• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الصورة التربوية في الكتاب المدرسي المغربي

د. جميل حمداوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/10/2013 ميلادي - 26/12/1434 هجري

الزيارات: 65268

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصورة التربوية

في الكتاب المدرسي المغربي


توطئة:

لقد حقق الكتاب المدرسي المغربي - اليوم - تطورا لافتا للانتباه على مستوى توظيف الصورة البصرية والمرئية، وحقق أيضا نجاحا كبيرا في استثمارها تربويا وديداكتيكيا مقارنة بالفترات السابقة، حينما كان الكتاب المدرسي التقليدي مجرد كتابة خطية أفقية وعمودية خالية من الألوان الضوئية أو التشكيلية سوى هيمنة اللون الأسود الذي يتربع على صفحة البياض.

 

ومن ثم، فقد كانت صفحات هذا الكتاب مجرد أوراق تتقاطع فيها الخطوط والأسطر فوق فراغ أبيض يمنة ويسرة، دون أن تتخللها صور تربوية أو تعليمية أو ديداكتيكية. مع العلم، بأن المتعلم بصفة عامة، والطفل بصفة خاصة، ينجذب كثيرا إلى الصورة المثيرة، ويتعلم من خلالها الكثير الكثير، خاصة إذا كان هذا المتعلم طفلا في المراحل الأولى من التعليم الأولي أو الدراسي؛ لأنه لا يتعلم إلا بالمحسوس والملموس والمشخص حسب التصور النفسي والمعرفي لجان بياجيه (Jean Piaget). وأكثر من هذا، فالطفل المتعلم يقبل كثيرا على الكتب والمجلات والوسائل البصرية التي تستخدم الصورة، فينساق مع جمالياتها الفنية، ويتأثر بأشكالها البصرية، ويندهش لألوانها الزاهية المثيرة، ويتيه مع عوالمها التخيلية، سواء أكانت واقعية أم احتمالية أم مستحيلة. كما يتلذذ بظلالها الجذابة، ويتمثل رسائلها الهادفة. ومن ثم، فالطفل المتعلم يرتاح إلى الصورة المرئية أكثر مما يرتاح إلى درس جاف مقرف، يستخدم فيه المدرس اللغة البيانية من بداية الحصة حتى نهايتها. ومن هنا، فالصورة وسيلة مهمة في المجال التربوي والتعليمي نظرا لفوائدها الكثيرة وأدوارها الهامة.


إذاً، ما الصورة التربوية؟ وكيف تطورت هذه الصورة في الكتاب المدرسي المغربي؟ وما أنواع الصور في هذا الكتاب؟ وما وظائفها التربوية والديداكتيكية؟ تلكم هي الأسئلة التي سوف نحاول رصدها في موضوعنا التربوي هذا.

 

مفهوم الصورة التربوية:

من المعلوم أن الصورة المرئية هي تمثيل محسوس ومشخص للعالم، وتتميز عن الصورة البلاغية واللغوية، ذات الطاقة التخييلية المجردة، بطابعها المرئي والبصري والسيميائي. ويعني هذا أن الصورة البصرية صورة سيميائية وأيقونية بامتياز، يتداخل فيها الدال والمدلول والمرجع لتشكيل الصورة العلامة. ويعني هذا أن الصورة المرئية هي صورة حسية تخاطب العين أكثر مما تخاطب الحواس الأخرى. وترتبط هذه الصورة بالشكل واللون والخط والظلال والنقط والهيئة والحال والانطباع واللقطة والضوء والصباغة... إلخ.


ومن حيث الدلالة السيميائية، فالصورة تكون أكثر تعبيرا وتوضيحا من الكلمات اللغوية. ومن ثم، فصورة واحدة خير من ألف كلمة. لذلك، تلتجئ العلوم والمعارف ووسائل الإعلام إلى توظيف الصورة في عملية الأداء والتبليغ والتواصل ونقل الخبر. وينضاف إلى هذا أن الصورة قد تبنى على عدة علاقات، مثل: علاقة المطابقة، وعلاقة المماثلة، وعلاقة الإحالة، وعلاقة الأيقنة، وعلاقة الإيحاء، وعلاقة الترميز، والعلاقة السيميائية، وعلاقة التضمين، وعلاقة التعيين، وغيرها من العلاقات الأخرى التي تتحدد من خلال السياق التداولي والتواصلي.


أما الصورة التربوية، فهي صورة هادفة ومفيدة تستخدم في مجال التربية والتعليم، وبالضبط في الفصل الدراسي. وبالتالي، تتحول هذه الصورة إلى صورة ديداكتكية أو ما يسمى أيضا بالصورة التعليمية - التعلمية، وماهية هذه الصورة أنها وسيلة توضيحية، وأداة بيداغوجية هامة، تساعد المتعلم والمدرس معا على التبليغ والإفهام والتوضيح، وتفسير ما غمض من الدرس، وتبيان جزئياته وتفاصيله المعقدة بشكل محسوس ومشخص، خاصة أن المتعلم لا يمكن فهم المجردات كثيرا.

 

لذا، تقوم الصورة التربوية بدور هام في تبسيط الدرس، وتسهيله، وتلخيصه، وتبيان خطواته المقطعية بطريقة ديداكتيكية ميسرة راسخة في العقل أو الذهن. والآتي، أن الصورة التربوية تؤدي نفس ما تؤديه الوسائل الديداكتيكية من وظائف بيداغوجية وتعليمية ونفسية واجتماعية وتثقيفية وإعلامية...


علاوة على هذا، فالصورة التربوية هي صورة إدراكية ذهنية من جهة أولى، وصورة انفعالية ووجدانية من جهة ثانية، وصورة حركية توحي بالفعل والأداء والإنجاز من جهة ثالثة. ويمكن أن تكون للصورة البيداغوجية مجموعة من الوظائف غير الوظيفتين: التربوية والديداكتيكية، كالوظيفة التعبيرية، والوظيفة الجمالية، والوظيفة التأثيرية، والوظيفة الحفاظية، والوظيفة المرجعية، والوظيفة الأيقونية، والوظيفة الثقافية، والوظيفية السيميائية، وغيرها من الوظائف الأخرى التي تتحدد من خلال السياق النصي والذهني.

 

تطور الصورة في الكتاب المدرسي:

عرف الكتاب المدرسي المغربي أربع مراحل على مستوى تطور الصورة التربوية أو الديداكتيكية، وهذه المراحل هي:

1- مرحلة غياب الصورة:

ترتبط هذه المرحلة بظهور المدارس العتيقة والكتاتيب والجوامع القرآنية في المغرب، وفي هذه المرحلة لم تكن الكتب المدرسية أو المقررات التعليمية توظف الصور التربوية أو التعليمية، بل كان التركيز على اللغة والبيان والإلقاء. فقد كان المدرس يشرح الكتب التراثية الصفراء تفسيرا وتأويلا وتعليقا وتحشية. ويعني هذا أن الكتاب المدرسي لم يكن سوى كتابة خطية أفقية وعمودية، ترسم فوق صفحة صفراء أو بيضاء. وأكثر من هذا أن المطبعة في تلك الفترة لم تتطور بعد تقنيا وفنيا وجماليا لتستفيد من التقنيات الحديثة على مستوى الرقن أو الطبع أو الكتابة، كما هو حال الكتب الأجنبية في مجال القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم. وقد استمر هذا الوضع حتى مرحلة الحماية الأجنبية على المغرب، وظلت الكتب المدرسية المغربية غفلا من الصور، باستثناء الكتب المدرسية اللبنانية والمصرية التي كانت تدرس بالمغرب، وكانت تحوي صورا مختلفة...


2- مرحلة الصورة السوداء:

بعد الاستقلال، قررت وزارة التربية الوطنية المغربية مجموعة من الكتب التعليمية المتنوعة والمختلفة حسب المواد الدراسية، كانت تتضمن صورا سوداء غير ملونة حسب طبيعة المطبعة السائدة آنذاك، كما يظهر ذلك جليا في كتب النصوص الأدبية، خاصة كتاب النصوص الأدبية للسنة الرابعة من التعليم الثانوي في سنوات السبعين من القرن الماضي. فقد كانت صور الشعراء والكتاب في هذا الكتاب مرسومة باللون الأسود في كل أبعادها وملامحها التخييلية، وهذا يذكرنا بصور كتاب (تاريخ الأدب العربي) للباحث اللبناني حنا الفاخوري.


3- مرحلة الصورة الملونة:

لقد استخدم الكتاب المدرسي الصورة الملونة بكثرة مع سنوات الثمانين من القرن الفائت، وإن كان أحمد بوكماخ سباقا إلى توظيف الصورة الملونة في سلسلة كتبه الدراسية المعنونة بـ(اقرأ)، منذ الستينيات من القرن العشرين (1960م)، وقد كان هذا الكتاب نموذجيا من حيث كثرة الصور الزاهية والمثيرة التي تنمي قدرات التخييل لدى المتلقي. وما تزال كتبه - إلى حد الآن - تعتمد من قبل الأفراد وبعض المؤسسات التربوية والتعليمية المغربية. والسبب في ذلك أنه كان كتابا تربويا متميزا بصوره الرائعة.


وبالتالي، لا يمكن مجاراته إبداعيا وتربويا، أو مضاهاته على مستوى توظيف الصور في سياقاتها القرائية والتداولية وأجوائها الأدبية والفنية والإبداعية. ومن ثم، فلقد "انفرد أحمد بوكماخ في تأليف (اقرأ) بتوظيف الرسوم بكل أشكالها وأجناسها وأنواعها، إذ شكلت هذه المنهجية سبقا. ويرى أحمدالفتوح، الناقد السينمائي ورئيس المنتدى الثقافي بطنجة، أنه باستثناءالصور الفوتوغرافية التي تزين غلاف الأعداد، وظف أحمد بوكماخ الرسوم كدعامة للنصوص، ومكملة لها، أو باعتبارها مواضيع مستقلة.


هذا، وقد استفاد بوكماخ من وظائف الصورة فيتجميل النص، لتحفيز فضول الطفل، وإثارة انتباهه لتحقيق متعة بصرية، وتشجيعه على القراءة، إضافة إلى توظيف الرسوم لذاتها من خلال أسئلة حول موضوع الرسومات وشكلها، ثم لكونها منطلقا للتعبير الشفوي والكتابي. وهنا، تكمن الوظيفة التعبيرية واللغوية...


وتعتبر رسوم مجموعة (اقرأ) مجالا خصبا للدراسة والتحليل بالنسبة للمتخصصين في سيميائيات الصورة، إذ تتجاوز عدد صفحات الكتاب الواحد ثلاث مرات، تختلف فيها تقنيات وأساليب إنجاز وابتكار هذه الرسوم.


لقد اشتغل أحمد بوكماخ مع الفنان التشكيلي محمد شبعة، والفنان المسرحي والكاريكاتوري المرحوم أحمد الشنتوف.


وكان هذا التعاون بين الكاتب والرسام أساسا لتأليف السلسلة وتنسيقها وإخراجها شكلا ومضمونا، إضافة إلى تعاون بوكماخ مع الشاعر أحمد الحرشني الذي كان يتقن عدة لغات أجنبية، وعمل على مساعدة بوكماخ في ترجمة مجموعة من نصوص (اقرأ) منلغتها الأصلية إلى العربية"[1].


وهكذا، يتبين لنا بأن أحمد بوكماخ كان سباقا إلى توظيف الصور الملونة في الكتاب المدرسي المغربي، بعد أن كانت هذه الصور مقتصرة على الكتب المصرية واللبنانية.


4- مرحلة الصورة الرقمية:

لم تتبلور الصورة الرقمية في الكتاب المدرسي إلا مع سنوات الألفية الثالثة، بعد انتشار الحاسوب وتعميمه تجاريا وإعلاميا، وتطور الثورة الرقمية والتكنولوجية، وتكاثر الصور في مواقع الشبكات العنقودية في مختلف أنواعها وتشكيلاتها. وبالتالي، أصبح عصرنا هذا عصر الثورة الرقمية بامتياز.

 

لذلك، ساير الكتاب المدرسي المغربي هذه الثورة بتطعيم نصوصه ومضامينه التعليمية - التعلمية بمجموعة من الصور الرقمية، لكي يحتك بها المتعلم على مستوى التلقي والاستثمار والتطبيق من جهة، ويوظفها المدرس في بناء درسه الديداكتيكي عبر مختلف مقاطعه التدبيرية والتخطيطية من جهة أخرى.

 

أنواع الصور في الكتاب المدرسي:

يتضمن الكتاب المدرسي المغربي في مختلف أسلاكه التربوية أنواعا من الصور التربوية التي يمكن حصرها في ما يلي:

1- الصورة التربوية أو البيداغوجية:

نعني بالصورة التربوية تلك الصورة التي توظف في مجال التربية والتعليم، وتتعلق بمكونات تدريسية هادفة، كأن تشخص هذه الصورة واقع التربية، أو تلتقط عوالم تربوية هادفة تفيد المتعلم في مؤسسته أو فصله الدراسي. أي: إن الصورة التربوية هي التي تحمل في طياتها قيما بناءة وسامية، تخدم المتعلم في مؤسسته التربوية والتعليمية بشكل من الأشكال. وقد تتنوع هذه الصورة في أشكالها وأنماطها وأنواعها، لكن هدفها واحد هو خدمة التربية والتعليم. ولا تقتصر هذه الصورة على ما هو تربوي عام فقط، بل تطلق على الصور الموظفة في الكتاب المدرسي، ما عدا الصورة الإشهارية، والصورة التشكيلية، والصورة الفوتوغرافية، والصورة التوجيهية التحسيسية... بل لابد أن تكون صورة متميزة بهدفها التربوي والتعليمي.


2- الصورة الديداكتيكية:

يحوي الكتاب المدرسي مجموعة من الصور الديداكتيكية التي توظف في حصة الدرس تخطيطا وتدبيرا وتوضيحا وتقويما، مثل: الصور الإدماجية وصور الوضعيات والصور الإيضاحية والخطاطات. أي: إن الصورة الديداكتيكية هي تلك الصورة التعليمية المرتبطة بمقاطع الدرس الثلاثة: المقطع الابتدائي، والمقطع التكويني، والمقطع النهائي. وتندرج هذه الصورة كذلك ضمن ما يسمى بوسائل الإيضاح. وبالتالي، يستعمل المدرس الصورة الديداكتيكية المثبتة في الكتاب المدرسي لبناء الدرس شرحا وتوضيحا واستثمارا واستكشافا واستنتاجا وتقويمًا.


3- الصورة الإشهارية:

يستعين الكتاب المدرسي بالصورة الإشهارية باعتبارها مادة للدراسة والتحليل والنقد والتقويم، وأداة ديداكتيكية لنقل الخبرات والمعارف التعلمية. والآتي، أن هذا الكتاب مليء بتلك الصور التي تستثمر خاصة في القراءة والإنشاء والتعبير...


هذا، ويقصد بالصورة الإشهارية تلك الصورة الإعلامية الإخبارية التي تستعمل لإثارة المتلقي ذهنيا ووجدانيا، والتأثير عليه حسيا وحركيا، ودغدغة عواطفه لدفعه لاقتناء بضاعة أو منتج تجاري ما. وقد ارتبطت الصورة الإشهارية بالرأسمالية الغربية ارتباطا وثيقا، واقترنت كذلك بمقتضيات الصحافة من جرائد ومجلات ومطويات إخبارية، فضلا عن ارتباطها بالإعلام الاستهلاكي بما فيها الوسائل السمعية والبصرية من راديو، وتلفزة، وسينما، ومسرح، وحاسوب، وقنوات فضائية، بالإضافة إلى وسائل أخرى كالبريد، واللافتات الإعلانية، و الملصقات، واللوحات الرقمية والالكترونية...


4- الصورة الفوتوغرافية:

لا يقتصر الكتاب المدرسي على الصور التربوية والديداكتيكية والإشهارية فقط، بل يستعمل صورا فوتوغرافية تنقل عوالم المحيط وبيئة المتعلم بكل أجوائها التخييلية والواقعية والممكنة والمحتملة. وتحضر هذه الصورة مضمونا وأداة. بمعنى أن هذه الصورة تستعمل لأغراض دراسية، ووسيلة للتوضيح والشرح والتقويم.


ومن المعلوم، أن الصورة الفوتوغرافية صورة مختصرة ومختزلة للواقع الحقيقي مساحة وحجما وزاوية ومنظورا وتكثيفا وخيالا وتخييلا.

 

وبالتالي، فهي تعبر عن لمسات المصور وأفكاره ووجه نظره وطبيعة وعيه وإدراكه الذاتي والموضوعي.


هذا، وتتميز الصور الفوتوغرافية في الكتاب المدرسي بخاصيتها التربوية والديداكتيكية، وتتسم أيضا بطابعها المهني/التقني، وطابعها الفني والجمالي، وطابعها الرمزي والدلالي، وطابعها الإيديولوجي والمقصدي. كما تتشكل الصورة الفوتوغرافية من الدال والمدلول والعلاقات التي تجمع بينهما. ويعني هذا أن الصورة الفوتوغرافية، باعتبارها صورة واصفة للواقع، يمكن إخضاعها لثنائية التعيين والتضمين، وثنائية الاستبدال والتأليف، وثنائية الدال والمدلول، وثنائية التزامن والتعاقب. ولا ننسى أيضا بعض المكونات المناصية الأخرى كحجم الصورة الفوتوغرافية (حجم صغير، متوسط، كبير)، ومقاسها، وطبيعتها (الصورة الشمسية، الصورة الرقمية، والصورة الاصطناعية، والصورة المفبركة، والصورة المركبة من التشكيلي والفوتوغرافي...)، وحجمها، ومرسلها، ومتلقيها، وزاوية التقاطها...


5- الصورة التشكيلية:

يستعين الكتاب المدرسي بالصورة التشكيلية الفطرية والواقعية والمجردة لنقل مجموعة من الخبرات التعليمية- التعلمية، وإطلاع المتعلم على عالم التشكيل من جهة، واستعمال الصورة كذلك وسيلة فنية للإيضاح والشرح، وبناء الدرس تدبيرا وتنظيما وتقويما من جهة أخرى.


هذا، وتنبني الصورة التشكيلية على الخطوط والأشكال والألوان والعلاقات. ومن ثم، تتأسس الصورة التشكيلية على التمفصل المزدوج البصري: الشكلم أو الوحدة الشكلية (Formème)، واللونم (colorème) أو الوحدة اللونية [2].


6- الصورة السينمائية:

يستعين الكتاب المدرسي أيضا بتوظيف الصورة السينمائية باعتبارها مادة دراسية تعلمية في حصص القراءة والتعبير والإنشاء والكتابة، كما تستثمر أداة للتدريس والتوضيح وشرح الدرس. ويعلم الكل بأن الصورة السينمائية أكثر تبليغا من باقي الصور الأخرى لانجذاب المتعلم إليها بسرعة عن اقتناع ومحبة ورغبة.


هذا، وتعتمد الصورة السينمائية على لقطات فيلمية، وكتابة سينارستية، ومشاهد متعاقبة مفككة أو متناظرة، وتستعين بالحكي والوصف والحوار، والتوجه مباشرة إلى الجمهور المتعلم. وغالبا ما تتخذ الصورة السينمائية طابعا توثيقيا من جهة، وطابعا تخييليا من جهة أخرى. ولا أحد ينكر أهمية الصورة السينمائية في المجال التربوي والديداكتيكي لأهميتها التواصلية والتبليغية والتأثيرية...


7- الصورة الإعلانية أو التوجيهية:

ثمة صورة أخرى يحويها الكتاب المدرسي هي الصورة الإعلانية أو التوجيهية أو التحسيسية. وتوظف هذه الصورة لأغراض تعليمية أو إخبارية أو تنبيهية، يقصد بها نصح المتعلم أو توجيهه أو إرشاده إلى ما يخدم مصلحته وذاته وواقعه ووطنه وأمته وبيئته. ويعني هذا أن هذه الصورة هادفة وسامية، تحمل في طياتها رسائل إعلامية وإخبارية تنويرية وتوجيهية، تهدف إلى غرس القيم النبيلة في نفوس المتعلمين لتمثلها في حياتهم اليومية والسلوكية. ومن أمثلة ذلك الصور التي تتعلق بالحفاظ على البيئة، والصور التي تحث على التضامن، والصور التي تحث على احترام القانون وعلامات السير. ويعني هذا أن الصورة التوجيهية أو الإعلانية هي صورة إرشادية وتحسيسية وأخلاقية وتعليمية بامتياز.


8- الصورة الأيقونية:

يتضمن الكتاب المدرسي صورا أيقونية يحضر فيها الأيقون البصري باعتباره علامة سيميائية قائمة على وظيفة المماثلة، كأن يتضمن الكتاب صورا لأشخاص أو شعارات مرئية (Logo)، ومنحوتات بصرية، وخرائط وأشكال مرئية.


هذا، ويرتبط الأيقون (Icon) بالسيميائي الأمريكي شارل سندرس بيرس (CH.S.Peir)، ويدل على كل أنظمة التمثيل القياسي المتميز عن الأنظمة اللسانية. و يتضمن الأيقون الرسومات التشكيلية والمخططات والصور الفوتوغرافية والعلامات البصرية.


9- الصورة الرقمية:

لقد انفتح الكتاب المدرسي مؤخرا على الصورة الرقمية الجاهزة التي يمكن سحبها من الشبكة العنقودية. ويعني هذا أن الصورة الرقمية قد سهلت كثيرا عملية تأليف الكتب المدرسية على واضعي هذه الكتب وطابعيها؛ نظرا لكونها صورة متطورة وعصرية ووظيفية، مرتبطة بالحاسوب والشبكة الرقمية. ويمكن - الآن - أن نجد كل الصور المرغوب فيها دون اللجوء إلى التشكيلي أو الفوتوغرافي، بل هي صور موجودة بكثرة داخل العوالم الإلكترونية الرقمية هنا وهناك، يختار الإنسان منها ما يشاء. وأكثر من هذا، فقد تحولت كثير من الصور التشكيلية والسينمائية والمسرحية والإشهارية وغيرها إلى صور رقمية عصرية، يتحكم فيها الحاسوب بالتثبيت أو التغيير أو التحوير. ويعني هذا كله أن الكتاب المدرسي قد استفاد من الثورة التكنولوجية في مجال استثمار الصورة الرقمية بسرعة ومرونة وسهولة ويسر.


ومن هنا، يتضح لنا بأن الكتاب المدرسي لا يمكن له - اليوم - الاستغناء عن الصورة الرقمية؛ نظرا لأهميتها التقنية، ودورها الإعلامي والتكنولوجي البليغ.


10- الصورة المسرحية:

يتعامل الكتاب المدرسي مع الصورة المسرحية باعتبارها مادة تعليمية - تعلمية في مجال القراءة والكتابة والتعبير والإنشاء، كما تستعمل وسيلة ديداكتيكية للإيضاح والشرح والتفسير والبيان، وبناء الدرس في مختلف مقاطعه المتعاقبة من بداية الحصة حتى نهايتها.


ومن هنا، فالصورة المسرحية هي تلك الصورة المشهدية المرئية التي يتخيلها المشاهد والراصد ذهنا وحسا وشعورا وحركة. وغالبا ما تكون هذه الصورة نصية ثابتة، أو بمثابة حركة ركحية ديناميكية، تتكون من مجموعة من الصور البصرية التخييلية المجسمة وغير المجسمة فوق خشبة العرض. وتتكون هذه الصورة المسرحية المعروضة من الصورة اللغوية، وصورة الممثل، والصورة الكوريغرافية، والصورة الأيقونية، والصورة الحركية، والصورة الضوئية، والصورة السينوغرافية، والصورة التشكيلية، والصورة اللونية، والصورة الفضائية، والصورة الموسيقية أو الإيقاعية، والصورة الرصدية.


ومن هنا، فإن "الصورة المسرحية ليست هي الشكل البصري فقط، بل هي العلاقات البصرية والحوارية البصرية؛ العلاقات البصرية فيما بين مكونات العمل أو العرض الفني المسرحي ذاته، والحوارية البصرية بين هذه المكونات والممثلين والمتفرجين"[3].


وينضاف إلى هذا أن الصورة المسرحية هي تقليص لصورة الواقع على مستوى الحجم والمساحة واللون والزاوية. ويعني هذا أن المسرح صورة مصغرة للواقع أو الحياة، وتتداخل في هذه الصورة المكونات الصوتية/ السمعية والمكونات البصرية غير اللفظية.

 

وظائف الصورة التربوية:

تحقق الصورة المرئية والبصرية في الكتاب المدرسي المغربي مجموعة من الوظائف التي ندرجها على الشكل التالي:

1- الوظيفة التربوية والديداكتيكية:

تتمثل في استعمال الصورة لتحقيق أغراض تعليمية - تعلمية أثناء حصة الدرس عبر مختلف مقاطعها التدريسية (المقطع التمهيدي- المقطع التكويني- المقطع النهائي).


2- الوظيفة السيميائية:

تتجلى في استعمال الصورة التربوية باعتبارها علامة دالة، تحمل في طياتها دلالات رمزية موحية وتضمينية.


3- الوظيفة الأداتية:

تعد الصورة وسيلة أو أداة إجرائية أو واسطة منهجية لبناء الدرس وشرحه وتوضيحه، وتفسيره لغويا وبصريا.


4- الوظيفة التعبيرية:

تعبر الصورة عن مجموعة من المعاني والقضايا الذاتية والموضوعية التي يمكن استكشافها عن طريق الصورة إبان الحصة الدراسية.


5- الوظيفة التأثيرية:

تسعى الصورة التربوية إلى التأثير على المتلقي إيجابا و سلبا، وإثارة انتباهه المعرفي والوجداني والحسي الحركي.


6- الوظيفة المرجعية:

تتمثل هذه الوظيفة في كون الصورة وثيقة موضوعية ومرجعية، تعبر عن حقائق معينة ذاتية أو موضوعية.


7- الوظيفة الجمالية:

تتميز الصورة التربوية، خاصة في مادة الفنون التشكيلية، بأبعادها الفنية والجمالية، كأن تكون صورة واقعية أو صورة انطباعية أو صورة سريالية أو صورة تكعيبية أو صورة تجريدية...


8- الوظيفة الأيقونية:

ويعني هذا أن الصورة أيقون بصري ومرئي له علاقة تماثلية مع الموضوع الذي يعبر عنه أو يمثله أو يشخصه.


9- الوظيفة الثقافية:

تحمل الصورة التربوية في طياتها حمولات حضارية وثقافية متنوعة، تعبر عن وعي الإنسان سلبا أو إيجابا، وتعكس قيمه ومستوى ثقافته وتطوره التقني والعلمي والأدبي والفني...


10- الوظيفة الحفاظية:

تحافظ الصورة على عملية التواصل بين المدرس الملقي والمتعلم المتلقي بجذب انتباه التلميذ، وإثارته ذهنيا ووجدانيا وحركيا، واستفزازه إدماجيا وكفائيا، وتشجيعه على التعلم الذاتي، وتوظيف خياله الإبداعي.


خاتمة:

وخلاصة القول، يتبين لنا - مما سبق ذكره - بأن الصورة المرئية هي تمثيل محسوس للذات والعالم معا، باستخدام العلامة البصرية التي يتحد فيها الدال والمدلول معا مع المرجع الحسي لتشكيل الدلالة الكلية. ومن ثم، فالصورة البيداغوجية أو الديداكتيكية هي تلك الصورة التي تتعلق بالمجال التربوي والتعليمي، وتؤدي وظائف تعليمية - تعلمية جمة.


وبالتالي، فقد عرف الكتاب المدرسي المغربي أربع مراحل على مستوى تطور الصورة: مرحلة غياب الصورة، ومرحلة الصورة السوداء، ومرحلة الصورة الملونة، ومرحلة الصورة الرقمية.


هذا، ويتضمن الكتاب المدرسي مجموعة من الصور المرئية، منها: الصورة التربوية، والصورة الديداكتيكية، والصورة التحسيسية، والصورة الأيقونية، والصورة الإشهارية، والصورة السينمائية، والصورة الفوتوغرافية، والصورة التشكيلية، والصورة المسرحية، والصورة الرقمية.


ومن المعلوم أن للصورة في الكتاب المدرسي مجموعة من الوظائف، مثل: الوظيفة التربوية والديداكتيكية، والوظيفة التعبيرية، والوظيفة الأداتية، والوظيفة التأثيرية، والوظيفة الجمالية، والوظيفة المرجعية، والوظيفة الأيقونية، والوظيفة الحفاظية، والوظيفة الثقافية، والوظيفة السيميائية...



[1] زهور باقي: (أحمد بوكماخ من المسرح والسياسية إلى تأليف سلسلة "اقرأ")، موقع هسبريس، المغرب، الاثنين 12 غشت 2013 م.

http://hespress.com/portraits/86476.htm

[2] د. قدور عبدالله ثاني: سيميائية الصورة، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى سنة 2007م ، ص:26.

[3] د. شاكر عبدالحميد: عصر الصورة، سلسلة عالم المعرفة، العدد: 311، يناير 2005، ص: 306.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحديات إصلاح التربية والتعليم في المدرسة المغربية
  • الثقافة المغربية بين الشد والجذب
  • تدريس الجغرافيا ورهانات التوجه البيداغوجي الجديد في المدرسة المغربية
  • شرف الدين ماجدولين وبلاغة الصورة السردية في ( الليالي )
  • الصورة وجمالية النسق في توقيعات نعيمة خليفي
  • وظني فيك جميل.. يا وطني
  • إستراتيجيات بناء وتشكيل المضمون القيمي في الكتاب المدرسي: كتاب الممتاز في اللغة العربية للسنة الأولى

مختارات من الشبكة

  • مقاربة الصورة القصصية في أدب الأطفال عند الباحث المغربي محمد أنقار(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الاتصال المدرسي وفاعليته في بلورة الأهداف التربوية التعليمية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المضامين التربوية المستنبطة من آيات الاصطفاف في القرآن الكريم وتطبيقاتها التربوية في المدرسة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المضامين التربوية المستنبطة من وصايا ومواعظ عبدالله بن المبارك رحمه الله وتطبيقاتها التربوية (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • المضامين التربوية المستنبطة من غزوة أحد وتطبيقاتها التربوية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • المجمع المدرسي: مجمع اللغة العربية الفلسطيني المدرسي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الصورة الشعرية بين الثابت والمتحول في القصيدة العربية (صورة الليل والفرس نموذجا)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هل المدرس مستعد للتخلي عن سلطته التربوية؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأبعاد التربوية للسؤال في القرآن الكريم: مقاربة تربوية (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- الصورة في الكتاب المدرسي
لاضيق - المغرب 26-02-2015 12:13 AM

نشكركم على هذا المقال, ولكن حبذا لو تطرقتم لسوء جودة الصور في مقررات المدرسة العمومية.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب