• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سمات المسلم الإيجابي (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    المصافحة سنة المسلمين
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدرس الثامن عشر: الشرك
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (5)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الحادي عشر من سورة النساء بأسلوب بسيط

تفسير الربع الحادي عشر من سورة النساء بأسلوب بسيط
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/3/2015 ميلادي - 27/5/1436 هجري

الزيارات: 17623

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير الربع الحادي عشر من سورة النساء بأسلوب بسيط


الآية 148، والآية 149: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾: أي: لا يُحِبُّ الله أن يَجهر أحدٌ بقوْل السُوء من السَبّ والغيبة وغير ذلك ﴿ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ﴾: يعني: لكنْ يُباح للمظلوم أن يدعو على ظالِمِه، وأن يَذكُره بما فيه من السوء، لِيبيِّن مَظْلمته، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا ﴾ يَسمع أقوالكم، فاحذروا أن تتكلموا بما يُغضبه فيعاقبكم على ذلك، وَكَانَ اللَّهُ ﴿ عَلِيمًا ﴾ بنيَّاتكم وأعمالكم، ثم حَبَّبَ اللهُ تعالى إلى عباده المؤمنين فِعل الخير في السر أو العَلَن، وإلى العفو عَمَّن ظلَمهم فقال: ﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ ﴾: يعني إن تُظهِروا الخير أو تُخفوه، فإنَّ الله تعالى سيُعطِي فاعلَه خيراً، ﴿ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوء ﴾: يعني أو تعفو عَمّن أساء إليكم في أبدانكم أو أموالكم أو أعراضكم، فإنَّ الجزاء من جنس العمل، فمَن عفا عن الخَلق: عفا اللهُ عنه، ومَن أحسن إلى الخلق: أحسن الله إليه، فلهذا قال: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾: أي يعفو عن عباده مع قدرته عليهم، وسيعفو سبحانه عن صاحب العفو حينما تزِلّ قدمه، فيَجني - في حق الله - ما يستوجب به العقوبة، فيَشكر اللهُ له عفوه السابق فيعفو عنه.


الآية 150، والآية 151: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾ من اليهود والنصارى ﴿ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِه ﴾ بأن يؤمنوا بالله ويُكَذِّبوا رسله الذين أرسلهم إلى خَلقه، ﴿ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ ﴾: أي ببعض الرسل (﴿ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ﴾ ﴿ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾: يعني ويريدون أن يتخذوا طريقاً بين الكفر والإيمان، وليس هناك إلا طريق واحد (وهو الإيمان أو الكفر)، فمَن آمن بكل الرسل فهو المؤمن، ومَن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو الكافر، ولهذا قال: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾، أما المؤمنون فإنهم يُقرُّون بنبوَّة الرُسُل أجمعين، ولا يفرقون بين أحدٍ منهم في الإيمان بهم، وبما جاؤوا به من التوحيد.


الآية 153: ﴿ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ ﴾ وهم هنا اليهود، الذين جاؤوا يسألونك (على سبيل العناد) سؤالاً يتوقف عليه تصديقهم أو تكذيبهم، وهو أن تأتي إليهم بمعجزة تشهد لك بالصِدق، وهي ﴿ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاء ﴾:ِ أي تُنَزِّلَ عليهم القرآن جُملةً واحدة كما نَزَلت التوراة والإنجيل، وهذا غاية الظلم منهم والجهل، فإنَّ الرسولَ بشر، ليس في يده من الأمر شيء، بل الأمر كله لله، وهو الذي ينزل ما يشاء في الوقت الذي يشاء (بحسب الأحوال والأحداث)، وذلك لتربية عباده، وتثبيت المؤمنين، والرد على المخالفين، مما يدل على اعتناء الله برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾، فلا تَعجب أيها الرسول مِن طلب هؤلاء اليهود ﴿ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ﴾: أي عياناً بالبصر، ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ﴾: أي بسبب ظُلْمِهم أنفسهم حين سألوا أمرًا ليس من حقِّهم، ﴿ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾: يعني: وبعد أن رأوا من الآيات بأبصارهم ما لم يَرَهُ غيرهم (حيث فلق الله لهم البحر وأنجاهم وأغرق عدوهم)، وبعد أن شاهدوا الآيات البينات (القاطعة بنفي الشرك) على يد موسى: اتخذوا العجل إلهاً يعبدونه من دون الله، ﴿ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ ﴾: أي فعَفونا عن عبادتهم العجل بسبب توبتهم، ﴿ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا ﴾: يعني وآتينا نبيهم موسى حُجَّة عظيمة تؤيِّد صِدق نُبُوَّتِه، فقهر بها أعداءه، ولم يؤثر ذلك في طباعهم.

 

الآية 154، والآية 155: ﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ ﴾: يعني ورفعنا فوق رؤوسهم جبل الطور - تهديداً لهم - حين امتنعوا عن الالتزام بالعهد المؤكَّد الذي أعطوه بالعمل بأحكام التوراة، ﴿ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ﴾: يعني وأمرناهم أن يدخلوا باب "بيت المقدس" سُجَّدًا، فلم يفعلوا، ﴿ وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ ﴾: أي وأمرناهم ألا يَعْتَدُوا بالصيد في يوم السبت فاعتدَوا، واصطادوا، ﴿ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾: أي وأخذنا عليهم عهدًا مؤكَّدًا على أن يعملوا بما في التوراة، فنقضوا هذا العهد، إذاً فلا غَرابة في سؤالهم إيَّاك أن تنزل عليهم كتاباً من السماء.

 

﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ ﴾: أي فبسبب نقضهم للعهود لعنَّاهم، لأن هذا نظير قوله تعالى في آيةٍ أخرى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ ﴾، ﴿ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ ﴾: يعني وكذلك لَعَنَّاهُمْ بسبب كفرهم بآيات الله الدالة على صِدق رسله، وكذلك بسبب: ﴿ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾، وكذلك بسبب: ﴿ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾: أي عليها أغطية فلا تفقه ما تقول، ﴿ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ ﴾: يعني بل طمس الله عليها بسبب كُفرهم، ﴿ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا ﴾ إيمانًا ﴿ قَلِيلًا ﴾ لا ينفعهم (كإيمانهم بموسى وهارون والتوراة)، ولكن كُفرهم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم أضاع هذا الإيمان.


الآية 156: ﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴾: يعني: وكذلك لَعَنَّاهُمْ بسبب كُفرهم وافترائهم على مريم بما نسبوه إليها من الزنى، وهي بريئة منه.


الآية 157: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ﴾: يعني ولَعَنَّاهُمْ أيضاً بسبب قولهم - على سبيل التَهَكُّم والاستهزاء -: (إننا قتلنا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مريم الذي يَدَّعِي أنه رسولَ اللَّه)، وهذا مثل قول فرعون وهو يتحدث عن موسى: (﴿ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴾)).

 

فأكْذَبَهم اللهُ تعالى في ذلك بقوله: ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ ﴾: يعني وما قتلوا عيسى عليه السلام ﴿ وَمَا صَلَبُوهُ ﴾ ﴿ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾: يعني: بل صلبوا رجلا شبيهًا به ظنًّا منهم أنه عيسى، ﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ﴾: يعني: ومَن ادَّعى قَتْلَهُ من اليهود قد وقعوا في شك وحَيْرَة: هل هذ الرجل (الذي ألْقِيَ عليه شبه عيسى) هو عيسى؟ أو غيره؟ إنهم لم يجزموا أبداً بأنّ مَن ألقوا عليه القبض فصلبوه وقتلوه هو المسيح عليه السلام، و ﴿ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ﴾: يعني لا عِلْمَ لديهم في ذلك ﴿ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ﴾ ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾: يعني وما قتلوه مُتيقنين بأنه هو، بل كانوا شاكين مُتوهمين.


• فإذا كانوا يزعمون أنه هو الذي صُلِب، ويّزعمونَ أنه إلهٌ (فهل هناك إلهٌ - يتعَذب على أيدي بعضِ خَلقِهِ - يَستحق أن يُعبَد؟!)، (وهل يُعقل أن يُعبَد الصليب الذى قتِلَ عليه إلهٌ وأغرقه دماً، أمْ يُكسَر وَيُدَنَّسُ؟!)، (وإذا كانوا يعتقدون أنَّ الصَلب كانَ من أجل تكفير خطيئة آدم عليه السلام، فهل يتحمل الأبناء خطيئة الآباء؟ أمْ أنَّ اللهَ لم يكن قادراً أن يغفرَ مِن غير تعذيب؟!)، (ومَن الذى كان يَحكم الكون، وَيُسَيّر المخلوقات ويرزقها، ويُمسِك السماء حتى لا تقع على الأرض عندما ماتَ الإله؟!)، (وإنْ كانوا يزعمون أنّ الإله قد مات، فمَن الذى أحياه؟ هل هو الذى أحيا نفسه؟ أمْ أنّ هناك إلهاً آخر هو الذى أحياه؟، ولماذا لم يَقهر الموتَ عندما جاءه لينتزع روحه، أليس هو إلههم كما يزعمون؟!)، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، بل هو سبحانه - جَلَّ في عُلاه - الحي الذي لا يموت، القيوم الذي لا ينام، الجبار القهار ذو القوةِ المتين.

 

الآية 158: ﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾: يعني: بل رفع اللهُ عيسى إليه ببدنه وروحه حيًّا، وطهَّره من الذين كفروا، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا ﴾ في مُلكه ﴿ حَكِيمًا ﴾ في تدبيره وقضائه.


الآية 159: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ ﴾: يعني: وما مِن أحد من أهل الكتاب (المختلفين في أمر عيسى عليه السلام) يكون موجوداً وقت نزول عيسى في آخر الزمان إلاَّ وسيؤمن بأنه عبدٌ لله ورسولٌ منه، وذلك ﴿ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾: يعني بعد نزوله من السماء (لأنه لن يموت حتى ينزل في آخر الزمان)، فحينئذٍ يُوقِنُ أهل الكتاب أنه ما قُتِلَ وما صُلِبَ (لأن بنزوله ورؤيته: قد زالت الشُبهة التي كانت عندهم)، وعندما يَنزل: يَقتل الدجال، ويؤمن به أهل الكتاب مع المؤمنين، حتى تكون المِلَّة واحدة (وهي مِلَّة الإسلام).

 

﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ ﴾ عيسى عليه السلام ﴿ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ بتكذيب مَن كَذَّبَه، ولم يتبع بشارته بمحمد صلى الله عليه وسلم، ويَشهد بتصديق مَن صدَّقه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك يشهد على اليهود أنهم كَذَّبوه وطعنوا فيه، وعلى النصارى أنهم جعلوه شريكاً مع الله تعالى في عبادتهم، وأنه بَرِيءٌ مِمَّن فعل ذلك، قال تعالى - حاكياً عن عيسى عليه السلام: ﴿ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ﴾.

 

الآية 160: ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا ﴾: يعني فبسبب ظلم اليهود بما ارتكبوه من الذنوب العظيمة: ﴿ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ ﴾ من المأكولات ﴿ أُحِلَّتْ لَهُمْ ﴾: أي كانت حلالاً لهم، ﴿ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾: يعني وكذلك كان هذا التحريم بسبب صدِّهم أنفسهم وغيرهم عن دين الله القويم، وهو الإسلام.


الآية 162: ﴿ لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ ﴾: يعني: لكنِ المتمكنون في العلم بأحكام الله من اليهود، ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ بالله ورسوله ﴿ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ﴾ وهو القرآن ﴿ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ كالتوراة والإنجيل، ﴿ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ﴾ أي وأخُصّ الْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ - لِمَزيدِ فضلِهم - وهم الذين يؤدُّون الصلاة في أوقاتها بخشوع، وكذلك: ﴿ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ وهو الجنة.



[1] وهي سلسلة تفسير للآيات التي يَصعُبُ فهمُها في القرآن الكريم (وليس كل الآيات)، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو شرحُ الكلمة الصعبة في الآية.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الخامس من سورة النساء بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السادس من سورة النساء بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع السابع من سورة النساء بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثامن من سورة النساء بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع التاسع من سورة النساء بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة النساء بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة المائدة بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الحادي عشر من سورة البقرة بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
4- أول مرة أفهم هذه الآية
محمد العزي - اليمن 24-06-2015 03:53 PM

أول مرة أفهم هذه الآية:
(وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا)
جزاك الله خيراً على التبسيط

3- أعجبتني جداً هذه الجملة
محمود خيري - مصر 28-04-2015 03:04 PM

أعجبتني جداً هذه الجملة:
(وذلك ﴿ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾: يعني بعد نزوله من السماء (لأنه لن يموت حتى ينزل في آخر الزمان)، فحينئذٍ يُوقِنُ أهل الكتاب أنه ما قُتِلَ وما صُلِبَ (لأن بنزوله ورؤيته: قد زالت الشُبهة التي كانت عندهم)،

2- نفع الله بك الإسلام والمسلمين ورزقك الإخلاص
Samy Elehrey 24-03-2015 06:04 PM

نفع الله بك الإسلام والمسلمين ورزقك الإخلاص في القول والعمل والسر والعلانية

1- التفسير جيد ومبسط
رمضان عبد المغنى - مصر 18-03-2015 03:38 PM

التفسير جيد ومبسط وهناك مشاركة بسيطة أحب إضافتها وهي أن معنى الصلب هو (أن يُشَدّ الشخص على لوح من الخشب - على شكل صليب - ثم يقتل)

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب