• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

ماذا قال القرآن عن اليهود (خطبة)

ماذا قال القرآن عن اليهود (خطبة)
الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/5/2021 ميلادي - 18/10/1442 هجري

الزيارات: 90930

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ماذا قال القرآن عن اليهود

 

الحمد لله الوليُّ الحميد، فلا وليَّ من دونه ولا واق. الغنيُّ الوهابُ، فلا تنفدُ خزائنهُ على كثرة الإنفاق. القويُّ الغلاب، فلا يُعجزهُ شيءٌ على الإطلاق. البديعُ الخلاق، ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾ [غافر: 15].

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكريمُ الرزاق، ﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ ﴾ [الإسراء: 100]. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ومصطفاهُ وخليله؛ بعثه الله جل وعلا ليتمم مكارم الأخلاق، فصلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته الموفون بالعهد والميثاق، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم التلاق، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله حقَّ التقوى .. ويا أيها المسلم ثِق بربك ثقةً تامة، فما منعك إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا أمرضك إلا ليشفيك، ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾} [الأعراف: 96].

 

معاشر المؤمنين الكرام: جاء في السِّيَرة العطرة، عن أمنا صفيةُ بنتِ حُيي رضي الله عنها، زوج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وابنةُ زعيمِ اليهودِ حُيي بنِ أخطب، قالت: كنتُ قبل الإسلامِ أحبَّ ولدِ أبي إليهِ وإلى عمّي أبي ياسر، تقولُ: لم ألقهما قطُّ مع ولدٍ لهما إلا أخذاني دُونهم، فلما قدمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزلَ قُباء .. غدا عليه أبي، حييُ بنُ أخطب وعمّي أبو ياسر بنُ أخطب مُغلّسَين أي: مُبكرين مع الفجر، قالت: فلم يرجعا إلا مع غروب الشمس، كالَّين ساقطين يمشيان الهُوينى، تقول: فهشَشت إليهما كما كنتُ أصنع، فوالله ما التفت إليّ أحدٌ منهما لما بهما من الغمِّ .. قالت: وسمعتُ عمي أبا ياسر يقولُ لأبي – حُيي -: أهو هو؟ قال هو هو .. قال: أعرفته وتثبته؟ قال: نعم، قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته واللهِ ما بقيت ..

 

وفعلاَ فقد ظلَّ هذا اليهودي الخبيث يُضمرُ العداوةَ الشديدةَ للإسلام والمسلمين، ويكيدُ لهم المؤامرات، ويتربّصُ بهم الدوائر .. وكان هو العنصرُ الفعَّالُ في تجميع الأحزابِ ضدَّ المسلمين في معركة الخندق .. ولما جيء به بعد المعركةِ لتضربَ عُنقهُ .. التفتَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد أما واللهِ ما لمتُ نفسي في عداوتك قطُّ، ولكنهُ شيءٌ كتبهُ اللهُ على بني إسرائيل، ومن يُغالبِ الله يُغلب .. فانظروا يا عباد الله إلى هذا الخذلانِ العجيب، واحمدوا الله على نعمةِ التوفيق للإسلام .. فهذا الخبيثُ يعلمُ أنهُ يُغالبُ اللهَ تعالى، وأن من يُغالبِ الله فسيغلبُه الله لا محاله، ومع ذلك يُصرُّ على السير في طريق الهلاك والبوار .. وهذا هو طريق المغضوبِ عليهم الذي يستعيذُ منه المسلُم في صلاته كل يومٍ مراتٍ عديدة.

 

والمتتبعُ لصفات اليهودِ في القرآن العظيمِ، وماذا قالَ عنهم يرى أمورًا لا ينقضي منها العجب؛ فاليهودُ في كتاب الله: هم أشدُّ الناسِ عداوةً للمؤمنين: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82].

 

واليهودُ في كتاب الله: هم الأشرُّ مثوبةً عند الله؛ فقد اجتمعَ فيهم من السوء والشرِّ ما لم يجتمع في غيرهم من الأمم: ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 60].

 

واليهودُ في كتاب الله: قومٌ حسَّاد، قد مُلئت قُلوبهم غِلًا وحقدًا فلا يرونَ لغيرهم حقٌّ في أي شيء، فهم شعبُ الله المختار، وهم أبناءُ اللهِ وأحباءه، وكُل من سِواهُم فمخلوقٌ لخدمتهم، ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 111]، وقال تعالى عنهم: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109].

 

واليهودُ في كتاب الله: قومٌ بُهت، ﴿ سَمَّـٰعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّـٰلُونَ لِلسُّحْتِ ﴾ [المائدة: 42]، ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [النساء: 46]، يستمرؤن الكذب والبهتان، حتى على ربِّ العالمين: ﴿ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 75]، ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ﴾ [المائدة: 64]، و﴿ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ﴾ [آل عمران: 181].

 

واليهودُ في كتاب الله: قومٌ عُصاةٌ كفَّار، يعبدونَ العِجل، قال لهم الله: ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 93].

 

بل إن قلوبهم قد طُبعَت على بالكفر عياذًا بالله، ولذلك فهم أقلُ الأممِ دُخولًا في الإسلام، ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 155].

 

واليهودُ في كتاب الله: قومٌ مجرمون، ﴿ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 21]، فهم قتلةٌ للأنبياء والمصلحين، وأهلُ هوىً مُكذبين: ﴿ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴾ [المائدة: 70].

 

واليهودُ في كتاب الله: قومُ غدرٍ ومكرٍ، ونقضٍ للعهودِ والمواثيق، ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 100].

 

واليهود في كتاب الله: قومٌ يسارعون في الإثم والعدوان ويتبجحون ﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾ [النساء: 156، 157]، ﴿ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 161].

 

واليهودُ في كتاب الله: قومٌ يُشعلون الفتن، ويوقدون الحروب، ويثيرون الأحقاد والعدوات: ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64].

 

واليهودُ في كتاب الله قومٌ ملعونون: لعنهم الله في كتابه العظيم مراتٍ عِدة: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 13].

 

ملعونون حتى على ألسنة انبيائهم: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ [المائدة: 78].

 

ومهما قلنا فلن نُحصي قبائِحهم، فقد نزلت في حقِهم مئاتُ الآيات، ولا عجبَ أن يأمرنا الله بالاستعاذة من طريقهم في أعظم سورِ القرآنِ وأكثرها قراءة .. وأعجبُ ما في الأمر أن يقولوا بعد كلِّ ذلك عن أنفسهم أنهم شعبُ اللهِ المختار، وأنهم أبناءُ اللهِ وأحباؤه .. زُينَ لهم سوءُ أعمالهم وصُدوا عن السبيل، ويحسبون أنهم مهتدون .. ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 11 ، 12].

 

ألا وإن أمَّةً هذه بعضُ أوصافها، ما كان لهم والله أن يتفوقوا ويعلوا علينا، إلا لأننا نحنُ الذين نزلنا عن مستوانا العالي إلى ما هو أدني منهم، ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139]، فمتى ما عدنا إلى مكانِنا، عادوا إلى مكانهم، فقد ﴿ .. ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61]. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلاْمُورِ ﴾ [آل عمران: 186].

بارك الله ..

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ عزَّ ربنا فارتفع، وذلَّ كلُّ شيِ لعظمته وخضع، لا رادَّ لحكمهُ ولا مُعقبَ لما صنع.. وأشهدُ أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام .. الملك القدوس العزيز السلام .. وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله....

 

معاشر المؤمنين الكرام: ولا نزالُ مع كتاب ربنا العظيم، وما قاله عن صفات اليهود وجرائمهم ..

 

فاليهود في كتاب الله كانوا وما زالوا أذلةً صاغربن: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112].

 

واليهودُ في كتاب الله: قومٌ خوَّارون، سُرعان ما ينهارون وينهزمون: ﴿ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111].. ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14]، ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120].. ثم إن عاقبةَ الصراع بيننا وبينهم نصرٌ حاسمٌ للمسلمين، ففي صحيح البخاري ومسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ، فيقتلُهم المسلمون، حتى يختبئَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي، فتعالَ فاقْتلْه"..

 

وبعد أيها المسلمون، فإن النصرَ مع الصبر، وإن الفرجَ مع الكرب، ومهما تفاقُمت المحن، واشتدت الفِتن، فإن في طيِّ كلِّ محنةٍ مِنحة، ومع كلِّ بليةٍ عطية، ولا تخلو رزيةٌ من مزية .. والإسلامُ لا يتألقُ إلا في أجواء التحدي، والمسلمون لا يعودون إلى دينهم إلا إذا أحسوا بالخطر، فـ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11]، {سَيَجْعَلُ اللهُ بعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]، ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، و﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [آل عمران: 179]، ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]، و﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾} [يوسف: 90] .. و﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 21]، وعلى الله قصدُ السبيل، وهو نعمَ المولي ونعمَ النصير .. ورضي الله عن فاروق الأمة الملهم، القائل: "نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ..".

 

ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان ..

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القرآن وتوراة اليهود وأناجيل النصارى
  • بالعصيان والعدوان لعن الله اليهود في الزبور والإنجيل والقرآن
  • تمهيد في المعالم القرآنية لسنن الله القدرية في اليهود
  • وصايا واقتراحات من المعالم القرآنية في الصراع مع اليهود
  • الأدلة القرآنية على نهاية اليهود
  • بيان القرآن لانحرافات اليهود والنصارى والرد عليهم (1)
  • بيان القرآن لانحرافات اليهود والنصارى والرد عليهم (2)
  • اليهود في القرآن الكريم (1) كثرة ذكر اليهود في القرآن.. لماذا؟
  • كثرة ذكر اليهود في القرآن
  • موادعة اليهود
  • دسائس اليهود
  • طبيعة اليهود (خطبة)
  • من مخازي اليهود.. نقاض العهود
  • ماذا تعرف عن اليهود؟

مختارات من الشبكة

  • خطبة "ماذا قال القرآن عن اليهود"(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • شرح حديث: أي الأعمال أفضل؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • هجر القرآن (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • ماذا لو سكت من لا يعلم؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تفسير: (قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عيسى ابن مريم عليه السلام (7) ماذا قالوا عن نهاية المسيح؟(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • تفسير: (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماذا قال الله عن كتابه؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماذا قال الغد للأمس؟!(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب