• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثالث من سورة الأنبياء

تفسير الربع الثالث من سورة الأنبياء
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/2/2017 ميلادي - 4/5/1438 هجري

الزيارات: 10483

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

تفسير الربع الثالث من سورة الأنبياء

 

الآية 51: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ ﴾ يعني أعطينا إبراهيم هُداه، (والمعنى أننا هديناه إلى معرفة ربّه ووجوب عبادته وحده)، وذلك ﴿ مِنْ قَبْلُ ﴾ أي مِن قبل أن نُوحِي إليه ونجعله من الأنبياء، ﴿ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾ أي كنَّا عالمين أنه أهْلٌ لإعطائه الرُشد والنبوة، وأنه جديرٌ للقيام بدعوة التوحيد.

♦ ويُحتمَل أن يكون قوله تعالى: ﴿ مِنْ قَبْلُ ﴾ أي مِن قبل موسى وهارون (اللذين ذَكَرَهما اللهُ في الآيات السابقة)، واللهُ أعلم.

 

الآية 52، والآية 53: ﴿ إِذْ قَالَ ﴾ إبراهيم ﴿ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ﴾ المشركين:﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ يعني: ما هذه الأصنام التي صنعتموها، ثم أقمتم على عبادتها؟، فـ ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴾، ونحن أيضاً نعبدها اقتداءً بهم، (وهذا دليل على جَهْلهم، إذ لم يَذكروا بُرهاناً على صحة عبادتها، بل اكتفوا بالتقليد الأعمى لآبائهم مِن غير دليل).

 

الآية 54، والآية 55: ﴿ قَالَ ﴾ لهم إبراهيم: ﴿ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ أي في ضلالٍ واضح بسبب عبادتكم لهذه الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، فـ ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴾؟ يعني: أهذا القول الذي جئتَنا به حقٌّ وَجِدٌّ، أم كلامك لنا كلام لاعب مستهزئ لا يدري ما يقول؟

 

الآية 56، والآية 57: ﴿ قَالَ ﴾ لهم إبراهيم: ﴿ بَل ﴾ أي لستُ لاعباً، وإنما ﴿ رَبُّكُمْ ﴾ الذي يَستحق العبادة وحده هو ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ ﴾ أي الذي خلقهنَّ على غير مثالٍ سابق ﴿ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ يعني: وأنا مِن الشاهدين على أنه لا رَبَّ لكم غيره، ولا معبودَ بحقٍ سواه، ﴿ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ﴾ أي سوف أُلحِق بها الضَرَر ﴿ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴾: يعني بعد أن تَذهبوا بعيداً عنها وتتركوها وحدها.


الآية 58، والآية 59: ﴿ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ ﴾ أي: فحَطَّمَ إبراهيم الأصنام وجعلها قطعًا صغيرة، إلا أكبر صنم فيهم فإنه لم يَكسره، بل عَلَّقَ الفأس في عُنُقه ﴿ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴾: أي ليَرجع القوم إلى هذا الصنم ويسألوه، فعندئذٍ يَتَبيَّن لهم ضَلالهم وعَجْز آلهتهم، وتقوم الحُجَّة عليهم، فيعبدوا اللهَ وحده، ولا يُشركوا به شيئاً.

♦ فلمَّا رجع القوم، ورأوا أصنامهم مُحطَّمة مُهانة، سأل بعضهم بعضًا، فـ﴿ قَالُوا ﴾: ﴿ مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا ﴾؟ ﴿ إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ الذين يتعدون حدودهم ويتجاوزون قَدْرهم.


الآية 60: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال مَن سمع إبراهيم وهو يحلف بأنه سوف يكيد بالأصنام: ﴿ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ ﴾ أي يَذكر الأصنام بسُوء، وهذا الفتى ﴿ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾.


الآية 61، والآية 62، والآية 63: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال رؤساؤهم: ﴿ فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ ﴾ أي على مَرأى من الناس (لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) أي ليَشهدوا على اعترافه بأنه هو الذي كسر الأصنام، ولكي يَحضروا معاقبته، فيكون عِبرةً لغيره.

♦ فلمَّا أحضروا إبراهيم أمام الناس، (﴿ قَالُوا ﴾) له: ﴿ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴾؟ (وهنا حَدَثَ ما أراده إبراهيم مِن إظهار جَهْلهم وقلة عقلهم أمام الناس)، فـ﴿ قَالَ ﴾ لهم - ليَغلبهم بالحُجَّة -: ﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ﴾ يعني: إنّ هذا الصنم الكبير هو الذي كَسَّرها، ﴿ فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴾: أي فاسألوا آلهتكم عن ذلك إن كانت تتكلم.


الآية 64، والآية 65: ﴿ فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾ يَلومونها، إذ كيف يعبدون هذه الأصنام، وهي عاجزة عن أن تدفع عن نفسها شيئًا، أو أن تَرُدّ على مَن يسألها؟! ﴿ فَقَالُوا ﴾ أي قال بعضهم لبعض: ﴿ إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ يعني أقرُّوا على أنفسهم بالظلم والشرك، ﴿ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ ﴾ أي رجعوا إلى باطلهم (بعد أن اعترفوا بالحق)، فقالوا لإبراهيم: ﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴾ يعني: كيف نسألها يا إبراهيم، وقد عَلِمتَ أنها لا تتكلم؟

 

من الآية 66 إلى الآية 69: ﴿ قَالَ ﴾ لهم إبراهيم - مُحَقِّرًا لشأن أصنامهم -: ﴿ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا ﴾ إذا عبدتموه، ﴿ وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴾ إذا تركتم عبادته؟! ﴿ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ ﴾: أي قُبحًا لكم ولآلهتكم التي تعبدونها ﴿ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ ﴿ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾؟ يعني أفلا تتفكرونَ بعقولكم فتُدرِكوا سُوء ما أنتم عليه من الباطل؟

 

♦ فلمَّا بَطلتْ حُجَّتهم وظهر الحق، عادوا إلى استعمال سُلطانهم، فـ ﴿ قَالُوا ﴾: ﴿ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ ﴾ يعني أحرِقوه بالنار انتصاراً لألهتكم التي كَسَرها ﴿ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾: يعني إن كنتم تريدون نَصْرها حقاً، فلمَّا ألقوه في النار: ﴿ قُلْنَا ﴾ أي قال اللهُ تعالى للنار: ﴿ يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ (فلم تُصِبه النار بأذى، ولم تَحرِق إلا الحبل الذي ربطوه به)، (فسبحان المَلِك العظيم رب النار، وسبحان مَن خضعتْ المخلوقات لأمْره وقدرته، وسبحان مَن يقول للشيء كُن فيكون).


الآية 70: ﴿ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا ﴾ أي أرادوا بإبراهيم الهلاك ﴿ فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ (حيث أبطل اللهُ كَيدهم، ولم يصيبوه شيء).


الآية 71: ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا ﴾: أي نَجَّينا إبراهيم ولوطًا من "العراق" (التي كان يسكنها أولئك الكفار)، وأخرجناهما ﴿ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ وهي أرض "الشام" التي بارك الله فيها بكثرة الأشجار والأنهار والثمار، كما بارك فيها بكثرة الأنبياء، (فأقام إبراهيم في "فلسطين"، وأقام لوط في قرية "سَدُوم").


الآية 72، والآية 73: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ ﴾ أي وَهَبنا لإبراهيم ولده ﴿ إِسْحَاقَ ﴾ ﴿ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ﴾: أي ووَهَبنا له حفيده يعقوب زيادةً على طلبه (إذ طَلَبَ ولداً فأعطاه اللهُ إسحاق، وزاده ولداً مِن إسحاق)، ﴿ وَكُلًّا ﴾ مِن إبراهيم وإسحاق ويعقوب ﴿ جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴾ أي جعلهم الله صالحين (مؤدين لحقوق الله تعالى وحقوق الناس)، ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً ﴾: أي جعلناهم قدوة للناس ﴿ يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ﴾ أي يدعون الناس إلى توحيد الله وطاعته (وذلك بأمْره تعالى وتكليفه لهم)، ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ﴾ أي أوحينا إليهم أن يفعلوا الخيرات (وهو كل أمْرٍ نافع يحبه الله تعالى ويَرضاه)، ﴿ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ ﴾ يعني أمرناهم بأداء الصلاة في أوقاتها (بخشوعٍ واطمئنان) ﴿ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ﴾ لمن يَستحقها، ﴿ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾: أي كانوا مطيعين لله وحده، منقادين له لا لغيره.


الآية 74، والآية 75: ﴿ وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ أي أعطيناه النُبُوَّة والحُكم بين المتخاصمين، والعِلم بأحكام الدين ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ ﴾ أي التي كان يعمل أهلها الفواحش، ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾ أي كانوا قوماً خارجين عن طاعة الله تعالى، ﴿ وَأَدْخَلْنَاهُ ﴾ أي أدخلنا لوطاً ﴿ فِي رَحْمَتِنَا ﴾ الخاصة بعبادنا المؤمنين، والسبب في ذلك: ﴿ إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ أي كان من الذين يعملون بأمر الله وطاعته، فاستحق الدخول في تلك الرحمة.


الآية 76، والآية 77: ﴿ وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ ﴾ أي: واذكر أيها الرسول نوحاً حين نادانا - مِن قبل إبراهيم ولوط - فدعانا بأن ننصره على القوم الكافرين ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعائه ﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ﴾ المؤمنين ﴿ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴾ وهو الغرق، ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا ﴾ فلم يُصيبوه بسُوء، ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ ﴾ أي كانوا أهْلَ قُبْح ﴿ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ بالطوفان.

 

الآية 78، والآية 79، والآية 80: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ﴾ أي: واذكر أيها الرسول خبر داود وابنه سليمان ﴿ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ﴾: أي حين كانا يَحكمان في قضية الزرع التي عرَضَها خَصمان متنازعان ﴿ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ﴾: أي حين انتشرت غنم أحدهما في زرع الآخر ليلاً فأتلفت الزرع، فحَكَمَ داود بأن تكون الغنم ملْكًا لصاحب الزرع عِوَضاً عَمّا أتلفته، ﴿ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾ أي لم يَخْفَ علينا شيءٌ مِن حُكمهم في هذه القضية، ﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ﴾: أي فَهَّمنا سليمان مُراعاة مصلحة الطرفين مع العدل، فحَكَمَ على صاحب الغنم بإصلاح الزرع التالف، وفي نفس الفترة يستفيد صاحب الزرع بمنافع الغنم مِن لبنٍ وصوف، ثم بعد أن يَتِمّ إصلاح الزرع: تعود الغنم إلى صاحبها والزرع إلى صاحبه.

 

♦ وحتى لا يظن أحد أن داود عليه السلام كان أقل مِن ولده سليمان في العلم والحُكم، قال تعالى بعدها: ﴿ وَكُلًّا ﴾ - مِن داود وسليمان - ﴿ آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ أي أعطيناهما النُبُوَّة والحُكم بين المتخاصمين والعلم بأحكام الدين، ﴿ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ ﴾ أي تُسَبِّح معه إذا سبَّح اللهَ تعالى، ﴿ وَالطَّيْرَ ﴾ أيضاً تُسَبِّح معه، ﴿ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ أي قادرينَ على فِعل ما هو أعجب مِن تسخير الجبال والطير ليُسَبِّحوا مع داود ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ ﴾ أي عَلَّمه الله صناعة الدروع التي يلبسها المقاتل في الحرب ﴿ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾: أي لتحمي المحاربين أثناء المعركة، فلا يؤثر فيهم السلاح، ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ لهذه النعمة التي أجراها الله على يد داود واختصه بها؟، (والغرض من هذا الاستفهام: الأمر، أي فاشكروا اللهَ تعالى على هذه النعمة)، (وفي هذا دليل على جوب شُكر الله تعالى على كل نعمة تُستَجَدّ للعبد).

 

الآية 81: ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً ﴾: أي سخَّرنا لسليمان الريح السريعة، لتَحمله ومَن معه من الجنود، فكانت ﴿ تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ﴾ وهي أرض "بيت المقدس" بـ "الشام" التي بارك الله فيها بالخيرات وبكثرة الأنبياء، (فكان عليه السلام يَخرج أول النهار غازياً، ثم تعود به الريح في آخر النهار تَحمل بساطه - الذي هو كأكبر سفينة حربية اليوم - إلى أرض الشام التي كانت مَقَرُّه ﴿ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ (ومِن ذلك عِلمنا بما فيه مصلحة سليمان).

 

الآية 82: ﴿ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ ﴾ يعني: وسخَّرنا لسليمان بعض الشياطين، ليستخدمهم فيما يَعْجز عنه غيرهم، فكانوا يغوصون في أعماق البحر ليَستخرجوا له اللآلئ والجواهر، ﴿ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ ﴾ أي: وكانوا يعملون له أعمالاً أقل تعباً من الغوص (كالبناء وصناعة التماثيل والمحاريب وغير ذلك مِمّا أراده منهم)، ﴿ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ﴾ أي مَنعهم الله أن يَعصوا أمْره، وكذلك حَفظَ أعمالهم حتى لا يفسدوها، (فقد رُوِيَ أنهم كانوا يريدون أن يُفسدوا ما عملوه - مَكْراً منهم وخِداعاً - حتى لا ينتفع به سليمان عليه السلام، فحَفظه الله مِن ذلك)، واللهُ أعلم.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الأنبياء
  • تفسير الربع الأول من سورة الأنبياء
  • تفسير الربع الثاني من سورة الأنبياء
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنبياء
  • تفسير الربع الأول من سورة الحج
  • من الكتب المؤلفة في سورة الأنبياء
  • تفسير سورة الأنبياء

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- شكر وعرفان بالجميل لشبكة الألوكة
عفاف سعيد عبد الهادي - مصر 02-02-2017 05:13 PM

جزاكم الله عنا خير الجزاء

2- مشاركة في قصة داوود وسليمان عليهما السلام
om hala - الكويت 02-02-2017 03:12 PM

اختلف العلماء: هل كان حُكم داوود وسليمان عليهما السلام بوحيٍ من الله تعالى أو باجتهاد منهما؟ فإن كان بوحي فهو نسخ للحكم الأول بالثاني، وإن كان باجتهاد وهو ما عليه الجمهور، ولم يخطئ داوود عليه السلام لأن الله تعالى لم يعاتبه على حُكمه ولكنّ الحكم الذي ألهمه سليمان كان أرفق بالطرفين

1- ما شاء الله رائع
أبو اسراء - مصر 01-02-2017 02:35 PM

والله لقد أعجبني جداً تفسير هذا الربع
فجزاكم الله عنا خيراً

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب