• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير سورتي (المطففين والانشقاق) كاملة

تفسير سورتي (المطففين والانشقاق) كاملة
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/6/2021 ميلادي - 25/10/1442 هجري

الزيارات: 19048

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟[1]

تفسير سورتي (المطففين والانشقاق) كاملة


تفسير سورة المطففين

من الآية 1 إلى الآية 6: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾ أي: عذابٌ شديد للذين يُنقِصون المكيال والميزان، (إذ التطفيف هو التقليل في الميزان)، وهم﴿ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ﴾: يعني إذا اشتروا من الناس شيئاً مَوزونًا أو بمكيال، إذا هم يُوفونَ لأنفسهم (أي يأخذون فوق حقهم)، ﴿ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ ﴾ يعني: وأما إذا كالوا لهم بمكيال أو وزنوا لهم بميزان، إذا هم ﴿ يُخْسِرُونَ ﴾ أي يُنْقصون حقوق الناس، ﴿ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ﴾؟!يعني ألاَ يعتقد أولئك المطففون أن الله سيَبعثهم ويُحاسبهم على أعمالهم؟ بلى إنهم سيُبعَثونَ مِن قبورهم﴿ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ أي في يومٍ عظيم الهول (وهو يوم القيامة)﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ يعني: يوم يقوم الناس بين يدي رب العالمين، ليحاسبهم على القليل والكثير.

 

♦ واعلم أنّ اللام التي في قوله تعالى: (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)، تُسَمَّى لام التوقيت (أي لبداية يوم عظيم).

 

من الآية 7 إلى الآية 17: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ ﴾: يعني ألاَ إنّ مَصير الفُجَّار - الذي كُتِبَ لهم أن يصيروا إليه يوم القيامة - ﴿ لَفِي سِجِّينٍ ﴾ أي في ضِيقٍ شديد، جزاءً لهم على أعمالهم (ومنها: الظلم ونقص الكيل والميزان)، ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴾؟يعني وما أدراك أيها الرسول ما هذا الضيق؟، إنه سِجنٌ مقيم وعذابٌ أليم، وكتابهم﴿ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴾ أي: مكتوبٌ بوضوح، يَفهمه صاحبه إذا قرأه يوم القيامة.

 

♦ وقد قال بعض المفسرين إنّ "سِجِّينٍ" هو اسم كتاب ديوان الشر الذي كُتِبَت فيه أعمال الفجار والشياطين، واللهُ أعلم.

 

﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ أي: عذابٌ شديد يوم القيامة للمكذبين﴿ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾ أي الذين يُكَذِّبون بوقوع يوم الجزاء﴿ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ ﴾ أي ظالم، متجاوز للحد، ﴿ أَثِيمٍ ﴾ أي صاحب الآثام الكثيرة (وأكبر الآثام: الشِرك بالله)، فهو يُفَضِّل الانقياد وراء شهواته على الإيمان بهذا اليوم والاستعداد له، و﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ يعني إذا قُرِئَتْ آيات القرآن على هذا الظالم، قال: (هذه قصص السابقين وأباطيلهم)، (وهذا مِن جَهله وعِناده، وإلاَّ، فكيف يكون هذا الكتاب المشتمل على الحق والعدل التام، أساطيرَ الأولين؟!)﴿ كَلَّا ﴾: أي ليس الأمر كما زعموا، بل هو كلام الله تعالى، ووَحْيه إلى نَبيّه، ﴿ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ يعني: وإنما الذي حَجَبَ قلوبهم عن قبول الحق: ذنوبهم التي غطت قلوبهم وتراكمت عليها، (وفي هذا تحذير مِن مُواصلة الذنوب وعدم التوبة منها، لأن ذلك قد يؤدي بالعبد إلى أن يُحرَم من التوبة)، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة: نُكِتَت في قلبه نُكتة سوداء - (والنكتة هي الأثر) -، فإذا هو نَزَعَ - (أي أقلع عن الذنوب ونَزَعَ نفسه عن ارتكاب المعاصي)- واستغفر وتاب: سُقِلَقلبه- (أي تمت تنقيته من ذلك الأثر بسبب توبته وندمه) -، وإنْ عادَ - (أي إلى الذنب مرة أخرى) -: زِيدَ فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذَكَر الله: "كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ") (انظر صحيح سنن الترمذي ج: 5/ 434).

 

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ يعني ألاَ إنهم يوم القيامة لَمَحجوبونَ عن رؤية ربهم، ﴿ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴾ يعني: ثم إنهم لَداخِلو النار ليُعانوا حرها الشديد، ﴿ ثُمَّ يُقَالُ ﴾ لهم - تأنيباً وتحسيراً - وهم يُعَذَّبون: ﴿ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾.


♦ واعلم أنّ حَجْب الكفار عن رؤية الله تعالى في الآخرة دليلٌ على رؤية المؤمنين له في الجنة، لأنه يُفهَم من الآية أنّ غيرهم من أهل الإيمان غير محجوبين، وقد قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم -: (إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ، يقول الله تعالى: (تريدون شيئاً أَزِيدُكُم)؟، فيقولون: (ألم تُبَيِّضْ وجوهنا؟ ألم تُدخِلنا الجنة وتُنَجِّنا من النار؟)، فيُكشَفُ الحجاب، فما أُعْطوا شيئاً أحَبّ إليهم من النظر إلى ربهم)، وقال صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحيْن -: (إنكم سَتَرَوْنَ ربكم كما ترون القمر، لا تُضامُون في رؤيته - (أي لا يَصعُب عليكم رؤيته) - فإن استطعتم ألاَّ تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوع الشمس - (وهي الفجر) - وصلاةٍ قبلَ غروب الشمس - (وهي العصر) - فافعلوا(، وفيهذا الحديث تحذيرٌ لكل مَن يُضَيِّع صلاة الفجر والعصر - فيُصَلّي الفجر بعد شروق الشمس، أو يُصَلّي العصر بعد أذان المغرب - مِن أن يُحرَم مِن لذة النظر إلى وجه الله الكريم.

 

من الآية 18 إلى الآية 28: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ ﴾: يعني ألاَ إن مَصير المتقين - الذي كُتِبَ لهم أن يصيروا إليه - ﴿ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾ أي في الدرجات العالية في الجنة، ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴾؟يعني وما أدراك أيها الرسول ما هذه الدرجات العالية؟ إنّ أصحابها في نعيمٍ مقيم لا يستطيعون تخيّله، وإنّ كتابهم﴿ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴾ أي: مكتوبٌ بوضوح، يَفهمه صاحبه إذا قرأه يوم القيامة ﴿ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ أي يَطَّلِع عليه المُقَرَّبون من ملائكة كل سماء.

 

﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾: يعني إن أهل الصدق والطاعة لَفي الجنة يتنعمون، وإنهم يَجلسونَ مُتكئينَ﴿ عَلَى الْأَرَائِكِ ﴾ (والأرائك جمع أرِيكة، وهي السرير المُزَيّن بالستائر الجميلة) ﴿ يَنْظُرُونَ ﴾ بإعجابٍ وانبهار إلى ما أعطاهم الله من أصناف النعيم (وأعظم ذلك النعيم: التلذذ بالنظر إلى وجه الله الكريم)، ﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ يعني: ترى في وجوههم بهجة النعيم، ﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ ﴾ أي يُسْقَون مِن خَمرٍ صافية، ﴿ مَخْتُومٍ ﴾ يعني: إناؤها مُحكم الغَلق، لم يَمَسّه أحدٌ قبلهم، ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ يعني في آخر ذلك الشراب تفوح رائحة مِسك، ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ يعني: (وفي تحصيل ذلك النعيم: فليتسابق المتسابقون بكثرة الطاعات وإتقانها، والبُعد عن المعاصي وأسبابها)، ﴿ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ﴾ يعني: وهذا الشراب مَمزوج ومَخلوط من عين عالية في الجنة تُعْرَف بـ "تسنيم"، ليزداد شرابهم بها لذة، ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾يعني: وهي عينٌ قد أُعِدَّت ليَشرب منها المُقَرَّبون، ويتلذذوا بها.

 

من الآية 29 إلى الآية 36: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴾: يعني إنّ المجرمين كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين ويضحكون منهم، ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴾ (سُخريةً بهم)، ﴿ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ﴾ يعني: وإذا رجع المجرمون إلى أهلهم تَفَكَّهوا معهم بالسخرية من المؤمنين، ﴿ وَإِذَا رَأَوْهُمْ ﴾ يعني: وإذا رأى هؤلاء الكفار أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم مُتَّبعينَ للهدى: ﴿ قَالُوا ﴾ - فيما بينهم -: ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ﴾: يعني إن هؤلاء لفي ضلالٍ بسبب اتِّباعهم محمدًا، ﴿ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ﴾ يعني: وما بَعَثَ اللهُ هؤلاء المجرمين مُراقبينَ على أعمال المؤمنين حتى يَحكموا عليهابالضلال!، ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾ يعني: فيوم القيامة يَسخر المؤمنون من الكفار، كما سَخِرَ الكفار منهم في الدنيا، وهم﴿ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ﴾ يعني: على المجالس الفاخرة ينظرون إلى أعدائهم في النار، ثم قال تعالى: ﴿ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾؟يعني هل جُوزِيَ الكفار جزاءً موافقاً لِمَا كانوا يفعلونه في الدنيا من الشرور والمعاصي؟ (والجواب: نعم).

 

تفسير سورة الإنشقاق

من الآية 1 إلى الآية 6: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾ أي تشققت وتمزقت لنزول الملائكة ﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا ﴾ أي سمعتْ وأطاعت أمْرَ ربها فيما أمَرَها به من الانشقاق، ﴿ وَحُقَّتْ ﴾ يعني: وحُقَّ لها أن تنقاد لأمره، ﴿ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ﴾ أي اتَّسعت رُقعتها، بعد أن زالت جبالها وتهدمت مبانيها، ﴿ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا ﴾ يعني: وقذفت ما في بطنها من الأموات ﴿ وَتَخَلَّتْ ﴾ عنهم، ﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا ﴾: أي سمعتْ وأطاعت أمْرَ ربها فيما أمَرَها به، ﴿ وَحُقَّتْ ﴾ أي حُقَّ لها أن تنقاد لأمره، فإذا حدث كل ذلك: فقد (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (كما تقدم نظير هذا في سورة الانفطار)، ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا ﴾: يعني إنك ساعٍ إلى الله تعالى، وعاملٌ أعمالاً مِن خير أو شر ﴿ فَمُلَاقِيهِ ﴾ أي فسَتَظل على ذلك حتى تُلاقِي ربك يوم القيامة، ليُجازيك على عملك بفضله أو بعدله، (فاللهم ليس لنا إلا عفوك وغُفرانك، ولا نَثِق إلا في رحمتك، فنسألك باسمك الأعظم أن تَمُنّ علينا - قبل موتنا - بتوبةٍ نصوح صادقة تُرضيك عنا، تمحو بها خطايانا، وتُبَدِّل بها سيئاتنا حسنات).

 

الآية 7، والآية 8، والآية 9: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴾ يعني فأما مَن أُعطِيَ صحيفة أعماله بيمينه (وهو المؤمن):﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ أي حسابًا سهلاً لا مُناقشة فيه ﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾يعني: ويَرجع إلى أهله المؤمنين، وأهله من الحور العين، وهو فَرِحٌ مسرورٌ في الجنة.

 

من الآية 10 إلى الآية 15: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ أي يأخذ كتابه بشماله مِن وراء ظهره، إهانةً له، (ولَعَلّ هذا هو الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ))، ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾: أي سوف يدعو على نفسه بالهلاك﴿ وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾ أي سيدخل ناراً شديدة يُعاني حَرّها، فـ﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ أي كان في أهله - في الدنيا - مسرورًا (بغرور وتكَبُّر)، غير خائف من عذاب ربه، ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ﴾ أي ظنَّ أن لن يَرجع إلى خالقه حياً للحساب، ﴿ بَلَى ﴾ سيُعيده اللهُ كما بدأه ويُجازيه على أعماله، ﴿ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴾ أي عليمًا بحاله وأعماله.

 

♦ ولذلك ينبغي للعبد أن يتعلم كيف يُراقب اللهَ تعالى، وذلك بأن يَضع أمام عينيه دائماً قول ربه تبارك وتعالى: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)؟، وقوله تعالى: (بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا)، فلا يفعل شيئاً إلا ويتذكر أن الله تعالى يراه، ويتذكر أنه لو وضع له صاحب العمل ما يُعرَف بـ(كاميرات المُراقَبة) في مكان عمله، وأخبره أنه يراه، فإنه لن يجرؤ أن يفعل شيئاً يُغضِبه! (فما لكم لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا؟!).

 

من الآية 16 إلى الآية 19: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴾: يعني فأُقسِم باحمرار الأفق عند الغروب، ﴿ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴾ يعني: وأُقسِم بالليل وما جَمَعَ من الدواب والحشرات وغير ذلك﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴾ يعني: وبالقمر إذا اكتمل نوره:﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ﴾أي سوف تمُرّون أيها الناس بمراحل متعددة - مرحلة بعد أخرى - (مِن نُطفة إلى عَلَقة إلى مُضغة إلى نفخ الروح إلى الموت إلى البعث).

 

♦ واعلم أنّ كلمة (لا) التي في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ) تُسَمَّى (لا الزائدة) لتأكيد القسم، واعلم أيضاً أنّ الله تعالى يُقسِم بما يشاء مِن خَلْقه، أما المخلوق فلا يجوز له القَسَم إلا بالله تعالى، لأنّ الحَلِف بغير الله شِرك.

 

من الآية 20 إلى الآية 25: ﴿ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾؟! يعني فأيُّ شيءٍ يَمنع هؤلاء المُكذّبين من الإيمان بالله واليوم الآخر بعدما اتّضحت لهم الآيات؟! ﴿ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ ﴾؟! يعني: وما لهم إذا قرئ عليهم آيات القرآن الواضحة وبراهينه الساطعة لا يسجدون لله وحده، ولا يخضعون لأمره؟! ﴿ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴾ يعني إنما عادة الذين كفروا: التكذيب ومُخالفة الحق﴿ واللهُ أعلم بِمَا يُوعُونَ ﴾ يعني: واللهُ أعلم بما يكتمون في صدورهم من العناد (مع عِلمهم أنّ ما جاء به القرآنُ حق)، ﴿ فَبَشِّرْهُمْ ﴾ أيها الرسول ﴿ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ قد أعدَّه اللهُ لهم، ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ أي لكنّ الذين آمَنوا بالله ورسوله، وبكل ما أخبر به رسوله من الغيب، ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ وهي الفرائض والنوافل وأفعال الخير (فأدَّوْها بإخلاصٍ لله تعالى وعلى النحو الذي شَرَعه)، أولئك ﴿ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾:أي لهم في الآخرة أجْرٌ غير مقطوع ولا منقوص.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

- واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورتي الشمس والليل للناشئين
  • تفسير سورتي القدر والبينة للناشئين
  • تفسير سورتي الزلزلة والعاديات للناشئين
  • تفسير سورتي الهمزة والفيل للناشئين
  • خطبة: تفسير سورتي الأعلى والغاشية
  • تفسير سورتي (التكوير والانفطار) كاملة
  • تفسير سورتي (البروج والطارق) كاملة
  • ويل للمطففين (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • فوائد مختارة من تفسير ابن كثير (1) سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التنبيه على أن " اليسير من تفسير السعدي " ليس من تفسيره(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب