قهوة الستار بوكس

في الكثير من البلدان العربيَّة والدول الأوربيَّة ودول العالم، هناك الكثير من فُروع مقاهٍ تبيع قهوة الستار بوكس، والتي تبدأُ قصَّتها من سياتل في أمريكا على يد هاورد شولتز، الذي سافر إلى إيطاليا وهناك خطرتْ له فكرة فتْح مقهى للقهوة في سياتل، ثم تتابعت الفُروع عبْر أنْحاء العالم لتَصِل إلى 7255 فرعًا، هذه المقاهي هي تابعة لشرِكة يهوديَّة رئيسها هو هوارد سولتز، أحد أبرز أركان اللوبي اليهودي الأمريكي.

رأسمال الشَّركة: مليار و352 مليون دولار، لها فروع كثيرةٌ في العالم تصل اليوم إلى نحو 13425 مقهى وفرعًا منتشرة في أنحاء العالم.

صاحبُها ومؤسِّسُها يهودي الدِّيانة ومتعصب ليهوديَّتِه، وبلغ به حدُّ التعصُّب إلى أنَّه يتبرَّع بمبالغ كبيرة ودائمة لتطْوير معدَّات وأسلِحة الجيش اليهودي، وبشكْل مستمرٍّ، لدرجة أنَّه يُثير المشاكل مع كبار رجال الأعْمال اليهود بكثْرة التبرُّعات التي يُغْدِقها على المؤسَّسات اليهوديَّة والجيش الإسرائيلي، كما أنَّ خدماتِ ستار بوكس تقدَّم وبشكْل دائم على نحو مجاني للجيْش الإسرائيلي وبكلِّ تشكيلاته ومؤسَّساته.

الأمر لا يقتصِر على توْفير الدَّعم للجيْش الإسرائيلي ومؤسَّساته المختلفة؛ إذ إنَّ هذه المؤسَّسة "ستار بوكس" تدعم الشواذَّ من الرجال والنساء، وهذا ما أكَّده وود ماك جافي - مدير تسويق ستار بوكس فرع واشنطن - في معرض الانتِقاد الذي وُجِّه لمؤسسة ستار بوكس بسبَب مشاركتها ودعْمِها لمهرجان للشواذِّ من النساء والرجال في أمريكا: إنَّ مؤسَّسته تسعى من خلال ذلك إلى دعْم كلِّ الشؤون التي تخصُّ زبائنَهم ومسؤوليهم، ومنها تلك المشاركات في هذه المهرجانات إضافة إلى دعْمِها للكثير من المؤسَّسات التي تدعو إلى الإجهاض.

وإذا أردنا أن نقِف على شعار ستار بوكس لأدرَكْنا التعصُّب اليهودي الذي يقِف وراء فكر وفلسفة هذه المؤسَّسة؛ إذ إنَّ الفتاة الموجودة في شعار ستار بوكس هي الملكة إستير.

وإستير هي حامية اليهود، وهي بطلة السِّفر المسمَّى باسمها في الكتاب المقدَّس، و"إستير" هو السِّفر السابع عشَر من أسفار التوراة، بحسب طبعة دار الكتاب المقدَّس، غير أنَّه يوضع بعد سفر يهوديت، بحسب عقيدة الكنيستَين الكاثوليكيَّة والأرثوذكسيَّة.

وإستير كلمة هنديَّة بمعنى "سيدة صغيرة"، كما أنَّها أيضًا كلمة فارسيَّة بمعنى "كوكب".

غير أنَّ إستير كان لها اسم آخر عبراني هو "هدسة"، ومعناه شجرة الآس، ويعني بها نبات الريحان العطر، وينطق بلغة أهل بلاد اليمن العرب "هدس".

و"إستير" أو "هدسة" وصفها الكتاب بأنَّها فتاة يهوديَّة يتيمة لم يكن لها أب ولا أم، وعند موت أبيها وأمها اتَّخذها مردخاي لنفسه ابنة، ويفهم من السفر أنَّها ابنة أبيجائل عم مردخاي، ومردخاي بحسب وصف الكتاب هو ابن يائير بن شمعي بن قيس، وهو ابن عم إستير، وهذا يرجِّح أنَّ مردخاي وإستير أورشليم كانا مع السْبي الذي سبى "منيكنيا"، ملك يهوذا الذي سباه "نبوخذ نصر" ملك بابل.

أخذ مردخاي ابنة عمِّه معه إلى مدينة (شوش) التي كانت عاصمة مملكة فارس، وكانت إستير "جميلة الصورة وحسنة المنظر"، فلمَّا طلب الملك أحشويرس أن يجمعوا له كلَّ الفتيات العذارى الحسناوات ليختار من بينهم واحدةً تَملِكُ مكان "وشتي" الملكة السابقة التي احْتقرت الملِك، ولَم تطع أمره، أُخذت إستير إلى بيت الملك مع باقي الفتيات المُختارات، ولأنَّها حسُنت في عينَي الملك ونالت نعمة من بين يديْه، فقد انتُخِبت ضمن السَّبع الفتيات المختارات اللَّواتي نُقلْن إلى أحسن مكان في بيت النِّساء، ولمَّا بلغت نوبة إستير لتَمْثُل أمام الملِك في الشَّهر العاشر في السنة السابعة لمُلْكِه، أحبَّها الملِك أكثر من جَميع العذارى، فوضع تاجَ الملك على رأْسِها، وحقَّقت لليهود مكاسبَ كبيرة من خلال كسْبِها لقلب الملك، ومن خلال ذلك تُريد أن تطرح ستار بوكس فكرة كسْبِها لزبائن كثيرين، ومن خلال ذلك تحقِّق أهداف مالِكها صاحب التوجُّه اليهودي المتعصب لخدمة أفكاره المتعصِّبة ودعْم اليهود، والنَّيل من الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة من خلال دعْم المؤسَّسة العسكريَّة الإسرائيليَّة وتطويرها.

أيضًا يقدِّم مالك ستار بوكس الدَّعم للجيْشِ الأمريكي الموجود في العِراق وأفغانستان؛ بِحجَّة مُحاربة الإرهاب من خلال تقديم موظَّفي الستار بوكس الذين يَحصلون على رطل مجاني من قهوة الستار بوكس، وهؤلاء يقومون بدَوْرِهم بِجمع تلك الأرطال وإرْسالها إلى الجيش الأمريكي في العِراق وأفغانستان ودول أخرى.

يُذكر أنَّ الستار بوكس حصَلَتْ على جائزةِ تقدير من مؤسَّسات يهوديَّة في الذِّكرى الخمسين لتأْسيس إسرائيل، وذلك للدَّعم الذي قدَّمتْه ستار بوكس لإسرائيل وجيْشِها على مدار السَّنوات السَّابقة، وما يُثير الأسى والحزن انتِشار كثيرٍ من فروع الستار بوكس في الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة، مع عِلْم الكثيرين بمصدَرِ تلك المؤسَّسة ومَن تدعم، وبمن تفتك، ومن تقتل، وهل أصبح الحال عدم القدرة على كَبْحِ رغبات النَّفس، والاستِغْناء عن تلك القهوة التي تذهب أموالُها للفتْكِ بالمسلمين؟

المصادر:

1- مجلة المجتمع، رقم العدد: 1726، تاريخ العدد 11/11/2006.

2- موقع صوت العربية، ستار بوكس، الداعم لليهود.