• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة: مضت أيام العشر المباركة
    محمد أحمد الذماري
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع
علامة باركود

خطبة: حقوق اليتامى في الشريعة الإسلامية

خطبة: حقوق اليتامى في الشريعة الإسلامية
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/4/2019 ميلادي - 26/7/1440 هجري

الزيارات: 36068

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: حقوق اليتامى في الشريعة الإسلامية


أيها المسلمون، نعيش في هذا اللقاء مع حقوق اليتامى في الشريعة الإسلامية؛ لنتعلم ونعلِّم البشرية جمعاءَ كيف كانت عناية الشريعة الغراء باليتامى، وكيف سنَّت الحقوق وشرَعت الواجبات لهم، وحثَّت على كفالتهم.

 

أولًا: اليتيم حول العالم:

إخوة الإسلام، قبل أن نتكلم عن حقوق اليتيم في الإسلام، لا بد أن ننظر إلى حال الإنسانية لما غابت عنها شريعة الإسلام، إنَّ هناك أكثر من 210 ملايين طفل يتيم في جميع أنحاء العالم، ونظَرًا لقلَّة العِناية بهذه الشَّرِيحة، فإنَّ 10 % من الأيتام الذين يُغادِرون المَلاجِئ يُقدِمون على الانتِحار، وهاكم أيها المسلمون حقوق اليتامى وعناية الإسلام بهم:

الحق الأول: حق الكفالة:

كفالة اليتيم هي: القيام بأموره والسعي في مصالحة مِن إطعامه وكسوته، وتنمية ماله إن كان له مال، وإن لم يكن له مال، أنفق عليه وكساه ابتغاء وجه الله تعالى، واعلموا أن الشريعة الغراء أوجبت ذلك على كافل اليتيم، وأوجبت عقوبات لمن يتعدى على حقوقه وتُمَدُّ يده إلى أذاه.

 

كيفية كفالة اليتيم:

اعلَم زادك الله علمًا أن لكفالة اليتيم عدة محاور، هي:

المحور الأول: حسن المعاملة، والتحذير من الإساءة إليه: وجاءت نصوص الشرع الحكيم تحث على الأول، وتحذِّر من الثاني، وإليكم طرفًا منها: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].

 

والملاحظ في الآية أن الله تعالى قدَّم الإحسان باليتيم على المسكين، ولم يقيده بفقر ولا مسكنة، وإنما الوصية به مطلقة حتى وإن كان غنيًّا، وحذَّر الله تعالى من قهره ونهره، واعلَم أن القرآن الكريم اهتم باليتيم في شتى مناحي الحياة؛ ليحيا اليتيم في جو من الحب والحنان؛ حتى لا يشعر بمرارة الفقد وبمرارة اليتم، وجاءت صورة الضحى لترسي لنا العناية الفائقة باليتيم من الناحيتين النفسية والاجتماعية لخير البرية صلى الله عليه وسلم، فالله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾ [الضحى: 6 - 10].

 

فاشتملت الآيات على ثلاثية التربية:

أولًا: على المسكن المعبَّر عنه بقوله: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ﴾.

وفي هذه الآية يستنبط منها أنه يجب عدم اليتامى بدون مأوى، فيتصيَّدهم المجرمون، وينحرفون كما هو الحال الآن؛ إذ تعاني الأمة الإسلامية من مشكلة تسمى بأطفال الشوارع.

 

ثانيًا: البيئة والتربية الصالحة، والعناية به: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾، وهذا الآية تمثل البيئة التي ينبغي أن يعيش فيها اليتيم، فحتى لا تنزلق أقدام هؤلاء اليتامى، لا بد من توفير البيئة الصالحة الناصحة المرشدة الحانية؛ حتى ينشأ هؤلاء نشأة إيمانية صالحة تجعل منم رجالًا يحمون الديار.

 

ثالثًا: على توفير المال الذي هو عصب الحياة في قوله: ﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴾، وهو الاهتمام بالناحية المالية لليتامى، وشرعت لهم موارد كثيرة يأخذون منها المال؛ منها ما في قول الله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ ﴾ [البقرة: 177]، وقوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215]، وفرَضَ لهم الله تعالى في قرآنه نصيبًا من الخُمُس مما يحصل عليه المسلمون من الغنائم التي غنموها من قتال الكفار؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنفال: 41].

 

وفرَضَ لهم نصيبًا من الفَيْء - وهو كل مالٍ أُخِذ من الكفار من غير قتال - قال تعالى: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].

 

وجعل لهم أيضًا نصيبًا غير محدد - جبرًا لخاطرهم - إذا حضروا قسمة الميراث ولم يكن لهم نصيب من هذا الميراث؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 8]. سواء كان هذا النصيب على سبيل الوصية لهم من الميت فيما لا يزيد على ثلث التركة، أو كان من الورثة إحسانًا منهم لهؤلاء اليتامى وغيرهم ممن ذُكِر في الآية.

 

الناحية النفسية لليتيم:

الاهتمام بالناحية النفسية لليتيم له تأثيرٌ كبير على نفسيته وسلوكه ونضوجه، فينبغي على المربي والوصي أن يراعي الجانب النفسي له، ويكون ذلك بالحنان الدافئ وبالسلوك الراشد؛ حتى لا يستشعر ذلك اليتيم بالقهر أو الظلم والحيف بسبب أنه يتيم؛ قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾.

 

وحذَّرنا الله تعالى من قهر وردع اليتيم، فقال سبحانه: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ [الماعون: 1 - 3].

 

المحور الثاني: حسن الكفالة:

وهذا أمر عظيم وثوابه كبير، وجائزته ثمينة؛ إنها مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ عن سَهْلٍ بْنَ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا»، وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى [1].

يا كافلَ الأيتامِ كأسُكَ أصبحتْ
مَلأَى وصار مزاجُها تسنيمَا
ما اليُتْمُ إلاَّ ساحةٌ مفتوحةٌ
منها نجهِّز للحياةِ عظيمَا
حَسْبُ اليتيم سعادةً أنَّ الذي
نشرَ الهُدَى في الناسِ عاشَ يَتيمَا

 

المحور الثالث: إمداد اليتيم بالحنان والعطف:

من كفالة اليتيم تعويضه لما فاته من أبيه من رحمة وحنان وعطف، فهذا من أهم الأمور التي تؤثر على اليتيم، فكن لليتيم أبًا رحيمًا، فعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رجلًا شكا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قسوة قلبه، فَقَالَ: "امسح رَأس الْيَتِيم وَأطْعم الْمِسْكِين"[2]؛ رَوَاهُ أَحْمد.

 

وفي رواية الطبراني: عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل يشكو قسوة قلبه، قَالَ: "أَتُحِبُّ أَن يلين قَلْبك وتدرك حَاجَتك، ارْحَم اليَتِيم، وامسح رَأسه، وأطعمه من طَعَامك، يَلِنْ قَلْبُك وتدرك حَاجَتك"[3].

 

المحور الرابع للكفالة: الإنفاق عليه وعدم البخل:

فاليتيم عينُه معقودة على أقرانه، ينظر إلى ملبسهم وإلى مأكلهم، فلا بد أن تملأ هذا الجانب من حياته؛ حتى لا يشعر بالنقص أو الفقر؛ قال الله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215]، وقال سبحانه: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴾ [البلد: 11 - 15].

 

ثانيًا: ما صور كفالة اليتيم:

اعلَم زادك الله علمًا أن لكفالة اليتيم صورتين:

الصورة الأولى: ضم اليتيم إلى حِجره وكفالته، بأن يقوم بجميع شؤون تربيته.

الصورة الثانية: كفالته ماديًّا، وتكون بالإنفاق عليه.

 

الحق الثاني من حقوق اليتيم: حق امتلاك المال:

ومن الحقوق التي شرعها الله تعالى لليتيم حقُّ الامتلاك وحقُّه في الميراث، وهذا ما شرعه الله تعالى لليتيم في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

 

حقه في الميراث: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ ﴾ [النساء: 11]، ففي هذه الآية أوضحت أن للذكر مثلَ حظ الأنثيين ولم تشترط سنًّا، فالصغير كالكبير في الميراث، فضمنت الآية حقوق اليتامى في الميراث.

 

وحذَّر من أكل ماله، ولم يقتصر في القرآن لحفظ مال اليتيم على النهي عن قربانه فحسب، حتى بيَّن الله تعالى العقوبة الشديدة على مَن يتخوضون في مال اليتيم لقدرتهم عليه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]، عن ابن عباس قال: لما نزلت: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الأنعام: 152]، و﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]، انطلق من كان عنده يتيم فعزَل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل له الشيء من طعامه، فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾ [البقرة: 220]، فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم [4].

 

رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: (الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ) [5].

 

الحق الثالث: حق اليتيم من الغنيمة والفيء:

ومن حقوق اليتيم في الشرع أن جعل الله تعالى لليتامى نصيبًا في الغنائم والفيء، فقال سبحانه: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنفال: 41]. وشرع لهم حقًّا في الفيء، فقال سبحانه: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].

 

الحق الرابع: حق اليتيم في الصدقة:

ومن حقوق الطفل في الإسلام أنه شرع لهم حق في الصدقة، وقرَّر ذلك في غير ما آية من كتابه، فقال سبحانه: ﴿ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]. ويقول تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215].

 

يقول السعدي رحمه الله: أي: يسألونك عن النفقة، وهذا يعم السؤال عن المنفق والمنفق عليه، فأجابهم عنهما، فقال: ﴿ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ﴾؛ أي: مال قليل أو كثير، فأولى الناس به وأحقهم بالتقديم، أعظمهم حقًّا عليك، وهم الوالدان الواجب برهما، والمحرم عقوقهما، ومن أعظم برهما: النفقة عليهما، ومن أعظم العقوق: ترك الإنفاق عليهما، ولهذا كانت النفقة عليهما واجبة على الولد الموسر، ومن بعد الوالدين الأقربون على اختلاف طبقاتهم، الأقرب فالأقرب، على حسب القرب والحاجة، فالإنفاق عليهم صدقة وصلة، ﴿ وَالْيَتَامَى ﴾ وهم الصغار الذين لا كاسب لهم، فهم في مظنة الحاجة لعدم قيامهم بمصالح أنفسهم، وفقد الكاسب، فوصى الله بهم العباد، رحمة منه بهم ولطفًا، ﴿ وَالْمَسَاكِين ﴾ وهم أهل الحاجات، وأرباب الضرورات الذين أسكنتهم الحاجة، فينفق عليهم، لدفع حاجاتهم وإغنائهم، ﴿ وَابْنَ السَّبِيلِ ﴾؛ أي: الغريب المنقطع به في غير بلده، فيعان على سفره بالنفقة التي توصله إلى مقصده... [6].

 

الحق الخامس: حق اليتيم في التربية والتعليم:

ومن الحقوق المشروعة لليتيم حقُّ التربية الحسنة والتعليم، فلا يهم ولا يترك كما نرى ونشاهد من قصص يندى لها الجبين، وهم داخلون في قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

 

الحق السادس: حق اليتيمة في مهر المثل إذا تزوجت:

ومن حقوق اليتيمة أن لها مهرَ المثل إذا تزوجت: ﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 127].

 

قال ابن كثير: والمقصود أن الرجل إذا كان في حجره يتيمة هل يَحل له تزوُّجها، فتارة يرغب في أن يتزوجها، فأمره الله أن يَمهرها أسوةً بمثالها من النساء، وتارة لا يكون له فيها رغبةٌ، فنهاه الله تعالى عن أن يَعضلها عن الأزواج؛ خشيةَ أن يشركوه في ماله الذي بينه وبينها [7].



[1] أخرجه (البخاري - 6005).

[2] أخرجه أحمد (2/ 387، رقم 9006)؛ قال الهيثمي (8/ 160): رجاله رجال الصحيح، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 341).

[3] أخرجه البيهقي (4/ 60، رقم 6887)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 218 رقم 661) السلسلة الصحيحة 854.

[4] سنن أبي داود برقم (2871)، وسنن النسائي (6/ 256)، والمستدرك (2/ 278).

[5] أخرجه البخاري (3/ 1017، رقم 2615)، ومسلم (1/ 92، رقم 89).

[6] تفسير السعدي (ص: 96).

[7] تفسير ابن كثير، ط أولاد الشيخ (4/ 297).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق اليتامى في الإسلام
  • شبهات حول الشريعة الإسلامية

مختارات من الشبكة

  • التعبير بـ (اليتامى) دون (الأيتام) في الذكر الحكيم(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إهمال الأطفال وظلم اليتامى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اليتامى يواجهون الحياة بما تحويه من مخاطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التدابير الإلهية لحفظ أموال اليتامى من الضياع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإحسان إلى اليتامى: أهميته وفضله وأثره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اليتامى والتنصير(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • بين اليتامى والأيامى(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • تفسير: (في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ...)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
عبدالرحيم طافش - فلسطين 06-03-2023 10:03 AM

أشكركم على هذه المعلومات القيمة ونأمل منكم مزيداً من التوعية المجتمعية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/12/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب