قيد سماع لكتاب «الأذكار» كتبه الإمام النووي لتلميذه التنوخي سنة 676 هـ (نص محقق)

قيدُ سماعٍ لكتاب «الأذكار» كتبَهُ الإمام النَّووي

لتلميذه التَّنُوخِي سنة 676 ه

(نصٌّ محقَّق)

عبد الله محمَّد سعيد الحسيني

الحمد لله، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فهذا قيدُ سماعٍ نفيسٌ لطيفٌ لكتاب: «حِلية الأبرار وشِعار الأخيار في تلخيص الدَّعوات والأذكار المستحبَّة في اللَّيل والنَّهار» المسمَّى اختصارًا بـ: «الأذكار» [1] نَقَلَهُ لنا الشَّيخ أحمد بن فخر السَّعدي[2]، عن مصنِّفه الإمام أبي زكريَّا محيي الدِّين يحيى بن شَرَف بن مِرَى النَّووي الدِّمشقي الشَّافعي (631 هـ-676 هـ)[3] ، لتلميذه الشَّيخ أبي محمَّد أمين الدِّين سُلطان بن سِنان بن أبي العلاء التَّنُوخِي الدِّمشقي الشَّافعي (المتوفَّى 684 هـ)، وهو يشتمل على ما يلي:

1- سماع التَّنُوخي لكتاب «الأذكار» على مصنِّفه وشيخه الإمام النَّووي، وقيامه بمقابلة أصله معه، وذلك في عدَّة مجالس آخرها: يوم الثُّلاثاء الثَّاني عشر من جمادى الأولى سنة 676 هـ، وممَّن شهد هذه المجالس وحضرها: الشَّيخ شهابُ الدِّين أحمد بن محمَّد بن عبَّاس بن جَعْوَان الأَنصاري الدِّمشقي (المتوفَّى 699 هـ)، والشَّيخ علاءُ الدِّين عليّ بن إبراهيم بن داود ابن العطَّار الدِّمشقيّ (المتوفَّى 724 هـ).

2- ثناء الإمام النَّووي على تلميذه التَّنُوخي الذي لم أقف له على ترجمة[4]، ويدلُّ على مكانته العلميَّة: ما حلَّاه به شيخه من جميل الأوصاف وعطِر الدُّعاء، بقوله: »الشَّيخُ، الإمامُ، العالمُ، الفاضلُ، الجامعُ للفنون، أمين الدِّين أبو محمَّد سُلطان بن الشَّيخ الصَّالح سِنان بن أبي العلاء التَّنُوخِي الدِّمشقي الشافعي، أَدامَ اللهُ تعالى له الخيراتِ المتظاهراتِ، وتولَّاهُ بالحَسَناتِ المتكاثراتِ، ولَطفَ بهِ في جميع أموره، وبارك له في كل أحواله، آمين» ، وإجازته له، بقوله: »وأجزتُ له جميع ما يجوز لي تسميعُهُ«، فأنعم بها من ترجمة ثريَّة.

3- كتابة الإمام النَّووي لهذا القيد بعد مضي 9 سنوات و4 أشهر تقريبًا من تأليفه لكتاب: «الأذكار».

4- عناية الإمام النَّووي بإحياء مجالس الإقراء والسَّماع والمقابلة لمصنَّفاته المطوَّلة والمتوسطة والمختصرة.

5- إحياء أهل العلم لمجالس السَّماع والمقابلة، ومدى دقَّتهم، وضبطهم، وتقييدهم لتفاصيلها.

6- يُعدُّ من أواخر تقييدات السَّماع والإجازة التي كتبها الإمام النَّووي، وذلك قبل وفاته بشهرين ونصف تقريبًا.

ولهذا القيد نسخةٌ تامَّةٌ نفيسةٌ محفوظةٌ في مكتبة محمَّد الفاتح بتركيا، رقم (684)، ضمن النُّسخة الخطِّيَّة لكتاب «الأذكار»، بخطِّ: الشَّيخ أحمد بن فخر السَّعدي، فرغ منها يوم الخميس 18 من شهر ربيع الأوَّل سنة 817 هـ، ويقع القيد في آخرها [127/ أ]، في (6) أسطر، نَقَلَهُ كما شَاهَدَهُ على أصل منقول من أصل بخطِّ شيخه الشَّيخ أبي عبد الله عماد الدِّين محمَّد بن أحمد بن عثمان بن عيسى بن عُمر بن الخضر الهَكَّارِي الشَّافعي (المتوفَّى 708 هـ)[5] عن أصل بخطِّ شيخه الشَّيخ أبي عبد الله شمس الدِّين محمَّد بن غالب بن يُونس ابن شُعبة الأنصاري الأندلسي الجَيَّاني الدِّمشقي الشَّافعي (بعد 620 هـ-702 هـ)[6] عن خطِّ شيخه المصنِّف، حيث قال النَّاسخ السَّعدي ما نصُّه: «شاهدتُ على أصله المنقول منه ما صورتُهُ: شاهدتُ في أصل سيِّدنا، وشيخنا، الإمام، العالم، الحافظ، القدوة، المحقِّق، الضَّابط، الشَّهيد، عماد الدِّين، صدر القرَّاء والمحدِّثين، أبي عبد الله محمَّد بن أحمد بن عثمان الهَكَّاري الشَّافعي -رضي الله عنه وأرضاه، وأكرم مثواه- ما مثاله: شاهدتُ في أصل سيِّدنا، الشَّيخ، الإمام، العالم، شمس الدِّين أبي عبد الله محمَّد بن عبد الله بن شعبة الأنصاري الجَيَّاني الشَّافعي -نفع الله به- المنقول منه هذا بخطِّ يده: قال مصنِّفه يحيى -عفا الله تعالى عنه-: فرغتُ من جمعه في المحرَّم سنة سبع وستين وستمائة، سوى أحرف ألحقتها بعد ذلك، وأجزتُ روايته لجميع المسلمين، وبخطِّه أيضًا ما مثاله على الأصل المنقول منه: الحمد لله .. » فساقه بحروفه، ثمَّ أتمَّ نقله فقال: «نقله بحروفه: محمَّد الجَيَّاني، لطف الله به، آمين، وكتبه العبد الفقير إلى ربِّه سبحانه، الرَّاجي عفوه ولطفه: محمَّد بن أحمد بن عثمان بن عيسى بن عمر بن الخضر الشَّافعي، حامدًا لله تعالى، ومصليًّا على سيِّدنا محمَّد نبيِّه وعبده، وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا، وهو يسألُ الله الكريم جزيل نواله، وعميم برِّه وإحسانه، إنَّه هو البرُّ الرَّحيم، وحسبي الله ونعم الوكيل».

ودلَّني عليها فضيلة الشَّيخ المحقِّق المفيد الدُّكتور محمَّد بن يوسف الجُوراني، جزاه الله تعالى خير الجزاء.

وقد قمتُ بنسخ القيد على الطَّريقة الإملائيَّة الحديثة، ثم قابلتُ المنسوخ بالمخطوط، وضبطتُ بالشَّكل ما يحتاج إلى ضبط من النَّص.

أسألُ الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أن ينفع بقيد السَّماع هذا الإسلام والمسلمين، وأن يغفر للمُجيز وللمُجاز ولنا ولوالدينا ولمشايخنا ولعلماء أمَّتنا ولإخواننا ولأحبابنا ولأهلينا ولذرِّيَّاتنا ولتلامذتنا وللمُسلمين أجمعين.

♦  ♦  ♦

[قيد السَّماع المخطوط المنقول عن الإمام النَّووي]

♦  ♦  ♦

[نصُّ قيد السَّماع الذي كتبه الإمام النَّووي لتلميذه التَّنُوخِي]

الحَمدُ للهِ ربِّ العالمين.

سَمِعَ عَلَيَّ هذا الكتاب، «كتاب الأذكار«، صاحبُهُ، كاتبُهُ:

الشَّيخُ، الإمامُ، العالمُ، الفاضلُ، الجامعُ للفنون، أمين الدِّين [أبو][7] محمَّد سُلطان بن الشَّيخ الصَّالح سِنان بن أبي العلاء التَّنُوخِي الدِّمشقي الشَّافعي، أَدامَ اللهُ تعالى لهُ الخيراتِ المتظاهراتِ، وتولَّاهُ بالحَسَناتِ المتكاثراتِ، ولَطَفَ بهِ في جميع أمورهِ، وباركَ لهُ في كلِّ أحوالهِ، آمين.

وقابلتُ معهُ بنسختهِ هذه، وأنا مُمسِكٌ أَصلِي في مجالس، آخرها: يوم الثُّلاثاء الثَّاني عشر من جمادى الأولى سنة ست وسبعين وستمائة.

وأَجَزتُ لهُ جميع ما يجوزُ لي [تسميعُهُ][8].

كَتَبَهُ، مؤلِّفُهُ:

يحيى بن شَرَف النَّواوي، عفا الله عنهم أجمعين.

الحمدُ لله ربِّ العالمين.

وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد، [و]آله[9]، وصحبه، وسلَّم.