• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الأول من سورة العنكبوت

تفسير الربع الأول من سورة العنكبوت
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/10/2017 ميلادي - 26/1/1439 هجري

الزيارات: 12171

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

الربع الأول من سورة العنكبوت


• الآية 1: ﴿ الم ﴾: سَبَقَ الكلام على الحروف المُقطَّعة في أول سورة البقرة، واعلم أنّ هذه الحروف تُقرأ هكذا: (ألِف لام ميم).

 

• الآية 2: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾؟! يعني: هل ظنوا أن يَتركهم الله بلا ابتلاء ولا اختبار بعد أن قالوا: آمَنّا؟! كلا، لابد لهم من الاختبار حتى يَتميز المؤمن الصادق مِن غيره.

 

• الآية 3: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ أي اختبرناهم بإرسال الرُسُل وأنواع الابتلاءات (كالقتال والشدائد وغير ذلك)، ﴿ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ ﴾ بهذه الابتلاءات - عِلمًا ظاهرًا للخَلق -: ﴿ الَّذِينَ صَدَقُوا ﴾ في إيمانهم، والصابرينَ على قضاء ربهم، ﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ في ادِّعائهم للإيمان، الساخطينَ على قضاء ربهم (حتى يَتميز كلُّ فريق عن الآخر في الجزاء).


• الآية 4: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ﴾ - مِن شِركٍ وغيره - ﴿ أَنْ يَسْبِقُونَا ﴾؟! أي يَفوتوا مِنّا ويَهربوا؟! كلا، إنهم لن يُفلتوا من عذابنا أبداً، ﴿ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ أي: قَبُحَ هذا الحُكم الذي يَحكمون به على الأمور (وهو ظَنُّهم أنهم سيَهربون من عذاب ربهم).

 

• الآية 5:﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو ﴾ أي يَنتظر ﴿ لِقَاءَ اللَّهِ ﴾ في الآخرة، ويَطمع في ثوابه: ﴿ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ ﴾ - الذي أجَّله لبَعث خلقه - ﴿ لَآَتٍ ﴾ أي سيأتي لا مَحالة، (ألاَ فليَستعد المؤمن للقاء ربه بالتوبة النصوح، وكثرة الندم والاستغفار، ومجاهدة النفس والشيطان، والإكثار من صالح الأعمال)، ﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ السَّمِيعُ ﴾ لأقوال عباده، ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بأفعالهم ونِيّاتهم.


• الآية 6: ﴿ وَمَنْ جَاهَدَ ﴾ أي جاهَدَ في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، وجاهَدَ نفسه (بإلزامها بالطاعة ومُخالفتها في المعصية): ﴿ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ﴾ لأنّ ثواب تلك المجاهَدة سيعود عليه وحده، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ يعني إنه سبحانه غَنِيٌّ عن أعمال خَلقه، فلا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، ورغم ذلك فقد تفَضَّلَ الكريم الرحيم على عباده المؤمنين، بقوله - في آخر هذه السورة -: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.


• الآية 7: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ باللهِ ورسوله، وبكل ما أخبر به رسوله من الغيب، ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ - بإخلاصٍ للهِ تعالى، وعلى النحو الذي شَرَعه - ﴿ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾ أي سنمحو عنهم خطيئاتهم، ﴿ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ﴾ على أعمالهم الصالحة ﴿ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ أي بمِثل جزاء أحسن عمل كانوا يعملونه في الدنيا، (واعلم أنّ الجزاء يكون بحسب أحسن عمل عملوه مِن كل نوع، ففي الصلاة يُعطَى جزاء أفضل صلاة صَلاَّها، وفي الصدقات بأفضل صدقة أعطاها وهكذا).

 

• الآية 8: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ يعني وَصّيناه أن يُبِرّهما، وأن يُحسِن إليهما بالقول والعمل، ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ ﴾ أي بَذَلا جهدهما معك أيها الإنسان ﴿ لِتُشْرِكَ بِي ﴾ في عبادتي ﴿ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ أي ما ليس لك به دليل على استحقاقه للعبادة (وليس لأحدٍ علم أو دليل على صحة الشِرك، لأنّ الله تعالى هو الخالق الرازق المستحق وحده للعبادة)، ﴿ فَلَا تُطِعْهُمَا ﴾ في دَعْوتهما لك إلى الشِرك (وكذلك الحال في سائر المعاصي، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ﴿ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ ﴾ أيها الآباء والأبناء ﴿ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ وأجازيكم على أعمالكم، (لِذا فأحسِنوا إلى والديكم، ولكنْ قدِّموا طاعتي على طاعتهما).

 

• الآية 9: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ﴾ أي سوف نُدخلهم في مُدخَل الصالحين وهو الجنة.

 

• الآية 10: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ ﴾ ﴿ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ ﴾: يعني إذا آذاه المشركون مِن أجل دِينه: ﴿ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ﴾: أي جعل تعذيب المشركين له كعذاب الله يوم القيامة (في الشدة والألم)، ولم يَصبر على أذاهم، فارتدَّ عن إيمانه، ووافَقَ المشركين على شِركهم، ﴿ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ ﴾ لأهل الإيمان به: ﴿ لَيَقُولُنَّ ﴾ هؤلاء المُرتَدّونَ عن إيمانهم: ﴿ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ﴾ - أيها المؤمنون - نَنصركم على أعدائكم، فرَدّ اللهُ عليهم بقوله: ﴿ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ﴾؟! بلى، إنه سبحانه يَعلم ما في صدور خلقه من الإيمان والنفاق، (إذاً فما يَخدع هؤلاء المنافقون إلا أنفسهم وما يشعرون).

 

• الآية 11: ﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ ﴾ بهذه الشدائد - عِلمًا ظاهرًا للخَلق - ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ أي صَدَقوا في إيمانهم وعملوا بشرع ربهم، ﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ﴾ الذين يُظهرونَ للناس الإيمان، ويُخفون الكفر وعداوتهم للمسلمين، ثم يُجازي كل فريق منهم بما يَستحق.

 

• الآية 12، والآية 13: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ مِن قريش ﴿ لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ منهم: ﴿ اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا ﴾ أي اتركوا دين محمد، واتّبعوا ديننا، ﴿ وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ﴾ يعني: وإنْ كان هناك بَعْث وجزاء كما يقول محمد، فنحن مستعدون أن نتحمل عنكم خطاياكم ونُجازَى بها، فأكذبهم اللهُ تعالى بقوله: ﴿ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ أي لن يستطيعوا أن يُنقِصوهم شيئاً من آثامهم يوم القيامة، ﴿ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ فيما قالوا، ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾: أي سوف يَحملَون ذنوبهم، وذنوب الذين كَذَبوا عليهم وأضَلُّوهم عن الإسلام (دونَ أن يَنقص شيئٌ من ذنوب تابعِيهم) ﴿ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾: أي سوف يسألهم الله عما كانوا يختلقونه من الأكاذيب.


• الآية 14، والآية 15: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ ﴾ ليَدعوهم إلى التوحيد وترْك الشرك ﴿ فَلَبِثَ فِيهِمْ ﴾ أي مَكَثَ فيهم ﴿ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ﴾ يعني تسعمائة وخمسون سنةً يدعوهم إلى الله تعالى، فلم يَستجب له أكثر قومه ﴿ فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ ﴾ أي أغرقهم الله بالطوفان ﴿ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ لأنفسهم بكُفرهم وطغيانهم، ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ ﴾: أي أنجينا نوحًا والذين اتَّبعوه (وهُم الذين كانوا معه على السفينة) ﴿ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً ﴾ أي جعلنا حادثة الطوفان عبرة وعِظة - وكذلك تَرَكنا السفينة على جبل الجُودي - لتكون آيةً ﴿ لِلْعَالَمِينَ ﴾ في إنجاء المؤمنين وإهلاك المُكَذّبين.

 

• الآية 16، والآية 17: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ ﴾ أي اذكر أيها الرسول لقومك خبر إبراهيم عليه السلام وهو يدعو قومه إلى التوحيد وترْك الشرك ﴿ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ﴾: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ وحده، فلا يوجد مَن يستحق العبادة غيره، ﴿ وَاتَّقُوهُ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم، ﴿ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ ﴿ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا ﴾ أي أصنامًا من الحجارة لا تنفع ولا تضر، ﴿ وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ﴾ أي تَفترونَ كَذِبًا بتسميتكم إياها آلهة، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا ﴾ ﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ ﴾ أي اطلبوا الرزق مِن عند الله، لا مِن عند أصنامكم، ﴿ وَاعْبُدُوهُ ﴾ أي أخلِصوا له العبادة ﴿ وَاشْكُرُوا لَهُ ﴾ نعمته عليكم، ﴿ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ بعد موتكم، فيجازيكم على أعمالكم.


• الآية 18: ﴿ وَإِنْ تُكَذِّبُوا ﴾ - أيها الناس- رسولنا محمدًا صلى الله عليه وسلم فيما دعاكم إليه: ﴿ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ أي كَذَّبوا رسلهم، فنَزَلَ بهم عذاب ربهم، ﴿ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ أي البلاغ الواضح لرسالة ربه، وقد فَعَل.


• الآية 19: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا ﴾: يعني ألم يعلم هؤلاء المشركون ﴿ كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾ أي يُنشئ المخلوقات من العدم، ثم يُميتهم، ثم يُعيدهم كهيئتهم قبل أن يُميتهم؟ (فإذا كانوا يعترفون بأنّ الله هو الذي خلقهم من العدم، إذاً فليعلموا أنّ الذي ابتدأ خَلْقهم بهذه الصورة قادرٌ على إعادتهم بعد الموت) ﴿ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ (لأنّ إعادة الشيء كما كان، أسهل من إيجاده أول مرة).

 

• الآية 20: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول للذين يُنكِرون البعث: ﴿ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ بأجسادكم وقلوبكم، ﴿ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ﴾ أي انظروا كيف أنشأ الله الخلق، ولم يَصعُب عليه إنشاؤه؟ ﴿ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ ﴾: أي فكذلك لا يَصعُب عليه إعادة إنشائه النشأة الآخرة يوم القيامة ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.


• الآية 21: ﴿ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ - مِمّن أصَرّ على المعاصي ولم يَتُب منها، ﴿ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ - مِمّن تاب وآمن وعمل صالحًا ﴿ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ ﴾ يعني: وإليه ترجعون بعد موتكم، فيُجازي كُلاً بعمله.


• الآية 22: ﴿ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ يعني: ولن تُعجِزوا ربكم أيها العُصاة، إذا ظننتم أنكم ستهربون من عذابه ﴿ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾ (فأينما تكونوا يأتِ بكم سبحانه) ﴿ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ﴾ يَنفعكم ويَتولى أموركم، ﴿ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ يَنصركم من عذاب ربكم.

 

• الآية 23، والآية 24: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ ﴾ أي كفروا بالقرآن - رغم وضوحه وقوة حُجَّته - وكفروا كذلك بالبعث والجزاء ﴿ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي ﴾ أي لن يَطمعوا في رحمتي عندما يَرون عذابي ﴿ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.

♦ واعلم أنّ هذه الآيات السابقة كانت مُعترضة أثناء قصة إبراهيم مع قومه، وفي هذا دليل على جَواز الاعتراض أثناء الكلام إذا حَسُنَ مَوقعه (كإقامة حُجَّة، أو إبطال باطل، أو التنبيه على أمْرٍ مُهِمّ).

♦ ثم يُكمِل سبحانه قصة إبراهيم وقومه قائلاً: ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ﴾ - بعد أن أنكَرَ عليهم شِركهم - ﴿ إِلَّا أَنْ قَالُوا ﴾ لبعضهم -: ﴿ اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ ﴾ - فألقوه في نارٍ عظيمة - ﴿ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ﴾ وجَعَلها بردًا وسلامًا عليه، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ أي في إنجاء إبراهيم من النار ﴿ لَآَيَاتٍ ﴾ تدل على قدرة الله تعالى وعنايته بأوليائه الموحدين، وخذلانه للكفرة المشركين، ثم خَصَّ سبحانه الذين يَنتفعون بهذه الآيات بقوله: ﴿ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ أي يؤمنون بآيات الله ويعملون بشرعه.

 

• الآية 25: ﴿ وَقَالَ ﴾ إبراهيمُ لقومه: ﴿ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا ﴾ أي عبدتم من دون الله آلهة باطلة، تعلمون أنها أحجارٌ صنعتموها بأيديكم، فلم تعبدوها عن اقتناع، وإنما جعلتموها ﴿ مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ أي أحببتم بعضكم من أجل الاجتماع على عبادتها، وإقامة الأفراح حولها ﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ ﴾ أي يتبرأ بعضكم من بعض ﴿ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ ﴿ وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ ﴾ أي مصيركم جميعًا إلى النار ﴿ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ يَمنعونكم من دخولها، ويُنقذونكم مِن حَرّها وعذابها.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نفحات قرآنية .. في سورة العنكبوت
  • وقفة عند سورة العنكبوت
  • آيات من سورة العنكبوت بتفسير الزركشي
  • تفسير الربع الثاني من سورة العنكبوت
  • تفسير الربع الأخير من سورة العنكبوت

مختارات من الشبكة

  • مختصر تفسير الإمام ابن عطية (الجزء (20) - السورة رقم (29) «سورة العنكبوت») (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة العنكبوت mp3(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة العنكبوت بأسلوب بسيط(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة العنكبوت للناشئين (الآيات 46 - 69)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة العنكبوت للناشئين (الآيات 24 - 45)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة العنكبوت للناشئين (الآيات 1 - 23)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • مخطوطة المجلد الثاني من روح البيان في تفسير القرآن من أول سورة يونس إلى العنكبوت(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ولذكر الله أكبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: تأملات في سورة العنكبوت(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب