• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

الخسوف والكسوف

الشيخ أحمد الفقيهي

المصدر: ألقيت بتاريخ: 15/2/1429هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/1/2010 ميلادي - 3/2/1431 هجري

الزيارات: 32342

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخسوف والكسوف


الحمدُ للهِ جعلَ الشمسَ ضياءً والقمرَ نورًا، وقدَّرهُ منازلَ لنعلمَ عددَ السنينَ والحساب، أحمدُهُ سبحانَه وأشكُرُهُ، منه المبدأُ وإليهِ المآبُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الملِكُ التَّوَّابُ، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدهُ ورسولُه، أفضلُ مَن صلَّى وصامَ وأنابَ، صلَّى اللهُ وسلَّم عليه وعلى آلِه وصحبِه ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يومِ الحسابِ.

 

أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ:

آيةٌ عظيمةٌ، وموعظةٌ جليلةٌ، جعلَها الربُّ سبحانه برهانًا على عظمتِه وربوبيَّتهِ وجلالِه، ليتُوبَ النَّاسُ إليه بعَد طولِ فُتورٍ، وليخافه المذنبونَ بعد غفلةٍ وغرورٍ، وليُقلعَ أهلُ العصيانِ عن جميعِ الشرورِ.

 

أيُّها المسلمونَ:

إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ الدالَّةِ على كمالِ قدرتهِ وعظيمِ حكمتِه، فإذا نظرْنا إلى عظمتِهما وانتظامِ سيرِهِما أيقنَّا عندَ ذلكَ بقدرةِ اللهِ تعالى، وإذا نظرْنا إلى ما في اختلافِ سيرِهما من المصالحِ والمنافعِ تبيَّنَ لنا كمالُ حكمةِ اللهِ، وسعةُ رحمتِهِ بعبادِه؛ ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 33، 34].

 

عبادَ اللهِ:

إنَّ من حكمةِ اللهِ في سيرِ الشمسِ والقمرِ ما يحدثُ فيهما من الخسوفِ والكسوفِ بذهاب ضوئِهما، إما كلِّه أو بعَضِه، فإذا حالَ القمرُ بين الشمسِ والأرضِ كسَفَت الشمسُ، وإذا حالت الأرضُ بينَ القمرِ والشَّمسِ خسَفَ القمرُ؛ لأنَّ القمرَ يستمدُّ نورَه من الشمسِ كالمرآةِ أمامَ القنديل.

 

أيُّها المسلمونَ:

إنَّ هذا الحدثَ الكونيَّ من خسوفِ القمرِ أو كسوفِ الشمسِ له أسبابٌ طبيعيَّةٌ يُقرُّ بها المؤمنونَ والكافرونَ، ولَه أسبابٌ شرعيَّةٌ يقرُّ بها المؤمنونَ وينكرُها الكافرونَ، ويتهاونُ بها ضعيفو الإيمانِ من المسلمينَ، فلا يقيمون لها وزنًا، ولا يقُومونَ بما أَمرَ به الرَّسولُ - صلى اللهُ عليه وسلمَ - عندَ حُدُوثِها.

 

عبادَ اللهِ:

إنَّ لهذه الظواهرِ الكونيَّةِ أسبابًا طبيعيَّةً، وإنَّ أهلَ الحسابِ والفلكِ يستطيعونَ معرفةَ وقوعِها عن طريقِ حساباتٍ تحدِّدُ الموعدَ باليومِ والسَّاعةِ بل والدَّقيقةِ أيضًا، وليسَ ذلكَ من علمِ الغيبِ؛ لأنَّ الخسوفَ والكسوفَ لهما أوقاتٌ مقدَّرةٌ، كما لطلوعِ الهلالِ وقتٌ مقدَّرٌ، يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ - رحمهُ اللهُ -: "إنَّ العلمَ بالعادةِ في الكسوفِ والخسوفِ إنَّما يَعرفُهُ من يَعرفُ حسابَ جَريانِ الشَّمسِ والقمرِ، وليسَ خبر الحاسبِ بذلك من علمِ الغيبِ". اهـ. كلامه رحمه الله.

 

أيها المسلمون:

إنَّ معرفةَ حدوثِ الخسوفِ والكسوفِ من قِبلِ أهلِ الفلَكِ ممَّا يَعلمُونهُ من حساباتٍ لا يُنافي أن يكونَ الخسوفُ عند حدوثِه سببًا لما يقتضيه اللهُ من عذابٍ وغيرهِ لمن يعذبُه اللهُ في ذلك الوقتِ أو لغيرِهِ ممن يُنزِلُ اللهُ به ذلك، كما أنَّ تعذيبَ اللهِ تعالى لمن عذَّبه بالريحِ الشَّديدةِ الباردةِ كقومِ عادٍ كانت في الوقتِ المناسبِ وهو آخرُ الشتاءِ.

 

عبادَ اللهِ:

إنَّ بعضَ العامَّةِ يظنُّ أنَّ أهلَ الحسابِ والفلَكِ إذا أصابوا في خبرِهم عن الكسوفِ أو الخسوفِ المستقَبلِ، فهو دليلٌ على صدقِهم في إِخبارِهم عن الحوادثِ المستقبليَّةِ التي ستقعُ، والتي هي من علمِِ الغَيبِ الَّذي لا يعلمهُ إلاَّ الله، وفي هذا يقولُ ابنُ القيِّمِ - رحمه الله -: "كثيرٌ من المنجِّمينَ يُموِّهُونَ على الجهَّالِ بأمرِ الكسوفِ، ويموِّهُونَهم أنَّ قضَاياهُم وأحكامَهم النجومِيَّة من السَّعدِ والنَّحسِِ والظَّفَرِ والغَلبةِ وغيرِهما هي من جنسِ الحكمِ بالكسوفِ، فيُصدِّقُ بذلكَ الأغمارُ الأغرارُ، ولا يعلمونَ أنَّ الكسوفَ والخسوفَ يُعلمُ بحسابِ سَيرِ النَيِّرينِ في منازِلهما". اهـ.

 

أيُّها المسلمون:

إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتان من آياتِ اللهِ، مخلوقان من مخلوقاتِ اللهِ، ينجلِيانِ بأمرهِ وينكسفانِ بأمرهِ، فإذا أرادَ اللهُ تعالى أن يُريَ عبادَه عاقبةَ معاصِيهم ومخالفاتِهم كسفَهما باختِفاءِ ضوئِهما كلِّه أو بعضِه؛ إنذارًا للعبادِ، وتذكيرًا لهم لعلَّهم يُحدثونَ إلى الله توبةً وأوبةً؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ، وإنَّهما لا ينكسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ، ولكنَّ الله يخوِّفُ بهما عبادَهُ، فإذا رأيتُموها فصلُّوا وادْعوا حتَّى يَنكشفَ ما بكم))؛ رواه البخاري.

 

عبادَ اللهِ:

لقد توالتْ عليْنا النُّذر تُحذِّرُنا من المعاصي، وتُليِّنُ منَّا القلبَ القاسي، فالمعاصي لها شؤمُها، ولها عواقبُها على الأنفسِِ والمجتمعاتِ، وإنَّ كسوفَ الشَّمسِ من هذه النذُر، فمَن يدْري ما وراءَ هذا التَّخويفِ من عقوباتٍ عامَّةٍ أو خاصَّةٍ، عاجلةٍ أو آجلةٍ، في الأنفُسِ والأموالِ والأولادِ؟

 

وإنَّ الخسوفَ والكسوفَ تذكيرٌ بيومِ القيامةِ، حيثُ تُزلزلُ الأرضُ ويُخسفُ بالقمرِ وتَنتثرُ الكواكبُ، فإذا خسفَ القمرُ وكُسِفت الشَّمسُ في الدُّنيا، تَذكَّر العبادُ بذلكَ يومَ القيامةِ، فأعقبَ ذلك عبرةً وذكرى لأهل الإِيمانِ، وغفلةً وبعدًا لأهلِ العصيانِ.

 

أيُّها المسلِمون:

لقد كَثُرَ الخسوفُ والكسوفُ في هذا العصرِ عمَّا كانَ عليه الحالُ فيما مضى، فلم يخسفِ القمرُ ولم تُكسفِ الشَّمسُ زمنَ النَّبيِّ - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ - إلاَّ مرَّةً واحدةً، أمَّا في هذِه الأزْمانِ المتأخِّرةِ فلا تكادُ تَمضي السَّنةُ حتَّى يَحدُثَ كسوفٌ أو خسوفٌ في الشَّمسِ أو القمرِ أو فيهما جميعًا، وذلكَ بسبب كثرةِ المعاصي والفتَن في هذا الزَّمن، حيث انغمسَ النَّاسُ في شهواتِ الدُّنيا، ونسُوا أهوالَ الآخرةِ، وقد قال ربُّنا - تبارك وتعالى -: ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: 30].

 

عبادَ اللهِ:

إنَّ كثيرًا من أهلِ هذا العصْرِ تَهاونوا بأمرِ الخسوفِ والكسوفِ، فلم يُقيموا له وزنًا، ولم يُحرِّكُ منهم ساكنًا، نُشاهدُ هذه الآيةَ العظيمةَ فلا تَتحرَّكُ منَّا القلوبُ، ولا يَفزعُ إلى الصَّلاةِ وذكرِ اللهِ إلاَّ القلَّةُ من النَّاسِ، كم هو مؤسفٌ - واللهِ - أن تَحصُلَ أماراتُ العذابِ والبلاءِ ونحنُ في غفلةٍ معرضونَ، وفي ملذَّاتِنا غارقون، وكم هو مؤلمٌ كذلك أن تأتِي النذارةُ والتَّخويفُ من الله تعالى ولا يبالي بها كثيرٌ من النَّاسِ، إنَّنا نَخشى والله أن يصدُق عليْنا قولُه تعالى: ﴿ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14].

 

أيُّها المسلمون، لنتأمَّل كيفَ كانَ استِقْبالُ النَّبي - صلَّى اللهُ عليْه وسلمَ - للكسوفِ الَّذي حدثَ في عهده:

ثَبتَ في الصَّحيحينِ وغيرِهما أنَّ الشَّمسَ كسفتْ أوَّلَ مرَّةٍ في عهدِه - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ - وكان ذلكَ بعد أنِ ارتفعت بمقدارِ رمحٍ بعدَ طلوعها، فأظلمتِ الدُّنيا وفزِعَ النَّاسُ، وفزِعَ النَّبي - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ - فزعًا عظيمًا حتَّى إنَّه أُدرِكَ بردائهِ – أي: من شدَّةِ فزَعَهِ قامَ بالإزارِ قاصدًا المسجدَ فتبِعُوهُ بالرِّداءِ - فارْتدى به وجعَلَ يجرُّهُ - أيْ: لم يستقرَّ ليوازنَ الرِّداءَ من شدَّةِ فزعِهِ - وأمَر أن يُنادى: الصلاةَ جامعةً؛ من أجلِ أن يجتَمع الناسُ كلُّهم، فاجتمعت الأمَّةُ من رجالٍ ونساءٍ وصلَّى بهم النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاةً لا نظير لها؛ لأنَّها لآيةٍ لا نظيرَ لها، آيةٌ شرعيَّةٌ لآيةٍ كونيَّةٍ، أطالَ فيها إطالةً عظيمةً، حتَّى إنَّ بَعض الصَّحابةِ -رضوانُ اللهِ عليهم - مع نشاطِهم وقوَّتِهم ورغبتِهم في الخيرِ تعبوا تعبًا شديدًا من طولِ قيامِهِ - عليه الصلاةُ والسَّلام - ثمَّ ركَعَ ركوعًا طويلاً، وكذلكَ السجودُ، فصلَّى - صلَّى الله عليْه وسلَّم - صلاةً عظيمةً، والنَّاسُ يبكونَ ويفزعونَ إلى الله، عُرِضتْ عليْه - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - في ذلك المقامِ الجنَّةُ والنَّارُ؛ يقولُ - عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ -: ((فلم أرَ يومًا قطُّ أفظعَ من هذا اليومِ))، ثمَّ خطَبَ النَّاسَ ووعظَهم موعظةً بليغةً، فأثْنى على اللهِ بِما هو أهلُه - سُبحانَه وتعالى - ثم قالَ: ((إنَّ الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ لا ينخسِفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ، فإذا رأيتُم ذلك فافزَعوا إلى الصَّلاةِ))، فافزعوا إلى المساجدِ، فافزعوا إلى ذكرِ الله ودعائِهِ واستغفارِهِ، ثم قال: ((لو تعلمونَ ما أعلمُ لضحِكتُم قليلاً ولبكيتم كثيرًا)) ... إلخ خطبتِه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

فيا أمَّةَ محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: إنَّ كسوفَ الشَّمسِ أو القمرِ حدثٌ عظيمٌ مخيفٌ، وأكبرُ دليلٍ على ذلكَ ما حصلَ لرسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندَ كسوفِ الشَّمسِ من الفزعِ والصَّلاةِ، وما حصلَ له فيها من أحوالٍ، ثمَّ تلكَ الخطبةُ البليغةُ التي خطبَها، فعليْنا جميعًا أن نفزعَ عند حدوثِ الكسوفِ، وأن نلجأ إلى المساجدِ للصَّلاةِ والدُّعاءِ والاستِغْفارِ، وأن نتصدَّقَ لندفعَ البلاءَ؛ لأنَّ أسبابَ البلاءِ والانتِقامِ عند حدوثِ الكسوفِ قدِ انعقدت، والفزعُ إلى الصَّلاةِ والدُّعاءِ والاستغفارِ والصَّدقةِ والعتقِ يَدفعُ ذلك ويَرفعهُ بإذْن الله تعالى.

 

واللهَ نسألُ أن يعفوَ عنَّا ويزيدَنا إيمانًا مع إيماننا، وأن يجعَلنا من المعتبرينَ عند مواطنِ العبرِ.

 

الخطبة الثانية

عبادَ اللهِ:

لمَّا كانت صلاةُ الكسوف مختلفة عن سائر الصَّلواتِ في بعضِ صفاتِها حَسُنَ التنبيهُ على بعضِ أحكامها، ومن ذلكَ:

• إذا أخبرَ الفلكيُّون بوقوعِ كسوفٍ أو خسوفٍ، فلا نصلِّي حتَّى نَراه رؤيةً عاديةً؛ لأنَّ الرَّسولَ - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ - قالَ: ((إذا رأيتُم ذلك فصلُّوا))، أمَّا إذا منَّ اللهُ عليْنا بأن صارَ الكسوف لا يُرى في بلادِنا إلاَّ بمكبّرٍ أو نظَّاراتٍ فلا نصلِّي.

• صلاةُ الكسوفِ مشروعةٌ باتِّفاقِ العلماءِ، وقد أوْجبها بعضُ العُلماءِ؛ لقوْل النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا رأيتُم ذلك فصلُّوا))، وقوَّى ذلك ابنُ القيم - رحمه الله تعالى.

• تُسنُّ صلاةُ الكسوفِ جماعةً وفُرادى، فتسنُّ في المساجِدِ والبيوتِ؛ لكنَّ الأفضل فعلها في المساجدِ والجوامعِ.

• لا أذانَ ولا إقامةَ لصلاةِ الكسوفِ، بل يُنادى لها: الصَّلاةَ جامعةً، وإذا لم يُعلَم بالكسوفِ إلاَّ بَعدَ زواله فلا يُقضى؛ لأنَّها سنَّةٌ فاتَ محلُّها.

• إذا كَسَفت الشمسُ بعدَ العصرِ تُصلَّى ولو في وقتِ النَّهي؛ لعمومِ قولِه صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ -:((إذا رأيتُم ذلك فصلُّوا))، حيث يشملُ كلَّ وقتٍ.

• إذا شُرعَ في صلاة الكسوفِ ثمَّ غابت الشَّمسُ أو غابَ القمرُ كاسفاًا نُتمُّ الصَّلاةَ خفيفةً، لأنَّها إذا غابت فهي كما لو تجلى.

• يُشْرعُ بعدَ صلاةِ الكسوفِ خطبةٌ واحدةٌ، يُذكَّرُ فيها الناسُ بالاستغفارِ والدعاءِ والصَّدقةِ.

• صلاةُ الكسوفِ جهريَّةٌ، سواءًٌ صُلِّيت بالنَّهارِ أو بالليلِ، ومجملُ الصَّلاةِ أربعُ ركوعاتٍ وأربعُ سجداتٍ في ركعتين.

• من فاتتهُ الصلاةُ مع الجماعةِ قضاها على صفتِها، ومن دخلَ مع الإمامِ في الرُّكوع الأوَّلِ فقد أدركَ الركعة، ومن فاته الرُّكوعُ الأوَّل فقد فاتتهُ الركعةُ، وعليه أن يأتِي ببَدلِها بعد سلامِ الإمامِ.

• لا تجوزُ صلاةُ الفريضةِ خَلفَ مَن يصلي الكسوف لاختلاف الأفعالِ الظَّاهرةِ، ومن فعل ذلك جاهلاً فعليه إعادة صلاة الفريضة.

• وإذا فرَغَ النَّاسُ من الصَّلاةِ قبلَ زوالِ الكسوفِ، اشتغلوا بالدُّعاءِ والصَّدقةِ والاستغفارِ حتَّى يرفعَ اللهُ عنهم البلاء.

 

اللَّهُمَّ يا حيُّ يا قيّوم، ارزقنا البصيرةَ في آياتِك، وزدنا بك علماً ولك حبّاً، ومنك خشية.

اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحومًا، ولا تجعل فينا ولا منَّا شقيَّاً ولا محروماً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صلاة الكسوف
  • الكسوف والخسوف (1)
  • هديه - صلى الله عليه وسلم - في الكسوف والاستسقاء
  • كوسوفو: لأول مرة مائدة الإفطار لمسؤولين كسوفيين
  • من أحكام الكسوف
  • الكسوف والخسوف (2)
  • هل الكسوف والخسوف غضب أو تخويف أو ظاهرة طبيعية؟
  • الكسوف
  • موعظة الكسوف
  • مناظرة في الجهر والإسرار في صلاة الكسوف
  • ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا
  • الفزع عند الخسوف في عصر العلم
  • بشأن الكسوف والخسوف
  • الخسوف: دروس وعبر
  • موعظة الخسوف والكسوف (خطبة)
  • خسوف قمر
  • آيتان من آيات الله: الخسوف والكسوف (خطبة)
  • الخسوف وعلامات الساعة
  • صلاة الاستسقاء وصلاة الخسوف والكسوف وصلاة الاستخارة
  • مسائل فقهية يحتاج إليها في الكسوف

مختارات من الشبكة

  • تحفة الملهوف بأحاديث الخسوف والكسوف (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • في دقائق.. أحكام الخسوف والكسوف(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • خطبة: الخسوف الثلاثة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أشراط الساعة الكبرى (5) الخسوف والدخان وطلوع الشمس من مغربها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخسوف وأهوال القيامة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمة حول ظاهرة الكسوف والخسوف(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • الكسوف والخسوف (4) ماذا يفعل في الكسوف؟(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • (صلاة الكسوف) من بلوغ المرام(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • المنتقى المشبع من الشرح الممتع (21)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آية الكسوف والخسوف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب