• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نجاح موسم الحج بفضل الله وبرحمته (خطبة)
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات ...
    سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
  •  
    اشتراط الحول والنصاب في الزكاة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من فضائل الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    لا أحد أحسن حكما من الله
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس الثالث والعشرون: لماذا نكره الموت
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الإنفاق على الأهل والأقارب بنية التقرب إلى الله ...
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الإسلام يدعو إلى المؤاخاة
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خطبة عيد الأضحى: عيدنا طاعة وعبادة
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    خطبة عيد الأضحى: الامتثال لأوامر الله
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    أقسام المشهود عليه
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن لا إله إلا الله
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تحريم النذر لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تخريج حديث: أن ابن مسعود جاء إلى النبي صلى الله ...
    الشيخ محمد طه شعبان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

إحكام أمنية الأنبياء من إلقاء الشيطان

إحكام أمنية الأنبياء من إلقاء الشيطان
د. أحمد مصطفى نصير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/1/2025 ميلادي - 15/7/1446 هجري

الزيارات: 698

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إحكام أمنية الأنبياء من إلقاء الشيطان

 

قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ * ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [الحج: 52 - 60].

 

استبطأ الصحابة تأخُّر الإذن بالجهاد ممن ظلموهم، وأرادوا لو أن الله ينزل آية تجيز لهم ولو مجرد الجهاد؛ ردًّا لعدوان مسلط عليهم، واستطال أمده، فلما أذن الله لهم بالجهاد انزعج المنافقون، وقد بدا هذا الانزعاج حين فُرض القتال، وحين تجمع الأحزاب، وقد سبق ذلك الشماتة منهم في غزوة الأحزاب، انظر كيف وصف القرآن حالهم عندما تلقَّوا الصدمة بالإذن بالقتال، قال تعالى: ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ... ﴾ [محمد: 20].

 

والآيات التي نحن بصددها تبين المحاولات الخبيثة من شياطين الإنس والجن على السواء لصرف الناس عن الجهاد نصرة لدين الله تعالى، وتبين الأداة التي يستعين بها الشياطين على ذلك، فهم يستعملون علم التأثير المعنوي؛ وذلك ببث روح الإحباط واليأس والتشاؤم بين المؤمنين، لا سيما المجاهدين؛ رغبةً منهم في تخذيلهم وإحباطهم عن السعي للجهاد، والإبلاغ عن الله ورسوله؛ لكن أنى لهم ذلك؟! فمحاولاتهم هذه لم تزد أهل القرآن والعلم إلا يقينًا، ولم تصب هذه الفتن إلا أصحاب القلوب المريضة التي ابتُليت بالشهوات والشبهات.

 

ولذلك يحكم الله آياته بأن شرع جهاد الكلمة ليصل هذا الدين للناس كافة، كما شرع الجهاد برد العدوان لتخلية الطريق للمبلِّغين عن الله، والموت في سبيل ذلك، فصاحب هذا الطريق مأجور؛ بل هو بعد موته في رزق حسن، فهو يُرزق وهو ميت أفضل مما كان يُرزق وهو حيٌّ.

 

قوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾، أمنية كل نبي هداية قومه للحق؛ يهديهم للإيمان بالله، فإذا قام بذلك فقد أتمَّ البلاغ، ويكون قد نصر دين الله، بيد أنه لا يتحقق لكل نبي ما يتمناه؛ حيث يكذبه قومه ويحاربونه، حتى يشعروه باليأس منهم[1].

 

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن "النبي" يأتي يوم القيامة ومعه الرهط الذين آمنوا به، ويأتي النبي ومعه الرهيط، ويأتي النبي وليس معه أحد، فليس معنى ذلك أن النبي قد فشل في دعوته؛ بل يكفي كل نبي أن يوفقه الله للبلاغ، فإذا وفق لذلك فقد نصره الله بأن أقام الحجة على قومه، فإنما حقيقة النصر "البلاغ".

 

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي ﴿ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ﴾ [الحج: 52]: (إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ، وَيُقَالُ: أُمْنِيَّتُهُ: قِرَاءَتُهُ)[2]، وذلك قد حصل في حصار الأحزاب للنبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية، وقد اجتمعوا على إهلاكه ومن معه، فأرجف المنافقون -الذين هم شياطين الإنس- وأشاعوا روح اليأس بين الناس، روى البيهقي عن موسى بن عقبة في قصة الخندق: فلما اشتد البلاء على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه نافق ناس كثير، وتكلموا بكلام قبيح، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فيه الناس من البلاء والكرب جعل يبشرهم ويقول: «والذي نفسي بيده، ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء، فإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنًا، وأن يدفع الله عز وجل مفاتح الكعبة، وليهلكن الله كسرى وقيصر، ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله، فقال رجل ممن معه لأصحابه: ألا تعجبون من محمد يعدنا أن نطوف بالبيت العتيق، وأن نغنم كنوز فارس والروم، ونحن هنا لا يأمن أحدنا أن يذهب إلى الغائط، والله لما يعدنا إلا غرورًا»[3]، وذلك كما في قوله: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الأحزاب: 12]، فالمنافقون هم شياطين الإنس يخذلون المؤمنين عن الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وكلما حاول الشيطان أن يلقي على أمنية النبي اليأس في قومه، فإن الله تعالى يثبت نبيه، ويبعد عنه ما يلقي الشيطان، فيحكم وعده لنبيه وينصره، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قوله: ﴿ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ﴾ [الحج: 52]: (إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ، وَيُقَالُ: أُمْنِيَّتُهُ: قِرَاءَتُهُ)[4]؛ أي: إن الشيطان يحاول أن يمنع الناس من تصديق النبي فيما وعد الله به من النصر، وإنزال العذاب بالكافرين، فعندما يحاول الشيطان تثبيط النبي في أمنيته ينسخ الله وساوس الشيطان، ويثبت النبي والذين آمنوا في دعوتهم؛ ليظلوا على الدرب سائرين ومبلغين عن ربهم، ولا يكترثون بعدد من آمن ومن لم يؤمن، وليكن همهم التوفيق إلى ما أمروا به من البلاغ.

 

قوله: ﴿ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾، فحيل الشيطان وتيئيسه لا يقع فيها إلا المنافقون، أو من فيه خصلة من النفاق، والكافرون القاسية قلوبهم، وهؤلاء جميعًا من الظالمين، فهؤلاء الذين ينشرون الفتن بين الناس يكون ما ينشرونه فتنة لهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعت الرجل يقول: هلك الناس فهو أهلكهم»[5]؛ حيث يصيبهم الذعر والخوف، ولا يصيب ذلك المؤمنين، فإذا حصل لهم الذعر والخوف أضحى بينهم وبين المؤمنين شقاق بعيد.

 

إذن الفتنة تصيب أول ما تصيب من يذيعها وينشرها بين الناس، وذلك لما ابتلي به من فتن الشهوات أو الشبهات، قال ابن تيمية: (مرض القلب ألم يحصل في القلب كالغيظ من عدو استولى عليك، فإن ذلك يؤلم القلب، قال الله تعالى: ﴿ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ﴾ [التوبة: 14، 15]، فشفاؤهم بزوال ما حصل في قلوبهم من الألم، ويقال: فلان شفى غيظه، وفي القود استشفاء أولياء المقتول، ونحو ذلك، فهذا شفاء من الغم والغيظ والحزن، وكل هذه آلام تحصل في النفس، وكذلك الشك والجهل يؤلم القلب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هلا سألوا إذا لم يعلموا؛ فإن شفاء العيِّ السؤال»، والشاك في الشيء المرتاب فيه يتألم قلبه حتى يحصل له العلم واليقين، ويقال للعالم الذي أجاب بما يبين الحق: قد شفاني بالجواب، والمرض دون الموت، فالقلب يموت بالجهل المطلق، ويمرض بنوع من الجهل، فله موت ومرض وحياة وشفاء، وحياته وموته، ومرضه وشفاؤه أعظم من حياة البدن وموته ومرضه وشفائه؛ فلهذا يمرض القلب إذا ورد عليه شبهة أو شهوة)[6].

 

قوله: ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ﴾ [الحج: 54]، والقرآن يشير هنا إلى الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمنون فلا يسيرون سير المنافقين؛ وذلك بالرجوع دومًا إلى أهل العلم، فهم الثابتون عند الفتن، وهم الذين يثبتون الناس على الإيمان عند ذلك؛ ولذلك يلوم القرآن المنافقين أن أذاعوا أكذب الحديث المبني على الظن، ولم يتثبتوا من أهل العلم، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83].

 

فالفتن تؤثر ولا شك في القلوب المريضة، ولا تؤثر إطلاقًا في القلب السليم، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ؛ عَلَى أَبْيَضَ مِثْل الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»[7].

 

قال ابن القيم الجوزية: (جعل الله سبحانه وتعالى القلوب في هذه الآيات ثلاثة: قلبين مفتونين، وقلبًا ناجيًا، فالمفتونان: القلب الذي فيه مرض، والقلب القاسي، والناجي: القلب المؤمن المخبت إلى ربه؛ وهو المطمئن إليه، الخاضع له المستسلم المنقاد)[8].

 

إذن قلب المؤمن هو الذي يخبت للحق؛ لأن القرآن قد أنار صدره، فكلما عرضت عليه فتنة دفعها القرآن الذي في قلبه وأصلحه، فالقرآن هو ذلك العلم الذي مدح الله صاحبه، فهو صاحبه وملازمه، كما أن الغذاء لازم للجسد، ومن جهة أخرى لا بد من اجتناب فتنتي الشبهات والشهوات اللتين تضران بالقلب، كما يتجنب الجسد الصحيح تناول الأغذية المضرة، وكل ذلك يسهل عند مصاحبة أهل العلم، والتخلُّق بأخلاقهم، والابتعاد عن أهل الشهوات والشبهات، فإن صحبتهم مضرة، قال ابن تيمية: (فَالْقُرْآنُ مُزِيلٌ لِلْأَمْرَاضِ الْمُوجِبَةِ لِلْإِرَادَاتِ الْفَاسِدَةِ حَتَّى يَصْلُحَ الْقَلْبُ فَتَصْلُحُ إرَادَتُهُ، وَيَعُودُ إلَى فِطْرَتِهِ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا كَمَا يَعُودُ الْبَدَنُ إلَى الْحَالِ الطَّبِيعِيِّ، وَيَغْتَذِي الْقَلْبُ مِن الْإِيمَانِ وَالْقُرْآنِ بِمَا يُزَكِّيهِ وَيُؤَيِّدُهُ كَمَا يَغْتَذِي الْبَدَنُ بِمَا يُنَمِّيهِ وَيُقَوِّمُهُ، فَإِنَّ زَكَاةَ الْقَلْبِ مِثْلُ نَمَاءِ الْبَدَنِ، فَالْقَلْبُ يَحْتَاجُ أَنْ يَتَرَبَّى فَيَنْمُو وَيَزِيدُ حَتَّى يَكْمُلَ وَيَصْلُحَ، كَمَا يَحْتَاجُ الْبَدَنُ أَنْ يُرَبَّى بِالْأَغْذِيَةِ الْمُصْلِحَةِ لَهُ، وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ مِنْ مَنْعِ مَا يَضُرُّهُ، فَلَا يَنْمُو الْبَدَنُ إلَّا بِإِعْطَاءِ مَا يَنْفَعُهُ وَمَنْعِ مَا يَضُرُّهُ، كَذَلِكَ الْقَلْبُ لَا يَزْكُو، فَيَنْمُو وَيَتِمُّ صَلَاحُهُ إلَّا بِحُصُولِ مَا يَنْفَعُهُ، وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ، وَكَذَلِكَ الزَّرْعُ لَا يَزْكُو إلَّا بِهَذَا)[9].

 

قوله: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾، قال ابن القيم: (فالقلب الصحيح السليم ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى إدراكه، فهو صحيح الإدراك للحق، تام الانقياد والقبول له، والقلب الميت القاسي لا يقبله ولا ينقاد له، والقلب المريض إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي، وإن غلبت عليه صحته التحق بالسليم، فما يلقيه الشيطان في الأسماع من الألفاظ، وفي القلوب من الشُّبَه والشكوك، فتنة لهذين القلبين، وقوة للقلب الحي السليم؛ لأنه يرد ذلك ويكرهه ويبغضه، ويعلم أن الحق في خلافه، فيخبت للحق، ويطمئن وينقاد، ويعلم بطلان ما ألقاه الشيطان، فيزداد إيمانًا بالحق، ومحبة له، وكفرًا بالباطل، وكراهة له، فلا يزال القلب المفتون في مرية من إلقاء الشيطان، وأما القلب الصحيح السليم فلا يضره ما يلقيه الشيطان أبدًا)[10].

 

قال ابن تيمية: (الْقُرْآنُ شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ، وَمَنْ فِي قَلْبِهِ أَمْرَاضُ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ فَفِيهِ مِنْ الْبَيِّنَاتِ مَا يُزِيلُ الْحَقَّ مِنْ الْبَاطِلِ، فَيُزِيلُ أَمْرَاضَ الشُّبْهَةِ الْمُفْسِدَةِ لِلْعِلْمِ وَالتَّصَوُّرِ وَالْإِدْرَاكِ؛ بِحَيْثُ يَرَى الْأَشْيَاءَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مِنْ الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ وَالْقَصَصِ الَّتِي فِيهَا عِبْرَةٌ مَا يُوجِبُ صَلَاحَ الْقَلْبِ، فَيَرْغَبُ الْقَلْبُ فِيمَا يَنْفَعُهُ، وَيَرْغَبُ عَمَّا يَضُرُّهُ، فَيَبْقَى الْقَلْبُ مُحِبًّا لِلرَّشَادِ، مُبْغِضًا لِلْغَيِّ، بَعْدَ أَنْ كَانَ مُرِيدًا لِلْغَيِّ مُبْغِضًا لِلرَّشَادِ)[11].

 

قوله: ﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴾، قال الشعراوي: (فهم -إذن- موجودون في أمة محمد إلى أنْ تقومَ الساعة، وسنواجههم نحن كما واجههم رسول الله، وسيظل الشيطان يُلقِي في نفوس هؤلاء، ويوسوس لهم، ويوحي إلى أوليائه من الإنس والجن، ويضع العقبات والعراقيل ليصدَّ الناس عن دين الله، هذا نموذج من إلقاء الشيطان في مسألة القمة، وهي الإيمان بالله، كما يُلقِي الشيطان في مسألة الرسول، فنجد منهم مَنْ يهاجم شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف وهو الأُمِّي يقود أمة، ويتهمونه، ويخوضون في حقِّه، ثم يُشكِّكون بعد ذلك في الأحكام، فيعترضون مثلًا على الطلاق في الإسلام، وكيف نفرق بين زوجين؟ ويُخيِّب الله سَعْيهم، ويُظهر بطلان هذه الأفكار، وتُلجِئهم أحداث الحياة ومشاكلها إلى تشريع الطلاق، حيث لا بديلَ عنه لحلِّ مثل هذه المشاكل... إلخ )[12].

 

قوله: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾؛ أي: عندما تقوم الساعة يعجز الذين كفروا أن يماروا في شيء بعد ذلك، وقد رأوا بأعينهم أن الملك كله قد آل إلى الله تعالى، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]، فإذا حصل ذلك فإنهم يرون بأعينهم القاعدة الإلهية المطبقة في الآخرة هي تقسيم مآل الناس إلى أمرين؛ فإما إلى جنة النعيم، وإما إلى عذاب مهين.

 

والعاقل هو الذي يعمل من دنياه لآخرته، كما قيل: (الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ)[13]، الكيس: "الفطن الذكي"، قال السندي في قوله: (دَانَ نَفْسَهُ)؛ أيْ: أَذَلَّهَا وَاسْتَعْبَدَهَا، وَقِيلَ: حَاسَبَهَا، قال المناوي: (إذا قهرهم على الطاعة)[14]، وقوله: (مَنْ أتْبَعَ نَفْسه هَوَاهَا)؛ أَيْ: جَعَلَ نَفْسه تَابِعَة لِهَوَاهَا، يُعْطِيهَا كُلَّمَا تَهْوَى وَتَشْتَهِي، وقوله: (ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّه) بِأَنَّهُ كَرِيم غَفُور رَحِيم، غَنِيّ عَنْهُ وَعَنْ عَمَله فَلَا يُعَاقِبهُ بَلْ يَدْخُل الْجَنَّة وَيُعْطِيه مَا يَشْتَهِي)[15]، وذلك مثل حال صاحب الجنتين لما قال: ﴿ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾ [الكهف: 36].

 

قوله: ﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ [الحج: 58، 59]، عود لذكر الذين آمنوا، وخص منهم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم من ديارهم بعدما أخرجوا منها قهرًا، ومنهم من قتل قبل هجرته أو مات أثناء الهجرة[16]، ومنهم من مات في طريق جهاده في سبيل الله، فأولئك لم يشاهدوا النصر، وكانوا هم من جملة أسبابه، وقد جاء ذكرهم بمناسبة الفتن التي يلقيها شياطين الإنس والجن؛ حيث يسألون عن مصير هؤلاء المستضعفين، وقد آل حالهم في الدنيا إلى الموت أو القتل، ولم ينالوا شيئًا مما وعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من النصر في الدنيا، والتمكين في الأرض.

 

أولئك المهاجرون الذين استشهدوا أثناء هجرتهم -ومن سبقهم- يبشرهم الله تعالى بالرزق الحسن، والرضا بمدخلهم، فعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَاللَّهِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]، قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِن الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِن الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا)[17].

 

قال ابن عاشور: (في الآية ذكر الهجرة، وذكر من يقتل من المهاجرين، وذلك مؤذن بجهاد متوقع)[18]؛ ولذلك جاء تذييل الآية مناسبًا لذلك المعنى بقوله سبحانه: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾؛ فهو عليم بحال هؤلاء المستضعفين، وحليم على من ظلمهم حتى يأتي وقت شفاء صدور المؤمنين منهم.

 

قوله: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾، هذا أول تصريح بالإذن بالجهاد في سبيل الله، وذلك من خلال رد العدوان بمثله، وأنه إذا رد العدوان بمثله فإن العدو لن يتقبل ردة فعله، ولن يتركه على ذلك؛ بل إن الصراع بينهم لسوف يبدأ من هذه اللحظة فليتأهب المؤمنون، فهم على الحق، وعدوهم على الباطل، وما يقاومون به عدوهم هو جهاد، وما يعتدي به عدوهم عليهم هو بغي منه.

 

والمعنى: أن المسلم كان يتحمل أذى المشركين في مرحلة كف اليد، وقد أذن الله له بالجهاد ورد العدوان، فلا يحسبن أنه حينما يرد عدوان عدوه أن عدوه سوف يتقبل ذلك؛ بل ستشتعل الحرب بينهما، ولا يقتصر الأمر على مجرد عدوان والرد بمثله؛ بل لا بد وأن يدور الصراع بين الحق والباطل، فيكون لأهل الحق رب ينصرهم، ولأهل الباطل شيطان يخذلهم.

 

قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾، قال الطبري: يقول تعالى ذكره: إن الله لذو عفو وصفح لمن انتصر ممن ظلمه- من بعد ما ظلمه الظالم- بحقٍّ، غفور لما فعل ببادئه بالظلم، مثل الذي فعل به، غير معاقبه عليه[19].



[1] آية التمني في سورة الحج، وهي مدنية بالاتفاق، ولا سيما وأنه قد ورد فيها الأمر بالأذان في الناس بالحج، والأمر بالقتال، والأمر بالجهاد، وذكر فيها الصد عن المسجد الحرام، وكل ذلك إنما كان بعد الهجرة، وبعضه أتى بعدها بعدة سنوات، وهذا يعني أن هذه الآية قد نزلت بعد الغرانيق بسنوات عديدة؛ لأن قصة الغرانيق -بفرض ثبوتها جدلًا- فإن من ذكروا حصولها قالوا: إنها قد حصلت في السنة الخامسة من البعثة، فكيف أخر الله تسلية وتهدئة خاطر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه السنين الطويلة؟!

إن آية التمني ليس فيها دلالة على شيء من فرية الغرانيق من قريب أو بعيد، لولا ما افتراه الزنادقة من مراسيل واهية في أسباب نزولها، وقد فسر آية التمني كثير من جهابذة علماء الإسلام في تفاسيرهم المتداولة بين الأمة، ولم يظهر لهم قط حاجة إلى إلصاق القصة بتفسير الآية، ومن هؤلاء المفسرين الجهابذة: أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط)، والشوكاني في تفسيره (فتح القدير)، وأبو بكر بن العربي في (أحكام القرآن)، على أن معنى الآية لا ينسجم مع مفاد الرواية، فإن التمني هو: تشهي حصول أمر محبوب ومرغوب فيه، فالرسول صلى الله عليه وسلم إنما يتشهي ويتمنى ما يتناسب مع وظيفته كرسول، وأعظم أمنية لإنسان كهذا؛ هي ظهور الحق والهدى، وطمس الباطل، وكلمة الهوى، فيلقي الشيطان بغوايته للناس ما يشوش هذه الأمنية، ويكون فتنة للذين في قلوبهم مرض، كما ألقى فيما بين أمة موسى من الغواية ما ألقى، فينسخ الله بنور الهدى غواية الشيطان، ويظهر الحق للعقول السليمة.

عصمة رسول الله، ص 297- رسالة دكتواره وموضوعها (رد شبهات حول عصمة النبي في ضوء السنة النبوية الشريفة)، مقدمة من الباحث عماد السيد محمد إسماعيل الشربيني، المدرس المساعد بقسم الحديث وعلومه بالكلية، إشراف: فضيلة الأستاذ الدكتور/ عبدالمهدي عبدالقادر عبدالهادي، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة.

[2] رواه البخاري، ج 14، ص 381.

[3] رواه البيهقي في سننه الكبرى، ج 9، ص 31، رقم 17641. السيرة النبوية، لابن كثير، ج 2، ص 346.

[4] رواه البخاري، ج 14، ص 381.

[5] رواه البخاري في الأدب المفرد، ج 1، ص 267، رقم 759.

[6] أمراض القلوب وشفاؤها، ج 1، ص 5.

[7] رواه مسلم، ج 1، ص 349، رقم 207.

[8] إغاثة اللهفان، ج 1، ص 10.

[9] مجموع الفتاوى، ج 10، ص 96.

[10] إغاثة اللهفان، ج 1، ص 10.

[11] مجموع الفتاوى، ج 10، ص 95.

[12] تفسير الشعراوي، ج 1، ص 6074.

[13] رواه ابن ماجه، ج 12، ص 312، رقم 4250.

[14] محمود بن عمر الزمخشري، الفائق في غريب الحديث، ج 1، ص 450.

[15] حاشية السندي على ابن ماجه، ج 8، ص 112، رقم 4250.

[16] روى مجاهد أنها نزلت في طوائف خرجوا من مكة إلى المدينة للهجرة فتبعهم المشركون فقاتلوهم؛ تفسير الرازي، ج11، ص 142، اللباب في علوم الكتاب، ج 11، ص 445، تفسير أبي السعود ج11، ص 142.

[17] رواه مسلم، ج 9، ص 472، رقم 3500.

[18] التحرير والتنوير، ج 17، ص 132.

[19] تفسير الطبري، ج 18، ص 675.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العلماء ورثة الأنبياء
  • الاقتداء بالأنبياء
  • تفريج كربات الأنبياء
  • التوحيد دعوة الأنبياء والرسل
  • حق الأنبياء علينا

مختارات من الشبكة

  • قول: باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا قبل الوقاع: سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تتخلص من نزغ الشيطان؟ خطوات لمنع الشيطان من إعاقة تفكيرك وسلوكك(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أحكام وفوائد من قصة أبي هريرة مع الشيطان (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • تفسير: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سب الشيطان والأموات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة العلم خزائن ومفتاحها السؤال (رسالة في معنى ألقى الشيطان في أمنيته)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • النهي عن سب الشيطان وأن ذلك مما يزيده تعاظما في نفسه والأمر بالاستعاذة بالله منه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من درر العلامة ابن القيم عن الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/12/1446هـ - الساعة: 18:7
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب