• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

عقاب الكافرين يوم القيامة

سجاد أحمد بن محمد أفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/11/2015 ميلادي - 6/2/1437 هجري

الزيارات: 601532

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عقاب الكافرين يوم القيامة


لقد أخبرنا المولى عز وجل في كتابه الكريم وعلى لسان الرسول صلى الله عليه وسلم بأن النار هي مثوى الكافرين بالله والمستكبرين عن طاعته وعبادته وأنها منازل دركات تتناسب مع مستوى الإجرام والمعصية بمقتضى العدل الإلهي.

 

والقرآن الكريم قد أكثر من ذكر النار وأوصافها وبيان ما فيها من ألوان العذاب وأشكاله حتى لا تكاد تخلو سورة من سور القرآن من الحديث عن العقاب الذي سوف يصيب الكفار والعصاة في النار. ولقد فصل الله تعالى في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أهوال النار وعذاب أهلها وما يقاسون فيها من شدة العذاب في كثير من الآيات.

 

يخبرنا الله تعالى في كثير من الآيات بأن النار مثوى الكفار والعصاة والمتكبرين وإليها مآلهم ومرجعهم كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ﴾ [1]، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾[2]، أي قرارهم فيها وبئس المقر جهنم وقال تعالى: ﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾[3]. والله عز وجل جعل النار دركات، كما جعل الجنة درجات، جعلها دركات مختلفة في الجحيم والعذاب، فمنها: سقر، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾[4]. ومنها الحطمة، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴾[5]. ومنها لظى، قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى ﴾[6]، ومنها الهاوية، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾[7]. ومنها جهنم، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾[8].

 

وكل اسم من هذه الأسماء فيه ترهيب وتخويف يقشعر منه القلب ويهتز لسماعه الفؤاد ويذوب منه الشعور والوجدان. وذلك لتخويف الطغاة والكفار.

 

وأخبرنا الله تعالى بأن لها سبعة أبواب، يدخل منها أصحاب السيئات على قدر سيئاتهم، وكل إنسان عاص يدخل من باب بحسب عمله قال تعالى: ﴿ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾[9] وقال قتادة «وهي والله منازل بأعمالهم»[10]، فإذا استقر أهل النار فيها كل في دركه الذي يناسب عمله وكسبه، ذاقوا حرها ونالوا وبالها وقاسوا شدتها ونكالها.

 

النعم وألوان الخير التي يحرم منها أهل النار:

ولقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم عن النعم وألوان الخير التي يسلبها الله تعالى ويحرمها على أهل النار.

 

منها حبوط أعمالهم: قال تعالى: ﴿ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[11]، كما قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾[12]، وحبوط الأعمال أي ذهاب أثرها وثوابها.

 

ومنها يأسهم من رحمة الله تعالى: يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[13]، أي يئسوا من ثواب الآخرة ونعيمها.

 

كما تسلب منهم نعمة مغفرة الذنوب: كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴾[14]، كما أن الله تعالى لا ينظر إليهم ولا يزكيهم يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[15].

 

كما يحرمون من النور يوم القيامة يقول الله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾[16]، فعندما يغشى الناس يوم القيامة ظلمة شديدة يعطى الله المؤمن نورا يستضيء به ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا. وهو المثل الذي ضربه الله في سورة النور بقوله: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾[17].

 

فهذا مثل ضربه الله للكافر يوم القيامة حيث يكون في ظلمات متراكمة ويحرم من نور الله بسبب أعماله.

 

بل يحرمون من كل ما يشتهون يقول الله تعالى: ﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ﴾ [18]، فإنه يحال بينهم وبين شهواتهم في الدنيا وبين ما طلبوه في الآخرة فمنعوا منه. والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تخبر وتنذر الكافرون والعصاة والمذنبين بما يصيبهم يوم القيامة من حرمان وخزي وخسران وغير ذلك.

 

ما يصيب أهل النار من عقوبات الذل والهوان:

فالقرآن الكريم يحدثنا عن الكفار أنهم يأتون يوم القيامة ذليلين ناكسي رؤوسهم، يقول تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾[19]، كما يقول تعالى: ﴿ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ﴾[20]، كما يأتون سود الوجوه تعلو وجوهم الغبرة والقترة يقول تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾[21]. عابسة كالحة يقول تعالى: ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴾[22]، تعلوها الظلمة والغبار. يقول تعالى: ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾[23]. كما أن الكافر إذا واجه أعماله السيئة يوم القيامة أصابته الحسرة والندامة وتمنى أن يباعد الله بينه وبين أعماله يقول تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾[24]. وعندئذ يدعون على أنفسهم بالويل والهلاك كما يخبرنا الله تعالى في قوله تعالى: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾[25]، كما يقول تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾[26]، أي عندما يشاهد أعماله حاضرة لديه معروضة عليه صغيرها وكبيرها، فمن شدة ما يلقى من العذاب ومن هول ما يرى ويبصر يتمنى أن يكون جمادا لم يصب حظاً من الحياة.

 

ويغشاهم الخزي والعار يقول تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴾[27]. ولسوف يعرضون أمام ربهم ويراهم الأشهاد ويشيرون إليهم باحتقار وسخرية.

 

وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾[28].

 

بل الأمر أشد وأفظع عليهم عندما يرون أن أبدانهم وحواسهم يشهدون عليهم يقول تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[29].

 

ويزيد همهم وغمهم عندما تنقطع الروابط والعلائق التي كانت تربطهم بأتباعهم أو بساداتهم، قال تعالى: ﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴾[30]، وعند ذلك يعضون على أصابعهم ندامة وحسرة. يقول الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾. وغير ذلك من الآيات القرآن الكريم.

 

تحيتهم بالتهكم والاستهزاء:

عندما يدخل الكفار والطغاة النار تسألهم خزنتها سؤال تقريع وتوبيخ. يخبرنا الله تعالى بذلك في قوله تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾[31] يقول أبو السعود: أي سيقوا إليها بالعنف والإهانة افواجاً متفرقة بعضها في أثر بعض مترتبة حسب ترتب طبقاتهم في الضلالة والشرارة[32]. ويقول ابن كثير: أي بمجرد وصولهم إليها فتحت لهم أبوابها سريعا لتعجل لهم العقوبة[33].

 

وهكذا يساق الأشقياء والكفرة والمنافقون إلى النار سوقاً عنيفاً بزجر وتهديد يدفعون دفعا إليها مع توبيخهم وتقريعهم كما يقول الله تعالى: ﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا * هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ﴾[34]، أي يدفعون إلى النار دفعا وتقول لهم الزبانية تقريعا وتوبيخا: ﴿ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾[35]، ﴿ اصْلَوْهَا ﴾ أي ادخلوها دخول من تغمره من جميع جهاته: ﴿ فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ﴾[36]، أي سواء صبرتم على عذابها ونكالها أم لم تصبروا لا محيد لكم عنها ولا خلاص لكم منها ﴿ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أي ولا يظلم الله أحدا بل يجازي كلا بعمله.

 

طعام أهل النار وشرابهم:

لقد صور القرآن الكريم طعام أهل النار بعبارات مختلفة تشير إلى بشاعته وشدته ما ينفر منه الطبع. فقال تعالى: ﴿ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾[37]، فشجرة الزقوم المشهورة بمراراتها هي طعام الكفار في جهنم ولقد وصف الله شجرة الزقوم وصفاً مرعباً بقوله: ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴾[38].

 

وليس أدل على قبح منظرها وبشاعة صورتها من قوله تعالى: ﴿ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا ﴾[39] قال ابن عباس رضي الله عنه: ينشب في الحلق فلا يدخل ولا يخرج. كما وصف الله تعالى بقوله: ﴿ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ﴾[40]. فكل ما ذكره الله تعالى من طعام وأكل الكفار في النار يدل على مدى بشاعته وكراهته وقبحه، مما ينفر النفوس منه ويجعلها تطلب كل وسيلة للفرار والبعد منه.

 

أما شراب أهل النار فقد ذكر الله تعالى في القرآن صوره بأنه يقطع الأمعاء ويذيب الأحشاء. قال تعالى: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴾[41].

 

قال أبو السعود: أخبر عنهم بأنهم لا يذوقون فيها شيئا ما من يرد وروح ينفس عنهم حر النار، ولا شراب يسكن من عطشهم ولكن يذوقون فيها حميما وغساقا. والغساق ما يسيل من صديدهم[42].

 

ووصف الله تعالى هذا الطعام أيضاً بقوله تعالى: ﴿ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾[43]، قال القرطبي: والغسلين هو صديد أهل النار السائل من جروحهم وفروجهم[44].

 

فكل ما ذكره الله من أوصاف شراب أهل النار يفيد أنه حار شديد الحرارة تذوب منه الأمعاء وتفتت منه الأعضاء فقد وصفه الله تعالى بقوله: ﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ ﴾[45]. قال الإمام الشوكاني: والمراد بالعين الآنية: المتناهية في الحر. ثم ذكر قول الواحدي بأنه قال: قال المفسرون لو وقعت منها نطفة على جبال الدنيا لذابت[46].

 

فهذا هو طعامهم إذا جاعوا، فإذا أكلوا منها التهبت أكبادهم عطشاً، وإن يستغيثوا يغاثو بماء كالمهل يشوي وجوههم حتى تتساقط لحومها، فإذا شربوه على كره وضرورة قطع أمعاءهم، ومزَّق جلودهم، وهذا شرابهم كالمهل في حرارته، وكالصديد في نتنه وخبثه، يضطر شاربه إلى شربه اضطراراً، يتجرعه ولا يكاد يسيغه، ويأتيه الموت من كل مكان، وما هو بميت، ومن ورائه عذاب غليظ.

 

ضرب الوجوه وسوادها:

إن أكرم ما في الإنسان وجهه، ولذلك نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه، ومن إهانة الله لأهل النار أنهم يحشرون في يوم القيامة على وجوههم عمياً وصما وبكماً ﴿ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴾[47]، ويلقون في النار على وجوههم ﴿ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[48].

 

وتلفح النار وجوههم وتغشاها أبداً، لا يجدون حائلا بينهم وبينها ﴿ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ ﴾[49]، ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾[50]، ﴿ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴾[51]، ﴿ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾[52]، ﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴾[53]، وهكذا يقلب الله تعال وجوههم في النار. ثم يسحب الكفار في النار على وجوههم ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ﴾[54]. ويزيد من آلامهم لما يسود الله في الدار الآخرة وجوه أهل النار ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾[55]، وهو سواد شديد، كأنما حلت ظلمة الليل في وجوههم ﴿ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾[56].

 

العذاب يحيط بجميع أجزاء الجسد:

فقد أخبرنا الله تعالى في آيات كثيرة بهول ما يصيب الكافر والعاصي في النار فبين أن العذاب يغشاه من رأسه إلى قدميه لا يترك جزئية من جزئيات جسمه إلا أصابها. فالعذاب يصب من فوق رؤوسهم كما يقول تعالى: ﴿ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ﴾[57] ويصيب وجوهم كما قال تعالى: ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾[58]، بل أن العذاب يصيب جباههم وجنوبهم وظهورهم كما في قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾[59]، بل يغطيهم العذاب من جميع مناحي أجسامهم يقول تعالى: ﴿ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[60]، كما قال تعالى: ﴿ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾[61]، فالنار تغشاهم وتغطيهم من سائر جهاهتهم وهذا أبلغ في العذاب الحسي. وكلما احترقت جلود الكفار كلما احترقت وزالت من النار يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾[62]. فكلما أكلت النار جلود الكفار أبدلهم الله تعالى جلوداً غيرها كي يستمر الألم بلا انقطاع ويذوقوا العذاب الأليم بدون توقف.

 

وبالجملة فإن عذاب جهنم وشدته يحيط بالكافرين والمجرمين من جميع الجهات فيعذبون ظاهراً وباطناً يشملهم العذاب من كل جوانب كما يقول تعالى ﴿ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾[63].

 

سعة جهنم وخزنتها:

إن الله عز وجل يعذب الكفار والعصاة بأنواع من العذاب ومنها الضيق في جهنم وهو يشمل ظواهرهم وبواطنهم، وقد اجتمعت عليهم ألوان العذاب فنفوسهم ضيقة حيث قال تعالى: ﴿ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾ [64]، فهم ملقون في أضيق الأماكن، وقد كانوا في الدنيا ينحتون من الجبال القصور فرحين بها، فما أحوجهم يوم القيامة إلى شبر من الأرض يعبدون الله فيه فينجون من ذلك الضيق وذلك العذاب. قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾[65].

 

وجهنم مع ما يحصل لأهلها من الضيق، فهي واسعة ضخمة، يدل على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ سمع وجبة (أي سقطة) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً، فهو يهوي في النار إلى الآن حتى انتهى في قعرها»[66].

 

ومما يدل على سعة النار وعظمها كثرة الداخلين إليها على ما هم عليه من ضخامة الجسم وعظم الهيئة، وكذلك قذف الشمس والقمر فيها على ضخامة الشمس وسعة القمر.

 

فهي واسعة عظيمة، كبيرة مهولة، ومع ذلك يجد فيها المجرمون من الضيق والحبس، ما يعضون عليه الأنامل من ندم التفريط في الدنيا، عن عائشة رضي الله عنه أنها: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: ﴿ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾[67]، قالت: فأين الناس يومئذ؟ قال: على جسر جهنم»[68]، فأين ما جمعوا في الدنيا وهم على جسرها العظيم، ينتظرون نتيجة المصير.

 

ومما يدل على سعة جهنم كثرة الملائكة الذين يأتون بها يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها»[69]، وقال الله عز وجل: ﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ ﴾[70]، وهذا ما يدل على عظمها وأنها تسع الكفار والمجرمين والعصاة.

 

أما خزنتها، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[71]، فخزنة جهنم موصوفون بالغلظة والشدة، لما لمناسبة هاتين الصفتين لمكان العذاب، فهم غلاظ على الكفار شداد عليهم، فلا يغلبون ولا يقهرون ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وقد ذكر الله عز وجل عددهم فتنة للمنافقين والكفار فقال سبحانه: ﴿ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾[72]، وقد افتتن المنافقون بذلك فظنوا أنهم قادرون على هذا العدد القليل، فأعقب الله جل وعلا الآية بقوله: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾[73].

 

حسرة أهل النار وندامتهم:

عندما يرى الكفار النار يندمون أشد الندم، كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾[74]، وعندما يطلع الكافر على صحيفة أعماله، فيرى كفره وشركه الذي يؤهله للخلود في النار، فإنه يدعو بالثبور والهلاك ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾[75] ويتكرر دعاؤهم بالويل والهلاك عندما يلقون في النار، ويصلون حرها: ﴿ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ﴾[76]، وهم في ذلك الوقت يعترفون بضلالهم وكفرهم: ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾[77]، ﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ * ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴾[78]، ولكن طلبهم يرفض بشدة، ويجابون بما تستحق أن تجاب به الأنعام: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾[79]. ويتوجه أهل النار بعد ذلك بالنداء إلى خزنة النار، يطلبون منهم أن يشفعوا لهم كي يخفف الله عنهم العذاب: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾[80]، وعند ذلك يسألون الشفاعة كي يهلكهم ربهم: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾[81]، إنه الرفض لكل ما يطلبون، لا خروج من النار، ولا تخفيف من عذابها، ولا إهلاك، بل هو العذاب الأبدي، ويقال لهم آن ذلك: ﴿ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[82].هناك يشتد نحيبهم وتفيض دموعهم، ويطول بكاؤهم: قال تعالى: ﴿ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾[83]، إنهام يبكون حتى تنقطع الدموع، ثم يبكون دما، وتؤثر دموعهم في وجوههم كما يؤثر السيل في الصخر، لقد خسر هؤلاء الظالمون أنفسهم وأهليهم عندما استحبوا الكفر على الإيمان.

 

الخلود في النار:

أخبرنا الله تعالى في كثير من الآيات بأن النار عذابها مقيم وأن أهلها لا يخرجون منها، وأنها خالدة باقية، والأدلة القرآنية التي تقطع وتثبت بأبدية النار وخلودها ودوام أهلها فيها كثيرة جداً نذكر منها البعض، قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾[84] وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴾[85]. كما أخبر الله تعالى بأنهم خالدون في العذاب أبداً وصرح سبحانه وأكد بأبدية أهل النار في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾[86]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾[87].

 

يقول الراغب: «والأبد عبارة عن مدة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان»[88].

 

كما أكذب الله تعالى اليهود في زعمهم بأن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة، بقوله تعالى:

﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾[89] ومما يؤكد خلود الكافرين في النار وأبديتهم فيها قوله تعالى: ﴿ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾[90]، وقال تعالى: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾[91].

 

فهذه الآيات من كتاب الله فيها التصريح بالبقاء في العذاب وذكر الخلود، وتأكيد هذا الخلود بالتأييد. كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾[92]. ففي هذه الآية أخبر تبارك وتعالى بعدم خروجهم من النار، مؤكداً ذلك بأن العذاب مقيم ودائم معهم. قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾[93]. وكما قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾[94]، وغير ذلك مما يفيد القطع بدوام عذاب النار بالنسبة للكفار والمشركين. لذا ثبت من كل هذه الأدلة خلود أهل النار فيها، الذين لا يرحلون ولا يبيدون وهم الكفرة والمشركون. هذا بالنسبة للكفار والمشركين.

 

أما العصاة من الموحدين يدخلون الجنة في آخر أمرهم، كما ثبت في الحديث بأن بعد ما يخرج من النار من كان يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً، ويدخلون الجنة، يأمر الله تعالى أن يؤتى بالموت على صورة كبش أملح، ويجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت. ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح. ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت»[95].

 

فالنار خالدة لا تفنى ولا تبيد، ونقل ابن حزم اتفاق الأمة على ذلك، فقد جاء في كتابه «الفصل في الملل» قوله: «اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان وأبا الهذيل العلاف، وقوماً من الروافض»[96].

 

هذا مذهب أهل السنة والجماعة أن النار خالدة لا تبيد، وأهلها فيها خالدون، ولا يخرج منها إلا عصاة الموحدين، أما الكفرة والمشركون فهم فيها خالدون. كما قرر ذلك أهل السنة في مصنفات العقائد، والنصوص الدالة على خلود النار كثيرة جداً، كما ذكرنا بعض منها آنفاً.

 

لقد أطال القرآن في تبيان جرائم الخالدين الذين استحقوا بها الخلود في النيران، ونحن نذكر هنا أهمها:

1 - الكفر والشرك: فقد أخبرنا الحق تبارك وتعالى أن الذين كفروا ينادون عندما يكونون في النار. فيقال لهم: إن مقت الله لكم أعظم من مقتكم أنفسكم بسبب كفركم بالإيمان، ثم بين أن خلودهم في النار إنما هو بسبب كفرهم وشركهم ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ * ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾[97].

 

2 - عدم القيام بالتكاليف الشرعية مع التكذيب بيوم الدين وترك الإلتزام بالضوابط الشرعية وعدم تحمل المسؤوليات، فقد أخبرنا الحق تبارك وتعالى أن أهل الجنة يسألون أهل النار قائلين: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾، فيجيبون قائلين: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾[98].



[1] سورة النبأ. آية 21، 22.

[2]سورة إبراهيم. آية 28.

[3]سورة التوبة. آية 95.

[4]سورة المدثر. آية 27 - 30.

[5]سورة الهمزة. آية 5 - 9.

[6]سورة المعارج. آية 15 - 18.

[7]سورة القارعة. آية 8 - 11.

[8]سورة الحجر. آية 43.

[9]تفسير القرآن العظيم، لإبن كثير، ص: 1047.

[10]سورة البقرة. آية 217.

[11] سورة الكهف. آية 105.

[12]سورة العنكبوت. آية 23.

[13]سورة النساء. آية 168.

[14]سورة آل عمران. آية 77.

[15]سورة الحديد. آية 13.

[16]سورة النور. آية 40.

[17]سورة سبأ. آية 54.

[18]سورة السجدة. آية 12.

[19] سورة إبراهيم. آية 43.

[20]سورة الزمر. آية 60.

[21]سورة القيامة. آية 24.

[22]سورة عبس. آية 40، 41.

[23]سورة آل عمران. آية 30.

[24]سورة الكهف. آية 49.

[25]سورة النبأ. آية 40.

[26]سورة الأنعام. آية 124.

[27] سورة هود. آية 18.

[28]سورة النور. آية 24.

[29]سورة البقرة. آية 166.

[30] سورة الفرقان. آية 27 - 29.

[31]سورة الزمر. آية 71، 72.

[32]إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، لأبي سعود، 7/263، ط: الرابعة 1414هـ، 1994م، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

[33]تفسير القرآن العظيم، لإبن كثير، ص: 1630.

[34]سورة الطور. آية 13 - 16.

[35]سورة الطور. آية 14.

[36]سورة الطور. آية 16.

[37]سورة الدخان. آية 43 - 46.

[38]سورة الصافات. آية 62 - 66.

[39]سورة المزمل. آية 13.

[40]سورة الحافة. آية 36.

[41]سورة النبأ. آية 24، 25.

[42]إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، لأبي سعود، 9/91.

[43]سورة الحاقة. آية 36، 37.

[44]الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 18/273.

[45]سورة الغاشية. آية 5.

[46]فتح القدير، لإمام الشوكاني، ص: 1893.

[47] سورة الإسراء. آية 97.

[48]سورة النمل. آية 90.

[49]سورة الأنبياء. آية 39.

[50]سورة المؤمنون. آية 104.

[51]سورة إبراهيم. آية 50.

[52]سورة الزمر. آية 24.

[53]سورة الأحزاب. آية 66.

[54]سورة القمر. آية 47، 48.

[55]سورة آل عمران. آية 106.

[56]سورة يونس. آية 27.

[57]سورة الدخان. آية 48.

[58]سورة المؤمنون. آية 104.

[59] سورة التوبة. آية 35.

[60] سورة العنكبوت. آية 55.

[61]سورة الزمر. 16.

[62]سورة النساء. آية 56.

[63]سورة الأعراف. آية 41.

[64]سورة الفرقان. آية 13.

[65]سورة المطففين. آية 7.

[66]أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: جهنم أعانا الله منها، ص: 1234، رقم الحديث: 31.

[67] سورة الزمر. آية 67.

[68]أخرج هالترمذي في سننه، تفسير القرآن، سورة الزمر ﴿ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ ﴾ [الزمر: 67] ص: 737، رقم الحديث: 3241.

[69]أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: جهنم أعاذنا الله منها، ص: 1234، رقم الحديث: 29.

[70]سورة الفجر. آية 23.

[71]سورة التحريم. آية 6.

[72]سورة المدثر. آية 26 - 30.

[73]سورة المدثر. آية 31.

[74]سورة يونس. آية 54.

[75]سورة الإنشقاق. آية 10 - 12.

[76] سورة الفرقان. آية 13، 14.

[77]سورة الملك. آية 10، 11.

[78]سورة غافر. آية 11.

[79]سورة المؤمنون. آية 106 - 108.

[80]سورة غافر. آية 49، 50.

[81]سورة الزخرف. آية 77.

[82]سورة الطور. آية 16.

[83]سورة التوبة. آية 82.

[84] سورة المائدة. آية 37.

[85]سورة الزخرف. آية 74، 75.

[86]سورة النساء. آية 168، 169.

[87]سورة الجن. آية 23.

[88]المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني، ص: 17.

[89]سورة البقرة. 80، 81.

[90]سورة النساء. آية 169.

[91]سورة الأحزاب آية. 65.

[92]سورة البقرة. آية 167.

[93]سورة فصلت. آية 28.

[94]سورة هود. آية 106، 107.

[95]أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، ص: 1237، رقم الحديث: 40.

[96]الفصل والملل والأهواء والنحل، لإبن حزم، الكلام في بقاء أهل الجنة والنار أبدا، ص: 4/83.

[97]سورة الغافر. آية 10 - 12.

[98] سورة المدثر. آية 42 - 47.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أهوال وأحوال يوم القيامة
  • من أهوال يوم القيامة
  • تذكروا يوم القيامة
  • الإيمان بالحساب يوم القيامة
  • الخاسرون يوم القيامة (خطبة)
  • كيفية البعث يوم القيامة
  • كيد الكافرين (خطبة)
  • خطبة عن أهوال يوم القيامة
  • أحوال الناس يوم القيامة (خطبة)
  • الإيمان بأحوال السماوات وتغيراتها يوم القيامة (خطبة)
  • فضائل القرآن يوم القيامة
  • حكم تجنس الكافر بجنسية دولة مسلمة

مختارات من الشبكة

  • الإيمان بالجزاء والعقاب يوم القيامة وأثره في بناء الإنسان: خاطرة عابرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عقاب الطلاق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ضوابط تنفيذ العقاب في الفقه الإسلامي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وقفات حول آية: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء في العقاب التربوي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مساوئ الإخلال بالثواب والعقاب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • معركة العقاب(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • تفسير: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العقاب والتعزير بدفع المال(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • عقاب من يمنع الزكاة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب