• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الأخير من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/6/2016 ميلادي - 10/9/1437 هجري

الزيارات: 21530

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

الربع الأخير من سورة يوسف


الآية 94: ﴿ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ ﴾: أي ولمَّا خرجتْ القافلة من أرض "مصر"، ومعهم قميص يوسف عليه السلام: ﴿ قَالَ أَبُوهُمْ ﴾ للحاضرينَ عنده: ﴿ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ﴾ أي أشم رائحته (لأنّ الريح حَمَلَتها إليه بأمر اللهِ تعالى)، ﴿ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ﴾ أي: ولولا أنكم ستَسخرون مِنِّي وتزعمون أنّ هذا الكلام قد صَدَرَ مِنِّي مِن غير شعور، لَصَدَّقتموني فيما أقول، فإني أَجِدُ رائحته.

 

الآية 95: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال الحاضرونَ عنده: ﴿ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ﴾ يعني إنك لا تزال في خطئك القديم مِن الإفراط في حُبّ يوسف، وعدم نسيانه.

 

الآية 96: ﴿ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ ﴾: أي فلَمَّا جاءَ مَن يُبشِّره بأنّ يوسف حيٌّ، ﴿ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ ﴾ أي ألقى قميص يوسف على وجه يعقوب ﴿ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ﴾ أي فعادَ مُبصرًا، وعَمَّهُ السرور فـ ﴿ قَالَ ﴾ لمن عنده: ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ أي أعلم مِن لُطف اللهِ وحُسن تدبيره ورحمته وكرمه مالا تعلمونه أنتم؟

 

الآية 97: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال أبناؤه: ﴿ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ﴾ أي اسأل اللهَ أن يعفو عنا ويَستر علينا ذنوبنا، ﴿ إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴾ فيما فعلناه بيوسف وشقيقه بنيامين، وفي الضرر والحُزن الذي حدث لك طوال هذه المدة.

 

الآية 98، والآية 99: ﴿ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ﴾: أي سوف أسأل ربي أن يَغفر لكم ذنوبكم ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ ﴾ لذنوب عباده التائبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بهم.

 

♦ وقد قيلَ إنّ يعقوب عليه السلام قد أجَّلَ الاستغفار لأبنائه - عندما قال لهم: (سوف أستغفر لكم ربي) - إلى ساعةٍ من ساعات إجابة الدعاء، كآخر الليل (وهو وقت السَحَر) أو يوم الجمعة، واللهُ أعلم.

 

♦ ثم خرج يعقوب وأهله إلى "مصر" ﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ ﴾ أي ضَمَّ يوسف إليه أباه وأُمَّه، ﴿ وَقَالَ ﴾ لهم: ﴿ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ أي بمشيئة اللهِ وتقديره وإذنه، ﴿ آَمِنِينَ ﴾ من التعب والجوع، ومِن كل مكروه.

 

الآية 100، والآية 101: ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ﴾: أي أجْلَسَ أباه وأُمَّه على عرش مُلكه بجانبه (إكرامًا لهما)، ﴿ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ﴾: أي حَيَّاهُ أبواه وإخوته - الأحد عشر - بالسجود له (سجود تحيةٍ وتكريم، وليس سجود عبادةٍ وخضوع)، وقد كان ذلك جائزًا في شريعتهم، ولكنه حُرِّمَ في شريعتنا؛ إغلاقاً لباب الشرك باللهِ تعالى.

 

﴿ وَقَالَ ﴾ يوسف لأبيه: ﴿ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ ﴾ أي: هذا السجود هو تفسير رؤياي التي قَصَصْتُها عليك مِن قبل في صِغَري، ﴿ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ﴾ أي صِدقًا، ﴿ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ﴾: أي وقد تفضَّلَ اللهُ عليَّ حين أخرجني من السجن ﴿ وَجَاءَ بِكُمْ ﴾ إليَّ ﴿ مِنَ الْبَدْوِ ﴾ أي من البادية (وهي هنا: صحراء الشام)، وذلك ﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾: أي مِن بعد أن أفسد الشيطان رابطة الأخُوّة بيني وبين إخوتي، ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ ﴾ في تدبيره ﴿ لِمَا يَشَاءُ ﴾ أي لمن يشاءُ من عباده (كما لَطَفَ بي)، ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ ﴾) بمصالح عباده، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في أقواله وأفعاله.

 

♦ ويُلاحَظ أنّ يوسف عليه السلام قد جعل نفسه طَرَفاً في القضية عندما قال: (نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي)، وذلك حتى لا يُحرج إخوته أمام الناس، فما أروع هذا الأدب الراقي!

 

♦ ثم دعا يوسف ربه قائلاً: ﴿ رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ ﴾: أي لقد أعطيتَني مِن مُلك مصر ﴿ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ﴾: أي وعلَّمتني من تفسير الرؤى وغير ذلك من العلم، ﴿ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ ﴾ أي يا خالق السماوات ﴿ وَالْأَرْضِ ﴾ ومُبدعهما، ﴿ أَنْتَ وَلِيِّي ﴾: يعني أنت مُتولي جميع شؤوني ﴿ فِي الدُّنْيَا ﴾ ﴿ وَالْآَخِرَةِ ﴾ أي: فكذلك كُن مُتولي أمْري في الآخرة بإنجائي من النار وإدخالي الجنة، ﴿ تَوَفَّنِي ﴾ إليك ﴿ مُسْلِمًا ﴾ (وفي هذا دليل على أنّ دينَ اللهِ واحد - في كل زمان - وهو الإسلام، الذي هو الاستسلام والانقياد والخضوع التام لأوامر اللهِ تعالى، ولكنّ الشرائع هي التي تختلف)، ﴿ وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ - من الأنبياء والأبرار - في أعلى درجات الجنة.

 

الآية 102: ﴿ ذَلِكَ ﴾ أي المذكور من قصة يوسف عليه السلام هو ﴿ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴾: أي وما كنتَ حاضرًا مع إخوة يوسف حين دَبَّروا أمْرَ إلقاءه في البئر، وحينَ كذبوا على أبيهم (وهذا يَدُلّ على صِدقك، وعلى أنّ اللهَ يُوحِي إليك).

 

الآية 103، والآية 104: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ أي: وما أكثرُ الناس بمُصدِّقيك - أيها الرسول - ولو حَرَصْتَ على إيمانهم، وذلك لأنّ الانقياد للحق يَتعارض مع انقيادهم لشهواتهم وأغراضهم الدنيوية الرخيصة (إذاً فلا تَحزن عليهم، لأنه ما عليك إلا البلاغ)، ﴿ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ أي: وإنك لم تَطلب منهم أجْراً على إرشادهم للإيمان - حتى لا يكون ذلك سبباً في إعراضهم عن دَعْوَتِك - ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴾ يعني: وما الذي أُرسِلتَ به - مِن القرآن والهُدى - إلا مَوعظة وذِكرَى للناس أجمعين، فبالتفكر فيه يَهتدون إلى الحق، وباتِّباعه يَسعدون في الدنيا والآخرة.

 

الآية 105: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ ﴾ يعني: وكثير من الدلائل - على وحدانية اللهِ وقدرته - مُنتشرة ﴿ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ كالشمس والقمر والجبال والأشجار، ﴿ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا ﴾ أي يُشاهدها المشركون ﴿ وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾ لا يَتفكرون فيها، ولا يَعتبرون بأنّ المُتفرِّد بالخَلق - سبحانه وتعالى - يَجب إفرادُهُ أيضاً بالعبادة.

 

الآية 106، والآية 107: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ ﴾ أي: وما يُقِرُّ هؤلاء المشركون بأنّ اللهَ تعالى هو خالقهم ورازقهم وخالق كل شيء ﴿ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ به في عبادتهم للأصنام وغيرها، وكذلك يُشركون به في ذَبْحهم ونَذْرهم وغير ذلك من أنواع العبادات، ﴿ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ﴾ يعني: فهل عند هؤلاء المشركين ما يَجعلهم مطمئنين مِن أنّ اللهَ تعالى لن يُنزِّل عليهم عذاباً مِن عنده يُهلكهم جميعاً؟، ﴿ أَوْ ﴾ هل أمِنُوا - أيضاً - أن ﴿ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ﴾: يعني أن تأتيهم القيامة فجأة ﴿ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾؟

 

الآية 108: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول لهؤلاء المشركين -: ﴿ هَذِهِ سَبِيلِي ﴾: أي هذه طريقتي، وهي أنني ﴿ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ﴾: أي أدعو إلى عبادة اللهِ وحده ﴿ عَلَى بَصِيرَةٍ ﴾: أي على حُجَّةٍ واضحةٍ من اللهِ تعالى - وهو هذا القرآن الذي أنزل الله فيه الأدلة والبراهين وتحدَّى به المشركين - وعلى عِلمٍ ويقين من شريعة ربي ﴿ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ من المؤمنين، كُلُّنا ندعو إلى اللهِ على بصيرة، ﴿ وَسُبْحَانَ اللَّهِ ﴾ أي: وأُنَزِّهُ اللهَ تعالى عن الشركاء، وأقول لكم - مُعلِناً براءتي من الشِرك -: ﴿ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾.


الآية 109، والآية 110: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ ﴾ - إلى الناس - ﴿ إِلَّا رِجَالًا ﴾ أي بَشراً مِن جِنسهم (وهذا إبطالٌ لإِنكارهم أن يكون الرسول رجلاً من الناس)، وهؤلاء الرُسُل ﴿ نُوحِي إِلَيْهِمْ ﴾: أي نُنَزِّل عليهم وَحْيَنا، ونَختارهم ﴿ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ﴾: أي مِن أهل المُدُن - وليس من أهل البادية (الصحراء) - وذلك لأنّ أهل المُدُن هم أقدَرُ الناس على فَهم الرسالة وتبليغها، ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا ﴾ - أي هؤلاء المُكذبون بالعذاب -، ألم يَمشوا ﴿ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ من المُكذبين وما نَزَلَ بهم من الهلاك؟، ﴿ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ ﴾ أي: ولَنعيم الدار الآخرة ﴿ خَيْرٌ ﴾ من الدنيا وما فيها ﴿ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾ ربهم، ففعلوا أوامره واجتنبوا معاصيه، ﴿ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾: يعني أفلا تتفكرون بعقولكم - أيها المشركون - في هذا القرآن الذي يُتلى عليكم - وفيما تشاهدونه من الآيات الكونية - فتؤمنوا بقدرة اللهِ على البعث وتُوَحِّدُوه في عبادته؟

 

♦ ولا تستعجل أيها الرسول النصر على المُكذبين، فإنّ الرُسُل الذين مِن قبلك كان يَتأخر عليهم النصر - اختباراً لإيمان أتْباعهم وتَخليصاً لهم من المنافقين - ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ ﴾: أي حتى إذا يَئِسَ الرُسُل من إجابة قومهم ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾: أي وأيقنوا أنّ قومهم قد كَذَّبوهم وأنه لا أمَلَ في إيمانهم: ﴿ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ﴾ عند شدة الكَرب، ﴿ فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ﴾: أي فنُنجي الرُسُل وأتْباعهم - كما قال تعالى: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ - ﴿ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا ﴾ أي عذابنا الشديد ﴿ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ الذين تجرَّأوا على اللهِ تعالى وكذَّبوا رسله (وفي هذا تصبير للنبي صلى الله عليه وسلم على إيذاء قومه له).

 

الآية 111: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ ﴾: أي لقد كان في قصص المُرسَلين - والعذاب الذي نزل بالمُكذبين - ﴿ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ أي لأهل العقول السليمة، ﴿ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ﴾: أي ما كان هذا القرآن حديثًا مَكذوبًا (لأنه لا يَقدِرُ أحدٌ من الخَلق أن يأتي بمِثله، فهو الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)، ﴿ وَلَكِنْ ﴾ اللهُ تعالى أنزله رحمةً للعالمين، وحُجَّةَ على العباد أجمعين، وجَعَله ﴿ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾: أي جَعَله مُوافقاً للكتب التي أنزلها على أنبيائه (مُصَدِّقًا لِمَا فيها مِن صِحَّة، ومُبَيِّنًا لِمَا فيها من تحريف) ﴿ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾: أي وبَيانًا لكل ما يَحتاج إليه العباد مِن تحليلٍ وتحريم، وغير ذلك من الإخبارات الصادقة، ﴿ وَهُدًى ﴾: أي إرشادًا من الضلال ﴿ وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾: أي ورحمة لأهل الإيمان به، فتَهتدي به قلوبهم، ويَسعدون - بتلاوته والعمل به - في الدنيا والآخرة.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: "أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة إبراهيم

مختارات من الشبكة

  • تفسير الربع الأخير من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأعراف بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنعام بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة المائدة بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة النساء بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة آل عمران بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة البقرة بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
8- الشكر لكل من كتب
رامي حنفي - مصر 28-06-2016 05:08 PM

جزاكم الله خيرا على هذه الردود الجميلة كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير للإخوة الكرام القائمين على الموقع

7- تفسير واضح وماتع
حازم - مكة المكرمة 24-06-2016 05:47 PM

الأسلوب يشد القارئ إلى آخر سطر

6- دعوة
حمزة - مصر 22-06-2016 08:54 PM

أسأل الله أن يكتب القبول لهذا التفسير كما كتبه سبحانه للتفاسير التي اعتمدت عليها

5- تفسير القرآن الكريم
Ahmed - Egypt 21-06-2016 04:42 PM

أشكر كل من ساهم في هذا العمل العظيم وجعله الله في ميزان حسناتهم

4- دعاء
ام عماد - مصر 20-06-2016 04:37 PM

أسأل الله أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين

3- أسهل تفسير
هاني - مكة المكرمة 20-06-2016 04:32 PM

هذا أسهل تفسير قرأته حتى الآن

2- شكر
منال - مصر 20-06-2016 01:41 AM

جزاكم الله خيرا على هذا التبسيط الجميل

1- بارك الله فيكم
محمد زكي - مصر 18-06-2016 02:12 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز رامي حنفي
بارك الله لك فى ما تبذله من جهد لإيضاح القراآن بصورة سهلة ومبسطة وتيسير ما يصعب على عامة المسلمين
جعله الله في ميزان حسناتك وجعل مثواك الفردوس الأعلى

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب