• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر / الاستشراق والمستشرقون – دراسات ومقالات
علامة باركود

المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (3)

المستشرق  Regis Blachere وحديثه عن القرآن (3)
د. إبراهيم عوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/1/2013 ميلادي - 2/3/1434 هجري

الزيارات: 8009

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن[1] (3)

 

سور المرحلة المكية الأولى:

فلنمض مع المصحفِ العثماني ابتداءً من سورةِ "النجم"، ولسوف نجد عندئذٍ مجموعةً من السورِ التي تَقْصُر تدريجيًّا كما هو متوقَّع.

 

ويُمكِننا - بناء على قول "نولدكه" و"شفالِّي" - أن نستبقي منها سبعًا وأربعين سورة تشكِّل مجاميع مصطَنَعة غالبًا كما سلف القول، وتَسُودها "الطريقة" الأولى للدعوة القرآنية.

 

وثَمَّة مجموعةٌ ربما كانت أقدم ما نزل من الوحي، وهي تضمُّ ثمانيةَ نصوصٍ تتضمَّن دعوةً إلى التوبة والتطهُّر، ثم تَلِيها مجموعةٌ أغنى مضمونًا، قوامُها ثلاث وعشرون سورة، وفيها نلحظُ - بخاصة - الحجةَ التي استعملها "أتيناجون" قبل ثلاثة قرون في العالَم النصراني، وهي أن الحياة الجَنِينية تدلُّ على وجودِ بعثٍ بعد الموت؛ إذ ليس مستحيلاً على الله أن يُحْيِيَ ثانيةً مَن سَبَق له أن خلقهم.

 

ثم إننا نفاجأ في هذه المجموعةِ بأن محمدًا لمَّا يكن قد دعا إلى وحدانيةِ الله؛ إذ كان يأملُ دائمًا أن يستطيع تحقيقَ تركيبةٍ تضمُّ إلى عبادةِ ربِّ الأرباب الخالقِ أربابًا ثانويينِ.

 

وإذا بحثنا عن الموضوعِ الغالبِ على هذه المجموعة، فسنجدُ أنه تصويرُ يومِ القيامةِ الذي يَجمَع في هذه السورةِ بين التعدد والإفاضة.

 

ومن المرهِق أن ندرسَ على حدةٍ كلاًّ من العناصر المختلفةِ، التي تتكون منها الواقعة الأخيرة، وبعث الموتى، ومصيرهم إلى الجنة أو النار.

 

وهذه العناصرِ في الواقع مترابطةٌ، ومتكرِّرة، ومتداخلةٌ:

• ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا * إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا * رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ﴾ [النبأ: 17 - 39].

 

والأغلبُ في هذه النصوصِ أن يُراوحَ بين عرضِ لذائذِ الفردوسِ ووصفِ آلامِ الجحيمِ:

• ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾ [الغاشية: 1 - 16].

 

وتتحرَّك الشخصيَّات ذاتُها من: حورياتٍ نُجْلِ العيونِ، وسُعداءَ يتلذَّذون بالتمدُّد على أرائكَ مفروشةٍ بالبُسُط، وغلمان يطوفون بأكواب، وملعونين يعذَّبون بالنارِ ولهيب العطش في مناظرَ هي هي دائمًا:

جناتٌ تشقُّها الجداولُ، وظلالُ أشجارٍ محمَّلةٍ بالثمار في متناولِ اليدِ، وهُوِيٌّ تتأجَّج بنارٍ تسعِّرها الشياطين.

 

والشواهدُ قائمةٌ على أن هذه التفاصيلَ التي قلَّما تتنوَّع - وإن كان تأثيرُها عنيفًا على المكِّيين الذين كانوا يعيشونَ على تلك الأرض التي تسفعُها الشمسُ سفعًا - إنما فُهِمَتْ بمعناها المادِّي فقط.

 

ثم حدث بعد ذلك أن بعضَ العلماء قد ضايقهم هذا الوصفُ المادِّي المحض للذَّات العالَم الآخرَ وآلامِه؛ فحَاوَلوا أن يَجِدوا في النصِّ القرآني أنغامًا أخرى.

 

وهكذا، فإن صورةَ العالَم الآخر في هذه السورةِ لها الطابعُ الاستحضاري الذي يميزُ العقلية العربية؛ إذ بدلَ أن يُضعِف تكرارُ تفصيلةٍ بعينِها تأثيرَها، فإنه يسيطرُ على العقلِ مع إثارتِه لمجموعةِ مشاهدَ ثانويةٍ[2] تكوِّن - بكل تأكيدٍ - لوحةً، وتخلقُ مع ذلك جوًّا.

 

ولنذكر كذلك ما كان لهذه الأوصافِ من جاذبيةٍ على هؤلاءِ المستمعِين، الذين سرعان ما تلهبُهم صوَرُ اللذائذِ والشهواتِ[3].

 

ولنتخيَّل أيضًا الرعبَ الذي كان يُوقِعه التهديد بـ "اليوم الرهيب" بنفوس بعض البسطاء:

• ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾ [الانفطار: 1 - 4].

 

إن هذا الوصفَ وأمثالَه لَيَبرُقُ في العيونِ ويدُقُّ في الآذانِ على مرِّ العصورِ.

 

أما كيف كان تأثيرُه على أصحابِ محمدٍ المتعوِّدين على تنبؤاتِ "العرَّافين" العديمةِ القيمة، فذلك يجرُّنا إلى إعجازِ الوحي القرآني.

 

وفي مجموعةٍ ثالثة من إحدى عشرة سورةً نجدُ ذاتَ الموضوعاتِ الأخروية التي أحيانًا ما يُزَاد عليها الردُّ على المعارضينَ.

 

ولا بدَّ أن النبي قد تلقَّى هذه الآياتِ في الوقتِ الذي لم يعد فيه متأكدًا من كسبِ خصومِه إلى صفِّه؛ إذ نبرةُ الحجاجِ صارمةٌ، تأخذُ بخناقِ مَن نزلت في حقِّهم، وليس الأمرُ هنا أمرَ مجادلاتٍ، بل أمر عباراتٍ خاطفةٍ، وردود قاطعةٍ، ودمدمات غاضبة متحدية:

• ﴿ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا * كَلَّا ﴾ [الفجر: 17 - 21].

 

وقد وضَع "نولدكه"، و"شفالِّي" - وإن لم يخلُ الأمرُ من تردُّد - في نهايةِ هذه الفترة خمسَ سورٍ قصار هي أدعية أو رُقًى، وأشهرُها هي "الفاتحة"، التي تقومُ في العباداتِ الإسلاميةِ - إلى حدٍّ ما - مقامَ الصلاة الربانية عند النصارى:

• ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 1 - 7].

 

والتشابهُ الأسلوبِيُّ في هذه السورةِ الأولى شديدُ الوضوحِ؛ فهذه الوحداتُ الإيقاعيةُ الواضحةُ القِصَر لا تزيدُ عمومًا عن عشرةِ مقاطعَ، وهذه الجملُ الصغيرةُ ذاتُ إيقاعٍ جد ملحوظ، وتنتهي بفواصلَ متنوعةٍ، مقسَّمة ثلاثًا أو أربعًا أو أكثر.

 

إن سورة "الناس" مثلاً مكوَّنة من ثمانِي وحداتٍ إيقاعيةٍ ذاتِ فاصلةٍ واحدةٍ، ويَرجِع تأثيرُها أولاً إلى خبطة الفاصلة، كما يرجع أيضًا إلى تكريرِ الصيغ والتراكيبِ ذاتها.

 

وكثيرة جدًّا - بخاصة - هي الأقسامُ التي يُستشْهَد فيها بالكونِ وبتنوعِه اللانهائي على قربِ يوم الحسابِ: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 1 - 10].

 

ولا يستطيعُ الإنسانُ إلا أن يفكِّر في الصيغ التي يستعملها "العرافون "في ذلك الحين. وإن تفاوت الوحدة الإيقاعية مضافا إليها قصرها لَيُضفي على الأسلوب حركة متقلقلة لاهثة:

• ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ * فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ﴾ [التكوير: 1 - 22].

 

والواقع أنه لولا استخدامُ الجملِ القصيرةِ المسجوعة، لكنَّا جد قريبينَ من لغةٍ عفويةٍ مؤسَّسةٍ على هذيانِ "الموحَى إليه"[4]، إلا أننا نكرر أن الوحي القرآني عبارة عن توجيه. وفي نصوص هذه الفترة سوف يظهر هنا وههنا لمحات من الأسلوب الخطابي بجمله المدوّرة وتكريراته ومقابلاته اللفظية:

• ﴿ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا * وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا * وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ * وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ * وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الواقعة: 4 - 56].

 

هذا، ونشيرُ أخيرًا إلى ما في اثنتينِ من السورِ من تركيبٍ ذي قرارٍ؛ ولأن القرارَ لا يتكرَّر ظهوره على فترات متساويةٍ، فإننا لا يُمكِننا الحديثُ عن تركيبةٍ مَقْطعيةٍ، بل عن طريقةٍ قُصِد بها الإلحاحُ على السامعينَ:

• ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 19 - 28]

 

ومن المؤكَّد أن أيةَ ترجمةٍ لا تستطيعُ أداءَ الجلجلةِ اللفظيةِ لأَوْحَاء هذه الفترة.

 

إن الأمرَ هنا في الواقع أمرُ شِعْرٍ صافٍ، حيث موسيقا الكلماتِ وترتيبُها يتأبَّيان - عند معاودة النظر - على عملِ العقلِ، ولقد أخطأ خصومُ محمدٍ، فلم يَرَوْا فيها إلا تعاويذَ وتعازيمَ سحرية.

 

ورغمَ أن معرفتَنا بتنبؤاتِ الكهَّان مقصورةٌ على الاستنتاجِ، فإننا - مع ذلك - نعتقدُ أن مثلَ هذا الحكمِ يفتقرُ إلى سندٍ؛ إذ إن ما جاء به الرسول في هذه السورِ له من النبضِ والإشراقِ والجلالِ في الواقع ما لا يلحقُ بغبارِه ارتجالاتُ الكهَّانِ "العرَّافين"، على قدر معرفتنا بها من خلال ما وصَلنا من نصوصٍ غير موثَّقة.

 



[1] من كتاب "Histoire de la litterature Arabe "لـ Regis Blachere ( ط. Librairie d' Amerique et d' Orient , Paris , 1964) / ج 2 / من ص 19 فصاعدًا.

[2] – المستشرق - كمعظم الأوربيين - يتهم العقلية العربية بهذا، مع أنه هو وقرناءه يعتمدون أسلوب التكرار والإلحاح على أفكارهم المتهافتة؛ من أجل غرسها في نفوس قرائهم من الأوربيين قبل المسلمين، مما يدل على أن العقل البشري هو هو في أوربا وآسيا وأفريقيا، رغم أنف النظريات العرقية الاستعلائية، التي لفقتها أوربة بعد نهضتها؛ كرد فعل لما كانت تقاسيه من الإحساس العنيف الحاد بالقلة والنقص في مواجهة الحضارة الإسلامية المتفوقة، تلك الحضارة التي أرعبتهم بتفوقها العلمي والاقتصادي والعسكري قبل ذلك قرونًا طوالاً.

[3] كيف يستقيم كلام هذا المستشرق هنا مع قوله سابقًا: إن الرسول في مكة كان "يصرخ في البرية"؛ أي: إنه لم يستجب له إلا القليل جدًا في خلال 13 سنة؟

ثم كيف تنسي لذة حسية موعودة في العالم الآخر العذاب والأذى الذي كان كفار مكة يوقعونه بالمسلمين الأوائل؟

إنه الإيمان الذي يشكل الاعتقاد في الجنة جزءًا منه، وليست اللذائذ الحسية.

[4] يعني أن القرآن - وهو ما هو جلالاً، وروعةً، ونبل مبادئ، وحلاوة أسلوب، - هو نتيجة هذيان محمد- صلى الله عليه وسلم - "ارجع إلى التعليق 4 على الفصل الماضي".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (1)
  • المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (2)
  • المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (4)
  • المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (5)
  • المستشرق Regis Blachereوحديثه عن القرآن (6)

مختارات من الشبكة

  • من أساليب المستشرقين في حروبهم الفكرية: التزهيد في العربية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • دعاوي المستشرقين حول حجية السنة النبوية: آراء المستشرق "جوزيف شاخت" أنموذجا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المستشرق Clement Huart وحديثه عن القرآن(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق "مونتيه" وحديثه عن مصادر القرآن(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق " بلاشير " وحديثه عن القرآن (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق " بلاشير " وحديثه عن القرآن (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق " بلاشير " وحديثه عن القرآن (2)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق " بلاشير " وحديثه عن القرآن (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق "مونتيه" وحديثه عن القرآن (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المستشرق "مونتيه" وحديثه عن القرآن (1)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب