• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

أيها الباحث عن الدرجات العالية كيف تفتح لك أبواب الجنة الثمانية؟

أيها الباحث عن الدرجات العالية كيف تفتح لك أبواب الجنة الثمانية؟
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/8/2020 ميلادي - 5/1/1442 هجري

الزيارات: 15476

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أيها الباحث عن الدرجات العالية

كيف تفتح لك أبواب الجنة الثمانية؟

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين.

 

إخواني في دين الله؛ لا يدخل الإنسان الإسلام إلا بلا إله إلا الله، وبدونها يخرج من الإسلام، ولن يدخل الجنة إلا الموحدون الذين وحدوا الله في الدنيا وماتوا على هذه الكلمة؛ لا إله إلا الله، لذلك هذه الكلمة إن صدرت من القلب، وعملت عليها الجوارح؛ عاش الإنسان في حياته عيشة هنية، وعاش في آخرته أيضا عيشة سوية، قال سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

هذه الكلمة مع غيرها من شروطها وأركانها؛ تؤدي بالإنسان إلى رضى الرحمن، وإلى أعالي الجنان، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ". متفق عليه، (خ) (3435)، (م) 46 - (28) واللفظ له.

 

وفي رواية: "أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ"، هذه رواية البخاري وغيره.

 

التوحيد؛ التوحيد يا عباد الله يقابله الشرك بالله، الذي يحرم على الإنسان دخول الجنة، الشرك بالله سبحانه وتعالى، فمن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نِدَّ ولا مثيلَ ولا نظير، ولا شبيهَ؛ لا في أسمائه ولا في صفاته، ولا في ألوهيته، ولا في ربوبيته.

 

واحدٌ سبحانه لا إله إلا هو، من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فلا يخاف إلا من الله، ولا يتوكل إلا على الله، ولا يرجو غير الله، ولا يتمنى ما عند الناس، ويترك ما عند الله، بل يتوجه بأمنياته ودعواته ورغباته إلى الله، فيُيَسِّر الله له ما شاء من خلقه سبحانه.

 

من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يشْبِهُه غيره، فهو الخالق وغيره مخلوق، هو الرازق وغيره مرزوق، ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [الحديد: 3]، ﴿... بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ... ﴾ [المؤمنون: 88]، وبيده خزائن كلِّ شيء، وكلُّ شيء حقيرٌ مفتقرٌ إليه سبحانه وتعالى وحده لا شريك.

 

وأن محمدا عبده ورسوله، ونبيُّه وصفيُّه وخليلُه، وخيرتُه من خلقه، بعثه الله سبحانه وتعالى من العرب، من خير أجناس البشر، العرب؛ ادّخر اللهُ لهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فجعله خاتم الأنبياء والرسل إلى هذه الأمة العربيّة الأميّة، التي هي خير الأجناس، خيرٌ من العجم، وخير من الروم في عمومها.

 

هذه الأمة جاءها رسول الله، فمن شهد أنّ محمدا عبد الله ورسوله، وليس ولدًا لله، ولا شريكاً لله في ملكه، بل هو عبد من عباد الله، عبدٌ لكنه رسول، ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ... ﴾ [آل عمران: 144]، لكنه خليل، "وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللهِ". (م) 6- (2383). لكنه صفي لله سبحانه وتعالى، "وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ". (م) 1 - (2276). فخير ما خلق الله سبحانه وتعالى من المخلوقات هو رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبوين، وهو بشر، ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ﴾، ما هو الفرق؟ ﴿ يُوحَى إِلَيَّ ﴾ [الكهف: 110]، الفرق أنه يوحي إليه، اختصه الله بالنبوة، واختصه الله بالرسالة، واختصه مع إبراهيم عليه السلام بالخُلَّة، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

 

فهل يشهد أن محمدا رسول الله شهادة باللسان فقط؟ لا، تحتاج إلى الشهادة أن تكون من القلب نابعةً، ومن الفؤاد طالعةً، وعلى اللسان والجوارح؛ باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، باتباع هديه وسنته عليه الصلاة والسلام، في صغيرها وكبيرها، في جليلها وقليلها، يتبعُ على قدر طاقته واستطاعته.

 

هاتان الصفتان في العبد؛ من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، عبدٌ ورسول، فقد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ». (خ) (3445)، فلا نرفعه فوق النبوة الرسالة فنغلو، ولا ننقصُ من حقِّه فنجفو، لا يا عباد الله، وإنما نصفه بما وصفه الله به؛ عبد الله ورسوله، وإذا أراد الله أن يمدحه مدحه الله بالعبودية، فقال: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا... ﴾ [الإسراء: 1]، قال هنا بعبده، فهو يمدحه بالعبودية.

 

وأنت يا عبد الله! إذا كنت عبدا لله مدحك الله، فكلما تذلّلت لله رفعك الله، فـ"أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ". (م) 215- (482). وليس وهو رافعٌ رأسه، فأنت أقرب إلى الله وإلى عبودية الله وأنت ساجد، فـ "مَنْ تَوَاضَعَ للهِ؛ رَفَعَهُ اللهُ". (هب) (8140)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (6162)، الصَّحِيحَة: (2328).

 

"وشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله"، كما أنَّ محمدا عبدُ الله ورسولُه؛ فعيسى عبدُ الله ورسولُه، محمد جاء من أبوين، بينما عيسى عليه السلام خلقه الله من أمٍّ بلا أبٍ، ليريَك قدرة القادر سبحانه، وليعلِّمَنا أنّ الله على كلِّ شيءٍ قدير، فقد خلق آم عليه السلام بلا أبٍ ولا أمِّ، وخلقَ حواءَ من أبٍ بلا أمٍّ، وخلقَ عيسى عليه السلام من أمٍّ بلا أبٍ، وخلقَ باقي البشرِ من الأب والأم، ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ﴾ [لقمان: 11].

 

"وأن عيسى عبد الله ورسوله"، ليس كما قالت النصارى الذين غلوا في عيسى حتى قالوا: ابن الله، حتى قالوا: ثالث ثلاثة، حتى قالوا: الآب والابن وروح القدس إله واحد آمين، كيف يكون الثلاثة واحدا؟

 

وانتشرت في هذا الزمان فضائياتٌ ليس لتدافع عن هذا الضلال وهذا الكفر؛ بل لتطعنَ في دين الله الذي لا مَطْعَنَ فيه، وليس لهم فيه شبهة مستمسك، وذلك بأمر الله؛ لأنه هو حافظ لهذا الدين، لأن هذا الدين الصوابُ والحق ٌّ المطلقُ بأمر الله سبحانه وتعالى، وما دونه من الأديان باطلة، ﴿ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ﴾. [الكهف: 56].

 

ومن كثرة ما عندهم من أخطاءٍ وأغلاطٍ وبُعْدٍ عن الحق والصواب، لا ينظرون إلى ما عندهم من فساد في العقيدة، وينظرون إلى بعض ما لا يفهمونه في شريعة محمَّد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، الذي هو أخو عيسى عليه الصلاة والسلام في النبوة، أخوه في الرسالة، أخوه من الخمسة أولوا العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام عند لله، وهم؛ محمّدٌ ونُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليهم الصلاة والسلام.

 

رسولُ الله عيسى عليه السلام، ابنُ أمته وكلمته ألقاها إلى مريم، قال: كن عيسى في رحم مريم، فكان عيسى، لا معقب لحكمه سبحانه، كان عيسى لا يستطيع أحد أن يقول: كيف؟ ولماذا؟ هذه تسألها من هو مثيلٌ لك، لإنسانٍ مثلِك، أمَّا الله سبحانه وتعالى ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]، قدرة القادر، ليبين لبني إسرائيل أنه قادر على ذلك، لكنهم لم يؤمنوا بذلك.

 

نرجع إلى ما تُفتُح له أبواب الجنة الثمانية؛ "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه"؛ أي هذه الروح مخلوقةٌ، خلقها الله عز وجل، بكلمة كن، وقيل في تفسير (وروح منه): أنه يحيي الموتى، وأنه إذا نفخ في الطين الذي يصوره كهيئة الطير يكون فيه طيرا، ويكون فيه روح، ولكن بإذن الله سبحانه وتعالى، ﴿ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 49]، هذه كلمة روح من الله سبحانه وتعالى.

 

"وأن الجنة حق"، يا من تنكرُ الجنة وتتساءل: (هل توجد جنة؟)، بعض الناس ينكر ذلك في هذا الزمان، ويحمل الشهاداتِ العالية، ويحمل في جيبه الأقلام الكثيرة، ومع ذلك لا يصدق بأنّ هناك جنة، أو هناك نار، ليتخلص من عبْءِ وثِقَلِ العبادة، لا يريد أن يعبد الله، من مات يقولون: ﴿ نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ﴾ [الجاثية: 24]، يأكلنا الدود ويمتصنا التراب، هل مات أحد فرجع إلى الدنيا فيخبرنا؟ هكذا يقولون!!

 

أمَّا المؤمن؛ فبقوة إيمانه يعلم يقينا أن هناك جنة لمستحقها، وأن هناك نارا والعياذ بالله لمستحقها، الجنة مخلوقة، والنار مخلوقة، الجنةُ تزداد يوما بعد يوم حسنا وجمالا وزينة، زينة بجميع ما تدل عليه هذه الكلمة من الألوان والروائح والطعوم والصور، زينة تزداد كل يوم لتستقبل أهلها.

 

والنار والعياذ بالله تزداد كل يوم حرارةً وقبحًا والعياذ بالله، وقبحا من جميع الأنواع، قبح في الرائحة، وقبح في الطعم، وقبح في الصور، ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ [آل عمران: 106]، والعياذ بالله.

 

"دخل الجنة"، من كانت فيه هذه الصفات؛ "دخل الجنة على ما كان من العمل"، بالتوحيد تدخل الجنة، أما الدرجاتُ فبالعمل، إنسانٌ يريد أن يدخل بلدًا من البلدان لا يدخله إلا بجواز سفر، فإذا كان الجواز ساري المفعول، يسمح له بالدخول، وهكذا الموحد لن يدخل الجنة إلا بالتوحيد، لكن أين يذهب؟ أبواب الجنة ثمانية، يتحيَّر فيها؟ من أي باب يدخل؟ لا بد أن يكون من ينتظره هناك، هناك تنسيق للدخول.

 

بعض الزوار الحكوميين لدولة أخرى تنتظره الغرفُ في الفندق جاهزةً باسمه، وبعض الناس يدخل البلد فيدخل في قصر الضيافة، يقدَّم له أفضلُ المأكول والمشرب والمسكن، هكذا الناس على قدر مكانتهم في البلد والدولة.

 

أما أنت أيها المؤمن الموحّد على قدر مكانتك عند الله، فإذا كنت من أهل لا إله إلا الله دخلت الجنة، وإن كنت من هؤلاء الذين شهدوا "أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وابن أمته، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق"، هنا دخلت الجنة، وفتحت لك أبواب الجنة الثمانية، لا تجد بابا أمامك موصدًا، أبواب الجنة الثمانية تفتح أمامك، تدخل من أيها شئت، كما جاء في الحديث الصحيح.

 

أبواب الجنة، هذا مفتاحٌ من مفاتيح أبواب الجنة الثمانية؛ لأن بعض الناس يدخل الدولة ومعه مفتاح لباب واحد، وبعضهم معه مفاتيح لكلِّ الأبواب معه، وهكذا الأعمال الصالحة منها ما يدخلك ويفتح لك بها أبواب الجنة الثمانية، ومنها ما تدخل به من باب واحد فقط، على قدر هذه الأعمال، لا أريد أن أطيل عليكم في هذا الحر الشديد، فنعوذ بالله من حر جهنم.

 

توبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

احذر نفسي وإياكم مما انتشر وينتشر في هذه الأزمنة في الطعن في دين الله سبحانه وتعالى، وبعد أن تسلَّقوا بالطعن في كتب السنة وأحاديث رسول الله، ثم تسلقوا إلى الطعن في الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، درجة درجة، أو دركة دركة، ثم تسلقوا إلى الطعن في كتاب الله سبحانه وتعالى.

 

حذار أيها الشاب المسلم المؤمن الموحد؛ أن تنزلق قدمُك من أجل صفحة في الفسبكة قرأتها، من أجل رسالة على التوترة جاءت، من أجل مقال وصلك عن طريق الوتسبة أو شاهدتها في فضائية أو نحو ذلك.

 

احذر يا عبد الله؛ أن تنزلق قدمك عن الصراط المستقيم في الدنيا وهو هديُ الكتاب والسنة، فتنزلق القدم والعياذ بالله يوم القيامة عن الصراط المستقيم فوق جهنم، فماذا تفعل؟

 

تندم حيث لا ينفع الندم، تُبْ إلى الله، واستغفر الله وإن كنت ضعيفًا في معلوماتك الدنيوية أو الدينية، ضعيفا في كتاب الله، ضعيفا في سنة رسول الله، ما الذي يودي بك أن تذهب إلى أن تقرأ كتب اليهود والنصارى، وأن تفتح مواقعهم، فتزل قدمك وأنت جاهل بدينك، لا تعرف الرد، ولا تعرف الخروج بعد أن دخلت في الوحل العميق، وَحَلِ الشرك بالله، وحَلِ الكفر بالله، وحَلِ الردة عن دين الله سبحانه وتعالى عافانا الله وإياكم.

 

ربُّوا أبناءكم، علموهم دينهم، يا عباد الله، فهم أمانةٌ في أعناقكم، علموهم لا إله إلا الله، علموهم محبة الله ورسوله وكتابه، علموهم سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام، علموهم احترام العلماء وولاة الأمور، علموهم احترام أهل الخير وكبار السن، ربوهم على ذلك يا عباد الله، لا تربوهم على أمور أخرى.

 

علموهم مثل هذه الأمور التي تسمعونها في الخطب، وربما لا تسمعونها في الخارج؛ لأن ما في الخارج يلهيك عن مثل هذه الأمور، مسكين أنا وأنت، ما عندنا وقت لنقرأ في كتاب الله، أو نقرأ في حديث رسول الله، الأوقات منشغلة في الفسبكة والتوترة والتسبة ونحو ذلك، مشتغلةٌ ذهوننا وأفكارنا وعقولنا في الأخبار العاجلة والسريعة، منشغلة كثيرة جدا فوق اللازم عن كتاب الله وهدي رسول الله.

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، في ديننا ودنيانا وأخرانا يا رب العالمين.

 

اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبا أو سجينا إلا رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.

 

اللهم كن معنا يا رب العالمين، اللهم وفقنا دائما وأبدا لما تحبه وترضاه، واصرف عنا كيد الأشرار، اللهم اصرف عنا كيد الأشرار، وكيد الفجار برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.

 

اللهم احفظنا واحفظ أبناءنا واحفظ نسائنا واحفظ شبابنا، واحفظ المسلمين والمسلمات من كل شر يا رب العالمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موعد مع الجنة
  • حديث عظيم يبين الأعمال التي تدخل الجنة وتباعد من النار
  • ما بين النفخة ودخول الجنة
  • الجنة في رمضان (خطبة)
  • آيات عن الجنة
  • الجنة دار السلام
  • مرافقة سيد ولد آدم في الجنة
  • حديث الطريق إلى الجنة
  • الجنة بلاد الأفراح (خطبة)
  • سيادة النبي وعظم منزلته في الجنة
  • هل تريد أن تدخل الجنة من أبوابها الثمانية؟
  • أبواب الجنة الثمانية وأسماؤها

مختارات من الشبكة

  • كيف يضبط الباحث العوامل المؤثرة في الصدق الداخلي والخارجي للبحث(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • السلسلة الذهبية في ضبط المنظومة الرحبية المسماة بـ (بغية الباحث عن جمل الموارث) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المترجم الباحث(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الباحث العلمي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • شخصية الباحث (4)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شخصية الباحث (3)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شخصية الباحث (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شخصية الباحث (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صناعة الباحث والمؤلف من الصفر حتى الاحتراف (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دليل الباحث في التفرقة بين أعلام مذهب الإمام مالك(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب