دراسة سند الجزء الخامس من أمالي أبي العباس الخشاب

دراسة سند الجزء الخامس من أمالي أبي العباس الخشاب

يروي هذا المجلسَ عن أبي العباس منير بن أحمد الخشاب: أبو إسحاق الحبال.

والحبّال: تقدمت ترجمته في (تلاميذه)، برقم (4).

وقد سمع هذا الجزء على أبي العباس الخشاب قراءة عليه في شعبان من سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، كما سيأتي في مقدمة الجزء[1].

ويرويه عن أبي إسحاق الحبال: أبو بكر الأنصاري.

وهو[2]: محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله، أبو بكر البغدادي النَّصْري[3]الحنبلي. ينتهي نسبه إلى كعب ابن مالك الخزرجي الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاعره.

ولد سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وتوفي سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.

بكَّر به أبوه وسمَّعه من أبي إسحاق البرمكي ( جزء ) الأنصاري وما معه حضورًا في السنة الرابعة، وعُمِّر ثلاثًا وتسعين سنة، وسمع حديثًا كثيرًا من عدد كثير من الشيوخ، وانتهى إليه علو الإسناد.

قال السمعاني: ( كان أسند شيخ بقي على وجه الأرض، وكانت إليه الرحلة من الأقطار )[4].

وقال أبو موسى المديني: (كان إمامًا في فنون)[5].

وقال ابن الجوزي[6]: (كان ثقة فهمًا، ثبتًا حجة).

حدَّث وهو ابن عشرين سنة في حياة الخطيب، وأخذ عنه خلق كثير، منهم: السِّلَفي، والسمعاني، وابن الجوزي، وابن عساكر، وابن طبرزذ.

وقد قرأ أبو بكر الأنصاري هذا الجزء بنفسه على أبي إسحاق الحبال في يوم الثلاثاء، نصف شوال، سنة خمس وسبعين وأربع مئة، كما سيأتي في مقدمة الجزء، وكان ذلك في مصر، كما جاء في سند ابن عساكر[7].

ويرويه عن أبي بكر الأنصاري: ابن طبرزذ.

وهو[8]: عمر بن محمد بن مُعَمَّر[9]بن أحمد بن يحيى بن حسان، أبو حفص المؤدِّب[10]البغدادي الدارَقَزِّي[11]، المعروف بابن طبرزذ[12].

ولد في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة، وتوفي في تاسع رجب سنة سبع وست مئة.

سمع أبو حفص بنفسه، وسمَّعه أخوه المحدث أبو البقاء محمدٌ كثيرًا، وحصَّل الكتب الكبار، والأجزاء الحديثية العديدة، وتفرَّد بالسماع عن عدد من الشيوخ.

قال عمر بن الحاجب: ( كان مسند أهل زمانه )[13].

وقال الذهبي[14]: ( الشيخ المسند الكبير الرُّحلة ).

وقال ابن حجر[15]: ( مسند وقته ).

وفي ابن طبرزذ كلام كثير، فقد جرحه ابن النجار وأبو شامة من قبل دينه[16].

وقال ابن الدُّبيثي: ( كان سماعه صحيحًا على تخليط فيه )[17].

وعلَّق الذهبي بقوله: ( يشير ابن الدُّبيثي بالتخليط إلى أن أخا ابن طبرزذ ضعيف، وأكثر سماعات عمر بقراءة أخيه، وفي النفس من هذا ).

وقال المنذري[18]: ( سمعت منه كثيرًا من الكتب الكبار والأجزاء والفوائد، وقرأت عليه في التاسع عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وست مئة (الغيلانيات) وهي أحد عشر جزءًا... ) ولم يذكر فيه جرحًا.

وقال ابن نقطة[19]: ( هو مكثر، صحيح السماع، ثقة في الحديث )، ثم ذكر انتقاص بعضهم له، فتعقَّبه ولم يرتضه.

وقال ابن خلِّكان[20]: ( كان فيه صلاح وخير ).

وختم الذهبي[21] ترجمته بقوله: ( الله يسامحه، فمع ما أبدينا من ضعفه قد تكاثر عليه الطلبة، وانتشر حديثه في الآفاق، وفرح الحفاظ بعواليه، ثم في الزمن الثاني تزاحموا على أصحابه، وحملوا عنه الكثير، وأحسنوا به الظن، والله الموعد، ووثَّقه ابن نقطة ).

وقد سمع عمر ابن طبرزذ وجماعة آخرون هذا الجزء على أبي بكر الأنصاري، وذلك بقراءة أخيه محمد بن محمد ابن طبرزذ، في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، كما جاء في صورة السماع على الورقة 32 / أ من النسخة الأولى.

وترويه عن ابن طبرزذ: زينب بنت مكي.

وهي[22] زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني، أم أحمد، الشيخة المُعَمَّرة العابدة.

ولدت سنة أربع وتسعين وخمس مئة، وتوفيت سنة ثمان وثمانين وست مئة.

سمعت من حنبل، وابن طبرزذ، وست الكتبة، وطائفة.

وازدحم عليها الطلبة.

وقد سمعت زينب بنت مكي، ومعها: صالحة ابنة محمد بن خلف، وصفية ابنة مسعود، هذا الجزء بقراءته على ابن طبرزذ، كما جاء في صورة السماع على الورقة 25 / ب من النسخة الأولى.

ويرويه عن زينب بنت مكي: أبو محمد عبد الكريم الحلبي.

وهو[23] عبد الكريم بن عبد النور بن منير بن عبد الكريم، أبو محمد، قطب الدين الحلبي، ثم المصري.

ولد في حلب سنة أربع وستين وست مئة، وتوفي سنة خمس وثلاثين وسبع مئة.

تلا السبع على إسماعيل المليحي، وسمع من ابن العماد، وزينب بنت مكي، وابن الفرات الإسكندراني، وغيرهم، وقد قيل: إن أشياخه تبلغ الألف.

سمع منه الذهبي بمنى، ووصفه بالحافظ الإمام، وقال: ( صنَّف وخرَّج وأفاد، مع الصيانة والديانة والأمانة والتواضع والعلم ولزوم الاشتغال والتأليف ).

ومن تصانيفه: شرح السيرة للحافظ عبد الغني في مجلدين، سماه: ( المورد العذب الهني، في الكلام على سيرة الحافظ عبد الغني )، و ( القِدْح المعلَّى، في الكلام على بعض أحاديث المحَلّى )، وشرح معظم ( صحيح البخاري ) في عدة مجلدات، وعمل ( أربعين تساعيات )، و ( أربعين متباينات )، و ( أربعين بلدانيات )، وعمل تاريخًا كبيرًا لمصر بيّض بعضه، وله غير ذلك.

وقد سمع أبو محمد عبد الكريم الحلبي وجماعة معه هذا الجزء على أم أحمد زينب بنت مكي، بقراءة أبي الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي، وذلك يوم الثلاثاء ثامن عشر رجب سنة خمس وثمانين وست مئة بدمشق، كما جاء في صورة السماع على الورقة 47 / أ من النسخة الثانية، وكما سيأتي في مقدمة الجزء.

وحدَّث به صاحب الترجمة فسمعه من لفظه: بدر الدين محمد بن عبد الرحمن بن مظفر بن أحمد الهمذاني، وإسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الشارعي، وذلك يوم الخميس رابع شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وسبع مئة بالزاوية النصرية بدمشق أيضًا، كما جاء في صورة السماع على الورقة الأولى من النسخة الثانية، ومقدمة الجزء من النسخة نفسها.

وسمعه آخرون على أبي محمد الحلبي بقراءة أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم القيسي، وذلك سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة، كما جاء في صورة السماع على الورقة 47 / أ من النسخة الثانية.