• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه)

تفسير: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه)
الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/3/2015 ميلادي - 4/6/1436 هجري

الزيارات: 38645

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قول الله تعالى:

﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ .. ﴾


قول الله تعالى ذكره: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 36، 37].

 

وقال الله تعالى في سورة الأعراف في هذه الواقعة: ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [الأعراف: 20 - 24].

 

وقال في سورة طه: ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى * قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 120 - 124].

 

يقول الله تعالى ذكره: إن الشيطان قد حسد آدم مرة ثانية على ما أنعم الله عليه من إسكانه وزوجه الجنة، فعمل جهده وكاد كيده لإخراجهما من الجنة، وأخذ يُوسْوِس لهما، ويخطر لهما في نفسهما بخطراته الرديئة، ويهمس لهما بصوته الخفي، ويوحي إليهما بزخرف القول: ﴿ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 120]، ﴿ وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ﴾ [الأعراف: 20 - 22].

 

وما زال ذلك العدو المبين يخادعهما ويخدعهما، ويُكثِر الوسوسة والمقاسمة لهما على ما سينالان من الخلود إذا هما أكلا من هذه الشجرة، وأن سر الحياة في هذه الشجرة، حتى شغل تفكيرهما بالشجرة وخصائصها الموهومة، فنَسِيَا أمر ربهما، وأنزلهما من درجة الذكر لله إلى درجة الاشتغال والتفكير الطويل في هذه الشجرة، بما غرَّهما وكذب عليهما من اختلاق الخصائص لها، وادعاء أن الله ما نهاهما عنها، إلا لأنه يمنعهما هذه الخصائص، ويحرمهما هذا الخلود والملك الذي لا يَبلى، وأخذ يُدنيهما منها حسًّا ومعنًى، ويُقربهما إليها قلبًا وجسمًا حتى أكلا منها، ووقعا في مخالفة ما نهاهما ربهما عنه، وما كادا يذوقانها ويأكلان منها حتى انكشف عنهما ستر الله، وبدى لهما من عيوبهما ونقصهما وعورتهما ما كان قد أخفاه عنهما إسجاد الملائكة لهما وإسكان الله إياهما الجنة، وعظيم ما أكرمهما به من الهبات والمنح، وكانا بذلك الإنعام والإكرام يظنان أنهما بعيدان عن هذه العيوب، بريئان من هذا النقص، فعرَّاهما عند ذلك من الحياء والخجل من ربهما ما جعلهما يحاولان الاختباء والتواري، فجعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة، ويجمعان من ذلك الورق ما يسترهما ويواري سوءَاتهما، وكذلك الذين اتقوا إذا مسَّهم طائف من الشيطان تذكَّروا فإذا هم مبصرون.

 

وما كان ذلك إلا رحمة من الله بهما؛ ليعرفا مكامن النقص ومواضع العيب من نفسيهما، والعورة من سور قلبهما الذي منها يدخل إليه عدوهما، وأن ذلك من الحرص على الحياة وطول الأمل، والغرور بالأماني البعيدة التي لا حقيقة لها، ولا يمكن حصولها، وليتبين بنوهما كذلك تلك النقائص وهذه العورات، فيحصوها ويتقوا الشيطان من قبلها، ويكونوا عليها أحفظ، وبها أشد عناية وأكثر احتياطًا، ولها أعظم تفقُّدًا.

 

والسوأة، والسوأَى: كل ما يستقبح الإنسان ظهوره وبدوه منه من حسي أو معنوي، وكل ما يناله من قبح مؤلم مؤذ، ويكنى بها عن العورة من الإنسان؛ لأنه يستقبح بفطرته السليمة ظهورها وكشفها، وكم من عبد صالح غره عمله وخدعته نفسه بصلاحه، فأعجب بعمله وذل به على ربه، فتداركته العناية الإلهية بزلة عرفته شدة فقره، وعظيم حاجته إلى توفيق مولاه، وتثبيته ووقايته من آفات النفس ومهلكات الغرور والعجب، فاشتد بعدها تعلُّقه بربه، واستوثق بسببها من مداخل قلبه، وتيقَّظ لعورات سوره، فعرف من أين أتاه الزلل؟ ومن أي ناحية جاءته الرمية؟ فكان بعدها من المتقين.

 

يدلنا على هذا ما كان يكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله وسؤاله: ((يا مقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك))، ((إنك إن تكلني إلى نفسي طرفة عين أكن من الهالكين)).

 

وليس شأن المؤمن أن يسأل: كيف دخل إبليس على آدم؟ ولماذا ابتلى الله آدم بهذه الشجرة؟ ولا نحو هذه المسائل التي يُمليها الشيطان، ويوحي بها ليوقع الإنسان في مهاوي الاعتراض على حكمة الله ورحمته، ويقوده بزمامها إلى التسخط على قضاء الله وعدله، ويصيده بشباكها، فيكون من الهالكين؛ نسأل الله العافية من ذلك، وإنما شأن المؤمن الذي يؤمن بأن هذا كلام الله الحق المبين، وهذا خبر الله عن آدم الذي امتنَّ عليه وعلى بنيه بأنه خلقه بيده، وأسجد له ملائكته، وأسكنه وزوجه الجنة، وكرَّمه وفضَّله وذريته على كثير ممن خلق تفضيلًا.

 

شأن المؤمن بذلك وغيره من خبر الله وفضل الله ورحمته: أن يعتبر بذلك الذي وقع لأبيه المنعم عليه بكل هذه النعم، وأنها لم تحل بينه وبين عدوه، حتى عرف مداخله فاتَّقاها، وكانت هذه الزلة أعظم زاجرًا وواعظ عن الانخداع مرة ثانية بغرور ذلك العدو ومناصحته الكاذبة الخائنة، فلئن كان هذا شأن الأب، فكيف حال الابن؟ ولئن كانت هذه مخادعة العدو للأب في أول الخلق ومبدأ الحياة، فكيف بمخادعته للأبناء؟


وقد مرت الدهور الطوال وهو يتفنن في ابتكار الحِيَل واستحداث الخدع، ويبذل كل ما عنده من جهد وقوة في الافتتان والابتكار؛ إخفاءً لمكره، وسترًا لعداوته وخبثه، فكن أيها المؤمن على أشد الحذر، وإياك ثم إياك أن يغرَّك بالله الغرور، وأن يخدعك عن جنة المأوى ذلك العدو المبين بما يزين لك من زخارف الأكاذيب، وحصن قلبك بحصون القرآن، وأحِطْ سوره بجيوش مواعظ الله ووصاياه، وإياك أن تلقي سلاحك من القرآن والسنة طرفة عين؛ فالعدو لك بالمرصاد، ينتهز غفلتك، والله يحفظنا وإياك من كيده ومكره، ويعيذنا جميعًا من الشيطان الرجيم.

 

هذا وما خرج آدم من الجنة إلا ليعود إلى سكناها والتمتع بما فيها من النعيم خالدًا أبدًا، لا خروج ولا موت، وما أكل آدم من الشجرة إلا ليذوق مرارة الحرمان، ويحترق قلبه بنار البعد؛ ليعرف فضل العطاء، ويقدر نعمة الإكرام، ويفر إلى حظيرة القرب، فيطفئ نيران البعد بدموع الندم، ويغمر تلك الزلة بماء: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

 

أهبط الله آدم وحواء وإبليس إلى الأرض التي خلقهم لعمارتها، وأكد لآدم وزوجه البيان أن الشيطان لهما عدو، فليتخذوه أبدًا عدوًّا، فإنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، وأنه سيكون الحرب بين بني آدم وذلك العدو ما بقِيت الأرض هي الأرض، وحتى يجيء الحين الذي فيه يجعل الله الحياة الدنيا حصيدًا كأن لم تغنَ بالأمس، وكان الله على كل شيء مقتدرًا.

 

نزل آدم إلى الأرض ميدان الحرب بينه وبين عدوه، فاقتضت رحمة العليم الحكيم أن يمدَّه وبنيه بسلاح يستدفعون به كيد ذلك العدو، ويردون به هجماته عليهم وطعناته المتوالية على قلوبهم، فاجتبى آدم وهداه، وألقى عليه من العلم سلاحًا لا يفل، ودرعًا لا ينفذ منه سهام العدو، وكذلك كانت نعم الله على آدم متتالية، أهبطه إلى الأرض حسًّا؛ ليرفعه بالنبوة والعلم حقيقةً ومعنًى، فكان آدم بعد الأكل من الشجرة خيرًا منه قبل الأكل منها، وما بلغ هذه الدرجة الرفيعة إلا بالتوبة النصوح والندم الصادق الذي به عرف نفسه ظالمة، وعرف ربه صاحب الفضل والمنة، وأنه لا مفزع له إلا إليه، ولا مهرب له إلا لربه الغفور الرحيم، وأنه إن لم يتداركه بمغفرته وهدايته، فلن يجد له من دونه مولًى ولا نصيرًا، ولن يكون إلا من الخاسرين.

 

فاعرف ذلك واعتبر به أيها المؤمن، وأخلص التوبة لربك بمنتهى الذلة والفقر والضراعة، ناسبًا إلى نفسك كل التقصير والعيب والظلم، وإلى ربك كل النعم والفضل والرحمة والخير، وأنه ما ظلمك ولا أحدًا من خلقه شيئًا، ولكن الناس أنفسَهم يظلمون، فأنت واجد من هذه التوبة إن شاء الله نعيمًا وقربًا وفتوحًا إلهية، ونفحات رحمانية لا تكون إلا لأحبابه وأخصائه؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].

 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان حكم الله تعالى في تقديره المعصية على العبد:

فمنها: أنه سبحانه يحب التوابين، حتى إن من محبته لهم أن يفرح بتوبة أحدهم أعظم من فرح الواحد براحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض الدوية المهلكة، إذا فقدها وأيس منها، وليس في أنواع الفرح أكمل ولا أعظم من هذا الفرح، ومنها: أنه سبحانه يحب أن يتفضل عليهم، ويتم عليهم نعمه، ويُريهم مواقع بره وكرمه، فلمحبته الأفضال والإنعام ينوِّعه عليهم أعظم الأنواع وأكثرها في سائر الوجوه، ومن أعظم الأنواع والإحسان والبر: أن يُحسن إلى من أساء، ويعفو عمن ظلم، ويغفر لمن أذنب، ويتوب على من تاب إليه.

 

ومنها: أنه سبحانه له الأسماء الحسنى، ولكل اسم من أسمائه أثر من الآثار في الخلق والأمر، لا بد من ترتُّبه عليه كترتب المرزوق والرزق على الرزاق، وترتُّب المرحوم وأسباب الرحمة على الرحمن، ونظائر ذلك في جميع الأسماء، فلو لم يكن من عباده من يخطئ ويذنب؛ ليتوب عليه، ويغفر له، ويعفو عنه - لم يظهر أسماء الغفور والعفو والتواب والحليم، وما جرى مجراها، وظهور أثر هذه الأسماء ومتعلقاتها كظهور آثار سائر الأسماء الحسنى ومتعلقاتها، ولا بد!

 

ومنها: أنه سبحانه يعرف عباده عزَّه في قضائه وقدره، ونفوذ مشيئته، وجريان حكمته، وأنه لا محيص للعبد عما قضاه عليه، ولا مَفرَّ له منه، بل هو في قبْضة سيده ومالكه.

 

ومنها: أنه يعرف العبد حاجته إلى حفظه له ومعونته وصيانته، فإن لم يحفظه مولاه الحق ويصونه ويُعينه، فهو هالك ولا بد، وقد مدت الشياطين أيديها إليه من كل جانب، تريد تمزيق حاله كله، وإفساد شأنه كله، وأن سيده إن وكله إلى نفسه، وكله إلى عجز وضيعة، وذنب وخطيئة وتفريط، فهلاكه أدنى إليه من شراك نعله.

 

ومنها: أنه سبحانه يستجلب من عبده بذلك ما هو من أعظم أسباب السعادة له من استعاذته واستعانته به من شر نفسه وكيد عدوه، ومن أنواع التضرع والدعاء والابتهال، والإنابة والفاقة، والمحبة والرجاء والخوف، وأنواع من كمالات العبد تبلغ المائة، فيحصل للروح بذلك قرب خاص، لم يكن يحصل بدون هذه الأسباب، ويجد العبد من نفسه كأنه مُلقى على باب مولاه بعد أن كان نائيًا عنه، وهذا الذي أثمر له: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾، وهو ثمرة ((للهُ أفرحُ بتوبة عبده))، وأسرار هذا الوجه يضيق عنها القلم واللسان.

 

ومنها: أنه سبحانه يستخرج بذلك من عبده تمام عبوديته؛ فإن تمام العبودية هو بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبوديةً أكملهم ذلاًّ لله وانقيادًا وطاعة، والعبد ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لعزه، ذليل لقهره، ذليل لربوبيته فيه وتصرُّفه، ذليل لإحسانه إليه وإنعامه عليه؛ فإن من أحسن إليك فقد استعبدك، وهنا نوعان من أنواع الذل؛ أحدهما: ذل المحبة وهو خاصة المحبة ولُبها، بل روحها وقوامها وحقيقتها، وهو المراد على الحقيقة من العبد لو فطن، وهذا يستخرج من قلب المحب من أنواع التقرب والتودد، والتملق والإيثار، والرضا والحمد والشكر، والصبر وتحمُّل العظائم ما لا يستخرجه الخوف وحده ولا الرجاء وحده، فهذا ذل المحبين.

 

والثاني: ذل المعصية، فإذا انضاف هذا إلى هذا، فهناك فنيت الرسوم، وتلاشت الأنفس، واضمحلَّت القوى، وبطلت الدعاوى جُملة وذهبت الرعونات، وطاحت الشطحات، ومُحِيَ من القلب واللسان أنا، أنا، واستراح المسكين من شكاوى الصدود والإعراض والهجر، وتجرد الشهودان، فلم يبق إلا شهود العز والجلال، الشهود المحض الذي تفرَّد به ذو الجلال والإكرام الذي لا يشاركه أحد من خلقه في ذرة من ذرات الذل والفقر والضرورة إلى ربه، إلا شاهدها فيه بالفعل، وقد شهِد مقابلها هناك، فلله أي مقام أُقيم فيه هذا القلب إذ ذاك؟ وأي قرب حَظِيَ به؟ وأي نعيم أدركه؟ وأي روح باشره؟ فتأمل الآن موقع الكسرة التي حصلت له بالمعصية في هذا الموطن، ما أعجبها! وما أعظم موقعها!

 

كيف جاءت فمُحِقت من نفسه الرعونات والدعاوى وأنواع الأماني الباطلة، ثم أوجبت له الحياء والخجل من صالح ما عمل، ثم أوجبت له استكثار قليل ما يرد عليه من ربه، لعلمه بأن قدره أصغر من ذلك، وأنه لا يستحقه، واستقلال أمثال الجبال من عمله الصالح بأن سيئاته وذنوبه تحتاج من المكفرات والماحيات إلى أعظم من هذا، فهو لا يزال محسنًا، وعند نفسه المسيء المذنب، منكسرًا ذليلاً خاضعًا، لا يرتفع له رأس، ولا ينقام له صدر، وإنما ساقه على ذلك الذل الذي أورثه إياه مباشرة الذنب، فأي شيء أنفع له من هذا الدواء؟!

 

ونكتة هذا الوجه أن العبد متى شهد صلاحه واستقامته، شمخ بأنفه، وتعاظمت نفسه، وظن أنه عظيم، فإذا ابتُلِيَ بالذنب تصاغرت إليه نفسه، وذل وخضع، وتيقَّن أنه عبد ذليل، ثم ذكر ابن القيم وجوهًا كثيرة أخرى، وقد اختصرنا الوجوه السابقة بتصرُّف اقتصادًا في القول، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

 

قول الله تعالى ذكره: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 38، 39].

 

خطاب من الله سبحانه وتعالى إلى الحاضرين ذلك الخطاب، وهم آدم وحواء وإبليس، وفي الإسرائيليات التي اعتمد عليها بعض المفسرين أن الحية كانت ممن خوطب بهذا الخطاب - كما ذكر ذلك ابن جرير عن أبي صالح بناءً على القول بأن إبليس إنما وصل إلى آدم وزوجه من طريقها وبسبب دخوله في جوفها، ولا نعتمد هذا القول، ولا نُعنى به، والحمد لله؛ لأننا طارحون كل الإسرائيليات وراء ظهورنا، وغير معتمدين إلا على النصوص الصحيحة الثابتة عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فقط، لما أننا نوقِن إن شاء الله أن تلك الإسرائيليات إن لم يكن فيها شر وفساد في العقائد، فلا خير فيها، ولا حاجة في تفسير القرآن، وتفصيل أحكامه إلى شيء منها بحمد الله تعالى، وليس الشيطان بطبيعته - ومادة خلقه - بحاجة إلى الحية ولا إلى غيرها، لتخفيه عن الله تعالى، فيستطيع بدخوله في جوفها أن يدخل الجنة خفية على الله، فإن الله لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ولقد جاء في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم من العروق))، وفي القرآن الكريم: ﴿ نَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾ [الأعراف: 27]، وفيه: ﴿ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ [الإسراء: 64].

 

وذلك وغيره يدل على أن الله سبحانه - وله الحمد على كل حال - قد خلق الشيطان، وجعله بحالة يتمكن بها من الدخول إلى قلب الإنسان ونفسه من كل باب، ويصل إليه من كل طريق؛ ﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ﴾ [الأعراف: 17]؛ ابتلاءً من الله العليم الحكيم، وفتنةً منه له به؛ ليعلم الصادقين من عباده من الكاذبين ﴿ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ﴾ [الروم: 4]، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يخطر بين العبد وقلبه في الصلاة، يقول: اذكر كذا اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، فلئن تيسَّر عليك فَهْم خطور الشيطان في قلبك وأنت تصلي في بيت الله، بل وفي البيت الحرام، بل وفي جوف الكعبة، وأنت قائم بين يدي ربك تناجيه وتُكلمه بأفضل الذكر وخير الكلام - فإنه يسهل عليك كذلك أن تفهم وسوسة إبليس لآدم وزوجه وهما في الجنة بدون حاجة منك إلى تلك الإسرائيليات، وبدون حاجة إلى إدخال الشيطان في جوف تلك الحية أو غيرها مع هذه الوسوسة، هذا وللحية ولغيرها من الحشرات أمثالها ودونها حِكَم ومنافعُ خلقها الله تعالى لها؛ ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 16].

 

وقد ذكر الجاحظ في كتاب الحيوان بعض تلك الحكم والفوائد، فارجع إليه إن شئت؛ لتكون على بصيرة وعلمٍ من حِكَمِ الله البالغة، وبديع صُنعه سبحانه في خلقه وآياته.

 

يقول الله تعالى ذكره لآدم وزوجه وإبليس، ومن سيكون منهم من الذرية والخلائف: اهبطوا إلى دار الابتلاء، ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى ﴾ [البقرة: 38]، فأنزل من عندي علمًا وبيانًا لما أحب منكم أن تأتوه من شكري وعبادتي وطاعتي، وما أكره أن تفعلوه مما يُسخطني عليكم ويغضبني، وأكرهه لكم من الكفر بي وعصياني وعبادة غيري، ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ ﴾ [طه: 123]، وبياني وإرشادي إلى سبيلي وديني، واقتفى أثر من أختاره رسولاً، وأصطفيه سفيرًا، وأتخذه على وحيي أمينًا - ﴿ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ [البقرة: 38]، وإن كان قد سلف منهم قبل ذلك معصية إليّ، وخلاف لأمري وترك لطاعتي، وعبادة لغيري وكفر بي، فقد عرفهم سبحانه: ﴿ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 37]، وأنكم مهما كثرت ذنوبكم، وعظمت خطاياكم، وأبعدتم في الفرار من الله، فإنكم إن عدتم إلى طاعته، وأنبتُم إلى عبادته، وثُبْتُم إلى حظيرته، وفرَرتم إلى رحمته، واستغفرتموه صادقين له، مؤمنين به، عاملين الصالحات - وجدتموه توابًا رحيمًا، يشملكم عفوه، وتَغمركم مغفرته، ويسعكم كرمُه وحلمه؛ ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الزمر: 53 - 55].

 

فتطمئن قلوبكم إلى هذه الرحمة الواسعة، وتستريح نفوسكم بهذه المغفرة الشاملة، فتُقبلون على الطاعة بصدور منشرحة إلى ربها، وتسعون في سبيل الهدى وأنتم راضون بحسن العاقبة التي تؤولون إليها، فيقوى نشاطكم، وتزدادون حرصًا على ما رُزقتموه من الإنابة والصدق مع ربكم، ولا تخافون في قبوركم ولا على الصراط، ولا في مواقف الآخرة، فقد بيَّض الله صحائفكم، ومَحا منها ما كان قد سجل من معاصيكم وسيئاتكم بما أحدثتم له من التوبة النصوح، والاستغفار الصادق، وتكونون آمنين من أن تُدرككم ظلمة تلك المعاصي، فتُقسِّي قلوبكم، وتصدها عن ذكر الله، وتحَول بينها وبين التنعم بمناجاته والتلذُّذ بكلامه وذكره، وآمنين في قبوركم وعلى الصراط، وفي مواقف الآخرة فلا تحسون شيئًا من مخاوفها وأهوالها، بل تتلقاكم الملائكة وهي تقول: ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ﴾ [الرعد: 24]، ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ ﴾ [الزمر: 73].

 

فهذا ما أعد الله لمن اتبع هداه من الأمن والأمان، ﴿ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38] على ما فاتهم مما كان يُخيله لهم الشيطان من لذات المعاصي وشهوات الفسوق، ولا يندمون على ما تركوا مما كان الشيطان يُوهمهم أنه عزة النصر والغلبة باتِّباع الهوى والعصبية للآباء والأجداد، فإنهم باتباع الهدى انكشفت عن قلوبهم حُجُب الشهوات والشبهات، وغسلت أرواحهم من أقذار الهوى والعصبيات، وأشرق فيها مصباح الإيمان، فتجلَّى لهم الحق واضحًا، واستعلن أمامهم الصراط مستقيمًا، وهبَّت على قلوبهم نفحات الرضا، فاسترْوَحُوا إليها، وتفجرت ينابيع فضل الله ورحمته، ففرِحوا بها، ووجدوا أنهم كانوا قبل ذلك مغبونين، وأنهم كانوا باتباع الهوى والجمود على تقليد الآباء والأجداد خاسرين، وأن ما فتح عليهم من ذلك الهدى خير مما يجمعون؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 57، 58].

 

فلا تزال حياتهم كلها سرور وفرح بما أنعم الله عليهم من نعمة الهداية والإيمان، فإذا حضرهم الموت جاءتهم الملائكة بالتثبيت والبشرى من الله بما أعد لهم من حسن اللقاء، فيفارقون الدنيا مفارقة الغريب دار غربته إلى وطنه الذي يَلقى فيه الأحبة، ويسعد فيه بخير رفقة، وإذا صاروا إلى قبورهم فرِحوا بما لَقوا من عملهم الصالح، مؤنسًا لهم ومزيلاً عنهم وحشة القبر حتى تقوم الساعة، وإذا حشر الناس أظلهم الله في ظل عرشه، وإذا طارت الكتب أخذوا كتبهم بأيمانهم، وقرؤوا فيها ما وفَّقهم الله له، وهداهم إليه، فوجوههم يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة، وإذا دخلوا الجنة تم لهم السرور الأكبر، وفرحوا الفرح الأعظم، خصوصًا إذا تجلى الرحمن عليهم بوجهه الكريم فتنعموا برؤيته، فهناك السرور كل السرور، والفرح حقيقة الفرح، والنعيم الذي دونه كل نعيم، اللهم اجعلنا من هؤلاء بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

 

وقال تعالى في سورة البقرة: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62]، وفيها: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112]، وفيها: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 262]، وفيها: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274]، وفيها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 277]، وقال: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170].

 

وقال ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [المائدة: 69]، وقال: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأنعام: 48]، وقال: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35]، وفيها: ﴿ أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 49]، وقال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 - 64].

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32].

 

وفي: ﴿ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾ [الزخرف: 68، 69]، وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13].

 

هذه هي الآيات التي ضمن الله فيها الأمن والسلام والسرور والفرح في الدنيا والآخرة للمتبعين هداه، الذين آمنوا به وبرسله وعملوا الصالحات، وهي واضحة بيِّنة لمن عنده أدنى تدبُّر وفَهْم.

 

إن الله تبارك اسمه يرجي عباده في عفوه ورحمته، ويطمعهم في رضوانه ومغفرته، ويدعوهم للتعرض لذلك بإخلاص القلوب لله وحده وإصلاح الأعمال باتِّباع شرعه الذي ارتضاه لعباده، فأرسل به رسله، فبذلك يكفل الله لهم سعادة الدنيا والآخرة.

 

ومن أعجب العجب أن يحرف شر الدواب الصم البكم الذين لا يعقلون هذه الآيات، ويغويهم شيطان الشرك، ويعمي بصائرهم، فيوحي إليهم أن يحتجوا على دعاء الموتى وعبادتهم بأنواع العبادات من دون الله بقوله: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62].

 

سبحانك يا واهب العقول، تباركت وتعاليت عن أن تنزل في كتاب الهدى والرحمة ما يكون حجة عليك للمشركين، وسلاحًا للمارقين الوثنيين، بل سبحانك أن تخلق العقل بهذا الانحطاط والتسفل، وبهذه الظلمة القائمة التي تشوِّه الحقائق، وتعكس الأشياء، فتقلبها رأسًا على عقب!

 

لقد خلقتَ عبادك على الفطرة السليمة والعقول المستقيمة، ولكن الشياطين اجتالتهم عن هذه الفطرة، وقلبت أوضاع عقولهم، ونكست قلوبهم، فصدوهم عن الصراط السوي، فكانوا في أسفل سافلين!

 

أيها الإنسان، اربأْ بنفسك عن هذه الدركات المنحطة، واعلُ بها حيث أكرمها الله، وبوأها من كرامة المنزلة، ورفعها فوق كل المخلوقات، وتنكَّب طريق أولئك الخفافيش الذين يضرهم نور القرآن، وتؤذيهم هداية الفرقان، وحدْ عن مقاذر أولئك الجعلان الذين يستحبون قذرَ الشرك وعبادة الموتى على طيبات التوحيد وعُرف الإيمان، واسمُ بنفسك عن مباءة هذا الهذيان، وأمْتِعْها بحقائق هداية الكتاب وسنة خير المرسلين عليه الصلاة والسلام، وأنقِذْ عقلك من غلِّ التقليد الأعمى لأولئك العميان، ولا يغرنك منهم تكوير العمائم وسعة الأردان، فهم والله مهما لبسوا من جلود الضأن قلوبهم قلوب الذؤبان، ومهما تسموا بالأسماء الإسلامية حزب الشيطان، ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون.

 

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ بأنعم الله واستكبروا عليه سبحانه، فلم يخضعوا لطاعته، ولم يهتدوا بهدايته، وظنوا أن ما عندهم من العادات السخيفة والتقاليد الموروثة، تفيدهم وتُغنيهم من عذاب الله، فاستحبوا العمى على الهدى.

 

﴿ وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا ﴾ بآيات الله سبحانه المتلوة في لوح الوجود، والمتلوة في صحف الكتب، وعلى ألسنة الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته، فلم ينتفعوا بها، بل حرَّفوها عن موضعها، وأمالوها - بأهوائهم وعاداتهم وتقاليدهم، وآراء شيوخهم الضُّلاَّل - عن سبيلها القويم الذي نزلت لتقود الناس إليه؛ من توحيد الإلهية لله وحده، وتخليص القلوب لعبادته وحده دون سواه من الموتى والمقاصير، والقباب والعمد والأحجار، ولترفع عنهم آصار التقليد الأعمى الذي أذل الأعناق والنفوس لطائفة احتكرت الدين، وزعمت أنها قوامة على الثواب والعقاب والجنة والنار، وأن الدين وفَهْمه، والقول فيه على غيرها حجر محجور.

 

﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ الذين خسِروا أنفسهم في الحياة الدنيا والآخرة؛ سواء في ذلك التابع والمتبوع، والسيد والمسود.

 

وقال الله تعالى في سورة طه: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 123 - 126].

 

هذا وقد تكلَّم الإمام المحقق ابن القيم على قوله تعالى: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى ﴾ [البقرة: 38]، كلامًا ممتعًا جدًّا، ذكر فيها فضل هذه النعمة التي أنعمها الله على آدم وذريته، وفضَّلهم بها على غيرهم من خلقه، وهي نعمة العلم المنزَّل من السماء، حتى ليكاد يكون كتاب مفتاح دار السعادة خاصًّا بتفصيل ما حوته هذه الآية من علوم وفوائد وحِكَمٍ، فأنصحك أن تقرأه؛ ففيه لك كل النفع إن شاء الله تعالى، وفَّقني الله وإياك لاتِّباع هداه، وجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

 

المجلة

السنة

العدد

التاريخ

الهدي النبوي

الجزء الثامن من السنة الثالثة

الثاني والثلاثين

15شوال سنة 1358 هـ

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: ( وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون )
  • تفسير: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)
  • تفسير: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)
  • تفسير: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)
  • تفسير: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)
  • تفسير: (الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون)
  • تفسير: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)
  • تفسير: (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة)
  • تفسير: (وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب)
  • تفسير: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون)
  • تفسير: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون)
  • تفسير: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون)
  • تفسير: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم)
  • تفسير: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر)
  • تفسير: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك)
  • تفسير: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا)
  • تفسير: (ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)
  • تفسير: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة)
  • تفسير: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)
  • تفسير: (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)
  • تفسير: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي)
  • تفسير: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها)
  • تفسير: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا)
  • تفسير: (أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون)
  • تفسير: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون)
  • تفسير: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون)
  • تفسير: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)
  • تفسير: { إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}
  • تفسير: (وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون)
  • تفسير: (وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات)
  • تفسير: (قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة)
  • تفسير: (وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون)
  • تفسير: (قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)
  • تفسير: (ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا)
  • تفسير: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه)
  • {فأخرجهما مما كانا فيه} "آلية عمل الشيطان"
  • تفسير: (يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون)
  • تفسير: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)
  • تفسير: (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين)

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ... )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قول: باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا قبل الوقاع: سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تتخلص من نزغ الشيطان؟ خطوات لمنع الشيطان من إعاقة تفكيرك وسلوكك(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور المفصَّل ( 23 ) تفسير سورة الناس - قاعدة في الاحتراز من الشيطان(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير سور المفصَّل ( 22 ) تفسير سورة الناس - أساليب وسوسة الشيطان(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير: (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب