• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات

وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات
أ. د. علي بن إبراهيم النملة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/10/2024 ميلادي - 23/4/1446 هجري

الزيارات: 697

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات

 

تتعدَّد وسائلُ الحوار والتعارُف بين الأمم؛ من هذه الوسائل ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، وكلُّ هذه الوسائل تتمركز حول مفهوم الحوار بين الثقافات، قد يكون هذا الحوار مباشرًا وظاهريًّا، وقد يكون خلاف ذلك، بحيث يأخذ أساليبَ غير تقليدية، وربما غير إيجابية في الحوار، كالحروب والإرهاب، والاحتلال والتنصير، والتغريب والتفرقة العنصرية.

 

وقد سعى الباحث إلى رصد بعض هذه الوسائل على أنها محدِّدات، وأوصلها إلى سبعة عشر محدِّدًا، هي على النحو الآتي:

1- الجهوية أو الجغرافيا.

 

2- الإرهاب والعنف.

 

3- الحقوق والواجبات.

 

4- العرقية والإثنية.

 

5- الحروب والاجتياحات.

 

6- اليهودية والصهيونية.

 

7- الاستعمار والهيمنة.

 

8- التنصير والمنصرون.

 

9- الاستشراق والمستشرقون.

 

10- الاستغراب والمستغربون.

 

11- التغريب والمتغرِّبون.

 

12- الاغتراب والمغتربون.

 

13- البعثات التعليمية.

 

14- العلمنة والعلمانيون.

 

15- العولمة والمتعولمون.

 

16- الإعلام وتقنية المعلومات.

 

17- الحوار الثقافي[1].

 

ويأتي الاقتصاد - من حيث كونُه محددًا من محددات العلاقة بين الشرق والغرب - ضمن المحدد الخامس عشر "العولمة والمتعولمين"؛ على اعتبار أن انطلاقة العولمة بدأت من البُعد الاقتصادي، ويمكن أن يُنظر إلى هذه المحددات على أنها عواملُ في مجملها، ومن وجهٍ من الوجوه لهذه المحدِّدات أنها قد أسهمت في صناعة الكراهية بين الأمم، لا سيما بين الشرق الإسلامي، والغربِ القائم على الثقافة النصرانية أو المسيحية، ثم شيءٍ من الثقافة اليهودية.

 

وجاء الحوار الثقافي في ذيل القائمة (المحدِّد السابع عشر)؛ لأنه عند الباحث هو المحصلة النهائية لهذه المحددات، ولم يأتِ متأخرًا للتقليل من أهميته؛ بل إن هذه الأهمية هي مما تجاوزه المفكرون في العلاقات الدولية من المسلمين، وغيرِ المسلمين من معتدِلي الغرب، ممن يميلون إلى ترسيخ مفهوم التلاقي، أخذًا في الحسبان وجود وجوهِ اختلاف، لا بُدَّ من التعايش معها وجعلها من محفزات التلاقي لا من مقومات التضاد، كما مر ذكره في الفصل السابق؛ إذ لا يَحتمل العالم اليوم النظر في عوامل التضادِّ والاختلاف، بقدر ما هو بحاجة حيوية إلى عوامل التعارُف والتلاقي.

 

هذا لا يُغفل ما يتعرَّض له الشرق الإسلامي من صنوف الهيمنة العسكرية والفكرية التغريبية، والتأييد الغربي لكل ما يُسهم في زعزعة المنطقة العربية والإسلامية؛ فلا تتَّفق هذه الطروحات مع مَن بدا عليهم قدرٌ عالٍ من اليأس والقنوط، فسعوا إلى أنْ يجعلوا من الدعوة إلى الحوار للتلاقي - دعوةً إلى الخضوع والهوان والانهزامية، والنزوع إلى التسويغ والتهوين من المآسي التي تعرَّض لها الشرق بفعل الغرب، ولا يزال يتعرَّض لها، ففرْقٌ بين هذا وذاك.

 

الذي يبحث عن صنوف التلاقي يجدها، كما أنَّ الذي يَنشدُ صنوف الافتراق يجدها، وهذا هو جوهر التحدِّي الذي تواجهه ثقافات اليوم وشعوب الحاضر[2]، وهذا مما يجعل مسألة الحوار بين الثقافات بين مدٍّ وجَزْر، على اختلاف الرؤية للحوار، ولا أحسب أننا بحاجة - أو أننا مدعوُّون ثقافيًّا - إلى أنْ نتمترس وراء أيِّ أعذار أو تسويغات - مهما كانت درجة قوَّتها - في سبيل أنْ نقوِّض مشروعًا حضاريًّا كالحوار، الذي يمثِّل السبيل الناجع للتعارف، بدلًا من ترويج التباعد بالتصارع أو التصادُم الثقافي.

 

الاستشراق وصناعة الكراهية:

إذا سلَّمنا بأن الاستشراق هو أحد المحددات المهمة في العلاقات بين الثقافات - لا سيما في العلاقات بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي - فإنَّ هذا يَعني إعطاء هذا المحدِّد القيمة الفعلية التي يُنظر من خلالها إلى إسهاماته في التقريب بين الثقافات، أو في الإسهام من جانب آخر في تأصيل مفهوم الافتراق والتضادِّ والتناحُر بين الثقافات.

 

المفكرون العرب والمسلمون الذين يدرسون الاستشراق بعمق وبمتابعة مباشرة لإسهاماته الثقافية - لا يستعجلون التعميم في الحكم عليه كله، على أنه كان طرفًا مباشرًا في صناعة الكراهية؛ فالأمر يقتضي هنا قدرًا من التفصيل، وقد طال التنقيب عن المستشرقين المنصفين مع أنهم موجودون، ولا يَسُوغُ نسيانُ إسهاماتهم في توعية بني قومهم عن حقيقة الثقافة الإسلامية، وبُعدها عمَّا ألصقه بها إخوةٌ لهم من المستشرقين؛ من كون هذه الثقافة تمثِّل الخطر الأخضر الجديد[3]، بعد تراجُع الشيوعية عن التأثير، ودعوتهم لهم إلى أنْ يخلعوا عنهم لباس التعصُّب، الذي يحجب النظرة الموضوعية لثقافة تنتشر بشكل ملحوظ، (آنا ماري شيمل 1922- 2005م، وزيجريد هونكه 1913- 1999م، وفريتس شتيبات 1923- 2006م، ويوسف فان إس (1934- 2011م)، ولزلي ماكلوكلن، وجون إسبوزيتو (1940م)، وفريد هاليداي (1946- 2010م)، وديفيد كنج، وإدوارد كينيدي... وغيرهم كثير من المتأخِّرين؛ نماذجَ)[4].

 

وإنَّ مسألة الخطر الإسلامي والخوف من الإسلام Islamophobia لا تتعدَّى كونها وهمًا من الأوهام التي يروِّج لها بعض المنتفِّذين السياسيين من المستشرقين وغيرهم من كبار المستشارين لصنَّاع الفكر وصنَّاع القرار، ومن ثمَّ صنَّاع الكراهية بين الأمم[5].

 

يأتي ذلك في ضوء التوجه إلى التوكيد على وجود مستشرقين مغرِضين، كان لهم أثرٌ واضح وملموس في صناعة الكراهية[6].

 

يقول جون إل. إسبوزيتُّو: "إنَّ التصوُّر عن الإسلام بصفته خطرًا كامنًا على الغرب المسيحي، وقوَّةً رجعيةً، وتاليًا مصدرًا لتخلُّف المسلمين وانحطاطهم - هيمن على وجهة النظر العالمية المتمثِّلة بالاستعمار الأوربِّي، فوفَّر بذلك مسوِّغًا منطقيًا جاهزًا لـ "التاج والصليب"، وأصبح المسؤولون الاستعماريون والبعثات التبشيرية المسيحية جُندَ المشاة للتوسُّع الأوربِّي والهيمنة الإمبراطورية على العالم الإسلامي؛ تحدَّث البريطانيون عن "عبء الرجل الأبيض"، والفرنسيون عن "بعثتهم التبشيرية في التمدُّن".

 

فمع انتقالِ ميزان القوى والزعامة من العالم الإسلامي إلى أوربَّا، نظر إلى العصرَنة ليس بصفتها نتيجةً للأوضاع التي ولَّدَت حركة التنوير والثورة الصناعية وحسب، بل للتفوُّق المتأصِّل بالمسيحية بصفتها دينًا وثقافة"[7].

 

يؤيد جون إسبوزيتو المستشرق الألماني فريتس شتيبات هذا المفهوم بقوله: "إنَّ الإسلام لا يمثِّل تهديدًا للعالم، بل العكس من ذلك هو الصحيح؛ فالكثير من المسلمين يشعرون في عالمنا الحاضر بأنهم مهدَّدون، ربَّما يتسبَّب هذا الشعور في ظهور بعض الاتجاهات اللاعقلانية أو التصرُّفات العدوانية، ولكننا إذا اعتبرنا أنَّ الأصولية الإسلامية هي ردُّ فعلٍ لموقف تاريخي محدَّد، فلا يجوز أنْ نتوقَّع لها أنْ تفقد أهميِّتها وتأثيرها قبل أن يتغيَّر الموقف تغيُّرا جذريًّا"[8].

 

كما يؤيدهما المستشرق البريطاني فريد هاليداي في هذا التوجه، رغم المقولة التي يبحث فيها الغرب عن عدو ربما وجده في المسلمين[9].

 

إن اتباع سياسات وأفكار وضغوط وتهديدات غربية ضد الإسلام والمسلمين - بوصفه تهديدًا للغرب من المنظور الغربي - يراه المسلمون خلاف ذلك؛ فمستقبل الإسلام - بوصفه شريكًا وندًّا في الحوار - لن يتأثر سلبًا بهذه السياسات ولا من بيئة الكراهية الناجمة عنها، فالنقاش بين المسلمين لا يدور حول نبذ الغرب من حيث المبدأ، بل إنه يدور حول ما يؤخذ من الغرب أو يُردُّ[10].

 

تصنيف المستشرقين:

تقتضي هذه النظرة في أثر الاستشراق السياسي في صناعة الكراهية بين الثقافات تصنيف المستشرقين إلى فئات، من حيث الزمانُ أولًا، ثم من حيث المدارس الاستشراقية ومدى القُرب النسبي لهذه الفئات والمدارس من الإنصاف، كالمدرسة الألمانية التي لم تكن لها عناية واضحة بحَمْلة الاحتلال التي مرت على العالم الإسلامي، رغم أنها سعَت إلى احتلال أفريقيا المسلمة، وأحدثت حلقة بحث الدراسات الشرقية يتلقَّى الدبلوماسيون وموظفو الإدارة الشبَّان فيها تدريبًا عمليًّا من أجل حياتهم المهنية[11]، وبُعدها عنه كالمدرسة الفرنسية، أخذًا في الحسبان أنَّ المستشرق نفسه يَظهر تارة منصفًا، ويظهر تارة أخرى في تقويمنا له غيرَ منصف؛ مثل المستشرق البريطاني وليم مونتجمري وات (1909- 2006م)، فما كان مونتُجمري وات منصفًا لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما زعم أن محمدًا - عليه الصلاة والسلام - هو مؤلِّف القرآن الكريم، في كتابه مُحَمد النبي والقائد، ثم عاد إلى الإنصاف في هذه المسألة، واعترف في كتاب متأخِّر له بعنوان: "الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر"، بأن هذا القرآن ليس من صنع محمد صلى الله عليه سلم، وإن يكن قَصُر دون التصريح بأن القرآن الكريم وحي من الله تعالى[12].

 

واقع الحال أنَّ هناك فئةً معتبرة من المستشرقين غير المسيَّسين كانت لهم جهود واضحة في صناعة الوئام بين الثقافات، وكانوا وسائطَ لتعريف الغرب بالثقافة الإسلامية تحديدًا، من خلال الدراسات والبحوث والترجمة والنقل، وحفظ التراث العربي الإسلامي، وفهرسته وتصنيفه، وترميم المعطوب منه[13]، ولا ينبغي التغاضي عن هذه الجهود الواضحة، كما أنَّه لا ينبغي الالتفاف على هذه الجهود والحط من قدرها[14]، والزعم بأنها لم تكن صادرة عن قصد نبيل، والزعم بأن ما قام به المستشرقون من جهود موضوعية كان لخدمة أغراضهم الأخرى[15].

 

وإن وُجد هذا الهاجس فقد تمخَّض عنه نفعٌ للتراث المخدوم؛ يقول محمد عوني عبدالرؤوف، وهو يترجم للمستشرق الألماني الشاعر فريدريش ريكرت: "واهتمَّ المستشرقون الإنجليز آنذاك أيضًا - بعد احتلال كلكتا عام 1757- بعلوم الاستشراق اهتمامًا كبيرًا، فنشطت حركة الترجمة وحركة تحقيق النصوص الإسلامية والهندية القديمة؛ كي يعرفَ رجال الإدارة الإنجليزية طبيعة الشعب الذي يحكمونه وعقليته"[16].

 

ويذكر محسن محمد حسين أن من بين المستشرقين من ناهض سياسة بلاده تجاه المستعمرات، ويعطي أمثلة بعدد من المستشرقين؛ أمثال: جاك بيرك، ومكسيم رودنسون، وإدوارد براون (1862- 1926م)، ولويس ماسينيون (1883- 1962م)، وهو صاحب الحلَّاج الذي ربَطه بالقرامطة، وذكر أنه كان يتردَّد عليهم في البحرين، وفي هذا ربطٌ سياسي لحركة صوفية[17]، وليوني كايتاني (1869- 1935م)، وأنتوني نتُنغ، وبيرغر ورافائيل باتاي، "رغم أن لكل من هؤلاء منهجَه واتجاهه وقناعته، وتناول كلٌّ منهم أمورًا كثيرةً مغايرةً"[18].

 

منهج السماحة:

أمَّا من حيث الزمانُ فإن طلائع المستشرقين لم تكن في الإجمال إيجابيةً مع الثقافة الإسلامية؛ ذلك أنها كانت قد وُلدت في حقبة كانت فيها أوربا تعيش حالًا من الفوضى الحضارية، شاع فيها الإقطاع من ناحية، وشاعت فيها سيطرة مصالح الكنيسة ورُعاتِها من ناحية أخرى، فكان أن شعَرَت طلائع المستشرقين بأن الإسلام الذي بدأ ينتشر بقوة، بفعل التأثير المباشر السمح في الأمم لا بفعل السيف - كما زعموا - ما هدد مصالح خاصة كان يتبوؤها قسمٌ من رجال الدين غير السمحاء، الذين كانوا يدعون أنهم يمثلون الرب، ومارسوا دور الوسيط بين الرب والعباد، فحققوا من راء ذلك مصالح ذاتية، كانت بعيدة عن مفهوم السماحة، وليس التسامح فقط، على اعتبار أن التسامح جزءٌ من السماحة، والسماحة أعم من مجرد التسامح.

 

ويُصِر رضوان السيد - وهو محقٌّ في إصراره هذا - على أن مصطلح "التسامح" دخيل من حيث اللفظُ ومن حيث المفهوم؛ فالتسامح لا يُقصد به سماحة الإسلام، لكن الأصولية الإسلامية - كما يذكر - سُرَّت باللفظ، وصارت تتناقش حوله من مفهوم كم هو الإسلام متسامح![19].

 

بينما جاء الإسلام ليُلغي هذه الواسطة، ويجعل الصلة بين العبد وربه مباشرة، دون عون من أحد، سوى العلم القائم على كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد بن عبدالله، والمنهج السليم الذي يقوم على الكتاب والسنة (الإخلاص والصواب)، ويجعل من السماحة - المحددة بضوابطها - مطلبًا شرعيًّا منضبِطًا بالضوابط الشرعية، وليس تلك السماحة غير المحدودة التي تدمِّر مفهوم السماحة، بصِفته منطلَقًا للعلاقة بين المسلمين أنفسِهم، وبينهم وبين غير المسلمين (الآخر).

 

يقول عصام عبدالله: "لم يكن معظم المنادين بالتسامُح مستعدِّين للسير بهذا المبدأ حتى نهاية الشوط، أو في كل الاتجاهات، وعلى الصُّعُد كافة؛ فـ"جون لوك" أكبر المؤيدين لمبدأ التسامح وضع مجموعة من الضوابط من يتعداها لا يمكن التسامح معه بأي حال:

1- الترويج لمعتقدات وأصول تهدِّد بنسف المجتمع نفسه.

 

2- الترويج للإلحاد.

 

3- الأفعال التي تهدف إلى تدمير الدولة، أو التعدي على أموال الآخرين.

 

4- الولاء للحكام الخارجين (الخيانة)"[20].

 

جاء المستشرقون في هذه الحقبة ليقدموا المعلومة الخاطئة عن الثقافة الإسلامية لبني قومهم؛ "فقد أصبحت رؤى المستشرقين تتسلل إلى العقول الأوربية؛ لأنهم خبراء في شؤون الدين والمجتمعات الإسلامية، واكتسبوا ثقة الإنسان الغربي؛ لما يمثلونه من علم وخبرة نادرة"[21].

 

ومع تسلُّلها إلى العقول الأوربية تسلَّلَت - من خلال النقل والترجمة للآثار الاستشراقية الغربية - إلى بعض العقول الآسيوية؛ لا سيما في روسيا، حيث مرَّت المعرفة الإسلامية "في البداية عن طريق المصفاة الأوربية الغربية؛ ولذلك جاء معظمها مشوهًا بعيدًا عن الموضوعية العلمية؛ هذا من جهة، ومن جهة ثانية لقد أرادت روسيا الاستعانة بوجهة النظر الأوربية الغربية عن الإسلام؛ لكي ترتكز على مستندات فكرية، توظفها الأرثوذوكسية المسيحية الفكرية ضد الدوغمائية الإسلامية التترية"؛ على حد قول سهيل فرح[22].

 

يقول خلف الجراد في كتابه أبعاد الاستهداف الأميركي: "ومثلما كان هناك ارتباط عضوي بين الحروب المسمَّاة "صليبية" والاستعمار الغربي المباشر للعرب والمسلمين، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والشعارات الدينية المسيحية والمدرسة الاستشراقية التقليدية - فإن المدرسة الاستشراقية الجديدة - بأدواتها المعرفية المتطورة، وصِلاتها الفكرية والأكاديمية والسياسية بالإستراتيجية الأمريكية - تحولت بالفعل إلى أبرز لاعبٍ في توجهات النخب السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية"[23].

 

المزالق اللفظية:

المزالق اللفظية الذي وقعت فيها الإدارة الأمريكية نهارَ الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع في العاصمة واشنطن يوم الثلاثاء 22/ 6/ 1422هـ الموافق 11/ 9/ 2001م، (الحرب الصليبية المختلفة، ومَن لم يكن مع النَّسْر افترَسه النسر[24]، وإما معنا أو مع الإرهاب، ومن ليس معي فهو ضدي)[25]! ينبئ عن مكنون فكري وعاطفي كامنٍ في اللاشعور أو في العقل الباطن، على رأي سيجموند فرويد (1856- 1939م).

 

أوقعَت فلتاتُ اللسان هذه الإدارةَ في مأزق حضاري، وفتحَت المجال لمزيد من الغوص في ارتباط الاستشراق في الحرب على الإرهاب، وضلوع الاستشراق السياسي في هذه الحملة، وتوجيهها ليس للحرب على الإرهاب فقط، ولكن للحرب على المسلمين، لا حربًا عسكرية مباشرة، بل حربًا شاملة على مختلف الصُّعُد[26]؛ بما في ذلك الاعتداء على الجمعيات الخيرية، باتهامها بضلوعها في تمويل الإرهاب، الأمر الذي ثبَت ولا يزال يثبت قانونيًّا عدمُ صحته، بعدما تم التضييق الغربي على هذه الجمعيات الخيرية الإسلامية، وتأثرت من هذه الحملة ضحايا بريئةٌ ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالإرهاب[27]، حيث تنازل الغربُ السياسي عن مفهوم الحرب على الإرهاب، وجرى تعميم هذا التنازُل على الأوساط الدبلوماسية الغربية، لا سيما الأمريكية منها.

 

أتاح هذا الموقفُ - المتمثل في فلتات اللسان - المجالَ للتساؤل حول هذه الحرب القائمة الآن بأنها - رغم محاولات تجنُّب الاتهام الجماعي للمسلمين - حربٌ على الإسلام والمسلمين أكثرُ من كونها حربًا على الإرهاب[28]، الذي لا يحمل هوية، ولا يؤمن بالجهوية[29]؛ يقول طلال عتريسي: "إنَّ خوف المسلمين من الغرب، أو كراهيتهم له أو لسياساته أو ثقافته - لم يدفعهم للإساءة إلى المسيحية، بينما لم يتورَّع - للأسف - كثير من الغربيين - ومن مواقع فكرية وسياسية رسمية في بعض الأحيان وفي أكثرَ من مناسبة - عن التعريض بالإسلام نفسه؛ بوصفه دينًا يحضُّ على التخلُّف، ويحرِّض أتباعه على العنف، وعلى كراهية الآخر"[30].

 

الإشكالية في الذهنية الغربية في علاقتها مع الإسلام أنها عقلية لا تزال تستحضر حروب الفرنجة "الحروب الصليبية"، كلما قامت فتنة بين الشرق الإسلامي والغرب، فتحدِّد بموجبها العلاقات المشتركة بين المسلمين والغربيين، كما يقول محمد أسد[31]، ويوافقه على هذا مراد هوفمان؛ ففي سبيل ترسيخ الكراهية أُريد لهذه العلاقة أن تقوم على معلومات مغلوطة عن الإسلام والمسلمين؛ لنشر الجهل بكلِّ ما هو إسلامي، وحجب المعلومات الصحيحة، ونشر معلومات مغلوطة عن المسلمين[32].

 

وتتحمل هذه السياسيات والحروب مسؤولية مباشرة في "تهيئة كراهية" الغرب في العالم الإسلامي، وزيادته مع تزايُد الأحداث في المنطقة، وضياع "البوصلة" في المواقف، كما في الشأن السوري هذه الأيام، ما أوجد مسوغًا لدى بعض المنسوبين للإسلام - من أفراد أو جماعات - لأي سلوك عدواني مباشر ضد الرموز الغربية، بشرية كانت أم مادية؛ يعني هذا أن كراهية الغرب من قِبل بعض المسلمين ليست كراهية ثقافية؛ إذ إن مصدرها - كما يظهر - سياسي أكثر من كونه ثقافيًّا[33].

 

المعلوم في تاريخ حروب الفرنجة كما سماها المسلمون، الصليبية كما سماها الغربيون: أنها اصطحبت معها على امتدادها لمِائتي سنة (491- 690هـ الموافق 1089- 1291م) المستشرقين الرحَّالة الذين كان لهم أثر في تصوير الشرق، إيجابًا أو سلبًا، من أمثال الرحالة فوشيه دو شارتر، وويلبراند الأولدنبوري، وثييتمار، وجيمس الفيتري، وبوركهارد، وبنيامين التطيلي، وغيرهم، وكان هؤلاء قد قدموا صورًا مشرقة عن التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في الحواضر الإسلامية[34].

 

يعني هذا التوكيد على عدم التعميم في مواقف المستشرق الواحد؛ ففي هذا الجوِّ المشحون بالتحدي والعداوات والكراهية، والحروب السجال، يظهر مستشرقون الأصلُ فيهم أنهم مناصرون لبني قومهم في حملاتهم بفكرهم وعلمهم، وهكذا كانوا، إلا أنهم مع هذا لم يستطيعوا إغفال الواقع التعايُشي في تلك الحواضر الإسلامية.

 

في الجانب الآخر من مهمَّات المستشرقين يقرِّر نجيب العقيقي أن طلائع المستشرقين قد انطلقَت من الكنائس والأديِرة؛ حيث يَذكر صاحبُ أفضل موسوعة ضافية عن الاستشراق والمستشرقين أن الاستشراق قد بدأ "أكثر تنظيمًا وانتشارًا واستمرارًا بالفاتيكان، بابوات وأساقفة ورهبانًا، واصطناع نفوذهم في سبيله لدى الملوك والأمراء والبلديات، والإفادة منه في الردِّ على البروتستانتية بعد انفصالها عنهم؛ مما جعله لغايات منوعة، وبوسائل متعددة، في أرجاء واسعة"[35].

 

ويُضيف نجيب العقيقي القولَ: "كان رجال الدين المسيحي - ومرجعهم الفاتيكان يومئذٍ - يؤلِّفون الطبقة المتعلمة في أوربا، ولا سبيل لهم إلى إرساء نهضتها إلا على أساسٍ من التراث الإنساني الذي تمثِّله الثقافة العربية، فتعلموا العربية، ثم اليونانية، ثم اللغات الشرقية؛ للنفوذ منها إليه"[36].

 

وقصَد قومٌ منهم المغرب الإسلامي لمجادلة المسلمين، واختص آخرون بأن يكونوا أدلَّاء لقاصدي فلسطين، في رحلات لها قدسيتها عندهم، يطلقون عليها الحج إلى الديار المقدسة؛ القدس، وبيت لحم، والناصرة، والخليل، وغيرها من حواضر فلسطين؛ جاء هذا الهدف الرئيس حائلًا لرهطٍ من هؤلاء المستشرقين بين إقامة جسور ثقافية بين أوربا (الغرب الأوسط) والشرق الإسلامي.

 

استقلالية المستشرقين:

إلا أن الاستشراق يمتد بعد ذلك، ويتخلى عدد من المستشرقين عن هيمنة الهاجس الديني، القائمِ على صناعة الكراهية تجاه المسلمين، رغم تجدد العودة إلى الأصولية الدينية المسيحية واليهودية، بالمفهوم الآخر للأصولية، وليس بمفهوم المسلمين لها[37]، وسيطرتها على الخطاب السياسي؛ لتحقيق أغراض سياسية واقتصادية، من قِبَل جماعات متشددة، استطاعت التأثير على صناعة القرار في بعض الدول الغربية، كما يقول جورج قرم في كتابه الصادر بالفرنسية بعنوان: المسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين[38].

 

بدَت على بعض هؤلاء المشترقين بوادرُ الاستقلالية عن الهاجس الديني الأصولي، ووُصف بعضهم بالعلمنة، ووُصف بعضٌ آخر بالإلحاد، وأنهم لعلمنتهم وإلحادهم يرغبون في أن يكونوا أكثر موضوعية من أسلافهم، ومن ثَم رغبوا في عدم الخوض في الشأن الديني، الذي بدا أنه هو المحفِّز لصناعة الكراهية، فاشتغل رهطٌ منهم بالشأن الاجتماعي، من خلال تحليل المجتمع المسلم، إلا أن تحليل المجتمع المسلم أنثروبولوجيًّا لا يستطيع أن يستغنيَ عن توظيف الإسلام في هذه الدراسات[39].

 

وظهَر ما يمكن أن يسمى بالرؤية الاستشراقية المعدَّلة، التي تنتقد المجتمع الغربي في موقفه من الثقافة الإسلامية، وتتفهَّم "مشاعر العالم الإسلامي في أنه يعيش تحت حصار فرضه عليه الغرب، في كثير من المجالات الحيوية؛ السياسية والعسكرية، والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ويمتدُّ هذا التفهُّم إلى إدراك الأسباب التاريخية التي أدَّت إلى ذلك، وإلى إشكاليات عَمليةِ التحديث التي فرضها الغرب، وما اقترن بها من توتُّرات اجتماعية واقتصادية.

 

إلا أن أنصار الرؤية "المعدلة" يقاومون بكل قوة الاستقلال التام عن الغرب، بل ومنع ذلك، وضرورة اتباع النموذج الغربي الذي أثبت نجاحه"[40]، كما يقول سمير مرقس، الذي لا يملك إلا أن يعيد هذه الرؤية الاستشراقية المعدلة إلى الرؤية "الاستشراقية القديمة الجديدة"[41]، وتاليًا استمرار وضع العالم الإسلامي تحت نوع من أنواع الحصار.

 

التعبير بأنَّ العالم الإسلامي يعيش تحت هذا النوع من الحصار لا يعني أنَّ الإسلام نفسه قد وقع تحت الحصار، ولو كانت المسألة هنا مجرد تعبير مجازي من باب التهويل؛ للفت النظر إلى المواقف الأخرى، والتحديات التي واجهت المسلمين في خصوصياتهم الأمنية والتعليمية، ونمطهم السياسي؛ باسم الإصلاح، أو محاربة الإرهاب.

 

ربَّما أريدَ من التعبير المجازي "الإسلام تحت الحصار" القياسُ بتعبيراتٍ ظهرَت في الإعلام الغربي، عندما احتجز مجموعة من حرَّاس الثورة الإيرانية مجموعة بلغ عددهم من أربعة وخمسين (54) إلى أن وصلوا اثنين وخمسين (52) من العاملين في السفارة الأمريكية في طهران سنة 1399هـ/ 1979- 1980م، فأطلق الإعلام الأمريكي عبارة "أمريكا تحت الحصار"، وشعر اليهود في فلسطين المحتلة أن العرَب يُحاصرونهم، وكذا الهنود، حيث يحاصرهم جيرانهم المسلمون[42].

 

مع هذا لا يسوغ التعبير بأن دينًا من الأديان - لا سيما دين الإسلام المحفوظ - يمكن أن يقع تحت حصار خلق من خلق الله تعالى أو تَحت الأَسْر[43]، مهما كانت قوة هذا الخلق؛ فقوة خلق الله تعالى لن تكون أقوى من قوة الله تعالى، وهذه من المعاني التي لا ينبغي إغفالها عند الحديث عن هذه المواجهات بين الغرب والشرق، لا سيَّما الشرق الإسلامي؛ أخذًا في الحسبان أن الغرب بدأ يعود اليوم إلى إدراك هذه المعاني الروحية، بعد حقبة من تناسيها في الحياة العامة؛ بحجة النزوع إلى منهج العلمانية في إدارة الحياة العامة، وقصر الجوانب الروحانية على الحياة الخاصَّة.

 

مع هذا لم يتمكن المستشرقون في دراساتهم الاجتماعية والأنثروبولوجية من عزل الدين الإسلامي عن هذه الدراسات -كما مرَّ ذكره - إذ توجه بعضهم إلى دراسة المجتمع المسلم أنثروبولوجيًّا من خلال أوجه النشاط الديني؛ مثل القضايا التي يطرحها خُطباء صلاة الجمعة[44]، ومثل الشأن النسائي في المجتمع المسلم، بما في ذلك ظاهرة تفشِّي الحجاب لدى المسلمات، وشيوع ذلك حتى في المجتمعات غير المسلمة، التي توجد فيها جاليات مسلمة.

 

يمكن أن يقارن أثر الرحَّالة المسلمين في أوربا؛ كرحلة ابن فضلان مثلًا[45]، بالرحَّالة المستشرقين إلى الحواضر الإسلامية؛ للتعرُّف على مدى النظرة إلى الثقافات الأخرى بين الفريقين، ومدى الإنصاف في وصف هذه المجتمعات وصفًا يعتمد على المعاينة والمشاهدة، ما يحتاج معه إلى دراسة مقارنة، لا يتَّسع لها مقام هذه الوقفات[46]، وربما يكون مجال هذه المقارنة دراسة الاستغراب في مقابل الاستشراق[47].

 

الاستشراق والسياسة:

تستهوي السياسةُ بعض المستشرقين، في وقت كان العالم فيه يمر بمرحلة اجتياح أوربي للعالم؛ شرقه وجنوبه، والقارة الأمريكية الوسطى والجنوبية، فيما اصطلح عليه بحقبة الاحتلال، فكانت هذه الفئة من المستشرقين - باستثناء الاستشراق الألماني الذي لم يزدهر نتيجةً للاحتلال[48] - كانت جاهزة لتقديم العون للجهات الاحتلالية، من خلال تقديم المعلومة عن البلاد المستهدفة بالاحتلال، ورافق بعضُ المستشرقين حملاتِ الاحتلال؛ مثل سلفستر دي ساسي (1758- 1838م) في الجزائر، وكريستيان سنوك هورخرونيه (1857- 1936م) في إندونيسيا نموذجين؛ فهُم هنا يمارسون مهمة الأدلاء، ولكن مع اختلاف في المهمات عن أسلافهم قاصدي فلسطين[49].

 

ولم يزدهر الاستشراق الألماني في زمن الاحتلال؛ لأن هتلر والنازية لم "تستعمل" الاستشراق في أطماعها في التوسع، وهو ما كان مجالًا للارتياح لعدد من المستشرقين الألمان؛ بالإضافة إلى أن هتلر والنازية لم يرَوا في العرب والمسلمين ما يستحقُّ عناء احتلال ديارهم![50].

 

كما لم تزدهر الدراسات العربية للاستشراق الألماني من قبل؛ بسبب قلَّة من يتحدثون الألمانية، ومن ثم قلة من درَسوا الاستشراق الألماني، أو على مستشرقين ألمان، وقلة المترجَم إلى اللغة العربية من النتاج الاستشراقي الألماني، بالمقارنة بما تُرجم عن الفرنسية والإنجليزية[51].

 

ومع هذا فإن رضوان السيِّد ينفي هذه النزاهة عن الاستشراق الألماني نزاهة تامة، "فالألمان كانوا يملكون "رغبات" استعمارية شرهة ومعلَنة، لكنها ما صارت فاعلة إلا بعد الوَحدة الألمانية عام 1870م"[52]، ويتهمه بتعضيد الاحتلال، كما فعل مارتن هارتمان (1851- 1919م) (الذي أصبح مدرسًا بالمعهد الاستعماري في هامبورج)، حيث وضع كتابين يدعو فيهما لنُصرة السياسة الفرنسية والمطامع الفرنسية، كما يُنقل ذلك عن المستشرق الهولندي كريستيان سنوك هورخرونيه (1857- 1936م)[53].

 

كما يذكر ميشال جحا أنه قابل رودي باريت (1901- 1983م) سنة 1980م، وسأله عن دوره في الحرب العالمية الثانية (1918- 1945م) - وهو الذي يُجيد اللغة العربية كتابةً ونطقًا - فأجاب بأنه شارك في الحرب مترجمًا للجيش الألماني بقيادة رومل، وأنَّ مهمَّته كانت مقتصِرةً على الاتصال بالبدو؛ لتأمين الماشية للجيش الألماني المحاصر في الصحراء الليبية، وكان أنْ أُسِرَ بعد هزيمة رومل، وبقي في الأسر لأربع سنوات من 1943- 1946م[54].

 

وعلى أيِّ حال يظلُّ الاستشراق الألماني أبعد الاستشراقات عن السياسة إلى يومنا هذا، كما يظلُّ أقربها إلى العِلمية والنزاهة، والعمق في الدرس والبحث والتحليل، وإنْ لم يخلُ من عواطفَ احتلاليةٍ وسياسية لم تكن هي الغالبة، بل لم تكن هي الظاهرة، وقد سبق للباحثِ التعرُّضُ لهذه الرؤية والتدليل عليها في بحثٍ سابق، ومنه اقتبستُ بعض العبارات أعلاه[55].

 

وقد يكون هذا الابتعاد عن الاستشراق السياسي ديدنًا لعدد من الاستشراقات؛ فالمستشرقون الروس - مثلًا - يسعون إلى الابتعاد عن الاستشراق السياسي والتبرُّؤ منه، وذلك على لسان المستشرق الروسي بتروفسكي الذي يقول: إنَّ الدراسات الشرقية الروسية ليست دراساتٍ لعالم بعيد أو غريب، "وليست دراساتٍ وثيقةَ الارتباط كثيرًا بالسياسة الاستعمارية، في روسيا الحضارة الإسلامية جزء من تراثنا، أغلبية الناس في روسيا مسيحيون أرثوذكس، والدين الثاني في روسيا هو الإسلام؛ لذلك نحن ندرس تراثنا لأن الحضارة الإسلامية جزء من تراثنا"[56].

 

وتذكر فاطمة عبدالفتَّاح أن الدراسات الاستعرابية الروسية بقيَت في الماضي بمنأًى إلى حدٍّ كبير عن تأثير القرار السياسي، وأنها الآن غير مرتبطة بالسياسة الاحتلالية، ويرى المستعربون الروس المعاصرون أنَّ الحضارة الإسلامية في روسيا هي جزء من التراث الروسي، على الرغم من أنه في أوقات مختلفة، برز أحيانًا الاتِّجاه السياسي في الدراسات العربية الإسلامية، من خلال المعاهد التعليمية التي ارتبطت بوزارة الخارجية والكنيسة، والتي كانت تمثلها في قسم منها مدرسةُ الاستعراب في موسكو.

 

وفي المقابل فإن اتجاه الدراسات الأكاديمية والثقافية غير المرتبط بالسياسة كان موجودًا ومستمرًّا في مدرسة الاستعراب في بطرسبورغ، حتى إبَّان العهد السوفييتي، وتنقل عن بتروفسكي قوله: "نحن شرقيون إلى درجة كبيرة، والشيء نفسه مع الكنيسة، الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كنيسة شرقية، وطبعًا الكنيسة الشرقية أقرب للإسلام وفي فَهم الإسلام"[57].

 

ومع هذا يأتي تركي علي الربيعو الباحثُ الضليع في هذا الشأن؛ ليؤكِّد أنَّ تعاظُم الدور السياسي للاتِّحاد السوفييتي سابقًا في النصف الثاني من القرن العشرين، "وبروزه كقوةٍ عظمى لها دورٌ - وُصِف أحيانًا بأنه إمبريالي - ألقى على كاهل الاستشراق السوفيتي آنذاك مهمةً جديدة، ومنهجًا جديدًا في الرؤية، وانطلاقًا من وجود علاقة سببية وثيقة تاريخيًّا بين الاستشراق والسياسة؛ إذ إنَّ الاستشراق في نهاية المطاف هو رؤية سياسية للواقع"[58].

 

ثمَّ يمتدُّ الاهتمام من لدن المستشرقين بالسياسة، حتى بعد انتهاء الحقبة الاحتلالية، والاستعاضة عنها بحقبة الهيمنة والنفوذ التي يعيشها العالم اليوم، في ضوء سيطرة القطب الواحد، وهي هيمنة آنيَّة، لا يتوقَّع لها كلِّها "أنْ تصير دائمة"؛ في ضوء تضاؤلِ مقومات الدوام والثبات - لا سيما الأخلاقية منها - على رأي جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق[59].

 

إذا جرى الحديث عن الهيمنة والنفوذ يتَّجه الذهن إلى انفراد الولايات المتَّحدة الأمريكية في الساحة العالمية، مع صنع حُلفاء لها في أوربا، يحققون لهم ولها مصالحهم ومصالحها، ربَّما على حساب مصالح الشعوب الأخرى، ما يُفاقم من صنع الكراهية، وأظهَر هذا المنحى أدبياتٍ إعلاميةً وتحليلية سريعة، أضحى همُّها هجاءَ هذا النمط من العلاقة بين الغرب والشرق، دون توخِّي الموضوعية في التحليل، والعِلمية في بَسْط الأمور، بل ربَّما لتحقيق حاجةٍ في نفس يعقوب كانت موجودة من قبلُ، إبَّان المدِّ الشيوعي والاشتراكي[60]، بحيث يمكن أن تُعد هذه الأدبيات الإعلامية والتحليلية السريعة نفسُها إسهامةً من الإسهامات في مسيرة صناعة الكراهية بين الثقافات.

 

ودون الولوج في مناقشة الصورة - أو الصور - النمطية عن العرب والمسلمين[61]؛ يُرجع مُحمد علي الخالدي بعض أسباب هذه الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين والعرب إلى "دَور عملية الاستشراق وإشاعة تصوراتها؛ إذ احتلت الأولويةَ في المشهد الثقافي، وخدمتها أهدافًا استعمارية، فخُرقت ثقافاتُ الشعوب المحلية، وطُمست هويتها الحضارية من خلال فرض التصوُّرات الغربية لكل مناحي الحياة، وتفسير أحداث التاريخ الإسلامي بموجب مقاسات تلك السياسة الاستعمارية"[62].

 

الاستشراق والتنصير:

وتستهوي الحملاتُ التنصيرية - التي اجتاحت الشرق والجنوب والقارَّة الأمريكية الوسطى والجنوبية - عددًا من المستشرقين؛ فيكون هؤلاء عونًا للمنصِّرين، ويكوِّنون لهم قاعدة المعلومات التي تُمِدُّ المنصِّرين بما يحتاجونه من معلومات عن المجتمعات المستهدفة بالتنصير؛ في سبيل تحقيق مهمَّاتهم الصعبة، لا سيَّما في المشرق الإسلامي، حيث يقفُ التوحيد حائلًا دون وصول التثليث إلى عقول الناس وأفهامهم.

 

فظهرَت على الساحة الثقافية فئةٌ من المستشرقين المنِّصرين، لا سيَّما مع تزايُد الدخول في النصرانية في مجتمع العالم الثالث؛ ففي مطلع القرن العشرين الميلادي (1900م) كان سبعون بالمائة (70%) من النصارى في أوربا وأمريكا، بينما يشغل اليوم أكثر من ثلثي (66%) نصارى العالم المناطقَ النامية؛ آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية[63].

 

كما ظهرت على الساحة نماذجُ من المنصِّرين المستَغَلِّين لأغراض سياسية - بعِلمهم أحيانًا ودون قصدٍ منهم أحيانًا أخرى - واستعانوا هم أيضًا بالاستشراق السياسي في سبيل تحقيق أغراض سياسية من وراء حملات التنصير، وهذا مما يؤيِّد تعدُّد ارتباطات الاستشراق الموضوعية، وارتباطه بحقول دراسية عدة.

 

ويمكن أنْ يُنظر للتنصير على أنَّه شكل من أشكال صناعة الكراهية بين الغرب والشرق، لا سيما الشرق الإسلامي الذي لم يكن مرحِّبًا بالتنصير بديلًا من العقيدة الإسلامية الصحيحة، مهما قيل من "توزيع الأدوار" والجهات، بين الدعوة الإسلامية والتنصير، بحيث يوجه الدعاة المسلمون والمنصِّرون المسيحيون جهودهم لغير المؤمنين في أعماق آسيا وأفريقيا، على رأي محمد السمَّاك[64].

 

وهذا توزيع نظري لا يرقى إلى النظرة الواقعية الممارسة الآن في مجالات الدعوة والتنصير لجهود الدعاة والمنصِّرين على حدٍّ سواء، والقائمة على التسابُق والتحدِّي في كسب المسلمين أو المنتصرين[65]، فيتعرَّض هذا الحدُّ الأدنى من التفاهُم "لأنْ تَذرُوَه رياح التنافُس من جديد عندما يجد الإسلام والمسيحية نفسَيهما وجهًا لوجه فوق أرض واحدة، ووسط مجتمعات واحدة ثقافةً وعاداتٍ وتقاليد"[66].

 

فجاءت هذه المنافسة طبيعيةً، لا سيَّما مع التوجُّه إلى تثبيت المسلمين من جهة والمسحيين من جهة أخرى على دينهم؛ كأسلوب من أساليب الدعوة والتنصير[67].

 

الاستشراق الإعلامي:

ثمَّ إنَّ فئةً من المستشرقين استهواهم الإعلامُ بمفهومه الحديث، الذي يعتمد سرعة النشر، على حساب المعلومة الموثَّقة، وتاليًا يتَّكئ على المعلومة السريعة، التي قد تفتقر إلى التحليل العميق، فيقع بعض المستشرقين في فخِّ الإعلام، لا سيَّما الإعلام السياسي؛ رغبةً من بعضهم في الشهرة والظهور والانتشار، فيتخلَّون عن المفهوم التقليدي العميق للاستشراق ويتبرؤون منه، ويرميه بعضهم في زُبالة التاريخ؛ على رأي برنارد لويس[68]، ويصبح المصطلح عند هذه الفئة مشؤومًا، ويلتفُّون عليه بألقاب علمية أخرى[69]، ويعزفون عن الأبحاث في قضايا تراثية، وينصِّبون أنفسهم خبراء في قضايا المسلمين المعاصرة، (برنارد لويس، نموذجًا)، فيميلون في كتاباتهم "إلى نمط المستشار والخبير، وليس الأكاديمي الصرف، وإن لم يستشره أحدٌ يبدو إلا عشية 11 سبتمبر 2001م"، كما يقول رضوان السيِّد[70]، فيغذُّون بهذا الطرح الإعلام بصناعة الكراهية للثقافات الأخرى، بما فيها الثقافة الإسلامية.

 

ويستفيد الإعلامُ من الخلفية العلمية لهذه الفئة من المستشرقين في تذكية صناعة الكراهية بين الثقافات، وإضفاء صورة نمطية غير حسنة عن الإسلام وحضارته وثقافته، وعن المسلمين، وغدت وسائل الإعلام تلاحق المستشرقين بالمقابلات والإسهامات الأخرى، كعرض رؤى المستشرقين وكتبهم، ويأتي هذا التدخُّل في النقاش العام على حساب التقاليد العلمية، أو الأكاديمية الخالصة، بحيث ينزع بعض المستشرقين إلى هذا المنحى على حساب المشتهر عنهم؛ من عكوفهم العلمي، ودأبهم على البحث والتقصِّي، وترفُّعهم عن النظرات السطحية للقضايا الراهنة[71]، آنا ماري شيمِّل (1922- 2005م) وزيجريد هونكه وغيرهما؛ نماذج[72].

 

ومع هذا لا تتوسَّع هذه الوقفات إلى التعريج على البُعد الإعلامي في ترسيخ الصور النمطية، مع أهمية الإعلام في هذا المسار؛ فهذا موضوع متشعِّب، ومطروق بقوَّة في المراجع العربية والمعرَّبة، إلا أنه يمكن القول: إن الإعلام في رحلته هذه يُعَدُّ عالةً على الاستشراق الجديد، كما سيأتي بيانه.

 

الاستشراق الصحفي:

أدَّى هذا التوجُّه إلى الإعلام إلى النظر إلى الاستشراق الجديد أو المتجدِّد، على أنه وقع تحت سيطرة مفهوم العولمة، فظهر من يطلق عليه الاستشراق المعولم، أو استشراق العولمة، أو الاستشراق الصحفي، الذي يقوده رجال الإعلام والسياسة "الذين تكونوا تكوينًا خاصًّا داخل المدارس الغربية؛ لمواصلة ما مهَّد له المستشرقون القدامى"[73]، فيسهم بعض المستشرقين في الكتابة للصحافة السيارة المشتهرة في بلدانها وخارج بلدانها، ولها تأثيرها على الرأي العام الأوربي والأمريكي، ولكنها مع هذا تظلُّ صحافةً سيَّارة، من مثل النيويورك تايمز الأمريكية، واللوموند الفرنسية، وإيل بيس الإسبانية، ولا ريبوبليكا الإيطالية[74]، وتبرز في هذه الكتابات نزعة تأييد الوجود اليهودي في فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى التحريض على الدول العربية والإسلامية.

 

النظرة السطحية للإعلام - في مقابل البحث التحليلي للاستشراق - لا تقلِّل من تأثير الإعلام في النفوس، ولا تُصادر الجهودَ التي تُبذَل في سبيل تحقيق هذا التأثير، والاستشراق الصحفي يسعى إلى رفع المعلومة الصحفية إلى معلومة استشراقية، فكأنَّ الاستشراق الصحفي قد نزل بالاستشراق إلى المعلومة السريعة، ورفع من الإعلام بالمعلومة الاستشراقية، فصار النشاط الإعلامي من سِمات الاستشراق الجديد أو المتجدِّد، وهذه السِّمة هنا في هبوط استشراقي وسموٍّ صحفي، ولا يرضى المستشرقون بما دون ذلك، ويرضى الصحفيون بما دون ذلك، بل إنَّ المستشرقين الأكاديميين يشتَكون من هذه الظاهرة التي أصبحت تهدِّد مكانتهم العلمية وقيمتهم الاجتماعية، رغم أنَّ بعضهم هم الذين أسهموا بشكل أو بآخر في تكوين هذه الظاهرة وتأهيلها[75].

 

يقول المفكِّر المغربي حسن عزُّوزي عن المستشرقين الصحفيين: "ولقد أخذ كثيرٌ من المستشرقين الحصفيين يعزِّزون مواقفهم الثقافية بالاضطلاع بدراسات ميدانية في بعض الدول الإسلامية، وهي دراسات تكون مقترحةً ومموَّلة من طرف مراكز البحث حول مجتمعات العالم الإسلامي بالجامعات الغربية، التي تعمل على تكوين خبراءِ مناطق لا يتمُّ ابتعاثهم إلى المنطقة العربية المحدَّدة إلا بعد أنْ يُلقَّنوا ويُشحنوا بكمٍّ هائل من الأفكار المسبقة والمقولات الخاطئة في حقِّ الإسلام والمسلمين، وكثيرًا ما يُرسَل المستشرق الصحفي إلى بلد إسلامي غريب عليه، دون أيِّ إعداد أو خبرة تؤهِّله للمهمَّة المنوطة به، بل يكون المؤهل الوحيد في براعته في التقاط الأشياء والأحداث بسرعة"[76].

 

وقبله يقول المستشرق الفرنسي أوليفيه كاريه في هذا الصدد: "في الولايات المتحدة ثمة صلةٌ بين الجامعات والسي. آي. إيه، وهناك مؤسَّسات تموِّل وتقدم القروض والتسهيلات؛ مثل هذا الأمر يزعجني كثيرًا، في فرنسا ثمَّة محاولات للاحتذاء بالنموذج الأمريكي السيِّئ؛ أي: تسهيلات عمل ورحلات لمناطق الدراسة، لقاءَ إعداد دراسات أو معلومات"[77].

 

وفي حال التطهير العرقي في البوسنة والهرسك ينبري بعضُ المستشرقين الصِّرب ليسوِّغوا لهذه الحملة، ويُهوِّنوا ما حصل على المسلمين في البوسنة والهرسك، كما هو الحال لدى المستشرق الصربي ميرلوب يفتيتش، الذي يَعُدُّ أهم الانتهاكات لحقوق الإنسان في العالم إنما تحدُث في البلاد الإسلامية، وبهذا أضحى دَور المستشرقين الصرب المسيَّسين "أكبر بكثير من عددهم الصغير؛ لأن وسائل الإعلام المؤثر كانت تقدمهم للرأي العامِّ الصربي؛ باعتبارهم "خبراء" صِرْبًا في شؤون الإسلام والمسلمين؛ ولذلك فإن القراء/ المشاهدين كانوا يأخذون على محمل الجدِّ ما يتلقَّونه من آرائهم حول جيرانهم المسلمين"[78].

 

ومن ذلك ترويج أنَّ المسلمين - في حال البلقان وغيرها، وفي حال زعيم البوسنة والهرسك علي عزَّت بيغوفيتش (1344- 1424هـ/ 1925- 2003م) - لا يريدون السلام، ولا يمكن أن يَقبلوا به؛ لأنهم بقَبولهم السلام يَخرجون من الإسلام! كما يدَّعي ميرلوب يفتيتش، وتذهب نادا تودوروف إلى أن المسلمين يألفون العنف بقراءتهم لـ"ألف ليلة وليلة" خلال مراهقتهم؛ على اعتبار أنَّ كلَّ المسلمين - على رأيها - يقرؤون ألف ليلة وليلة، وعلى اعتبار أنَّ هذا العمل يعلِّم العنف![79].

 

ولذلك "فإنه ليس بغريب أنْ يكون هناك اتصال لتصورات المدرسة الاستشراقية الجديدة بالسياسة الغربية المعاصرة تجاه العرب والمسلمين، هذا الاتِّصال الذي هو بمنزلة الترابُط بين المعرفة والسلطة، يتمثَّل في العلاقة الحميمة بين النُّخب السياسيَّة الحاكمة في الغرب مع ما يُسمَّى بمراكز البحوث، أو كما يُطلق عليه بالإنجليزية (Think Tanks)[80].

 

بينما يرى المستشرق الصربي الآخر دوراكوفيتش أنَّ الاستشراق الأوربي إنما يهدُف إلى تشريق الشرق؛ للسيطرة عليه، وهو كذلك يلمِّح إلى أنَّ دراسة الإسلام إنما هي دراسة لثقافة بلقانية، أو بوسنية، ولذلك لا يريد أنَّ تصنَّف هذه الدراسات على أنها دراسات استشراقية[81].

 

مع هذا يبقى رهطٌ من المستشرقين عازفين عن هذا الأسلوب في طرح القضايا، وتظلُّ رؤاهم ثابتةً لا تؤثِّر فيها الأحداث السياسية المتتالية؛ ما أوجد "تيَّارًا" من المستشرقين المتهجِّمين على المستشرقين من أولئك الذين يزعمون أنهم على معرفة بالإسلام أو بالعرب[82]، حتَّى أولئك المستشرقين الذين خدموا الاحتلال فإنه يُنظَر إلى بعضهم أنهم خدموا الإسلام أكثر من خدمتهم للاحتلال؛ فقد "كانوا علماء وفَّوْا للبحث العلمي حقَّه ربَّما أكثرَ مما وفَّوا لخدمتهم للاستعمار، وانتهى الجانب السلبي من عملهم، وبقي ما يمكن أن نسميَه الجانب الإيجابي"[83].

 

من هذا القبيل تأتي الطعون على الإسلام بآثار إيجابية على المتلقِّين غير المسلمين؛ إذ يعمد بعض المتابعين لهذه الطعون للتحقُّق منها من خلال البحث في مدى صحة هذه الطعون، وهذا خالد شلدريك الذي كان من مريدي الاستشراق، لكنَّه أسلم، وترك الاستشراق، وجاء إسلامه لا مِن خلال القراءات عن الإسلام من مصادره، ولكن من خلال كتابات الطاعنين فيه! حيث تمتلئ الكتب الاستشراقية المؤلَّفة عن الإسلام - على حدِّ قوله - "بالتحامُل والمَطاعن والعرضِ الظالم، والزعم أنَّ الإسلام ليس دينًا مستقلًّا، ولكنه أقوالٌ محرَّفة عن كتب المسيحيين"، كما ينقل عنه عبدالله العليَّان[84]، وقد مرَّ القول بأنَّ هذا الزعم نفسَه حول نشأة الإسلام يراه اليهود.



[1] انظر: علي بن إبراهيم الحمد النملة. الشرق والغرب: منطلقات العلاقات ومحدداتها - مرجع سابق - ص 352.

[2] انظر: مصطفى عبدالغني. حقيقة الغرب بين الحملة الفرنسية والحملة الأمريكية - القاهرة: الهيئة المصرية العامَّة للكتاب، 2001م - ص 176 - (سلسلة مكتبة الأسرة، الأعمال الخاصَّة).

[3] انظر: هل يكمن بعد الخطر الأحمر «الخطر الأخضر»؟ ، ص 241 - 253 - في: بيير بيارنيس. القرن «الحادي والعشرون» لن يكون أمريكيًا/ ترجمة مدني قصري - بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2003م - ص 364.

[4] انظر: فريتس شتيبات. الإسلام شريكا: دراسات عن الإسلام والمسلمين - مرجع سابق - ص 206.

[5] انظر: جون إسبوزيتو. الخطر الإسلامي بين الوهم والواقع/ ترجمة هيثم فرحت - ط3. اللاذقية: دار الحوار، 2003م - ص 333.

[6] انظر: محمد رضوان. أوهام الغرب عن الإسلام: بحث في جذور معاداة الثقافة الإسلامية في الغرب - الدار البيضاء: مطبعة الأندلُس، 2013م، ص 67.

[7] انظر: جون إسبوزيتو. الخطر الإسلامي بين الوهم والواقع - المرجع السابق، ص 61 - 62.

[8] انظر: عشر قضايا عن الأصولية الإسلامية، ص 79 - 83 - والنص من ص 83 - في: فريتس شتيبات. الإسلام شريكًا: دراسات عن الإسلام والمسلمين - مرجع سابق - ص 206.

[9] انظر: فريد هاليداي. مئة وهم حول الشرق الأوسط - بيروت: دار الساقي، 2006م، ص 60 - 61.

[10] انظر: طلال عتريسي. صورة الإسلام: مسؤولية الغرب والمسلمين، ص 256 - 282 - والنصُّ من ص 261 - 262 - في: أبي يعرب المرزوقي وآخرين. مستقبل الإسلام - دمشق: دار الفكر، 1425هـ/ 2004م - ص 268.

[11] انظر: باير يُهنسن. الدراسات الإسلامية: الشروط الفكرية والسياسية لفرع معرفي، ص 41 - 59 - في: يوسف كرباج ومنفرد كروب، مشرفان. تأمُّلات في الشرق: تقاليد الاستشراق الفرنسي والألماني وحاضره - مرجع سابق - ص 104.

[12] انظر: محمد عمارة. الإسلام في عيون غربية بين افتراء الجهلاء وإنصاف العلماء - القاهرة: دار الشروق، 1425هـ/ 2005م، ص 159 - 178.

[13] انظر: علي بن إبراهيم النملة. الاستشراق بين منحيين: النقد الجذري أو الإدانة - مرجع سابق - ص 63.

[14] انظر: السيد محمد الشاهد. الاستشراق ومنهجية النقد عند المسلمين المعاصرين - الاجتهاد - ع 22 (شتاء عام 1414هـ/ 1994م)، ص 191 - 211.

[15] انظر: يحيى مراد. معجم أسماء المستشرقين - بيروت: دار الكتب العلمية، 1425هـ/ 2004م، ص 55 - 61.

[16] انظر: محمد عوني عبدالرؤوف. فردريش ريكرت: عاشق الأدب العربي - ط 2 - بيروت: مكتبة الآداب، 2006م، ص 20.

[17] انظر: أحمد عبدالحليم عطية. الصوفي والسياسي: صورة ماسينيون في الفكر العربي المعاصر - الاجتهاد - ع 47 (شتاء 2001م/ 1321 - 1422هـ)، ص 83 - 113.

[18] انظر: محسن محمد حسين. الاستشراق برؤية شرقية - بغداد: بيت الورَّاق، 2011م، ص 217 - 222.

[19] انظر: رضوان السيد وآخرين. من التسامح إلى احترام الآخر، ص 285 - 309 - في: عبدالجبار الرفاعي، معد. التسامح ليس مِنَّة أو هِبة - بيروت: دار الهادي، 1427هـ/ 2006م - ص 343.

[20] انظر: عصام عبدالله. التسامح - القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2006م، ص 30 - 36 - (سلسلة مكتبة الأسرة).

[21] انظر: حاتم الطحاوي. الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية (محمد خليفة حسن) - الاجتهاد - ع 50 و51 (ربيع وصيف عام 2001/ 1422هـ)، ص 321 - 335 - والنصُّ من ص 324.

[22] انظر: سهيل فرح. الاستشراق الروسي: نشأته ومراحله التاريخية - الفكر العربي - ع 31 مج 5 (كانون الثاني/ يناير1983م)، ص 225 - 226.

[23] خلف الجراد. أبعاد الاستهداف الأميركي - مرجع سابق، ص 114.

[24] انظر: حسن الأمراني. أيها الغرب أين مشرقك؟، ص 113 - 117 - في: مصطفى سلوي. الخطاب الاستشراقي في أفق العولمة: يوم دراسي - وجدة: جامعة محمد الأول، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2003م - ص 166.

[25] العبارة الأخيرة مقتبسة من إنجيل متَّى: الإصحاح 30: 12. وعبارتها: «من ليس معي فهو عليَّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرِّق».

[26] انظر: محمد الكوش. الثابت والمتحول في الخطاب الاستشراقي بعد أحداث 11 شتنبر، ص 53 - 72 - في: مصطفى سلوي. الخطاب الاستشراقي في أفق العولمة: يوم دراسي - مرجع سابق - ص 166.

[27] انظر: محمد بن عبدالله السلومي. ضحايا بريئة للحرب على الإرهاب - [لندن: المنتدى الإسلامي]، 1426هـ/ 2005م - ص 304 - (سلسلة كتاب البيان؛ 63).

[28] انظر: أكبر أحمد. الإسلام تحت الحصار/ ترجمة عزَّت شعلان - بيروت: دار الساقي، 2004م، ص 53.

[29] انظر: حسن الأمراني. أيها الغرب أين مشرقك؟، ص 113 - 117 - في: مصطفى سلوي. الخطاب الاستشراقي في أفق العولمة: يوم دراسي - المرجع السابق - ص 166.

[30] انظر: طلال عتريسي. صورة الإسلام: مسؤولية الغرب والمسلمين، ص 256 - 282 - والنصُّ من ص 261 - 262 - في: أبي يعرب المرزوقي وآخرين. مستقبل الإسلام - مرجع سابق - ص 268.

[31] انظر: صلاح عبدالرزَّاق. المفكرون الغربيون المسلمون: دوافع اعتناقهم الإسلام - مرجع سابق - 2: 264.

[32] انظر: مراد هوفمان. الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود - مرجع سابق، ص 70.

[33] انظر: طلال عتريسي. صورة الإسلام: مسؤولية الغرب والمسلمين، ص 256 - 282 - في: أبي يعرب المرزوقي وآخرين. مستقبل الإسلام - مرجع سابق - ص 268.

[34] انظر: قاسم عبده قاسم. ماهية الحروب الصليبية - الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1410هـ/ 1990، ص 200 - 201 - (سلسلة عالم المعرفة؛ 149).

[35] انظر: نجيب العقيقي. المستشرقون - مرجع سابق - 1: 87 - 125.

[36] انظر: نجيب العقيقي. المستشرقون - المرجع السابق - 1: 87 - 125.

[37] انظر: عشر قضايا عن الأصولية الإسلامية، ص 79 - 83 - في: فريتس شتيبات. الإسلام شريكًا: دراسات عن الإسلام والمسلمين - مرجع سابق - ص 206.

[38] انظر: جورج قرم. المسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين - باري: ديكوف، 2006م - (بالفرنسية) - نقلًا عن عمر كوش. «المسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين» قضية يعالجها كتاب جورج قرم - الحياة - ع 15989 (13/ 1/ 2007م - 24/ 12/ 1427هـ)، ص 24.

[39] انظر: أبو بكر باقادر. الأنثروبولوجيا والاستشراق - الاجتهاد - ع 47/ 48 (صيف وخريف عام 2000/ 1421هـ)، ص 9 - 10.

[40] انظر: سمير مرقس. الآخر: الحوار المواطنة - القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2006م، ص 84 - 85 - (سلسلة العلوم الاجتماعية).

[41] انظر: سمير مرقس. الآخر: الحوار المواطنة - المرجع السابق، ص 84 - 85.

[42] انظر: أكبر أحمد. الإسلام تحت الحصار - مرجع سابق، ص 52.

[43] هناك توظيف لعبارات صحفية مثيرة، ووقعها على العين والنفس متعب؛ لتكون عناوينَ لأعمالٍ الأصلُ فيها أن تكون عِلميةَ المنهج والنقاش، عبارات مثل الأَسْر والاختطاف؛ انظر مثلًا: الصادق النيهوم. الإسلام في الأسر: مَن سَرق الجامع؟ وأين ذهب يوم الجمعة؟ - لندن: رياض الريِّس، 1991م - ص 369 - وانظر أيضًا: الصادق النيهوم. إسلام ضدَّ الإسلام: شريعة من ورق - ط3 - بيروت: رياض الريِّس، 2000م - ص 379.

[44] انظر: من الاستشراق إلى الأنثروبولوجيا (1 - 2): الدولة والمجتمع وصورة الإسلام - في: الاجتهاد - ع 47/ 48 (صيف وخريف عام 2000/ 1421هـ) - ومن الاستشراق إلى الأنثروبولوجيا (3): الصورة والرمز الآخر - في: الاجتهاد - ع 49 (شتاء عام 2001/ 1421/ 1422هـ) - ومن الاستشراق إلى الأنثروبولوجيا (2): نقد الاستشراق - في: الاجتهاد - ع 50/ 51 (ربيع وصيف عام 2001/ 1422هـ).

[45] انظر: شمس الدين الكيلاني. صورة أوربا في رحلة ابن فضلان: بلاد الخزر والبلغار والروس والإسكندنافيين - التسامح - ع 9 (شتاء 1426هـ/ 2005م). ص 248 - 281.

[46] انظر: شمس الدين الكيلاني. شغف الرحالة العرب بالتعرف على أوربة: التعارف سبيلًا للحوار، ص 142 - 167 - في: زكي الميلاد، معد. تعارف الحضارات - دمشق: دار الفكر، 1427هـ/ 2006م - ص 226.

[47] انظر: علي بن إبراهيم النملة. وقفات مع الدعوة لقيام علم الاستغراب (محاضرة) - الدمَّام: مركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي (17/ 1/ 1435هـ الموافق 20/ 11/ 2013م) - ص 52 - وستنشر - إن شاء الله - في كتاب يحرره أحمد الشيخ المعني بالدراسات الاستغرابية وصاحب المركز العربي للدراسات الغربية.

[48] انظر: ميشال جحا. الاستشراق الألماني في القرن العشرين - الاجتهاد - ع 50/ 51 (ربيع وصيف عام 2001/ 1422هـ، ص 257 - 267. وانظر أيضا: جنيفر جينكنز. الاستشراق الألماني: مقدمة - مجلة الدراسات المقارنة لجنوب آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط (comparative studies of south Asia Africa and the MiddlEast) - ع 24 (2004م)، ص 2.

[49] انظر: محمد رضوان. القدس الشريف في الاستشراق اليهودي - مرجع سابق، ص 86.

[50] انظر: رضوان السيِّد. المستشرقون الألمان: النشوء والتأثير والمصائر - بيروت: دار المدار الإسلامي، 2007م، ص 35.

[51] انظر: رضوان السيِّد. تأثيرات المستشرقين الألمان في البحوث الأكاديمية العربية - التسامُح - ع 8 (خريف 1425هـ/ 2004م)، ص 245 - 252.

[52] انظر: رضوان السيد. المستشرقون الألمان - مرجع سابق، ص 7.

[53] انظر: رضوان السيد. المستشرقون الألمان - المرجع السابق، ص 7 - 8.

[54] انظر: ميشال جحا. الاستشراق الألماني في القرن العشرين - الاجتهاد - مرجع سابق، ص 275 - 267.

[55] انظر: علي بن إبراهيم النملة. الاستشراق بين منحيين: النقد الجذري أو الإدانة - مرجع سابق - ص 61.

[56] انظر: بتروفسكي، نقلًا عن فاطمة عبدالفتاح. إضاءات على الاستشراق الروسي: دراسة - دمشق: اتحاد الكتاب العرب، 2000م، ص 25.

[57] انظر: فاطمة عبدالفتاح. إضاءات على الاستشراق الروسي: دراسة - المرجع السابق، ص 100.

[58] انظر: تركي علي الربيعو. الخلفية التاريخية للدعوة الوهَّابية في منظور الاستشراق الروسي - الاجتهاد - 47 و48 (صيف وخريف عام 2000م/ 1421هـ، ص 228 - 247.

[59] انظر: جيمي كارتر. قيمنا المعرَّضة للخطر: أزمة أمريكا الأخلاقية/ ترجمة مُحمد محمود التوبة - الرياض: مكتبة العبيكان، 1428هـ/ 2007م، ص 17.

[60] انظر: بهجت قرني، وآخرين. صناعة الكراهية في العلاقات العربية - الأمريكية - بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2003م - ص 406.

[61] انظر: الصورة الذهنية عن الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، ص 23 - 55 - في: باسم خفاجي. لماذا يكرهونه؟! الأصول الفكرية لعلاقة الغرب بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم - الرياض: مجلة البيان، 1427هـ - ص 124.

[62] انظر: مُحمد علي الخالدي. إنسان بأصوات متعددة - htm372 C164 http:www.mafhoum.compress

[63] انظر: محمد السمَّاك. الحوال الإسلامي - المسيحي في الألفية الثالثة، ص 69 - 88 - في: خالد الكركي، مراجع ومقدِّم. حوار الحضارات والمشهد الثقافي العربي - عمَّان: مؤسَّسة عبدالحميد شومان، 2004م - ص 268.

[64] انظر: محمد السمَّاك. الحوار الإسلامي - المسيحي في الألفية الثالثة، ص 69 - 88 - في: خالد الكركي/ مراجع ومقدِّم. حوار الحضارات والمشهد الثقافي العربي - المرجع السابق - ص 268.

[65] انظر: علي بن إبراهيم الحمد النملة. المستشرقون والتنصير: دراسة للعلاقة بين ظاهرتين، مع نماذج من المستشرقين المنصِّرين - الرياض: مكتبة التوبة، 1418هـ/ 1998م - ص 178.

[66] انظر: محمد السمَّاك. الحوار الإسلامي - المسيحي في الألفية الثالثة، ص 69 - 88 - في: خالد الكركي، مراجع ومقدِّم. حوار الحضارات والمشهد الثقافي العربية - مرجع سابق - ص 268.

[67] انظر: أحمد كمال أبو المجد. حوار الحضارات: الإسلام والغرب، ص 51 - 67 - في: خالد الكركي، مراجع ومقدِّم. حوار الحضارات والمشهد الثقافي العربي - مرجع سابق - ص 268.

[68] انظر: برنارد لويس. الإسلام والدولة - التسامُح - مرجع سابق، ص 186 - 197. وانظر أيضًا: برنارد لويس. مسألة الاستشراق، ص 159 - 182 - في: هاشم صالح، معد ومترجم. الاستشراق بين دعاته ومعارضيه - مرجع سابق - ص 261.

[69] انظر: علي بن إبراهيم النملة. الالتفاف على الاستشراق: محاولة التنصُّل من المصطلح - الرياض: مكتبة الملك عبدالعزيز العامَّة، 1428هـ/ 2007م - ص 182.

[70] انظر: رضوان السيِّد. خمسة وعشرون عامًا على كتاب «الاستشراق»: استشراق إدوارد سعيد وعلاقات الشرق بالغرب، دراسة في النصِّ والوعي والواقع، ص 61 - 72 - والنصُّ من ص 64 - في: يوسف كرباج ومنفرد كروب، مشرفان. تأملات في الشرق - مرجع سابق - ص 140.

[71] انظر: شتيفان رايشموت. خطابات الاستشراق؟ موقع الدراسات الإسلامية والشرقية في ألمانيا اليوم/ ترجمة عدنان حسن، ص 93 - 105 - في: يوسف كرباج ومنفرد كروب، مشرفان. تأملات في الشرق - المرجع السابق - ص 140.

[72] انظر: كريستيان ديكوبير. خلاصة عامة: حتى لا ننتهي من العلوم الشرقية/ ترجمة محمد صبح - 115 - 120 - في: يوسف كراج ومنفرد كروب، مشرفان. تأملات في الشرق - المرجع السابق - ص 140.

[73] انظر: مصطفى سلوي. نهاية الغرب أو موت الاستشراق في أفُق العولمة ما بعد 11 شتنبر، ص 25 - 45. والنص من ص 29 - في: مصطفى سلوي. الخطاب الاستشراقي في أفق العولمة: يوم دراسي - مرجع سابق - ص 166.

[74] انظر: محمد رضوان. القدس الشريف في الاستشراق اليهودي - مرجع سابق، ص 126 - 127.

[75] انظر: ظاهرة «الاستشراق الصحفي»، ص 41 - 46 - في: حسن عزُّوزي. الغرب وسياسة التخويف من الإسلام - مكناس: ألوان مغربية، 20002م - ص 69 - (سلسلة اخترت لك؛ 10).

[76] انظر: ظاهرة «الاستشراق الصحفي»، ص 41 - 46 - والنصُّ من ص 45 - 46 - في: حسن عزُّوزي. الغرب وسياسة التخويف من الإسلام - المرجع السابق - ص 69.

[77] انظر: جواد العطيَّة/ محاور. أوليفيه كاريه: للاستشراق إيجابيات ومزايا ولكن...! - الاستشراق - مرجع سابق، ص 195 - 289 - (سلسلة كتب الثقافة المقارنة؛ 5، 1991م).

[78] انظر: نورمان تسيغر. دور المستشرقين الصرب في تبرير إفناء المسلمين في البلقان - سراييفو، 2000م - نقلًا عن: محمد الأرناؤوط. تسييس الاستشراق: حالة البلقان (نورمان تسيغر) - الاجتهاد - ع 50/ 51 (ربيع وصيف 2001م/ 1422م)، ص 295 - 301.

[79] انظر: نورمان تسيغر. دور المستشرقين الصرب في تبرير إفناء المسلمين في البلقان - المرجع السابق، ص 295 - 301.

[80] انظر: عبدالله يوسف سهر محمد. مؤسسات الاستشراق والسياسة الغربية تجاه العرب والمسلمين - مرجع سابق، ص 40.

[81] انظر: محمد م. الأرناؤوط. المفهوم الآخر للاستشراق: نموذج يوغوسلافيا - الاجتهاد - ع 50/ 51 (ربيع وصيف 2001م/ 1422م)، ص 238 - 255.

[82] انظر: سمير قصير. تعليق/ ترجمة محمد صبح، ص 107 - 113 - في: يوسف كرباج ومنفرد كروب، مشرفان. تأملات في الشرق - مرجع سابق - ص 140.

[83] انظر: عبدالكريم غلاب. العرض التمهيدي، ص 17 - 36 - والنصُّ من ص 36 - في: المغرب في الدراسات الاستشراقية - مرجع سابق - ص 229.

[84] انظر: عبدالله العليَّان. الإسلام والغرب: ما بعد 11 سبتمبر 2001 - بيروت: المركز الثقافي العربي، 2005م، ص 71.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صناعة الكراهية
  • وجوه الالتقاء وصناعة الكراهية

مختارات من الشبكة

  • صور الصرف عبر وسائل الاتصال التي تنقل المكتوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صور الصرف عبر وسائل الاتصال التي تنقل اللفظ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المقاطع الصوتية التعليمية وسيلة من وسائل تعليم الكتابة والهجاء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من وسائل الإعلام المقروءة ( الكتاب )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وسائل التواصل بين المنافع والمآزق(مقالة - ملفات خاصة)
  • وسائل التواصل الاجتماعي بين التفريط والإفراط(مقالة - ملفات خاصة)
  • وسائل التوفيق بين القاعدة النحوية والتطبيق(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وسائل الإعلام بين الهدم والبناء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وسائل الإثبات بين الفقه الإسلامي والقانون الوضعي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وسائل التخسيس الموضعي بين الحقيقة والكذب(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب