• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الكتب السماوية والرسل
علامة باركود

القول الصحيح في اعتقاد المسلم في حقيقة عيسى المسيح عليه السلام

القول الصحيح في اعتقاد المسلم في حقيقة عيسى المسيح عليه السلام
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/1/2022 ميلادي - 27/5/1443 هجري

الزيارات: 13337

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القول الصحيح

في اعتقاد المسلم في حقيقة عيسى المسيح عليه السلام

 

إنّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾. [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70- 71]، أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

عباد الله؛ إن المسيحَ عيسى ابنَ مريم عليه السلام، هو الإنسانُ الوحيدُ الذي جاء إلى هذا العالم بطريقة ولادته المعجزة؛ حتى يبيِّنَ اللهُ سبحانه وتعالى قدرتَه على إيجادِ إنسانٍ من امرأةٍ بلا أبٍ، كما أوجدَ إنساناً من أبٍ بلا أمٍّ؛ وهي حوَّاء، وأوجدَ إنسانًا دونَ أبٍ ولا أمٍّ، وهو آدمُ عليه السلام، فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يفعل ما يشاء.

 

وهذه الآيةُ الإلهيَّةُ في هذه الولادة، استغلَّها الشيطانُ فسوَّل للكثير من الجهلاءِ أنَّ عيسى عليه السلام ربٌّ وإلهٌ، أو أنه ابنُ إله، فضلُّوا وأضلُّوا.

 

فكانت ولادةُ نبيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بعد عيسى عليه السلام ولادةً طبيعيةً؛ من أبٍ وأمٍّ، حتى لا يعبدَه الناس، ولا يغالوا في إطرائه ومدحه عليه الصلاة والسلام، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، سَمِعَ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، يَقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ»، رواه البخاري: (3445)، فأطرته؛ أي: مدحته النصارى مدحًا زائدًا، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "... إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأكُلُ الْقَدِيدَ"، رواه ابن ماجه رقم: (3312)، انظر صحيح الجامع: (7052)، والصحيحة: (1876)، و(الْقَدِيد): اللَّحْم الْمُمَلَّح الْمُجَفَّف فِي الشَّمْس.

 

فمن ادَّعى أنَّ المسيحَ عليه السلام هو الله فقد كفر، قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾، (المائدة: 17)، وقال سبحانه: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾، [التوبة: 31].

 

ومن ادَّعى أنَّ المسيحَ ابنَ الله فقد كفر، قال سبحانه: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾، [التوبة: 30].

 

ومن ادَّعى أنَّ اللهَ ثالثَ ثلاثة فقد كفر، قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾، [المائدة: 73].

 

لقد اعترف المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام أنَّ الله ربُّه وليس أباه، قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ﴾، [المائدة: 72].

 

وحقيقةُ المسيحِ عليه السلام كما قال عنه ربُّه وخالقُه سبحانه وتعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾، [الزخرف: 59].

 

ومن آيات الله سبحانه لعبده المسيح أنَّ اللهَ رفعه إلى السماء الثانية، فبنو إسرائيل الذين منهم المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، والذين اختلفوا فيه: فمنهم من ادعى أنه ابن زنا وهم اليهود، فأغروا الوثنيين على قتله، ومنهم من ادعى أنه إله، أو ابن الله أو ثالث ثلاثة.

 

لذلك أراد الله سبحانه وتعالى بقاءَه حيًّا في مكان أمين، يأمنُ فيه من اعتداءاتِ اليهود والأعداء، فرفعه إلى السماء الثانية، وأسكنه فيها حيًّا إلى أن ينزلَ قبل يوم القيامة، فيؤمنُ به بنو إسرائيل الموجودون آنذاك من يهود ونصارى على اختلاف فرقهم، قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ (النساء: 159)، مع أنه سبحانه قال قبل هذه الآية:

﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴾؛ بكفر اليهود وقولهم على مريم بهتانًا عظيمًا، ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 156- 158].

 

والمسيحُ عيسى ابن مريم عليه السلام، حقيقته وعقيدتنا نحن المسلمين فيه - أنه سينزل إلى الأرض مرة أخرى، من السماء الثانية، في آخر الزمان؛ ليؤكِّد أن دينَ أخيه محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم دينُ الحقِّ، فيكسرُ الصليب، ويقتلُ الخنزير، ويضع الجزية، ولا يقبلُ المسيح عليه السلام إلا دينَ محمد صلى الله عليه وسلم، دينَ الإسلام، وسيقتلُ الدجال، ويحكم بشريعة الإسلام سبعَ أو تسعَ سنين، ويتزوَّجُ امرأةً مسلمة من هذه الأمَّة، ويحجُّ بيت الله الحرام، ويطوفُ حول الكعبة، ويرجع إلى المدينة، ويموت هناك، ويدفنُ بين أخيه محمَّدٍ صلى الله عليهما وسلم، وبين أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

 

وهذا كلُّه؛ أي: إحياؤه وإبقاؤه حتى الآن حيًّا في السماء الثانية، ونزولُه آخر الزمان، هذا كله؛ ليردَّ مزاعم المكذبين لرسالة ونبوَّةِ رسولِنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أعماله عليه السلام عندما ينزل آخر الزمان؛ ما ثبت أن أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الـمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: (وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 159]. (خ) (3448)، (م) 242- (155).

 

فقبل موته سيؤمن به أهل الكتاب آنذاك.

 

وسُمِّي بكلمةِ الله؛ لأنه خُلِق بكلمة من الله؛ وهي (كن) فكان، دون أب، مثل آدم عليه السلام، إذ قال الله عنه: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59].

 

وسُمي عيسى عليه السلام بالمسيح؛ لأنه ليس له بيت يؤويه؛ فهو يفترش الأرض، ويلتحفُ السماء، فكان سائحًا في الأرض؛ يدعو إلى توحيد الله عن الأندادِ والأمثال، قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾، [المائدة: 72] فأينما آواه المبيت بات.

 

أو سُمِّي عيسى عليه السلام بالمسيح؛ لأنه نزل حين ولادته ممسوحا بالدهن، أو لأنه ممسوحُ القدم، أي: بلا أخمص.

 

إذا كان عيسى عليه السلام أعطاه الله ما لم يعطِه غيره من الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فهذا من تفضيل الله سبحانه وتعالى بعضَ الأنبياء والرسلِ على بعض، وقد وهب الله بعض الرسُل ما لم يهب عيسى عليه السلام أو غيره من الرسل الآخرين، قال سبحانه: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253].

 

كتُبُ النصارى لا تذكر هذه الآية العظيمة التي طلبها الحواريُّون؛ أصحاب عيسى من عيسى عليه السلام، فدعا الله فاستجاب له، وهي آية نزول مائدة من السماء، عليها طعامٌ من السماء وهم ينظرون، قال سبحانه: ﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾، [المائدة: 114].

 

نبيُّ الله عيسى عليه السلام بشَّرَ بنبينا محمّد صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾، [الصف: 6].

 

الإيمانُ بعبودية عيسى عليه السلام، وأنه كلمة الله إلى العذراء مريم البتول، عندنا نحن المسلمين سببٌ في دخول الجنة من أي أبوابها الثمانية؛ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، [وَابْنُ أَمَتِهِ]، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ،... مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيَّهَا شَاءَ»، (خ) (3435)، (م) 46- (28).

 

إنّ أكثرَ من يدَّعي اتِّباعَ المسيحِ اليوم؛ أكثرُ عددًا من اليهود والمسلمين وغيرهم، ويوم القيامة يكون أتباعُ محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة أكثرَ عددًا من غيرهم، فَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، ثَمَانُونَ صَفًّا مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ"، (ت) (2546)، (جه) (4289)، (حم) (22990)، (حب) (7459)، وصححه الألباني في المشكاة: (5644)، وهداية الرواة: (5569).

 

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ"، (م) 331 - (196).

 

فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة السنة، والحمد لله على أن وفقنا لاتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

ألا واعلموا أنَّ عيسى عليه السلام عذَّبه الوثنيون عبَّاد الأصنام بإيعاز من اليهود، وما من نبيِّ إلا ولاقَى الشدَّةَ من قومه، امتحانًا وابتلاءً من الله سبحانه، ولقد سُجِن نبيُّ الله يوسفُ عليه السلام بضْعَ سنين، بعد أن فرَّقه إخوتُه بنو إسرائيل عن أبيه عليه السلام طفلًا صغيرًا.

 

وبهذه المناسبة ذريَّةُ بني إسرائيل (اليهود) الذين قامت لهم دولة في هذا الزمان؛ يسومون أبناءَ شعبنا سوءَ العذاب، ويعرضونهم للذلة والمهانة.

 

فيسجنون فريقًا، ويقتلون فريقًا، ويغتصبون أراضينا، ويهدمون منازلنا، ولو كانت من الصفيح، ويقتلعون أشجارنا، ولو كانت من الزيتون.

 

وها هو الإعلام يضجُّ بالمناداةِ والصراخ لإيقاف المستوطنات، وإيقافِ الاعتداءات، وإيقافِ المعاملة السيئة للأسرى والمسجونين، والمعتقلين دون محاكمات...

 

والعالمُ غارقٌ في صَمْتِه، وغارق في لهوِه وعبِثه، وإلهاءِ المسلمين باقتتالِ الإخوة واختلافاتهم وتفرُّقهم، والفتنِ الداخلية.

 

فلا أذنَ تسمعُ مناداة الأسرى، ولا عينٌ ترى ما يجري من التهويدِ والترحيل.

 

فأفيقي يا أمَّةَ الإسلام يا أمَّةَ التوحيد، أفيقوا أيها العرب، أيها المسلمون! واحذروا مما يحاك ضدكم.

 

توحَّدوا ووحِّدوا ربَّكم، وأخلِصوا له أعمالَكم، وفكُّوا أسراكم بأموالكم، وأطلقوا سراحَ المسجونين بما ترونه مناسبًا من المقايضات والمحادثات، وكلِّ ما في جُعبَتكم من الضغوطات؛ استجابةً لأمر نبيِّكم محمَّد صلى الله عليه وسلم، فعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فُكُّوا العَانِيَ - يَعْنِي: الأَسِيرَ - وَأَطْعِمُوا الجَائِعَ، وَعُودُوا الـمَرِيضَ"، (خ) (3046).

 

وصلُّوا على نبيِّكم محمَّد، فقد صلى الله عليه، وصلت عليه الملائكة، وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبِّت أقدامنا، وانصُرنا على القوم الكافرين.

 

اللهم وحِّد صفوفنا، وألِّف بين قلوبنا، وأزِل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصُرنا على عدوِّك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم ارحَم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، وفُكَّ أسرانا، برحمتك يا أرحم الراحمين عاجلًا غير آجل.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مولد المسيح ودعوته
  • السيد المسيح والمؤامرة اليهودية‏

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة القول الحسن في جواب القول لمن (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة القول الحسن في جواب القول لمن(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نسبة القول أو الفعل إلى الله تعالى وهو قول أو فعل الملائكة بأمره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول الأكمل في معنى قول الناس غدا أجمل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول في صفات الله تعالى كالقول في ذاته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول في بعض صفات الله تعالى كالقول في البعض الآخر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول ببدعية صيام الست من شوال: قول باطل(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • القول الصحيح حول حديث رهن درع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف الشبهات حوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة القول الصحيح في تراجم رجال المصابيح(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • القول الفصيح في الأعور يفقأ عين الصحيح (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب