• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

دراسة وتحليل في سبيل النهضة العربية

دراسة وتحليل في سبيل النهضة العربية
محمد الخطيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/10/2013 ميلادي - 23/12/1434 هجري

الزيارات: 12613

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دراسة وتحليل في سبيل النهضة العربية


الإنسان حيوية مرنة كالإسفنج، نامية كالنبات، متطورة كفصول السنة، فهي ذات مظاهر عديدة، غير أنك إذا قلبتها متفحصاً جوهرها، حكمت بأنها هي هي.. وهكذا فإن الإنسان هو ذات الإنسان في كل زمان ومكان.. غير أنه مع هذا التشابه القريب جد مختلف فيما بينه، فلكل جيل مزاياه، ولكل قوم خصائصه وقد تتسع الشقة فيكون بين الإنسان وأخيه، ما بين موطئهما من الأرض أو لجتيهما من الزمن..

 

إن الإنسان صفة جامعة، تشبه جذع الشجرة الذي يربط الأغصان المتدابرة ليؤلف وحدة متناسقة تثمر ثماراً متشابهة، وتلقي ضلالاً متعانقة، لهذا كان الناس بنظر الإسلام دين الفطرة والحقيقة كأسنان المشط سواسية، كما شبههم سيدنا محمد بن عبدالله العربي، رسول الإنسانية الأمي صلى الله عليه وآله وسلم.

 

إن الفاحص لأمر البشرية في مختلف أطوارها على اختلاف زمانها ومكانها، يرى عوامل عديدة تفعل أفاعيلها، وتضع الحدود بين قوم وقوم، فتجعل من النور كالموشور أحمر وأخضر وأصفر، لكل مزيته رغم اتحاد مصدره وجوهره... وإن هذه العوامل كغيرها بين مادية ومجردة، وإن أهمها (1) البيئة الطبيعية و(2) النظرة إلى الحياة الإنسانية.

 

إن للطبيعة آثارها في النفس الإنسانية، كآثارها في بقية المخلوقات على اختلاف أنواعها، من حيوانات ونباتات وجمادات، ولهذا ترى ابن السهل غير ابن الجبل في حياته وأخلاقه وعاداته وتفكيره، و كلاهما غير ابن الساحل أو الصحراء، فلكل حياةٍ خصائصها ولكل حياة آثارها في النفس الإنسانية.

 

ومثل ذلك أثر النظرة إلى الحياة، فمن كان كالبهيمة لا يرى غير موطئ قدميه حيث مرتعه، فإنما دنياه وحقائقه، غير دنيا من كان يرعى النجوم بأحلامه، ويجتاز الآفاق بخطى آماله.. ولما كان لكل أمة طبيعة واحدة ونظرة (بعامل الاحتكاك) متقاربة لذلك كان لكل أمة خصائصها المميزة؛ وجدير بكل أمة أن تتدبر نفسيتها، لأنها القوة الفعالة كأنها مقود السيارة، إن عرفت متجهه، عرفت غايتك، واتجهت حيث شئت فكنت على بينة من أمرك؛ فالحكمة توجب على الشعب أن يعرف نفسه، كما أوجبت على المرء أن يعرف نفسه فهذه المعرفة ضرورية، وضرورتها الماسة هي التي توجب على المرء أن يتدبر ذلك فيتخطى العقبات، غير منخذل لضعفه أو مغرور بنفسه فيكون اعتداءه أو ضعفه تخاذلاً يقعد به دون غايته.

 

إن النفس روح محجبة، كالكنوز المطمورة، فدون معرفتها سراديب وأبواب وأقفال وكم من امرئ وقف في ظل جدار جاهلاً ما وراءه، وكم من امرئ قبض على المفتاح ولم يحسن استعماله؟


وكما يلقى المرء دون معرفته نفسه هذه الألاقي، فكذلك يلقي الشعب ما يماثلها دون معرفته نفسه فمن أمة معتزة بجبروتها، ترى نفسها بعين غرور المتكبر والدعي المفتخر، ومن أمه فقدت ثقتها بنفسها، فكانت في حياتها كاليقظ الأشبه بالنائم لقربه من ساعة الهجوع، إن قبيل نومه أو بعده، فهي لا ترى من قوتها إلا خدراً، ولا من حقائقها إلا حدساً، وفي كلا النظرتين وما شاكلهما لا تظهر الحقيقة؛ لذلك كان لا بد لمعرفة النفس من خطة رشيدة، تأمن معها اختفاء الحقيقة أو إبهامها، وإن السبيل إلى ذلك هو تحري الآثار واستقراؤها، على اختلاف فروعها، بحسب تقسيمك لها، ثم تدبر العوامل واستنتاجها باعتبارها مقدمة لتلك النتائج المستقرة، ثم تكرار العملية، واتخاذ الحوادث المقاربة للحالة الطبيعية، كأمثلة صادقة تقارن بعضها ببعض، وتستنبط عواملها لأنه ليس أدل على الحقيقة، من الحالة الطبيعية، حين تجري النفس على سجيتها.

 

لهذا كان لزاماً علينا إن أردنا معرفة المزايا الجنسية للأمة العربية، أن نستقري مظاهر تلك المزايا؛ فإذا أردنا معرفة الخصائص العقلية، تدبرنا مظاهر العقول النفسية، والحقائق الخلقية للعرب، تسقطنا أخبارهم في منازلهم ومجتمعاتهم، في حلهم وترحالهم، وعدنا من ذلك إلى أصول جامعة وقواعد شاملة، ثم نتثبت من صحة ما استنتجنا كما يثبت الرياضي من صحة عمليته الحسابية فندير الأمور حول محورها، ونعيدها إلى قواعدها الأصلية الثابتة وبدائهها المسلمة. وطريقة ما نحن بسبيله، هو أن نعيد ذلك إلى العاملين الأصليين، الطبيعة، والنظرة إلى الحياة، لأن المظاهر قد تتماثل مع اختلاف بواعثها أو تتغاير مع وحدة عواملها، أو تكون قائمة على غير أساسها، لأن الأمور كثيراً ما تبدو في غير مظاهرها، ولاسيما إذا اعترضها عارض ولو كان بسيطاً، فلئلا يخطئ المرء في حسبانه يجب عليه أن يتثبت من صحة ما يراه بإعادته إلى عوامله الأصلية.

 

فأما المزايا العربية من الناحية الخلقية، فإن أمرها مقرر مشتهر، فقد عرف العرب بكرمهم وشجاعتهم وإبائهم وما تنطوي عليه هذه المزايا من همة وعفة وشهامة ومروءة، ومن فروسية برجولة بأس وفتوة نفس، ونحو ذلك من رفيع الصفات مما تراه ظاهراً بالأشعار والأخبار، مما روي بهذا القصد أو لغيره، حفظاً للأدب أو تأييداً لعلوم العرب.. وكلها إن تدبرتها وجدتها بنت الطبيعة الصحراوية، والنظرة العربية للحياة، باعتبار طيب الأحدوثة عند العرب فوق كل غاية، ويا أبخس الحياة في سبيل طيب الأحدوثة!

 

وأما المزايا الجنسية من الناحية الفنية والعقلية، فإن البحث فيها رقيق متشعب، ولاسيما لكثرة العلوم المتعلقة بذلك مع حداثتها ودقة ارتباط بعضها ببعض، كعلم النفس والاجتماع والأحياء والتشريح والغرائز، وما إلى ذلك مما يدرس الإنسان وما يتعلق به.

 

وبالرغم من هذه الصعوبة، فإن معرفة الخصائص الجنسية للعرب ممكنة ما دمنا نعرف العرب بطبيعتهم الصحراوية ومزيتهم البيانية وعقيدتهم الإسلامية وما دامت لهم ثقافة خالدة وحضارة ماثلة رغم طغيان المدنية الأوربية بروحها المادية ثقافة وحضارة... فأما الطبيعة فإن لها في النفس العربية آثاراً بعيدة من حيثما واجهتها، فإذا اعتبرتها من حيث المظاهر الطبيعية العامة كبرد الصحراء وحرارتها، وقلة الماء والخضرة فيها، تتكيف بحسبه الحياة هنالك مما يجعل لها بنظر المرء اعتباراً خاصاً يقضي مع الصبر على جفاء العيش واحتمال المشاق، بعد نظر وهدوء أو اطمئناناً وأملاً واسعاً سعة الصبر، حتى يضم القبر، فإنك تجدها قد فعلت فعلها..

 

وإذا اعتبرت الطبيعة من حيث ما انطوت عليه، فإنك تجدها كمهامه خالية كأنها صفحة الكتاب النقية وبذلك فإن كل ما يمر عليها، يستدعي الانتباه ويستقر في الذاكرة، فلا يمر إنسان أو حيوان أو طائر إلا استوقف النظر، وبقي له في النفس أثر، ولذلك ترى العربي قوي الانتباه قوي الذاكرة على ما فيه من غفلة لقلة ما يحيط به، ولما كانت الصحراء جرداء تبقى آثاراً بارزة، وكان للعربي انتباهه وذاكرته، لذلك تراه يحسن القيافة والعيانة والفراسة وما إلى ذلك؛ وهكذا تجد البيئة تكيف النفس بقواها وتريها من الحياة وجهها، فتسير النفس بحسبها، غير أنه لما كانت الطبيعة ليست منفردة بفعاليتها في النفس البشرية، وتكوينها لها، وكان ثمة عوامل عديدة أهمها التربية، وتكييف النشأة والغصن املود، لذلك فإنا نرى أثراً كبيراً للعقيدة الإسلامية، لأنها تربوية قبل كل شيء، لقد كانت قوية بإكسيرها حتى كادت تخلق العرب خلقاً جديداً، بما تمت من مكارم أخلاقهم وصقلت من غرائزهم ووسعت من آفاقهم حتى رأوا الأرض بحقيقتها كرة منيرة من كواكب الله تعالى العديدة، لذلك فمع احتفاظ العرب بعامل الإرث بمزايا طبيعتهم كقوى نفسية، فإن وجهة نظرهم قد تطورت، فأصبحوا يرون لغير الصحراء أثراً في نفوسهم، يرون الملكوت ببره وبحره، بأرضه وسمائه، معاني جديدة واسعة الآفاق رفيعة السمت، تتصل بغير علم المادة تتصل بعالم الروح والخلود والجنة.

 

ولما كان الإسلام إلى جانب هذه النزعة الأخروية دين علم ونظر، يكشف اللثام عن حقائق الكائنات ويدعو لخوض عبابها كما يدعو لنشر لوائه فوق بقاع الأرض، لذلك فإن هذه الحركة المتمددة بالفتوحات الأرضية التي ضمت إلى الجزيرة ممالك واسعة ألحقت بشعبها شعوباً كثيرة، بالفتوحات العقلية وانتشار المعارف، فإن الديانة الإسلامية، قد فتحت للنفس العربية ألواناً علمية لا تقل عن دنيا الآخرة التي رأتها بعين الإيمان المبصرة.

 

وإذا أردت أن تعرف مدى تكيف النفس العربية بطبيعتهم، وتطورها بحسب دينهم فإنك تستطيع ذلك بتدبر مزيتهم الخاصة ألا وهي المزية البيانية، فإن العرب منذ جاهليتهم كانوا يعرفون فضل لسانهم، وقوة بيانهم، ويرونه نعمتهم الإلهية، تسكرهم القصيدة، وتلعب بألبابهم الخطبة، وتأسر نفوسهم كلمة الحكمة، فيرددون الأمثال ويستشهدون بها ويكبرون قائليها. ولما كان البيان سر الجنان مستودع الطوية، وسر الحياة والحركة، لذلك فإنا نستطيع أن نعرف مزايا العروبة من آدابها، وقد قال العرب: "تكلموا تعرفوا" لأن الأمر كما قال الشاعر العربي في بيته الذاهب مثلاً:

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

 

إن البيان من اللغة كالهيكل من البناية؛ فجمالها ومتانتها وعظمتها بأسسها وأجزائها وهندستها، لهذا وجب علينا أن نتدبر خصائص اللغة العربية كمفردات وتراكيب وأساليب ومواضيع، من حيث دلالتها على عقلية الأمة ونفسيتها، لا من حيث هي آداب لغة لها جمالها وقيمتها الفنية.

 

ولما كان المثل يجرب لما نحن بصدده، كالطريق المستقيم معرفة نهايته بمعرفة أوله، لذلك فإنا لا نطيل أو نحتاج إلى أسفار ضخمة.

 

مفردات اللغة:

إن الكلمة تدل على ما تنطوي عليه من شعور وتفكير وحياة، فحيث تجد الألفاظ العلمية أو الفنية تدرك أن للأمة صلة بتلك العلوم أو الفنون التي ترجع إليها تلك الألفاظ؛ وحيث تجد الكلمات الاجتماعية تدرك أن تلك الأمة عرفت الحياة الاجتماعية التي تدل عليها تلك الألفاظ وحيث تجد الألفاظ الشعورية، تعلم أن الأمة قد امتازت بشعورها وهلم جرا.

 

هذا من ناحية اعتبار الألفاظ صوراً لمدلولاتها، أما إذا نظرت إليها حيث تركيبها، وشكل تكوينها فإنك حينئذ تعلم من الأمة ما لم تكن تعلم، من صفات نفسية، كالشعور أو الخيال أو التفكير، وكالتفاؤل والتشاؤم وعدم الاكتراث، وكالنظر المديد والأمل البعيد إلى غير ذلك. فمن ذلك قول العرب للملدوغ "سليم" تيامنًا بأن سيسلم من لدغته، وكقولهم للعير: "قافلة" (من قفل إذا رجع)، أملاً بعودتها سالمة ما يدل على أن الرحلة العربية وسفر الركب كان يلقى أخطاراً يلقاها الناس بصبر جميل، وأمل بالظفر والعودة بسلامة؛ وكقولهم للصغير: "غلام" (من الغلمة ميزة الرجولة)، استبشاراً بأن سيكون رجلاً، وهكذا تستطيع أن تتدبر تاريخ الأمة بمعانيه الواسعة، وأعماقه النفسية، من مفردات اللغة.

 

(وإن تراكيب اللغة) كألفاظها تدل أيضاً على مناحي عديدة من نفسية الأمة في كثير من الأحيان، فحيث تجد التشبيه مثلاً أو الاستعارة وما إلى ذلك كثيراً تستدل منه على لطف الشعور ودقة التمثيل، وقوة المخيلة التي تقرن الأشباه والنظائر، بطريقة تجعل اللغة جذابة، يكاد ماء الحسن منها يقطر.. وحيث تجد الألفاظ كقوالب البضاعة لا تتسع لغير ما هيئت له، تعلم أن تلك الأمة لها عقلية مادية، وأنها من جمود وبلادة، أو من دقة يغلب فيها الفكر على العاطفة، بحسب ما تقوم عليه الأدلة متضافرة..


(وإن أساليب اللغة) كتراكيبها فيما تدل عليه، وربما كان الأسلوب أقرب للدلالة لأنه خلق كامل البنية، واضح الصورة، قد يستبين منه المرء ما لا يستبين من المفردات والتراكيب، ولما كان للأسلوب هذه الصفة، كان لكل طبقة من الأدباء تماثلت أفكارهم، وتقاربت مشاعرهم، أساليب متقاربة، ومناهج تعرف بهم، ويحتذى بها حذوهم كأنها المدارس لها برامجها المقننة.


وإذا اعتبرت اللغة بهذه الاعتبارات، وعرف مكانة العربية بين اللغات بمفرداتها وتراكيبها وأساليبها، أدركت حقيقة العروبة، وانكشفت لك مزاياها سافرة، ولقد تعمق بهذا الأستاذ مصطفى صادق الرافعي في الجزء الأول من كتابه تاريخ الأرض حتى عكس الآية من فرط إعجابه فقال بأن "مدنية العرب من لغتهم" في حين أن العرب هم أصل اللغة وليست اللغة هي أصل العرب فكيانهم الاجتماعي والسياسي والخلقي والديني، هو الذي أثر في لغتهم هذا الأثر وليست اللغة هي التي جعلت من الشعب العربي شعباً له تلك المزايا.

 

وكما عرفت من هيكل اللغة تلك المظاهر النفسية للأمة فكذلك تستطيع من مواضيع تلك اللغة معرفة أمور أكثر مما عرفت، فالمواضيع الشعرية مثلاً تدل على خيال خصب، وشعور عميق، والمواضيع العلمية، تدل على دقة وتفكير، وهكذا يتبع..

 

جاءتنا من الأساتذة السيد محمد فرجي قصيدة تدل على شاعرية لها مستقبل جيد بدأها بمطلع حزين دامع:

خليلي إن الصد مرّ مذاقه
وكيف يطيق الصد صب مؤرق
له كبد حرّى يمزقها الأسى
وقلب كليم بالجوى يتحرق

 

وختمها بخاتمة أبيّة:

عهدت جوادي في السباق مجلياً
فأصبح من إدبار حظي يسبق
وحسبيَ حزناً أن أراني في دنى
يقدم فيها الجاهلون وأوثق
إذا نطقوا قيل الحقيقة عينها
وقولهمُ ما كان قبلُ يصدق
وإن كشف العقل السليم حقيقة
فرأيهمُ في الحق أعوج أخرق
لذلك موت المرء خير له ولا
يقيم على خسف عليه يطبق
لأن ممات الحر أطيب مورداً
إذا الأسد أمست بالمذلة ترهق

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد الثاني، 1355هـ - 1936م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحداثة وطريق النهضة
  • ازدواجية الخطاب وأثرها في مسيرة النهضة
  • نحتاج إلى الصدق لنبني مجتمع النهضة
  • التعليم المختلط ومعايير النهضة والتطور
  • النهضة المرجوة... ودور الشباب
  • حضارتنا الإسلامية من المرض إلى النهضة
  • معوقات النهضة
  • مالك بن نبي وأسئلة الاستعمار والنهضة
  • في سبيل النهضة العربية
  • النهضة العربية
  • حلقات مفقودة في بناء النهضة
  • تصنيف اللغات العربية في سياقيها اللغوي والجغرافي - دراسة وتحليل

مختارات من الشبكة

  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثانية: التعريف بالمنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • جهود الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة في كتابه "دراسات لأسلوب القرآن" - دراسة وتحليل(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أبحاث ودراسات الندوة التي أقامها المركز بالشراكة مع كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بجامعة القصيم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الدراسة المصطلحية: المفهوم والمنهج لمحمد أزهري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دراسة الأسانيد إصدار مركز إحسان لدراسات السيرة النبوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ‏حكم الدراسة الأكاديمية ‏في أقسام التأمين لغرض الوظيفة : دراسة فقهية تأصيلية (PDF)(كتاب - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • دراسة الجدوى من منظور اقتصادي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • فتح مكة: دراسة دعوية (خاتمة الدراسة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص دراسة: التغرير في النكاح ( دراسة فقهية مقارنة )(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • دراسة الجدوى وجدوى الدراسة!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب