• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

مقايضة صور القتلى بالمواد الإباحية

د. أحمد إبراهيم خضر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/11/2010 ميلادي - 1/12/1431 هجري

الزيارات: 14673

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقايضة صور القتلى بالمواد الإباحية

الوجه الآخر للحرب في العراق وأفغانستان


" مِنْ أجلِ السَّماحِ لهمْ بدُخُوْلِ المواقعِ الإباحِيَّةِ مَجَّانًا؛ كانَ الجنودُ الأمريكيُّونَ يُرْسِلُونَ صُوَرَ جُثَثِ المَوْتَى، و المُشَوَّهِيْنَ مِنَ العراقِيِّيْنَ، إلى هذهِ المواقعِ، وهذا خَرْقٌ واضحٌ لاتِّفاقيةِ جنيف ".

 

كانتْ هذهِ مقدمةُ المقالةِ التي كَتَبَها "كريس طومسون"، بعنوانِ: " الجنودُ الأمريكيُّونَ يُقَايِضُوْنَ الصُّوَرَ الدَّمَوِيَّةَ بمَشَاهَدَةِ المَوادِّ الإباحيَّةِ ".

 

يتحدَّثُ " طومسون" عَنْ خَرْقِ الجنودِ الأمريكِيِّيْنَ لاتِّفاقيةِ جنيف، ما يَعْرِفُهُ الكاتبُ، و لمْ يُشِرْ إليْهِ، هوَ أنَّ مِثْلَ هؤلاءِ الجنودِ، و قادتِهم، و سَاسَتِهم، لا عَهْدَ لهمْ عندَ تَعَامُلِهمْ معَ المُسْلِمينَ، إلا في حالةِ عَجْزِهِمْ عَنِ التَّغَلُّبِ عليهمْ، و ها همُ الآنَ لا يَرْعَوْنَ عَهْدًا، و لا يَقِفُونَ عندَ حَدٍّ في التَّنْكِيْلِ بالمُسْلِمينَ، و لا حتَّى في الحدودِ المُتَعَارَفِ عليها، فيما يُسَمَّى "باتِّفاقيَّةِ جنيف"؛ و السَّببُ في ذلكَ هو شِدَّةُ ما يَكْتُمُوْنَهُ للمُسْلِمينَ مِنَ البَغْضَاءِ و الحِقْدِ.

 

كانت آخر مظاهر هذا الحقد هو ماتناقلته الأنباء فى 19/5/2008 عن قيام أحد الجنود الأمريكيين بتصويب نيران سلاحه على مصحف اعتبره هدفا للرمى.

 

إنَّ هذا الحِقْدَ - كما يقولُ المُفَكِّرُونَ الإسْلامِيُّونَ - ليسَ لأشخاصِ مَنْ يُنَكِّلُوْنَ بهمْ، و لكنَّهُ حِقْدٌ على الصِّفَةِ التي هُمْ عليها، و هيَ الإسلامُ. هذا إلى جانبِ أنَّ صِفَةَ الاعتداءِ أصيلةٌ في هؤلاءِ الجنودِ، تبدأُ مِنْ نُقْطَةِ كُرْهِهِمْ للإسلامِ وصُدُوْدِهِمْ عنه، و تنتهِي بالوقوفِ في وَجْهِهِ، وتَرَبُّصِهِمْ بالمُسْلِمينَ، وعَدَمِ مُرَاعَاتِهِمْ لأيِّ عَهْدٍ و لا صِلَةٍ معهمْ، إذا هُمْ ظَهَرُوا عليهمْ، وأَمِنُوا بَأْسَهُمْ و قُوَّتَهُمْ؛ عندئذٍ يفعلونَ بهمُ الأفاعيلَ بلا حَرَجٍ، و لا إحساسٍ بالذَّنْبِ مِنْ كلِّ ما يفعلونَهُ بِهِمْ، و هُمْ آمنونَ، على حَدِّ قَوْلِ المفكِّرِيْنَ الإسلامِيِّيْنَ أيضًا.

 

"كريس ويلسون" شَابٌّ أمريكيٌّ يعيشُ في "فلوريدا" لمْ يَتَجَاوَزِ السَّابعةَ و العِشْرينَ مِنْ عُمْرِهِ، أَسَّسَ لنَفْسِهِ مَوْقِعًا إباحيًّا ينطلقُ مِنْ "أمستردامَ" بهولندا، يطلبُ "ويلسون" مِنْ مُشَاهِدِي مَوْقِعِهِ أنْ يُرْسِلُوا إليْهِ صُوَرَ زَوْجَاتِهِمْ و صَدِيْقَاتِهِمْ، في مواقفَ جِنْسِيَّةٍ صارخةٍ، مقابلَ دُخُولٍ مَجَّانيٍّ إلى كلِّ مَنَافِذِ المَوْقِعِ، لمُدَّةِ ثلاثةِ شُهُورٍ. هذا وقدْ وَصَلَ عددُ المُشْتَرِكِيْنَ في هذهِ الخِدْمةِ إلى ثلاثِ مائةِ ألفِ مُشْتَرِكٍ، ثُلُثُ عُمَلاءِ "كريس ويلسون" مِنَ العَسْكَرِيِّيْنَ.

 

الجنودُ في العراقِ و أفغانستانَ، كانوا يُرْسِلُونَ إليْهِ امْتِنَانَهُمْ و شُكْرَهُمْ؛ لأنَّهُ كانَ يرفعُ مَعْنَوِيَّاتِهمْ، و ينقلُ إليهمْ جانبًا مِنْ ثقافةِ وَطَنِِهمْ في قواعدِهِمْ. اشتكَى إليْهِ بعضُ الجنودِ، مِنْ أنَّ لديهِمْ مُشْكِلاتٍ، في الحُصُولِ على عُضْوِيَّةِ هذا المَوْقِعِ؛ بسببِ صُعُوبةِ وجودِ الزَّوْجةِ والصَّديقةِ، و كذلكَ لصعوبةِ إرسالِ اشتراكاتِهِمْ مِنْ بغدادَ وكابولَ؛ لرَفْضِ الشَّركاتِ التَّعَامُلَ معَ مناطقَ تُعْتَبَرُ بالنِّسَبَةِ إليها عاليةَ الخُطُوْرَةِ؛ مِنْ هنا اسْتَلْهَمَ "ويلسون" فِكْرَتَهُ التي اُسْتُدْعِيَ مِنْ أَجْلِها للتَّحقيقِ في البنتاجون، وتَلَقَّى بسببِها عِدَّةَ تهديداتٍ بالقَتْلِ.

 

عَرَضَ "ويلسون" على الجنودِ الاشتراكَ المَجَّانيَّ في المَوْقِعِ، مُقَابلَ أنْ يُرْسِلَ إليهِ الجنودُ صُوَرًا عَنِ الحياةِ في العراقِ و أفغانستانَ، يَنْقُلُونَها مُبَاشرةً مِنَ الكاميرا إلى مَوْقِعِهِ.

 

و فعلاً يُرْسِلُ إليْهِ الجنودُ مُخْتَلَفَ أنواعِ الصُّوَرِ، لكنَّهُ خَصَّصَ نافذةً مَجَّانيَّةً - أيضًا - للصُّوَرِ الأكثرِ دَمَوِيَّةً، احْتَوَتْ هذهِ النَّافذةُ على صُوَرٍ لجُثَثِ القَتْلَى مِنَ العراقِيِّيْنَ، منها مَنْ هو مُشَّوَهٌ، و منها مَنْ هو مُقطََّعٌ إلى أَشْلاءٍ، و منها ما هوَ موضوعٌ في وِعَاءٍ مُمْتَلِئٍ بالدِّماءِ، و منها مَنْ هو مُحْتَرِقٌ، و منها رُءْوْسُ قَتْلَى، عليها دِمَاءٌ جافّةٌ، و منها مَنِ اخْتَرَقَهُ الرَّصَاصُ، و منها مَنْ هو مُلْقَى على الرِّمالِ، أو وسطِ أكوامِ الحجارةِ، و منها مِنْ هو ساقِطٌ في أسفلِ سيارةٍ مُحْتَرِقَةٍ.

 

هذا هو الجانِبُ الأَوَّلُ مِنَ القضيَّةِ.

 

أمَّا الجانِبُ الثَّاني، فيتمثَّلُ في التَّعليقاتِ التي كَتَبَها الجنودُ على هذهِ الصُّوَرِ، و هي التي تَكْشِفُ هذا الحِقْدَ الدَّفينَ على الإسلامِ والمُسْلِمينَ؛ كَتَبَ جنديٌّ أمريكيٌّ على صورةٍ، أرسلَها لهذا المَوْقِعِ الإباحيِّ - تمثِّلُ جُثْةً لعِرَاقِيٍّ، ترقدُ في بركةٍ قذرةٍ، تتدلَّى أمعاؤُهُ فيها - يقولُ:

"هذا الذي يجبُ أنْ يكونَ عليه كلُّ عراقِيٍّ". و صورةٌ لجُثْةِ عِراقِيٍّ آخرَ، تَعَفََّّنَ فَكُّهُ، وسَقَطَتْ أَسْنَانُهُ العُلْيَا، كَتَبَ عليها الجنديُّ الأمريكيُّ: "يَوْمٌ سَيِّئٌ لِهَذَا المُتَأَنِّقِ". كما كانتْ هناكَ بعضُ الصُّوَرِ لجنودِ البَحْرِيَّةِ الأمريكيَّةِ، يضحكونَ و يَبْتَسِمُونَ للكاميرا، بينما هُمْ يُشِيْرُونَ إلى جُثْةٍ مُتَفَحِّمَةٍ تحتَ أقدامِهِمْ.

 

و كَتَبَ أحدُ الجنودِ على صُوَرِ بعضِ جُثَثِ العِرَاقِيِّيْنَ في الشَّوارعِ - قَوْلَهُ: "يا حاجي مت يا حاجي". دافعَ أحدُ الجنودِ الأمريكِيِّيْنَ عَنْ نَشْرِ هذهِ الصُّوَرِ بقَوْلِهِ: " إنَّ هذهِ الصُّوَرَ، قدْ تَدْفَعُ الانْتِحَارِيَّ إلى أنْ يُفَكِّرَ مَرَتَيْنِ، قبلَ أنْ يُقْدِمَ على تَفْجِيْرِ فْسِهِ ".

 

و هذا تعليقٌ يَكْشِفُ عَنْ ضِيْقِ أُفُقِ هذا الجنديِّ، الذي يَحْكُمُ على فِكْرِ الآخرِ، مِنْ واقعِ ثَقَافَتِهِ التي تَرَبَّى فيها، غافلاً عَنِ الدَّوافِعِ التي تَدْفَعُ هذا الانِتَحَارِيَّ - على حَدِّ قَوْلِ الجنديِّ- إلى الإقدامِ على تفجيرِ نَفْسِهِ، و جاهلٌ في نَفْسِ الوقتِ، بالقاعدةِ التي تَحْكُمُ الثَّقافةَ العربيَّةَ، ويُؤْمِنُ بها الكثيرونَ مِنَ أصحابِ هذهِ الثَّقافةِ، و هي "ماذا يَضِيْرُ الشَّاةَ سَلْخُهَا بَعْدَ ذَبْحِهَا؟"، و يُؤَيِّدُ ذلك، ما أشارَ إليْهِ تعليقُ جنديٍّ آخرَ على بعضِ هذهِ الصُّوَرِ الدَّمَوِيَّةِ، و هذا التَّعليقُ، و إنْ كانَ يَكْشِفُ عَنْ إدراكِ البعضِ مِنْ هؤلاءِ الجنودِ لهذهِ الدَّوافعِ، لكنَّهُ يُبَيِّنُ سُخْرِيَّتَهُمْ منه؛ يقولُ الجنديُّ في تعليقِهِ: "هؤلاءِ المُتَمَرِّدُوْنَ يُضَحُّوْنَ بأَنْفُسِهِمْ مِنْ أَجْلِ" للهِ"، لكنَّ القَتْلَ عندي ليسَ حادثًا غيرَ مُتَعَمَّدٍ، أنا مُسْتَعِدٌ لأنْ أَقْتُلَ الآلافَ مِنْهُمْ مِنْ أَجْلِ إنقاذِ حياةِ جنديٍّ أمريكيٍّ واحدٍ ".

 

وعَنْ رُدُوْدِ فِعْلِ كبارِ المسئولينِ الأمريكيِّيْنَ على هذهِ القضيةِ، خَشِيَ رئيسُ الأركانِ "ريتشارد مايرز" مِنَ السَّماحِ بِنَشْرِ صُوَرِ أُخْرَى؛ لأنَّها قدْ تُشْعِلُ العالَمَ الإسلامِيَّ، و تَدْفَعُ شبابًا جُدُدًا للانضمامِ إلى تنظيمِ "القاعدةِ". أمَّا الجنرالُ المُتَقَاعِدُ "مايكل مارشاند" - و هوَ أَحَدُ القُضَاةِ العَسْكِريِّيْنَ، و كانَ مسئولاً عَنْ إصلاحِ سياسةِ التَّدريبِ في الجَيْشِ الأمريكيِّ بعدَ فَضِيْحَةِ "أبو غريب" - فقدْ قالَ: " لوْ سَمِعْتُ مُنْذُ عامَيْنِ أنَّ هذا قدْ حَدَثَ مِنْ جنودِنا؛ لَقُلْتُ إنَّ هذا كَذِبٌ.

 

و كَتَبَ الصَّحفي "ريتشارد إلرخ" - الذي يُرْسِلُ تقاريرَهُ الصَّحفيةَ مِنْ آسيا على امتدادِ سَبْعَةٍ وعشرينَ عامًا - مقالةً مِنْ "بانكوك" بعنوانِ: " تجارةُ الجنودِ الأمريكيِّيْنَ بالقَتْلَى العِرَاقِيِّيْنَ مِنْ أَجْلِ الموادِّ الإباحيَّةِ " مُشِيْرًا إلى تعليقِ وزيرِ الدِّفاعِ السَّابقِ "رامسفيلد" الذي اكْتَفَى فيهِ بالقَوْلِ: "هذهِ مُمَارَسَةٌ غَيْرُ مَقْبُوْلَةٍ". ومؤكدا شدة كراهية الجنود الأمريكيين للإسلام والمسلمين، بقوله:"إن تعليقات هؤلاء الجنود تهزأ وتسخر من القتلى، وتبين انتصارات الأمريكيين على العدو المسلم".

 

و لكنْ ما هذهِ الدَّوافِعُ التي دَفَعَتْ "ويلسون" إلى التَّفكيرِ في هذهِ الطَّريقةِ؟!! لا تَخْرُجُ هذهِ الدَّوافعُ في - تَصَوُّرِنا - عَنْ دوافعِ الجنودِ أَنْفِسِهِمْ؛ إنَّها دوافعُ الحِقْدِ و الكراهيةِ ضِدَّ الإسلامِ والمُسْلِمينَ، نَاهِيْكَ بالطَّبْعِ عَنْ هذا الانْحِدارِ الأخلاقيِّ الذي بَلَغَهُ؛ بانْغِمَاسِهِ و تجارتِهِ بالجِنْسِ، بالإضافةِ إلى مُساومةِ الجنودِ بمقايضةِ هذا بذاكَ. هذا و يُعْتَبَرُ "ويلسون" - في تَصَوُّرِنا - نَمُوذَجًا حَيًّا، لثقافةِ اللَّذَّةِ و المنفعةِ التي تَحْكُمُ الغَرْبَ اليومَ. إنَّ الإسلامَ يُمَثِّلُ بالنِّسبةِ لويلسون - في تَصَوُّرِنا أيضًا - أكبرَ عائقٍ لسيادةِ مُكَوِّناتِ هذهِ الثَّقافةِ، و أكبرَ دليلٍ على انْحِطَاطِ هذا الجانبِ غَيْرِ المَادِّيِّ لهذهِ الثَّقافةِ. يقولُ "إلرخ" عَنْ "ويلسون": " إنَّهُ واحدٌ مِنْ أَقْوَى المُؤَيِّدِيْنَ لحُرِّيَّةِ التَّعبيرِ، و لا يَهُمُّهُ تهديدُهُ بالقَتْلِ، و أنَّهُ ليسَ ضِدَّ الحربِ، و أنَّهُ يُؤَيِّدُ إرسالَ الجنودِ الأمريكيِّيْنَ إلى أيِّ مكانٍ في العالَمِ، و رغمَ أنَّهُ ليسَ بالسِّياسيِّ المُتَمَرِّسِ، إلا أنَّهُ أَيَّدَ إعادةَ انتخابِ "بوش" لفترةٍ رئاسيَّةٍ ثانيةً ."يقولُ المُفَكِّرُونَ الإسلامِيُّونَ: "إنَّ الغَرْبَ لا يَقْعُدُ عَنِ الفَتْكِ بالإسلامِ و المُسْلِمينَ، بلا شَفَقَةٍ و لا رَحْمَةٍ، إلاَّ إذا عَجَزَ عَنْ ذلكَ، و أنَّهُ لا أمانَ لهُ، و لا عَهْدَ، و لا ذِمَّةَ، و أنَّ هذا هوَ الخَطُّ الأصيلُ، الذي لا يَنْحَرِفُ عنهُ الغَرْبُ  إلا لطَارِئٍ زائلٍ، ثُمَّ يعودُ فيأخذُ طريقَهُ المرسومَ ".

 

إنَّ ما يُفْعَلُ بـ " بغدادَ " اليومَ، هو ذاتهُ ما فُعِلَ بها بالأمسِ البعيدِ؛ ففي عام 656هـ مالَ التَّتارُ- كما يقولُ "ابنُ كثيرٍ" في " البداية والنّهاية " - على البلدِ  فقتلوا جميعَ مَنْ قَدَرُوا عليه، مِنَ الرِّجالِ، و النِّساءِ، و الوِلْدَانِ، و المشايخِ، و الكهولِ، و الشّبانِ، و دخلَ كثيرٌ مِنَ النَّاسِ في الآبارِ، و أماكنِ الحُشُوشِ [م. الحَُِشّ، البستان]، و قِنَى الوَسَخِ... كانَ النَّاسُ يهربونَ إلى الأمكنةِ، فيقتلونَهُمْ بالأَسْطُحِ، حتَّى تجري المَيَازِيْبُ [م. المِيْزاب، القناةُ يجري فيها الماءُ، فارسيةٌ] مِنَ الدِّماءِ في الأَزِقَّةِ، كذلك في المساجدِ والجوامعِ و الرُّبُطِ، ولمْ يَنْجُ منهمْ أحدٌ سِوَى أهلِ الذِّمَّةِ مِنَ اليهودِ و النَّصارَى، و مَنِ التجأَ إليهمْ مِنَ الرَّافِضَةِ، " وعادتْ "بغدادُ" بعدَ ما كانتْ آنسَ المُدُنِ كلِّها، كأنَّها خرابٌ، ليسَ فيها إلا القليلُ مِنَ النَّاسِ، و همْ في خَوْفٍ، و جُوْعٍ، و ذِلَّةٍ، و قِلَّةٍ ".

 

إنَّ الواقعَ التَّاريخيَّ الحديثَ لا تختلفُ صُوَرُهُ عَنْ هذهِ الصُّوْرَةِ، ليسَ في العراقِ فقطْ، و لكنْ في كلِّ مكانٍ به مسلمونَ؛ فهؤلاءِ هُمْ خمسونَ ألفَ موظَّفٍ باكستانيٍّ مسلمٍ، يتحوَّلُونَ إلى أشلاءٍ و دماءٍ على يدِ الهنودِ؛ عندَ انفصالِ باكستانَ عنها، في حادثةِ قطارِ النَّفقِ المعروفةِ. و هؤلاءِ هُمُ الشُّيوعِيُونَ الرُّوْسُ و الصِّينيُّونَ، يُبِيْدُونَ ستةً وعشرينَ مليونًا مِنَ المُسْلِمينَ، خلالَ ربعِ قرنٍ. و رَغْمَ أنَّ ما فُعِلَ بالمُسْلِمينَ في " البوسنة "، ما زالَ ماثلاً في الأذهانِ، إلا أنَّ النَّاسَ لا يعلمونَ أنَّ هذا لمْ يَكُنْ أمرًا طارئًا قدْ زالَ، إنَّما هو خطٌ أصيلٌ؛ فـ " صِرْبُ " الحاضرِ هُمْ أَنْفُسُهُمْ يوغسلافُ الماضِي، الذينَ أبادوا مليونًا مِنَ المُسْلِمينَ؛ حتَّى تصيرَ " يوغسلافيا " شيوعيَّةً، لقد ألقى اليوغسلافُ بالمُسْلِمينَ رجالاً و نساءً في مفارمِ اللُّحومِ، التي تصنعُ " لحومَ البولوبيفِ "؛ ليَخْرُجُوا مِنَ النَّاحيةِ الأُخْرَى، عجينةً مِنَ اللَّحْمِ و العِظَامِ والدِّماءِ. إنَّ كلَّ ذلكَ - كما يقولُ المُفَكِّرُونَ الإسلامِيُّونَ -  ما هوَ إلا وقائعُ حاضرةٌ،وذكرياتٌ قريبةٌ، يَدْعَمُها ما يُفْعَل الآنَ بالمُسْلِمينَ في العراقِ وأفغانستانَ وغَيْرِهِمَا، وكلُّها يُؤَكِّدُ الإصرارَ الذي يَصِفُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ وَ لاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِيْنِكُمْ إنِ اسْتَطَاعُوْا ﴾ [البَقَرَةُ: 17]





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإباحية وخراب البيوت (1/3)
  • خطر الإباحية
  • مقال لوائح وسياسات متعلقة بالصور الإباحية
  • القتل رحمة، أو القتل بدافع الشفقة بين الإسلام والغرب
  • الصور الإباحية وخطورة تناقلها
  • ظاهرة القتل العمد في ديار المسلمين

مختارات من الشبكة

  • حضور الجن في صورة الإنس والحيوانات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل الرياء يعد صورة من صور النفاق(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • حديث: من صور صورة في الدنيا...(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • صورة من صور الإيمان الحق في قبسات من كتاب الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حياتنا ووسائل التواصل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطر مشاهدة الصور الإباحية(استشارة - الاستشارات)
  • تناقل الصور والمواد المحرمة على الإنترنت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المقايضة المحرمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصور والتماثيل المسموح بها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من صور الشرك (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- أين القدوة فى نبذ المفاهيم الجنسية الشاذة
د.م/اسماعيل بوالنجاه - مصر 02-01-2011 04:02 PM

بسم الله الرحمن الرحيم، دعونا نفضحهم فى سلوكياتهم- التى يقرونها بأنفسهم- لعل يكون منهم رشيد. و أهم ما يكون ذلك هو بأن يمارس ذلك عمليا و على جميع المستويات، وطبعا كلما كان ذلك من الشخصيات القدوة كلما كان ذلك أوقع , و أقصد بذلك أن هذه الشخصيات يحضر لمقابلتها شخصيات على نفس المستوى ،فى المناسبات الرسمية، و يكون مصاحبا لهم(حسب البروتوكول) زو جاتهم((او المفروض أن يكن زوجاتهم)) لكن اللائى يحضرن يكن صديقاتهن؟؟؟!!!؟؟؟ وهذا معروف ويتكرر كثيرا. لرجة أن الجميع تعود عليه و لا يستهجنونه , لا أقول يستنكرونه؟؟؟؟؟؟ و المفترض أنهم ينكرون أن يقابوا من لا تكون زوجة رسمية لللشخص الزائر أليس كذلك؟؟؟ و إذا رفض كل واحد على جميع المستويات أن يقابل من لا تكون زوجة رسمية للزائر فعلى الأقل يعفى نفسه من شبهة الإعتراف بمفهوم منبوذ من الأخلاقيات السوية ؛ حتى فى مجتمعاتهم هم أنفسهم. و لا أريد أن أسترسل فى القول أنه لو تخيلنا أن تركنا هذه المفاهيم تستشرى فبعد مة من الزمن الله يعلم مداها قد يحضر زائر رسمى و معه (زوجه) الذكر مثله!!!و لا تتعجب أخى القارىء بل يجب إتخاذ موقف من الآن ؛ و الآن هناك فعلا سيدات فى وظائف رسمية و لهن صديق و ليس زوج رسمى ؛ ولك أن تتخيل حضور هذه السيدو ارسمية فى زيارة رسمية و معها صديقها وهو ليس زوج رسمى لها؛ فلماذا نقبل أوضاع يأنف منها عرفنا و تقاليدناو اليانات السماوية كلها.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب