• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الرابع من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/2/2016 ميلادي - 12/5/1437 هجري

الزيارات: 12278

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع الرابع من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط


• الآية 53: ﴿ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ ﴾: يعني ويَسألك مُشرِكو قومك - أيها الرسول - عن العذاب يوم القيامة: ﴿ أَحَقٌّ هُوَ ﴾؟ ﴿ قُلْ ﴾ لهم:﴿ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ﴾ يعني: نعم وربي إنه لَحَقٌّ لا شك فيه، ﴿ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ أي ولن تُعجِزوا اللهَ تعالى في أن يَبعثكم ويُجازيكم، فأنتم في قبضته وسلطانه.


• الآية 54: ﴿ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ﴾ - أي أشركَتْ بالله تعالى - ﴿ مَا فِي الْأَرْضِ ﴾ يعني لو أنها امتلكتْ جميع ما في الأرض وكانَ في إمكانها أن تجعله فداءً لها من عذاب يوم القيامة:﴿ لَافْتَدَتْ بِهِ ﴾، وإن فعلتْ ذلك، فلن يُقبَلَ منها، لأنه يومٌ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، إلا مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليم.


﴿ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ ﴾: يعني وأخفى الذين ظلموا حسرتهم ﴿ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ﴾ واقعٌ بهم يوم القيامة، ﴿ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ﴾: أي وقضى اللهُ بينهم بالعدل، ﴿ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾؛ لأن اللهَ تعالى لا يُعاقِب أحداً بذنب أحد ﴿ إلا مَن كانَ سبباً في إضلال الناس ولم يَتُب عن ذلك الإضلال ﴾.


• الآية 55، والآية 56: ﴿ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ ﴾ وحده جميع﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ فهو سبحانه المُتفرِّد بالمُلك والإحاطة والتدبير، فيَفعل سبحانه ما يشاء في الوقت الذي يشاء، لا يَمنعه من ذلك مانع، ولهذا قال بعدها: ﴿ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾: يعني ألاَ إنّ لقاءَ اللهِ تعالى وعذابه للمشركين كائِنٌ يوم القيامة لا مَحالة، لأنه سبحانه لا يُعارضه أحد في تحقيق ما يريد، ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾، ( واعلم أنّ كلمة: ( ألاَ ) هي كلمة تأتي في أوّل الكلام للتنبيه، ومعناها: ( انتبهوا لِما أقوله لكم ) ).

ثم ذكَرَ سبحانه الدليل على قدرته على البعث والإحياء، فقال: ﴿ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ أي هو وحده المُتفرِّد بالإحياء والإماتة، وأنتم تعلمون ذلك أيها المشركون، فلقد كنتم أمواتًا - وأنتم في العَدم - فأوجدكم سبحانه ونَفَخَ فيكم الحياة، فكذلك لا يُعجزه إحياء الناس بعد موتهم، ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ بعد موتكم للحساب والجزاء.


• الآية 57: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ تذكِّركم عقابَ اللهِ وتُخوِّفكم وعيده، وهي هذا القرآن وما اشتمل عليه من الآيات والعِظات لإصلاح أخلاقكم وأعمالكم، ﴿ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾: أي وهذا القرآن دواءٌ لِمَا في القلوب من الجهل والشرك وسائر الأمراض، ﴿ وَهُدًى ﴾ أي ورُشدٌ لِمَن اتَّبعه مِن الخَلق، فيُنَجيه من الهلاك، ﴿ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾: أي وجعله سبحانه رحمةً للمؤمنين - وخَصَّهم بتلك الرحمة لأنهم المنتفعون به، وأما الكافرون فلا يَزيدهم القرآن إلا هلاكاً، لأنه قد أقام الحُجَّة عليهم -، فآمِنوا أيها الناس بهذا القرآن وتداووا به وتعَلَّموه واعملوا به: تَشْفوا وتَسعَدوا في الدنيا والآخرة.


• الآية 58: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾ أي بَلِّغْ أيها الرسول جميع الناس أنْ يَفرحوا بالقرآن وعلومه وبالإسلام وشرائعه، فإنّ ذلك ﴿ هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ مِن متاع الدنيا الزائل (قال أبو سعيد الخُدري وعبد الله ابن عباس رضي الله عنهم: (فضْلُ الله: القرآن، ورحمته: الإسلام).


فالقرآن هو أعظم فضل تفضَّلَ اللهُ به على عباده، والإسلام - وما يَحتوي عليه من عبادة اللهِ تعالى ومَعرفته ومَحَبَّته - هو أعظم رحمة للناس، لأنه المُنَجِّي لهم من عذاب جهنم، المؤَدِّي بهم إلى السعادة والسرور في جنات النعيم.


• الآية 59: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول - لهؤلاء المُعاندين: ﴿ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ ﴾: يعني أخبِروني عن هذا الرزق الذي خلقه اللهُ لكم من الحيوان والنبات وغير ذلك ﴿ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا ﴾ أي فحَلَّلتم بعضه لأنفسكم وحَرَّمتم بعضه، ﴿ قُلْ ﴾ لهم: ﴿ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ﴾ بذلك التحليل والتحريم؟! ﴿ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ﴾: يعني أم تكذبونَ على اللهِ تعالى فيما تقولون؟ ﴿ والغرض من هذا الاستفهام: هو تقريرهم بذلك الإثم العظيم وتوبيخهم عليه ﴾.


• الآية 60: ﴿ وَمَا ظَنُّ ﴾ هؤلاء ﴿ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ - بتحريم ما أحَلَّهُ الله وتحليل ما حَرَّمَه الله - فما ظنهم أنّ اللهَ فاعلٌ بهم ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾؟ أيَحسبون أنه يَصفح عنهم ويَغفر لهم؟! ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ﴾ بترْكِهِ مُعاجلة مَن افترى عليه الكذب بالعقوبة في الدنيا وإمهاله إياه، ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ أي لا يشكرونَ اللهَ على ذلك الإمهال - بأن يتوبوا ويَنتهوا عَمّا هم فيه -، بل يَزيدهم هذا الإمهال طغياناً.


• الآية 61: ﴿ وَمَا تَكُونُ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ فِي شَأْنٍ ﴾ مِن شئونك﴿ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ ﴾ أي وما تتلو مِن كتاب اللهِ مِن آيات ﴿ وَلَا تَعْمَلُونَ ﴾ يا أمّة محمد ﴿ مِنْ عَمَلٍ ﴾ خيراً كانَ أو شراً:﴿ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا ﴾ أي حُضوراً مُطَّلِعين عليكم ﴿ إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ أي وقت ابتدائكم في ذلك العمل واستمراركم عليه، فنحفظه عليكم ونَجزيكم به.


فراقِبوا الله في أعمالكم، وأدُّوها بإخلاصٍ وإتقان، وجدٍّ واجتهاد، وإياكم وما يُغضِبُ اللهَ تعالى، فإنه مُطَّلِعٌ عليكم، عالِمٌ بظَواهركم وبَواطنكم، ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ ﴾: أي وما يَغيبُ عن عِلم ربك ﴿ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ ﴾ أي ما يُعادل وزن ذرةٍ ﴿ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾ ﴿ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا ﴾ مُثبَتٌ ﴿ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ أي في كتابٍ عند اللهِ واضح، أحاطَ به عِلمه وكَتبه قلمه (وهو اللوح المحفوظ).


• الآية 62، والآية 63، والآية 64: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ في الآخرة مِن عقاب اللهِ تعالى: ﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.


ثم وضَّحَ سبحانه صفات هؤلاء الأولياء، فقال: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ أي باللهِ ورسوله وعملوا بشرعه﴿ وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ اللهَ بامتثال أوامره، واجتناب معاصيه، فأولئك ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى ﴾ مِن الله تعالى ﴿ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ بما يَسُرُّهم، ﴿ وَفِي الْآَخِرَةِ ﴾ بالجنة، ﴿ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ﴾: أي لا يُخلِفُ اللهُ وَعْدَهُ ولا يُغَيِّرُه، ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ لأنه اشتمل على النجاة مِن كل مَحذور، والفوز بكل مطلوبٍ ومحبوب (وعلى هذا فكُلُّ مؤمنٍ تقيٍّ هو وليٌّ للهِ تعالى، ولكنْ تختلف درجة ولايته بحسب إيمانه وتقواه).


• الآية 65: ﴿ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ﴾: أي ولا يَحزُنك - أيها الرسول - قول المشركين في ربهم بأنّ له شركاء؛ ﴿ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾: يعني فإنّ اللهَ تعالى هو المُتفرِّد بالقوة الكاملة والقدرة التامة في الدنيا والآخرة، فلن يَضُرَّه سبحانه قولهم وافتراؤهم، و ﴿ هُوَ السَّمِيعُ ﴾ لأقوالهم، ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بأفعالهم ونيَّاتهم، وسيُجازيهم عليها.


• ويُحتمَل أن يكون المعنى: (ولا يَحزُنك أيها الرسول قول المُكَذِّبين فيك بأنك تفتري الكذب على ربك، فإنَّ أقوالهم لا تضرك شيئًا، وإذا كنتَ تظن أنهم أهْلُ عزة، فاعلم أنّ عِزَّتهم محدودة وزائلة، والْعِزَّةَ الحق للهِ تعالى وحده، يُعطِيها مَن يشاء، ويَمنعها عَمَّن يشاء، وسوف يُعطيها لك وللمؤمنين ويَنصركم عليهم، وهو سبحانه السميع العليم، فاكتَفِ بعِلم اللهِ وكفايته، فإنّ مَن يتوكل على اللهِ فهو حَسْبُه).


• الآية 66: ﴿ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ ﴾ وحده جميع ﴿ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾ من الملائكة والإنس والجن وغير ذلك من المخلوقات، فليس لأحدٍ غيره في هذا الكون شيئاً،﴿ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ ﴾ يعني: وما يَتَّبع المشركون في الحقيقة شركاءَ للهِ تعالى، فإنه ليس له شريكٌ أصلاً، و ﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ ﴾ يعني وما يَتَّبعون ﴿ إِلَّا الظَّنَّ ﴾ الناتج عن التخمين واتباع الآباء بغير دليل، ﴿ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾ يعني: وما هم إلا يَكذبون فيما يَنسبونه إليه سبحانه.


• الآية 67: ﴿ هُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ﴾ أيها الناس، وتستريحوا من التعب في طلب الرزق، ﴿ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ﴾: أي وجعل سبحانهالنهار؛ لِتُبصِروا فيه، ولِتسعَوْا في طلب رزقكم، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾: يعني إنَّ في اختلاف حال الناس في الليل والنهار، وفي عناية اللهِ تعالى بمصالح خلقه: ﴿ لَآَيَاتٍ ﴾ على أنّ اللهَ وحده هو المستحق للعبادة.


ثم خَصَّ سبحانه الذين يَنتفعون بهذه الآيات بقوله: ﴿ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾ أي يَسمعون هذه الحجج، ويَتفكرون فيها.


ومِن لطيف ما يُذكَر أنّ اللهَ تعالى شاءَ أن يأتي بالأسلوب القرآني المُعجِز في قوله: ﴿ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ﴾، فقد أثبت العلم الحديث أنّ العين لا تُبصِرُ بذاتها، وإنما تُبصِرُ بعد انعكاس الضوء عليها (بدليل أنه إذا كانَ هناك شخصٌ يقف في حجرةٍ بها مصباح مُضيء، وأنت تقف في الظلام فإنك تراه، وإذا كان نفس الشخص يقف في الظلام فأنت لا تراه، إذن: فإنّ ضوء المصباح هو الذي عَكَسَ الرؤية إلى عينك فأبْصَرَتْ)، وكذلك فإنّ النهار هو المُبصِر؛ لأنه جاء بالضوء اللازم لِيَنعكس إلى العيون حتى تستطيع الإبصار، فسبحان مَن عَلَّمَ محمداً صلى الله عليه وسلم - النبي الأُمِّي - هذه الحقيقة.


• الآية 68: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال المشركون: ﴿ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾ - وذلك كقولهم: الملائكة بنات الله، أو المسيح ابن الله، أو عزيرٌ ابن الله - ﴿ سُبْحَانَهُ ﴾ أي تقدَّسَ اللهُ عن ذلك كله وتنزَّه، فـ ﴿ هُوَ الْغَنِيُّ ﴾ عن كل ما سواه، لأنه سبحانه ليس مُحتاجًا إلى ولدٍ كما يحتاجُ البشر، فإنَّ البشر يحتاجون إلى ولدٍ يَخدمهم ويَرعاهم في كِبَرهم، وعند مرضهم، وحالَ ضَعفِهم، أما اللهُ تعالى فهو القوي الغني الذي لا يحتاجُ إلى شيءٍ مما يحتاجُه البشر، ولأنه سبحانه ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ فكل ما في السماوات والأرض ملْكُه وعبيده، فكيف يكونُ له ولدٌ مِمَّن خَلَق، وكُلُّ شيءٍ مملوكٌ له؟!


فهذا أكبر دليل على بُطلان نسبة الولد للهِ تعالى، إذ هو خالقُ كل شيء، فهل يُقالُ لِمَن خَلَقَ شيئاً أنه وَلَدَهُ؟! لو صَحَّ هذا لقالوا لِكُلّ مَن صَنَعَ شيئاً إنه أبو المصنوع، ولا يوجد قائلٌ بهذا أبداً، إذَن فأيُّ معنى لِنسبة الولد إليه سبحانه، إلا تزيين الشياطين للباطل حتى يَقبله أولياؤهم من الإنس؟!، ﴿ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا ﴾: أي وليس عندكم دليلٌ على ما تفترونه من الكذب، ﴿ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾؟!


• الآية 69، والآية 70: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول - لقومك: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ - بأن يَنسبوا له الولد أو الشريك - ﴿ لَا يُفْلِحُونَ ﴾أي لا يَنالون الفوز والفلاح في الدنيا ولا في الآخرة، إنما هو﴿ مَتَاعٌ ﴾ قصير يُمَتَّعونه﴿ فِي الدُّنْيَا ﴾ ﴿ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ﴾ بعد انتهاء آجالهم﴿ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ ﴾ في جهنم، جزاءً﴿ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴾.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" ( بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) ( بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية )، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع السابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين - سورة يونس الحلقة الأولى: تقديم وتمهيد

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الأخير من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الثالث من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأول من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الخامس من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع السادس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الخامس من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الرابع من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
11- أشكركم على هذه المشاركات والإضافات الجميلة
رامي حنفي - مصر 27-02-2016 02:01 PM

جزاكم الله خيراً أحبتي في الله وجزى الله الإخوة القائمين على الموقع خير الجزاء وأسأل الله باسمه الأعظم أن ينفع جميع المسلمين بهذا العمل وأن يجعله خالصاً لوجهه
اللهم آمين

10- أسجل إعجابي بهذه الجملة
هاشم عفيفي - مصر 21-02-2016 03:18 PM

فراقِبوا اللهَ في أعمالكم، وأدُّوها بإخلاصٍ وإتقان، وجدٍّ واجتهاد، وإياكم وما يُغضِبُ اللهَ تعالى، فإنه مُطَّلِعٌ عليكم، عالِمٌ بظَواهركم وبَواطنكم

9- أحييك على ذِكر هذا الخلاف المعتبر في تفسير الآية رقم65
ناصر - الكويت 21-02-2016 03:05 PM

جزاك الله خيراً على توضيح هذا الخلاف بين المفسرين دونَ ترجيح أحدهما (طالما أن الخلاف معتبر)
ففي الآية 65: ﴿ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ﴾: أي ولا يَحزُنك - أيها الرسول - قول المشركين في ربهم بأنّ له شركاء؛ ﴿ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾: يعني فإنّ اللهَ تعالى هو المُتفرِّد بالقوة الكاملة والقدرة التامة في الدنيا والآخرة، فلن يَضُرَّه سبحانه قولهم وافتراؤهم، و ﴿ هُوَ السَّمِيعُ ﴾ لأقوالهم، ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بأفعالهم ونيَّاتهم، وسيُجازيهم عليها.
• ويُحتمَل أن يكون المعنى: (ولا يَحزُنك أيها الرسول قول المُكَذِّبين فيك بأنك تفتري الكذب على ربك، فإنَّ أقوالهم لا تضرك شيئًا، وإذا كنتَ تظن أنهم أهْلُ عزة، فاعلم أنّ عِزَّتهم محدودة وزائلة، والْعِزَّةَ الحق للهِ تعالى وحده، يُعطِيها مَن يشاء، ويَمنعها عَمَّن يشاء، وسوف يُعطيها لك وللمؤمنين ويَنصركم عليهم، وهو سبحانه السميع العليم، فاكتَفِ بعِلم اللهِ وكفايته، فإنّ مَن يتوكل على اللهِ فهو حَسْبُه).

8- من أقوال بن عاشور في التحرير والتنوير
محمد اسماعيل - قطر 21-02-2016 03:02 PM

في قوله تعالى:
(وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِى وَرَبِّى إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ)
هذا حكاية فن من أفانين تكذيبهم ، فمرة يتظاهرون باستبطاء الوعد استخفافاً به ، ومرة يُقبلون على الرسول في صورة المستفهم الطالب فيسألونه : أهذا العذاب الخالد ، أي عذاب الآخرة ، حق .
فالجملة معطوفة على جملة ) ويقولون متى هذا الوعد ( ( يونس : 48 ) ، وضمير الجمع عائد إليهم فهم المستنبئون لا غيرهم ، وضمير ( هو ) عائد إلى ) عذاب الخلد ( ( يونس : 52 )
والله أعلم

7- هذا هو الولي الحق
سمير حمدي - مصر 21-02-2016 03:02 PM

قال تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾
فهذا هو الولي الحق (المؤمن التقي) ، أما مَن يطلقون كلمة الولي على أيّ شخص ثم يصنعون له مقاماً ثم يبنون عليه مسجداً فهذا من أبطل الباطل

6- أول مرة أفهم هذه الآية
إسراء حمدي - مصر 21-02-2016 02:24 PM

أول مرة أفهم هذه الآية:
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
جزاكم الله خيراً

5- إعجاب
رزق أحمد - مصر 21-02-2016 02:19 PM

أعجبتني جداً هذه الجملة:
فهذا أكبر دليل على بُطلان نسبة الولد للهِ تعالى، إذ هو خالقُ كل شيء، فهل يُقالُ لِمَن خَلَقَ شيئاً أنه وَلَدَهُ؟! لو صَحَّ هذا لقالوا لِكُلّ مَن صَنَعَ شيئاً إنه أبو المصنوع، ولا يوجد قائلٌ بهذا أبداً، إذَن فأيُّ معنى لِنسبة الولد إليه سبحانه، إلا تزيين الشياطين للباطل حتى يَقبله أولياؤهم من الإنس؟!

4- الاستئناس بالإعجاز العلمي
hamdy - مصر 21-02-2016 02:08 PM

أعجبني الاستئناس بالإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾، وخصوصاً أن حضرتك سبقت الفقرة بجملة: (ومن لطيف ما يُذكَر) حتى لا يكون الاعتماد عليه وإنما هو للإستئناس
وجزاكم الله خيراً

3- دعاء
وائل العدوي - مصر 21-02-2016 01:52 PM

أسأل الله أن يجزيك عن المسلمين خير الجزاء وأن يجعل عملك خالصاً لوجهه

2- مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا
hossam - Egypt 21-02-2016 01:49 PM

قال تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا } أي: فليطلبها بطاعته، بدليل قوله بعده: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }.

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب