• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع
علامة باركود

أكل الحرام (خطبة)

أكل الحرام (خطبة)
محمد كياد المجلاد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/2/2018 ميلادي - 17/5/1439 هجري

الزيارات: 150896

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أكل الحرام

 

حدثينا لهذا اليوم عن أمر عظيم وخطر مستطير عم في المجتمع وتفشى واختلط الحابل بالنابل وتغشى، حدثينا عن كبيرة من الكبائر وجريمة من الجرائم من استحلها في ظل النجدين وهدم بيديه طريق الهدايتين فاختار طريق السعير ولظى الزمهرير والنار المستطير حديثنا عن المال الحرام وما أدراك ما المال يكفي والله أن صاحبه في نار تلظى لا يموت فيها ولا يحيى يعاني الأمّرين ويعض من شدة الندم كلتا اليدين جعلنا الله وإياكم ممن أغناهم الله بحلاله عن حرام وبفضله عمن سواه.

 

عباد الله: لقد خلق الله - تبارك وتعالى - الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له، وأمرهم أن يأكلوا من طيبات ما رزقهم من الأرض، وأن يجتنبوا الحرام والخبيث، قال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157].

 

عباد الله: إن طلب الحلال واجب على كل مسلم، وإن صار عصياً على العقول فهماً، وثقيلاً على الجوارح فعلاً؛ وذلك بسبب قلة الفقه في الدين والتعلق بالمادة واختلال الموازين.

 

يقول تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188]. قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:"هذا في الرجل يكون عليه مالٌ، وليس عليه فيه بينة، فيجحد المال ويخاصمهم إلى الحكام، وهو يعرف أن الحق عليه، وقد علم أنه آثم، آكل حرام".

 

وقال قتادة: "واعلموا أن من قضي له بباطل، أن خصومته لم تنقض حتى يجمع الله بينهما يوم القيامة، فيقضي على المبطل للمحق بأجود مما قضي به للمبطل على المحق في الدنيا".

 

ومن أخوف عواقب أكل المال الحرام أنه سبب من أسباب عذاب القبر: فهذا مجاهدٌ قُتلَ في سبيلِ الله، فقال الصحابةُ رضي الله عنهم هنيئاً لهُ الشهادةِ يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (كلاَّ والذي نفسي بيده إنّ الشملةَ، لتلتهبُ عليه ناراً، أخذها يوم خيبر من الغنائم، لم تُصبها المقاسم)، قال: فَفَزِعَ الناسِ فجاءَ رجلٌ بشراكٍ أو شراكين، وقال: أخذتهما يوم خيبر فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (شراكٌ أو شراكان في النار) متفق عليه.

 

ومن ذلك أكل مال اليتيم، الذي شنع فيه ديننا على أصحابه أيما تشنيع، بأسلوب تقشعر منه أبدان الذين يعقلون. يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]. قال السدي: "إذا قام الرجل يأكل مال اليتيم ظلمًا، يُبعث يوم القيامة ولهبُ النار يخرج من فيه، ومن مسامعه، ومن أذنيه، وأنفه، وعينيه، يعرفه من رآه يأكل مال اليتيم".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات"، وذكر منها: "أكل مال اليتيم" متفق عليه.

 

ومن ذلك الاتجار في المحرمات، كالمخدرات، والسلع المغشوشة، والتعاملات الربوية وغيرها. يقول الله تعالى: ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]. وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب (ثمن بيعه)، ومَهْرِ البَغِيِّ (ما تعطى على الزنا)، وحُلْوان الكاهن (ما يعطى على تكهنه)" متفق عليه.

 

ولقد تفطن سلفنا لخطورة هذا الأمر، وبلغ بهم الورع إلى ترك الحلال - أحيانا - مخافة الوقوع في الحرام.

يقول الفاروق عمر رضي الله عنه:"كنا ندع تسعة أعشار الحلال، مخافة أن نقع في الحرام".

 

ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه:"لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار، لم يُقبل ذلك منكم إلا بورع حاجز (مانع)".

 

ويقول ابن المبارك: "لأنْ أرُدَّ دِرْهمًا من شُبْهَةٍ، أحبّ إليَّ من أن أتصدَّق بمائة ألفٍ".

ويقول يحيى بن معاذ - رحمه الله -: "الطاعة خزانة من خزائن الله، إلا أن مفتاحها الدعاء، وأسنانَه لُقَمُ الحلال".

قال حُذيفة المَرْعَشي: "جماع الخير في حرفين: حِل الكِسرة، وإخلاص العمل لله".

 

وروى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنهم قالت: "كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء، فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أُحسِنُ الكهانة إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه. فأدخل أبو بكر يده، فقاء كل شيء في بطنه".

 

وروى للبيهقي في معرفة السسن والآثار: عن زيد بن أسلم: (أنَّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه شرب لبنًا فأعجبه، فقال للذي سقاه: من أين لك هذا اللَّبن؟ فأخبره أنَّه ورد على ماء قد سمَّاه، فإذا نَعَمٌ من نَعَمِ الصَّدقة، وهم يسقون، فحلبوه لي مِن ألبانها، فجعلته في سقائي، وهو هذا، فأدخل عمر يده فاستقاءه).

 

ذُكِر أن جنيداً البغدادي -رحمه الله- جاء يوماً إلى داره فرأى جارية جاره ترضع ولده، فانتزع ولده منها، وأدخل أصبعه في فيه (أي في فمه) وجعله يتقيأ كل الذي شربه، فلما سئل، قال: جاري يأكل الربا، يأكل الحرام، وجارية جاري تعمل عنده فهي تأكل الحرام، وجارية جاري ترضع ولدي فهي ترضع ولدي الحرام، ورسول الله -عليه الصلاة والسلام- يقول: "إنه لا يربو لحم نبت من سحت، إلا كانت النار أولى به".

 

ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم: "الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يستجاب لذلك؟" مسلم.

 

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "بالورع عما حرم الله، يُقبل الدعاء، والتسبيح". ويقول ابن عباس رضي الله عنه:"لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام".

 

ويقول العلامة ابن رجب: "أكل الحرام، وشربه، ولبسه، والتغذي به، سبب موجب لعدم إجابة الدعاء".

ومن جميل قول وهب بن الورد: "لو قمتَ في العبادة مقام هذه السارية، لن ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك: حلالٌ هو أم حرام".

 

عباد الله أكل الحرام: مدخل كبير لإبليس، يشوش به على العُباد، ويحبط به عمل الزُّهاد، حين يفتح لهم باب البطن الحرام، فيطمئن حينئذ إلى ضياع عبادتهم، لأنها مجرد تعب ونصب، لن تنفعهم بشيء، ما دامت لم تحجزهم عن الحرام. كمن يغتر بصلاته، فيستسهل أخذ الرشوة، أو يكثر من الصيام، ولا يرى بأسا بالسرقة، أو يوالي بين الحج والعمرة، ويستحل أكل الربا.

 

وروي عن يوسف بن أسباط رحمه الله قال: "إن الرجل إذا تعبد، قال الشيطان لأعوانه: انظروا من أين مطعمه، فإن كان مطعم سوء، قال: دعوه يتعب، فقد كفاكم نفسه".

 

ومن عقوبات أكل المال الحرام وعواقبه أن أكل المال الحرام من أعظم أسباب حرمان الرزق الطيب المبارك: وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يحسنه بعض أهل العلم: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، فكم من درهم حرام حُرم به العبد دراهم من الحلال، ولو تعفف العبد عن الحرام وقنع بما كتب الله له من الحلال لفتح الله عليه من أبواب رزقه ما يكفيه ويغنيه، فإنه تعالى قد أخذ على نفسه ذلك فقال: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).

 

أن أكل المال الحرام من أسباب حرمان العبد من كثير من الأعطيات الربانية والمنح الإلهية وأعظمها ما روي في الحديث الذي حسنه السيوطي عنه عليه الصلاة والسلام: (من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له).

 

وكان يحيى بن مَعين يُنشد:

المال يذهب حِله وحرامه
يوماً وتبقى في غد آثامُه
ليس التقي بمتق لإلهه
حتى يَطيب شرابُه وطعامُه

بارك الله لي ولكم..

 

الخطبة الثانية

أريتم أيها الفضلاء إلى جناية آكل الحرام على نفسه ودينه، لقد استجمع هذا الرجل من صفات الذل والمسكنة ما يدعو إلى رثاء حاله، ويؤكد شدة افتقاره، تقطعت به السبل، وطال عليه المسير، وتغربت به الديار، وتربت يداه، واشْعَثَّ رأسه، واغبرَّت قدماه، وكل ذلك من أعظم موجبات قبول دعوته، وإجابة طلبته، ولكنه قد قطع صلته بربه، وحرم نفسه من مدد مولاه، فحيل بين دعائه والقبول. أكل من حرام، واكتسى من حرام، ونبت لحمه من حرام، فردَّت يداه خائبتين، بربكم ماذا يبقى للعبد إذا انقطعت صلته بربه، وحُجب دعاؤه، وحيل بينه وبين الرحمة؟! لمثل هذا قال بعض السلف: " لا تستبطئ الإجابةَ وقد سددتَ طُرقَها بالمعاصي ".

 

إطابةَ المطعم سببٌ من أسباب قبول الدعاء، كما قال وهبُ ابن منبِّه رحمه الله: " مَن سرَّه أن يستجيب الله دعوتَه فليُطيب طُعْمَتَه "، ولَمَّا سئل سعدُ بن أبي وقاص رضي الله عنه: تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما رفعتُ إلى فمي لُقمةً إلاَّ وأنا عالِمٌ من أين مجيئُها ومن أين خرجت ".

 

أن أكل الحرام من أسباب زوال نعم الله على العبد وحلول نقمه عليه تماماً كما قال الله تعالى لأكلة الربا: (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) وآكل المال الحرام يظن أنه في نعمة وغنى وكلما جمع من الحرام أكثر كلما أحاطت به خطيئته وأحل الله به عقوبته من حيث يشعر ومن حيث لا يشعر.

 

أن أكل الحرام سبب لحلول النقم والعقوبات العامة على الأمة وزوال نعم الله عليها في اقتصادها وأمنها: فللمكاسب المحرمة آثارٌ سيئة على الفرد والجماعة؛ تُنزع البركات، وتفشو العاهات، وتحل الكوارث. أزمات مالية مستحكمة، وبطالة متفشية، وتظالم وشحناء.

 

قال ابن حجر الهيتمي: وَلِهَذِهِ الْقَبَائِحِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا التُّجَّارُ وَالْمُتَسَبَّبُونَ وَأَرْبَابُ الْحِرَفِ وَالصَّنَائِعِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الظَّلَمَةَ فَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، وَهَتَكُوا حَرِيمَهُمْ، بَلْ وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ الْكُفَّارَ فَأَسَرُوهُمْ وَاسْتَعْبَدُوهُمْ، وَأَذَاقُوهُمْ الْعَذَابَ وَالْهَوَانَ أَلْوَانًا، وَكَثْرَةُ تَسَلُّطِ الْكُفَّارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالْأَسْرِ وَالنَّهْبِ وَأَخْذِ الْأَمْوَالِ وَالْحَرِيمِ إنَّمَا حَدَثَ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ الْمُتَأَخِّرَةِ لَمَّا أَنْ أَحْدَثَ التُّجَّارُ وَغَيْرُهُمْ قَبَائِحَ ذَلِكَ الْغِشِّ الْكَثِيرَةِ الْمُتَنَوِّعَةِ وَعَظَائِمِ تِلْكَ الْجِنَايَاتِ وَالْمُخَادَعَاتِ وَالتَّخَيُّلَاتِ الْبَاطِلَةِ عَلَى أَخْذِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِأَيِّ طَرِيقٍ قَدَرُوا عَلَيْهَا، لَا يُرَاقِبُونَ اللَّهَ الْمُطَّلِعَ عَلَيْهِمْ، وَلَا يَخْشَوْنَ سَطْوَةَ عِقَابِهِ وَمَقْتِهِ، مَعَ أَنَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بِالْمِرْصَادِ: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19].

 

وَقد ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ لِأَبِيهِ: أَصَابَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَلَاءٌ، فَخَرَجُوا مَخْرَجًا، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيِّهِمْ أَنْ أَخْبِرْهُمْ: إِنَّكُمْ تَخْرُجُونَ إِلَى الصَّعِيدِ بِأَبْدَانٍ نَجِسَةٍ، وَتَرْفَعُونَ إِلَيَّ أَكُفًّا قَدْ سَفَكْتُمْ بِهَا الدِّمَاءَ، وَمَلَأْتُمْ بِهَا بُيُوتَكُمْ مِنَ الْحَرَامِ، الْآنَ حِينَ اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَيْكُمْ؟ وَلَنْ تَزْدَادُوا مِنِّي إِلَّا بُعْدًا.

 

إن أكل الحرام موجب لغضب الله ومانع من إجابة الدعاء، فاقنعوا بالحلال عن الحرام، وتوبوا إلى الله من المظالم والآثام، وأحسنوا كما أحسن الله إليكم، ويسِّروا على عباده كما يسر الله عليكم، واجعلوا أموالكم لكم ستراً من النار بكثرة الصدقات ومشروع النفقات، وامتطوها إلى ما يرضي الله توصلكم إلى الدرجات العالية من الجنات.

 

أيها العمال والموظفون، أيها التجار والصناع، أيها السماسرة والمقاولون أيها المسلمون والمسلمات، حقٌّ عليكم تحري الحلال والبعد عن المشتبه، احفظوا حقوق الناس، أنجزوا أعمالهم، أوفوا بالعقود والعهود، اجتنبوا الغش والتدليس، والمماطلة والتأخير، اتقوا الله جميعاً، فالحلال هنيء مريء، ينير القلوب، وتنشط به الجوارح، وتصلح به الأحوال، وتصحُّ به الأجسام، ويستجاب معه الدعاء.

هذا واعلموا....





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سلسلة مغبة أكل الحرام (1)
  • سلسلة مغبة أكل الحرام (11)
  • التحذير من أكل الحرام
  • صيام البطن عن أكل الحرام
  • اللامبالاة بأكل الحرام: آثار وأضرار
  • أقسام الحرام
  • لذة الحرام (قصيدة)
  • تحذير الأنام من عاقبة أكل الحرام (خطبة)
  • خطورة أكل الحرام (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • سلسلة من آداب الطعام (4) الأكل بثلاث أصابع والأكل مما يليه(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • التسمية أول الطعام والأكل مما يلي الآكل(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • هل يجوز أكل لحم الكلاب؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإمساك عن الأكل في عيد الأضحى حتى يصلي العيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • مبطلات الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاضطرار إلى محظورات الحج(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • سلسلة مغبة أكل الحرام (8)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم الأكل والشرب في أواني الذهب والفضة(مقالة - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • التحذير من الكسب الحرام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مفسدات الصوم (الأكل أو الشرب)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب