• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الجمال .. القضية الكبرى

الجمال .. القضية الكبرى
أ. صالح بن أحمد الشامي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/9/2013 ميلادي - 18/11/1434 هجري

الزيارات: 5634

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجمال

القضية الكبرى

 

القضية الكبرى...


إنها العقيدة...


وهل للجمال من علاقة بالعقيدة؟.. نعم.


إن الجمال أمر قائم في بنية المنهج الرباني، كما هو قائم في صنعة الله تعالى. وهو كذلك في فطرة الإنسان.


والعقيدة تصور للحقيقة وإقرار بها.. أراد الله أن يستقر في عقل الإنسان ووعيه ومشاعره، بحيث يصبح مسلمة ثابتة، تشغل الساحة النفسية كلها.


فليس غريبًا - بعد هذا - أن يلجأ القرآن الكريم إلى "الجمال" ليكون حجة ودليلاً في هذا الميدان، كواحد من البراهين المهمة، باعتبارها سريعة الوصول إلى مستقرها في النفس الإنسانية.. فالوصول إلى الوجدان عن طريق المشاعر أمر ميسور.


وقد نوع القرآن الأساليب لتثبيت العقيدة. فاعتمد على البراهين العقلية بمقدار ما يشغل الساحة التي يهيمن عليها العقل في كيان الإنسان. واستعمل المنطق الجمالي.. بالمقدار الذي يشغله الجمال من ساحة المشاعر والأشواق.


والقرآن في ذلك يعتمد طريقة فريدة إذ يمزج بين نوعي الدليل ليخاطب الإنسان بكليته، فهو لا يخاطبه فكرًا على انفراد، كما لا يخاطبه مشاعر على انفراد. ولذا أشرب الدليل العقلي المعنى الجمالي، وانساب البرهان الجمالي إلى النفس يحمل في طياته لغة العقل.. وبهذا تكون القناعة عقلية ووجدانية.


وقد يكون الوقوف أمام الأمثلة أجدى من الحديث عنها قال تعالى:

﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[1].


إنها حدائق ذات بهجة..


"حدائق بهيجة ناضرة حية جميلة مفرحة... ومنظر الحدائق يبعث في القلب البهجة والنشاط والحيوية. وتأملُ هذه البهجة والجمال الناضر الحي الذي يبعثها كفيل بإحياء القلوب. وتدبر آثار الإبداع في الحدائق كفيل بتمجيد الصانع الذي أبدع هذا الجمال العجيب. وإن تلوين زهرة واحدة وتنسيقها ليعجز عنه أعظم رجال الفنون من البشر. وإن تموج الألوان وتداخل الخطوط وتنظيم الوريقات في الزهرة الواحدة ليبدو معجزة تتقاصر دونها عبقرية الفن في القديم والحديث، فضلاً على معجزة الحياة النامية في الشجر..[2]".

♦♦♦♦


وإنها - كذلك - الأنهار..


تمخر هذه الأرض منسابة من الأعالي، أو متفجرة من السهول، ومع تلك صوت الخرير، ومع هذه صوت التدفق.. إنها نبضات الحياة، يعبر عنها الصوت والحركة.


إنه الجمال يملأ العين والأذن معًا، إنه يحمل إليهما الريّ كما يحل الماء الري إلى كل مكان آذن الله بوصوله إليه.


إنها الحدائق.. وإنها الأنهار.. وإنها الرواسي.. وإنها..


وبعد ذلك ﴿ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾؟؟


استفهام فيه الكثير الكثير من الإنكار والتعجب!!


إن الذين هم في شك ﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ْ ﴾ عن الحق ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.

♦♦♦♦


وفي تقرير آخر تحدثنا آيات القرآن الكريم معددة نعم الله الظاهرة على هذا الإنسان، ليتعرف من خلالها عظمة الخالق وفضله.. وتعداد آلائه.


﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾.. [الرحمن: 10 - 13].

 

﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [3].


ونتوقف عند هذا الوشاح الجمالي الذي يبرزه النص الكريم، مبينًا للإنسان تلك النعم التي تجاوزت حدود الضرورات.. لتلبي المشاعر وحاجة الحس..


﴿ فِيهَا فَاكِهَةٌ ﴾.

والفاكهة متعة للنظر في أشكالها وتنوعها وألوانها، وما زال فن الرسم منذ القديم وحتى عصرنا الحاضر.. وحتى التجريدي منه الذي برز في التكعيبة.. ما زال يقدم لوحات لها، لما تؤديه من دور جمالي... وهي مع هذا متعة للمذاق.


﴿ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴾.

إنها واحدة من أنواع الشجر الباسقة، والارتفاع يؤدي دوره في الحسِّ الجمالي.. وبخاصة حينما يكون على وشك التبشير يقرب الإنتاج حيث تزينه الأكمام، والأكمام هي الكؤوس أو الأكياس التي تحمل الطلع.. إنه طفولة الثمرة.. والطفولة جمال في كل شيء والنص لا يكتفي بتلبية حاجة العين فحسب من خلال تلبية الضرورات بل يطلب مشاركة الحواس الأخرى.. فالريحان تلبية لحاسة الشم وهي تلبية جمالية ينشرح لها الصدر وتمتلئ بها النفس..


وتنقلنا الآيات بعد ذلك لتقف بنا على البحر.. بعد أن متعنا نظرنا وحسنا ببعض إنتاج الأرض اليابسة.


والبحر.. خلق فيه من الجمال بمقدار ما فيه من الجلال. إنه يتيح لك أن تمد نظرك حتى يغيب مع الأفق فتأخذ العين راحتها دون أن تصطدم بالحواجز.


والبحر لوحة فنية معطاء... قادرة على أداء فنيتها في كل وقت في الصباح عندما تشرق الشمس. وفي الأصيل.. في الضحى حينما يشتد حيث تعكس صفحة الماء ضوء الشمس.. وفي الليل حيث تنساب الخيوط من ضوء القمر تضيء الطريق للأمواج في تقدمها نحو صخور الساحل.. معبرة عن الشوق والحب..


والبحر جمال، ومنه تخرج أدوات الزينة والجمال ﴿ اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾.. ويحمل على متنه آيات الجمال، إنها المنشآت في البحر كالأعلام..


تلك السفن الضخمة في حجم الجبال ووزن الجبال يحملها في هدوء وحنان هذا المائع الرقراق.. إنه من المشاهد التي لا تملها العين..


وبعد هذا وذاك ﴿ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ .


إنه الجمال يؤدي دوره في بناء العقيدة.

♦♦♦♦


والعقيدة لا تبنى في النفوس بالإكراه والقسر، ولكن بالإِقناع الهادئ، ولفت النظر.. حيث يعود الإنسان بعدها إلى نفسه يراجع حسابه في هدوء وطمأنينة.. ذلك هو الطريق.


﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ.. ﴾[4].


والآيات هنا، كما تخاطب العقل. فإنها - أيضًا - تدعو الحس الجمالي إلى التأمل والنظر، فإن له دوره في هذا الميدان.


وقرب الأشياء من الإنسان يجعلها مألوفة لديه، فلا يمعن النظر فيها!! ولا يتفحص أسرارها وعجائبها.


والآية الكريمة هنا، تبدأ بالاستفهام الذي ضمن التعجب والاستغراب.. فالسماء قريبة من الإنسان، إنها فوق رأسه، فما عليه أكثر من أن يرفع رأسه إلى أعلى فينظر... فيتعرف إلى الخالق سبحانه من خلال مخلوقاته.


وتوجه الآية النظر إلى أمور ثلاثة:

﴿ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ﴾.

﴿ وَزَيَّنَّاهَا ﴾.

﴿ وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾.


وكلها جوانب يأخذ فيها الجمال مداه وغايته.


﴿ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ﴾ والبناء في لغة الإنسان يعتمد على القواعد والأسس، وعلى الأعمدة والسواري.. ولا يتصور بغير هذا. وكلما قلَّت هذه الأعمدة والقواعد.. كلما كان أقرب إلى الجمال.. والمسافات هنا مسافات صغيرة صغيرة لا تكاد تذكر مهما اتسعت بل إنها لا تذكر.


أما بناء السماء.. فهو شيء آخر، فلا قواعد ولا أعمدة. هكذا سقف مرفوع بغير ركائز، وهو سقف محفوظ محكم. وهو واسع واسع ﴿ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ ، ويذهب البصر في كل الاتجاهات. فلا يدرك غاية.


إنه الجمال يبدو من خلال العظمة والإحكام..


﴿ وَزَيَّنَّاهَا ﴾ والزينة - هنا - خلق متناسب مع هذا الاتساع، إنها الكواكب والمجرات. إنها الحجوم الهائلة التي لا مجال للحديث عن عظم كتلها وبيان ذلك بالأرقام، لأنه يذهب بحديث الجمال.


﴿ وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ إنه كمال الخلق الذي لا عيب فيه، فلا تشقق ولا خروق رغم ذلك الاتساع...


فإذا هبط ببصره إلى حيث يقف.. كان أمام آيات أخرى.


﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ﴾.

إنها مدت لتكون صالحة لقيام الحياة عليها.. ومن ذلك النباتات البهيجة التي تسر العين بمرآها، وهي مع ذلك أزواج.. سيرًا مع السنن الكونية.. وأما الرواسي فلها في الحسّ الجمالي وقع كبير.. يستشعره كل من وقف أمامها في عالم الطبيعة، أو في عالم اللوحات.


﴿ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى ﴾.

إن ما سبق الحديث عنه، وما يتبع أيضًا، للتبصر والذكرى، فلعل ذلك يكون الطريق إلى الحق.


وفي الجزئيات ما يذكر الإنسان ويبصره.. كالكليات، ولذا ذهبت الآيات الكريمة تذكرنا ببعض ذلك.. إنها الجنات.. والباسقات من النخيل ذات الطلع المنضد.. كلها ميادين تأمل.. وكلها تبصرة وذكرى..

♦♦♦♦


والعلم بالله يورث الخشية منه، وهي متناسبة معه، والعلم تأمل ونظر ومقارنة وبحث، ولئن كانت الآية السابقة تطلب من الإنسان أن يرفع رأسه إلى أعلى فينظر إلى السماء. فإن آيات أخرى تدعو إلى النظر المتعمق إلى المقارنة والاستنتاج.. ولنستمع إلى واحدة منها.


﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾[5].


وقد سبق الحديث عن الجبال في هذه الآية. ولكننا الآن نتحدث عن مظهر الوحدة في اختلاف اللون.


وبأسلوب تقريري تبدأ الآية ﴿ أَلَمْ تَرَ .. ﴾.

• ثمرات مختلف ألوانها.

• جبال مختلف ألوانها.

• الناس مختلف ألوانها.

• الدواب مختلف ألوانها.

• الأنعام مختلف ألوانها...


إنها ألوان وألوان متعددة في الصنف الواحد من المخلوقات، وهي كذلك متدرجة في اللون الواحد.. فاللون الأحمر مثلاً مختلف. إنها طائفة من الألوان تشملها التسمية بالأحمر.


والآية الكريمة تشير إلى أن اختلاف اللون ظاهرة تشمل جميع المخلوقات إنه اختلاف.. ولكنه اختلاف يشمل جميع المخلوقات.. فهو منهج ونظام بني الخلق على أساسه، إنه دليل على وحدة الخالق سبحانه.


إن هذه النظرة الفاحصة التي تبحث وتقارن وتستنج. تحتاج إلى العالم الصبور على البحث.. ووقوف العالم على هذه الدقائق يجعله أكثر معرفة بالله تعالى وأكثر خشية وهذا ما تقرره الآية في ختامها ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾.


واللون الذي هو العامل المشترك بين هذه المعروضات، عنصر مهم في الجماليات كلها، وبهذا يكون الجمال مسرحًا يجول في ردهاته النظر والفكر لينتقل منه إلى عظمة الملوِّن.

♦♦♦♦


وفي المجال نفسه نحب أن نتوقف عند نص كريم آخر:

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾[6].


﴿ أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾.


﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾.

 

المبدأ واحد. وحدة في أصل الخلق، وتنوع بعد ذلك.


نفس واحدة، واختلاف في الألوان.. واللغات.


ماء واحد، ونباتات شتى...


إنها وحدة الصنعة ومن ورائها وحدة الصانع، ثم تأتي البيانات الجمالية التفصيلية في الآية الثانية تبين عظمة الصانع.


﴿ خَضِرًا ﴾ إنه اللون والحيوية تعبر عنه الكلمة الكريمة.


﴿ مُتَرَاكِبًا ﴾ إنه الشكل الهندسي، ركب بعضه على بعض في تناسق وتكامل.


والقنوان الدانية.. إنه جمال الحركة.. قربها وجعلها في المتناول.


والتشابه.. وغير التشابه تناظر وتوازن في المشهد..


إنها لفتات من الآية الكريمة تستحق التأمل والمتابعة.. ﴿ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ﴾ إنه جمال آخر يضاف إلى جمال اللون وجمال الشكل وجمال الشجر.. أليس في هذا من الآيات ما فيه؟! ولكنها ﴿ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ .

♦♦♦♦


وهكذا يدخل "الجمال" عنصرًا مهما في بناء العقيدة وتأكيدها. ولم تكن الآيات التي توقفنا عندها إلا أمثلة لما انبثَّ في القرآن الكريم، في سوره وآياته من براهين ودلائل جمالية. مما يحتاج إحصاؤه إلى بحث خاص.


ونورد أمثلة أخرى مكتفين بالنص الكريم للتأكيد على أن اعتماد الجمال في أمر العقيدة ليس أمرًا عرضيًا، بل هو أمر مقصود.


﴿ أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [النحل: 79].


﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 32].


﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحج: 63].


﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 61 - 62].


﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ... ﴾ [الغاشية: 17 - 20].


وآيات.. وآيات..



[1] سورة النمل. الآيتان 60، 61.

[2] الظلال في تفسير الآية المذكورة.

[3]سورة الرحمن الآيات 10 - 13، 19 - 25.

[4] سورة ق الآيات 6 - 10.

[5] سورة فاطر الآيتان 27 - 28.

[6] سورة الأنعام الآيتان 98 - 99.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الجمال مقصود
  • الجمال في الكون
  • الجمال في الإنسان
  • الفطرة .. والجمال
  • أثر الجمال في النفس
  • الجمال .. وسيلة اختبار
  • الجمال جزاء العمل الصالح
  • صانعوا الجمال ومشاهدوه
  • الظاهر والباطن .. الشكل والمضمون
  • نظرة الإسلام الجمالية إلى الإنسان .. النظرة الكلية

مختارات من الشبكة

  • صناعة الجمال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • منزلة الجمال في أخلاق القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الظاهرة الجمالية في الفقه الحضاري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الجمال التربوي والإسلام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بين الجمال المؤقت والجمال الدائم(استشارة - الاستشارات)
  • نظرات في الجمال(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الجمال(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التوضيحات الكبرى من غزوة بدر الكبرى!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة السنن الكبرى (سنن النسائي الكبرى)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • علامات الساعة الكبرى (أشراط القيامة الكبرى)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب