• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

نظرة الحافظ ابن كثير إلى العقل

نظرة الحافظ ابن كثير إلى العقل
مبارك بن حمد الحامد الشريف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2020 ميلادي - 20/4/1442 هجري

الزيارات: 6582

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نظرة ابن كثير إلى العقل

 

أولًا: فضل العقل ومنزلته عند ابن كثير:

يرى ابن كثير أن العقل أشرف ما في الإنسان فيقول عند تفسير الآية: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾[1]، « ناسب ذكر العقل هاهنا، فإنه أشرف ما في الإنسان ولهذا حرّم الله على هذه الأمة الأشربة المسكرة صيانة لعقولها»[2].

 

ويقول رحمه الله عند تفسير الآيات: ﴿ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾[3]، « يرشد تعالى خلقه إلى التفكر في آياته ونعمه وقدرته العظيمة التي خلق بها السموات والأرض... إلى أن قال رحمه الله: «وقال أولًا: لآيات للمؤمنين ثم يوقنون ثم يعقلون وهو ترق من حال شرف إلى ما هو أشرف منه وأعلى»[4]، والذي هداهم الله في الدنيا والآخرة هم ذوو العقول الصحيحة والفطرة السليمة يقول ابن كثير عند تفسير الآية ﴿ ... فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾[5]، « أي يفهمونه ويعملون بما فيه... أولئك الذين هداهم الله أي المتصفون بهذه الصفة هم الذين هداهم الله في الدنيا والآخرة، وأولئك هم أولو الألباب، أي العقول الصحيحة والفطرة السليمة»[6].

 

ولذلك نجد أن ابن كثير يحذر من الأمور التي تضر بالعقل وتفسده، فيقول عند تفسير الآية: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾[7]، « أي لا تسرفوا في الأكل لما فيه مضرة العقل والبدن كما في قوله: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾[8] »[9].

 

ثانيًا: مكان العقل من الجسد:

اختلف العلماء في تحديد مكان العقل من الإنسان، فمنهم من يرى أنه في الرأس، أي في الدماغ، وكما يظنه بعض الغربيين ودليلهم أن الإنسان إذا ضرب على رأسه ذهب عقله، واعترض القاضي أبو يعلي[10] على ذلك فقال: «وما ذكروه من زوال العقل بضرب الرأس فلا يدل على أنه محله كما أن عصر الخصية تزيل العقل والحياة، ولا يدل على أنها محله »[11]. والراجح هو ما ذكره ابن كثير رحمه الله وهو أن العقول مركزها القلب على الصحيح فيقول عند تفسير الآية ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾[12]، « ثم ذكر منته على عباده في إخراجه إياهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئًا ثم بعد هذا يرزقهم تعالى السمع... والأفئدة، وهي العقول التي مركزها القلب على الصحيح، وقيل الدماغ، والعقل به يميز بين الأشياء ضارها ونافعها »[13].

 

وجمهور العلماء والمفسرين يرون أن العقل في القلب وهو كلام علي بن أبي طالب وأبي هريرة[14] وكعب بن مالك[15] رضي الله عنهم حيث قالوا أن العقل في القلب [16]، ومنهم من يرى أن العقل في القلب وله تعلق بالدماغ كابن تيمية وابن القيم[17].

 

ثالثًا: تأثير الشرك والانحراف والنفاق على صحة العقل وإدراكه:

وكما أن الهداية لها أثر على سلامة العقل وصحته، لأن المؤمنين والمهتدين وصفهم الله بأنهم هم أولو الألباب والعقول الصحيحة كما قال سبحانه: ﴿ ... فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾[18]، وكما قال سبحانه: ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ﴾[19]، فكذلك الشرك والكفر والنفاق يؤثر على صحة الفهم والقصد، يقول ابن كثير رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾[20]، « وقال محمد بن إسحاق[21] المنافقون، قلت ولا منافاة بين المشركين والمنافقين في هذا لأن كلًا منهم مسلوب الفهم الصحيح والقصد إلى العمل الصالح ثم أخبر تعالى بأنهم لا فهم لهم صحيح ولا قصد صحيح لو فرض أن لهم فهمًا »[22].

 

رابعًا: العقل وحده لا يستقل بمعرفة الحق والباطل والحسن والقبيح:

فإن ابن كثير رحمه الله ينظر إلى أن العقل وحده لا يستقل بالتمييز بين الحق والباطل والحسن والقبيح فيقول عند تفسير الآية: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ [23]، « أي إنما يأتمر بهواه فمهما رآه حسنًا فعله ومهما رآه قبيحًا تركه ثم قال وهذا يُسْتدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقلين »[24]، فالعقل يحتاج إلى الوحي والرسالة حتى يهتدي إلى الحق ويستطيع أن يميز بينه وبين الباطل وبين الحسن والقبيح، « ولولا الرسالة لم يهتد عقل إلى تفاصيل النافع والضار في المعاش والمعاد »[25]، وكما أن العقل مناط التكليف وهو «شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال وبه يكتمل العلم والعمل لكنه ليس مستقلًا بذلك»[26].

 

خامسًا: حثه على استخدام العقل والاستدلال به:

وقد تقـرر ذلك في عدة مواضع من التفسير منها قوله عند تفسير الآيـــــة: ﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴾[27]، « أي أفما كان لكم عقل في مخالفة ربكم فيما أمركم به من عبادته وحده لا شريك له وعُدُولكم إلى إتباع الشيطان »[28].

 

وهكذا نجد أن ابن كثير إنما يستخدم العقل في الاستدلال على بطلان الأمور التي لم تثبت بالنقل أو المخالفة للعقل، فمثلاُ عند ما أورد قول بعض المفسرين عن القوم الجبارين وهم العماليق، وفيهم رجل يقال له عوج بن عنق، وإن طوله ثلاثة آلاف ذراع، وأن الطوفان لم يصل إلى ركبته فقال: « وإذا كان ابن نوح الكافر غرق فكيف يبقى عوج ابن عنق وهو كافر وولد زنيه هذا لا يسوغ في عقل ولا شرع »[29]، وكذلك رده على من قال إن «ق» جبل يحيط بجميع الأرض يقال له قاف، قال رحمه الله: « وكان هذا والله أعلم من خرافات بني إسرائيل، وإنما أباح الشرع الرواية عنهم في قوله حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فيما يجوزه العقل، أما فيما تحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان ويغلب على الظنون كذبه فليس من هذا القبيل والله أعلم »[30].

 

وغيرها من المواضع التي حث فيها ابن كثير على استخدام العقل والاستدلال به فيما لا يتسع المجال لذكره[31]، كما حث على التفكر والتدبر[32].

 

ولا شك أن الداعية بأمس الحاجة في دعوته إلى الأساليب الدعوية التي ترتكز على العقل وتدعوا إلى التفكر والتدبر والاعتبار في المواطن التي ينكر فيها المدعون الأمور الظاهرة والبدهيات العقلية مثل قوله تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾[33]، وقوله سبحانه: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾[34]، وكذلك مع الُمعتدين بعقولهم وأفكارهم من المدعوين لأنهم أسرع من يتأثر بالمنهج العقلي السليم، وكذلك مع المنصفين من الناس البعيدين عن التعصب لآرائهم والمتجردين من الأغراض الخاصة، إضافة إلى المتأثرين بالشبهات والمنخدعين بالباطل، ففي هذه المواطن وأمثالها تظهر فائدة استخدام الدعاة للمنهج العقلي في التأثير على المدعوين واستجابتهم للدعوة بعد توفيق الله وإخلاص الداعية وتمكنه وقدرته، وكما أن التدبر والتفكر في القرآن الكريم وفي آيات الله الكونية وفي الآفاق والأنفس يكون سببًا في إيمان المدعو من غير المسلمين واستجابته للإسلام فهو كذلك يكون سببًا في زيادة إيمان المؤمن وفتح مجال واسع ورحب للبحث في كنوز القرآن والوقوف على أوجه الإعجاز المختلفة والمتنوعة في القرآن مما لا مجال للحديث عنه هنا.

 

سادسًا: النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح:

يرى ابن كثير رحمه الله أن الثابت بالنقل والشرع هو ثابت بالعقل، فالعقل الصريح لا يتعارض مع النقل الصحيح فحينما استدل على وقوع النسخ في القرآن بالنقل وهو قوله تعالى: ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[35]، قرر رحمه الله أنه أيضًا جائز عقلًا ولا يتعارض مع النقل فقال عند تفسير الآية: « ففي هذا المقام بين تعالى جواز النسخ ردًا على اليهود عليهم لعائن الله... ثم قال والذي يحمل اليهود إلى البحث في مسألة النسخ إنما هو الكفر والعناد، فإنه ليس في العقل ما يدل على امتناع النسخ في أحكام الله لأنه يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد »[36]، فاليهود حينما أنكروا النسخ واعترضوا عليه ليس لهم دليل عقلي ينافي النقل، وإنما دعواهم مبنية على الجهل والكفر والعناد والتحريض يقول ابن كثير: « وفي هذا المقام رد عظيم وبيان بليغ لكفر اليهود وتزييف شبههم لعنهم الله في دعوى استحالة النسخ، إما عقلًا كما زعمه بعضهم جهلًا وكفرًا وإما نقلًا كما تخرَّصه آخرون افتراء وإفكًا »[37].

 

ويقول رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾[38]، « ومن هنا استدل من استدل بهذه الآية على أن الذبيح إسماعيل وأنه يمتنع أن يكون هو إسحاق لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده، ووعد الله حق لا خلف فيه، فيمتنع أن يؤمر بذبح هذا والحالة هذه، فتعين أن يكون هو إسماعيل، وهذا من أحسن الإستدلال وأصحه وأبينه »[39]، ويقول رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾[40] : « وهذا يقوله مشركوا العرب المنكرون للمعاد... ويقوله الفلاسفة الدهرية والدورية المنكرون للصانع المعتقدون أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلى ما كان عليه، وزعموا أن هذا قد تكرر مرات لا تتناهى، فكابروا المعقول وكذبوا المنقول ولهذا قالوا وما يهلكنا إلا الدهر»[41]، وكذلك استدلاله رحمه الله بالعقل الموافق للنقل في أن الذي يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر بجميع الرسل فيقــــول عند تفسيـــر قوله تعالى: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾[42]، «فهم في نفس الأمر كما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم لم يبق لهم إيمان صحيح بأحد من الرسل ولا بما جاؤوا به وإنما يتبعون آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم فيه لا لأنه شرع الله ودينه لأنهم لو كانوا مؤمنين بما في أيديهم إيمانًا صحيحًا لقادهم ذلك إلى الإيمان بمحمد ز، لأن جميع الأنبياء بَشَّرُوا به وأمُروا بإتباعه فلما جاء كفروا به وهو أشرف الرسل، عُلم أنهم ليسوا مستمسكين بشرع الأنبياء الأقدمين لأنه من عند الله، بل لحظوظهم وأهواءهم فلهذا لا ينفعهم إيمانهم ببقية الأنبياء وقد كفروا بسيدهم وأفصحهم وخاتمهم وأكملهم صلى الله عليه وسلم »[43]، وهكذا فالعقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح وإنما الذي يعارضه الشبهات الفاسدة والآراء المنحرفة والاجتهادات الخاطئة، وكما قال ابن تيمية: « وقد تأملت ذلك في عامة ما تنازع الناس فيه، فوجدت ما خالف النصوص الصحيحة الصريحة شبهات فاسده يُعلم بالعقل بطلانها بل يعلم بالفعل ثبوت نقيضها الموافق للشرع... ووجدت ما يعلم بصريح العقل لم يخالفه سمع قط بل السمع الذي يقال أنه يخالفه إما حديث موضوع أو دلالته ضعيفة فلا يصح أن يكون دليلًا لو تجرد عن معارضته العقل الصريح فكيف إذا خالفه صريح المعقول »[44] فابن تيمية وهو شيخ ابن كثير يقرر هذه القاعدة وهي أنه لا يمكن لصريح المعقول أن يعارض صحيح المنقول في عدة مواضع من كتبه خاصة كتابه درء تعارض العقل النقل ويحتج على ذلك بأمور منها:

1- أن التعارض بين العقل والنقل إما أن يراد به القطعيان فلا نسلم بإمكان وقوع ذلك بينهما وإما أن يراد به الظنيان فالراجح منهما هو المقدم مطلقًا سواء كان عقليًّا أو نقليًّا فتبين أن من قدم العقل على النقل مطلقًا فقد أخطأ، وإنما المقدم هو الراجح القطعي[45].

 

2- أن العقل قد شهد بصحة ما جاء به الشرع ودل عليه دلالة عامة مطلقة والشرع لم يصدق العقل في كل ما أخبر به وإلا كان العلم بصدق الشرع موقوفًا على كل ما يخبر به العقل، وما دام قد شهد بتزكيته الشرع وتعديله فلا يجوز تقديم العقل عليه لأن ذلك قادح في شهادته [46].

 

3- أن ما يعلمه العقل ليس شيئًا واحدًا يشترك فيه جميع العقول وليس أمرًا مبنيًا معلومًا عند كل الناس، بل هو من الأمور النسبية الإضافية فإن زيدًا قد يعلم بعقله ما لا يعلمه بكر بعقله، وقد يعلم الإنسان في حال بعقله ما يجهله في وقت آخر»[47].

 

4- أنه لا يوجد في النصوص الثابتة في الكتاب والسنة ما يناقض العقل الصريح، وان ما يعارضه هو إما حديث مكذوب أو دلالته ضعيفة والرسل إنما جاءت بمحارات العقول - أي بما يُحير العقول - لا بمحالات العقول أي بما يستحيل في العقول التي يعلم إنتفاؤها فتبين أن صحيح النقل لا يعارض صحيح العقل وأن الحق لا يضاد نفسه[48].

 

وقد أشار الراغب الأصفهاني[49] إلى تكامل العقل والنقل وأنهما متعاضدان ومتحدان وليسا متعارضين ومتناقضين حيث قال: « اعلم أن العقل لا يهتدي إلا بالشرع، والشرع لا يتبين إلا بالعقل فالعقل كالأس والشرع كالبناء ولن يغني أس ما لم يكن بناء، ولن يثبت بناء ما لم يكن أس، وأيضًا فالعقل كالبصر والشرع كالشعاع ولن يغني البصر ما لم يكن شعاع من خارج، ولن يُغنـــي الشعــــــــاع ما لم يكــــــن بصر، فلــــهـــذا قـــال تعـــالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾[50] ». وأيضًا فالعقل كالسراج والشرع كالزيت الذي يمده فإن لم يكن زيت لم يحصل السراج وما لم يكن سراج لم يضىء الزيت، وعلى هذا نبه الله تعالى بقوله: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ ﴾[51]، فالشرع عقل من خارج والعقل شرع من داخل وهما متعاضدان بل متحدان)[52] فالذي يعارض النصوص والنقل ليس هو العقل الصريح إنما هو الهوى والاستبداد بالرأي والقياس الفاسد، وكما قال الشهرستاني[53]: « إن أول شبهة وقعت في الخليقة شبهة إبليس لعنه الله، ومصدرها استبداده بالرأي في مقابلة النص، واختياره الهوى في معارضته الأمر، واستكباره بالمادة التي خلق منها وهي النار على مادة آدم عليه السلام وهي الطين[54]

 


[1] سورة النحل آية 67.

[2] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 710.

[3] سورة الجاثية آية 3-5.

[4] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 175.

[5] سورة الزمر آية 17-18.

[6] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 59.

[7] سورة الأنعام آية 141.

[8] سورة الأعراف آية 31.

[9] 2/ 232.

[10] هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء، أبو يعلى، عالم عصره في الأصول والفروع وأنواع الفنون من أهل بغداد، ارتفعت مكانته عند القادر والقائم العباسيين، وولاه القائم قضاء دار الخلافة والحريم وحران وحلوان، وكان قد امتنع، واشترط أن لا يحضر أيام المواكب، ولا يخرج في الاستقبالات ولا يقصد دار السلطان فقبل القائم شرطه، له تصانيف كثيرة، منها الإيمان، والاحكام السلطانية، والكفاية في أصول الفقه وأحكام القرآن وغيرها، توفي سنة 458هـ. الأعلام 6/ 99.

[11] أبو يعلي، العدة في أصول الفقه 1/ 93-94، وانظر: خليل الحدري، منهجية التفكير العلمي في القرآن، ص 58-59، طبعة دار عالم الفوائد، ط 1، 1425هـ.

[12] سورة النحل آية 78.

[13] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 715.

[14] هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي الملقب بأبي هريرة صحابي كان أكثر الصحابة حفظًا للحديث ورواية له، نشأ يتيمًا ضعيفًا في الجاهلية وقدم المدينة ورسول الله ز بخيبر فأسلم سنة 7هـ ولزم صحبة النبي فروى عنه 5374 حديثًا وولي إمرة المدينة مدة ولما صارت الخلافة إلى عمر استعمله على البحرين ثم لم رآه لين العريكة مشغولًا بالعبادة فعزله وأراده بعد زمن على العمل فأبى، وتوفي بالمدينة سنة 59هـ ( الأعلام 3/ 308).

[15] هو كعب بن مالك بن عمرو بن القين الأنصاري السلمي الخزرجي، صحابي من أكابر الشعراء من أهل المدينة اشتهر في الجاهلية وكان في الإسلام من شعراء النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد أكثر الوقائع ثم كان من أصحاب عثمان وأنجده يوم الثورة وحرض الأنصار على نصرته، وعمي في أخر عمره وعاش سبعًا وسبعين عامًا، وتوفي سنة 50هـ ( الأعلام 5/ 228 ).

[16] أبو يعلي العدة في أصول الفقه، 1/ 92-93، انظر منهجية التفكير ص 58 مرجع سابق.

[17] انظر الفتاوى 9/ 303، ومفتاح السعادة ص230، وانظر منهجية التفكير ص 58-59، مرجع سابق.

[18] سورة الزمر آية 17-18.

[19] سورة الطلاق آية 10.

[20] سورة الأنفال آية 22.

[21] سبق ترجمته ص 74.

[22] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 372.

[23] سورة الجاثية آية 23.

[24] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 178، ومعنى ذلك أن العقل يدرك الحسن والقبيح في شيئين الأول ملاءمة الغرض للطبع ومنافرته له فالموافق حسن عند العقل والمنافر قبيح عنده، الثاني صفة الكمال والنقص فصفات الكمال حسنة عند العقل وصفات النقص فبيحة عنده، انظر محمد علي الشوكاني، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، ص 7، طبعت دار المعرفة بدون تاريخ.

[25] الفتاوى لابن تيمية 19/ 100.

[26] المرجع نفسه 3/ 338.

[27] سورة يس آية 63.

[28] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 706.

[29] المرجع نفسه 2/ 50-51.

[30] المرجع نفسه 4/ 260.

[31] أنظر مثلًا: 1- تفسير الآيات 28—29 من سورة ص، 4/ 41. 2- تفسير الآية 7 من سورة آل عمران، 1/ 428. 3- تفسير الآية 86 من سورة الكهف، 3/ 130. 4- تفسير سورة 94 من سورة الكهف، 3/ 132. 5- تفسير الآية 12 من سورة النور، 3/ 342. 6- تفسير الآية 61-63 من سورة العنكبوت، 3/ 519. 7- تفسير الآية 3 من سورة فاطر، 3/ 671. 8- تفسير الآية 44 من سورة فاطر، 3/ 689. 9- تفسير الآية 16 من سورة النمل، 3/ 444. 10- تفسير الآية 35 من سورة النمل، 3/ 449. 11- تفسير الآية 42 من سورة النمل، 3/ 452. 12- تفسير الآية 29 من سورة غافر، 4/ 92-93.

[32] انظر مثلًا 2/ 161، 2/ 716، 3/ 225، 3/ 232، 3/ 504، 3/ 530، 3/ 555، 3/ 558، 4/ 90، 4/ 175، 4/ 390، 2/ 339، 2/ 534، 2/ 608.

[33] سورة الطور آية 35.

[34] سورة الأنبياء آية 22.

[35] سورة البقرة آية 106.

[36] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 189.

[37] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 189.

[38] سورة هو آية 71.

[39] المرجع نفسه 2/ 557.

[40] سورة الجاثية آية 24.

[41] المرجع نفسه 4/ 179.

[42] سورة التوبة آية 29.

[43] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 430.

[44] درء تعارض العقل والنقل 1/ 147.

[45] درء تعارض العقل والنقل 1/ 86.

[46] المرجع نفسه 1/ 138.

[47] المرجع نفسه 1/ 144-145.

[48] المرجع نفسه 1/ 147-148، وانظر تكامل المعرفة عند ابن تيمية ص 299-300.

[49] هو الحسين بن محمد المفضل أبو القاسم الأصفهاني أو الأصبهاني المعروف بالراغب، أديب من الحكماء العلماء من أهل اصبهان سكن بغداد واشتهر حتى كان يُقرن بالإمام الغزالي من كتبه محاضرات الأدباء والذريعة إلى أحكام الشريعة وتفصيل النشأتين في الحكمة وعلم النفس، توفي سنة 502 ( الأعلام 2/ 255 ).

[50] سورة المائدة آية 15-16.

[51] سورة النور آية 35.

[52] تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين ص 140-141،انظر أثر علم أصول الحديث في تشكيل العقل المسلم محاضرة ألقاها الدكتور خدون الأحدب في 12صفر 1427 هـ في منتدى الفكر الإسلامي بجدة.

[53] هو محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح الشهر ستاني من فلاسفة الإسلام، كان إمامًا في علم الكلام وأديان الأمم ومذاهب الفلاسفة، يلقب بلأفضل، ولد في شهر ستان بين نيسابور وخوارزمي وانتقل الى بغداد سنة 510هـ فأقام ثلاث سنين وعاد الى بلده وتوفي بها سنة 546هـ، من كتبه الملل والنحل ونهاية الإقدام في علم الكلام وغيرها.الأعلام 6/ 215.

[54] الملل والنحل للشهرستاني 1/ 16، وقد أورد الدكتور محمد زين الهادي أبياتًا جميله في كتابه منهج العاملين في الدعوة عن الأرض وما تميزت به عن النار في الفوائد والمنافع البشرية والرد على إبليس في تفضيله نفسه على آدم ( أنا خير منه خلقني من نار وخلقته من طين » ومطلع هذه البيات

زعمت النار أكرم عنصرًا **** وفي الأرض تحيى في الحجارة والزندِ

انظر منهج العاملين في الدعوة، د. محمد زين الهادي ص 172 طبعت مركز الكتاب للنشر عُمان 1991م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحافظ ابن كثير رحمه الله
  • نبذة عن الحافظ ابن كثير
  • اعتماد منهج الحافظ ابن كثير الدعوي على الكتاب والسنة
  • إنكار ابن كثير على من عارض النصوص بالرأي
  • انحراف أصحاب الفرق الذين غلوا في العقل
  • معنى المعرفة والفرق بينها وبين العلم
  • طرق المعرفة عند ابن كثير
  • اعتماد ابن كثير اللغة العربية في تفسيره القرآن الكريم
  • رجوع ابن كثير في تفسيره إلى اللغة واحتكامه إليها
  • اهتمام ابن كثير بشتى جوانب اللغة
  • استدلال ابن كثير باللغة في المسائل الخلافية
  • منهج ابن كثير في دعوة عامة الناس

مختارات من الشبكة

  • نتائج العقول(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نظرات في استشكال النصوص الشرعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقل عند الإمام ابن تيمية.. الإدراك الحسي والعقلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مفهوم العقل في اللغة والاصطلاح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نعمة العقل وكيف حافظ عليها الإسلام(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • الحفاظ على العقل في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحفاظ على نعمة العقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نظرة الإسلام للعقل والروح في الحياة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • العقل والقلب أين موقع "العقل" من جسم الإنسان؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • العقل المظلوم(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب