؟

 

ثقافته:

مما تصف به الشيعة أئمتها: أنهم خزائن علم الله، وإنهم لا يتعلمون على يد معلم حتى القراءة والكتابة؛ ولهذا قال الميرزا في الأقدس وغيره: "إنا ما دخلنا المدارس، وما طالعنا المباحث، اسمعوا ما يدعوكم إليه هذا الأمي" وزعم أنه لم يقرأ حتى كتب الباب[6] وهو أبرص الكذب؛ فلقد عب من زندقة الإسماعيلية، والحاد الصوفية، وأعانه ابنه بما عب من زندقة، يقول بهائي متعصب عن ثقافة معبودة: "يوجد في البعض من كتاباته كثير من تصورات الأسفار الروحانية، والفلسفة العميقة، والإشارات إلى الآيات، والكتب المقدسة الإسلامية والزرادشتية، والآداب، والحكايات العربية والفارسية" فهل يشير إلى ذلك كله إلا من قرأه من قبل؟ وهل ينسج على منوالها إلا الذي تمرس بها؟! ويقول نفس ذلك البهائي عن طفولة عبدالبهاء: "وكانت تسليته الوحيدة كتابة ألواح الباب وحفظها"[7] فمن أتى بهذه الألواح إلى هذا الطفل الصغير، وكتبها له؟ ثم إنك تجد في كل كتب البهاء نقولا كثيرة عن الشيعة، ومصطلحات صوفية يقيم عليها أصول دينه، وتلمس مدى تأثره العميق بالحروفية والعددية. حتى ليتخذ من بعض القيم العددية لبعض الحروف دليلا على ربوبيته. ويفتخر بهائي متعصب، فيقول عن البهاء: "إنه شرح النقطة والألف حتى بهت العلماء"[8] وهما مصطلحان صوفيان يشار بأولهما إلى وجود المطلق، وبالآخر إلى الوجود المتعين. ترى أهو نبي، أم صوفي؟ وإن البهاء ليؤمن في أعماق نفسه بأنه كذوب في زعمه أنه لم يعرف المباحث!

 

أما الدليل الأكبر على أنه مدمن شطارة ولصوصية من كتب غيره فكتبه جميعها، ودينه الخرافي، فهو مسبوق بكل ما ذكر فيها، وبكل ما افتراه لدينه من عقائد.

 

أسلوبه:

صوفي فج يعتمد على التقليد في الغموض والتلويحات والرموز وكثرة لمصطلحات، وتبدو لك عمايته السوداء النكدة حين يحاول تقليد القرآن، فيأتي ببعض آية يمزجه ببعض آية أخرى، أو يضع معه شيئا من عنده، فيبدو لك جهلة العميق العريض بلغة القرآن. وتعثر في كتبه بأنثى تشكو لوعة الحرمان على فراشها المهجور، فتقرأ مثل: بلّ مدمعي خدودي ومضجعي وأنه يعلم النوح والأنين، وقواعد العشق، وسحر الدلال، وجري الدموع على الخدود. وقد تمتزج هذه الخنوثة الكريهة بشتائم تكشف عن حقد مسعور. وغل موتور، ولا سيما إذا كانت للمسلمين الذين يبهتهم جميعا في أكثر من موضع بأنهم همج رعاع، ويقول مخاطبا لهم: "يا ملأ الجهال" ويقول عن الذين صدقوا عدوه كريم خان: "إنهم اكتفوا بنعيب الغراب عن نغمة البلبل، وقنعوا بمنظر غراب البين عن جمال الورد"[9] إن الأنثى قد تستحي أن تصف جمالها بأنه جمال الورد، فما بالك برجل يزعم أنه رب أكبر؟!

 

ثم يتهور حقده، فيؤكد أن الله قد لعن عدوه "كريم خان"[10] بقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ ﴾ [الدخان: 43، 44]. وبقوله سبحانه في السورة أيضًا: ﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾ [الآية: 49]. ثم يقول: "فانظر كيف أن وصفه مذكور في حكم الكتاب بغاية الوضوح والصراحة" وبهذه الفرية النجسة أثبت البهاء أن حقده يملك عليه كل أزمته، ويتردى به في كل مهلكة دون أن يفزع؛ إذ حسبه أن يحقد؛ ففي الحقد لذته الكبرى! ثم يتكلم عن البشر بقوله: "انظروا الآن إلى الناس كيف أنهم كالنسناس في أفعالهم الدنيئة.. ويركضون خلف جيف عديدة" ثم تبلغ به بلادة الشعور، وخمود الحس حد أنه يسب إنسانًا بعيب خلقي لا يد له فيه، فيقول: "إننا نرى أعورًا من رؤساء القوم يقوم على معارضتنا"[11].

 

هذا كل من كثر لا تجد فيه، وفي غيره مما كتب البهاء إلا نفثات من طمع باغ، وأثرة مسعورة، وهوى معربد. وقد نقلناه من أعظم كتبه شأناً عند عابديه؛ ليتبين للقارئ الكريم حقد عمايته، وخبث طويته، ولنرمى بها في وجه دعواه التي يزعم فيها أنه عظيم الاحترام للجنس البشري!

 

كتبه:

أشهرها الإيقان، والأقدس.

 

وقد ألف الأول في بغداد[12]، وموضوعه: إثبات مهدوية "الباب" وقائميته، وفيه إيماض باهت إلى مدعاه هو، وقد ألف هذا الكتاب تلبية لرغبة بعض من سألوه عن شأن الباب. ومقامه يقول:  "إن هذا البيان الذي ذكرناه الآن لم يكن إلا من فرط الحب لجنابكم"[13] ثم يحكم على نفسه بأنه اقترف معصية بتأليف هذا الكتاب فيقول: "إن هذا العبد يعد الاشتغال بهذه المقالات ذنبا عظيما، ويحسبه عصيانا كبيرا"[14].

 

ولا أدري كيف يقال عن الرب إنه لا ينـزل كتابه إلا من أجل فرط الحب لجناب إنسان واحد تافه مشرك هو: خال الباب!. ولا أدري كيف يقال عن الرب: إنه يتردي في الذنب، ويلغُ في المعصية؟

 

أما كتابه الأقدس، فلم يؤلفه إلا من أخريات أيامه بعد إلحاح ثائر عنيف من أتباعه الذين ظنوا أنه إله، ثم رأوا أنهم لا يجدون كتابا يبين لهم فيه هذا الإله كيف يعبد؟! فأسرع هو وابنه يلفقان من خرافات الباب نفسها شريعة في كتاب سمياه: الأقدس فكان وحده دليلا على أن الميرزا المذكور فضحية كافرة.

 

وله كذلك كتب أخرى سميت: الألواح، والإشراقات، والكلمات الفردوسية، والهيكل، والعهد، وبعضها بالفارسية. وقد كان يسمى كتبه بأسماء، ثم يغيرها مرة بعد مرة.

 

ونلحظ أيضًا أنه يعارض أسماء الكتب المقدسة، فالإيقان يعارض باسمه "القرآن" والأقدس يعارض باسمه "الكتاب المقدس" عند المسيحيين، والألواح يعارض بها بقية الكتب، وبخاصة ألواح التوراة. مستهدفا من وراء هذه التسمية إفهام الناس أن كتبه هي مجمع كتب الأديان جميعها، وأن دينه هو النبع الأصيل الذي عنه فاض كل دين.

 

حقده على المسلمين:

ما حقدَ الميرزا على أمة حقدَه على أمة خاتم المرسلين، وحسبك أنه يبهت السلف، والخلف جميعًا: بأنهم لم يفقهوا شيئاً من القرآن، فيقول: "انقضى ألف سنة ومائتان وثمان من السنين من ظهور نقطة الفرقان، وجميع هؤلاء الهمج الرعاع يتلون الفرقان في كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود"[15]. هكذا يقول! وإني لأسأل البهائيين جميعاً: أين المقصود الذي بينه معبودهم؟؟

 

الناس جميعا مشركون:

يزعم البهاء أن غير البهائيين مشركون فيقول: "إن الذي ما شرب من رحيقنا المختوم، الذي فككنا ختمه باسمنا القيوم. إنه ما فاز بأنوار التوحيد، وما عرف المقصود من كتب الله، وكان من المشركين"[16] إنه ما فك ختماً عن رحيق، وإنما رفع غطاء جب تكدست فيه منتنات الجيف!



[1] نرجو مطالعة المقالة السابق: البهاء تحت سياسة الإمبراطورية العثمانية : على هذا الرابط:

http://www.alukah.net/Culture/0/65062/

[2] يؤكد جولدزيهر وبروكلمان أن البهاء ادعى وهو في أدرنة أنه المظهر الأتم الأكمل للإرادة الإلهية؛ ولهذا يسميها البهائيون أرض السر، وإليك قول جولدزيهر: (أعلن بأنه المظهر الأكمل الذي بشر به أستاذه الباب - والذي تيسر بواسطته إبلاغ رسالته إلى مرتبة أعلى من مراتب الكمال. وفي شخص بهاء الله عادت الروح الإلهية للظهور؛ لكي تنجز على الوجه الأكمل العمل الذي مهد له هذا الداعية الذي بعث قبله؛ فبهاء الله أعظم من الباب؛ لأن الباب هو القائم. والبهاء هو القيوم أي الذي يظل ويبقى) ص244 العقيدة والشريعة.

ويقول بروكلمان: (وهناك - أي في أدرنة - ادعى بهاء الله أنه المظهر الأول للإرادة الإلهية التي بشر بها الباب) ص165جـ4 تاريخ الشعوب الإسلامية. وهناك بهائيون يزعمون أنه أسر بهذا إلى ابنه وهو في بغداد ص58 بهاء الله، والبهائية لا تثبت على قول!.

[3] ورد في المزامير: (إن السموات تحكي عن بهاء الله) وورد غير هذا، فزعم الميرزا لهذا أنه بهاء الله، وكل فرقة نجمت بين المسلمين زعمت مثل هذا الزعم، فالكرماني يقول عن الحاكم بأمر الله: (وحكم الله في كتابه الكريم إشارة إليه وبشارة به، وتعريفا بقوله: ﴿ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ﴾ ص67 طائفة الدروز، وقد كانوا يلقبون الحاكم بالمنصور، فزعموا أن المقصود بهذه الآية هو الحاكم، وهو مثل لا تفصيل.

[4] يقول أبو الرذائل تعبيراً عن هلاك الميرزا حسين علي: (وصعد الرب إلى مقر عزه الأقدس الأعلى، وغابت حقيقته المقدسة في هويته الخفية القصوى، وكانت هذه الحادثة في ثاني شهر ذي العقدة سنة 1309 وسادس عشر شهر مايو 1892م) ص13 الحجج، ويشير إلى أن روح الله التي زعم أنها كانت حالة في البهاء عادت إلى حال التجرد من الجسمية.

[5] ص172 إيقان.

[6] انظر ص53 بهاء الله، 77 مقالة سائح، وفي هذا الكتاب رسالة منه لملك إيران يقول له فيها إنه سيعرض له بالفارسية جملاً من الصحيفة الفاطمية، ويروي أحاديث موضوعة ويقص سيرة بعض اليهود ويحكي بعض نبوءات التوراة والإنجيل!

[7] ص54 - 58 بهاء الله.

[8] ص43 مقالة سائح.

[9] انظر ما سبق في ص32، 41، 60، 130 الإيقان.

[10] كان زعيم الشيخية بعد الرشتى، واتهم الباب وأتباعه بالإلحاد، وكان يوقع ما يكتب بالأثيم تواضعًا.

[11] هذه النصوص عن كتاب الإيقان ص131، 161، 171.

[12] ألفه ما بين 1861 - 1866م، ص164 جـ4 بروكلمان تاريخ الشعوب الإسلامية.

[13] يقال إنه خال الباب نفسه، ولهذا سمى كتابه الإيقان أولاً: (نسخة خال) 358 تاريخ البابية.

[14] ص44 الإيقان.

[15] ص4 إشراقات.

[16] ص119 إيقان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • البهاء والبهائية
  • البهاء يعلن أنه الموعود الذي بشر به الباب
  • البهاء تحت سياسة الإمبراطورية العثمانية
  • الاستعمار ينشر البهائية
  • عبدالبهاء يغير دينه في أوروبا .. وخاتمته
  • ولكن متى ستكون مع الله؟

مختارات من الشبكة

  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يا معشر قريش، احفظوني في أصحابي وأبنائهم وأبناء أبنائهم(مقالة - ملفات خاصة)
  • ابن النجار وابنه تقي الدين ابن النجار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ابن بطة الأب وابن بطة الابن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم المنشئين: الخوارزمي - ابن العميد - ابن عبد ربه - ابن المعتز - الجاحظ - الحسن بن وهب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأثبات في مخطوطات الأئمة: شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والحافظ ابن رجب (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الأثبات في مخطوطات الأئمة: شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والحافظ ابن رجب (WORD)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أثر العامل الفكري في فكر الإمام ابن مفلح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دفع الملامة في استخراج أحكام العمامة لابن عبد الهادي المعروف بابن المبرد، المتوفى سنة 909 هـ(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تحقيق أثر ابن عمر وابن عباس في عدم قضاء الحامل والمرضع للصيام واكتفائهما بالإطعام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فائدة في البحث عن روايات ابن أخي ابن وهب عن عمه في صحيح مسلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب