• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات
علامة باركود

دراسة عن القصيمي

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في صحيفة الجزيرة، العدد 195 الصادر بتاريخ 24/3/1388، والعدد 199 في 22/3/1388هـ.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/7/2010 ميلادي - 28/7/1431 هجري

الزيارات: 19677

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هذا هو اسمُ الكتاب الذي أصدره الدكتور صلاح الدين المنجد في 63 صفحة، من منشورات دار الكتاب الجديد، طُبِع على مطابع الأمان ببيروت، في تشرين الأول من أكتوبر 1967م / 1387 هـ، وقد حلَّل الدكتور المنجد في هذا الكتاب آراءَ القصيمي وفنَّدها، ونقل عبارات من كلامه توضِّح اتجاهاته الإلحادية، وهزءَه بالأنبياء والديانات، وإنكاره لوجود الله، وقدْحَه في علماء الإسلام، وسخريته بالتراث الإسلامي.

 

كان القصيميُّ قد مر بمرحلتين؛ إحداهما قبل كتابه "هذي هي الأغلال"، الذي أصدره في عام 1946، والثاني ما بعد هذا الكتاب، وقد كان قبل إخراج كتابه الأغلال أصدر كتبًا في الدِّفاع عن الإسلام، والرد على الوثنيِّين والخرافيِّين، والقادحين في الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فله كتاب "شيوخ الأزهر"، و"الزيادة في الإسلام"، و"مشكلات الأحاديث النبوية"، و"نقد كتاب حياة محمد"، و"الصراع بين الإسلام والوثنية"، و"البروق النجدية"، وإن كان الغرور والتعاظم يبدوان مِن فلتات لسانه أحيانًا، غير أنَّه في تلك المرحلة يُعتبر مدافعًا عن الإسلام، مبينًا لمحاسنه، رادًّا على أهل البدع والتشكيك.

 

ولَمَّا أصدر كتابه "الأغلال" استبان منه أنه انتقل مِن طَوْر إلى طور، ومن حالة إلى نقيضها، فحبَّذ الإلحاد، وهزأ بالدِّين، وتنقص المتدينين، وزعم أنَّ الطبيعة هي خالِقة الكون ومدبِّرتُه، فهبَّ علماء الإسلام ينكرون قوله، ويردُّون باطله، ونشروا المقالاتِ والقصائد، وألَّفوا الكتب في بيان ما يحتويه كتابه من سموم وكفريات.

 

فألَّف علامة القصيم الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي - رحمه الله - كتابًا سماه "تنزيه الدِّين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله"، وردَّ الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة عليه بكتاب لطيف، وألَّف الشيخ عبدالله بن يابس كتابًا أسماه "الرد القويم على ملحد القصيم"، وقام الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز السويح قاضي المقاطعة الشمالية بالمملكة حينذاك[1] بتأليف كتاب ضخم بعنوان "بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال"، يقع في مجلَّدين، كما كتب الشيخ سيد قطب مقالاً نُشِر في مجلة الهدي النبوي، ومجلة السوادي يبين ما ينطوي عليه "الأغلال" من ضلال وإلحاد، ونشرت قصائد لبعض المشايخ وطلبة العِلم في الموضوع[2].

 

لقد أسِف علماء الإسلام لهذه النكسة من القصيمي، وهذا الزَّيْغ والارتياب الذي ملأ به كتابه، وما أحسن ما قال الشيخ إبراهيم السويح - غفر الله له - في مقدِّمة كتابه "بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال"، المطبوع سنة 1368 بالمطبعة السلفية ومكتبتها بالقاهرة (1/4 –5 ): "لسنا بحاجة إلى الاستدلال على فساد تصوُّر هذا الرجل، وكثرة تقلُّب آرائه، فإنَّ مضادة كتابه هذا لكتبه السابقة في كلِّ شيء أمر لا يخفى على كلِّ مَن تدبَّر ذلك، وقد أشار في كتابه هذا إلى أنَّه قضى عصرًا من حياته وهو معتقِد خلال هذه الآراء التي نشرها في هذا الكتاب، ولا شكَّ أنَّ اضطراب الرأي، وتناقض الاعتقاد في الأصول الضرورية الثابتة القطعية من أظهر الدلائل على فساد التصوُّر، ولا سيَّما مع دعواه في كلٍّ من هذه الكتب المتضادة بأنَّ ما اعتقده وقرَّره فيها بُنِي على براهين ثابتة وصحيحة، ومعلومٌ أنَّ البراهين الثابتة لا تتناقض، وهذا بخلاف الآراء الجريئة التي تُبنَى على الظنون والقرائن، وأمثال ذلك".

 

ويقول الأستاذ محمد أحمد الغمراوي في تقديم كتاب "الشواهد والنصوص من كتاب الأغلال، على ما فيه من زيغ وكفر وضلال بالعقل والنقل"؛ للشيخ محمد عبدالرزاق حمزة، المطبوع سنة 1367هـ 1948م بمطبعة الإسلام بمصر: "قرأت رسالة الشيخ السعدي، ثم قرأتُ كتاب الشيخ حمزة، فإذا بي أمام أمور منسوبة إلى صاحب "الأغلال"، ونصوص شنيعة منقولة عن كتابه لم يذهب بي الخيال يومًا إلى أنَّ مثلها يمكن أن يصدر عن مسلِم كان له يومًا في الإسلام قَدَم، بل كان له في سبيل الإسلام عند أهل بلده جهاد، ولم أجد بُدًّا حين قرأت الكتابَين من أن أقرأ كتاب "الأغلال" من أوَّله إلى آخره؛ لأعرفَ حقيقته من غير واسطة إن كنت كاتبًا مقدِّمة لردٍّ عليه، فإذا الأمر أفظع، حتى ممَّا يبدو من خلال الكتابين".

 

ناقش هؤلاء العلماء الأفاضل كتابَ القصيمي، وأبانوا ما احتواه من أخطاء، وجنوح عن الحق، وسَيْر في رِكاب الملحدين، وترقَّب الناس أن يثوب القصيمي إلى رُشْده، بَيْد أنه سار في خطته إلى أبعد الحدود، وأصدر كتابه "العالم ليس عقلاً" في عام 1963م، وبعد عامين أصدر كتابين هما "كبرياء التاريخ في مأزق" و"هذا الكون ما ضميره"، وهما مِن نفس النمط.

 

ولقد أحسن الدكتور المنجد بنشْر هذه الدراسة، التي هي على إيجازها تُعطي فكرة واضحة عن أهداف القصيمي وغاياته، وتدحض مزاعمَ مَن ينتحل لها التأويل، ويتعسَّف في المعاذير، ويدَّعي أنَّ الذين ردُّوا عليه قد تعجَّلوا، ولم يدركوا ما يعنيه، فقد أتى الدكتور المنجد بعباراتٍ للقصيمي صريحة في الإلحاد والتشكيك، وتأليه الطبيعة، وجحود البَعْث والجزاء، وإنكار الخالق - جلَّ وعلا.

 

وهل يبقى بعد هذا مجال لمتأوِّل أو متنطِّع، وآراء القصيمي هي آراء الدهريِّين والشيوعيِّين، والباطنية وأضرابهم، ممَّن يزعم أن لا بعث ولا نُشور، وأنَّ الله لا وجود له؛ ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ ﴾ [الجاثية: 24].

 

لقد حسب القصيمي أنَّ إنكار وجود الله، والسخرية بالأنبياء، والتطاول على الأديان حريةٌ وتقدُّم، وأنَّ الكفر والإلحاد والفوضى عنوانُ النبوغ، ودليل العبقرية! وهكذا يقلب الحقائق، ويُلبس الباطلَ ثوبَ الجمال، ويحاول تشويه الحق، وإظهارَه في صورة مزرية؛ تنفيرًا وعنادًا، ونسي ما قاله في كتبه وردوده على الفِرق الضالة الذين يُلقِّبون أهلَ الحق بألقاب منكرة، فيسمونها حشوية ونابتة، بل إنَّ المشركين - إمعانًا منهم في صدِّ الناس عن الحق - كانوا يقولون عن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - إنَّه شاعر وكاهن وساحر؛ ﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: 52 - 53].

 

ومع هذه الألقاب والمؤتفكات لم يتغيَّر من الحقيقة شيء، وبقي الحقُّ جليًّا لا غبار عليه، وظلَّ الدِّين ثابتًا راسخًا، تتحطَّم دونه افتراءات المفترين، وأباطيل المكذِّبين، وما فتئ أتباعه يُعدُّون بمئات الملايين، وهم يتكاثرون، ويُقبِلون على الدخول فيه أفواجًا، بينما يهرب المضلِّلون والمخدعون بالشيوعيَّة، والماسونية والوجودية وأشباهها مِن النِّحَل الهدَّامة، والطرائق المعوجَّة، ويودُّون الفكاك من وحشيتها وأغلالها، وما أنباء الهروب من الاتِّحاد السوفيتي بشكل مستمرٍّ ومتلاحق إلاَّ مَثل لِمَا تجلبه الشيوعية ونظائرُها من دمار وخراب.

 

وماذا يجده الملحِدون والمشكِّكون سوى الحسرة المحرِقة، والقلق النفسي، والتوتُّر العصبي، والعيْش في فراغ قاتل، وظلمة حالكة؛ لأنَّهم تاهوا في دياجير الكُفْر والإلحاد، وضلُّوا عن النور واليقين؛ ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

نعم، فالمتديِّن يجد الراحة النفسية، وهدوءَ البال، واطمئنان القلب، أمَّا من خلا قلبُه من الإيمان بالله، فإنه يتخبَّط على غير هدًى، ويسير على غير بصيرة، تائهًا حائرًا، لا يدري أين الصواب، ولا كيف الهداية، وهو في صِراع نفسي عنيف؛ لأنَّه يُعاكس الفِطرة التي فَطَر الله الناس عليها، ويقاوم داعي الإيمان، وما يستلزمه العقل، وتقضيه الحكمة، وبئسما يصنعون.

 

تحدَّث الدكتور المنجِّد عن تشعُّب الآراء في القصيمي، ثم قال: "وبَيْن هذه الطوائف الثلاث إجماعٌ واحد، هو أنَّ القصيمي ملحِد، يفاخر بإلحاده ويعلنه، وإن كان الفريقُ الثالث يُسمِّي إلحادَه فِكرًا حرًّا".

 

وأَوْرد شيئًا عن تاريخ نشأته ونسبه، وأنه كان يُلقَّب بالصعيدي، وأنه تَسمَّى بعد ذلك بالقصيمي؛ لأنَّه وُلِد بالقصيم، وتحدَّث عن دراسته، وطرْدِه من الأزهر على إثر تأليفه كتاب "البروق النجدية" في الرد على شيخه يوسف الدجوي، وفي سنة 1356 أصدر كتاب "الصراع بين الإسلام والوثنية" في ثلاثة أجزاء، بلغتْ صفحاتها ألفين وخمسمائة صفحة، ونال هذا الكتابُ إعجابَ الكثيرين، وأثنى عليه علماء نجد.

 

يقول الدكتور المنجد: "وروى لي القصيمي أنَّ أهل نجد - وهم المتمسِّكون بالدين الصحيح والتوحيد الخالص - فرحوا بهذا الكتاب أعظمَ الفرح، حتى إنَّهم قالوا للملك عبدالعزيز: لقد دفع القصمي مهرَ الجنة بكتابه هذا"، ويبدي الدكتور المنجد شكوكه في هذه الرواية، ومعه الحقُّ في ذلك، فإنَّ أهل نجد لا يشهدون بالجنة لمعيَّن، إلاَّ لمن شهد له الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كالعشرة المبشَّرين بالجنة، ولكن مما لا امتراءَ فيه أنَّ علماء نجد قد أُعجبوا بالكتاب، وفرحوا به.

 

ويتحدَّث الدكتور المنجد عن زهو القصيمي وتباهيه بهذا الكتاب، الذي أتبعه بكتاب آخر هو: "كيف ذلَّ المسلمون"، وأنه أمَّل أن ينال منصبًا وجاهًا ومالاً، فلمَّا خاب أملُه، استاء من ذلك، وثارتِ النقمة في نفسه، فانقلب إلى شخص ساخِط على المجتمع الذي لم يقدِّر عبقريته المزعومة، ونبوغه الخارق، فتحوَّل إلى النقيض لعلَّه يَجِد ما يروم، وينال ما حُرِم منه، فكان ثمار هذا السخط، وتلك النقمة كتابَه "هذي هي الأغلال"، الذي خرج في عام 1946م، فصاح به علماء الإسلام، ورأوا فيه نكوصًا عن الحق، واتباعًا لسبيل الضلالة، وفي عام 1963 أصدر كتابه "العالم ليس عقلاً"، ثم تمادَى في هذا المسلك وأوغل، فصدر له كتابان آخران على هذا النحو.

 

ويرى الدكتور المنجد أنَّ ما نفثه القصيمي في كتبه الأخيرة كان نتيجة "لعُقد نفسية متراكمة منذ صغره، وحرمان ممَّا كان يؤمِّله ويريده"، ثم يذكر - المنجد - مقارنةً بين آراء القصيمي وآراء الشيوعيِّين، ويبيِّن أنه يسير في نفس الخط الذي يسير عليه ماركس ولينين، وأمثالهما من الملاحدة، وأنَّ التشابه واضح، واقتفاء أثرهما جلي، فكلٌّ منهم ينكر وجودَ الله، ويؤلِّه الطبيعة، ويدعو إلى التحطيم والهَدْم، ويجحد البَعْث والنُّشور، ويناهض الأديان، وسنورد عينة من آرائه على قاعدة ناقِل الكُفْر لا يكفر.

 

فإذا كان ماركس يقول: (إنه لا إله في الكون، وأنَّ المهمَّ هو تغيير الأشياء في الكون، وأنَّ من أعمال البروليتاريا (الطبقة العاملة) القضاء على الدِّين والداعين إليه، وهدْم العقائد الدِّينيَّة وتغييرها، ونشْر الإلحاد وتبنِّيه، وعدم الاهتمام بالأخلاق والمُثل الروحية"، فإن القصيمي يحذو حذوَه في إلحاده، واقتباس آرائه، ويضمنها كتابه "هذا الكون ما ضميره"، وهو من نوع "هذي هي الأغلال"، و"العالم ليس عقلاً"، و"كبرياء التاريخ في مأزق"، فيقول في (ص:301): "إنَّ الآلهة والعقائد والمذاهب تُصاب بالخمول والفساد والتعفُّن، ويتراكم عليها التراب والحشرات إذا تقادمت دون تغيير أو تحريك أو تنظيف".

 

ويقول: "إنَّه لمحال أن يتغيَّر العبيد المأمورون دون أن يتغيَّر الإله الآمر، هل يمكن أن يتغيَّر البشر دون أن يتغيَّر الإله؟! إنَّ المفروض أن يكون الإله هو أكثرَ الأشياء تغيرًا؛ لأنَّه أحوج الأشياء إلى التغيير"، ويقول في (ص: 144): "إنَّ كل شيء يبدأ من الطبيعة، وتمنحه الطبيعة كلَّ شيء، إذًا الطبيعة هي كلُّ شيء".

 

ويقول في (ص: 145): "إنَّ الأشياء هي التي تصنع نفسَها وتغيِّرها"، ويقول في (ص: 58): "إنَّ الكون هو أقوى لغات الرفض للإله"، ويقول في (ص: 96): "جميع تقديراتنا وأعمالنا الذهنية والمادية ونشاطاتنا، كلُّها قائمة على افتراض أنَّ الكون آلي لا تَتدخُل فيه أية مشيئة، ولا أية قدرة مطلقة، ولا أيُّ إله طيِّب يرضى ويغضب، ويحاسب ويعاقب، ويقول للشيء: كن فيكون".

 

ويوغل القصيمي في كفرياته وتطاوله على الله ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ﴾ [عبس: 17-22]، فيقول (ص: 94): "كيف يكون الأفضلُ للبشر أن يكون فوقَهم طاغية لا حدَّ لقدرته ولغَيْرته ولغضبه، ولحبِّه لذاته، ولبحثه عن المجد الذاتي"، وفي (ص: 99) يكرر هذا البذاء بشكل فاضح يقول - تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا -: "إننا في حالة آلية الكون نكون فيه سادة، نحكمه ونوجهه كما نشاء، بقدر ما نستطيع، أما في حالة روحانيته وعبوديته فإنَّنا نكون فيه عبيدًا، مقهورين بقوَّة غيبيَّة مثله، لا نستطيع أن ننتصر عليها، ولا أن نتفاهم معها، أو نعرف متى تفعل أو تكف عن الفِعْل، متى توقف النهر، وإلى من تتركه جاريًا"، ويستمرئ القصيمي هذا الهذيان الذي يحسبه عبقرية ونبوغًا، فيقول في (ص: 33): "إذًا لقد استطاعت الآلهة والأديان أن تعيش طويلاً، ويرفض تغييرها أو موتها، أو إنكارها ونقدها، وظلَّ التعصُّب لها قويًّا وغير عاقل، أو متوفِّر؛ لأنها كانتْ غير موجودة في حياة الناس المؤمنين بها، أو غير ملزمة، لقد كانتِ الأديان والآلهة دعاوي وخطبًا، وسبابًا بذيئًا فقط، ولم تكن موجودةً كحياة أو سلوك، أو فضائل نفسيَّة".

 

هكذا يجهر القصيمي بإنكار وجود الله، ويدَّعي أنَّ هذا تحرُّر عقلي، وفكر تقدُّمي، ويذهب به الغرور والهراء إلى أن يزعم أنَّ العرب لم يكونوا عاجزين عن معارضة القرآن والإتيان بمثله، وأنَّ الخوف هو الذي دفَعَهم لذلك، وهو بهذا الإفك المبين يتنكَّر للحقائق الثابتة علميًّا وتاريخيًّا، وتوضِّح بجلاء أنَّه لا يخجل من أكاذيبه، التي يعرف العالَمُ أجمعُ كذبَها وبطلانها.

 

فقد حارب مشركو العرب الرسولَ، وهجَوْه بالشِّعر، وافتروا عليه، وزعموه ساحرًا كذابًا، وتعنَّتوا في مطالبهم، وحاولوا قتلَه وجرحوه، وكسروا ثَنيَّته، وشجُّوا رأسه، وقذفوه بالحجارة، وراموا اغتيالَه وخنقَه، وآذوه أشدَّ الإيذاء، فمن يعمل هذا وغيره، كيف يكون تَرَك معارضة القرآن خوفًا؟! والقصيمي الذي يدَّعي لنفسه العبقرية، وأنه النابغة الذي لم يُنجب مَن يدانيه ذكاءً وفهمًا، وفكرًا حُرًّا وبلاغة، هل يقوى على معارضة القرآن والإتيان بمثله؟ وليقتدِ بمُسيلِمة الكذَّاب في سخافاته؟ أليس من الهوس والجنون أن يبلغَ هذا المبلغَ من التفكير السقيم، والدعاوي الحمقاء، ثم يجد مَن يغترُّ به من ذوي الإلحاد، ومن الإمَّعات.

 

وفي سبيل تهكُّمه بالقرآن يزعم (ص: 702): "أنَّ معارضة القرآن، ومحاولة التفوُّق عليه شيء واجب على المؤمنين (من أمثاله) أن يوجدوه؛ ليحقِّقوا للقرآن رغبة الضجيج والإعلان، والتوتر والمخاصمة"، ويدَّعي أنَّ أبا لهب أولى بالنبوة من الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذلك أنَّ الصِّلة بين أبي لهب وبين القيصمي صلةٌ وثيقة؛ لذا دفعته الغَيْرة على أبي لهب أن يرشِّحه للنبوة، ويفضله على الأنبياء، ويتمنَّى أن تقوم الهيئات الدوليَّة بعمليات تشكيك شاملة على مستوى عالَميّ، تُعلِّم الناس بكلِّ الوسائل أن يشكُّوا في يقينهم، ودفعتْه أوهامه وأمراضه النفسية، وتلوث مِزاجه أن يعتبر ذلك طريقَ السلام، وإنهاء الحروب، وهو يهزأ بالإيمان، ويستخفُّ بالمؤمنين، ويرى الإيمانَ عاملَ ضعْف "قد يكون السبب أنَّ المؤمنين يكونون غالبًا ضعفاء بظروفهم ومواهبهم؛ لهذا آمنوا، لقد آمنوا لأنَّهم ضعفاء"، وليس القصيمي جاهلاً بأنَّ الدِّين يدعو للقوَّة والعِزَّة، ففي الحديث الصحيح: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله مِن المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير))، ولكنه العناد والجحود والافتراء، وهكذا يتحدَّث القصيمي في كتابه "هذا الكون ما ضميره".

 

لقد غطس القصيمي في الوحل، وملأته الشكوك والحَيْرة، وصارتْ حاله كما قال الله – تعالى -: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40].

 

اسمعه يقول (ص: 90): "مِن الهزل الزعمُ أن الكون أو الإنسان محكومٌ بمشيئة إلهٍ، أو بعدله أو برحمته، أو بقدرته أو بذكائه"، وها هو يقول (ص: 668): "لقد تقيأت الطبيعة أفعالَها ووحداتها؛ أي: شموسها وكواكبها، وأنهارها وبحارها، وإنسانها وحشراته، بلا نظام أو منطق"، ويتشاءم ويتذمَّر، ويعيش في بلبلة فكرية، يلوِّث بها صفحاتِ الكتب، وعقول السذج يقول في (ص: 445 – 545): "تشاؤمي نوعٌ من الاحتجاج ضدَّ الكون، وضدَّ الآلهة، وضدَّ نفسي، إني أتشاءم؛ لأني لا أستطيع أن أكون إلهًا"، ويلمح المتتبع لكتابات القصيمي في كتبه الإلحادية أنه يُريد تبريرَ خصاله الرديئة، فهو يقول (ص: 145): "هل سقوط الإنسان شيءٌ رديء؟ لماذا هو رديء؟ وهل يسعد أو تسعد الحياةُ أكثر لو رفض السقوط؟ ولِمَ يقبل أن يهون؟"، ويعلق الدكتور المنجد على هذه الفقرة من كلام القصيمي بقوله: "إنَّ القصيمي يدعو إلى الهوان والسقوط، وهل يدعو إلى ذلك عاقل ذو منطق؟! فبورِك له بالهوان، وبورِك له بالسقوط، وليعش مهانًا ذليلاً ساقطًا، ما دام لا يرى في ذلك شيئًا رديئًا".

 

ويختتم الدكتور المنجد كتابَه بالحديث عن الدَّوافع التي حَدَتْ بالقصيمي إلى سلوك هذه المتاهات الكُفرية، فيُرجعها إلى عواملَ نفسية، وحِقْد على المجتمع الذي لم يُبوئه المكانةَ التي يحلم بها، فأراد الثأرَ من العلماء مِن جهة، والحصولَ على شهرة وأتباع، فتولَّد من هذه النقمة، وتلك الأحلام أنِ احتذى حذوَ ماركس وأشباهه؛ لأنَّه رأى في هَدْمهم وتخريبهم ما يُرضي غرورَه، فانعكستْ عنده المفاهيم، ونَظَر للحياة بمنظار أسود، وتراكمتْ عليه الشُّبه والشكوك، والرغبة في الانتقام "لقد اتَّجه بعد أن نفض يدَه من عمل - أيِّ عمل - ينفع به نفسَه والإنسانية إلى زَرْع الشكوك، ورمي التهم، يُمزِّق النفوس، ويسلبها راحتَها، ويهدِم الأخلاق والقِيَم الرُّوحية، ويَنسب إليها الفساد.

 

إنَّ آراء القصيمي كلَّها سلبية لا إيجابية فيها، كلها شرٌّ لا خيرَ عندها، يُعيدها في كتابه مرَّات ومرات بشكل مملٍّ حادٍّ متوتِّر، كأنه صراخ المعذَّبين، أو أنَّات المنكوبين؛ لأنَّ أنانيته الطاغية وسوستْ له أن يكون إلهًا أو نبيًّا أو شيئًا مذكورًا، فالقصيمي يُعيد دائمًا في أحاديثه وكتبه: لو كنت إلهًا لفعلتُ هذا، ولم أفعل هذا.

 

إنَّ مثل هذه الآراء التي تبنَّاها القصميي لا تستند إلى منطق ولا عقل ولا مصلحة... ولو فرضْنا أنَّ أناسًا قبلوا آراء القصيمي، فألحدوا وهدموا الأخلاق والمذاهب والعقائد، فهل تنالهم السعادة والهناءة، والراحة والسلامة، وينجُون مِن كلِّ آفة وشرٍّ، وألم ودموع، وبلاء وموت؟! هل يُرفع عنهم المرض، أو يذهب الموت، أو يُمحَى مِن بينهم القُبْح، أو تتطهَّر نفوسهم من الحقد واللؤم، أو يرجع العقلُ إلى المجانين؟ هل يتساوون في الرغبات والأحلام، والخلق والرزق، والفَهْم والعِلم؟

 

إنَّ الشيوعيَّة نفسها التي يستمدُّ القصيمي آراءَه منها لم تستطعْ تحقيق ذلك، رغم مُضيِّ نصف قرن على وجودها في روسيا، نعم إنَّ دعوة القصيمي سلبية ضدَّ الحياة، وضد الإنسان، وضد الكرامة، إنَّها الطريق إلى المعيشة الضنك، فمن شاء أن يعيش معيشة ضنكًا في عذاب وقلق وشقاء، فليتبعْها.

 

وإنَّ دعوة القصيمي - مهما كانتْ منابعها - نذيرُ شؤم واضمحلال، دعوة هدْم وشرّ، وليست دعوةَ خير وبناء، وستتلاشى وتموت شأن كلِّ دعوة حاقدة مجرِمة، لا تستند إلى تعاليم السماء النبيلة الخَيِّرة، التي ما أرادتْ إلا خيرَ الإنسان وكرامتَه، وسعادته وهناءَه... إلخ".

 

وبعد، فقد أحسن الدكتور المنجد بما قدَّمه في هذا الكتاب مِن كشْف لآراء القصيمي الضالَّة، وما فيها مِن جنف وإلحاد، وعلى قلَّة صفحات الكِتاب، فقد أبان الكثيرَ مما تجدر معرفتُه من كتب مملوءة بالشكِّ والإلْحاد والهدْم، وقد أدَّى المنجِّد بهذا الكتاب خدمةً جلَّى لأمَّة العرب والإسلام.

 

وإذا كان لي ملاحظةٌ على هذا الكتاب، فهي ملاحظة يسيرة؛ فقد ورد في (ص: 15) غلط في اسم مشعان بن منصور، حيث جاء في الصفحة المذكورة: وأخبرني الشيخ منصور بن مشعان، والصواب: مشعان بن منصور.

 

وأخيرًا:

فهذا الكتاب النفيس جديرٌ بالقراءة والتأمُّل، وجديرٌ بالنشْر على نِطاق واسع، فجزى الله مؤلِّفة الدكتور المنجد خيرًا، ووفَّق الجميع إلى النَّهْج الأقوم.

ـــــــــــــ

[1] توفي بمكة في شوال سنة 1369هـ.

[2] وطبعت في كتاب باسم "تشخيص أخطاء صاحب الأغلال"، وللشيح محمد عبدالظاهر أبي السمح قصيدة نُشرت في كتاب "الرد القويم"، وكتاب "بيان الهدى من الضلال"، وكتاب "الشواهد والنصوص".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عبدالله القَصيمي... من الإسلام إلى الإلحاد
  • أثر الوسط الفاسد في إلحاد عبدالله القصيمي

مختارات من الشبكة

  • أبحاث ودراسات الندوة التي أقامها المركز بالشراكة مع كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بجامعة القصيم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثانية: التعريف بالمنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • جهود الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة في كتابه "دراسات لأسلوب القرآن" - دراسة وتحليل(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الدراسة المصطلحية: المفهوم والمنهج لمحمد أزهري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دراسة الأسانيد إصدار مركز إحسان لدراسات السيرة النبوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ‏حكم الدراسة الأكاديمية ‏في أقسام التأمين لغرض الوظيفة : دراسة فقهية تأصيلية (PDF)(كتاب - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • دراسة الجدوى من منظور اقتصادي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • فتح مكة: دراسة دعوية (خاتمة الدراسة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص دراسة: التغرير في النكاح ( دراسة فقهية مقارنة )(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • دراسة الجدوى وجدوى الدراسة!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب