• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

البلاغة في آيات تضاريس الأرض ( جبالها وأنهارها ونباتها )

البلاغة في آيات تضاريس الأرض ( جبالها وأنهارها ونباتها )
رانية الجنباز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/2/2014 ميلادي - 2/4/1435 هجري

الزيارات: 61346

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البلاغة في آيات تضاريس الأرض

(جبالها وأنهارها ونباتها)


• قال الله - تعالى - في سورة ق: ﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [ق: 7].


قال في تفسير فتح القدير:

"مدَدْناها؛ أي: بسطناها، ﴿ وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ﴾؛ أي: جبالاً ثوابتَ، ﴿ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾؛ أي: من كل صنف حَسَن".


• وفي سورة الرعد تفصيل أكثر، قال الله - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الرعد: 3، 4].


قال في تفسير فتح القدير:

﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ﴾: قال الفراء: بسطها طولاً وعرضًا، وقال الأصم: إن المدَّ هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، وهذا المد الظاهر للبصر لا ينافي كرويَّتها في نفسها؛ لتباعد أطرافها.


﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ ﴾؛ أي: جبالاً ثوابت، واحدها راسية؛ لأن الأرض ترسو بها؛ أي: تثبت.


﴿ وَأَنْهَارًا ﴾؛ أي: مياهًا جارية في الأرض فيها منافع الخلق.


﴿ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ﴾: الزوج يُطلَق على الاثنين وعلى الواحد المزاوج لآخر، والمراد هنا بالزوج الواحد؛ ولهذا أكَّد الزوجين بالاثنين؛ لدفع توهُّم أنه أريد بالزوج هنا الاثنين؛ أي: جعل كل نوع من أنواع ثمرات الدنيا صِنْفينِ، إما في اللونية، كالبياض والسواد، أو في الطَّعْمِيَّة، كالحلو والحامض ونحوهما.


قال الفراء: يعني بالزوجين الذكر والأنثى، والأول أولى".


أقول: بل قول الفراء هو الأولى؛ لأن علم النبات اكتشف هذا.


﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ ﴾: قيل: وفي الكلام حذف؛ أي: قطع متجاورات وغير متجاورات، قيل: المتجاورات المدن وما كان عامرًا، وغير المتجاورات الصحاري وما كان غير عامر.


وقيل: المعنى متجاورات متدانيات، ترابها واحد، وماؤها واحد، وفيها زروع وجنات، ثم تتفاوت في الثمار، فيكون البعض حلوًا والبعض حامضًا، والبعض طيبًا والبعض غير طيب.


﴿ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ ﴾: الجنات: البساتين، وذكر - سبحانه - الزرع بين الأعناب والنخيل، كما جرت عادة المزارعين.


﴿ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ ﴾: صِنوان: جمع صِنْو، وهو أن يكون الأصل واحدًا، ثم يتفرَّع فيصير نخيلاً، ثم يحمل.


قال ابن الأعرابي:

الصنو: المِثْل... قال في الكشاف: (والصنوان جمع صنو، وهي النخلة لها رأسان وأصلها واحد..)".


﴿ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ﴾: "فإذا كان المكانُ متجاورًا، وقطع الأرض متلاصقة، والماء الذي تسقى به واحدًا، لم يبقَ سببٌ للاختلاف في نظر العقل، إلا تلك القدرة الباهرة، والصنع العجيب؛ ولهذا قال الله - سبحانه -: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾"؛ السابق.


البلاغة:

استعارة؛ حيث استعار كلمة (رواسي) للجبال؛ لتدلَّ على إرساء الأرض وتثبيتِها، كما هي حال المرساة للسفن.


الاختزال، وذلك بحذفِ مفعول ﴿ أَنْبَتْنَا ﴾، وما على المرء إلا أن يتخيَّل كل أصناف النبات التي يعرفها أنها من كل زوج بهيج.


الاستعارة في ﴿ مَدَّ الْأَرْضَ ﴾، فالمد بمعنى الزيادة، عبَّر به عن البسط طولاً وعرضًا.


الاكتفاء بذكر الرواسي والأنهار عن بقية ما فيها من أشكال الأرض.


الاكتفاء بذكر ﴿ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ﴾ عن التفصيل أو ذكره كافة الأنواع.


دفع التوهم في ﴿ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾؛ أي: بمعنى زوجٍ، فأكَّد باثنينِ؛ كيلا يظنَّ ظانٌّ أن زوجين تعني أربعةً، فالزوجانِ يطلق هنا على الذكر والأنثى.


استعارة في ﴿ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ﴾؛ حيث استعار لليل لباسًا يغشي به النهار فيُظلِم.


الاختزال في ﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ ﴾؛ أي: وغير متجاورات.


تغليب الأعم في ﴿ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ ﴾، حالة بلاد العرب في أغلب واحاتِها؛ وذلك لفهم المَثَل للمخاطَبين الذين نزل القرآن بديارِهم، ويدخل تحت العام كل القطع التي فيها ثمارٌ غير التي ذُكِرت، وكذلك الزروع.


الالتفات في (مد، وجعل)، ثم (يغشي)، ثم (يتفكرون)، فانتقل من الماضي إلى المضارع، والضمير (هو) إلى ضمير (واو الجماعة) التي تعني (هم)، وفي الآية التالية من المضارع المبني للمفعول (يُسقَى) إلى المضارع المتكلم، (ونفضل) ثم إلى (يعقلون).


الجِناس في ﴿ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ ﴾.


مناسبة الفاصلة في كل من ﴿ يَتَفَكَّرُونَ ﴾، فالأمر في مد الأرض وإقامة الرواسي وجريان الأنهار، والليل يُغشِي النهار، تحتاج إلى إعمال الفكر وتصوُّر ذلك في المخيِّلة، وكذلك في المحسوس مما يشاهد في الزراعة والثمار والطعوم يحتاج الأمر إلى حسن العقل؛ ليرى بإنصاف هذه الفوارق ويُرجِعها إلى قدرة الله.


التعريض، فقوله: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الرعد: 4]، وكذلك ﴿ يَتَفَكَّرُونَ ﴾، تعريض بمن لا يفعل ذلك، فهو لا يملك العقل للتفكير.


• وفي سورة فاطر، قال الله - تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾ [فاطر: 27].


قال في تفسير الكشاف:

"ألوانها: أجناسها من الرمَّان والتفاح والتين والعنب، وغيرها مما لا يحصر، أو هيئاتها من الحمرة والصفرة والخضرة ونحوها.


والجُدَد: الخطط والطرائق.. ويقال: جُدَّة الحمارِ: للخطَّة السوداء على ظهرِه، وقد يكون للظَّبْي جُدَّتانِ مِسكيَّتانِ تفصلانِ بين لوني ظهره وبطنه.


غرابيب: معطوف على بِيض أو جُدَد؛ كأنه قيل: ومن الجبال مخطَّط ذو جُدَد، ومنها ما هو على لون واحد غِرْبِيب،وعن عكرمة: هي الجبال الطوال السود.


قلت: الغِرْبِيب تأكيد للأسود، يقال: أسود غِرْبِيب، وأسود حَلَكُوك: وهو الذي أبعد في السواد وأغرب فيه.


البلاغة:

الاكتفاء بذكر ﴿ ثَمَرَاتٍ ﴾ عن ذكر دورة الحياة النباتية من البذرة وحتى الثمرة، وكذلك في ﴿ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا ﴾ عن تَعداد الألوان أو أصناف الفواكهِ؛ كما ورد في التفسير.


الإيجاز، حيث حذف (ذو)؛ أي: ذو جُدَد، أو: منها جُدَد بيض، ومنها جُدَد حمر مختلف ألوانها، ومنها غرابيب سود.


الإطناب في وصف الجُدَد في الجبال حتى أتى على كل ألوانها.


العنوان، وهو التوجيه إلى علم طبقات الأرض والجيولوجيا.


الالتفات، في ﴿ أَنْزَلَ ﴾ و﴿ فَأَخْرَجْنَا ﴾ من الغائب إلى المتكلم.


التدبيج وصحة التقسيم، وهو نوع من الطباق، فذكر الألوان ما بين أبيض وأسود غربيب وأحمر وما بينهما، وهو أمر مشاهد في الجبال.


المبالغة في (غرابيب سود)؛ حيث بالغ في شدة السواد، وهذا من بديع القرآن.


وعد السيوطي في الإتقان ﴿ وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾ من التأكيد اللفظي، وهو تَكرار اللفظ بمرادفه من الإطناب.


إظهار قدرة الله على الخلق والتكوين والإبداع.


• وفي سورة النمل، قال الله - تعالى -: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 60 - 61].


قال في فتح القدير:

"أعبادةُ ما تعبدون من أوثانكم خيرٌ، أم عبادة من خلق السموات والأرض؟ فتكون (أم) على هذا متصلة، وفيها معنى التوبيخ والتهكُّم.


﴿ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾؛ أي: نوعًا من الماء، وهو المطر.


﴿ فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ﴾: الحديقة: البستان الذي عليه حائط، فإن لم يكن عليه حائط، فهو البستان وليس بحديقة، وقال قتادة وعكرمة: الحدائق: النخل، والبهجة: هي الحُسْن الذي يبتهج به مَن رآه.


﴿ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ﴾؛ أي: ما كان للبشرِ ولا يتهيَّأ لهم ذلك، ولا يدخل تحت مقدرتِهم؛ لعجزهم عن إخراج الشيء من العدم إلى الوجود.


﴿ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾، هل من معبودٍ مع الله الذي تقدَّم ذكرُ بعضِ أفعالِه؛ حتى يُقرَنَ به ويُجعَل له شريكًا في العبادة؟


﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾: يعدِلون الله بغيره، أو يعدِلون عن الحق إلى الباطل.


ثم شرع في الاستدلال بأحوال الأرض وما عليها، فقال:

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا ﴾: القرار: المستقر؛ أي: دحاها وسوَّاها، بحيث يُمكِن الاستقرار عليها.


﴿ وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا ﴾: الخلال: الوسط.


﴿ وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ﴾؛ أي: جبالاً ثوابتَ تُمسِكها وتمنعُها من الحركة والاهتزاز الدائم؛ مثل المركب في الماء من دون مرساةٍ.


﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ﴾: الحاجز: المانع؛ أي: جعل بين البحرين من قدرته حاجزًا، والبحران هما العذب والمالح.


﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ توحيدَ ربهم وسلطان قدرته".


البلاغة:

الالتفات في ﴿ خَلَقَ السَّمَوَاتِ ﴾ ﴿ وَأَنْزَلَ لَكُمْ ﴾ من ضمير الغائب (هو) إلى ضمير المتكلم في ﴿ فَأَنْبَتْنَا ﴾.


حسن الفاصلة، بعد الاستفهام الإنكاري والتوبيخ، ختم بـ﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾، وفيه تعريضٌ بهم وتسفيهٌ لحكمِهم، هذا بعد بيان القدرة الإلهية وما يفيض من الإحسان على عباده.


العدول من الجمع إلى الإفراد لجمال المعنى ﴿ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ﴾ فلم يقل: ذوات.


استعارة؛ حيث استعار السكونَ والقرار للأرض من أجل طلب الرزق والمعاش.


الكناية؛ حيث كنَّى عن الرفاهية وهناءةِ العيش والاطمئنان بوجودِ الأنهار التي تُؤمِّن الماء، والجبال التي تُثبِّت الأرض، وحاجز البحر الذي يزيد في الاطمئنان كيلا يطغى على اليابسة، أو أن يختلط الماء المالح بالماء العذب ليفسِدَه.


التعريض في ﴿ يَعْدِلُونَ ﴾، لا توجد لديهم مقارنةٌ تقوم على صحَّة العقل وتبصُّره.


• وفي سورة (يس) وصفٌ لطبيعة الأرض وما فيها، قال الله - تعالى -: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 33 - 36].


قال في فتح القدير:

"ذكر الله - سبحانه - البرهانَ على التوحيد والحشر مع تَعداد النعم... فإنه أحيا الأرض بالنبات، وأخرج منها الحبوب التي يأكلونها ويتغذون بها... وتقديمه للحَبِّ للدلالةِ على أنه مُعظَم ما يُؤكَل وأكثر ما يقوم به المعاش، وجعل الله في الأرضِ جناتٍ من أنواع النخيل والعنب، وخصَّهما بالذِّكر؛ لأنهما أعلى الثمار وأنفعها للعباد... وفجَّر في الأرض بعضًا من العيون... والمراد بالعيون عيون الماء... ليأكلوا من ثمره - ثمر الجنات والنخيل - ويأكلوا مما عمِلَته أيديهم كالعصيرِ والدبس ونحوهما، وكذلك ما غرَسوه وحفَروه.


﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا ﴾، وهو في تقدير الأمر للعباد بأن يُنَزِّهُوه عما لا يليق به، والأزواج: الأنواع والأصناف؛ لأن كل صنف مختلف الألوان والطعوم والأشكال.


﴿ مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ﴾: بيان للأزواجِ، والمراد كلُّ ما ينبت من الأشياء المذكورة.


﴿ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾؛ أي: خلق الأزواجَ من أنفسهم؛ إشارةً إلى الخلق الأول لآدم وحواء، فكان الذكورُ والإناثُ.


﴿ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ من أصنافٍ، خلقها في البر والبحر والسماء والأرض".


البلاغة:

استعارة مَكْنِية؛ حيث استعار للأرض الموتَ ثم الحياة؛ تشبيهًا بذوات الأرواح.


الإيجاز في ﴿ وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا ﴾؛ حيث أوجز فلم يذكُرْ عملية الزراعة ومراحلها.


التوشيح في ﴿ وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ﴾، وهو أن يكون في أولِ الكلام ما يستلزم القافية.


الطباق: ﴿ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا ﴾.


المجاز العقلي، إحياء الأرض الميتة المراد القريب، والمراد البعيد القدرة على إحياء الموتى من البشر.


استعارة تصريحية؛ حيث استعار للماءِ الذي ينبع من الأرض ﴿ الْعُيُونِ ﴾ بقرينة ﴿ فَجَّرْنَا ﴾.


الالتفات في ﴿ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ ﴾ ﴿ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ﴾.


حسن الفواصل المسجوعة في الآيات المذكورة.


التقسيم؛ حيث استوفى ذكر الأزواج ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾.


الإطناب في الآيات المذكورة؛ حيث التفصيل فيما خلق على هذه الأرض للناس.


المجاز العقلي في ﴿ تُنْبِتُ الْأَرْضُ ﴾؛ حيث نسب الإنبات للأرض، والحقيقة أن المنبت هو الله.


الاكتفاء بذكر ﴿ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ عن ذكر خلق حواء من ضلع آدم.


وفي سورة الزُّمَر ورد عن مائها ما يلي:

قال الله - تعالى -: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 21].


ومن هذه الآية يبدو أن العيون تختلف من حيث النشأة عن الينابيع، ففي العيون كان التفجير، وكذلك في خبر موسى - عليه السلام -: ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾ [البقرة: 60].


وفي العيون ﴿ فَسَلَكَهُ ﴾؛ أي: تسرَّب ماء المطر في أخاديد شعرية وصغيرة، ثم تجمَّع في أخرى أكبر منها إلى أن خرج يتدفَّق من تل أو جبل.


قال في فتح القدير:

﴿ فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ﴾؛ أي: فأدخله وأسكنه فيها، والينابيع: جمع ينبوع، من نبع الماء ينبع، والينبوع عين الماء، والمعنى: أدخل الماء النازل من السماء في الأرض وجعله فيها عيونًا جارية.


﴿ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ﴾؛ أي: يُخرِج بذلك الماء من الأرض زرعًا مختلفًا ألوانه من أصفر وأخضر وأبيض وأحمر، أو من بُرٍّ وشعير وغيرهما.


﴿ ثُمَّ يَهِيجُ ﴾؛ يقال: هاج النبت يَهِيج هيجًا، إذا تم جفافه.


﴿ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ﴾ بعد خُضْرته ونضارته وحسن رونقه.


﴿ ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ﴾؛ أي: متفتتًا منكسرًا.


﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾؛ أي: فيما تقدَّم ذِكْرُهُ هو تذكيرٌ لأهل العقول الصحيحة، الذين يتعقلون الأشياء على حقيقتها فيتفكرون ويعتبرون ويعلمون بأن الحياة الدنيا حالها كحال هذا الزرع في سرعة التصرم"؛ اهـ.


نلاحظ عدم التفريق بين العين والينبوع؛ حيث فسر هذا بهذا، ولعل الينابيع هي أكثر غزارة من العيون، وذلك من المعنى؛ لأن تشبيهها بالعين التي تدمع دليل تدفُّق الماء منها بمقدار؛ أي: تفيض وهي في بركتها قليلاً قليلاً؛ ولهذا طلب الكفار من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يَفجُرَ لهم ينبوعًا؛ ﴿ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ﴾ [الإسراء: 90]، فجمعوا بطلبهم بين التفجير الذي تكون نتيجته العين، والينبوع الذي هو أقوى من العين؛ ولذا فإن مياه الأنهار دائمة الجريان هي من الينابيع لا من العيون.


البلاغة:

المجاز العقلي في تشبيه حياة الإنسان وانقضائها بحياة النبات وانقضائها، وإنما كان هذا التشبيه؛ لأن دورة الحياة عند النبات قصيرة، وهي مشاهدة في كل سنة، وربما في كل فصل.


الإطناب في الوصف في هذه الآية لتستوفي الغرض.


بيان عظيم صنع الله وقدرته.


استعارة مَكْنِية، شبَّه الماء الذي ينفذ في الأرض بالسلك حين ينظم في حبات العقد، فهو يعرف طريقه في الأرض كما يعرف السلك طريقه في حبات العقد، إلى أن يخرج نبعًا.


الاختصار في ﴿ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ﴾، استغنى بذلك عن التفصيل من حيث النوع واللون.


الالتفات في (أنزل، فسلكه) في الماضي، ثم ﴿ يُخْرِجُ بِهِ ﴾ و﴿ ثُمَّ يَهِيجُ ﴾، و﴿ ثُمَّ يَجْعَلُهُ ﴾.


التعريض (ذكرى لأولي الألباب)، فمن لم يلاحظ ذلك ويربط هذه الظواهر بقدرة الخالق، فهو ليس من أولي الفهم والتفكر والتدبر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • البلاغة في آيات عن خلق السموات والأرض
  • البلاغة في آيات عن خلق السماء وما يتبعها من أجرام
  • البلاغة في آيات الشمس والقمر والسنين والأشهر والأيام
  • البلاغة في آيات الرياح والسحاب والمطر والبرق والرعد
  • البلاغة في آيات خلق الجبال وخاصية التربة في الإنبات
  • البلاغة في آيات خلق الأنهار والبحار وجريان السفن
  • البلاغة في آيات تجمع بين قدرة الخالق وتحدي المشركين
  • البلاغة القرائية
  • مثل النبات

مختارات من الشبكة

  • أوجه البلاغة: نحو تقريب البلاغة وتأصيل أوجهها النقدية ليوسف طارق جاسم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • البلاغة السفلى(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مفهوم البلاغة عند القدماء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قراءة في كتاب الموجز في تاريخ البلاغة لمازن المبارك: ملخص لأهم معطيات الكتاب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اكتساب ملكة البلاغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نقد مختصر لكتاب نهج البلاغة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صدر حديثاً (البلاغة القرآنية في الآيات المتشابهات) للدكتور إبراهيم الزيد.(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • البلاغة ممارسة تواصلية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تعريف البلاغة ومكانتها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب