• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصلاة وما يتعلق بها
علامة باركود

المحافظة على الصلوات سبب في دخول الجنات

المحافظة على الصلوات سبب في دخول الجنات
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/2/2022 ميلادي - 17/7/1443 هجري

الزيارات: 12968

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المحافظة على الصلوات

سبب في دخول الجنات


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

الكثير منا أو كلنا أو أغلبنا يشكو من همٍّ معين؛ هذا يشكو من دين تراكم عليه، وذاك يشكو من فقر ألمَّ به، وهذا يشكو من مرض أوجعه، والكل يشكو من الحصار، والكل يشكو من الضيق والضنك في هذه الحياة، ويبحثون عن الأسباب، ويريدون الحلول، والتقصير منا يا عباد الله!

 

والله إن هذه الأمة غالية عند الله سبحانه وتعالى، ولكنه ينظر إليها فيجدها مقصرةً في كثير مما فرضه عليها، ومما فرضه عليها عمود الإسلام؛ الصلاة، نجد الكثير من هذه الأمة المليار مسلم تقريبًا أو زيادة، من يصلي منهم؟ ومن صلى؛ من يحسن صلاته، كما هي عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما هي يريدها الله سبحانه وتعالى؟

 

لذلك هذه الهموم اتركها على الله، وتوجه إلى الله بالصلاة؛ لأن الصلاة صلة بين العبد وربه، فإذا انقطعت هذه الصلة لا أحد ينظر إليك، ولا أحد ينفعك، ما ينفعنا إلا الله سبحانه وتعالى.

 

فما نشكو منه هذا اليوم وفي هذا الزمان، وهذه الابتلاءات؛ من الفقر والمرض، والحصار والشدة والضيق، وتسلط أعداء الله علينا؛ ما هي إلا ابتلاءات للعبد المؤمن الصالح، الذي يحافظ على صلواته، ويحدث له مثل هذا فهذا ابتلاء من الله، وعلينا أن نصبر؛ فقد ابتُلي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لا لتقصير فيهم، ولكن لرفعة درجاتهم، ونحن نُبتلى لتقصير فينا، ومن ليس عنده تقصير يبتلى لترفع له الدرجات، وتكثر وتتضاعف له الحسنات، بأمر الله سبحانه وتعالى.

 

لذلك؛ أخبر الله عز وجل بعد أن ذكر أصفياءه والمخلصين من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ ﴾ فقط؟ ﴿ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]، نسأل الله السلامة.

 

ثبت عن أبي إدريس الخولاني، واسمه عائذ الله بن عبدالله بن عمرو، أبو إدريس الخولاني، العوذي، من كبار التابعين، توفي عام (80هـ)، روى له الجماعة، كان عالم الشام في وقته بعد أبي الدرداء رضي الله عنه، وهو أحد الأعلام؛ قال: ((كنت في مجلس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم))؛ مجلس علم يتدارسون فيه علوم الشريعة والدين، ليس كمجالس الشباب حتى كبار السن، في هذا الزمان ما هي مجالسنا؟ أغلبها إما على التوترة، أو الفسبكة، أو ما شابه ذلك، أو الغيبة والنميمة، والقليل من يجلس مثل هذه المجالس، ((فيهم)) في هؤلاء الصحابة ((عبادة بن الصامت رضي الله عنه))، وعبادة بن الصامت هو ابن قيس الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد المدني، توفي عام (34هـ) بـالرملة، أين الرملة؟! هذا عالم من علماء الشام، وهذا صحابي توفي بالرملة بفلسطين، روى له الجماعة، صحابي، أحد النقباء، بدري مشهور.

 

والمسألة التي كانوا يتدارسونها: صلاة الوتر، هل هي سنة أم واجب وفرض، يجلسون فقط لهذه المسألة، ((فذكروا الوتر، فقال بعضهم: واجب، وقال بعضهم: سنة، فقال عبادة بن الصامت: أما أنا فأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أتاني جبريل عليه السلام))، فمن هو جبريل؟ أمين وحي السماء، ينزل بالكتب على الرسل والأنبياء، ينزل بالوحي وينزل بالماء من السماء، هو المأمور بهذه الأمور، جبريل رئيس الملائكة ينزل في تلك اللحظة على محمد صلى الله عليه وسلم، في تلك اللحظة التي يشهد فيها ذاك الصحابي عبادة بن الصامت شهد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتاني جبريل عليه السلام، ((فقال: يا محمد))، وناداه باسمه تنبيهًا وتعظيمًا؛ فقد سماه أهله محمدًا، وارتضى ذلك ربه سبحانه وتعالى، فأسماؤه كثيرة؛ محمد وأحمد وغيرها، يا محمد، ((إن الله عز وجل يقول لك: إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات))، الله افترض على هذه الأمة خمس صلوات، بعد أن كانت خمسين صلاة، انخفض عددها إلى خمس صلوات: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وصلاة الصبح، خمس صلوات فريضة، هذه الصلوات ((من أحسن وضوءهن))؛ أي: بمراعاة فرائض الوضوء وسننه، ويجتنب المبطلات للوضوء، يحسن الوضوء حتى في الشتاء، في البرد القارص يتوضأ، فإن لم يحتمل الوضوء ويؤذيه الوضوء يتيمم، يعني يحسن التيمم، وإلا؛ إن كان على جنابة يحسن الطهارة والاغتسال، فكلمة "وضوءهن" هذا شرط لصحة الصلاة وهي الطهارة؛ أن يدخل الإنسان في صلاته طاهرًا بالوضوء أو بالاغتسال، وإن لم يستطع فبالتيمم، أو بالرخصة بالمسح على الخفين ونحو ذلك، يتعلم هذه الأمور حتى يحسن صلاته، ((وصلاهن لوقتهن))، لا يؤخر الصبح إلى الساعة العاشرة والتاسعة، ولا يؤخر الظهر فيصليها بعد العصر، يصلي الصلوات لأوقاتهن، عند دخول وقتها يصليها، ودخل في ذلك الصلوات الخمس على مدار الأسبوع، وفي الأسبوع تزاد صلاة الجمعة فريضة على الناس، صلاة الجمعة بدل صلاة الظهر، ((وأتم ركوعهن))، ((وسجودهن))، وذكر هذين الركنين؛ لأن كثيرًا من الناس من يهمل في الركوع والسجود، فلا يحسن الركوع ولا السجود، أما القيام فيقوم، أما الجلوس بين السجدتين فقد يجلس، أكثر الناس يخطئون فلا يتمون الركوع، فيكون ركوعه ناقصًا، إما إلى أعلى بزاوية منفرجة، أو إلى أسفل زاوية منخفضة، لا بد أن يكون على موازاة الأرض، موازيًا جسمه مع رأسه، رأسه مع ظهره مع مؤخرته في مستوى واحد، على قدر طاقته واستطاعته، ويمكِّن رأسه من السجود، بأن يجعل جبهته وأنفه وكفيه وركبتيه وقدميه على الأرض، هذا هو إحسان الصلاة، أن يحسن الركوع والسجود، (و) يحسن ((خشوعهن))، وهو ركن من أركان الصلاة أيضًا، نص على ذلك؛ لأن كثيرًا من الناس مَن يصلي وهو يفكر في أمور أخرى، ولا يوجد خشوع، والخشوع في القلب، والخشوع في الجوارح، الجوارح تكون ثابتة ساكنة، ليس كثيرة الحركة، ((ولم يضيع شيئًا منهن))؛ لم يضيع شيئًا من هذه الصلوات، وإضاعة الصلوات كيف تكون؟ إما بتركها؛ كلها لا يصلي أصلًا، أو يصلي بعضًا ويترك بعضًا، هذا نوع من أنواع إضاعة الصلاة، والنوع الآخر؛ أن يصلي ولا يحسن ركوعًا ولا سجودًا، ولا نحو ذلك ((استخفافًا بحقهن))؛ أي: احترازًا عما إذا ضاع شيء سهوًا ونسيانًا، فإذا ضيعها استخفافًا فتلك مصيبة، أما إذا ضيعها نسيانًا أو خطأً، أو نحو ذلك لم يتعمد هذا الأمر، فهذا لا شيء عليه إن شاء الله، فالقلم مرفوع عن الناسي وعن غير المتعمد، وعن نحو ذلك، فهذا الذي أضاع شيئًا سهوًا أو نسيانًا يبقى مع هؤلاء الذين يحسنون؛ قال جل جلاله: ((كان له عندي عهد))؛ أي: عند الله، والعهد بمعنى اليمين، العهد بمعنى الذمة، العهد بمعنى الوعد، وعد من الله، الله يعاهد من فعل هذا، فأحسن الصلاة؛ ماذا له؟ أمران: كان له عندي عهد ((أن أغفر له))؛ تفضلًا وتكرمًا، يغفر ماذا؟ يغفر الذنوب الأخرى، التي اقترفها من الصغائر، أما الكبائر فلا تُغفر إلا بالتوبة، والانقطاع عنها، فيغفر لك جميع الصغائر، تخيل معي؛ تصلي في اليوم والليلة خمس مرات فرائض، وتصلي السنن والتطوعات، بإحسانها؛ تمسح ذنوبك؛ أولًا بأول، بأمر الله سبحانه وتعالى، هذا أولًا: أن أغفر له تفضلًا وتكرمًا، وثانيًا، ((وأدخله بهن الجنة))؛ أي: ابتداءً بمغفرته، فالذي أحسن صلاته لا بد أن يكون قد أحسن أعماله، فهذا يدخل الجنة بدون حساب إن شاء الله؛ قال سبحانه: ((ومن لقيني قد انتقص منهن شيئًا؛ استخفافًا بحقهن، وفي رواية: ومن لم يفعل))؛ أي: مطلقًا؛ أي: ما صلى، أو ترك الإحسان في الوضوء والصلاة ونحو ذلك، النتيجة، قال سبحانه: ((فليس له عندي عهد))، وما دام ليس عهد عند الله، ما مصيره؟

 

مصيره لا نقول إلى النار خالدًا فيها، ولا نقول إلى العذاب الأبدي، ولا نقول ينجو من النار، ولا نقول ينجو من العذاب، ماذا نقول إذًا؟ نقول ما قاله الله عز وجل في هذا الحديث: ((إن شئت عذبته، وإن شئت رحمته))؛ فرحمة الله واسعة، ولا تحجر ما وسعه الله تعالى، لا يكن قلبك على تاركي الصلاة قاسيًا تدعو عليهم؛ بل ادعُ لهم بالهداية والتوفيق، فإذا كان الله جل جلاله؛ إن شاء عذَّبه، وإن شاء عفا عنه، مَن أنت حتى تتسلط على هذا العبد المسكين الذي ترك الصلاة؟ هذا مسكين يشبه المريض الذي يحتاج إلى علاج ومداواة، وتقديم كل ما فيه الشفاء، وليس أن ندفعه إلى أن يزداد مرضه، أو ما شابه ذلك، ((فإن شئت عذبته))؛ أي: على قدر ذنوبه عدلًا، ((وإن شئت رحمته))، تفضلًا ورحمة وتكرمًا من الله سبحانه وتعالى؛ [الحديث بزوائده: (د) (425)، (1420)، (س) (461)، (جه) (1401)، (حم) (22704)، انظر صحيح الجامع: (77)، (3242)، والصحيحة: (842)].


هذا يقتضي أن المحافظة على الصلوات والمحافظ على الصلوات يوفق للصالحات، بحيث يدخل الجنة ابتداء، ما معنى ابتداء؟

لا يتعرض للسؤال، لا يتعرض للوقوف أو التأخر على الصراط فوق جهنم، فلا يمر عليها ببطء بل ابتداء وبسرعة إن شاء الله؛ لأنه غفرت ذنوبه، والله وتعالى أعلم.

 

فلذلك؛ يا من لا تصلي إلا يوم الجمعة كل أسبوع فقط، اتق الله، وحافظ على الصلوات الخمس، وسهلها الله لك، فقد رخص لك في البرد الشديد الذي تخشى فيه على نفسك من استخدام الماء، مثل هذه ما تسمى بالمنخفضات، فجاز لك إن لم تستطع الاغتسال إن كنت جنبًا أن تتيمم؛ اضرب الأرض مرة واحدة، وامسح وجهك وكفيك، وادخل في صلاة الفرض، أو صلاة السنة والتطوع من قيام ليل ونحوه، حتى إذا تيسر الماء الساخن، أو طلعت الشمس فاغتسل، ولا تعد ما صليت بالتيمم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين؛ أما بعد:

ألا تعلمون عباد الله أن الصلاة نور، وأن الصلاة برهان، وأن الصلاة نجاة يوم القيامة، فمن لم يصلِّ، فَقَدَ هذه الأمور، لا نور ولا برهان ولا نجاة له يوم القيامة، نسأل الله السلامة.

 

واعلموا أن تاركها - كما جاء في حديث - ولكنه في إسناده ضعف يحشر مع أربعة من أرذل الناس، وظنوا أنفسهم أنهم من أرقى الناس؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: ((من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً من النار يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاةً، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبيِّ بن خلف))؛ [أخرجه أحمد (2/ 169)، وابن حبان ح (1448)، وفي تنقيح التحقيق لابن عبدالهادي (2/ 614) قال: إسناد هذا الحديث جيد].


لماذا يحشر تارك الصلاة مع قارون؟

لأن أكثر الناس تلهيه أمواله عن الصلاة، فيحشر مع من ألهته أمواله عن عبادة الله، فقارون عنده أموال ﴿ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ ﴾: مفاتيح الخزائن، ﴿ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ﴾ [القصص: 76]، المفاتيح تحتاج إلى عدة رجال يحملون المفاتيح فقط، فهذا ما شغله عن عبادة الله.

 

وأما فرعون، فشغله الـملك، وأما هامان، فشغلته الوزارة، وأما أبي بن خلف، فشغلته التجارة.

هذه الأسباب هي التي تشغل المسلم اليوم عن أداء الصلاة، نسأل الله السلامة.

 

الله مدح المصلين بعد أن أمر فقال: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]، وقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، وقال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 23]، وقال سبحانه: ﴿ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [الأنعام: 92]، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [المعارج: 34]، وفي الذم قال: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]، يسهون؛ أي: يتركون الصلاة مطلقًا، وليس المعنى أنهم يسهون فيها، فكلنا يسهو في الصلاة؛ بل ساهون عنها؛ أي: لا يصليها أصلًا، نسأل الله السلامة.

 

والناس يبحثون عن الخلاص من مثل هذه الأمور: الضغط الخارجي، العدو، الحصار وما شابه ذلك، يظنون أن الطريق الوحيد هو السلاح، لا يظنون أن الصلاة لها دور، والعبادة لها دور أكبر من السلاح، وأكبر من غيره، لذلك التوحيد والإيمان، مع عبادة الرحمن، توضع أمامك الأرض بأكملها، كما وُضعت أمام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأمة الإسلام من بعده؛ يقول الشاعر:

شعب بلا عقيدة كورق تذريه الرياح
ومن خان حي على الصلاة يخون حي على الكفاح

فالذي لا يصلي ويحمل السلاح، ما فيه خير، لا ترجو منه الخير أبدًا، يحمل السلاح ولا يصلي، مشكلة، خان حي على الصلاة، ينادي بتحرير الأقصى وهو لا يصلي، ما لك وللأقصى؟ أنت ما لك وللأقصى يا من لا تصلي؟ ما لك وللأقصى؟ انبح معنا ما في مانع، لكن لن تستفيد شيئًا، لا في الدنيا ولا في الآخرة.

 

صلِّ يا عبدالله، اتق الله، تحمل السلاح وتحمل روحك بين كفيك أمام عدو الله وأنت لا تصلي، وأنت غير موحد لله سبحانه وتعالى، هذه مصيبة المصائب؛ كما قال الله: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ﴾ [مريم: 59]، مع إضاعة الصلاة انهمك في الشهوات بكل أنواعها، اتبعها كثير من المصلين في هذا الزمان، ومن تاركي الصلاة، يترك الصلاة، وعلى الجوال حساب أو أكثر في الفسبكة، حساب أو أكثر في التوترة، حساب أو أكثر في التلغرام، حساب أو أكثر انستغرام، والبقية لا أحفظها، حسابات لماذا؟

 

للبحث على الفتيات، والبحث عن الشهوات، والبحث عن المحرمات، ثم يأخذ لقطة دينية، فيها الشبهات، ثم يأتي أمام العالِم أو الشيخ، فيقول: ما في عذاب قبر، لماذا؟

لأنه قرأ الشبهات واستمع إليها، وما قرأ أمور الدين من منابعه، وما استمع إلى الدين من منابعه الأصلية، ووقع في الشهوات والشبهات، هؤلاء ﴿ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾؛ شدة وضنكًا، نسأل الله السلامة.

 

ثم استثنى الله سبحانه وتعالى من هؤلاء فقال: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ ﴾ عن الشرك والبدع والمعاصي، فأقلع عنها وندم عليها، وعزم عزمًا جازمًا ألَّا يعاودها، ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا * جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا ﴾؛ الكلام الفارغ في الإعلام والفسبكة والتوترة، لا يسمعون فيه لغوًا ﴿ إِلَّا سَلَامًا ﴾؛ كلامًا وأفعالًا سالمة من هذه الأمور، ﴿ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾؛ أي: صباحًا ومساء، ولا يوجد في الجنة صباح ولا مساء؛ يعني: الرزق مستمر لا ينقطع عن هؤلاء الناس، نسأل الله أن نكون منهم، ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 59 - 63].

 

صلوا على رسول الله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تَدَعْ لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا غائبًا إلا رددته إلى أهله سالمًا غانمًا يا رب العالمين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المحافظة على الصلوات والخشوع فيها
  • الوصية بالمحافظة على الصلوات
  • فضل عمارة المساجد والمحافظة على الصلوات فيها
  • الوصية بالمحافظة على الصلوات مع الجماعات
  • المحافظة على الصلوات والطاعات
  • المحافظة على الصلوات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • المحافظة على المال العام: أهميته، أدلته، جزاء المعتدي عليه في الدارين، منهج الكتاب والسنة في المحافظة عليه، كيفية تربية الأسرة على المحافظة عليه(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • المحافظة على الصلاة من أسباب دخول الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كوسوفو: مفتي الجمهورية يزور محافظة فريزاي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة: سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحافظة على صلاتي الفجر والعصر يوجبان لك الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحافظة على صلاة الفجر لاسيما إن كانت في جماعة: سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحافظة على صلاة الفجر والعصر سبب للنجاة من النار (بطاقة)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • المحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها سبب للنجاة من النار (بطاقة)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • فضل المحافظة على سنن الصلوات القبلية والبعدية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل التوحيد: الأمن في الأوطان، وأسباب المحافظة عليه(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب