• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

أخي المدخن: ودع التدخين وابدأ حياة جديدة (خطبة)

أخي المدخن: ودع التدخين وابدأ حياة جديدة (خطبة)
د. خالد بن حسن المالكي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/12/2021 ميلادي - 14/5/1443 هجري

الزيارات: 10050

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أخي المدخن: ودع التدخين وابدأ حياة جديدة

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة النص التالي فيما يتعلق بحكم التدخين:

"التدخين وشرب التبغ على أي كيفية حرام؛ لأن ذلك من الخبائث؛ وقد قال تعالى في صفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157].


ولأنه مضر بالقلب والرئتين، وبصحة الإنسان عمومًا، ومنشئ لأنواع من الأمراض الخبيثة كالسرطان، وقرر الأطباء خطره على الصحة، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بالتحذير مما يضر الإنسان عمومًا، وبالله التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم".

 

وقال ابن باز رحمه الله تعالى: "الدخان محرم؛ لكونه خبيثًا ومشتملًا على أضرار كثيرة، والله سبحانه وتعالى إنما أباح لعباده الطيبات من المطاعم والمشارب وغيرها، وحرم الخبائث؛ وقد قال سبحانه وتعالى واصفًا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157]، والدخان بأنواعه كله من الخبائث، والواجب على كل من يشربه البدار بالتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، والندم على ما مضى، والعزم على ألَّا يعود إلى ذلك، ومن تاب صادقًا تاب الله عليه؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]".


وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر: "شرب الشيشة والدخان بأنواعه من جملة المحرمات؛ لما فيهما من الأضرار الكثيرة - ويدخل في ذلك ما يعرف الأرجيلة والمعسل وغيرهما - وقد أوضح الأطباء العارفون بذلك كثرة أضرارهما، وقد حرم الله على المسلمين أن يستعملوا ما يضرهم، فالواجب على كل من يتعاطاهما تركهما والحذر منهما؛ لقول الله عز وجل في سورة المائدة يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾ [المائدة: 4]، وقوله سبحانه في سورة الأعراف في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157]"؛ [انتهى كلامه رحمه الله تعالى].


وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "التدخين حرام على ما يقتضيه ظاهر القرآن والسنة والاعتبار الصحيح؛ أما القرآن فقوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]؛ أي: لا تفعلوا سببًا يكون فيه هلاككم، ووجه دلالتها أن شرب الدخان من الإلقاء باليد إلى التهلكة.


أما من السنة؛ فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن إضاعة المال، وإضاعة المال صرفه في غير فائدة، ومن المعلوم أن صرف المال في شراء الدخان صرفٌ له في غير فائدة، بل صرف له فيما فيه مضرة.


ومن أدلة السنة أيضًا ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا ضرر ولا ضرار))، فالضرر منفي شرعًا، سواء كان ذلك الضرر في البدن، أو في العقل، أو في المال، ومن المعلوم أن شرب الدخان ضرر في البدن وفي المال.


وأما الاعتبار الصحيح الدال على تحريم شرب الدخان؛ فلأن شارب الدخان يوقع نفسه فيما فيه مضرة، وقلق وتعب نفسي، والعاقل لا يرضى لنفسه بذلك، وما أعظم قلق شارب الدخان وضيق صدره، إذا فقده، وما أثقل الصيام ونحوه من العبادات عليه؛ لأنه يحول بينه وبين شربه! بل ما أثقل المجالسة للصالحين الذين لا يمكن أن يشرب الدخان أمامهم! فإنك تجده قلقًا من الجلوس معهم ومن مصاحبتهم.


وكل هذه الاعتبارات تدل على أن شرب الدخان محرم، فنصيحتي لإخواني المسلمين الذين ابتلوا بشربه أن يستعينوا بالله عز وجل، ويعقدوا العزم على تركه العزيمة الصادقة، مع الاستعانة بالله، ورجاء ثوابه، والهرب من عقابه، ففي ذلك كله معونة على الإقلاع عنه، ومن المعونة على الإقلاع عنه أن يبتعد الإنسان عن الجلوس مع شاربه، حتى لا تسول له نفسه أن يشربه معهم، وسيجد الإنسان بحول الله نشاطًا في جسمه وحيوية، لا يجدها حين شربه له.


فإن قال قائل: إننا لا نجد النص في كتاب الله وسنة رسوله على شرب الدخان بعينه؟ فالجواب أن يقال: أن نصوص الكتاب والسنة على نوعين:

الأول: نوع تكون أدلة عامة؛ كالضوابط والقواعد التي يدخل تحتها جزئيات كثيرة إلى يوم القيامة.


الثاني: نوع آخر تكون دالة على الشيء بعينه.


مثال الأول: ما أشرنا إليه من الآية والحديثين التي تدل بعمومياتهم على شرب الدخان، وإن لم يُنصَّ عليه بعينه.


مثال الثاني: قوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ﴾ [المائدة: 3].


وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90].


وسواء كانت النصوص من النوع الأول أو من النوع الثاني، فإنها ملزمة لعباد الله بما تقتضيه من الدلالة"؛ [انتهى كلامه رحمه الله تعالى].


وقال الشيخ جاد الحق رحمه الله تعالى ما ملخصه: "أصبح واضحًا وجليًّا أن شرب الدخان - وإن اختلفت أنواعه وطرق استعماله - يلحق بالإنسان ضررًا بالغًا - إن عاجلًا أو آجلًا - في نفسه وماله، ويصيبه بأمراض كثيرة متنوعة، ومن ثَمَّ؛ فلا يجوز تعاطيه للمسلم واستعماله بأي وجه من الوجوه، وأيًّا كان نوعه؛ حفاظًا على الأنفس والأموال، وحرصًا على اجتناب الأضرار التي أوضح الطب حدوثها، وإبقاءً على كيان الأسر والمجتمعات، بإنفاق الأموال فيما يعود بالفائدة على الإنسان في جسده، ويعينه على الحياة سليمًا معافًى يؤدي واجباته نحو الله ونحو أسرته، فـ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف))؛ [انتهى كلامه رحمه الله تعالى].


وقال الشيخ محمد النجار رحمه الله تعالى: "لا ريب أن الدخان شجرة خبيثة، فهي حرام بنص القرآن، فضلًا عن إجماع أطباء العالم على ضرر الدخان على الصحة، وكلُّ ما يتلف الجسم ويضر بالصحة حرام بإجماع الفقهاء؛ تطبيقًا لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، كذلك نهى سبحانه عن التبذير وحرمه: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الإسراء: 27]، والتبذير هو وضع الشيء في غير موضعه.


حتى إن المليونير لو صرف في شيء يضر يعتبر مبذرًا، والتدخين على هذا الأساس يعتبر تبذيرًا، فهو حرام.


إذًا، فهناك علتان للتحريم يشترك فيهما الدخان مع الخمر؛ وهما الضرر والتبذير، صحيح إن الإسكار في الخمر واضح، ولكنه في الدخان نوع من التراخي والفتور والإغماء، أفلا تكون هذه الأعراض مغيبة للعقل حينًا من الزمن؟ وإذا كانت غالبية المدخنين لا تغيب عقولهم بسبب التدخين، فإن هناك غالبية من الناس يشربون الخمر ولا تغيب عقولهم، فهل يباح لهم شربها؛ لأنها لا تسكرهم؟"؛ [انتهى كلامه رحمه الله تعالى].


وقال الشيخ محمد العيني رحمه الله تعالى بحرمة شرب الدخان من أربعة أوجه:

أولها: كونه مضرًّا للصحة بإخبار الأطباء المعتبرين، وكل ما كان كذلك يحرم استعماله.


ثانيها: كونه من المخدرات المنهي عن استعمالها شرعًا، وهو مفتر باتفاق الأطباء، وكلامهم حجة في ذلك وأمثاله باتفاق الفقهاء سلفًا وخلفًا.


ثالثها: كون رائحته الكريهة تؤذي الناس الذين لا يستعملونه، وعلى الخصوص في مجامع الصلاة؛ كالمساجد، بل يؤذي الملائكة المكرمين.


رابعها: كونه إسرافًا؛ إذ ليس فيه نفع مباح خالٍ من التضرر، بل فيه الضرر المحقق بإخبار أهل الخبرة؛ [انتهى كلامه رحمه الله تعالى].


اللهم انفعنا بما نقول ونسمع، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.


أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ((اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)).


معاشر الكرام، إذا تضافرت الأدلةُ الشرعيةُ على تحريمِ الدخان، واتفقَ الأطباءُ على أضرارِه، وتنادت الهيئات والمنظمات للتحذيرِ منه، وأجمعَ العقلاءُ على هدره للصحةِ والمالِ والوقت، فأيُّ شيءٍ يدعو العاقلَ - فضلًا عن المسلم - للتشبُّثِ به؟


وهنا نذكر عددًا من الوصايا؛ عساها تُعينُ على الخلاصِ منه، ذُكرت في كتاب: "شعاع من المحراب"، أنقلها لكم مختصرة بتصرف يسير:

أولًا: أقدِمْ أيُّها المسلمُ على تركه مستعينًا بالله عز وجل بإرادةٍ قوية، وتذكَّر أنك لستَ أولَ من يتركه، ولست الأخير.


ثانيًا: اعلم - رحمك الله وغفر لك - أن مما يُخففُ عنك آلام الإلفِ والعادةِ أن تتركَ الذنب طاعةً لله ورسولِه صلى الله عليه وسلم؛ وفي هذا يقولُ ابنُ القيم رحمه الله تعالى: "إنما يجدُ المشقةَ في تركِ المألوفاتِ والعوائدِ مَنْ تركَها لغير اللهِ، أما مَن تركها مخلصًا من قلبه للهِ، فإنه لا يجدُ في تركِها مشقةً إلا في أول وهلةٍ؛ ليُمتحنَ أصادقٌ هو في تركِها أم كاذب، فإن صبرَ على تركِ المشقةِ قليلًا استحالت لذة"؛ [انتهى كلامه رحمه الله تعالى].


ثالثًا: ابتعد - أخي الحبيب - قدر طاقتك عن مجتمع المدخنين، وعوِّض ذلك بأصحاب خيِّرين.


رابعًا: اشغل وقتَكَ بمشاريعَ خيرةٍ تنسيكَ التفكيرَ في التدخينِ حاضرًا، وتسعدُ بها مستقبلًا.


خامسًا: راجع عياداتِ مكافحةِ التدخينِ إن احتجتَ إلى ذلك، فلهم جهودٌ مشكورة، ونتائج محمودة.


سادسًا: لا غنى لك - أخي المقلعُ عن التدخينِ - عن الصبر، لا سيما في الأيامِ الأولى، ولكن تذكر أن لذةَ الانتصارِ على النفس والهوى أعظمُ من لذةٍ كاذبةٍ عابرة؛ ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36].


سابعًا: إن من مصلحةِ المدخنينَ وغيرهم أن يُمنعَ التدخينُ، فذاك يحدُّ من انتشاره، ويعين المدخنين على الخلاصِ منه.


ثامنًا: كم هو جميلٌ أن تُعنى مناهجُ التعليمِ - بمراحلِه المختلفةِ - بالتحذيرِ من التدخين بعباراتٍ جيدةٍ، ومعلوماتٍ دقيقةٍ وحديثة، وأن تُعنى وسائلُ الإعلام - بكافةِ قنواتِها - بوضعِ برامجَ مفيدةٍ وصيحاتٍ محذرةٍ!


وهنا همسةٌ عامة، من بُليَ منا - أيها الأحبة - بشيء من المعاصي، فليجاهد نفسه على الخلاصِ منها؛ فعاقبة الجهاد الهدايةُ والمعية؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].


وأخيرًا: أود الإشارة إلى أن هذه الخطبة تأتي بالتزامن مع برنامج "صحتنا أهم"، الذي تقيمه الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين والمخدرات في عدد من المدن والقرى - وهي: مكة المكرمة، وجدة، والطائف، والليث، وبحرة - في الأسواق، والحدائق، والمماشي، والجوامع، والمصليات المتنقلة.


نسأل الله عز وجل أن يكلل جهود كل من يسعى لنشر الخير بالنجاح والفلاح، وأن تبوء جهود الساعين لنشر الفساد بالفشل والخسران.


اللهم عافِ كلَّ مبتلى ووفِّقْه للتوبةِ النصوح، وأبدل سيئاته حسناتٍ يا خيرَ مسؤولٍ، يا ذا الجلال والإكرامِ، اللهم ارحم ضعفَنا، وقنا شر أنفسنا، ووفِّقنا لطاعتِك، وجنِّبنا معاصيك، اللهم حبِّب إلينا الإيمانَ وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيان، واجعلنا من الراشدين.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وانصر عبادك المجاهدين، يا رب وحد صفوف المسلمين، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.


﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

اللهم ارحم عبادك المستضعفين.


﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، وللمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.


اللهم وفق العلماء والحكام لكل طاعة وبر وإحسان، وجنبهم كل معصية وطغيان وكفران.


اللهم اهدنا، واهد بنا، واجعلنا سببًا لمن اهتدى، اللَّهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ واجعَلنا هداةً مُهتدين.


﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رمضان فرصة ذهبية لأن يُقلع المدخنون عن قاتلهم البطيء
  • أيها المدخن: لله عد
  • انتبه أيها المدخن
  • أيها المدخن انج بنفسك (خطبة)
  • تمهل أيها المدخن (خطبة)
  • خطبة: التدخين وخطره على الفرد
  • كيف تتخلص من التدخين؟
  • خطبة: كيف أتعامل مع ابني المدخن؟

مختارات من الشبكة

  • سبعون فائدة للإقلاع عن التدخين: كيف تقلع عن التدخين؟ (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • أخطار التدخين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأخ سند أخيه وعضده وقوله تعالى {سنشد عضدك بأخيك}(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • التدخين وباء يزداد(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • أخي المدخن .. إما التدخين أو ...... ؟!(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • أخي المدخن.. إما التدخين أو..؟! (WORD)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • أخي المدخن.. إما التدخين أو..؟! (PDF)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إبراز ملامح الوسطية من خلال دعوة مدخن للإقلاع عن التدخين - مشاركة في مسابقة الوسطية تيوب(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • إرشادات للمدخنين للإقلاع عن التدخين(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • استعمالات الأخوة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب