• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    بين الحاج والمقيم كلاهما على أجر عظيم.. (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    لا حرج على من اتبع السنة في الحج (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: إنه لينهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم".. فوائد وتأملات ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الحج: غاياته وإعجازاته
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشهيد، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة (2)
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (13)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    فتنة الابتلاء بالرخاء
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الحج ويوم عرفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    خطبة (المساجد والاحترازات)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    لماذا قد نشعر بضيق الدين؟
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    حقوق الأم (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الدرس الواحد والعشرون: غزوة بدر الكبرى
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    أهم مظاهر محبة القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    تفسير سورة المسد
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

فاستقم كما أمرت

فاستقم كما أمرت
عادل عبدالوهاب عبدالماجد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/5/2014 ميلادي - 13/7/1435 هجري

الزيارات: 77437

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فاستقم كما أمرت


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فقد جاء الأمرُ بالاستقامة في سورة هود في قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112].


المعنى الإجمالي للآية:

﴿ فَاسْتَقِمْ ﴾ السين والتاء للطلب؛ كأنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: اطلُبِ الإقامةَ على الدين، كما تقول: استغفر؛ أي: اطلُبِ الغفران، واستطعم؛ أي: اطلب الطعام، واستهدِ؛ أي: اطلب الهداية، ولا يعني أمرُ الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستقامة أنه لم يكن مستقيمًا، بل كان في غاية الاستقامة، وإنما المقصود هو الدوامُ والاستمرار على ما هو عليه، وهو أمر فيه بلاغة وإيجاز؛ لأن الاستقامة التمسُّك بالصراط المستقيم، وهو الإسلام.


﴿ كَمَا أُمِرْتَ ﴾: مثل الاستقامة التي أمرتَ بها، والاستقامة تتعلقُ بالأقوال والأفعال والأحوال والنِّيات؛ فالاستقامة فيها: وقوعها لله وبالله، وعلى أمر الله، وقد ورد عن عمرَ رضي الله عنه أنه قال: الاستقامةُ: أن تستقيم على الأمرِ والنهي، ولا تروغَ روَغانَ الثعالب.


﴿ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾: ومن آمَن معك فليستقيموا، والاستقامة - كما أمر الله - لا تقومُ بها إلا الأنفس المطهَّرة، والذوات النقيّة؛ ولذلك حصرها الله عز وجل في التائبين، وقد أمر اللهُ المؤمنين بالاجتهاد في تحصيلها في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ﴾ [فصلت: 6]، وأمَر بها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه؛ كما جاء عن سفيان الثقفيِّ قال: قلت: يا رسول الله، قُلْ لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحدًا بعدك، قال: ((قل: آمنتُ بالله، ثم استقِمْ))؛ أخرجه مسلم.


﴿ وَلَا تَطْغَوْا ﴾: خطاب موجَّه إلى المؤمنين الذين صدَق عليهم: ﴿ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾، والطغيان أصله: التعاظُمُ والجَراءة، وقلة الاكتراث؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة: 15]، والمراد هنا: الجراءةُ على مخالفة ما أمِروا به؛ قال تعالى لبني إسرائيل: ﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ﴾ [طه: 81]، فنهى اللهُ المسلمين عن مخالفةِ أحكام كتابه، كما نهى بني إسرائيل، وقد شمل الطغيانُ أصولَ المفاسد، فكانت الآية جامعةً لإقامةِ المصالح ودرءِ المفاسد.


﴿ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾: أعلَمَ تعالى أنه بصيرٌ بأعمال العباد، لا يغفُل عن شيء، ولا يخفى عليه شيء، وسيُجازيهم على أعمالهم، وهذا الخبر يتضمن التحذيرَ من الجرأة على المحارم، والتخويفَ من الاستهانة بالجرائم والتخفّي بها؛ كقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14]، وكقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42]، وكقوله تعالى: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80].


وقفات وفوائد:

الوقفة الأولى: مقام الاستقامة أعلى المقامات، يُرتَقَى به لأعلى الدرجات، كما يدل عليه هذا الأمرُ به للرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الآية، وفي قوله تعالى: ﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [الشورى: 15]، ولموسى وهارون عليهما السلام في قوله: ﴿ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 89]، وقد مدَح الله أهلَ الاستقامة فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، وطريقُ الاستقامة هو أقربُ طريق موصل إلى الجنة، كما أن الخطَّ المستقيم هو أقربُ خط يصل بين نقطتين؛ ولذلك يطلب المؤمنون معرفتَه والثباتَ عليه بقولهم في كل ركعة من ركعات الصلاة: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، والصراط صراطانِ: صراطٌ في الدنيا، وصراط في الآخرة؛ فمن ثبَت على الصراط المستقيم في الدنيا، ثبَت على صراطِ الآخرة، ومن انحرَف عن الصراط المستقيم في الدنيا، انحرَف عن صراط الآخرة؛ فعلى العبد أن يتصورَهما عندما يدعو بهذا الدعاء.


الوقفة الثانية: قال ابنُ رجب رحمه الله تعالى: (أصل الاستقامة: استقامةُ القلب على التوحيد، وقد فسَّر أبو بكر رضي الله عنه الاستقامة في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30] بأنهم لم يلتفتوا إلى غيره، فمتى استقام القلبُ على معرفة الله، وعلى خشيتِه، وإجلاله، ومهابته، ومحبَّتِه، وإرادته، ورجائه، ودعائه، والتوكُّل عليه، والإعراض عما سواه - استقامت الجوارح كلُّها على طاعته؛ فإن القلب هو ملِكُ الأعضاء، وهي جنوده، فإذا استقام الملك استقامت جنودُه ورعاياه، وأعظمُ ما يراعى استقامتُه بعد القلب من الجوارح اللسانُ؛ فإنه ترجمانُ القلب والمعبِّر عنه)؛ اهـ من جامع العلوم والحِكَم.


الوقفة الثالثة: حقيقةُ الاستقامة أنها فِعل ما ينبغي فِعلُه، وتركُ ما ينبغي تركُه؛ فهي تشمل الدِّين كلَّه، وتنتظم كل الأوامر والنواهي، فلها ركنان:

الأول: فعل المأمورات، وهو يشمل الواجبات، مثل: التوحيد، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والمستحبَّات، مثل: صلاة النافلة، والنفقة غير الواجبة، ونافلة العِلم.


الثاني: ترك المنهيَّات، وهو يشمل المحرَّمات، مثل: عقوق الوالدين، والزنا، وشُرب الخمر، والمكروهات، مثل: الأخذ بالشِّمال، والإعطاء بها، والنوم قبل العِشاء، والحديث بعدها.


الوقفة الرابعة: الاستقامة وسَطٌ بين الإفراط والتفريط، وقد جاء في الآية النهيُ عن الإفراط بقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَطْغَوْا ﴾ [هود: 112]، وهو يتضمن النهيَ عن التفريط؛ لأنه يقابله، وهي تتعلَّق بالعقائد والأعمال والأخلاق؛ فإنها في العقائد: اجتنابُ التشبيهِ والتأويل والتعطيل والصرفِ عن الظاهر، وسائر انحرافات الفِرَق المجانِبَة للصواب، وفي الأعمال: الاحتراز عن الزيادة والنقصان والبِدَع والمُحدَثات، والتغيير للكتاب، والتبديل للسُّنَن، والتقليد للرجال وللآراء، وفي الأخلاق: التباعد عن طرَفَيِ الإفراط والتفريط، وهذا في غاية العُسر؛ لذا قال ابن عباس: ما نزَل على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم آيةٌ هي أشد ولا أشقُّ من هذه الآية عليه؛ ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له: لقد أسرَع إليك الشيبُ: ((شيَّبَتْني هودٌ وأخواتُها))؛ الجامع الصغير: 2/ 82 ح/ 4916، وكنز العمال: 1/ 573، وسُئِل عما في هود فقال: ((قوله: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [هود: 112])).


الوقفة الخامسة:

الاستقامة لها موانعُ، وهي تنقسم إلى قسمين:

أولاً: موانع عامَّة (مشتركة بين الشيب والشباب) وهي:

1- اتباع الشهوات: وهي الرغباتُ المركَّبة في النسيج البشري بمقتضى الحِكمة الإلهية؛ حيث قال الله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]، وهي ضروريَّة لحفظ الحياة، والانحرافُ في إشباعها هو طريقُ الدمار الذي يعبِّدُه إبليسُ للسائرين، ويذَلِّلُه للسالكين، والسبب في اللهث وراءها ضعفُ الوازع الديني، والتعلُّق بالدنيا، والغفلة عن الآخرة.


• واتباع الشهواتِ: هو اتباعٌ للهوى الذي يصدُّ عن الحق؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 50]، وهو الذي منَع أهلَ الكتاب من اتباعِ الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أنهم يعرِفونه كما يعرفون أبناءهم، ومنَع المشركين من الاستجابة بعدما تبين لهم الحقُّ، ودفَع أتباعَ مسيلِمة أن يقولوا: كذَّابُ ربيعةَ أحبُّ إلينا من صادق مُضَرَ.


• ومن آثار اتباع الشهوات: الاستهانة بالصغائر، مثل: الكلمة المحرَّمة، والنظرة المحرَّمة، واللُّقمة المحرَّمة، ونحوها، والإصرار على الكبائر، مثل: الكذب، وشُرْب الخمر، والزِّنا، ونحوها.


2- التأثُّر بالشُّبهات: وهي الأفكار الهدَّامة، والمناهج المنحرفة، التي يزيِّنها شياطين الإنس والجِن، ويروِّجون لها عبرَ الوسائل المختلفة، والوسائط المتنوعة، وهي من بناتِ أفكارهم الساقطة، وأوهامهم الإبليسية؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 112].


• ومن آثار الشُّبهات: التَّشكيك في الخالق عز وجل، والدعوة إلى الإلحاد، والمناداة بفصلِ الدِّين عن الدولة، والترويج لخروج المرأة وتبرُّجِها واختلاطها بالرجال، تحت مسمى: تحرير المرأة، وباسمِ الحضارة والثقافة والرَّشاقة، والطعن في السنَّة أو في حَمَلَتِها من الصحابة والعلماء، والدعوة إلى التفسيرِ العصريِّ، وتجديد الفقه وأصولِه، والتشكيك في حُجِّية السنَّة، وغير ذلك من الشبهات.


ثانيًا: موانع خاصة (للشباب) وهي:

1- تراجع دور الأسرة: وهي المحضن الأول للتربية؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، ومن وسائلِ تحصين الأسرة للشباب ومعاونتهم على الاستقامة:

• ربطُهم بالله سبحانه؛ قال لقمان لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16].


• الدعاء لهم؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].


• إطابة مطعمِهم؛ لأن كلَّ لحم نبَت من الحرام، فالنارُ أَولى به.

 

• توجيهُهم إلى العِلم النافع والعمل الصالح؛ قالت أمُّ سفيانَ الثوريِّ له: يا بني، اطلبِ العلم وأنا أكفيك بمِغزلي، وابن حجر العسقلاني الذي ألَّف لابنه: (بلوغ المرام من أدلة الأحكام) ليحفَظَه، وفرَغ منه ولولده نحوُ ثلاثَ عَشْرةَ سنةً.

 

• متابعتُهم في أمورهم الكبيرة والصغيرة، وصداقاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه)).

 

• تلبيةُ متطلَّبات الفِطرة والغريزة؛ قال قتادة بن دعامة السَّدوسيُّ: كان يقال: إذا بلغ الغلامُ فلم يزوِّجْه أبوه، فأصاب فاحشةً، أثِمَ الأبُ.

 

• والأسرة لها حالات:

الأولى: أن تكون الأسرةُ مستقيمةً (الآباء والأبناء على استقامة)، لكنها متساهلةٌ في المراقبة، مقصِّرة في الرعاية، وهذه عُرضة للانحراف.

 

الثانية: أن تكون الأسرةُ منحرفةً مفكَّكة (الآباء والأبناء على انحراف)، فتُخرج الأجيال الفاسدة، وتصدِّر الفساد.

 

الثالثة: أن يكون الآباء على انحراف، والأبناء على استقامة، فيكونون عقبةً أمام أبنائهم الحريصين على الاستقامة، ومن أمثلة ذلك: أسرةُ إبراهيمَ عليه السلام؛ فقد كان أبوه على الشِّرك والضَّلال.

 

الرابعة: أن يكون الآباءُ على استقامة، والأبناء على انحراف، فيكون هذا امتحانًا للآباء، ومن أمثلة ذلك: أسرةُ نوح عليه السلام؛ فقد كان ولدُه من الكافرين.

 

2- تراجع دَور المدرسة: وهي المحضن الثاني للتربية؛ حيث يكونُ فيها التعليمُ والإرشاد، والتشجيع وتنمية المواهب والقدرات، لكنها تحتاجُ إلى المعلِّم القدوة، المخلِص في عملِه، الذي يحسن التعاملَ، وينتقي الكلمات، ويستثمر المواقف، ومن أمثلة ذلك:

• قال أحدُ النُّبهاء وقد مرَّ على شاب يلعب حارسًا لمرمى فريقه، كل اهتمامه حراسة المرمى، لا يعرف إلا ذلك، ولا يعيش إلا له، فقال له عبارة تخيَّر لفظَها قال: "أسأل اللهَ أن أراك حارسًا لمرمى الإسلام من أعدائه"، فاستولى عليه المعنى، وأسَرَتْه العبارة، وترَك ما هو فيه، وأقبل على دِينه، وأصبح من الدعاة المعروفين.


• كان البخاريُّ في حلقة إسحاقَ بن راهَوَيْهِ، فقال: لو أن أحدكم يجمع كتابًا فيما صح من سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم جملةً واحدة! قالها إسحاقُ، فوقع ذلك في نفس البخاريِّ، فصنَّف هذا الكتاب الذي خلَّد التاريخُ اسمه.


• الإمام الزهري عن الإمام البرزالي أنه لَمَّا رأى خطه قال له: إن خطَّك هذا يشبِهُ خطَّ المحدِّثين، قال: فحبَّب الله لي علمَ الحديث.


3- وسائل الإعلام: تميَّز الإعلامُ المعاصر بالجاذبية والتشويق، والتنوُّع والكثرة والسهولة؛ ولذا أصبح سلاحًا خطيرًا يقودُ إلى الانحرافِ، ويدمِّرُ الأخلاق إن أُسِيء استخدامُه، وهو الآن أهمُّ عضو في الأسرة، وله آثار سيئة في العقيدة والأخلاق والثقافة والأمن والصحة، وغيرها من المجالات، ومن أشهر أدواته التي انشغل بها الشباب: الفيس بوك، والواتس آب، واليوتيوب، والقنوات الفضائية، وأكثرهم يسيئون التعامل معه؛ لقلة الوعي بمخاطره، والجهل بمخططات الأعداء، وضَعْف الوازع الديني، فكان مِعولاً هدَّامًا بأيدي أعدائنا، وأعظم أدواته خطرًا حزمة قنوات الـ: (MBC)، التي تخصصت في نشرِ الثقافة الأمريكية، وتمجيد الحضارة الغربيَّة، والترويج لكل قبيح، مع أن مالكيها من جِلدتِنا، ويتكلَّمون بألسنتِنا.


4- الفراغ والبطالة: ومن آثارها: ضياعُ الوقت، وإهدارُ العمر؛ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ))؛ أخرجه البخاري، وعنه أيضًا قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ وهو يعظُه: ((اغتنم خَمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمِك، وصحتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك))؛ أخرجه الحاكم، والبيهقي في شُعَب الإيمان، والفراغ من أسباب التفكير في المعاصي والانحراف، والصحة تُعِين على ذلك.


5- قُرَناء السوء: فهم يزيِّنون الشرَّ، ويحسِّنون القبيح، وقد بيَّن الله ضرر قرين السوء فقال: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29]، ويتفرع عن ذلك:

• القدوات السيئة: من اللاعبين واللاعبات، والراقصين والراقصات، والممثِّلين والممثلات، من الأحياء أو من الأموات؛ فقد امتلأت بهم المواقع، وتلوَّثت بهم القنوات، وضجَّت منهم المجتمعات.


• سوء أخلاق بعض المتديِّنين من الشباب: أهل الغلو والتنطع، دعاة الطَّعن والتجريح، الذين يشوِّهون طريقَ الاستقامة.


6- طول الأمل: حيث يغترُّ الشابُّ بقوّته، ويخدع بشبابه وصحته، فيسيء العمل، حتى يهجم عليه الموت وقد يكون على أسوأ حال، ويخرج من الدنيا على أقبح خاتمة، ولله دَرُّ القائل:

تزوَّد من التقوى فإنَّك لا تدري
إذا جنَّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفجرِ
فكم مِن فتًى أمسى وأصبَح ضاحكًا
وقد نُسِجَت أكفانُه وهْو لا يدري
فكم من عروسٍ زيَّنوها لزوجها
وقد قُبِضَت أرواحُهم ليلةَ القدر
وكم مِن صغارٍ يُرتَجى طولُ عمرهم
وقد أُدخِلَتْ أجسادُهم ظُلمةَ القبر
وكم مِن صحيحٍ مات مِن غيرِ علَّة
وكم من سقيمٍ عاش حينًا من الدهر

 

من مراجع هذه الرسالة:

♦ (التحرير والتنوير) لابن عاشور.

♦ (فتح القدير) للشوكاني.

♦ (صفوة التفاسير) لمحمد علي الصابوني.

♦ (جامع العلوم والحِكَم) لابن رجب الحنبلي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كونوا إخوانا كما أمرتم ( خطبة )
  • فاستقم كما أمرت ومن تاب معك
  • استقم كما أمرت
  • فاستقم كما أمرت
  • { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا }
  • فاستقم كما أمرت
  • استقم (خطبة)
  • فاستقم كما أمرت (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة عيد الفطر {فاستقم كما أمرت}(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في قوله تعالى: ( فاستقم كما أمرت )(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • خطبة: {فاستقم كما أمرت}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فاستقم كما أمرت (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستقامة (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير قوله تعالى: { فاستقم كما أمرت }(محاضرة - موقع الشيخ د. عبدالله بن وكيل الشيخ)
  • فاستقم كما أمرت(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • شرح حديث: (قل آمنت بالله فاستقم)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (21) «قل: آمنت بالله ثم استقم» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب