• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الإساءات الغربية للنبي والقرآن ( المنطلقات والأهداف )

فادي عبداللطيف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/12/2013 ميلادي - 27/1/1435 هجري

الزيارات: 14910

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإساءات الغربية للنبي (عليه السلام) والقرآن

المنطلقات والأهداف

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ على سيدِنا محمد، وعلى آل بيتِهِ الطاهرينَ وصحبِهِ المكرمين، وعلى من والاهُ وسارَ على نهجِهِ إلى يومِ الدين.

 

الحضور الكرام

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يتساءلُ كثيرٌ من المسلمين عن أسبابِ وقوعِ الإساءاتِ المتكررةِ من قبلِ الغربِ لرسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، والقرآنِ الكريم.

 

هل سببُها الجهلُ بالإسلامِ وأفكارِهِ وأحكامِه؟ أهيَ حالاتٌ فرديةٌ معزولة، يقفُ وراءَها أفرادٌ معزولون: صحفيٌ مغمور أو سياسيٌ مبتور؟.

 

إن إدراكَ واقعِ هذه الإساءاتِ لعقيدتِنا الإسلاميةِ، وفهمَ أسبابِها فهماً صحيحاً يقودُنا إلى اتخاذِ الإجراءِ الصحيحِ الذي يفرضُهُ علينا الإسلامُ، ويبصّرُنا بمكمنِ الداءِ الذي جرأَ علينا الأعداءَ ليُسيئوا إلى كتابِ اللهِ ورسولهِ، المرةَ تِلوَ المرة، غيرَ عابئين بهذه الأمة وبما تقول شجباً وغضباً واستنكاراً.

 

ولإلقاءِ الضوءِ على حقيقةِ هذه الإساءاتِ أستعرضُ معكم جملةً من الأحداث، وموقفِ الحكوماتِ الغربيةِ منها.

 

1- حينما صدرَ الفيلمُ الهولنديُ الأولُ المسيءُ للقرآنِ عام 2004م.، والذي حمل عنوان "الخضوع"، قامَ رئيسُ وزراءِ الدنمارك بمنحِ السياسيةِ الهولنديةِ "أيان هيرسي"، التي أعدّت الفلم، جائزةَ الحريةِ معلناً بدء ما أسماه "معركةَ القيم" ضد الإسلام.

 

2- وفي 25/9/2005م، أي قبلَ خمسةِ أيامٍ من نشرِ الرسوم المسيئة للرسول عليه السلام، ألقى وزيرُ الثقافةِ الدنماركي "بريان ميكيلسن" خطاباً في مؤتمرِ حزبِ المحافظين الحاكم، حرّضَ فيه الفنانين الدنماركيين على الاستهزاءِ بالقرآنِ ورسمِ صورةِ النبي، ونطق بألفاظ نربأ بذكرها إجلالاً للرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم.

 

3- وعلى إثرِ هذا التحريضِ قامت صحيفةُ "يولاندس بوستن" الدنماركية بنشرِ الرسومِ المسيئة، حيثُ تضمنت هذه الرسومُ الحاقدةُ الاستهزاء بالنبيِّ الكريم، ووصفهِ بالعنفِ والإرهابِ وظلمِ المرأةِ، وطعنت بالجهادِ في الإسلام.

 

ونشرت الصحيفةُ في العددِ ذاتِه مقالاً توضحُ فيهِ أسبابَ نشرِ الرسوم، فكتبت تقول: "إنَّ العديدَ من المسلمين يرفضون المجتمعَ العلماني ويطالبون بخصوصياتِهم، وهم يُصرّون على عدمِ المساسِ بمشاعرِهم الدينية، وهو ما يتناقضُ مع الديمقراطيةِ وحريةِ التعبير، حيث يتوجبُ على المرءِ أن يتقبلَ الاستهزاءَ والسخريةَ والإساءة" انتهى.

 

4- وحين رفضَ المسلمون الإساءةَ إلى نبيهم تولّى رئيسُ الوزراءِ الدنماركي حملةَ الدفاعِ عن الصحيفةِ ورسومِها البغيضةِ محلياً ودولياً، وطالبَ بدعمِ الاتحاد الأوروبي لتأمين الغطاء السياسي محلياً وأوروبياً، مما أدى إلى نشرِ الرسومِ في العديدِ من الدولِ الأوروبية.

 

كما أصدرَ وزراءُ خارجية الاتحادِ الأوروبي بياناً شددوا فيه على أهمية "حرية التعبير".

 

5- وقامَ بعدَها المدعي العام الدنماركي بإصدارِ تقريرٍ رسمي يرفضُ فيه الدعاوى المرفوعةَ لمقاضاةِ الصحيفة، استناداً إلى القانونِ الدنماركي والميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان.

 

بل إنه كتب في تقريره ما يبرّرُ الافتراءاتِ التي تضمنتها الرسوم، حيث كتب يقول: "إن الرواياتِ التاريخية لسيرةِ النبي محمد تتضمنُ قيامَه بحمل أتباعِهِ على خوضِ حروبٍ دينية".

 

6- وفي عام 2006م. ألقى بابا روما محاضرةً في ألمانيا، هاجمَ فيها الرسولَ ووصفَ رسالتَه بـ "الشرِّ واللاإنسانية" وطعنَ بالجهاد، مثيراً الأحقادَ الصليبيةَ لدى الشعوبِ الأوروبيةِ تجاهَ المسلمين.

 

7- ومنذُ حوالي شهرين قامت سبعَ عشرةَ صحيفةٍ دنماركية بإعادةِ نشرِ الرسومِ المسيئةِ، وبغطاءٍ سياسيٍ هذهِ المرةِ أيضاً، شاركت فيه أحزابُ اليمينِ واليسار، والموالاةِ والمعارضة، وصرح رئيسُ الوزراءِ الدنماركي قائلاً: "إن الحكومةَ ستقفُ حارسةً لحريةِ التعبير".

 

8- وحينما أعلنَ السياسيُ الهولنديُ مؤخراً عزمَه نشرَ الفلمِ المسيءِ للقرآن، دافعَ رئيسُ وزراءِ هولندا عن السماحِ بنشرِ الفلم بحجةِ "حرية التعبير"، كما صدرت العديدُ من التصريحاتِ لمسؤولين في الاتحادِ الأوروبيِ تؤكدُ على حريةِ التعبير.

 

وأعلن رئيسُ الوزراءِ الدنماركيِ تأييدَه للحكومة الهولندية في موقفها، فقال: "إذا تعرضت هولندا لمشاكلَ بسببِ حريةِ التعبير يمكنُها الاعتمادُ على دعمِ الاتحادِ الأوروبي". انتهى.

 

وبذلك يتضحُ بشكلٍ جلي أن هذهِ الإساءاتِ، المتكررةِ والمتعمَّدةِ، للإسلامِ ورسولِ اللهِ والقرآن، قد حصلت، ولا تزالُ، بتحريضٍ وغطاءٍ سياسيٍ رسمي، بل وقانوني أيضاً.

 

الحضور الكرام:

إن الدافعَ لهذه الإساءاتِ ليس مجردُ الاستهزاء والاستفزاز لمشاعر المسلمين.

 

فالمتابعُ لتصريحاتِ قادةِ الغربِ وسياساتِه تجاهَ المسلمين في البلادِ الغربية، وتجاه الأمة الإسلامية في بلاد المسلمين، لا يبقى لديه أدنى شك في أن هذه الإساءاتِ هي جزءٌ من حملةٍ غربيةٍ شرسةٍ تستهدف عقيدةَ الإسلامِ وأحكامِهِ وأنظمتِهِ على جميعِ المستويات: السياسيةِ والعسكريةِ والثقافيةِ والإعلاميةِ.

 

1- ففي عام 2005م، أي قبلَ أشهرٍ قليلةٍ من نشرِ الرسوم، أصدرت الملكةُ الدنماركيةُ كتاباًَ تحذّرُ فيهِ منَ الإسلامِ وانتشارِهِ في المجتمعِ الدنماركي، حيث كتبت الملكةُ تقول: "نواجهُ في هذه السنواتِ تحدياً من قبلِ الإسلام، عالمياً ومحلياً. ويجبُ علينا التعاملُ مع هذا التحدي بجدية... ومواجهتُه" انتهى.

 

2- وفي أكثرِ من مناسبةٍ، صدرت عن رئيسِ الوزراءِ الدنماركي ووزيرِ الاندماج تصريحاتٌ حولَ الخطرِ الذي يشكلُه المسلمون في الدنمارك على مقوماتِ التماسكِ في المجتمع، وذلك بسببِ رفضهم للاندماجِ في قيمِ المجتمعِ وطريقةِ عيشِه.

 

3- وفي السنواتِ الأربعِ الماضية تزايدت التقاريرُ الإعلاميةُ وتلك الصادرةُ عن مراكزِ الأبحاثِ الأوروبية والأميركية، وجميعُها يتحدثُ عن تنامي إقبالِ عشراتِ الآلافِ من الأوروبيين والأميركيين على اعتناقِ الإسلام.

 

4- ففي عام 2006م. صدر تقريرٌ في الدنمارك حولَ انتشارِ الإسلامِ في أوساطِ الشعبِ الدنماركي، حيث استغرقَ إعدادُ التقريرِ، المموّلِ حكومياً، سنتين وتضمن إجراءَ مسحٍ شاملٍ على مستوى البلادِ لبحثِ أسبابِ إقبالِ الآلاف من الدنماركيين، خاصةً الشباب، على اعتناقِ الإسلام.

 

وقد صرحت الباحثة "تينا ينسين"، التي ساهمت في إعداد التقرير، صرحت إلى صحيفةِ "بوليتيكن" الدنماركية في 14/8/2005م.، معلقةً على أسبابِ هذا الإقبالِ بالقول: "إن الشبابَ الدنماركيين معجبون بالأفكارِ الإسلامية وبطريقة العيش في الإسلام".

 

5- وفي 27/7/2007م. نُقلت عن السكرتير الخاص لبابا روما تصريحاتٌ حذّرَ فيها مما أسماه "أسلمة أوروبا". واعتبر جورج "جينزفاين" أنه يتعينُ على أوروبا ألا تتجاهلَ المساعيَ الراميةَ إلى إدخالِ القيمِ الإسلاميةِ في الغرب. وجاءت تصريحاتُ السكرتير البابوي في مقابلة مع صحيفة "زو دويتشه تسايتونغ" الألمانية، قال فيها: "لا نستطيعُ أن ننكرَ أن هناك محاولاتٍ لنشرِ الإسلامِ في الغربِ وينبغي ألا نتجاهلَ الخطرَ الذي يتهدّدُ الهُويةَ الأوروبية. إن الكنيسةَ الكاثوليكيةََ ترى ذلك بوضوح". كما دافعَ جينزفاين عن محاضرة البابا التي افترى فيها على رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

 

6- وفي 10/8/2006م. هاجم الرئيس الأميركي بوش الإسلامَ ووصفه بالفاشية. وسبق أن تهجّمَ الرئيسُ الأميركي على الإسلامِ ونظامِ الخلافة بتصريحاتٍ مماثلةٍ في أكتوبر 2005م.، وآب 2007م.، محذّراً مما وصفه بـ "إنشاءِ نظامِ خلافةٍ راديكالي يمتدّ من إسبانيا غرباً إلى إندونيسيا شرقاً".

 

ومن الجديرِ بالذكرِ أن السياسيَّ الهولندي، "جيرت فِيلدرز" الذي نشر فلمه الأخير المسيء للقرآن، والذي حمل عنوان "فتنة"، استخدمَ التعابيرَ ذاتَها التي استخدمها بوش في هجومه على الإسلام. فقد صرح "فيلدرز" في 24/3/2008م. قائلاً: "إن القرآنَ كتابٌ فاشي"، وأضاف موضحاً أسبابَ نشرِ الفلم بالقول: "علينا مواجهة الشريعة الإسلامية... ومنعَ قيامِ دولةٍ إسلامية"، كما حذّرَ من أسلمةِ المجتمعِ الهولندي وانتشارِ الإسلامِ في أوروبا.

 

ويتضحُ مما سبق أن الهجمةَ الغربيةَ الشرسةَ على الإسلامِ وعقيدتِهِ وأحكامِهِ، ونظامِ الخلافةِ والشريعةِ والجهادِ، تستهدفُ تحقيقَ أمرين:

الأولُ محلياً: وهو القضاءُ على هُويةِ المسلمين في الغرب، وترويعِهم وإخضاعِهم، بغية دمجِهم وتذويبِهم في حضارةِ الغربِ وقيمِهِ وطريقةِ عيشِهِ الفاسدة.

 

كما تستهدفُ تشويهَ صورةِ الإسلامِ والنبيِ الكريمِ والقرآنِ لتنفيرِ الشعوبِ الغربيةِ منه، ولمنعِ انتشارِ الإسلامِ بقوةٍ في الشعوبِ الغربية، التي تتوقُ إلى الخلاصِ من ظلمِ الرأسماليةِ وشقاءِ الماديةِ وفسادِ الطبقةِ السياسيةِ، والتحللِ الأخلاقي والتفسخِ الاجتماعي.

 

والثاني عالمياً: يهدفُ إلى إذكاءِ المشاعرِ الصليبيةِ والأحقادِ في المجتمعاتِ الغربيةِ لحملِ شعوبِها على الالتفافِ حولَ حكامها، وكسبِ التأييدِ الشعبيِ للسياساتِ والحروبِ الاستعمارية التي تخوضُها دولُ الغرب في بلادِ المسلمين، لا سيما في أفغانستان والعراق.

 

والسؤالُ الذي يراودُ الكثيرين: كيف تجرؤُ الدنمارك وهولندا على الاعتداءِ على حرمةِ الرسولِ، صلى الله عليه وسلم، والتعدي على القرآنِ الكريمِ متحديةً ما يقارب ملياراً ونصف المليار من المسلمين، وخاصةً أن لديها مصالحَ مهمة، اقتصادية وتجارية وسياسية في البلادِ الإسلامية؟

 

كيف تجرؤُ دولٌ صغيرةٌ على تعمّدِ وتكرارِ هذه الإساءاتِ سياسياً وإعلامياً، بل يقومُ وزير الداخليةِ الألماني بتحريضِ الصحفِ الأوروبيةِ على نشرِ الرسوم؟

 

كيف يجرؤون على ذلك، خاصةً بعدَ أن شاهدوا ردودَ الفعلِ الغاضبةِ في بلادِ المسلمين والعالم عام 2006م.، حيث خرجت جموعُ المسلمين في مسيرات احتجاج غاضبة منددين ومستنكرين؟!

والجوابُ هو:

أن الحكوماتِ الغربية والسياسيين وأهلَ الإعلامِ يدركون حقيقةَ الأوضاعِ في بلادِ المسلمين. فهم يدركون انفصالَ الحكامِ عن عقيدةِ الأمةِ الإسلاميةِ وقرآنِها وشرعِ نبيها، عليه السلام.

 

وهم يدركون تواطؤَ حكامِ المسلمين مع دولِ الغربِ الكافر، وعلى رأسِهِم أميركا، ضد قضايا الأمةِ ومصالحِها، وهو ما برزَ جلياً في حربي العراقَ وأفغانستانَ وقضيةِ فلسطين.

 

وهم قد لاحظوا، مثلاً، ردودُ الفعلِ من قبلِ الحكامِ والشعوبِ، حين أقدمَ جنودُ أميركا على تدنيسِ المصحفِ الشريفِ في سجن غوانتنامو، وكيف أن حكامَ المسلمين لم يتخذوا الإجراءَ الذي يفرضه الإسلام، بل كافأوا عدوةَ الإسلامِ أميركا بتطبيعِ العلاقاتِ مع نظامِها العميلِ في بغداد، أمنياً وسياسياً، مجتهدين في تأمينِ الاستقرارِ للاحتلالِ الأميركي، كما فعل حكام إيران.

 

أما الشعوبُ فقد خرجت في مسيراتٍ، فنددت واستنكرت، ثم صمتت، وقعدت عن محاسبةِ حكامِها المتخاذلين عن نصرة عقيدتها والدفاع عن قضاياها.

 

نعم، إن الدولَ الغربيةَ لا تتوقعَ أن يتحولَ غضبُ المسلمين إلى أفعالٍ مزلزِلة. وهم يدركون أن حكامَ المسلمين ووسائلَ إعلامِهم ومفتيهم سيحولون دون قيامِ الأمةِ بمواجهةِ هذه الإساءات بمواقفَ عزيزةٍ حاسمةٍ تنسي أعداءَ الإسلامِ وساوسَ الشيطان.

 

فقد أعلنت وزارةُ الخارجيةِ الدنماركيةِ بعد أيامٍ من إعادةِ نشرِ الرسومِ المسيئة، أعلنت عن قيامِها بحملةٍ دبلوماسيةٍ وإعلاميةٍ في البلادِ الإسلامية، وأن سفاراتِها ودبلوماسييها يجرون اتصالاتٍ مكثفةٍ مع الحكوماتِ ووسائلِ الإعلامِ ورجالِ الدين في الشرقِ الأوسط.

 

بل إن وزيرَ الخارجيةِ الدنماركي، "بير ستي موللر"، أدلى بتصريحاتٍ لصحيفة "الشرق الأوسط" (في 23/2/2008م)، أكد فيها تواطؤَ حكامِ المسلمين ومفتيهم في قضية الإساءة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حيث نقلت عنه الصحيفة قوله: "إن وزارتَه على اتصالٍ مستمرٍ بالقادةِ الروحيين والحكوماتِ في الدول الإسلامية لتفادي أزمةٍ جديدة"، وأضاف: "أعتقد أنهم يتفهمون ذلك".

 

ولا يخفي زعماءُ الغرب، بمن فيهم رئيسُ الوزراءِ الدنماركي والرئيسُ الأميركي، أهميةَ التعاونِ بل التحالفِ مع الأنظمةِ القائمةِ في بلادِ المسلمين والتي يصفونها بالمعتدلةِ والصديقةِ للغرب.

 

فكيف لا يسيئون إلى القرآنِ والرسولِ الكريم، وهم يشاهدون الأنظمةَ القائمة في بلادِ المسلمين هي نفسَها تحاربُ الإسلامَ وتعطلُ القرآن وتحاربُ عودتَه للحكمِ والتطبيقِ في المجتمع؟

 

وهي نفسَها تعطلُ شرعَ رسولِ الله وسنته، وتلاحقُ العاملين لإقامةِ حكمِ الإسلامِ في بلادِ المسلمين، بالسَّجنِ والتعذيبِ والإرهاب؟

 

نعم، إن تخاذلَ الحكامِ عن نصرةِ الإسلامِ والدفاعِ عن قضايا المسلمين ومقدساتِهم، وتحالفَهم مع دولِ الغربِ في الحربِ على الإسلامِ، هو أحَدُ الأسبابِ المباشرةِ لوقوعِ هذه الإساءات، وتكرارها، وتعمّدِها واتساعِها.

 

كما أن ردودَ فعلِ المسلمين القاصرةِ على التنديدِ والشجبِ والتظاهرِ، تُطمِعُ أعداءَ الإسلامِ بالتمادي في العدوانِ على مقدساتِ المسلمين وأعراضِهم ودمائِهم.

 

وعليه، فالدولُ الغربيةُ لا تتوقعُ أن تؤديَ الإساءةُ إلى كتابِ اللهِ ورسولهِ، إلى تحرّكِ الأمةِ الإسلاميةِ التحركَ الفعّال، اقتصادياً أو سياسياً أو عسكرياً.

 

فالغربُ الكافرُ يعلمُ أنه ليس لمحمدٍ في بلادِ المسلمينَ دولةٌ تقيمُ شرعَه وتنتصرُ له، وليس للقرآنِ سلطانٌ يحميه ويدفعُ عنه أيدي المعتدين وألسنتهم.

 

وصدق الله تعالى حيث يقول: ﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الممتحنة: 2].

 

وختاماً، نسألُ اللهَ العليَ القديرَ أن يكرمَ هذه الأمةَ بدولةٍ إسلاميةٍ عزيزةٍ وقديرة، خلافةً على منهاجِ النبوة، يُعزّ بها الإسلامُ وأهلُه، ويُذل بها الكفرُ والاستعمارُ وأهلُه، فتعودُ الأمةُ، كما أرادَها اللهُ ﴿ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110] تطبقُ الإسلامَ وتحملُه رسالةَ هدايةٍ ونورٍ للناسِ أجمعين، وما ذلك على اللهِ بعزيز.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لماذا تسامى الشرق بالإسلام؟ ( قصيدة )
  • ثقافة الأهداف
  • حكمة الشباب وحماس الشيوخ

مختارات من الشبكة

  • تعليق الشيخ خالد الشايع على تكرر نشر الرسوم المسيئة للنبي ﷺ في الصحف الغربية(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الرد على الإساءة بالإساءة(استشارة - الاستشارات)
  • وقفات حول الإساءات الصحفية لخير البرية صلى الله عليه وسلم(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • وقفات حول الإساءات الصحفية لخير البرية(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مسيرة الإساءات إلى خاتم الرسالات صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • الهند: الإساءة للنبي عبر واتس آب في ولاية أوتاراخند(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كيف تسهم في منع الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم في تويتر وفيسبوك ويوتيوب(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الإساءة للنبي يا ليتنا كنا معهم(محاضرة - موقع مثنى الزيدي)
  • صحفي بريطاني يحاول الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • جنوب إفريقيا: اعتذار عن الإساءة للنبي ودعوة للتعريف بقدره عند المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب