• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن / تفسير القرآن الكريم
علامة باركود

نفحات من سورة الفاتحة

نفحات من سورة الفاتحة
د. محمد سيد شحاته

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/3/2025 ميلادي - 19/9/1446 هجري

الزيارات: 667

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نفحات من سورة الفاتحة

 

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، الذي أُوتي سبعًا من المثاني، والقرآن العظيم، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فإن سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم؛ روى البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال: ((كنت أُصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أُجِبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، ثم قال لي: لأعلمنَّك سورةً هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقُل: لأعلمنك سورةً هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، هي السبع ‌المثاني، ‌والقرآن ‌العظيم الذي أُوتيتُه))[1]، فهي أم الكتاب، وهي أم القرآن العظيم، وهي فاتحته، فهي كخطبة المؤلف بين يدي الكتاب.

 

ولعِظمها وجليل قدرها؛ فرض الله علينا تلاوتها كلَّ يوم سبع عشرة مرة، في كل ركعة من ركعات الفريضة من غير النافلة، لا تصح الصلاة بدونها.

 

لِما في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب))[2]، هي سورة لم تنزل كباقي السور؛ فقد فُتح لها باب من السماء لم يُفتح قط إلا ذلك اليوم الذي نزلت فيه، ونزل بها ملَك لم ينزل قط إلا ذلك اليوم ليبشره صلى الله عليه وسلم بنورها؛ كما جاء ذلك فيما رواه مسلم.

 

فلقد جاء في هذه السورة كُليات الدين، وأصوله العظمى، ومحكماته الكبرى، التي جاء تفصيلها وبيانها فيما بعدها من سور القرآن.

 

وإن في هذه السورة لَمناجاةً عليَّة كريمة بين العبد وربه؛ لِما رواه مسلم من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: يقول: ((قال الله تعالى: ‌قسمت ‌الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، قال: مجَّدني عبدي - وفي رواية: فوَّض إليَّ عبدي - فإذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل))[3]، وإن من أعظم ما يُعين على الخشوع في الصلاة هو معرفة معاني آيات هذه السورة العظيمة، ومن فُتح له في تدبرها وحضور القلب عند تلاوتها، فقد نال بركة دعوتها؛ ألَا وهي طلب الهداية على الصراط المستقيم.

 

وإنه – والله - لَمِنَ المعيب أن يقرأ المسلم هذه السورة ويكررها سبع عشرة مرة، ثم لا يفقه معناها.

 

الأول: في موضع نزولها[4]:

‌‌وفيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها نزلت بمكة.

 

والقول الثاني في أنها أُنزلت بالمدينة.

 

والقول الثالث: أنها أُنزلت مرةً بمكة، ومرةً بالمدينة، فهي مكية مدنية.

 

والصحيح أنها أُنزلت بمكة، فإن سورة الحجر مكية بالاتفاق، وقد أنزل الله فيها: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87]، وقد فسَّرها النبي صلى الله عليه وسلم بالفاتحة[5]، فعُلم أن نزولها متقدم على نزول الحجر، وأيضًا فإن الصلاة فُرضت بمكة، ولم يُنقل أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صلوا صلاةً بغير فاتحة الكتاب أصلًا، فدلَّ على أن نزولها كان بمكة.

 

الثاني: في عددها[6]:

وهي سبع آيات؛ كما دل عليه قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ﴾ [الحجر: 87]، وفسَّرها النبي صلى الله عليه وسلم بالفاتحة، ومن عدَّ البسملة آيةً منها جعل الآية السابعة: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ... ﴾ [الفاتحة: 7]، ومن لم يجعل البسملة آيةً منها، جعل الآية السابعة: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7].

 

سبب اختلاف عدِّ الآيات هو أن أهل مكة والكوفة يعُدون البسملة آية من الفاتحة، وقالوا: إن قوله ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7] هي آية تامة، وذهب إلى ذلك الشافعية.

 

أما أهل المدينة والبصرة والشام، فلم يعدوا البسملة آية من الفاتحة، وقالوا: إن قوله ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7] آية، وقوله: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7] آية أخرى، وذهب إلى ذلك الأحناف.

وأما كلماتها: فهي خمس وعشرون كلمةً.

 

وأما حروفها: فمائة وثلاثة عشر حرفًا.

 

الثالث: في أسمائها[7]:

ولها أسماء متعددة:

أحدها: فاتحة الكتاب؛ ففي الصحيحين عن عبادة بن الصامت، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).

 

الاسم الثاني: أم الكتاب؛ ففي المسند وسنن ابن ماجه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم الكتاب، فهي خِداج))؛ فاسدة، غير كاملة.

 

الاسم الثالث: أم القرآن، وقد ورد تسميتها بذلك في أحاديث كثيرة؛

 

منها حديث عبادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن)).

 

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أم القرآن هي السبع ‌المثاني ‌والقرآن ‌العظيم))[8].

 

الاسم الرابع: السبع المثاني، وقد فسَّرها النبي صلى الله عليه وسلم بالفاتحة.

 

الاسم الخامس: القرآن العظيم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم في الفاتحة: ((هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أُوتيتُه)).

 

الاسم السادس: الصلاة؛ فقد ثبت في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل))؛ [خرَّجه مسلم].

 

الاسم السابع: رُقية الحق؛ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للذي رقى بالفاتحة: ((وما يدريك أنها رُقية؟)).

 

الاسم الثامن: سورة الحمد، وقد اشتهر تسميتها بذلك، وحمل كثير من الناس حديث: ((كان يفتتح الصلاة بـ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2])) على أنه أُريد ذكر اسم السورة.

 

الاسم التاسع: الشفاء؛ فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فاتحة الكتاب شفاء من كل داء)).

 

الرابع: في فضائلها وخصائصها[9]:

هذه السورة العظيمة لها فضائلُ وخصائصُ عديدة، ولم يثبت في فضائل شيء من السور أكثر مما ثبت في فضلها، وفضل سورة الإخلاص، ونذكر ما يحضرنا من فضائلها:

الفضيلة الأولى: أنها أعظم سورة في القرآن، وقد سبق حديث أبي سعيد بن المعلى قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألَا أعلمك سورةً هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟))[10].

 

الفضيلة الثانية: أنه لم ينزل في القرآن، ولا في التوراة ولا في الإنجيل، مثلُها؛ فعن أُبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنزل الله تبارك وتعالى في التوراة ولا في الإنجيل مثلَ أمِّ القرآن، وهي السبع المثاني))[11].

 

الفضيلة الثالثة: أن هذه السورة مختصة بمناجاة الرب تعالى؛ ولهذا اختصت الصلاة بها، فإن المصليَ يُناجي ربه، وإنما يناجي العبد ربه بأفضل الكلام وأشرفه، وهي مقسومة بين العبد والرب نصفين، فنصفها الأول ثناء للرب عز وجل، والرب تعالى يسمع مناجاة العبد له، ويرُد على المناجي جوابه، ويسمع دعاء العبد بعد الثناء، ويُجيبه إلى سؤاله، وهذه الخصوصية ليست لغيرها من السور.

 

الفضيلة الرابعة: أنها حِرزٌ من شياطين الجن والإنس.

 

الفضيلة الخامسة: أن قراءة الفاتحة يحصل بها كمال الصلاة وقبولها، وبدونها تكون الصلاة خِداجًا ناقصةً غير تمام، بل لا تكون الصلاة مُجْزِيةً مقبولةً بدون تلاوتها، فإذا تُلِيت في الصلاة صارت الصلاة تامةً مجزيةً.

 

الخامس: أحكام الفاتحة[12]:

فمن أحكامها: أن قراءتها في الصلاة ركن من أركان الصلاة، لا تصح بدونها في الجملة.

 

السادس: مقاصد ‌الفاتحة[13]:

من المعلوم لأهل العلم وأصحاب الخبرة في البحث والنظر، أنه لو ذهب بعضهم يتتبع ‌مقاصد ‌الفاتحة، ويستجلي ما تضمنت من غاياتٍ، لأمكنه أن يكتب الكثير من الفوائد العلمية، ونحن في هذا نُسدِّد ونقارب لغرض الإفادة.

 

إن سورة ‌الفاتحة تضمنت من المقاصد والمعاني والدلالات، ما لم تتضمنه سورة من سور القرآن الكريم، وقد ضمَّ القرآن الكريم علوم الكتب السماوية وزاد عليها.

 

ومن خلال البحث والنظر في هذه السورة العظيمة، ظهر أن الفاتحة تضمنت مقاصد القرآن كله على سبيل الإجمال.

 

فقد ذكر العلماء أنها في أربعة أمور:

1– الإلهيات، هذا المقصد العظيم، تضمنه قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 2 - 4]؛ ففيها تحديد مسمَّى الإله، وأنه (الله عز وجل) وحده لا شريك له، المتفرد بصفات الكمال والجلال، والخلق والإيجاد من العدم، والربوبية المطلقة لجميع المخلوقات؛ تضمن هذا قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، وهذا جليٌّ يعلمه أبسط الخلق، وفي هذا المقصد الرد على المشركين والملحدين، الزاعمين أن قوة خفيَّة تُدبر هذا العالم، وحاروا في تحديدها، وهذا من عمى البصائر.

 

2- النبوات وقصص الأمم السابقة، وقصص الصالحين: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7].

وقصص غيرهم من العُصاة، وأهل الكفر: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7].

 

3- الأوامر والنواهي والأحكام: تضمنها قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، فهذا إيحاء إلى العبد أن الحكم الشرعي أن تكون العبادة خاصة وخالصة لله وحده لا شريك له، وكذلك الاستعانة، ولا يكمل ذلك إلا بالاستجابة لأحكام الإسلام.

 

4- المعاد وما بعده: تضمنه قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، وهذا فيه وعيدٌ وبيان أن الإنسان مُدان بعمله في هذا اليوم المشهود، ويأخذ جزاء ما كسبت يداه، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ.

 

وفي قوله تعالى: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7] وعدٌ من الله عز وجل لأهل الاستقامة.

 

ومن هذا يتحصَّل لنا أن الفاتحة تضمنت ثلاثة ميادين علمية؛ هي:

تعريف المدعوِّ إليه: وهو (الله عز وجل)؛ وذلك في قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 2 - 4].

 

تعريف الوسيلة الموصِّلة إليه: وهي (الصراط المستقيم)، المتمثل في العمل بما جاء عن الله عز وجل، وعن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ وذلك في قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]؛ وهو الإسلام.

 

تعريف حال المخلوق لهذا التكليف الشرعي: وهم بنو آدم، وهم قسمان: قسم استجاب لهذا التكليف، فسلك الصراط المستقيم، وهم الذين أنعم الله عليهم؛ وذلك في قوله تعالى: ﴿ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7]، وهم الأنبياء والرسل، والصِّدِّيقون والشهداء والصالحون، وقسم لم يستجِب لداعي الشرع، وتنكَّب الصراط المستقيم، وخرجوا عن الجادَّة، وهم الذين عُرف حالهم بقول الله تعالى: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7].


السابع: وقفة مع تفسير مختصر:

تفسير الاستعاذة[14]:

معنى الاستعاذة: الاستجارة، ومعنى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أستجير بالله من الشيطان، أن يضرني في ديني، أو يصدَّني عن حقٍّ.

 

تأويل قوله: (من الشيطان): كل متمرد من الجن والإنس والدواب، وكل شيء، فجعل الاستعاذة من شياطين الإنس والجن.

الرجيم: الملعون المشتوم.

 

ما السبب في أن جعل ذكر الشيطان في مقابلة ذكر الله تعالى؟


وجوابه كأنه تعالى يقول: عبدي إنه يراك وأنت لا ‌تراه؛ بدليل قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾ [الأعراف: 27]، وإنما نفذ كيده فيكم لأنه يراكم وأنتم لا ترَونه، فتمسكوا بمن يرى ‌الشيطان ولا يراه ‌الشيطان؛ وهو الله سبحانه وتعالى، فقولوا: ‌أعوذ ‌بالله من ‌الشيطان الرجيم.

 

تفسير: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1]:

إن قول الله عز وجل: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1] هي الآية الأولى على الراجح من أقوال العلماء رحمهم الله.

 

وباسمه تعالى يكون المسلم ذاكرًا لله عز وجل في كل شؤونه، فيقول: (بسم الله) أقرأ، (بسم الله) أكتب، وأقعد وأقوم، وأنام وأصحو، وأدخل وأخرج، وآكل وأشرب، وغير ذلك من الأقوال والأفعال.

 

(الله) هذا الاسم أكبر أسمائه سبحانه وأجمعها، حتى قال بعض العلماء: إنه اسم الله الأعظم، ولم يتسمَّ به غيره سبحانه؛ ولذلك لم يُثَّن ولم يُجمع.

 

(الرحمن): (الرحمن الرحيم) اسمان - يعني لله – رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، ولكل اسم منهما معنًى لا يؤديه الآخر[15]، المعنى الذي في تسميته عز وجل بـ(الرحمن) أنه تعالى موصوف بعموم الرحمة لجميع خلقه، في الدنيا والآخرة، وتسميته تعالى بـ(الرحيم) أنه تعالى موصوف بخصوص الرحمة لبعض خلقه.

 

هما وصفان لله تعالى، واسمان من أسمائه الحسنى، مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، والرحمن أشد مبالغةً من الرحيم؛ لأن الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة، والرحيم ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة.

 

والأولَى تقديم اسم الله على كل عمل.

 

إن قال قائلٌ: لم قدَّم سليمان عليه السلام اسم نفسه على اسم الله تعالى في قوله: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ﴾ [النمل: 30]؟ فالجواب من وجوه: الأول: أن بلقيس لما وجدت ذلك الكتاب موضوعًا على وسادتها، ولم يكن لأحد إليها طريقٌ، ورأت الهدهد واقفًا على طرف الجدار، علِمت أن ذلك الكتاب من سليمان، فأخذت الكتاب وقالت: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ﴾ [النمل: 30]، فلما فتحت الكتاب ورأت: بسم الله الرحمن الرحيم، قالت: ﴿ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]، فقوله: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ﴾ [النمل: 30] من كلام بلقيس لا كلام سليمان.

 

الثاني: لعل سليمان كتب على عنوان الكتاب: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ﴾ [النمل: 30]، وفي داخل الكتاب ابتدأ بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم، كما هو العادة في جميع الكتب، فلما أخذت بلقيس ذلك الكتاب، قرأت ما في عنوانه، فقالت: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ﴾ [النمل: 30]، فلما فتحت الكتاب قرأت: بسم الله الرحمن الرحيم، فقالت: ﴿ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30][16].

 

الثالث: أن بلقيس كانت كافرةً فخاف سليمان أن تشتم الله إذا نظرت في الكتاب، فقدَّم اسم نفسه على اسم الله تعالى، ليكون الشتم له لا لله تعالى.

 

تفسير: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]:

قال ابن عباس رضي الله عنه: "هو الشكر لله والإقرار بنعمته"[17].

 

(رب): المراد به هنا: الخالق المالك الرازق.

 

(العالمين): جميع المخلوقات.

 

إن كلمة ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2] الثناء الكامل على الله بما هو أهله من العظمة والجلال.

 

فحين تقرأ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2] تستحضر أنك تحمَد الله وتثني عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وتحمده على أفضاله ونعمته، وتحمده على قضائه وقدره.

 

فيا لها من كلمة جمعت ما تضيق عنه المجلدات، فلا غرابة أن هذه الكلمة تملأ الميزان ثوابًا وأجرًا؛ كما ثبت ذلك في الحديث الذي أخرجه مسلم: ((والحمد لله تملأ الميزان))، وعليه فحين يتلو المؤمن قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2] بتدبر وخشوع، فإن قلبه يفيض بالشعور بحمد الله والثناء عليه، وهو يستشعر عندها مناجاته لربه، وكأنه ينتظر جوابه عليه قائلًا: ((حمدني عبدي)).

 

وإنه – والله - لمن الحرمان ألَّا يُوفَّق العبد لتدبر هذه الآية، واستشعار معنى الحمد فيها، مع عظيم نعم الله وأفضاله عليه، على رغم أنه يكررها في اليوم أكثر من سبع عشرة مرة، ثم لا يكاد يحضر قلبه خاشعًا في واحدة منها.

 

والرب: هو المالك السيد المربي الذي يأمر وينهى، ويُثيب ويعاقب، ويحكم لا معقِّب لحكمه.

 

ومن عرف معنى اسم: (الرب)، أيقن أن الخلق كلهم عبيده، وتحت ملكه وقهره وتصريفه، وعلِم أن من عصاه في ملكه، فقد نازعه في سيادته، ولأجل ذلك كان مما يُحفظ به الدين ترسيخُ سيادة الله في قلوب المؤمنين.

 

وأما قوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]:

قد جاءت هذه الآية: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، بعد قوله تعالى: ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، وقد جاءت لتؤكد أن الرحمة هي الصفة البارزة في تلك الربوبية الشاملة، جاءت لتثبت أن الرحمة هي السمة الواضحة في الصلة بين الرب ومربوبيه، وبين الخالق ومخلوقاته.

 

قال أبو حيان في تفسيره: "لما جاء وصف الله سبحانه لنفسه بالربوبية في قوله: ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، والتي قد يُفهم من هذه الربوبية معنى القهر والجبروت، جاء وصفه بالرحمة بعدها؛ لينبسط للعبد أمله في العفو إن ضلَّ وهفا، ويقوَى رجاؤه في الله إن زلَّ وكبا".

 

فإذا تلا المؤمن قوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3] في صلاته متدبرًا، استشعر تلك المناجاة العلية في إجابة الله له بقوله: ((أثنى عليَّ عبدي)).

 

تفسير: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]:

وأضاف الله ملكه ليوم الدين؛ لأنه تنقطع في ذلك اليوم أملاك الخلائق كلها، حتى يستوي في ذلك اليوم الملوك والرعايا، والأحرار والعبيد، كلهم مُذعنون لعظمته، خاضعون لعزته، راجون لثوابه، خائفون من عقابه، فلذلك خص الملك بيوم الدين، وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.

 

واعلم أنه لا يجوز لأحد أن يتسمَّى بهذا الاسم، ولا يُدعى به، إلا الله تعالى، فهو سبحانه صاحب الملك المطلق في الدنيا، لكنه خوَّل بعض عباده شيئًا من صفة الملك في الدنيا، لكن في الآخرة الملك خالص له؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]، وأخرج الشيخان البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يقبض الله الأرض، ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟)).

 

تفسير: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]:

وهنا تشعر كأن العبد يرى ربه فيخاطبه، غير شاكٍّ في ألوهيته وأسمائه وصفاته، والمعنى: نخصك بالعبادة وحدك لا شريك لك، فنخشع ونذِل ونستكين، ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]؛ أي: بك يا ربنا نستعين على طاعتك وعبادتك، وعلى كل أمورنا في حالنا ومستقبل عمرنا.

 

فالله وحده هو الذي يُقصَد ويُعبَد، والله وحده هو الذي يُستعان ويُطلب، وهنا في هذه الآية يعلن المسلم موقفه بكل وضوح من جميع قوى الطغيان التي تفرض على الناس عبوديتها، واتباع ملتها، والخضوع والانقياد لها.

 

تفسير: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]:

قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: "ألهمنا الطريق الهادي، وهو دين الله الذي لا عوج فيه، وهو دين الإسلام"؛ أي: اهدِنا هدايةَ دلالةٍ وإرشاد، واهدنا هداية توفيق وعملٍ.

 

قال ابن القيم رحمه الله:

"وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي هو الإسلام بتشريعاته، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم؛ وعليه فالدعاء بالهداية في هذه الآية من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد"[18].

 

تفسير: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7]:

هذا بيانٌ لنوع الصراط المطلوب الهداية إليه، والثبات عليه؛ وأنه كما قال ابن عباس: "طريق من أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك، من الملائكة والنبيين، والصديقين والشهداء والصالحين، الذين أطاعوك وعبدوك"، فيكون المعنى به: وفِّقنا للثبات على ما ارتضيته، ووفَّقت له من أنعمت عليه من عبادك، من قول وعمل، وذلك هو الصراط المستقيم.

 

ففي هذه الآية إشعار بأن لا يستوحش المهتدي من غربته في سيره على صراط الهداية، فإن رفقاءه على هذا الطريق هم النبيون والصديقون، والشهداء والصالحون، وحسن أولئك رفيقًا.

 

فلا تكترث بكثرة المخالفين، وقلة السالكين، وجموع الساخرين.

 

تفسير: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7][19]:

المغضوب عليهم: هم العصاة بمختلف معاصيهم، داخلون في غضب الله عز وجل بتفاوت، فأعلاهم اليهود، وأدناهم مرتكب الذنب، فالله عز وجل يغضب من عمل الذنوب وإن قلَّت.

 

والضالون: هم الجهَّال، أعلاهم النصارى، ضلوا طريق الحق، وأدناهم الجهَّال من العوام، الذين يجهلون أمور دينهم ودنياهم.

 

﴿ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7] هم اليهود لتكذيبهم وقتلهم الأنبياء بغير حق، ولقولهم في عيسى عليه السلام: إنه ابن زانية، فكذبوا الله، ورموا عيسى وأمه، وتجاسروا على الله سبحانه وتعالى؛ فقالوا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ﴾ [آل عمران: 181]، وقالوا: ﴿ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ﴾ [المائدة: 64]، فباؤوا بغضب من الله، وهم رأس من غضب الله عليهم من عباده من الإنس؛ قال الله تعالى: ﴿ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 61].

 

أما الضالون، فقال الجمهور: هم النصارى؛ لأنهم اتبعوا الهوى فضلوا في أمر عيسى عليه السلام، وقالوا بالتثليث فأفرطوا في اعتقادهم، وجاوزوا الحد في دينهم، وغلَوا في أمر نبيهم المسيح عليه السلام، فقالوا: إنه إله، وزعموا أنه ابن الله، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا؛ قال الله عز وجل: ﴿ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 77]، أما المسلمون فهم أصحاب الصراط المستقيم، والحمد لله كانوا وسطًا بين اليهود والنصارى، فاعتقاد اليهود تفريط، واعتقاد النصارى إفراط، والمسلمون وسط بينهم، آمنوا بالله تعالى وما جاء به أنبياؤه ورسله، فاللهم أحْيِنا مسلمين مؤمنين، وأمِتْنا مسلمين مؤمنين، وابعثنا مسلمين مؤمنين، غير خزايا ولا نادمين.

 

معنى آمين: أكثر العلماء على أن معنى آمين: اللهم استجِبْ لنا.

 

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا ‌أمَّن ‌الإمام ‌فأمِّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمينَ الملائكة، غُفر له ما تقدم من ذنبه))، وقال ابن شهاب: "وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (آمين)"[20].

 

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غُفر له ما تقدم من ذنبه))، وقال ابن شهاب: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: آمين".

 

وقد شُرع للعبد التأمين في آخر السورة في الصلاة وخارجها؛ طلبًا لإجابة تلك الدعوة العظيمة، وهي تحصيل الهداية، ولهذا اشتد حسد اليهود للمسلمين حين سمِعوهم يجهرون بالتأمين في صلاتهم؛ لِما جاء عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما ‌حسدوكم ‌على ‌السلام ‌والتأمين))[21].

 

نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بما سمعناه، وأن يُسمعنا ويُعلمنا ما ينفعنا، ونعوذ به من علم لا ينفع.



[1]( صحيح البخاري (4/ 1623): رقم (4204).

[2]( صحيح البخاري (1/ 263) رقم (723)، صحيح مسلم (1/ 295) رقم (394).

[3]( صحيح مسلم (1/ 296) رقم (395).

[4]( ينظر: فتح الباري لابن حجر (8/ 159).

[5]( صحيح البخاري (4/ 1738) رقم (4426).

[6]( ينظر: تفسير ابن كثير (4/ 547).

[7] ينظر: المصدر السابق (1/ 102).

[8]( صحيح البخاري (4/ 1738) رقم (4427).

[9]( ينظر: تفسير سورة الفاتحة لابن رجب (ص37) بتصرف واختصار.

[10]( سبق تخريجه.

[11] سنن الترمذي (5/ 198) رقم (3125)، وقال: حسن غريب.

[12]( تفسير سورة الفاتحة لابن رجب، (ص49) بتصرف واختصار.

[13]( النظرات الماتعة في سورة الفاتحة، مرزوق الزهراني، (ص44) باختصار.

[14] تفسير الطبري (1/ 111).

[15] تفسير ابن أبي حاتم (1/ 28).

[16] مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير للرازي (1/ 153).

[17] الكشف والبيان عن تفسير القرآن، للثعلبي، (2/ 376).

[18] تفسير القرآن الكريم لابن القيم (ص13).

[19] النظرات الماتعة في سورة الفاتحة، الزهراني (ص112).

[20] صحيح البخاري (1/ 270) رقم (747)، صحيح مسلم (1/ 307) رقم (410).

[21] سنن ابن ماجه (1/ 278) رقم (856)، الأدب المفرد، للبخاري، (ص551) رقم (988)، وقال الألباني: صحيح ينظر الترغيب (1/178).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ما يؤخذ من سورة الفاتحة من فوائد وأحكام (1)
  • الأخطاء الشائعة في تلاوة سورة الفاتحة
  • هدايات سورة الفاتحة (خطبة)
  • أسماء سورة الفاتحة
  • عدد آيات سورة الفاتحة وكلماتها وحروفها
  • أبرز موضوعات سورة الفاتحة
  • سورة الفاتحة مفتاح كل خير ومنهج حياة (خطبة)
  • من مائدة التفسير: (تفسير سورة الفاتحة)

مختارات من الشبكة

  • نفحات رمضانية تدبرية: ثلاثون نفحة تدبرية (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • وأطل علينا شعبان بنفحة من نفحات الخير(مقالة - ملفات خاصة)
  • نفحات قرآنية (17)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من خصائص رمضان: لله نفحات من رحمته يصيب بها من شاء من عباده وشهر رمضان أرجى الأزمنة لذلك(مقالة - ملفات خاصة)
  • نفحات قرآنية .. في فاتحة الكتاب والبقرة(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سورتي الكافرون والإخلاص(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سورتي الماعون والكوثر(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سور الشمس والضحى والعصر(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سورتي الفجر والبلد(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • نفحات قرآنية في سورتي البروج والأعلى(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب