• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / المرأة
علامة باركود

يا دعاة حقوق المرأة ألقوا على الإسلام نظرة

يا دعاة حقوق المرأة ألقوا على الإسلام نظرة
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/4/2022 ميلادي - 3/9/1443 هجري

الزيارات: 9690

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يا دعاة حقوق المرأة ألقوا على الإسلام نظرة

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].


أما بعد:

فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين يا رب العالمين.

 

اعلموا عباد الله أننا في هذه الحياة الدنيا نعيشُ في مجتمعاتٍ مكونة من رجال ونساء، فيا دعاة حقوقِ المرأةِ، ألقوا على الإسلام نظرة، فهل النساء أنقصُ حقًّا من الرجال؟!

 

أبدًا والله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ))؛ أبو داود (236)، والترمذي (113)، الصحيحة (2863).

 

وعَلِم صلى الله عليه وسلم أنَّ بعضَ الرجال سينتقصُ من حقوقِ النساءِ، فأوصى بهن قائلًا: ((وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»؛ البخاري (3331)، ومسلم (1468) واللفظ له.

 

وهذا عندنا نحن المسلمين؛ الوصية بالنساء كلَّ يوم، بل كلّ ساعة نحترم المرأة ونقدرها، وليس يومًا في السنة، كما يحدث عند غير المسلمين، ويسمونه يوم المرأة.

 

لكن للتقصيرِ الحاصلِ عند غيرِ المسلمين تجاه المرأة، وعدم اعتمادهم على دينٍ في المعاملاتِ والأخلاق، يقومون باختراع يومٍ للمرأة، وابتداعِ عيدٍ للأم؛ وما ذاك عندهم إلا لأنَّهم أهانوا المرأة، وأبعدوها عما خُلِقت له، فجعلوا لها يومًا واحدًا في السنة، وبِرًّا بأمَّهاتِهم وضعوهنَّ في جمعياتٍ للمسنين، وجعلوا لهنَّ يومًا في السنةِ حتى لا ينسوا حقَّهنَّ عليهم.

 

أما دينُنا نحن المسلمين فقد ساوَى بينهم في الحقوقِ والواجبات، وفضَّل بعضَهم على بعضٍ في المسابقةِ بالخيرات، قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].

 

بل فاقت المرأةُ بعضَ الرجال بمكارم، وخلَّدَ اللهُ اسمَها، ومدحَها بصفات؛ فجعل الله سبحانه وتعالى في كتابه سورةَ النساء، ومع آدم ذُكِرَت حوَّاء، وذَكَر سبحانه مريمَ ابنةَ عمران، وأمها امرأةَ عمران، وامرأةَ فرعون وغيرهن، ذكرهنَّ بالمدح والثناء، وهذا الذكر لهنَّ نقرؤه في كتاب الله عز وجل في صلواتنا، وذكَرَ سبحانه نساءَ النبي صلى الله عليه وسلم، وبناتِه الطاهراتِ المطهرات، المبرَّآتِ العفيفات.

 

ألم تقرؤوا -يا دعاة حقوق المرأة- المساواةَ التي ذكرَها الله في كتابه في قوله سبحانه:

﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].

 

أين أنتم يا دعاة الإسلام من حقوق المرأة؟! ألقوا نظرة على الإسلام.

 

ولا ننسى في مجال الأعمال المرأة لم يحرمْها الإسلامُ من العمل، العمل الذي يخصّها من غزلٍ أو نسيج، أو قيام على فلاحة أو زراعة تملكها هي، لا مانع؛ بل في الجهاد في سبيل الله أيضًا.

 

فلا ننسى الصحابياتِ الجليلات، الطائعاتِ لأزواجهنَّ المطيعات، المجاهداتِ في سبيل الله والمقاتلات، نَذكرُ منهنَّ: الخنساءَ بنتَ عمرو بن الشريد، التي ضحَّت بأولادها الأربعة مجاهدين في سبيل الله، وأمَّ سليم بنت ملحان التي تسلَّحت بخنجر وضعتها في حزامها، وهي حامل؛ تدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن نفسها، وصفيةَ عمتَه صلى الله عليه وسلم، التي قتلت يهوديًّا كان يطيف بحصن النساء والأطفال، وغيرَهن كثير.

 

لماذا إهانةُ المرأةِ إذا كانت زوجةً؟ ولو استطالت على زوجها بلسانها فليحتملها أحيانًا، فقد قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه لما سُئِل عن رفع صوتِ امرأتِه عليه، قال للسائل: (يَا أَخِي، إنِّي احْتَمَلْتُهَا لِحُقُوقٍ لَهَا عَلَيَّ: إنَّهَا طَبَّاخَةٌ لِطَعَامِي، خَبَّازَةٌ لِخُبْزِي، غَسَّالَةٌ لِثِيَابِي، مُرْضِعَةٌ لِوَلَدِي، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِوَاجِبٍ عَلَيْهَا، وَيَسْكُنُ قَلْبِي بِهَا عَنْ الْحَرَامِ، فَأَنَا أَحْتَمِلُهَا لِذَلِكَ)، فَقَالَ الرَّجُلُ: (يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، وَكَذَلِكَ زَوْجَتِي!)، قَالَ: (فَاحْتَمِلْهَا يَا أَخِي، فَإِنَّمَا هِيَ مُدَّةٌ يَسِيرَةٌ)؛ الكبائر للذهبي (ص: 179)، والزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 80).

 

فالحياة التي نعيشها كلُّها ستون أو سبعون أو مائة سنة، مدَّة قصيرةٌ أمام المدة الطويلة عند الله يوم القيامة.

 

تخيلوا لو أنّ النساءَ اختفَت من حياتنا، تمشي في الشارع لا ترى امرأة، تمشي في الأسواقِ والجامعاتِ والأماكنِ التي ترتاده النساء، فلا ترى امرأةً، تخيل وتخيلوا لو أن النساء اختفت من حياتنا، وتوارت من دنيانا، فكيف يكون عيش الرجال؟!

 

وهل يستطيع رجلٌ باختيارِه أن يعيش دونَ امرأة؟

وكذلك لو اختفى الرجالُ من حياة النساء، فكيف يكون عيشهن؟! كيف؟ لا جواب، لا نستطيع أن نجيب، فلا يستغني أحدهما عن الآخر، قال الشاعر:

ونحن بَنو الدُّنْيَا، وهنّ بَنَاتُها
وعيشُ بَنِي الدُّنيا لِقاءُ بَناتِها


فلا تنظرْ بعين واحدة، فترى المساوئ من النساء، وتتغاضى عن المحاسن، فإن هذا ليس بعدلٍ ولا إنصاف.

 

وردَ أَن الشَّافِعِيَّ رحمه الله رأى امْرَأَة فَقالَ:

إِن النِّسَاء شياطين خُلِقْنَ لنا
نَعُوذ بِاللَّه من شَرّ الشَّيَاطِينِ

 

فَقالَت امرأة رادَّةً عليه:

إِن النِّسَاءَ رياحين خُلِقْنَ لكم
وكلُّكم يَشْتَهِي شمَّ الرياحينِ

من طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (1/ 298).

 

أيها الرجل، إنّ كَدَّك وتعبَك وصبرَك على امرأتِك وأهلك؛ لن يذهبَ سدًى، ولك أجرٌ في كلِّ ما تقدِّمه لها، سواء كان مالًا أو لقمة أو كلمةً حسنةً تقدمها لأهلك، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ))؛ البخاري (56)، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مادحًا من يحسِّن أخلاقَه مع أهله وزوجته: ((خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا))، (ت) (1162)، (جه) (1987)، (ش) (25318)، (حم) (7396)، انظر: صَحِيح الْجَامِع: (3265)، الصَّحِيحَة: (284).

 

إنها [الزوجة المؤمنة العفيفة، الولود الودود لزوجها وأطفالها، ريحانة الدنيا...]، وإن شاء الله ريحانة الآخرة.

 

فالمرأةُ الطاهرةُ المطهرةُ، العفيفةُ المصونة، ينبعثُ منها النورُ والسناء، والضياءُ والبهاء، والوجهُ المشرق لهؤلاء النساء، نساءٌ أمهاتٌ، أرامل ومتزوجات.

 

أيها الشباب، إن أردتم الجنةَ بالجهادِ؛ فالجنةُ عند رجليها؛ عن معاوية السلمي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: "يا رسول الله، إني أريد الجهاد في سبيل الله؟" فقال: ((هل أُمُّك حية؟!))، قلت: "نعم"، قال: ((الزم رجلها فثم الجنة))، وقال لرجل آخر مثله: ((فالزمها فإن الجنة تحت رجليها))؛ تحقيق حقوق النساء في الإسلام (ص: 195) (صحيح)، وانظر: سنن ابن ماجه (2781).

 

ما ظنُّك بامرأةٍ الجنةُ تحت رجليها؟! لماذا تعقُّها ولا تسمع لها، ولا تطيعها؟! الجنةُ تحت رجليها يا عبد الله.

 

نساءٌ إطعامُهن وكسوتُهن تنجِّي من النيران؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان له ثلاثة بنات، فصبر عليهن، وأطعمهن وسقاهن، وكساهن من جِدَتِه))- أي: من سعته وقدرته وطاقته- ((كنَّ له حجابًا من النار يوم القيامة))؛ ابن ماجه (3669)، الصحيحة (294).

 

نساء أخواتٌ وبنات، القيامُ على شئونهم سببٌ في دخولك الجنة، فقد ثبت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ، أَوِ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ، وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ دَخَلَ الجنة))؛ التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (1/ 449، ح 447)، الصحيحة تحت الحديث (294).

 

لماذا لا نحسن إلى نساءٍ هنَّ سببٌ في مرافقتك أنت للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟! قال عليه الصلاة والسلام: ((من كن له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، فاتقى الله، وأقام عليهن، كان معي في الجنة هكذا))، وأومأ بـالسبَّاحَة والوسطى؛ أخرجه أبو يعلى في مسنده، الصحيحة (295).

 

نساءٌ لأزواجهن طائعات، ولأوليائهنّ مطيعات، تُفتَّح لهن أبواب الجنات، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وحصَّنت فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ))؛ التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (6/ 249، ح 4151).

 

إنها المحبَّةُ والمودةُ بين الزوجين، والحفاظُ على العِرضِ وصونُه مما يدنِّسُه، إنهنّ نسوةٌ استحققن ذلك، وأوصى بهن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا))، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كررها قائلًا: ((إن الله عز وجل يوصيكم بالنساء خيرًا))، ((إن الله عز وجل يوصيكم بالنساء خيرًا))، الله يوصينا بنسائنا خيرًا، وأين دعاة حقوق المرأة، نسأل الله السلامة؟!

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهُداه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

نساء رآهنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عند دخول الجنة، ونساء حكَم لهنّ النبي صلى الله عليه وسلم في حياته بأنهن من أهل الجنة إن شاء الله، فقد ثبت عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ، امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ ...))؛ البخاري (3679).

 

الرميصاء:

امرأةٌ عظيمة، ذُكِرت لصبرها وجَلَدِها، ومسابقتها إلى الخيرات، رآها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة- البتول الزهراء- رضي الله تعالى عنها: ((أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ))؛ البخاري (3624).

 

وعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((سَيِّداتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ: فَاطِمَةُ، وَخَدِيجَةُ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ))؛ الصحيحة (1424).

 

فهؤلاء نساءٌ فاقت كثيرًا من الرجال، ففي كتاب اسمه "الأمثال السائرة من شعر المتنبي" (ص: 38)، قال:

ولو كانَ النساءُ كمَنْ فقدْنا
لفُضِّلَتِ النساءُ على الرجالِ
وما التأنيثُ لاسمِ الشمسِ عيبٌ
ولا التذكيرُ فخرٌ للهلالِ

 

فلا يخلونَّ رجلٌ بامرأة؛ فإنَّ الشيطان ثالثهما، ومن ساءته سيئته وسرَّته حسنته، فهو أمارة المسلم المؤمن، وشرُّ الأمورِ مبتدعاتُها، وأنَّ الاقتصادَ في سُنَّة خيرٌ من الاجتهاد في بدعة، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنه أهون لحسابكم، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر، يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية.

 

عليكم بهذا القرآن؛ فإن فيه نورًا وشفاء، وغيرُه فيه البلاء والشقاء.

 

وفي ختام هذه الخطبة، أحبُّ أن أنوِّهَ وأُحذِّرَ من الأزواج الذين يتصلون بزوجاتهم عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة، والرجل في غُربة والمرأة في بيتها، ويتصلُ بعضهم ببعض، ويدور بينهما كلامٌ لا ينبغي إلا على السرير في غرفة النوم، وهذا لا يجوز؛ لأنَّ المسألةَ مراقبةٌ وفضيحةٌ، إذا كان الرجل لا يرضى أن يكون هذا الكلام بينه وبين امرأته؛ أمام أولاده، ولا أمام أبيه وأمه، فكيف يرضاه أمام الملأ، أتحسب ألَّا أحدَ يراك؟ يراك الناس والعالم كله، ملايين ممن يتابعون ويخترقون، وتأتيني أسئلة على هذا، يتكلم مع زوجته حتى يقضي شهوته عبر الهواء، ويرى منها صورها عارية، والأدهى من ذلك أنَّ فتاةً تسألُ: أنه خطبها رجلٌ من الخارج، ودفع المهر ثلاثة آلاف دينار والمتأخر، واتفقوا على كل شيء، فطلب منها وهو في بلد، وهي في بلد آخر، طلب منها أن يراها عارية، تقول: هو الآن زوجي المستقبلي، فتعرَّت أمامه، عبر الصور، فلا أدري انتشرت الصور أم لا، ثم تفاجأت أن الرجل رجع في كلامه، لا يريد إتمام هذا الزواج، وتفرج واستمتع، لكنه فسخ الخطبة! وتسأل: ما الحكم في ذلك؟ هل هذه خلوة؟ لأنه رأى ما لا يراه غيره، أم ليست بخلوة، نسأل الله السلامة يا عباد الله، حتى لو كان يجوز للرجل الخاطب، لا يجوز له إلا أن يرى وجهها وكفيها وقدميها، أكثر من ذلك لا، أكثر من ذلك يراه بعد الزفاف، أما قبل الزفاف فلا، فكيف ينشر ذلك أمام الملأ يا عباد الله؟!

 

ألا وصلوا وسلموا على رسول الله المبعوث رحمة مهداة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلّ وسلِّمْ وباركْ على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وارض عنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

 

إلهنا، ليس لنا في الوجود إلهٌ غيرك فيُدعى، وليس لنا في الكون إلهٌ غيرك فيُرجى، نسألُك أن تعتقَ رقابَنا من النار، اللهم أعتق رقابَ آبائِنا وأمهاتنا، وأبنائنا وبناتنا، وإخواننا وأخواتنا، وأعمامنا وعماتنا، وأخوالنا وخالاتنا، وجيراننا وجاراتنا، أعتق رقابنا جميعًا من النار، ونعوذ بك اللهم من كل عمل يُقرِّب إلى النار.

 

اللهم أصلحْ بناتنا وأزواجَنا وذرياتنا.

 

اللهم أصلح نساءَ المسلمين، اللهم أصلح نساءَ المسلمين، وزينهنَّ بالحياء والعفاف، والحشمة والحجاب، يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم وفِّقْنا جميعًا لبِرِّ أمهاتِنا وآبائنا، وارزقنا في ذلك الإخلاص، وحسنَ القصد والسداد، إنك كريم جواد.

 

اللهم امْحُ عنا الأوزار، وارزقنا عيشة الأبرار، واصرف عنا شرَّ الأشرار، وأعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار، يا عزيز يا غفار، يا كريم يا حليم يا جبار، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين يا أرحم الراحمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق المرأة المطلقة في الشريعة الإسلامية
  • وسطية أهل السنة في رعاية حقوق المرأة
  • الإسلام يحافظ على حقوق المرأة

مختارات من الشبكة

  • الجوع بين دعاة التفاؤل ودعاة التشاؤم(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • دعاة الصحوة ودعاة التخدير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرق بين دعاة العامية ودعاة الحداثة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمد الشبانة)
  • في التحذير من دعاة السوء بخروج المرأة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا دعاة الباطل لا تكونوا كاليهود: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • هولندا: وزيرة التعليم تطالب دعاة المسلمين بالدفاع عن حقوق الشواذ(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ماذا قدم دعاة التحرر للمرأة البرازيلية؟(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إحياء ذكرى وفاة بعض دعاة الإسلام بمدينة "أنكونا" في إيطاليا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • "الألوكة" تنشر روايات دعاة يخوضون أدغال الوثنية لنشر الإسلام بإفريقيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوحيد أولا يا دعاة الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب