• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
  •  
    إلهام الله لعباده بألفاظ الدعاء والتوبة
    خالد محمد شيت الحيالي
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تخريج حديث: جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    قصة الرجل الذي أمر بنيه بإحراقه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الإيمان بالقدر خيره وشره
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    الأمثال الكامنة في القرآن
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (6)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: السميع
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    سفيه لم يجد مسافها
    محمد تبركان
  •  
    ليس من الضروري
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    خطبة: إذا أحبك الله
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    هل الخلافة وسيلة أم غاية؟
    إبراهيم الدميجي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

آثار الذنوب والمعاصي (1) (خطبة)

آثار الذنوب والمعاصي (1) (خطبة)
د. حامد بن الحنفي الخطيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/7/2019 ميلادي - 14/11/1440 هجري

الزيارات: 132141

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آثار الذنوب والمعاصي (1)

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71]، أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أيها الأحبة في الله، سنتحدث في هذا اليوم المبارك بإذن الله جل في علاه عن موضوع من الأهمية بمكان عظيم، ولِم لا وهذا الموضوع هو سبب كل شر وبلاء يحدث للمرء خاصة أو للأمة عام؟

 

ولِمَ لا وقد حذَّرنا منه ربُّنا جل شأنه، وحذَّرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أشد التحذير: الذنوب والمعاصي؟ إنها سبب كل عذاب وعقاب، سبب كل شر وسوء، تأمل كيف يُبين الإمام ابن القيم رحمه الله أن الشرور التي حلَّت ببني آدم منذ بداية الخليقة، فسببها الرئيس هو الذنوب والمعاصي، فيقول كما في كتابه (الداء والدواء): "وَهَلْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرٌّ وَدَاءٌ إِلَّا سَبَبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي، فَمَا الَّذِي أَخْرَجَ الْأَبَوَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ، دَارِ اللَّذَّةِ وَالنَّعِيمِ وَالْبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ إِلَى دَارِ الْآلَامِ وَالْأَحْزَانِ وَالْمَصَائِبِ؟ وَمَا الَّذِي أَخْرَجَ إِبْلِيسَ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ وَطَرَدَهُ وَلَعَنَهُ، وَمَسَخَ ظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ، فَجَعَلَ صُورَتَهُ أَقْبَحَ صُورَةٍ وَأَشْنَعَهَا، وَبَاطِنَهُ أَقْبَحَ مِنْ صُورَتِهِ وَأَشْنَعَ، وَبُدِّلَ بِالْقُرْبِ بُعْدًا، وَبِالرَّحْمَةِ لَعْنَةً، وَبِالْجَمَالِ قُبْحًا، وَبِالْجَنَّةِ نَارًا تَلَظَّى، وَبِالْإِيمَانِ كُفْرًا، وَبِمُوَالَاةِ الْوَلِيِّ الْحَمِيدِ أَعْظَمَ عَدَاوَةٍ وَمُشَاقَّةٍ، وَبِلِبَاسِ الْإِيمَانِ لِبَاسَ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، فَهَانَ عَلَى اللَّهِ غَايَةَ الْهَوَانِ، وَسَقَطَ مِنْ عَيْنِهِ غَايَةَ السُّقُوطِ؟ وَمَا الَّذِي أَغْرَقَ أَهْلَ الْأَرْضِ كُلَّهُمْ حَتَّى عَلَا الْمَاءُ فَوْقَ رَأْسِ الْجِبَالِ؟ وَمَا الَّذِي سَلَّطَ الرِّيحَ الْعَقِيمَ عَلَى قَوْمِ عَادٍ حَتَّى أَلْقَتْهُمْ مَوْتَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٌ، وَدَمَّرَتْ مَا مَرَّ عَلَيْهِ مِنْ دِيَارِهِمْ وَحُرُوثِهِمْ وَزُرُوعِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ، حَتَّى صَارُوا عِبْرَةً لِلْأُمَمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا الَّذِي أَرْسَلَ عَلَى قَوْمِ ثَمُودَ الصَّيْحَةَ حَتَّى قَطَعَتْ قُلُوبَهُمْ فِي أَجْوَافِهِمْ وَمَاتُوا عَنْ آخِرِهِمْ؟ وَمَا الَّذِي رَفَعَ قُرَى اللُّوطِيَّةِ حَتَّى سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ نَبِيحَ كِلَابِهِمْ، ثُمَّ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ، فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، فَأَهْلَكَهُمْ جَمِيعًا، ثُمَّ أَتْبَعَهُمْ حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَرَهَا عَلَيْهِمْ، فَجَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا لَمْ يَجْمَعْهُ عَلَى أُمَّةٍ غَيْرِهِمْ، وَلِإِخْوَانِهِمْ أَمْثَالُهَا، وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَرْسَلَ عَلَى قَوْمِ شُعَيْبٍ سَحَابَ الْعَذَابِ كَالظُّلَلِ، فَلَمَّا صَارَ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ أَمْطَرَ عَلَيْهِمْ نَارًا تَلَظَّى؟ وَمَا الَّذِي أَغْرَقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ نَقَلَتْ أَرْوَاحَهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ، فَالْأَجْسَادُ لِلْغَرَقِ، وَالْأَرْوَاحُ لِلْحَرْقِ؟ وَمَا الَّذِي خَسَفَ بِقَارُونَ وَدَارِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ؟"؛ ا.هـ بتصرف يسير.

 

والإجابة عن كل تلك الأسئلة واحدة ألا وهي الذنوب والمعاصي، فهل من عاقل يقدم على ما فيه هلاكه، فضلًا عن أن يفرح إذا ظفر به وناله؟

تعالوا بنا إخوتي في الله لنتناول شيئًا من أضرار الذنوب والمعاصي، لعل الغافل يفيق، والساهي يتنبه، والمذنب يتوب قبل أن يفوت أوان التوبة، ولن يكون له شيء غير الندامة والحسرة.

 

من عقوبات الذنوب والمعاصي:

1- أنها تجلب غضب الرب عز وجل، وإذا غضب الله على إنسان أظلم في وجهه كل شيء، وإن لم يتدارك نفسه فقد خسر دنياه وأخراه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولو علمت أن ذا منصب قد غضب عليك لَما هَنئتَ بنوم ولا هنئت بطعامٍ ولا شراب, فكيف إذا كان الله سبحانه غاضبًا عليك؟ ﴿ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾ [الأحزاب: 37].

 

2- أنها تقسي القلب وتُميته إذا تكاثرت، أيها الحبيب أنصت معي لكلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُبين ما تفعله تلك الذنوب بالقلوب، ففي الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه من حديث حذيفة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»[1]، وعن الحسن البصري قال: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]، قال: هو الذنب بعد الذنب حتى يموت القلب[2].

 

وقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الرَّجُلُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ، فَيُحِيطُ الذَّنْبُ بِقَلْبِهِ، ثُمَّ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحِيطُ الذَّنْبُ بِقَلْبِهِ، حَتَّى تُغْشِيَ الذُّنُوبُ قَلْبَهُ[3].

 

أهكذا تفعل الذنوب بالقلب؟! نعم أخي الحبيب وأكثر من ذلك, ولك أن تعلم أن القلب هو المضغة التي إذا فسدت فسد سائر الجسد, القلب الذي هو محل نظر الله، ولله درُّ ابن المبارك الإمام العالم لما يقول:

رأيتُ الذنوبَ تُميت القلوبَ
وقد يورثُ الذلَّ إدمانُها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ
وخيرٌ لنفسك عِصيانُها[4]

 

3- أنها تمحق البركة وتذهب الرزق، ففي الحَدِيث: «إِن العَبْد ليُحرم الرزق بالذنب يُصِيبهُ»[5].

 

قال الصنعاني: اعلَم أن الذنوب مانعة لكل خيرٍ، جالبة لكل شر، فمن الخير الذي يمنعه الرزق؛ فإنها تحول بينه وبين العاصي[6]، وإن كان الحديث قد ضعَّف إسنادَه بعضُ أهل العلم، فإن معناه صحيح، وقد دلَّ القرآن الكريم على ذلك المعنى في آيات كثيرة؛ يقول الإمام البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (9/ 229): ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ [المائدة: 66].

 

أن الإعراض سبب الضيق؛ كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن العبد ليُحرَم الرزق بالذنب يُصيبه»؛ ا.هـ، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس قال: سمعت رسول الله يقول: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»[7].

 

فإن كانت الطاعات ومن جملتها صلة الرحم توسِّع الرزق، وتمد وتزيد العمر بحلول البركة فيه، فالعكس بالعكس، فالمعاصي تُضيق الرزق وتَمحق البركات محقًا، أسال الله أن يَقينا شرَّ الذنوب، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد:

فقد ذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ فِي ضِمْنِ حَدِيثٍ قَالَ: وُجِدَتْ فِي خَزَائِنَ بَعْضِ بَنِي أُمَيَّةَ، حِنْطَةٌ - أي قمح - الْحَبَّةُ بِقَدْرِ نَوَاةِ التَّمْرَةِ، وَهِيَ فِي صُرَّةٍ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا: كَانَ هَذَا يَنْبُتُ فِي زَمَنٍ مِنَ الْعَدْلِ[8]، الله أكبر، انظر يا أخي كيف كانت البركة في كل شيء عندما كان الناس يقومون بالعدل، ويُطيعون ربهم, نعم هذه هي بركة الله جل جلاله، ونزعُ هذه البركة يكون بالذنوب والمعاصي؛ قال ربُّنا: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [سُورَةُ الرُّومِ: 41].

 

فهذا الذي نعيشه اليوم من قلة البركة وضيق العيش، والفساد المشاهد في الثمار والحيوانات، والأمراض التي لم تكن فيما مضى، ما هو إلا أثرٌ لذنوبنا ومعاصينا! فاللهَ الله في التوبة، اللهَ الله في الرجوع والإنابة إلى خالقنا وإلهنا إن أردنا تغيير حالنا من السوء إلى الحسن، ومن الضيق إلى السعة، ومن التعاسة إلى السعادة، ومن الحزن إلى السرور والفرح, فلا بد من تغيير ما نحن فيه من الذنوب أولًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

اللهم اغفِر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبِّت أقدامنا وانصُرنا على القوم الكافرين, اللهم أبرِم لهذه الأمة أمر رشدٍ يُعَزُّ فيه أولياؤك وأهلُ طاعتك، ويُهدى فيه أهلُ معصيتك، ويؤمَر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر، اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وللمسلمين أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.



[1] صحيح مسلم (1/ 128).

[2] تفسير الطبري: جامع البيان؛ ت. شاكر (24/ 288).

[3] تفسير القرطبي (19/ 259).

[4] البداية والنهاية، ط الفكر (10/ 141).

[5] أخرجه ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَصحح إِسْنَاده وَاللَّفْظ لَهُ، وقال الشيخ ماهر ياسين في جامع العلوم والحكم؛ ت ماهر الفحل (3/ 1271): أخرجه أحمد 5 /277 و282، وابن ماجه (4022)، وفي إسناده مقال، وقد حسَّن بعضهم هذا الحديث بطرقه؛ منهم: الحافظ العراقي؛ كما نقله البوصيري في "مصباح الزجاجة".

[6] التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 447).

[7] صحيح البخاري (3/ 56)؛ أخرجه مسلم في البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها رقم 2557.

[8] الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي = الداء والدواء (ص: 65).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أقسام الذنوب والمعاصي (1)
  • أقسام المعاصي والذنوب (2)
  • الصوارف عن الذنوب
  • إياكم ومحقرات الذنوب
  • الحذر من محقرات الذنوب
  • ومن يغفر الذنوب إلا الله
  • خطبة عن الذنوب والمعاصي
  • خطبة: أثر الذنوب والمعاصي
  • آثار الذنوب على الفرد والمجتمع (محاضرة)
  • أضرار الذنوب والمعاصي (خطبة)
  • من آثار المعاصي
  • آثار الذنوب والمعاصي (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطورة إدمان المعاصي والذنوب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذنوب الخمسة التي تقترن بالذنب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ترك الذنوب والمعاصي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من درر العلامة ابن القيم عن الذنوب والمعاصي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عواقب الذنوب والمعاصي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عقوبات الذنوب والمعاصي: مختصرة من كتاب الجواب الكافي لابن قيم الجوزية(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عقوبات الذنوب والمعاصي: مختصرة من كتاب الجواب الكافي لابن القيم(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الذنوب والمعاصي طريق التعاسة والشقاوة(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • هل الذنوب والمعاصي من أسباب البلاء ؟(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • ​ الذنوب والمعاصي وآثارها السيئة على الأمة موضوع ندوة بالجامع الكبير في الرياض(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب