• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

مقرر الثقافة الإسلامية واستيعابُه للقضايا المُستجدة

د. صابر السيد مشالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/9/2007 ميلادي - 23/8/1428 هجري

الزيارات: 28936

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
مُحْتَوَى مقررات الثقافة الإسلامية واستيعابُه للقضايا المُستجدة

إن فقه واقع مجتمعِنا - في الظروف المعاصرة - يلفتُ النظرَ إلي ضرورة الاهتمام بالمحتَوَى في مادة الثقافة الإسلامية؛ لِما لَها من بالغِ التأثيرِ في توجيه الشخصية المسلمة نحو الإيجابية.
لقد لوحظ على كتابات كثيرة في الثقافة الإسلامية تناولُها لموضوعات لم تعد ذاتَ أولوية الآن، واقتصارُها على أحد فروع الشريعة تبعا لثقافة الكاتب، وكذلك: كثرةُ التنظيرِ للثقافة باعتبارها علما دون الاهتمام بالوقائعِ الحديثةِ المُثارةِ بمجتمعنا وبيانِ موقف الثقافة الإسلامية منها بما يوجه طالباتنا وطلابنا نحو الأفضل.

ولذلك يُوصَي بما يلي إجمالا:
1 - الاهتمام بالمحتوى من حيث: شموله لمختلف قضايا الواقع المعاصر، مع ربطه بنماذج الماضي الإيجابية.
2 - ضرورة اضطلاع مجموعة - ليس واحدا - من العلماء بمسؤولية كتابة هذا المحتوى ؛ لتحقيق التنوع والشمول.
3 - تحديد المفاهيم ذات الأهمية المعاصرة لطالباتنا وطلابنا مثل مفاهيم:الأمن والإرهاب والتطرف والعولمة وغيرها.
4 - بيان موقف الثقافة الإسلامية من قضايا الواقع المعاصر الطبية ؛ مثل: زرع الأعضاء والاستنساخ والإيدز وغيرها، والاقتصادية ؛ مثل: المعاملات المصرفية المعتمدة على وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت وغيرها، والاجتماعية ؛ مثل: حقوق الإنسان وقضايا المرأة والغزو الفكري الحديث عن طريق الإنترنت وأثر الفضائيات على مجتمعنا المسلم، وغير ذلك.
5 - التركيز على تنمية مفهوم الشخصية المسلمة الإيجابية الفاعلة في المجتمع المسلم في كل جزئيات المحتوي.
ولقد قام الباحث بكتابة تصور كامل مُقترح لمفردات محتوى مادة الثقافة الإسلامية ضمن الورقة المُقدمة للمؤتمر إن شاء الله تعالى.
مع جزيل التقدير والشكر والاحترام لجميع القائمين بهذا المؤتمر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي سيدنا ونبينا محمد سيد الأولين والآخرين، وعلى آله، وصحبه، ومن اتبع هديه، والتزم نهجه، وتمسك بسنته إلى يوم الدين:

أما بعد:
فلقد أسعدني الاتجاهُ نحو مراجعة ما يتصل بمادة الثقافة الإسلامية؛ لما لهذه المادة من أهمية في تكوين الشخصية المسلمة ودفعها نحو الإيجابية الفاعلة للإفادة في الارتقاء بالمجتمع المسلم، إذ إن معيارَ أية حضارة - كما هو مقرر - مرهون بما حققه أهل هذه الحضارة، ومعيارَ حضارة أية أمة مرهون - كذلك - بما صنعته الشخصيات الإيجابية الفاعلة في هذه الأمة، ولا مكان في تاريخ الحضارات للشخصيات الخاملة الراكدة، فالذي يخطو بالوطن إلى الأمام إنما هم أبناؤه الإيجابيون الفاعلون الملتزمون بالقيم والمثل والمبادئ.
 ولقد أسعدني أيضا - بشيء كبير من التقدير والشكر والاحترام والامتنان -: أن تتم دعوتي للمشاركة في هذا المؤتمر الذي أسأل الله - تعالى - أن يتحقق من ورائه ما يُرجى له من النفع والإفادة.

وسأتحدث في هذه الورقة بإذن الله - تعالى - عما يلي:

أولا:
أبرز الملاحظات اللافتة للنظر المأخوذة على الكتابات في الثقافة الإسلامية.

ثانيا:
شرح موجز لتصور مقترح لمحتوى مقرر مادة الثقافة الإسلامية في المرحلة الجامعية.

ثالثا:
تصور كامل مقترح لمحتوى مقرر مادة الثقافة الإسلامية في المرحلة الجامعية.

أولا:
أبرز الملاحظات اللافتة للنظر المأخوذة على الكتابات في الثقافة الإسلامية.
- من الملحوظ على كثير من الكتابات في مادة الثقافة الإسلامية: تناولُها لموضوعات لم تعد ذات أولوية الآن في ظروف مجتمعنا المعاصر، وهو أمر ينبغي أن يُنتبه له؛ لأن مادة الثقافة الإسلامية موجهة - أساسا - للإسهام في تشكيل الشخصية المسلمة ودفعها نحو الإيجابية الفاعلة في المجتمع ولن تتحقق هذه الإيجابيةُ الفاعلة إلا بتعريف طالباتنا وطلابنا شيئا ضروريا عن القضايا المعاصرة المثارة، وموقف الثقافة الإسلامية منها ؛ حتى يعيَ طالباتُنا وطلابُنا هذه القضايا وحلولَها الإسلامية وَفقا للقواعد الشرعية المعتبرة والمصالح الشرعية المطلوبة.

وبمطالعة بعض هذه الدراسات نستطيع رصدَ ما يلي:
أولا: في تناول القضايا الدينية (العقيدية)
يُلحظ تفصيل لبعض القضايا التي بزتها قضايا أكثر معاصرة، وأشد أهمية، حيث ركزت بعض الدراسات - مثلا - على قضايا مثل: العلمانية والاستشراق وغيرهما، فقد تمت دراسة الاستشراق - مثلا - تفصيلا وذلك بتناول شبهات المستشرقين والرد عليها وإغراق الطالبات والطلاب في هذه الموضوعات بهذا التناول الذي تم بلُغة بعيدة عن الذوق المعاصر المفيد رغم أن هناك قضايا قد أصبحت أكثر أولوية وهو ما سنشير إليه فيما بعد.
ولا يفوتني - هنا - لفتُ النظر إلى الإسهاب في تناول الأديان الأخرى كاليهودية منذ نشأتها والنصرانية و النصرانية الجديدة والحروب الصليبية والصليبية الجديدة إلى غير ذلك من موضوعات لا تحتملها مادة الثقافة الإسلامية كما ذكرنا.
وليس خارجا عن موضوعنا أن نضع خطا - مُنبها - تحت كيفية التناول لهذه القضايا حيث يحمل بعض هذه الدراسات شيئا ليس قليلا من ثقافة العداء تجاه هذه الأديان، وليس ضروريا إنماءُ ثقافة العداء هذه في الظروف المعاصرة بالذات ووصفُها كثيرا بأنها التيارات المعادية للإسلام حسب تعبير البعض، وليس ضروريا أن نرفع - دائما - راية العداء للآخرين كلهم وبهذا الشكل، وإنما يمكن أن يكون نوعَ حكمة أن نركز - الآن - على جعل الشخصية المسلمة أكثر إيجابية وأكثر إسهاما في المجتمع المسلم الذي لا يمكن أن نغفل عن أن نسبة ليست قليلة من أفراده يعيشون في المجتمعات الأخرى لأغراض متعددة ويحتاجون إلى هذه الحكمة التي نشير إليها.

ثانيا: في تناول القضايا السياسية والقضايا المهتمة بشكل الدولة في الإسلام عامة:
يُلحظ في هذه الدراسات أحاديث مفصلة عن مقومات الدولة بشكل يمكن أن يُدرس في قاعات كليات السياسة فقط، وليس في مادة الثقافة الإسلامية التي تحتاج فقط إلى الحديث عن الدولة الإسلامية بشكل موجز، بل إن الملاحظة الأهم - في هذا الخصوص - الحديثُ الطويل عن العلاقات الدولية بشكل تفصيلي عن منظمات مثل جامعة الدول العربية من حيث: الأجهزة الفنية بها وتاريخها وإنجازاتها.... إلخ، وغير ذلك من المنظمات، والذي تحتمله مادة الثقافة الإسلامية أن يكون الحديث في مثل هذه الأمور مجملا مركزا في معرض الحديث عن صور التضامن الإسلامي وما تم إنجازُه فيما يخص الثقافة الإسلامية فقط، وذلك في منظمات مثل مجلس التعاون لدول الخليج ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية دون الدخول إلى أجهزة هذه المنظمات والتعريف بها تفصيلا وكيفية العمل بها.... إلى غير ذلك مما يحتاج إلى معرفته ودراسته طالباتُ وطلابُ العلوم الإسلامية.

ثالثا: في تناول القضايا الاقتصادية:
يحدث الأمرُ نفسه، ولعل المثال الواضح - في هذا الصدد - ذلك الحديث الذي يبدو مقررا ثقيلا عن النظام الاقتصادي الاشتراكي بتفاصيله التي لم تعد ذات أولوية، وكذلك الحديث عن الأمور الفنية في المعاملات المصرفية، وهذا كله لا تحتمله مادة الثقافة الإسلامية في المرحلة الجامعية للطالبات والطلاب، وإنما يمكن - فقط - الحديث الموجز عن النظام الاقتصادي الاشتراكي ضمن التعريف بالنظام الاقتصادي الإسلامي والميزات التي ينفرد بها عن النظم الأخرى، وكذلك التعريف الموجز بالمصارف وأهميتها في النظام المالي المعاصر.

ومن الملحوظ أيضا في هذا الخصوص على هذه الكتابات اقتصار هذه الدراسات - في معظمها على أحد فروع الشريعة تبعا لثقافة كاتب الدراسة وتخصصه، فبعض الكتب قد عرض فقط للقضايا الفقهية مثلا، وبعضها الآخر قد اهتم بالجانب العقدي، ورغم أنها دراسات في ذاتها جيدة فيما تناولته إلا إنه من الجيد أن يتحقق لمادة الثقافة الإسلامية التنوعُ والشمولُ، بحيث تحتوي هذه المادة المهمة على الجوانب الشرعية كافة مع مراعاة المستوى العلمي لطالباتنا وطلابنا في المرحلة الدراسية.

ولست أريد هنا أن أشير إلى دراسات معينة بعدا عن الظن بإرادة أصحابها ؛ لأن الذي يشغلني ألا تكون مادة الثقافة الإسلامية من نتاج فكر لمتخصص في العقيدة فقط، أو الفقه فقط، أو الأصول فقط، أو التفسير فقط،... وإنما ينبغي أن تكون هذه المادة المهمة من نتاج فكر لأساتذة متخصصين في العقيدة والفقه والأصول والتفسير...... وهو ما تعنيه وتشمله اللفظةُ نفسها، لفظة: الثقافة الإسلامية، ولذلك ليس من المفيد تدريسُ كتاب في الثقافة الإسلامية يحتوي فقط على ثمرة وحيدة من الثمار السابقة وإنما يحتاج الحقلُ إلى غرس أصول هذه الثمار جميعا.

إننا لا نريد بتدريس مادة الثقافة الإسلامية أن تُضافَ مادة للفقه على الطالبات والطلاب، أو تضاف مادة للأصول، أو للتفسير..، وإنما المرادُ أن يضاف لدى الطالبات والطلاب نتاج ثقافي لهذه الحقول يوجه الشخصية وينميها ويثقفها ويغذيها ويساعد في تكوينها الإسلامي الهادف نحو مجتمع مسلم إيجابي فاعل.

ومن الملحوظ كذلك على دراسات مادة الثقافة الإسلامية: كثرةُ التنظير للثقافة الإسلامية باعتبارها علما دون الاهتمام بالوقائع الحديثة المثارة بمجتمعنا وبيان موقف الثقافة الإسلامية منها بما يوجه طالباتنا وطلابنا نحو الأفضل، ولعل هذا الأمر هو المعيار الذي سيُظهر ثمرةَ هذه المادة في تثقيف طالباتنا وطلابنا في تكوين الشخصية المسلمة، أما الاهتمام فقط - بالتنظير للثقافة من وجهة فلسفة العلم فأمر ينبغي أن يبتعد عن أولويات هذه المادة المهمة.

إن نظرة لإحدى هذه الدراسات قد عرفتني بأن جزءا لا يقل عن ثلث الكتاب مُسْتَغرق في التنظير للثقافة الإسلامية باعتبارها علما، من حيث: العلاقة بينها وبين العلم والحضارة والمدنية فيما يخص التعريف بكل منهما والمصادر والتاريخ والأثر وكذلك الحديث عن الخصائص لكل ما سبق.... إلى غير ذلك مما يأخذ جزءا ليس يسيرا من مجهود الطالبة والطالب بعيدا عن القضايا الثقافية، وليس هذا هو الأولى، وإنما الأولى والمرجو والغاية - ببساطة شديدة -: الخروج بطالبة مثقفة وطالب مثقف، ولذلك ينبغي عدم التعب في التنظير للثقافة الإسلامية باعتبارها علما بشكل يطغى على القضايا ذات الأولوية، ولعل ما يؤكد على صحة هذه الوجهة - في نقطة واحدة - ذلك الاختلافُ الواضحُ والتباينُ الكبيرُ في التعريف بمفهوم الثقافة الإسلامية تبعا لاختلاف المعايير والتكوينات الشخصية، وأتمنى أن أعود من هذا المؤتمر المفيد بتحديد واضح لمفهوم الثقافة الإسلامية رغم أنني أرى أولويةَ التركيز على القضايا الثقافية بدلا من التنظير. 

ثانيا: شرح موجز لتصور مقترح لمحتوى مقرر مادة الثقافة الإسلامية في المرحلة الجامعية.
 
يتعلق بشرح هذا التصور المقترح أمران تجدر الإشارةُ - بداية - إليهما، وهما:

الأمر الأول:
هو أن مادة الثقافة الإسلامية - شأنها شأن العلوم الإسلامية في الحقل الشرعي عامة - إنما ترتكز على الكتاب والسنة، ولذلك لا ينبغي أن تخضع مادتها ومحتواها لفلسفة كاتبيها الخاصة ولا لآرائهم التي يعتقدونها - فقها أو أصولا أو تفسيرا - باعتبارها اجتهادا خاصا منهم، فالأولى في هذه المادة بالذات البعدُ عن الاجتهادات الخاصة قدر الإمكان والالتزام بالمتفق عليه بين المسلمين. 

الأمر الثاني:
هو أن الغاية المرجوة من تدريس مادة الثقافة الإسلامية طرحُ تصور إسلامي مكتمل - قدر الإمكان لحياة المجتمع المسلم، والعمل على اتصال الماضي بالحاضر وذلك بربط النماذج المضيئة الإيجابية من الماضي بواقعنا المعاصر بما يمثله ذلك من دفعة إيجابية لطالباتنا وطلابنا نحو المشاركة الفاعلة في المجتمع في إطار من المبادئ الإسلامية، والعمل كذلك على إبراز الثقافة الإسلامية وتأثيرِها في مجتمعات العالم قديما بما يؤصل روحَ الانتماء للإسلام والمجتمع المسلم ويرسخ شعورا جادا لدى أفراد المجتمع المسلم بالعمل على الخلاص من السلبيات التي حلت بالمجتمع بسبب البعد عن المنهج الإسلامي، وبهذا كله يمكن أن تتكون في المجتمعات شخصيات إيجابية موجهة نحو مجتمع أفضل.

أما شرح التصور المقترح فيمكن إجماله في النقاط التالية:
أولا: التصدير:
وهو ضروري لبيان رسالة الإسلام وغايات الرسالة الإسلامية وواجب المسلمين عامة تجاه هذه الرسالة.

ثانيا: المقدمة:
وهي خاصة بتحديد أهم المصطلحات والمفاهيم الثقافية المرتبطة بمادة الثقافة الإسلامية:
فمن المصطلحاتِ مصطلحاتُ: السنة والتفسير والفقه والأصول والثقافة باعتبار أن مادة الثقافة الإسلامية يتم تدريسها لغير طالبات وطلاب أقسام الدراسات الإسلامية.
ومن المفاهيم مفاهيم: الأمن والعولمة وحقوق الإنسان والإرهاب والتطرف الفكري و.....إلخ. ولقد أصبح لهذه المفاهيم أولوية في تعريف طالباتنا وطلابنا بها وبتحديد معنى كل مفهوم لهم مثلما كان الطلاب والطالبات يدرسون في فترات زمنية سابقة مفاهيم مثل: الاستشراق والاحتلال وغير ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المصطلحات والمفاهيم خاضعة للتغيير بالإضافة أو الحذف وَفق تغير ظروف المجتمع وظهور مصطلحات ومفاهيم أخرى يكون لها أولوية التعريف بها وشرح معناها.

ثالثا: الباب الأول
ويختص بالحديث الموجز عن العقائد من حيث التعريف بها، وبيان أركانها، وشرح أثر العقيدة الإسلامية في تربية الفرد وحياة المجتمع، وهو درس إيماني ضروري لطالبات وطلاب المرحلة الجامعية في الثقافة الإسلامية.

رابعا: الباب الثاني
ويختص بالأحكام الشرعية من حيث التعريف بالحكم الشرعي وتقسيمه وبيان المقصود بالحكم التكليفي وأنواعه والمقصود بالحكم الوضعي وأنواعه مع التمثيل المختصر لكل نوع.

خامسا: الباب الثالث
ويختص بمصادر الأحكام، ولقد قلنا إن مادة الثقافة الإسلامية إنما ترتكز على الكتاب والسنة، ولذلك كان لابد من التعريف بالمصدر وبيان المصادر المتفق عليها للأحكام والمصادر المختلف فيها ومدى حجية كل منها.

سادسا: الباب الرابع
ويختص هذا الباب بشرح المقاصد الشرعية المطلوبة والمصالح الشرعية المتوخاة للأحكام الشرعية، وهو أمر مهم حتى يدرك طالباتنا وطلابنا هذه المقاصد، فيلتزم الجميع بالمنهج الإسلامي في تصرفات الحياة كلها.

سابعا: الباب الخامس
وهذا الباب يختص بفقه واقع المجتمع، وهو درس جديد: أرجو أن ينال حظه من الدرس؛ لما فيه من فائدة جمة إن شاء الله تعالى لطالباتنا وطلابنا، فينبغي أن يكون أفراد المجتمع المسلم على دراية بالواقع وظروفه وتغيراته من حولهم، ودراية بالوسائل المعينة على فهم هذا الواقع من العلوم الأخرى، مع ضرورة الربط بين هذا الواقع الجديد والقيم الإسلامية الثابتة بالقواعد الشرعية الحاكمة والمصالح الشرعية المطلوبة، حتى يتم الجمعُ - وهو الغاية المرجوة بين الالتزام بالنهج الإسلامي ومواكبة المجتمع المعاصر، ذلك أن ديننا الإسلامي كما يوقن كل مسلم ومسلمة دين صالح لكل زمان ومكان.

ثامنا: الباب السادس
وهو باب يختص باختيار مجموعة من القضايا المعاصرة التي يكون لها أولويةُ الدرس، ولا شك أن كل فترة زمنية يحدث فيها من القضايا التي تشغل المجتمع، ويحتاج أفراده إلى معرفة موقف الثقافة الإسلامية منها، وبذلك تكون هذه القضايا قابلة للتغيير بالإضافة والحذف؛ لأن ظروف الحياة متجددة، والوقائع لا تنتهي، وبذلك يكون هذا الباب بابا متغيرا متجددا دائما بما يمثل من عنصر الجذب والتشويق لطالباتنا وطلابنا لدراسة مادة الثقافة الإسلامية.

ومن هذه القضايا على سبيل المثال فقط ما يلي:
فمن الوقائع الحديثة في العبادات:
- ترجمة معاني القرآن الكريم.
- زكاة الأسهم والسندات.
- أعمال النسك المسببة للزحام في الحج خاصة.

ومن الوقائع الحديثة في المعاملات المالية:
- أثرتغير قيمة العملة في المعاملات.
- إجراء العقود بوسائل الاتصال الحديثة.
- بيع الحقوق المعنوية.

ومن الوقائع الطبية:
- جراحة التجميل.
- استعمال أدوية منع الحمل والحيض.
- التشريح.
- نقل وزراعة الأعضاء البشرية.
- التلقيح الصناعي.
- مسؤولية الطبيب.
- أجهزة الإنعاش وموت الدماغ.

ومن وقائع الجنايات:
- القرائن الحديثة.
- حوادث السيارات.
- إجهاض الأجنة التي أثبت الطب تشوهها.

ومن قضايا المجتمع المعاصر:
- حقوق المرأة.
- حقوق الإنسان.
- العولمة.
- الإرهاب.
- العنف والتطرف الفكري.
- الاستنساخ.
- أنواع التأمين المختلفة.
- الإيدز.
- الغزو الفكري الحديث عن طريق الإنترنت وغيره.
- أثر الفضائيات على المجتمع المسلم.

تاسعا: الخاتمة
وهي خاتمة مختصرة يتم التأكيد فيها على واجب المسلمين عامة في الإسهام بفاعلية في المجتمع.

ثالثا:
تصور كامل مقترح لمحتوى مقرر مادة الثقافة الإسلامية في المرحلة الجامعية.
بعد عرضنا لأهم الملاحظات المأخوذة على الدراسات السابقة لمادة الثقافة الإسلامية، وبعد عرضنا - كذلك - لأهم ما ينبغي أن تشمله هذه المادة المهمة: نقترح أن يكون محتوى مادة الثقافة الإسلامية كما يلي:

التصدير:
ويكون نبذة موجزة في رسالة الإسلام وواجب المسلمين عامة تجاه هذه الرسالة

المقدمة:
المبحث الأول: تحديد لأهم مصطلحات الثقافة الإسلامية:
- السنة النبوية.
- التفسير.
- الفقه.
- أصول الفقه.
- الثقافة الإسلامية.

المبحث الثاني: تحديد لأهم مفاهيم ثقافة المجتمع:
- الأمن.
- العولمة.
- حقوق الإنسان.
- الإرهاب.
- التطرف الفكري.

الباب الأول:
العقائد
التوطئة: التعريف بالعقيدة الإسلامية.
الفصل الأول: أركان العقيدة الإسلامية.
الفصل الثاني: أثر العقيدة الإسلامية في تربية الفرد وحياة المجتمع.

الباب الثاني:
الأحكام
التوطئة: التعريف بالحكم الشرعي وتقسيماته.
الفصل الأول: الحكم التكليفي وأنواعه.
الفصل الثاني: الحكم الوضعي وأنواعه.

الباب الثالث:
مصادر الأحكام
التوطئة: التعريف بالمصدر.
الفصل الأول: مصادر الأحكام المتفق عليها.
الفصل الثاني: مصادر الأحكام المختلف فيها.

الباب الرابع:
مقاصد الأحكام
التوطئة: التعريف بالمقاصد وأحكامها.
الفصل الأول: المقاصد وتقسيماتها.
الفصل الثاني: ما يتصل بمقاصد الأحكام.

الباب الخامس:
فقه الواقع والوسائل المعينة له
التوطئة: التعريف بفقه الواقع وأهميته.
الفصل الأول: فقه الواقع الشرعي.
الفصل الثاني: فقه واقع المجتمع والظروف المحيطة به.
الفصل الثالث: الوسائل المعينة لفقه الواقع الشرعي وواقع المجتمع والظروف المحيطة به.

الباب السادس:
أهم القضايا المعاصرة
التوطئة: أهمية دراسة القضايا المعاصرة، وبيان موقف الثقافة الإسلامية منها.
الفصل الأول: ترجمة معاني القرآن الكريم.
الفصل الثاني: إجراء العقود بوسائل الاتصال الحديثة.
الفصل الثالث: مسؤولية الطبيب.
الفصل الرابع: أثر الفضائيات وشبكة المعلومات (الإنترنت) على المجتمع المسلم.

الخاتـمة:
وهي نبذة موجزة يتم فيها التأكيد على واجب المسلمين في الإسهام بفاعلية في المجتمع. والله الموفق.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأهداف الإيمانية لمقررات الثقافة الإسلامية
  • ثقافتنا
  • التطوع للمصلحة العامة: دراسة أصولية فقهية
  • تحديات الثقافة الإسلامية ومهدداتها

مختارات من الشبكة

  • قضايا ومسائل طبية: منهج مقرر لمادة الثقافة الإسلامية للكليات الطبية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أهداف مقرر الثقافة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تطوير متطلبات جامعة الملك سعود من مقررات الثقافة الإسلامية(مقالة - موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد)
  • مقرر الثقافة الإسلامية(مقالة - موقع د. تيسير بن سعد بن راشد أبو حيمد)
  • مقرر الثقافة الإسلامية لمنهجية الماجستير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مدى كفاءة مقررات الثقافة الإسلامية في تحقيق أهدافها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • توصيف مقررات الثقافة الإسلامية اتفاقاً واختلافاً(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إشكالات مقرر الثقافة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القضايا التاريخية بين ميزاني الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تطور الكتابة التاريخية بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
6- شكرا على هذا المجهود
ياسمين جمال - مصر 10-05-2010 03:57 PM

على العموم دراسة جميلة أتمنى لك الافضل

5- الحق معك يا دكتور صابر
رشاد محمد السيد - مصر 21-07-2008 12:13 AM
الاحظ تقريبا في جميع الفضائيات وفي بعض الندوات اغراق علماء كبار المستمع في امور فرعيه يمكن ان يشار اليها في كلمه واحده دون الدخول في تفاصيل لا تهم المتلقي كثيرا وتعطي الفرصه للمتربصين بالادعاء على الاسلام ما ليس فيه على سبيل المثال اقيمت ندوه لعالم حديث كبير على مرتين تناقش آداب دخول الخلاء
4- شكرا
كاتبه همها بدمها - البحرين 22-11-2007 06:50 AM
مشكورين وايد حلو


بس بغيت درس اثر الايمان في تربيه الفرد والمجتمع
3- بوركت يمين سطرت أعلاه
عبد الله الحقيقي - السعودية 25-10-2007 09:07 AM
تسلم هذه اليمين كما أرجو إفادتي عن كل مايتعلق بالموضوع من كتب جيدة أو كل مايستجد على الساحة من أخبار الثقافة الإسلامية فأنا أحد المهتمين بها كثيرا
2- الايوجد
عبير - عمان 25-09-2007 12:22 PM
وايدحلومافية تعليق بس ابغي ترسلولي عن العقيدة في تربيه المجتمع ضروري
1- المعايير حاضرة دائما
محمود توفيق حسين - مصر 06-09-2007 02:13 PM
مقالة ثرية وذات اتجاه عملي واستجابي ، فمن الملحوظ مثلا أننا طبقا لها بحاجة لمراجعة ما كتب من نقد للعلمانية ، على أن نهتم من ناحية أخرى بالتأصيل لنقد الإرهاب ، وهذا يبدو اتجاه استجابي واضح سواء اتفقنا معه لأو اختلفنا ،مم جعل الدكتور صابر يرى أنه لاداعي للتنظير فيقول

(( ينبغي عدم التعب في التنظير للثقافة الإسلامية باعتبارها علما بشكل يطغى على القضايا ذات الأولوية، ولعل ما يؤكد على صحة هذه الوجهة - في نقطة واحدة - ذلك الاختلافُ الواضحُ والتباينُ الكبيرُ في التعريف بمفهوم الثقافة الإسلامية تبعا لاختلاف المعايير والتكوينات الشخصية ))
ولكن من ناحية أخرى فإن الإختلاف في التعريف بمفهوم الثقافة الإسلامية تبعا لاحتلاف المعايير والتكوينات الشخصية سيوجد مثيله في احتيار المسائل التطبيقية والنماذج المطروحة أيضا ، فالنماذج التي اختارها الدكتور تعبر عن معاييره واتجاهاته

أليس كذلك ؟
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب