• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

بالإنفاق تقضى الحاجات ويبارك في النعم والأرزاق

بالإنفاق تقضى الحاجات ويبارك في النعم والأرزاق
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/9/2018 ميلادي - 14/1/1440 هجري

الزيارات: 13514

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بالإنفاق تقضى الحاجات

ويبارك في النعم والأرزاق


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

قال سبحانه وتعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]، فكلُّ النعم والأرزاق، من الله الرزاق، فعلام هذا البخل والإمساك؟! ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53].

 

فبالإنفاق؛ تُقضَى الحاجات، ويبارَك لكم في النعم والأرزاق، فحافظوا على دوامها بل زيدوها بالإنفاق، ولا تكونوا سبباً في زوالها بالبخل والإمساك، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ للهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا، نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ"). أخرجه ابن أبي الدنيا في (قضاء الحوائج) (1/ 24، رقم: 5)، (طس) (5162)، (حل) (6/ 115)، والخطيب (9/ 459)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (2164)، الصَّحِيحَة: (1692)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (2617).

 

(إِنَّ للهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ)، كالأثرياء والأغنياء يعطيهم النعم.. أموالاً طائلةً يتصرفون فيها كما شاؤوا، والله يراقبهم، يختصهم (بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ)، فإن أنفقوا على الفقراء والمساكين وأعطوا المحتاجين، (وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا)، ما داموا يخرجونها لله، لن تتوقف عنهم هذه النعم، بل ستزداد وفيها بركة، (فَإِذَا مَنَعُوهَا، نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ). ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 53]، ما داموا على العطاء والإنفاق مما عندهم من النعم لن تتحول عنهم إلى غيرهم، حتى يغيروا هم عادتهم من الإنفاق إلى البخل والإمساك، فتحول عنهم النعم إلى غيرهم ممن يستحقها.

 

عباد الله! لا تتبرّموا ولا تتضجروا ولا تملُّوا من الإنفاق خشية من زوال الأرزاق، قال سبحانه: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ﴾ [الإسراء: 83]، فإذا كانت النعم كلُّها من الله سبحانه، فلا تعرضوها للزوال، بحرمانكم الزكوات والصدقات من مستحقيها، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله -تعالى- عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ("مَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا عَلَيْهِ، إلَّا جَعَلَ إِلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ، فَإنْ تَبَرَّمَ") -أَيْ: تَضَجَّر- ("بِهِمْ، فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ"). (هب) (7660)، (طس) (7529)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (2618). {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}. (فصلت: 51)، فإذا فُقدت النعمةُ، وتلاشى عنك الرزقُ ببخلك وإعراضك عن الإنفاق، إذا بك تدعو وتتضرعُ وتلحُّ في المسألة حتى يرزقَك الله وينعمَ عليك، ﴿ فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 49].

 

واستعينوا على الصدقات بالسر والكتمان، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنهما قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ"). (طس) (3450)، (طص) (1034)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (3795)، (3796)، الصَّحِيحَة: (1908)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (888)، (890).

 

بالإنفاق يُخلف الله على المنفقين، ويبارِك في أموالهم، والبخل يذهب البركات، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله -عنهما- قَالَتْ: (جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم) فَقُلْتْ: (يَا رَسُولَ اللهِ! إنَّ الزُّبَيْرِ) -وهو الزبير بن العوام زوجها- (رَجُلٌ شَدِيدٌ، وَلَيْسَ لِي مَالٌ إِلَّا مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، وَيَأتِينِي الْمِسْكِينُ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ؟!) فَقَالَ: ("أَنْفِقِي مَا اسْتَطَعْتِ")، ("وَلَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ، وَلَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ") -أَيْ: لا تَجْمَعِي وَتَشِحِّي بالنَّفقِةِ، وتَمنعي ما في يَدِكِ، فَيُشَحَّ عليكِ، وتُجَازَيْ بِتَضْيِيِقِ رِزْقِكِ. النهاية في غريب الأثر (5/ 456).

 

قَالَتْ: (فَمَا أَحْصَيْتُ شَيْئًا بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِي وَلَا دَخَلَ عَلَيَّ، وَمَا نَفِدَ عِنْدِي مِنْ رِزْقِ اللهِ؛ إِلَّا أَخْلَفَهُ اللهُ عز وجل). الحديث بزوائده عند (خ) (1344)، (2590)، (2591)، (م) (1029)، (89- (1029)، (س) (2550)، (2551)، (ت) (1960)، (د) (1699)، (حم) (26922)، (26934)، (26935)، (26970)، (26980)، (26984)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن. (حم) (27029)، وقال الأرناؤوط: حديث صحيح. (حم) (26990).

 

فإذا أنفقت اليومَ ادُّخِر لك ليوم تكون أنت في أشدِّ الحاجة إليه، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ"). أخرجه الخطيب في (التاريخ) (11/ 263)، والضياء في (الأحاديث المختارة) (1/ 296)، (مسند الشهاب) (ج1/ ص267 ح434)، الصَّحِيحَة: (2313).

 

[(أن يكون له خبءٌ)، أي: شيءٌ مخبوءٌ أي مُدَّخرٌ (من عمل صالح؛ فليفعل)، أي: من قدر منكم أن يمحوَ ذنوبَه بفعل الأعمال الصالحة فليفعل ذلك...]. فيض القدير (6/ 54).

 

وخير ما يقدَّم من الصدقات توفيرُ الماءِ الصالح للشرب، إنه يثقِّل موازينِ الحسنات، ويرفعُ للمؤمن الدرجات، ويبرئُ بإذن الله من الأمراض والآفات، سقيا الماء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَيْسَ صَدَقَةٌ أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ مَاءٍ"). (هب) (3106)، انظر (صَحِيح التَّرْغِيبِ) (960).

 

-قال البيهقي -رحمه الله وهو من أخرج هذا الحديث-: [وَفِي هَذَا الْمَعْنَى حِكَايَةُ قُرْحَةِ شَيْخِنَا الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رحمه الله]؛ -وليس الحاكم الرئيس؛ لا! بل هذا وصل إلى درجة حفظ فيها خمسمائة ألف حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيدها، ويقولون عنه الحاكم أبو عبد الله رحمه الله تعالى،- [فَإِنَّهُ قَرِحَ وَجْهُهُ]، -أصابه مرض جلدي في وجهه، فقرح وجهه- [وَعَالَجَهُ بِأَنْواعِ الْمُعَالَجَةِ فَلَمْ يَذْهَبْ، وَبَقِيَ فِيهِ قَرِيبًا مِنْ سَنَةٍ، فَسَأَلَ الْأُسْتاذَ الْإِمَامَ أَبَا عُثْمَانَ الصَّابُونِيَّ] -عالم ذلك الزمان،- [أَنْ يَدْعُوَ لَهُ فِي مَجْلِسِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ]، -وهو مجلس علم- [فَدَعَا لَهُ، وَأَكْثَرَ النَّاسُ في التَّأمِينِ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْأُخْرَى، أَلْقَتِ امْرَأَةٌ فِي الْمَجْلِسِ رُقْعَةً]، -والمجالس يحضرها الرجال والنساء، والرقعة هي الورقة- [بِأَنَّهَا عَادَتْ إِلَى بَيْتِهَا، وَاجْتَهَدَتْ فِي الدُّعَاءِ لِلْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَرَأَتْ فِي مَنَامِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ يَقُولُ لَهَا: (قُولُوا لِأَبِي عَبْدِ اللهِ: يُوسِّعُ الْمَاءَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ)، فَجِئْتُ بالرُّقْعَةِ إِلَى الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَأَمَرَ بِسِقَايَةِ الْمَاءِ بُنِيَتْ عَلَى بَابِ دَارِهِ، وَحِينَ فَرَغُوا مِنَ الْبِنَاءِ، أَمَرَ بِصَبِّ الْمَاءِ فِيهَا، وَطُرِحَ الْجَمَدَ (الثلج) فِي الْمَاءِ، وَأَخَذَ النَّاسُ فِي الشُّرْبِ، فَمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُسْبُوعٌ حَتَّى ظَهَرَ الشِّفَاءُ، وَزَالَتْ تِلْكَ الْقُرُوحُ، وَعَادَ وَجْهُهُ إِلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ، وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ سِنِينَ]. انظر (هب) (ج5/ ص69) ح(3109)، و(صَحِيح التَّرْغِيبِ: 964).

 

وَالأجر على عدد قطرات الماء التي تشرب، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ حَفَرَ مَاءً، لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى") -عَطْشىَ، وَهِيَ تَأنِيث حَرَّان- ("مِنْ جِنٍّ، وَلَا إِنْسٍ، وَلَا طَائِرٍ، وَلَا سَبُعٍ، إِلَّا آجَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"). (تخ) (1/ 331)، (خز) (1292)، (صَحِيح التَّرْغِيبِ) (963).

 

هذا هو المؤمن الذي يبارك له في ماله وأهله، يختار أفضل الأعمال، وهي ما ينفع الناس، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مِنْ أَفْضَلِ الْعَمَلِ، إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، تَقْضِي لَهُ حَاجَةً، تُنَفِّسُ عَنْهُ كُرْبَةً"). (هب) (7274)، (طس) (5081)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5897)، الصَّحِيحَة: (2291)، (صَحِيح التَّرْغِيبِ) (2090).

 

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -بن العاص- رضي الله -تعالى- عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ، إِصْلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ"). (طب) (13/ 20 ح31)، (هب) (11092)، (عبد بن حميد) (335)، انظر الصَّحِيحَة: (2639)، وقد تراجع الألباني عن تضعيفه في ضعيف الجامع حديث رقم: (1012).

 

وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ، وَالصَلَاةِ، وَالصَّدَقَةِ؟!") قَالُوا: (بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ!) قَالَ: ("إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ")، (ت) (2509)، (خد) (391)، (د) (4919)، (حم) (27508) (27548)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (2595)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (2814).

 

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الصَلَاةِ، وَصَلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَخُلُقٍ حَسَنٍ"). (تخ) (1/ 63)، (هب) (7/ 489، ح11091)، (كر) (52/ 266)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5645)، الصَّحِيحَة: (1448).

 

وعند الإنفاق لا تُكلَّفُ بالنفقات الباهظة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟!) قَالَ: ("جُهْدُ الْمُقِلِّ، وَابْدَأ بِمَنْ تَعُولُ"). (د) الزكاة (1677)، (حم) (8687)، -(الْجُهْد): الْوُسْعُ وَالطَّاقَة، وَبِالْفَتْحِ (الجَهد): الْمَشَقَّة. أَيْ: أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ قَدْرُ مَا يَحْتَمِلُهُ حَالُ الْقَلِيلِ الْمَال. عون (3/ 382).

 

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ")، فَقَالَ رَجُلٌ: (وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟!) قَالَ: ("رَجُلٌ لَهُ مَالٌ كَثِيرٌ، فَأَخَذَ مِنْ عُرْضِهِ مِائَةَ أَلْفٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا، وَرَجُلٌ لَيْسَ لَهُ إِلَّا دِرْهَمَانِ، فَأَخَذَ أَحَدَهُمَا فَتَصَدَّقَ بِهِ"). (حب) (3347)، (س) (2527)، (حم) (8929)، (خز) (2443)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (3606)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (883).

 

إن الصدقة بعد فوات الأوان، نفعها ضئيل، وثوابها قليل، (عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآية: ﴿ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنْ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ﴾ [المعارج: 36– 39]، -لما تلا هذه الآية، قال:- ثُمَّ بَزَقَ -أي تفل- رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى كَفِّهِ)، فَقَالَ: ("يَقُولُ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ؟! حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَتَيْنِ، وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ")، -من شدة التكبر عليها- -الوئيد: شِدَّةُ الوطءِ على الأَرض.

 

("فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ [نَفْسُكَ] التَّرَاقِيَ") -التَّراقِي: جمع تَرْقُوَة: وهي عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق، وهما ترقوتان- -وجاءك الموت-، ("قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ؟"). (ك) (3855)، (جة) (2707)، (حم) (17877)، صَحِيح الْجَامِع: (8144)، الصَّحِيحَة: (1143).

 

إنّ الصدقةَ والإنفاقَ خشية الفقر، وحالَ الصحةِ، إنسان يخشى الفقر وهو صحيح والأملِ في العيش، أجرُها عظيم، بخلاف من ينفق خشيةَ موته، وحالَ مرضه، فأجرُه ضعيف، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَبِّئْنِي أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟)، فَقَالَ: ("أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّ")؛ (أَنْ تَتَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ") -الشُّحُّ، بُخْلٌ مَعَ حِرْص-، وفي رواية: ("وَأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ")، -يعني حريص على جمع المال، وفي رواية:- ("تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأمُلُ") -أَيْ: تَطْمَعُ في- ("الْغِنَى")، -أي تطمع أن يكون عندك مال وفلوس أكثر، وتكون غنيا.

 

وفي رواية: ("وَتَأمُلُ الْبَقَاءَ")، وفي رواية: ("تَأمُلُ الْعَيْشَ")، ("وَلَا تُمْهِلُ")، -لا أريد أن أتصدق اليوم أتصدق غدا عندما يكون عندي كذا وكذا- ("حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ [نَفْسُكَ] الْحُلْقُومَ")، -الْحُلْقُومُ: مَجْرَى النَّفَس، أي: وَصَلْتَ إلى مَرْحَلَةِ النَّزْعِ والاحتضار- ("قُلْتَ: مَالِي لِفُلَانٍ")، -الآن يبدأ يوصي- ("وَمَالِي لِفُلَانٍ") -أَيْ: فَلَا فَائِدَةَ فِي الْإِعْطَاء، وَلَا وَجْهَ لِإِضَافَةِ الْمَالِ إِلَى نَفْسِه بِقَوْلِهِ: "مَالِي". حاشية السندي على ابن ماجه (5/ 350)-، -لأنه بعد الموت ليس له مال،- ("أَلَا وَهُوَ لَهُمْ") -أي: للوَرَثَة- -فيتبع لهم مباشرة،- ("وَإِنْ كَرِهْتَ"). (خ) (1419) (2748)، (م) (1032)، (س) (2542)، (3611)، (جة) (2706)، (حم) (7159)، -قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ -رحمه الله- وَغَيْره -من العلماء-: لَمَّا كَانَ الشُّحُّ غَالِبًا فِي الصِّحَّةِ، فَالسَّمَاحُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ أَصْدَقُ فِي النِّيَّةِ، وَأَعْظَمُ لِلْأَجْرِ، بِخِلَافِ مَنْ يَئِسَ مِنْ الْحَيَاةِ، وَرَأَى مَصِيرَ الْمَالِ لِغَيْرِهِ. (فتح الباري).

 

قوله: ("أَلَا وَهُوَ لَهُمْ") -أي: للوَرَثَة- ("وَإِنْ كَرِهْتَ")، -الْمَعْنَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ عَنْ تَصَرُّفِه، وَكَمَالِ مِلْكِهِ، وَاسْتِقْلَالِه بِمَا شَاءَ مِنْ التَّصَرُّف، فَلَيْسَ لَهُ فِي وَصِيَّتِه كَبِيرُ ثَوَابٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَى صَدَقَةِ الصَّحِيحِ الشَّحِيح. (النووي: 3/ 482)-.

 

ألا فاعملوا الآن، قبل فوات الأوان، فما ينفع أن تقولوا: ("لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ». (خ) (1419).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله! من أولى الناسِ بالإنفاق عليهم؟ بالعطاء بالنفقة؟ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِذَا أَعْطَى اللهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا، فَلْيَبْدَأ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ").

 

وفي رواية: ("إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فَقِيرًا؛ فَلْيَبْدَأ بِنَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَ فَضْلًا")؛ -أي شيئا زائدا- ("فَعَلَى عِيَالِهِ، فَإِنْ كَانَ فَضْلًا؛ فَعَلَى قَرَابَتِهِ، أَوْ عَلَى ذِي رَحِمِهِ، فَإِنْ كَانَ فَضْلًا؛ فَهَاهُنَا وَهَاهُنَا"). (م) 10- (1822)، (س) (4653)، (د) (3957)، (حم) (14273)، (14970). يعني ينفق على البعداء بعد القرباء.

 

فليبدأ الإنسان بالنفقة على نفسه، ثم على زوجته، ثم على ولده، ثم على خادمه، ثم على الفقراء والمساكين، هذا كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

("تَصَدَّقُوا")، فَقَالَ رَجُلٌ: (يَا رَسُولَ اللهِ! عِنْدِي دِينَارٌ)، قَالَ:

("تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ")، قَالَ: (عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ)، قَالَ:

("تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجَتِكَ")، قَالَ: (عِنْدِي دِينَارٌ آخَر)ُ، قَالَ:

("تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ")، قَالَ: (عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ)، قَالَ:

("تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ")، قَالَ: (عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ)، قَالَ:

("أَنْتَ أَبْصَرُ"). (س) (2535)، (د) (1691)، (حم) (7419)، (10086) (حب) (3337)، وحسنه الألباني في الإرواء: (895). أي انظر في من تعطيه من الفقراء والمساكين ونحو ذلك.

 

الإنفاق يكون على هذا التسلسل، فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلِيَ أَجْرٌ أَنْ أُنْفِقَ عَلَى بَنِي أَبِي سَلَمَةَ، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ)، (وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا)، -أي: في كل الأحوال- فَقَالَ: ("أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ، فَلَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ"). (خ) (1467)، (خ) (5369)، (م) 47- (1001)، (حم) (26552)، (حب) (4246)، (يع) (7008)، (هق) (15514).

 

هذا إن لم يكن والدان، فإن وجدا أو أحدهما فهما مقدمان على غيرهما إن كانا محتاجين للنفقة.

 

فالصدقة على القريب المحتاج أولى من الصدقة على غيره، والصدقة على القريب المحتاج، كما روى ذلك عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الْقَرَابَةِ اثْنَتَانِ، صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ"). (س) (2582)، (ت) (658)، (جة) (1844)، (حم) (26509)، (حم) (26642)، انظر صحيح الجامع: (3858)، وصحيح الترغيب والترهيب: (892).

 

وأفضل الصدقات على الأقارب، وأفضلها على القريب الذي يضمر لك العدواة، ويبطن لك الشنئان والبغض، لما ثبت عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ، الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ". (طب) (4051)، (حم) (15355)، (ك) (1475)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (1110)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (893)، -قال المنذري: يعني أن أفضل الصدقة على ذي الرحم القاطع، الـمُضْمِر العداوة في باطنه.

 

أخي في دين الله، ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ* وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ* وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 9 – 11].

وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: (كَانَ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ أَوَّلَ أَهْلِ مِصْرَ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَمَا رَأَيْتُهُ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ قَطّ؛ إِلَّا وَفِي كُمِّهِ صَدَقَةٌ)؛ -فما كان لهم جيوبٌ جانبية بل كانوا يضعون الفلوس في الكُمِّ،- (إِمَّا فُلُوسٌ، وَإِمَّا خُبْزٌ، وَإِمَّا قَمْحٌ، حَتَّى رُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَحْمِلُ الْبَصَلَ، فَأَقُولُ: يَا أَبَا الْخَيْرِ! إِنَّ هَذَا يُنْتِنُ ثِيَابَكَ!) -يجعل الرائحة الكريهة تنبعث منه ومن ثيابك،- فَيَقُولُ: (يَا ابْنَ حَبِيب! أَمَا إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِي الْبَيْتِ شَيْئًا أَتَصَدَّقُ بِهِ غَيْرَهُ، إِنَّهُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ("كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ"). والحديث بزوائده: (خز) (2432)، وقال الألباني: إسناده حسن صحيح، و(ابن المبارك في الزهد) (645)، (حم) (17333)، (حب) (3310)، (طب) (17/ 280 ح771)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (4510)، صَحِيحِ التَّرْغِيبِ: (872)، هداية الرواة: (1867)، فمن تصدق بالقليل ظله قليل، ومن تصدق بالكثير فظله وفير.

 

وفي رواية: قَالَ يَزِيدُ: (فَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ) -هذا الرجل الذي يأتي إلى المسجد مبكرا- (لَا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ لَا يَتَصَدَّقُ مِنْهُ بِشَيْءٍ، وَلَوْ كَعْكَةً وَلَوْ بَصَلَةً). (خز) (2431)، قال الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم.

 

ألا وصلوا على من صلى عليه الله جلّ جلاله فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى الدين.

 

اللهُمَّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، ونعوذ بِاللهِ مِنْ الْفَقْرِ، وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ، وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ مِنَّا، اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّار.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • طلب الأرزاق من الواحد الرزاق
  • الغبطة في الأخلاق لا في الأرزاق
  • البركة في الأرزاق
  • توكل الأرزاق
  • لا تسألوا الأرزاق إلا من الرزاق
  • سوء الآداب والأخلاق يفسد الأعمال والأرزاق
  • الأرزاق والأعمار وعمران الديار تزيد بصلة الأرحام وحسن الأخلاق وحسن الجوار (خطبة)
  • فضل الإنفاق في وجوه الخير
  • الأسباب لنيل الأرزاق (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • حمر النعم كفر النعم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من النعم أن يحجب عنك بعض النعم!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • النعم الدائمة والنعم المتجددة (خطبة)‏(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الإنفاق من الجهد البشري(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الإنفاق في سبيل الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شكر النعم ونعمة المركبات والسيارات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل أتاك نبأ العلماء الذين أحرقوا كتبهم أو دفنوها...؟!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أصبح منكم آمنا في سربه..(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سبعة قوانين لفهم الكتاب المبين(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب