• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: فما عذرهم
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

تحية الإسلام حكم وأحكام

تحية الإسلام حكم وأحكام
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/10/2017 ميلادي - 13/1/1439 هجري

الزيارات: 39803

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحية الإسلام حكم وأحكام


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

تكلمنا في الخطبة الماضية عن إلقاء التحية والسلام، وبعض فضائلها.

 

واليوم؛ بعض الأحكام... أحكام هذه التحية العظيمة، والتي يجب علينا أن ننشرها وتفشو فينا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما أزكاها من كلمات، وما أحسنها من بركات، قصَّر فيها كثير من الناس، واستبدلوها بغيرها.

أخي في دين الله! ألقِ السلام على من عرفت ومن لم تعرف، ما دامت هناك علاماتٌ على إسلامِه وإيمانه، فإلقاء السلام علامةٌ على الإسلام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله - تعالى - عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلْإِسْلامِ صُوًى" - أي عَلاَمَاتٍ - "وَمَنَارًا كَمَنَارِ الطَّرِيقِ"، - أي شرائع يهتدى بها - "مِنْهَا" - أي من هذه الشرائع -: "أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى الْقَوْمِ إِذَا مَرَرْتَ بِهِمْ"[1].


والسلام لفضله العظيم، وخيره العميم ألقاه الله عز وجل على أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، فقال جل جلاله: ﴿ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 79]، ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الصافات: 109]، ﴿ سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [الصافات: 120]، ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ﴾ [الصافات: 130].

فأولى الناس بالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ هم الرسلُ والْأَنْبِيَاءُ عليهم السلام، قَالَ تَعَالَى: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

 

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنَّ اللهَ بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي". [2]، وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حَجَرٍ رضي الله عنه قَالَ: "صَلُّوا عَلَى النَّبِيِّينَ إِذَا ذَكَرْتُمُونِي، فَإِنَّهُمْ قَدْ بُعِثُوا كَمَا بُعِثْتُ"[3].

فصلى الله على نبينا محمد وعلى إخوانه المرسلين، وعلى آله بيته وأصحابه أجمعين.

 

ويجب ردُّ السلام على من نعرف ومن لا نعرف، علينا أن نلقي السلام هذه التحية سنة، لكن أن نردَّها فهذا واجب على من نعرف، ومن لا نعرف، هذه سنة الأنبياء وطريقتهم وهديهم، فقد ردَّ خليلُ الله إبراهيم عليه السلام على الملائكة عليهم السلامُ السلامَ عندما سلَّموا عليه وهو لا يعرفهم، ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾ [الذاريات: 24 - 26]، ﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾ [هود: 69].

 

ولا تخصَّ يا عبد الله! من تعرفُه بالسلام دون أحد ممن لا تعرفه، فقد ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟) قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ". [4]، - أَيْ: لَا تَخُصَّ بِهِ أَحَدًا تَكَبُّرًا أَوْ تَصَنُّعًا، بَلْ تَعْظِيمًا لِشِعَارِ الْإِسْلَام، وَمُرَاعَاةً لِأُخُوَّةِ الْمُسْلِم.- فكل من تعتقد فيه الإسلام فألق عليه السلام.

 

فإلقاء تحية الإسلام – أيضا - لا تخصَّ بها أحدا وتحرم منها الآخرين؛ احتقارا لهم أو توبيخا لهم، فعَنْ الطُّفَيْلَ بْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: (كُنْتُ آتِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما فَأَغْدُو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ)، -أي في الصباح الباكر يغدوان إلى السوق.

قَالَ: (فَإِذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ، لَمْ يَمُرَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى سَقَّاطٍ) -هو الذي يبيع سَقَط المتاع، وهو رديئه وحقيره- (وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ) –(صاحب البِيعة): بالكسر من (البَيْع). يعني: بائع-. -وهو الذي يبيع البضاعة وغيرها من الفواكه وما شابه- (وَلَا مِسْكِينٍ، وَلَا أَحَدٍ)، -من أمثال هؤلاء- (إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ).


قَالَ الطُّفَيْلُ: (فَجِئْتُ ابْنَ عُمَرَ يَوْمًا، فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ)، -يعني قال له: قم معنا واتبعنا لأننا سنذهب إلى السوق.

فَقُلْتُ لَهُ: (وَمَا تَصْنَعُ فِي السُّوقِ وَأَنْتَ لَا تَقِفُ عَلَى الْبَيْعِ، وَلَا تَسْأَلُ عَنْ السِّلَعِ، وَلَا تَسُومُ بِهَا، وَلَا تَجْلِسُ فِي مَجَالِسِ السُّوقِ؟! فَاجْلِسْ بِنَا هَاهُنَا نَتَحَدَّثُ)، فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: (يَا أَبَا بَطْنٍ -وَكَانَ الطُّفَيْلُ ذَا بَطْنٍ- إِنَّمَا نَغْدُو مِنْ أَجْلِ السَّلَامِ، نُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقِيَنَا)[5].


ومن الأدب البدءُ بالسلام -فـالسُّنَّةُ أَنْ يَبْدَأَ بِهِ قَبْلَ الْكَلَامِ؛ لِأَنَّ فِي الِابْتِدَاءِ بِالسَّلَامِ إِشْعَارًا بِالسَّلَامَةِ وَتَفَاؤُلًا بِهَا، وَإِينَاسًا لِمَنْ يُخَاطِبُهُ، وَتَبَرُّكًا بِالِابْتِدَاءِ بِذِكْرِ اللهِ -سبحانه وتعالى-. تحفة-.

فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله -تعالى- عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "السَّلَامُ قَبْلَ الْكَلَامِ"[6].

وفي رواية أخرى: "لَا تَأذَنُوا لِمَنْ لَمْ يَبْدَأ بِالسَّلَامِ"[7].


وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "السَّلَامُ قَبْلَ السُّؤَالِ، فَمَنْ بَدَأَكُمْ بِالسُّؤَالِ قَبْلَ السَّلَامِ فلَا تُجِيبُوهُ"[8].

ولا نأذن لمستأذن أن يدخل بيوتنا حتى يسلِّمَ؛ إنسان يقرع عليك الباب فلا تجبه، ولا تأذن له حتى منه: السلام عليكم.

فإن لم يسلِّمْ فلا إذن له بالدخول، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله -تعالى- عنه يَقُولُ: (إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: أَأَدْخُلُ؟ -وَلَمْ يُسَلِّمْ- فَقُلْ: لاَ! حَتَّى تَأتِيَ بِالْمِفْتَاحِ)، قُلْتُ: (السَّلاَمُ؟) قَالَ: (نَعَمْ!)[9].

إذا مفتاح الدخولِ والإذنُ أن يسلِّم أوَّلاً، ثم بعد ذلك يستأذن بالدخول.

 

كذلك لا نستأذن في دخول البيوت، إذا أردنا أن ندخل بيوت أصحابنا إلا بعد السلام، وننتظر حتى نسمعَ الردَّ، فنستأذن، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: (حَدَّثَنَا رَجُلٌ مَنْ بَنِي عَامِرٍ أَنَّهُ اسْتَأذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتٍ)، فَقَالَ: (أَأَلِجُ؟) -يعني أأدخل؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِخَادِمِهِ: ("اخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الِاسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ: قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟") فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟) فَقَالَ: ("وَعَلَيْكَ، ادْخُلْ")[10].

وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنِ عُمَرَ رضي الله -تعالى- عنهما فَقُلْتُ: (أَأَدْخُلُ)، فَعَرَفَ صَوْتِي، فَقَالَ: (أَيْ بُنَيَّ، إِذَا أَتَيْتَ إِلَى قَوْمٍ، فَقُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ رَدُّوا عَلَيْكَ فَقُلْ: أَأَدْخُلُ)[11].


وعند الاستئذان بالدخول نكرر السلام ثلاثا حتى نسمع الردّ، فإن لم نسمع بعد الثلاث نرجع، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله تعالى عنه، وكان أصغر الصحابة الجالسين في ذلك المجلس- قَالَ:

(كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ، إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ)، فَقَالَ: (اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلاَثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ)، فَقَالَ: (مَا مَنَعَكَ؟) قُلْتُ: (اسْتَأْذَنْتُ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ)، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ»، فَقَالَ: (وَاللَّهِ لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ)، -أي إن الرسول قال هذا الكلام؟- (أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟).


فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: (وَاللَّهِ لاَ يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ القَوْمِ)، -قال أبو سعيد:- (فَكُنْتُ أَصْغَرَ القَوْمِ فَقُمْتُ مَعَهُ، فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ -رضي الله تعالى عنه- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ)[12].

وكذلك أنت أيها المتصلُ بالهاتف والجوَّال؛ إذا فتح صاحبُك الخطَّ أنت قل: (السلام عليكم)، لا تنتظر منه عندما يفتح الخط أن يقول هو: (السلام عليكم)، أنت المتصل، أنت الذي تقرع الباب، دخلت عليه في بيته بصوتك، فقل: (السلام عليكم).


وإذا اتصل عليك بعضهم فلا تقل: (السلام عليكم) عندما تفتح الخط، ولكن قل: (نعم، من معي؟) هذا هو الأصل، أن تقول: (نعم) على من يقرع عليك الباب، فإنك إذا نقرت الرقم فأنت المتصل، وأنت المستأذن وأنت المطلوب منك أن تسلّم.

فسلِّم بهذه التحية المباركة وإياك من كلمة (ألوو!!) كثير من الناس المسلمين يقولون: ألو... السلام عليكم، ألو... مرحبا، فلنبينها ونميزها بكلمة السلام عليكم.

 

أمَّا البيت الذي لا يسكنه أحد فالتحيَّةُ عند دخوله، ما ثبت عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: (إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ غَيْرَ الْمَسْكُونِ) -ليس فيه أحد، وبعضهم يظنُّ أنه لا يكون هناك تحيّة، لا بل هناك تحية- (فَلْيَقُلِ: "السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ")[13].

 

كذلك السَّلَامُ عَلَى الْمَرْأَةِ الشَّابَّةِ وَالْعَجُوزِ مِنْ غَيْرِ الْمَحَارِم، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ رضي الله عنها قَالَتْ: (مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا)[14].

وَعَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: (مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنِسَاءٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ)[15].

وَعَنْ الحسن البصري رحمه الله قَالْ: (كَانَ النِّسَاءُ يُسَلِّمْنَ عَلَى الرِّجَالِ)[16].


فإلقاء السلام على النساء من السنة إذا كنَّ جماعة، كما قال العلماء، أما إن كان هناك فتنة فالسلام على الشابة والفتاة فتنة، فابتعد عن مواطن الفتن.

أما السَّلَامُ عَلَى الصِّبْيَان، فاسمع ما ثبت عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ رحمه الله تعالى قَالَ: (كُنْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه فَمَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ)، -أنس يسلم على الصبيان.

وَقَالَ أنَس: (كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ)، فَقَالَ: ("السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا صِبْيَانُ")[17].


وكيف يكون السَّلَامُ عَلَى الْجَمَاعَةِ مِنَ الْمُسْلِمِين؟ جماعة مرت بجماعة؛ كيف يكون السلام؟ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَإِذَا سَلَّمَ مِنْ الْقَوْمِ وَاحِدٌ أَجْزَأَ عَنْهُمْ"[18].

وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ)، (وَالصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ)، (وَالْمَاشِيَانِ أَيُّهُمَا بَدَأَ فَهو أَفْضَلُ")[19].


فإذا ألقى واحد من الجماعة السلام أو ردَّ واحدُ من الجماعة أجزأ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَرَّ رِجَالٌ بِقَوْمٍ، فَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الَّذِينَ مَرُّوا عَلَى الْجَالِسِينَ، وَرَدَّ مِنْ هَؤُلَاءِ وَاحِدٌ، أَجْزَأَ عَنْ هَؤُلَاءِ وَعَنْ هَؤُلَاءِ"[20].

وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُجْزِئُ عَنْ الْجَمَاعَةِ إِذَا مَرُّوا أَنْ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمْ، وَيُجْزِئُ عَنْ الْجُلُوسِ أَنْ يَرُدَّ أَحَدُهُمْ"[21].


أما السَّلَامُ عَلَى جَمَاعَةٍ فِيهِمْ مُسْلِمُونَ وَكُفَّار، فسلِّم واقصد المسلمين، فَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: (مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَجْلِسٍ وَفِيهِ أَخْلَاطٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ)[22].

والسلام على الكافر كيف يكون؟ أُمِر موسى وهارون عليهما السلام أن يذهبا إلى فرعون، فقال لهما سبحانه وتعالى: ﴿ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ﴾ [طه: 47].

 

هذه هي تحيتنا لغير المسلمين: ﴿ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ﴾ [طه: 47].

أو السلام عليهم إشارةً، قَالَ عَلْقَمَةُ: (إِنَّمَا سَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَلَى الدَّهَاقِينَ إِشَارَةً). [23]

والدَّهَاقِينَ جمع (دِهقان)، وهو: رئيس القرية، ومن له مال وعقار.

 

لا سلَامَ عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ وَمُرْتَكِبِي الْمَعَاصِي، إن ثبت ذلك عنهم، حتى يرجعوا عن معاصيهم وابتداعهم، لكنَّ ذلك بعد أن يثبت عليهم، ولم يرعووا لنصيحة، ونفعت مقاطعتهم في عدم السلام عليهم نستمر في ذلك، لكن إن لم تنفع، فلا ينبغي مقاطعة المسلمين لأجل الهوى والشكوك والافتراءات، فلا سلام على ظالم كالحجاج، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ، فَمَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ)[24].

ولا سلامَ على فاسق؛ أي كشارب خمر، أو ظالم، أو زان، أو ما شابه ذلك، والشرط أن يكون مجاهرا بفسقه، عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: (لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْفَاسِقِ حُرْمَةٌ)[25].


أما إذا أردت دعوةَ هذا الفاسق وذاك الظالم وهدايتَه، فلا مانع أن تسلِّم عليه، لتفتح معه بابا للحوار، وأن يقبل منك ما تدعو إليه.

وأبخلُ الناس من بخل برَدِّ السَّلَام، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86]، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ (عَنْ) الدُّعَاءِ، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ"[26].


إذا سلَّمت على أحدٍ فلم يردَّ عليك ردَّ عليك ملكٌ كريم، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ: (مَرَرْتُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمِّ الْحَكَمِ، فَسَلَّمْتُ فَمَا رَدَّ عَلَيَّ شَيْئًا)، فَقَالَ -أبو ذر-:

(يَا ابْنَ أَخِي! مَا يَكُونُ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ؟! رَدَّ عَلَيْكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ؛ مَلَكٌ عَنْ يَمِينِهِ)[27].


فما هي ألفاظ التحية؟ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قال: قَالَ: (كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فَيَمُرُّ عَلَى الْقَوْمِ)، فَيَقُولُ: (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ)، فَيَقُولُونَ: (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ)،

وَيَقُولُ: (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ)، فَيَقُولُونَ: (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ)،

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: (فَضَلَنَا النَّاسُ الْيَوْمَ بِزِيَادَةٍ كَثِيرَةٍ). [28]، فضلنا، أي زاد الناس علينا بفضلهم.

فالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، فهل هناك زيادة؟ نعم! وردت هناك روايات أخرى تبين الزيادة على ذلك، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ عَلَيْنَا، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ قُلْنَا: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ)[29].


وهناك زيادة أخرى وأخيرة، ولا يوجد غيرها فيما أعلم، فقد ثبت في الأدب المفرد للبخاري عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: (كَانَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَكْتُبُ عَلَى كِتَابِ زَيْدٍ، إِذَا سَلَّمَ قَالَ:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، وَطَيِّبُ صَلَوَاتِهِ)[30].

فها هي خمسة ألفاظ للتحية، أقلها: السلام عليكم، وأكثرها أن تقول هذه الخمسة: وعليكم السلام، ورحمة الله، وبركاته، ومغفرته، وطيب صلواته.

 

وعند الافتراق أيضا؛ يفترق المسلمون من مجالسهم بالسلام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ، ثُمَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَتْ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ")[31].

وَعَنْ أَبِي مَدِينَةَ -هو عَبْدُ اللهِ بن حِصْنٍ- الدَّارِمِيِّ رضي الله عنه - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: (كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا تلاقيا، لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ: ﴿ وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر 1، 2]، ثُمَّ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ)[32].


وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بن قُرَّةَ بن إياس الـمُزَني -رضي الله عنه- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (يَا بنيَّ! إنْ كُنْتَ فِي مَجْلِسٍ تَرْجُو خَيْرَهُ، فَعَجَّلَتْ بِكَ حَاجَةٌ)، -أنت تريد أن تبقى إلى آخر المجلس، لكن عجلت بك حاجة- (فَقُلْتَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَإِنَّكَ تَشْرَكُهُمْ فِيمَا أَصَابُوا فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ)[33].

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا اصْطَحَبَ رَجُلَانِ مُسْلِمَانِ، فَحَالَ بَيْنَهُمَا شَجَرٌ وَحَجَرٌ وَمَدَرٌ فَلْيُسَلِّمْ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخِرِ، وَيَتَبَادَلَانِ السَّلَامَ"[34].


الحجر والشجر إذا فصلا بينك وبين أخيك في طريق، ثم التقيتما بعد ذلك فسلم عليه.

أفشوا السلام بينكم يا عباد الله، والسلام أيضا عند المفارقة والوداع.

 

قال الشَّعْبِيّ رحمه الله: (كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما بِمَالِهِ) -أَيْ: بأرضه التي يملكها- (فَبَلَغَهُ؛ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَلَحِقَهُ عَلَى مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ لَيَالٍ)، فَقَالَ: (أَيْنَ تُرِيدُ؟!) قَالَ -الحسين-: (الْعِرَاقَ، هَذِهِ كُتُبُهُمْ وَبَيْعَتُهُمْ)، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: (لَا تَأتِهِمْ)، فَأَبَى، قَالَ: (إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا: "إِنَّ جِبْرِيلَ -عليه السلام- أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَخَيَّرَهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ، وَلَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا"، وَإِنَّكُمْ -آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم- بِضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَذَلِكَ يُرِيدُ مِنْكُمْ، وَمَا صَرَفَهَا اللهُ عَنْكُمْ إِلَّا لِلَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، فَأَبَى أَنْ يَرْجِعَ، فَاعْتَنَقَهُ ابْنُ عُمَرَ وَبَكَى وَقَالَ: (أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ وَالسَّلَامَ)[35].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي لكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين؛ أما بعد؛

علمنا السلام على الكافر، نقول: السلام على من اتبع الهدى، أو بالإشارة، لكن هو لو ألقى عليك السلام، ماذا نقول؟ كيفية رد السلام على الكافر غير المسلم إذا سلم علينا؟

 

أمَّا كَيْفِيَّةُ رَدِّ السَّلَامِ عَلَى الْكَافِر إذا سلم علينا، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: إنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْنَا؛ فَكَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟) قَالَ: "قُولُوا: وَعَلَيْكُمْ"[36].

وَعَنْ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ قال: (مَرَّ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه بِرَجُلٍ هَيْئَتُهُ هَيْئَةُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ عُقْبَةُ: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ)، فَقَالَ لَهُ الْغُلاَمُ: (أَتَدْرِي عَلَى مَنْ رَدَدْتَ؟!) فَقَالَ: (أَلَيْسَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ؟!) فَقَالُوا: (لَا! وَلَكِنَّهُ نَصْرَانِيٌّ)، فَقَامَ عُقْبَةُ فَتَبِعَهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ، فَقَالَ: (إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ وَبَرَكَاتِهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، لَكِنْ؛ أَطَالَ اللهُ حَيَاتَكَ، وَأَكْثَرَ مَالَكَ)[37].


أما كَيْفِيَّةُ السَّلَامِ عَلَى الْأَمْوَات، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْهُ، يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ)، -أي مقبرة البقيع- فَيَقُولُ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ"[38].


وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما (إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ)، -يعني جاء إلى المدينة بعد أن سافر- (دَخَلَ الْمَسْجِدَ، ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ) -أي قبر النبي صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: (السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ)، ويُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ[39].

يقصد أباه عمر المدفون مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر رضي الله عنه.

 

ومن الْبِدَعِ الْمُسْتَحْدَثَةِ فِي السَّلَام؛ السَّلَامُ بِالْإِشَارَةِ دُونَ النُّطْق، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مِنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لَا تَشَبَّهوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى، فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الْإِشَارَةُ بِالْأَصَابِعِ، وَإِنَّ تَسْلِيمَ النَّصَارَى الْإِشَارَةُ بِالْأَكُفِّ (والرُّءوسِ)[40].

يعني يشير فقط ولا يقول: السلام عليكم أو عليكم السلام، وإنما هكذا إشارة مجردة، لو كان معه النطق جاز إن شاء الله.

 

فإن كان المسلَّم عليه في صلاة، يعني يصلي أو أنت في الصلاة، فلا مانع أن ترد السلام إشارة، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قُبَاءَ يُصَلِّي فِيهِ، فَجَاءَتْهُ الْأَنْصَارُ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي)، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: (فَقُلْتُ لِبِلَالٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي؟) قَالَ: (كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ، يَقُولُ هَكَذَا -وَبَسَطَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ كَفَّهُ وَجَعَلَ بَطْنَهُ أَسْفَلَ، وَجَعَلَ ظَهْرَهُ إِلَى فَوْقٍ-)[41].

فإذا جاء من يسلِّم عليك وأنت في الصلاة فقل له هكذا، وهذه إشارة جائزة؛ لأنك مشغول بعبادة الله.

 

وَعَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه قَالَ: (مَرَرْتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ إِشَارَةً بِأُصْبُعِهِ)[42].

يجوز بالكف هكذا، ويجوز بالإصبع هذا في الصلاة.

وكذلك يا عباد الله! تجوز الإشارة باليد إذا كان بعيدا لا يسمع الصوت ويرى الإشارة، لكن يقرن معها السلام، ولو بصوت خفيف.

 

إن ملائكة الله الكرام يلقون على المؤمنين السلام عند الوفاة، قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].

وخزنة الجنان يتلقون المؤمنين بالتحية والسلام،﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73].

﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ* لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ* سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [يس: 55 - 58].

 

وفي الختام عباد الله! لا ننسى أن نذكر بصيام عاشوراء، وهو الذي سيكون غدا السبت إن شاء الله تعالى، فصوموه بنية عاشوراء، ومن صام اليوم أيضا الجمعة، كان خيرا على خير إن شاء الله سبحانه وتعالى.

فعندما سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم (عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟) فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ»[43].

حتى لو وافق يوم السبت؟ قال العلماء: حتى لو وافق يوم السبت، لأنه لا يصوم يوم السبت، يوم السبت منفردا منهي عنه لذاته، أما لنية عرفة أو عاشوراء، أو من الثلاثة أيام البيض أو ما شابه ذلك، فالذي عليه علماء السلف قديما هم على جوازه إن شاء الله سبحانه وتعالى.

 

اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا، النبي الأمي صلى الله عليه وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

اللهم وفقنا لرضاك، واجعل عملنا في طاعتك يا رب العالمين.

اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، اللهم وحد صفوفنا، وألف بين قلوبنا، وأزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا، واجعلنا جميعا يدا واحدة على من سوانا برحمتك يا أرحم الراحمين.

وأقم الصلاة فـ﴿ ... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].



[1] أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في (كتاب الإيمان) (رقم الحديث: (3) بتحقيق الألباني)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (2162)، الصَّحِيحَة: (333).

[2] (هب) (131)، (عب) (3118)، صَحِيح الْجَامِع: 3782، الصحيحة: (2963).

[3] رواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (62: 391)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (3781).

[4] (خ) (12)، (م) (39).

[5] (خد) (1006)، (ط) (1726)، صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد (774)، وهداية الرواة (4587).

[6] (ت) (2699)، (يع) (2059)، انظر هداية الرواة (4576).

[7] (يع) (1809)، (هب) (8816)، صَحِيح الْجَامِع (7190)، والصَّحِيحَة (817).

[8] (عد) (5: 290، ترجمة 1429 عبد العزيز بن أبي رواد)، انظر صَحِيح الْجَامِع (3699)، والصَّحِيحَة (816).

[9] (خد) (1083)، وصححه الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث (2712).

[10] (د) (5177)، (حم) (23176)، (ش) (25672)، (خد) (1084)، انظر الصَّحِيحَة (2712).

[11] (حم) (4884)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

[12] (خ) (6245).

[13] (خد) (1055)، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد (810).

[14] (د) (5204)، (جة) (3701)، (خد) (1048)، انظر صَحِيح الْجَامِع (5015)، والصَّحِيحَة تحت حديث (823).

[15] (حم) (19177)، انظر الصَّحِيحَة (2139)، وهداية الرواة (4570).

[16] (خد) (1046)، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد (803).

[17] (خ) (5893)، (م) 14- (2168)، (ت) (2696)، (حم) (12919)، الصحيحة (2950)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.

[18] (ط) (1721)، انظر الصَّحِيحَة (1148).

[19] (خ) (5878)، (م) (2160)، (ت) (2)703، (حم) (10633)، (حب) (498)، (خد) (983)، انظر الصَّحِيحَة (1146).

[20] (حل) (8: 251)، انظر صَحِيح الْجَامِع (798)، الصَّحِيحَة (1412).

[21] (د) (5210)، (هق) (17725)، صحيح الجامع (8023)، الإرواء (778)، وهداية الرواة (4571).

[22] (خ) (5899)، (م) 116- (1798)، (ت) (2702).

[23] (خد) 1104، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: (844).

[24] (خد) (1025)، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد (786).

[25] (خد) (1018)، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد (781).

[26] (طس) (5591)، (هب) (8767)، وعبد الغني المقدسي في كتاب الدعاء (141/ 2)، و(أمثال الحديث لأبي الشيخ) (247)، انظر الصَّحِيحَة (601)، صَحِيح الْجَامِع (1044).

[27] (خد) (1038)، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد (796).

[28] (خد) (987)، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: (762).

[29] (تخ) (1037)، انظر الصَّحِيحَة (1449).

[30] (خد) (1001)، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد (865).

[31] (ت) (2706)، (د) (5208)، (حم) (9662)، انظر الصَّحِيحَة (183)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (2707).

[32] (طس) (5124)، (هب) (9057)، انظر الصَّحِيحَة (2648).

[33] (خد) (1009)، (طب) (ج19ص 26 ح52)، الصحيحة تحت حديث (183)، وصَحِيح التَّرْغِيبِ (2709).

[34] (هب) (8860)، انظر صَحِيح الْجَامِع (355)، والصحيحة (3962).

[35] معجم ابن الأعرابي (2409)، (حب) (6968)، صحيح موارد الظمآن (1886).

[36] (م) 7- (2163)، (د) (5207)، (حم) (12162).

[37] (هق) (18504)، (خد) (1112)، وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث (1274).

[38] (م) 102- (974)، (س) (2039)، (حم) (25510).

[39] (ش) (11793)، وصححه الألباني في (فضل الصلاة على النبي) (99).

[40] (فر) (7323)، (ن) (10172)، انظر جلباب المرأة المسلمة (ص193)، وقال الحافظ في فتح الباري (14/ 11): إسناده جيد.

[41] (د) (927)، (ت) (368)، (جة) (1017)، (حم) (23369)، (س) (1187)، (حب) (2258) انظر الصحيحة (185).

[42] (ت) (367)، (س) (1186)، (د) (925)، (حم) (18951).

[43] (م) 197 - (1162).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تهجم على التخطئة (السلام عليكم)
  • هاكن عبق السلام بتحية الإسلام
  • السلام تحية الإسلام
  • تحية الإسلام الخالدة

مختارات من الشبكة

  • شرح ومعنى: التحيات لله والصلوات والطيبات(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • أحكام تحية المسجد (PDF)(كتاب - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • حكم تحية المسجد عند المالكية(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • حكم تحية المسجد وبيان منزلتها من السنن (PDF)(كتاب - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • تحية ونصيحة لمؤسسي جمعيات وخدمات المتقاعدين ومؤسسي كل المبادرات النافعة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ما هي تحية المسجد الحرام؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • فرنسا: فصل ضابط أمن في مطار نيس لإلقائه تحية الإسلام على زميله(مقالة - المسلمون في العالم)
  • في "يوم الإسلام" بالبرازيل: تحية وفاء للشيخ فيصل مولوي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إعلام الورى بجواز التحية بمرحبا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب