• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)

تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
محمد حسن نور الدين إسماعيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/10/2015 ميلادي - 20/12/1436 هجري

الزيارات: 205044

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قوله تعالى:

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)

 

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

 

الصدق والكذب أصلُهما في القول، ماضيًا كان أو مستقبلاً، وعدًا كان أو غيره، ولا يكونان بالقصد الأوَّل إلا في القول، وقد يُستعمل الصدقُ في كلِّ ما يحق ويحصل في الاعتقاد؛ نحو: صَدَق ظنِّي وكذب، ويُستعملان في أعمال الجوارح؛ فيقال: صدق في القتال إذا وفَّى حقَّه وفعل ما يجب وكما يجب، وكذَب في القتال إذا كان بخلاف ذلك.

 

قال تعالى: ﴿ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23]؛ أي: حقَّقوا العهد بما أظهروه من أفعالهم، وقوله: ﴿ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 8]؛ أي: يسأل من صَدَق بلسانه عن صِدق فعلِه؛ تنبيهًا أنه لا يكفي الاعتراف بالحق دون تحرِّيه بالفعل، وقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ﴾ [الفتح: 27] فهذا صدق الفِعل؛ وهو التحقق؛ أي: حقَّق رؤيته، وعلى ذلك قوله: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ﴾ [الزمر: 33]؛ أي: حقق ما أورده قولاً بما تحرَّاه فعلاً.

 

ويعبر عن كل فعلٍ فاضل ظاهرًا وباطنًا بالصدق، فيضاف إليه ذلك الفعل الذي يوصف به؛ نحو قوله تعالى: ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 55]، وعلى هذا: ﴿ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [يونس: 2]، وقوله: ﴿ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ﴾ [الإسراء: 80]، ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84]؛ فإن ذلك سؤالٌ أن يجعله الله تعالى صالحًا؛ بحيث إذا أثنى عليه مَن بَعده لم يكن ذلك الثناء كذبًا[1].

 

إن من أهمِّ وأبرز صفات المؤمن الصدقَ في عقيدته وقوله وفعله؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾، ومن هنا فقد اتَّفق العلماءُ على إطلاق الصدِّيقية على الذي تستوي سريرتُه وعلانيته في صدق العمل، ولا شكَّ أن من اتَّصف بذلك فهو الصِّدِّيق الحقيقي، وأول الصديقين أبو بكر رضي الله عنه، وهو الذي صدَّق رسولَ الله وآزره، والصدِّيقيةُ أيضًا طاعة الله وقولُ الخير والإمساك عن الشر عامة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وقال في صفة الصدِّيقين: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [الحديد: 19].

 

ومن تحرَّى الصدقَ في أقواله وأفعاله صار سجيةً له؛ وهو ينتهي بصاحبه إلى الجنة، والصدوقُ مقبول الحديث عند الناس، ومقبولُ الشهادة عند الحكَّام، والكذوب بخلاف هذا كلِّه، مما يدلُّ على عظمة شأن الصدق وأهميته في حياة المسلم، وفي الصحيحين: ((إن الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذَّابًا))[2]

 

ويَحسُن هنا قبل ذِكر تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ أن نذكرَ الآية التي قبلها؛ وهي قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118].

 

هذه الآية نزلَت في أحداث غزوة تبوك؛ حينما تخلَّف مَن تخلف عن الغزوة بغير عذر من المنافقين وغيرهم، وكان ممَّن تخلف عن هذه الغزوة ثلاثةٌ من الصحابة رضي الله عنهم؛ هم كعبُ بن مالك، وهلال بن أمية الواقفي، ومُرارة بن الرَّبيع الأنصاري الأوسي.

 

ونذكر قصةَ توبة كعب بن مالك رضي الله عنه؛ لِما فيها من الفوائد والدروس، والعِبَر الجمَّة.

 

روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن كعب بن مالك قال:

"لم أتخلَّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها، إلا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتِب أحدًا تخلف عنها، إنما خرج رسولُ الله يريد عِير قريش[3]، حتى جمع اللهُ بينهم وبين عدوِّهم مع غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ العقبة حين تواثقنا[4] على الإسلام، وما أحب أن لي بها[5] مشهدَ بدر، وإن كانت بدرٌ أذكرَ[6] في الناس منها.

 

كان من خبَري أني لم أكن قطُّ أقوى ولا أيسرَ حين تخلفتُ عنه في تلك الغزوة، والله ما اجتمعَت عندي قَبله راحلتان قط، حتى جمعتها في تلك الغزوة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورَّى[7] بغيرها، حتَّى كانت تلك الغزوةُ، غزاها رسولُ الله في حرٍّ شديد واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا[8] وعدوًّا كثيرًا، فجلَّى[9] للمسلمين أمرَهم؛ ليتأهبوا أُهبة غزوهم[10]، فأخبرهم بوجهِه[11] الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرٌ، ولا يجمعهم كتابٌ حافظ - يريد: الديوان -[12]، قال كعب: فما رجلٌ يريد أن يتغيَّب إلا ظن أنه سيَخفى له، ما لم ينزل فيه وحيُ الله.

 

وغزا رسولُ الله تلك الغزوة حين طابت الثِّمار والظلال، وتجهَّز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، فطفِقتُ أغدو لكي أتجهزَ معهم، فأرجعُ ولم أقض شيئًا، فأقول في نفسي: أنا قادرٌ عليه، فلم يزل يتمادى بي، حتَّى اشتد بالناس الجدُّ[13]، فأصبح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئًا.

 

فقلت: أتجهز بعده بيومٍ أو يومين، ثم ألحقهم، فغدوتُ بعد أن فصلوا، لأتجهزَ، فرجعتُ ولم أقض شيئًا، ثم غدوتُ ثم رجعت ولم أقض شيئًا، فلم يزل بي حتى أسرعوا، وتفارط الغزو[14]، وهممتُ أن أرتحل فأدركهم - وليتني فعلتُ - فلم يُقدَّر لي ذلك.

 

فكنتُ إذا خرجتُ في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطُفتُ فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلاً مغموصًا[15] عليه النفاقُ، أو رجلاً ممَّن عذر اللهُ من الضعفاء، ولم يَذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تَبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: ((ما فعل كعب؟))، فقال رجلٌ من بني سَلِمَة: يا رسول الله، حبَسَه بُرْداه ونظَرُه في عِطفه[16]، فقال معاذُ بن جبل: بئس ما قلتَ! والله يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عَلِمنا عليه إلا خيرًا، فسكت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

 

قال كعب بن مالك: فلما بلغني أنه توجَّه قافلاً حضرَني همِّي، وطفِقتُ[17] أتذكَّر الكذب، وأقول: بماذا أخرج من سخطه غدًا؟ واستعنتُ على ذلك بكل ذي رأيٍ من أهلي، فلما قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل[18] قادمًا، زاح[19] عنِّي الباطل، وعرفتُ أني لن أخرج منه أبدًا بشيء فيه كذب، فأجمعتُ صِدقَه[20].

 

وأصبح رسولُ الله قادمًا، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركعُ فيه ركعتين، ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلَّفون[21]، فطفِقوا يعتذرون إليه، ويَحلفون له، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً، فقبل منهم رسولُ الله علانيتهم، وبايعَهم واستغفر لهم، ووَكَل سرائرَهم إلى الله.

 

فجئتُه، فلما سلَّمتُ عليه تبسَّم تبسُّمَ المُغضَب، ثم قال: ((تعال)) فجئتُ أمشي، حتى جلستُ بين يديه، فقال لي: ((ما خلَّفك[22]؟ ألم تكن قد ابتعتَ[23] ظهرك[24]؟!))، فقلت: بلى، إني والله لو جلستُ عند غيرك من أهل الدنيا لرأيتُ أنْ سأخرجُ من سَخطه بِعُذر، ولقد أُعطيتُ جدلاً[25]، ولكنِّي والله لقد علمتُ لئن حدثتُك اليومَ حديثَ كذب ترضى به عنِّي، ليوشكنَّ الله أن يُسخطك عليَّ، ولئن حدثتُك حديثَ صدقٍ تجدُ عليَّ فيه[26]، إني لأرجو فيه عَفْو الله! لا والله، ما كان لي من عذر، والله ما كنت قطُّ أقوى ولا أيسَرَ مني حين تخلفتُ عنك، فقال رسول الله: ((أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضيَ الله فيك)).

 

فقمتُ، وثار رجال من بني سَلِمة، فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك كنتَ أذنبت ذنبًا قبل هذا، ولقد عجَزْتَ أن لا تكون اعتذَرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر إليه المتخلِّفون! قد كان كافِيَك ذنبَك استغفارُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لك، فوالله ما زالوا يؤنبوني[27] حتى أردت أن أرجعَ فأكذبَ نفسي، ثم قلتُ لهم: هل لقي هذا معي أحدٌ؟ قالوا: نعَم، رجُلان قالا مثلَ ما قلت، فقيل لهما مثلُ ما قيل لك، فقلتُ: مَن هما؟ قالوا: مُرارة بن الربيع، وهلال بن أمية الواقِفِي، فذكروا لي رجلين صالحين، قد شَهدا بدرًا، فيهما أُسوة، فمضيت حين ذكروهما لي.

 

ونهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيُّها الثلاثةُ[28] من بين مَن تخلَّف عنه، فاجتنبَنا الناسُ، وتغيَّروا لنا، حتى تنكَّرَت في نفسي الأرضُ[29]، فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة.

 

فأمَّا صاحباي فاستكانا[30]، وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنتُ أشبَّ القوم وأجلدَهم، فكنتُ أخرجُ فأشهد الصلاةَ مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ولا يكلِّمني أحد، وآتي رسولَ الله فأسلِّم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرَّك شفتَيه بردِّ السلام عليَّ أم لا؟ ثم أصلي قريبًا منه، فأسارقه النظرَ، فإذا أقبلتُ على صلاتي أقبل إليَّ، وإذا التفتُّ نحوَه أعرض عنِّي!

 

حتى إذا طال عليَّ ذلك مِن جَفوة الناس[31]، مشيتُ حتى تسوَّرتُ[32] جدارَ حائط أبي قتادة، وهو ابنُ عمِّي وأحب الناس إليَّ، فسلمتُ عليه، فوالله ما ردَّ عليَّ السلام[33]، فقلت: يا أبا قتادة، أنشُدك[34] بالله، هل تعلمني أحبُّ اللهَ ورسوله؟ فسكَتَ، فعدتُ له، فنشدته فقال: اللهُ ورسوله أعلم[35]، ففاضت عيناي، وتوليتُ حتى تسوَّرتُ الجدارَ.

 

قال: فبينما أنا أمشي بسوق المدينة، إذا نَبَطيٌّ من أنباط أهل الشام[36] ممَّن قَدِم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدلُّ على كعب بن مالك؟ فطفِق الناس يشيرون له، حتى إذا جاءني دفَع إليَّ كتابًا من مَلِك غسَّان[37]، فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغَني أن صاحبَك قد جفاك، ولم يجعَلْك الله بدارِ هوانٍ ولا مَضيعة[38]، فالْحَق بِنا نُواسِك[39].

 

فقلت لما قرأتُها: وهذا أيضًا من البلاء! فتيمَّمتُ[40] بها التنُّورَ[41]، فسَجرتُه[42] بها، حتى إذا مَضت أربعون ليلةً من الخمسين، إذا رسولُ رسولِ الله يأتيني فقال: إن رسولَ الله يأمرُك أن تعتزل امرأتَك، فقلتُ: أطلِّقها؟ أم ماذا أفعل؟ قال: لا، بل اعتزلْهَا ولا تقرَبْها، وأرسل إلى صاحبَيَّ مثلَ ذلك، فقلتُ لامرأتي: الحقي بأهلك، فكوني عندَهم حتى يقضيَ اللهُ في هذا الأمر.

 

قال كعب: فجاءت امرأةُ هلال بن أميَّة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن هلال بن أمية شيخٌ ضائع، ليس له خادِم، فهل تكرهُ أن أخدمه؟ قال: ((لا، ولكن لا يقربك))، قالت: إنه والله ما به حركةٌ إلى شيء، والله ما زال يَبكي منذ كان مِن أمره ما كان إلى يومه هذا.

 

فقال لي بعضُ أهلي: لو استأذنتَ رسولَ الله في امرأتك[43] كما أذِن لامرأة هلال بن أميَّة أن تخدمَه، فقلتُ: والله لا أستأذن فيها رسولَ الله، وما يُدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنتُه فيها وأنا رجلٌ شاب؟ فلبثتُ بعد ذلك عشر ليالٍ، حتى كملَت لنا خمسون ليلة، من حين نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا.

 

فلما صلَّيتُ الفجر صُبحَ خمسين ليلة، وأنا على ظهر بيتٍ من بيوتنا، فبينَما أنا جالسٌ على الحال التي ذكَر الله؛ قد ضاقَت عليَّ نفسي وضاقت عليَّ الأرضُ بما رحُبَت، سمعتُ صوتَ صارخٍ أَوفَى[44] على جبل سَلْع[45] بِأعلى صوته: يا كعبُ بن مالك أبشر[46]، قال: فخرَرتُ ساجدًا، وعرفتُ أنْ قد جاء فرَجٌ، وآذن[47] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بتوبةِ اللهِ علينا حين صلَّى صلاةَ الفجر.

 

فذهب الناسُ يبشِّروننا، وذهَب قِبل[48] صاحبيَّ مُبشِّرون، وركض إليَّ رجلٌ فرسًا[49]، وسَعى ساعٍ من أسلم، فأوفى على الجبل، وكان الصوتُ أسرعَ من الفَرس، فلما جاءني الذي سمعتُ صوتَه يبشِّرني نزعتُ له ثوبَيَّ، فكسوتُه إيَّاهما ببُشراه، والله ما أملك غيرَهما يومئذٍ، واستعَرتُ ثوبين، فلبستُهما وانطلقتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتَلقَّاني الناسُ فوجًا فوجًا، يهنُّوني بالتوبة؛ يقولون: لِتَهنِك توبةُ الله عليك!

 

قال كعب: حتى دخلتُ المسجدَ فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ حول الناس، فقام إليَّ طلحةُ بن عبيدالله يُهرول[50] وهنَّاني، والله ما قام إليَّ رجلٌ من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة.

 

قال كعب: فلما سلمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرُق وجهُه من السرور: ((أبشِر بخير يومٍ مرَّ عليك منذ ولدَتْك أمُّك)) قال: قلت: أمِن عِندك يا رسولَ الله أم من عند الله؟ قال: ((لا، بل مِن عند الله))، وكان رسول الله إذا سُرَّ استنار وجهُه حتى كأنه قِطعةُ قمر، وكنا نَعرف ذلك منه.

 

فلما جلستُ بين يديه، قلت: يا رسول الله، إنَّ من توبتي أن أنخَلِع من مالي[51] صدقةً إلى الله وإلى رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمسِك عليكَ بعضَ مالك؛ فهو خيرٌ لك))، قلتُ: فإني أُمسِك سَهمي الذي بخيبر، فقلت: يا رسول الله، إن الله إنما نجَّاني بالصدق، وإنَّ من توبتي أن لا أحدِّثَ إلا صدقًا ما بقيتُ.

 

فو الله ما أعلم أحدًا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث، منذ ذكرتُ ذلك لرسول الله، أحسَنَ مما أبلاني، ما تعمَّدتُ منذ ذكرتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبًا، وإني لأرجو أن يحفظني اللهُ فيما بقيت.

 

وأنزل اللهُ على رسوله: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ ﴾[52]، إلى قوله: ﴿ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119][53]، فوالله ما أنعم اللهُ عليَّ من نعمةٍ قطُّ بعد أن هداني للإسلام، أعظمَ في نفسي من صِدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنْ لا أكون كذَبتُه[54] فأهلِكَ كما هلك الذين كذَبوا؛ فإنَّ الله قال للذين كذَبوا حين أنزل الوحي شرَّ ما قال لأحد، فقال تبارك وتعالى: ﴿ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ ﴾[55]، إلى قوله: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 96][56].

 

قال كعبٌ: وكنَّا تخلفنا أيها الثلاثةُ عن أمر أولئك الذين قَبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له[57]، فبايعَهم واستغفر لهم، وأرجأ[58] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمرَنا، حتى قضى الله فيه.

 

فبذلك قال الله: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ [التوبة: 118]، وليس الذي ذكَر اللهُ مما خُلِّفنا عن الغزو، إنما هو تَخليفُه إيَّانا، وإرجاؤه أمرَنا عمَّن حَلَف له، واعتذر إليه فقَبِل منه[59].

 

فوائد من الحديث الشريف:

1- بيانُ فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

2- بيان فضل غزوة العُسرة على غيرها من الغزوات؛ وهي (غزوة تبوك).

 

3- بيان ثبات الصحابة رضي الله عنهم في حال الشدَّة والفتن.

 

4- بيان فضل كعب بن مالك وصاحبيه في صبرهم وصدقهم ولجوئهم إلى الله تعالى، حتى فرَّج عليهم وتاب عليهم، وكانوا مثالاً للصدق.

 

5- وجوب التقوى والصدق والثبات في الأقوال والأفعال.

 

6- قال جابر رضي الله عنه: "اجتمع عليهم عُسرة الظَّهر؛ أي: "المركوب"، وعسرة الزاد، وعسرة الماء"[60].

 

7- خوف الصحابة من النفاق؛ لما علموا ما له من سوء عاقبةٍ، وأنه يستوجب سخط الله.

 

8- فضيلة معاذ بن جبل حين ذبَّ عن غيبة أخيه كعب بن مالك وأحسن الظنَّ فيه، وقال: "والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إلا خيرًا".

 

9- فضيلة الصدق الذي هو مَنجاة؛ فالصدق مُنجٍ وإن خِفتَه، والكذب مُردٍ وإن أمِنتَه.

 

10- استحباب البدء بصلاة ركعتين في المسجد عقب القدوم من سفر.

 

11- قبول كلام الناس على علانيتهم، وتوكيل سرائرهم إلى الله.

 

12- عدم علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغيب إلا ما أطلعه الله عليه.

 

13- حُسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن معاتبته للصحابة، والتثبُّت مما يقال له، ولنا فيه أسوة حسنة.

 

14- محبة الصحابة للنبي وتوقيرهم له، والحزن على غضبه وسخطه.

 

15- ((من أرضى الناسَ بسخط الله سخط اللهُ عليه وأسخط عليه الناس، ومن أسخط الناسَ برضا الله، رضيَ اللهُ عنه، وأرضى عنه الناسَ)).

 

16- حُسن ظنِّ الصحابة رضي الله عنهم بالله عز وجل، وأنه لا يضيِّع أولياءَه.

 

17- جواز الحلف للتأكيد دون طلبه.

 

18- فِراسة النبي صلى الله عليه وسلم في عِلمه بصِدق كعب؛ لما قال: ((أمَّا هذا فقد صدَق)).

 

19- جواز طروء الهمِّ بالسوء على الصالحين.

 

20- فضيلة استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه.

 

21- فضيلة من شهد بدرًا.

 

22- جواز التعزير بمقاطعة الحديث، وعدم رد السلام، وهجر العاصي، والإعراض عنه حتى يتوب.

 

23- جواز سؤال الغير عن استقامتك مع الله.

 

24- حرصُ الكفَّار على التحريش ووقوع الفتن بين المسلمين، وتصيُّدِ مواطن الضعف والكَبوات.

 

25- محبة الصحابة للنبي وطاعتهم له.

 

26- مشروعية السجود لمن بُشِّر بنعمة أو خبر سارٍّ.

 

27- مشروعية العاريَّة؛ وهي إباحة الانتفاع بعينٍ من أعيان المال بلا عوض، وهي مستحبة.

 

28- جواز التهنئة لمن حدثَ له نعمة وخير؛ كقولك: "لِتَهنِك... أو ليهنك..."؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيِّ بن كعب لما سأله عن أعظم آية في القرآن: ((ليهنِك العلمَ أبا المنذر)).

 

29- حِفظ الجميل والمعروف، وعدمُ جحوده ونُكرانه؛ كما قال كعب بن مالك عن طلحة بن عبيدالله: "وهنَّأني... ولا أنساها لطلحة".

 

30- استحباب التصدُّق ببعض المال عند حدوث النعمة.

 

31- نسبة الفضل في النِّعَم لله وحده؛ إذ قال كعب: "إن الله إنما نجَّاني بالصدق".

 

32- مِن تمام وإحسان التوبة العزمُ على عدم العودة للذنب بعد الندم، والإقلاع عنه.

 

33- البلاء قد يكون في الخير والشر؛ كما قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]، ولكن إذا أطلق كان للشرِّ غالبًا، فإن أريد به الخير قيِّد؛ كما قيده هنا كعبٌ في قوله: "أحسن مما أبلاني": أي أنعم عليه.

 

34- الكذب هلَكة؛ "فإن الله قال للذين كذبوا حين أنزَل الوحي شر ما قال لأحدٍ، وسماهم فاسقين".

 

35- معنى ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ [التوبة: 118]؛ أي: تخليف الله وإرجاؤه أمر الثلاثة عمَّن حلف له واعتذر إليه فقبل منه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

 

36- علامة الخير وزوال الشدَّة إذا تعلَّق القلبُ بالله تعلقًا تامًّا، وانقطع عن المخلوقين.

 

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]؛ أي: يا أيها الذين آمنوا بالله وبما أمر اللهُ بالإيمان به، قوموا بما يقتضيه الإيمان؛ وهو القيامُ بتقوى الله؛ باجتناب ما نهى اللهُ عنه والبعدِ عنه، ﴿ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين أقوالُهم صِدق، وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقًا، خاليةً من الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيِّئة، مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة؛ ((فإن الصدق يهدي إلى البرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنة))، قال تعالى: ﴿ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ﴾ [المائدة: 119] الآية[61].



[1] المفردات في غريب القرآن؛ الراغب الأصفهاني.

[2] أصول المنهج الإسلامي؛ العبيد ص 546.

[3] عير قريش: العير هي الإبل التي للميرة (الطعام).

[4] تواثقنا: أي تعاهدنا وتعاقدنا.

[5] أن لي بها: أي بدلها.

[6] أذكر: أي أعظم ذكرًا في تلك الغزاة؛ أي: في غزوة تبوك.

[7] ورَّى: أي أوهم غيرها، والتورية أن تذكر لفظًا يَحتمل معنيين.

[8] مفازًا: فلاة (صحراء) لا ماء فيها، يخاف فيها الهلاك.

[9] فجلى: أي كشف وبين وأوضح.

[10] أي ليستعدوا بما يحتاجون إليه في سفرهم ذلك.

[11] بوجهه: أي بمَقصِده.

[12] الديوان هو مجتمع الصحف، أو الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء.

[13] الجد: الجهد في الشيء والمبالغة فيه.

[14] تفارط الغَزو: أي تقدم الغزاة وسبقوا وفاتوا.

[15] مغموصًا عليه النفاق: أي يظن به النفاق ويتهم به.

[16] ونظره في عطفه: أي جانبه كناية عن كونه معجبًا بنفسه، ذا زهو وتكبر، أو لباسه أو كنى عن حسنه وبهجته.

[17] وطفقت: أي أخذت.

[18] أظل قادمًا: أي دنا قدومه.

[19] زاح: أي زال.

[20] فأجمعت صدقه: أي جزمت به وعقدتُ عليه قصدي، يقال: أجمع أمره وعلى أمره: عزَم عليه.

[21] المخلَّفون: الذين خلفهم كسلهم ونفاقهم عن غزوة تبوك.

[22] ما خلَّفَك: ما أخرك عن الغزو.

[23] ابتعت: اشتريت.

[24] ظهرك: أي رِكَابك، والرِّكاب: المَطي جمع مَطيَّة.

[25] أُعطيتُ جدلاً: أي فصاحةً وقوةً في الكلام وبراعةً؛ بحيث أخرج عن عهدة ما ينسب إلي بما لا يُقبل.

[26] تجد عليَّ فيه: أي تغضب علي.

[27] يلومونني لومًا عنيفًا.

[28] "أيها الثلاثة" بالرفع؛ أي: خصوصًا الثلاثة.

[29] معناه تغير عليَّ كل شيء حتى الأرض فإنها توحشت علي، وصارت كأنها أرض لم أعرفها لتوحشها علي، وهذا يجده الحزين والمهموم.

[30] أي: خضَعا.

[31] أي: إعراضهم.

[32] تسورت: أي علَوتُه وصعدت سوره، وهو أعلاه.

[33] ما رد عليَّ السلام؛ لعموم النهي عن كلامهم.

[34] أنشدك: أي أسألك الله، وأصله من النشيد وهو الصوت.

[35] "فقال: الله ورسوله أعلم": ليس ذلك تكليمًا لكعب؛ لأنه لم يَنو بِه ذلك؛ لأنه منهي عنه، بل أظهر اعتقاده، فلو حلف لا يكلم زيدًا فسأله عن شيء، فقال: الله أعلم، ولم يُرد جوابه ولا إسماعه، لا يحنث.

[36] نبطي: النَّبَط، والأنباط، والنبيط، وهم فلاَّحو العجم.

[37] ملك غسَّان: هو جبَلة بن الأيهم.

[38] أي: في موضع وحال يُضاع فيه حقك.

[39] أي: نشاركك فيما عندنا.

[40] أي: قصدت.

[41] التنور: ما يخبز فيه.

[42] فسجرته: أي أوقدته، وأنَّث الكتاب على معنى الصحيفة.

[43] أي: لتخدمك.

[44] أشرف، أو صعده وارتفع عليه.

[45] سلع: جبل بالمدينة معروف.

[46] أبشر: سُرَّ أو افرح.

[47] آذَن: أعلَمَ.

[48] قِبَل: جهة.

[49] ركض إليَّ رجل فرسًا: أي استحثه للعَدْو.

[50] يهرول: أي: يسير بين المشي والعدْو.

[51] أي: أخرج من جميع مالي.

[52] أي: تجاوز عنه إذنَه للمنافقين في التخلف، كقوله: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 43].

[53] ﴿ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾: في إيمانهم دون المنافقين، أو مع الذين لم يتخلفوا.

[54] قال الإمام النووي: "قال العلماء: لفظة "لا" في قوله (أن لا أكون) زائدة ومعناه أن أكون كذبته؛ كقوله تعالى: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ﴾ [الأعراف: 12]".

[55] أي: إذا رجعتم إليهم من الغزو.

[56] أي: فإن رضاكم وحدكم لا ينفعهم، إذا كان الله ساخطًا عليهم، وكانوا عرضة لعاجل عقوبته وآجِلِها.

[57] أنَّ تخلفهم كان لعذر.

[58] أي: أخَّر، قال الحافظ في الفتح: وحاصله أن كعبًا فسَّر قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ [التوبة: 118]؛ أي: أخروا حتى تاب الله عليهم، لا أن المراد أنهم خلِّفوا عن الغزو، وإرجاؤه أي: تأخيره.

[59] أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك وقول الله عز وجل: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ [التوبة: 118].

[60] أيسر التفاسير؛ الجزائري ج1 ص 586.

[61] تفسير السعدي رحمه الله تعالى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
  • مع آية: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان)
  • مع نداء الله للمؤمنين: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة)
  • كونوا مع الصادقين
  • خطبة: وكونوا مع الصادقين
  • تفسير: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين)
  • تفسير: (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين)
  • تفسير: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)
  • تفسير: (ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها)
  • (كونوا مع الصادقين) (خطبة)
  • نداء للمؤمنين: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾
  • كونوا مع الصادقين

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب