• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

شرح أصول السنة للإمام الحميدي (1)

شرح أصول السنة للإمام الحميدي (1)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/3/2014 ميلادي - 13/5/1435 هجري

الزيارات: 32163

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفريغ دورة

شرح أصول السنة للإمام الحميدي (1)


"الدرس الأول"

المقدمة:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم وأقتفى أثرهم إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد.

 

فهذه أول المجالس العلمية في مذاكرة رسالة أصول السنة للإمام الحافظ أبي بكر عبدالله بن الزبير الحميدي القرشي الأسدي شيخ الإمام البخاري وتلميذ الإمام سفيان بن عيينة المكي رحمهم الله وعلماء المسلمين أجمعين.

 

سبب كون هذا المتن مختصرًا:

ألف الإمام معلوم أن الحافظ الحميدي من العلماء المتقدمين فهو في طبقة الإمام أحمد وإن كان أعلى من الإمام أحمد في رتبة الوفاة فالإمام أحمد توفى في سنة 241 والحميدي في سنة 217 وقيل سنة 219 والظاهر أنها 219. ووفيات الأئمة مهمة لأهل الرواية لاعتبار محل اللقاء بين التلميذ وشيخه ولهذا يعني العلماء بتأريخ الوفيات كنا يعنون بتأريخ الولادة لتحقيق محل اللقاء بين الشيخ وتلميذه هذه الرسائل من الإمام الحميدي وطبقته يلاحظ إنها مختصرة إذ العلماء لم يعهدوا التأليف في العقيدة استقلالاً وإنما كانوا يؤلفون فيها مع الشريعة عموماً كما صنفه الإمام مالك بن أنس الموطأ، مع العلم أن الموطآت كثيرة لكن وهذا - والله أعلم - لنية الإمام مالك والنية لها أثر عظيم في حصول النفع بالعلم وأثره على الناس من بعده وهذا يلاحظ في أئمة الإسلام فمالك - رحمه الله - من القرن الثاني وهو إلى الآن يدعى له وينتفع بموطئه سواء اتباع مذهبه من المالكية أو من غيرهم وإلا فالذين ألفوا في الموطآت كثيرون والذين آلفَّو في الصحاح والسنن والمسانيد كثيرون، فيا لله كم جعل الله للبخاري من البركة في صحيحه، وهذا العالم الجهبذ الإمام النووي- رحمه الله - الذي قيل في وفاته أنه توفى وهو ابن 43 سنة فلا يسمى طالب العلم حتى تكون في صدره الأربعين النووية وكتاب رياض الصالحين ما زال يقرأ في مساجد المسلمين وفي مجالسهم، والأذكار له؛ أصل في هذا الباب وإن أتيت إلى المطولات فهذا شرحه على مسلم مع أن الشراح لصحيح مسلم كثيرون ولكن يا لله كم جعل الله البركة والنفع العظيم والعميم لشرح النووي مع أنه تعليق بالنسبة إلى غيره من الشروح، وإذا جئت إلى كتب الخلاف العالي فهذا المجموع شرح المهذب وهو عمدة بس فقط عند الشافعية وإنما حتى عند أتباع المذاهب الأخرى. وهذا له سبب وله سر وهو يدور - والله أعلم - على النية وما وقر في القلب وهذا ما يؤكد في العلم بأن العلم عبادة طويلة في طلبه وفي تحصيله وفي بذله هو اطول عبادة فالصلاة تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، والجهاد كذلك عبادة ليست بالطويلة كالعلم. فالعلم من حين أن تبدأ إلى أن تموت وبالتالي صار العلم أطول العبادات وكلما كان الواقع كذلك احتاج الأمر إلى تجريد هذه النية وإلى تحقيقها لله سبحانه وتعالى. وكان شيخنا محمد بن عثيمين - رحمه الله - يتعجب من هذا النفع العظيم من علم النووي وانتفاع الناس بعلومه وكان يرجع ذلك - في كلامنا معه - إلى أن النية حركت هذا وجعلت هذا الأثر وكلامه -رحمه الله- في محله متجه وقد نص عليه في شرحه للأربعين النووية في أوله وأحسب أن الشيخ نال من ذلك بنصيب حتى نفع الله طلاب هذا الزمان بعلومه وتقريراته وتفصيلاته وأكثرهم لم يره.

 

ومما ذكروا في شأن النووي - وتراجم العلماء مهمة لكم يا طلاب العلم خصوصًا المعاصرين لقربهم الزماني والمكاني فهي تبعث الهمة على التحصيل وتجعل الانسان يتمنى أن يترقى في درجات العلم عند الله سبحانه تعالى وتهذبه في نفسه لأن البواعث والنوايا في التحصيل كثيرة، وبعض من الناس يتعلم العلم حتى يبز أقرانه أو يستطيل على أهل زمانه أو حتى يغلب مخالفيه في الخصومات وهذا من الدغل والزغل الذي يقع عند طلاب العلم وهنا يأتي دور النية وهنا تتحقق مسألة التوحيد، وصدق الانتساب الصحيح إلى السلفية من باب الدعوى إلى باب التحقيق والعمل فيما بينك وبين الله مما ذكروا في ترجمة النووي أنه كان لا يأكل من طعام دمشق ولا من انتاج مزارعها لأنها أرض خراج وهذا أمر يحقق أمر ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى.

 

ولما كان الكلام ابتداءً وانتهاءً وتأصيلًا وتفريغًا في أمر النية فقد بدأ الإمام أبو عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري في صحيحه بقوله: حدثنا الحميديُّ أبوبكر عبدالله بن الزبير قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا يحي بن سعيد الانصاري والمشينة بين العلماء في الاسم والنسبة يتميز بالتلاميذ وبالشيوخ قال سمعت إبراهيم التيمي يحدث عن علقمة بن وقاص الليثي قال سمعت أمير المؤمنين أبا حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحدث من على منبر النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"[1] هذا الحديث بدأ به البخاري صحيحه وبدأ به النووي أربعينه، وبدأ به أهل العلم في مجالسهم في التحصيل، كل ذلك للتحقق - يا رعاك الله - نيتك ومقصدك لمن؟ ومبتغاك لمن؟ ونرجو ثواب من؟ لأن أعظم ما يرد من القوادح في العلم طلب العلم لغير الله، ليقال عالم، ليتني عليه، ليمدح، فهذا وامثاله من أول من تسعر بهم النار كما جاء في الصحيحين "أول من تسعر بهم النار رجل تعلم العلم ليقال عالم، وفي لفظ قرأ القرآن ليقال قارئ".

 

موضوع النية موضوع مهم، أنواع النية: والنية في هذا الصدد نيتان:

1- نية المعمول له: وهي الأولى فإن كان المعمول له لله فهذا التوحيد تعمل لله تطلب العلم لله، تتصدق لله، تجاهد لله، تصلي لله، تصوم لله، هذا توحيد وإن كان لغير الله فليس عندك شيء لأنك أشركت مع الله غيره في هذه النية إما بشرك أصغر كيسير الرياء أو بشرك أكبر ككثيره، أو في أصل مقصده، هذا أعظم ما يتعلق بنية المعمول له.

 

2- والنية الأخرى هي نية تمييز العبادة، فإذا صليت مثلًا هل صلاتك فرض أم نفل؟ فماذا يميزهًا؟ النية، هذا الفرض أي الفروض؟ صلاة الظهر أم العصر أم العشاء؟ فصورة العبادة واحدها كلها أربع ركعات لكن النية هي التي تمييز هذه العبادة، كذلك في صيامك في حجك في عمرتك في زكاتك في برك نيتك تميز هذه العبادة هل هي فرض أم نافلة، ثم هذا الفرض وهذه النافلة ما هي النية المحددة فيها إذن محركها والبوصلة فيها هي النية.

 

تعريف الإمام الحميدي:

يقول الإمام أحمد وهو من كلام الأقران الذين أرادوا ما عند الله ولا الظهور ولا البروز على ظهور الناس - يقول الإمام أحمد في الحميدي: (أبوبكر الحميدي أمام عندنا - أي أهل السنة - ولم يحصل هنا ما يحصل بين الأقران من الغيرة التي تبعث على الحسد والحقد والشنآن).

 

الحميدي- رحمه الله - شيخ البخاري وقد أخذ عنه حديث سفيان ابن عيينة لأن الحميدي مكي وشيخه سفيان بن عيينة مكي إذن فاثبت الناس في سفيان أبو بكر الحميدي والحميدي لزم سفيان في جميع علومه.

 

يقول الحاكم أبي عبدالله بن البِّيع صاحب المستدرك على الصحيحين: كان الإمام البخاري إذا وجد الحديث عند شيخه أبو بكر الحميدي لم يعده إلى غيره فهذا يبين جلالة الحميدي وعظم منزلته.

 

ثم ذكروا عن الحميدي أنه خرج مع سفيان ولا زمه سفيان بن عيينة وحج حجات كثيرة لأنه من أهل مكة. وقد بلغت حجاته السبعين حجة وكان يسمع منه طلابه وهو في صعيد عرفة اللهم لا تجعله آخر العهد بهذا المكان إلا في حجة آخر حجة حجها فلما سألها أصحابه لما لم تقل يا أبي عبدالله اللهم لا تجعله آخر العهد بهذا المكان قال: إني استحيت من ربي فتوفي في تلك السنة.

 

يقولون في سنة من سنوات حج سفيان حج الحميدي وسمع الناس يصطرخون في عرفة يلهجون إلى الله بالدعاء و يجتهدون بالضراعة ويبكون فقال وهو إمام الحرم: أترون لو أن هؤلاء وقفوا على باب تاجر من تجار الدنيا يطلبونه دانقًا، أتراه يعطيه لهم؟ قالوا: نعم يا إمام قال: والله للدنيا ما تسوى عند الله دانقا وأن الله جل وعلا سيعطي هؤلاء سؤلهم. وهذا يدخل في باب حسن الظن بالله وهي من كمالات ودرجات حسن الظن بالله.

 

تنبيه:

هذا الزمان طلاب العلم يحتاجون فيه إلى الأدب أعظم من حاجتهم فيه إلى العلم المعلومات تحصل لكن الأدب والسلوك - الأدب مع الله ومع العلماء ومع الأقران فطلاب العلم أعظم حاجة إلى الأدب في هذا الزمان الذي صارت فيه البضاعة الرائجة بين الناس قال فلان وقال علان أو فلان فيه، وفلان فيه، والذي يسمى في أوساط طلاب العلم بالتجريح والتجريح.

 

أسباب الاهواء:

وأعظم اسباب بلية التجريح بغير علم إنما بهوى:

1- قلة التوحيد في القلب، وإن زعم أهلها أنه أهل توحيد وأهل سنة.

 

2- ومن اسبابها اتباع الهوى الذي ظنه هو وامثاله دينًا والله جلا وعلا قرر لنا ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾ [2].

 

3- الغيرة والشنآن وسخم الصدر.

 

4- أنه لما تبَّلد في تحصيل العلم وكان كسولًا وضعف، أراد أن يعوض هذه البلادة وقلة العناية بالعلم بالكلام في الناس تجريحًا وتجريحًا فجعلها معوّضة لكسله في العلم، معوضه لبلادته في التحصيل والحفظ والمدارسة والمذاكرة والرحلة إلى أهله العلم، فيعوض بهذا جهله ليتصدر أمام أقرانه وأمام الناس ولهذا ربي يعلم هذا من نيته ويمهله لعله ينوب أو يؤوب أو يرجع لقد رأيت هذه البضاعة وفرح بها ابليس وملؤه من الأنس والجن يصرف هؤلاء من العلم إلى القيل والقال الذي يضرهم ولا ينفعهم والأسباب عديدة، وفيما ذكر كفاية.

 

أمور مهمة لطالب العلم اكثر من حاجته لطلب العلم:

1- الأدب.
2- حسن السمت.
3- السلوك.
4- علم ضروري.
5- علم مكمل للضروري.

 

العلم قسمان:

العلم الضروري كعلم العقيدة التي تعتقدها من حق الله في حق الرسول في الغيبات علم أداء فرائض الله، والعلم الضروري لا بد من تعلمه والاتيان به ولذلك يقسمون العلم بعد ذلك إلى قسمين:

فرض عين وفرض كفائي، والفرض العيني لا يعذر بتركه أحد ممن ملك الأدوات والآلات لتحصيله، والعلم الكفائي يتعين على فئة من الناس وهم أهل العلم وتحصيل بقية الناس له من باب تحصيل المستحبات، وإن تركوه جميعًا لحقهم الأثم بتركهم الواجب الكفائي قال تعالى: ﴿ فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾[3]. أما علم العلم التفصيلي في مسائل العلم فهذا داخل في المستحبات بل هو مقدم على سائر النوافل، والقاعدة في هذا أن كل عبادة نفعها متعدٍ هي أزكى وأفضل لصاحبها من عبادة نفعها قاصر على صاحبها.

 

أفضل قيام الليل عبادة عظيمة وهو سنة مؤكدة، وآكد قيام الليل التراويح وقيام الليل أنواع ثلاثة:

1- الوتر وهو آكدها وأقل الوتر واحدة واكثره احدى عشرة ركعة.

 

2- التراويح وهي صلاة تصلى جماعة تصلى جماعة في رمضان خاصة وعلى هذا اتفاق أهل السنة وخالفهم الروافض قال القحطاني في النونية ما قال إن التراوح بدعة إلا الروافض شيعة الشيطان.

 

3- التهجد المطلق الذي لا حدَّ له ولا عد وهو يسمى بقيام الليل قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: " صلاة الليل مثنى مثنى) قوله: مثنى مثنى قيام الليل من أفضل القربات ولكن أفضل منه الاشتغال بالعلم لماذا؟ لأن نفع العلم متعد.

 

فأبو هريرة رضي الله عنه كان يسهر على ماذا؟ يتحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أوتر قبل أن تنام مع أن الوتر في آخر الليل أفضل.

 

ضاف الإمام الشافعي تلميذه أحمد في بغداد، فقرب الإمام أحمد إناء الماء إلى شيخه فلما قرب الفجر وجده ما تحرك فقال الإمام أحمد للشافعي: أتوضأت قال: ما زلت منذ تركتني البارحة وأنا أتأمل في حديث "يا أبا عمير ماذا فعل النقير" فاستخرجت منه مئة فائدة. إذن هذا أفضل لأن نفع العلم متعد.

 

والقاعدة في أن كل عبادة نفعها متعد هي أفضل من عبادة نفعها قاصر هذا في كمالات العبادات أما الفرائض فلا بد من الاتيان بها.

 

بداية الرسالة:-

قد يقول قائل أنت ما ذكرت السبب في أن هذه الرسالة مختصرة؟

الجواب: العلماء رحمهم الله ما كتبوا في العقيدة استقلالًا إلا لما وجد الباعث لذلك، وهو عندما أطلت البدع برؤوسها ونازعوا في أصولها، ذكر العلماء هذه المصنفات في أصول الاعتقاد بعدما كانوا يبثونها في كتبعهم المسندة، فالحميدي له هذه الرسالة والمزني صاحب الإمام الشافعي له مثلها والفريابي وعبد الله بن وهب القرشي وهو من معاصري الحميدي له كذلك رسالة في القدر والإمام أحمد له رسائل في السنة، وما زال العلماء هكذا إل أن صنفت المصنفات المستقلة في العقيدة تقريرًا أو شرحًا أو ردًا و أوائل المصنفات المطولة في العقيدة إنما جاءت على جهة الردود على أصول الأهواء والبدع كالسنة للإمام أحمد وخلق أفعال العباد للبخاري والسنة لابن أبي عاصم وكتابي عثمان بن سعيد الدارمي " الرد على الجهمية " والرد على بشر المريسي العنيد وعلى هذا المنوال فيما يعرف اصطلاحًا بمصنفات أصول السنة، أصول السنة يعني المتعلقة بأصول العقيدة والرد على المخالفين فيها.

 

المتن:

الإمام الحميدي أبوبكر عبد الله بن الزبيري الأسدي القرشي المكي يقول: السنة عندنا يعني عند أهل السنة عند أهل الحديث الذين هم الطائفة الناجية من الطوائف المتوعدة بالنار، ولذلك قال الإمام أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. وهم أهل الحديث لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشمول سنته هو عنايتهم وهجيراهم، وهو محل استقامتهم.

 

السنة لها عدة إطلاقات:-

1- السنة عند الفقهاء.

2- السنة عند المحدثين.

3- السنة عند الأصوليين.

4- السنة من باب الاعتقاد.

 

والسنة عند الفقهاء هي التي تسمى بالمستحب وهو ما أثيب فاعله ولم يعاقب تاركه أو ما جاء الأمر به والإرشاد إليه من غير إيجاب. على تنوع عبارات العلماء.

 

والسنة عند الأصوليين هي المصدر الثاني من مصادر التشريع، وهو أحد الأحكام التكليفية الخمسة، وهي الواجب والمندوب والمباح والمكروه والمحرم.

 

والسنة عند المحدثين: ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية.

 

السنة هاهنا في هذا المقام هي عند علماء العقيدة والمراد بالسنة هنا العقيدة والشريعة جميعًا، أي مقابل وقسيم البدعة، فتشمل عندئذ العقيدة في مسائلها وأصولها وتشمل أيضًا الشريعة ولهذا ألف الإمام أبوبكر بن الحسين الآجري كتاب الشريعة.

 

يقول الحميدي: السنة عندنا أن يؤمن الرجل...

الرجل هنا خرج مخرج الغالب وإلا أن يؤمن العبد.

 

• بالقدر خيره وشره حلوه ومره وليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ذلك كله قضاء من الله عزّ وجل.

 

هذا بدأ بالأصل السادس من أصول الإيمان، وأصول الإيمان خمسة إجمالًا وستة تفصيلًا.

 

خمسة إجمالًا كما جاء في آية البقرة ﴿ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ﴾ [4] الآية ولذلك يسميها ابن القيم وغيره بأصول الإيمان الخمسة. ومنها آخر البقرة (كل آمن بالله وملائكته...) الآية وهي تفصيلًا كما جاء في حديث جبريل المخرج في الصحيحين فإن صاحبا الصحيحين اتفقا على ما يتعلق بالإيمان. الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، وفي بعض الألفاظ، حلوه ومره من الله تعالى.

 

لماذا بدأ بالقدر؟

لأن القدر من المسائل العظيمة التي حصل فيها الاضطراب وحصل فيها الابتداع وحصل فيها الافتراق في تاريخ هذه الأمة.

 

في مسائل القدر افترقت فرقتان عظيمتان: القدرية المعتزلة والجبرية المرجئة.

 

ولأن القدر سر من أسرار الله من خاض فيه من غير علم ولا هدى ضل وزل، وأضل ّ وأزّل.

 

ولأن القدر يتعلق بأفعاله سبحانه، ولذل: تأملوا - رعاكم الله - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعد الفعل (تؤمن) إلا مع القدر حين قال: "الإيمان أن تؤمن" إلى آخر الحديث فكرر الفعل تؤمن مع القدر فقط تنويه إلى شأنه وأهميته وأيضًا لأن القدر يتعلق بالله سبحانه وتعالى فيقال قدر الله.

 

(السنة) أي الإيمان عندنا (أن يؤمن الرجل) والرجل خرج مخرج الغالب وهذا كثير يذكر في هذا الخطاب ويدخل فيه المؤنث بالتبع ﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾ يدخل فيه النساء. وكذلك إذا جاء شيء خاص بالنساء يخاطبن به ويدخل فيه الرجال بالتبع "لعن الله النامصة والمتنمصة" فالرجل يدخل من في النهي بالتبع.

 

يراد بالرجل: المكلف، وغير يدعى إليه بحسبه فالصغير يعلم والمجنون غير مكلف. وهنا لخطاب لأهل التكليف من الأنس والجن جميعًا.

 

متى يكون الإنسان مكلفًا؟

عندما يكون بالغًا عاقلًا.

 

علامات البلوغ عند الذكور:

1- انزال المني.

2- انبات شعر العانة.

3- أن يبلغ خمسة عشرة سنة.

وتزيد المرأة بعلامة رابعة وهي: نزول دم الحيض.

 

المكلف هو: البالغ العاقل: لحديث "رفع القلم عن ثلاث عن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم".

 

الإيمان بالقدر يتحصل بالإيمان بأربع مراتب يقول شيخ الإسلام في الواسطية الإيمان مرتبتان ولكل درجتان.

 

أما في التفصيل الإيمان بأربع مراتب:

المرتبة الأولي: الإيمان بعلم الله السابق لكل شيء قبل وقوعه فكل شيء صغير أو كبير فقد سبق به علم الله سبحانه وتعالى قبل أن يقع.

 

المرتبة الثانية: كل شيء مقدر فقد كتبه الله جل وعلا قبل وقوعه وقيل خلقه في اللوح المحفوظ.

 

دليل المرتبتين من القرآن: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [5].

 

وفي الحديث "أول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ربّ وما أكتب قال: أكتب كل شيء كائن إلى قيام الساعة فجرى القلم بما هو كائن إلى قيام الساعة وذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة".

 

المرتبة الثالثة: أن كل شيء مقدر قد شاءه الله وأراده كونًا، ولهذا المشيئة هي الإرادة الكونية، ولا تأتي المشيئة بمعنى الارادة الدينية الشرعية قال تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ﴾[6] قلا يقع في ملك الله مالم يشأه سبحانه أي كونًا وقدرًا وقد يقع في ملكه مالم يشأه شرعًا لكن لا نقول مالم يرده شرعًا، لأن المشيئة هي الارادة الكونية وتسمى الارادة العامة لأنها تعم الخلق كلهم وتسمى الارادة الشاملة.

 

والارادة الشاملة تقابلها الارادة الشرعية المتعلقة بشرعه فقط، وتسمى الإرادة الدينية وتسمى الارادة الخاصة لأنها لا تعم إلا المكلفين، وتسمى بالإرادة الأمرية لأنها متعلقة بأمره سبحانه.

 

الدليل على أنه إرادة الله شرعية ودينية قوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾[7] هذه إرادة الله الدينية.

 

قال تعالى في الأنعام: ﴿ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ﴾[8] في هذه الآية المراد الإرادة الكونية.

 

قاعدة:

إذا جاءت يريد بمعنى يقدر فالإرادة المقصودة هي الكونية.

 

وإذا جاءت يريد أو أراد بمعنى يحب فالإرادة المقصودة هي الشرعية.

 

مثال:

قال تعالى على لسان شعيب: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾[9] فالإرادة هنا ليست شرعية ولا كونية لأنها ليست إرادة الله بل إرادة شعيب.

 

الفروق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية:

1- الشرعية تتعلق بالشرع والكونية بالكون.

2- الشرعية خاصة بالمكلفين والكونية تعم الخلق.

3- الشرعية الأمرية تتعلق بأمر الله وتلك بعموم الخلف.

4- الدينية خاصة بدين الله والكونية شاملة.

 

المرتبة الثالثة:

الإيمان بأن كل شيء مقدر فالله خالق له لقوله جل وعلا: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾[10].

 

كل عمل يعمله المخلوق ينسب إلى الله لأن الله هو الذي خلقه. وكما في الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خالق كل صانع وصنعته".

 

فما يعمله العبد ينسب إلى الله لأن الله خلق العبد لكن الثواب والجزاء والنوال والعقاب يترتب على هذه الأعمال.

قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾.

 

وأن يعلم أن مال أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأهـ لم يكن ليصيبه.

 

ميزه  أهل السنة في مختصرات الاعتقاد أنه يصوغونها بألفاظ النصوص الواردة، فيجعلون النصوص عبر عن معتقداتهم لأنهم يدورون معها حيثما دارت. وهذا أثر جاء عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه حينما أوصى ابنه الوليد بن عبادة قال: "واعلم أن ما أخطاك لم يكن ليصيبك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك"، وكذلك جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنه "... واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإنهم لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".

 

تعلم: أي تعتقد المقصود العلم القلبي.

أن يعتقد أن ما أصابه من خير أو شر لم يكن ليخطئه وإنما هو مقدر من عند الله سبقت به كتابته وسبق به خلقه وإرادته.

 

وأن ما أخطاك من خير أو شر من نعيم من فضل من مال من ربع من منقب مع بذلك له وحرصك عليه ما كان ليصيبك لأن الله لم يقدره لك.

 

إذا استقر بذلك قلب المؤمن وعلمه علم اليقين إطمأنَّ ورضي بما قسم له يبذل العبد السبب لكن ليس على كل حال أن يحصل ما أراده من المسببات وهذا أصل عظيم لأن الأمور المقدرة لا تعلم أنها مقدرة حتى تقع فإذا وقعت علمت بقدرها.

 

على هذا الأصل العظيم ربّي الله العالمين. قال تعالى لمريم: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾[11] الله قادر أن يجني لها الرطب من غير هزَّ، لكن أراد أن يعلمها ويهذبها ويربيها على بذل السبب ولهذا قال الأول:

الم تر أن الله قال لمريم، وهزي إليك بجذع النخل تساقط الرطب
ولو شاء الله أن تجنيه من غير، جنته ولكل كل شيء له سبب

 

أصل: أن تبذل السبب وتتكل على الله في حصوله المسبب.

 

لذلك قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾[12]، فلا بد من فعل الاسباب وفعل الاسباب من الإيمان بالقدر، واهمال الاسباب قدح في العقل وقدح في الشرع، النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته لبس البيضة. وهي واقٍ للرأس من ضربات السيوف وطعنات الرماح ولبس لأمة الحرب وظاهر بين درعين كل هذا من اتخاذ الاسباب، والسبب قد حصل معه المسبب وقد لا يحصل.

 

وأن كل ذلك بقضاء الله وقدره.

 

قال العلماء: القضاء هو القدر وأن القدر هو القضاء من كمال الإيمان بالقدر أن تعلم أنك مخبر في أفعالك غير مسير عليها ولهذا يأتي السؤال المشهور: هل الانسان مسير أم مخير؟

الجواب: الانسان مخير فيما اختاره بإرادته مسير فيما وقع عليه من قدر.

 

الثواب والعقاب هل فيما وقع من قدر أم فيما اختاره بنفسه؟

الجواب: يكون على ما يختاره بنفسه.

 

أفعال العباد نوعان:

1- أفعال اضطرارية وهذه لا ثواب فيها ولا عقاب.

2- أفعال اختيارية وهذا محل الثواب والعقاب.

 

إذًا فهم العبد هذا فهمًا عظيما ينحل الاشكال الوارد عند الناس في هذا الباب.

والذين انحرفوا في هذا الأصل طوائف كثيرة أشهرهم طائفتان:

الطائفة الأولى: القدرية.

وأصل القدرية.

 

الاسئلة:

سؤال عن المراتب؟

الجواب:

الأولى: علم الله السابق بكل شيء قبل وقوعه.

الثانية: كتابته لكل شيء مقدر في اللوح المحفوظ.

الثالثة: أن كل شيء مقدر أن الله قد شاءه وأراده.

الرابعة: أن كل شيء مقدر فالله خالقه.

 

سؤال:

هل يصح أن يقال الله لا يقبل عبده حتى يؤثر العبد الضلالة على الهوى؟

الجواب: هذا السؤال عام فإذا أراد به فيما سبق من علم الله فنقول لا ولكن لا يحاسبه على ما قدره عليه ولكن على ما اختاره بنفسه.

 

سؤال: هل يرد الدعاء القضاء؟

الجواب: هذا من أشهر الاشكالات في هذه المسألة فيه حديث ثوبان وهو حديث صحيح قال صلى الله عليه وسلم "لا يرد القدر إلا الدعاء".

 

والجواب على هذا الاشكال أن يقال: إن القدر قدران:

1- القدر المحتوم المبرم: لا يرده الدعاء ومثاله: خلقك الله آدميًا ذكرًا، والدعاء بتغير القدر المحتوم من الاعتداء في الدعاء.

 

وضابط الاعتداء في الدعاء غير المحققين من العلماء: أن يسأل الله ما لا يصح له قدرًا، أو لا يجوز له شرعًا أو ما فيه سوء أدب مع الله.

 

2- القدر المعلق بأسبابه والدعاء من أنفع الاسباب في حصول المسببات ومن اعظم ادلته دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فإن أعظم اسباب انتصار المسلمين يوم بدر هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

 

سؤال: يقول بعض العلماء: الصبر على أقدار الله المؤلمة والملائمة ما المقصود بقولهم الملائمة؟

الجواب: هذه العبارة التي ذكرها السائل موجودة في تفاصيل الكتب المتعلقة بالفرج بعد الشدة، وفي اثناء كلام العلماء عن الصبر وفي بعض المسائل التطبيقية في العقيدة.

المؤلمة: كالشدائد، المرض، الموت.

الملائمة: ما يلائم فلان ولا يلائم غيره.

 

سؤال: ما صحة هذه المقول: أنا أفعل السبب والباقي على الله؟

الجواب: هذه المقولة فيها إجمال فإذا أراد أنا أفعل الاسباب وحصول النتائج على الله فهذا حق لا شك فيه ولا مرية وهذا هو الفهم المتبادر إلى أفهام العوام أما إذا كان مراد القائل: إنه يفعل بعض الاسباب وبترك بعضها فهذا من المتواكلين الذين انقدح إيمانهم بالقدر بقدر تركهم للأسباب التي أمروا بها.

 

سؤال: في قول النبي صلى الله عليه وسلم "أول ما خلق الله القلم" هل القلم أول شيء خلقه الله أم أن الله عندما خلق القلم قال له: اكتب.

الجواب: هذا الأمر قد يحثه العلماء وشارح الطحاوية على بن أبي العز الحنفي ذكرها عند قول الطحاوي: وقدر لهم اقدارًا.

 

في هذا الموضع ذكر العلماء هل أول مخلوقات الله القلم؟

والجواب: أنه ليس كذلك فأول مخلوقات الله قيل القلم العرش كما جاء في حديث عبدالله عمرو بن العاص رضي الله عنهما، لكن معنى الحديث كما نصره شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم وعليه محققو العلماء. أن الله لما خلق القلم أمره بالكتابة ولهذا قال القلم ما أكتب يا ربي قال: مقادير كل شيء إلى قيام الساعة.



[1] الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، للإمام البخاري، تحقيق: محمد زهير ناصر، (1/1)، ط (1) 1422، دار طوق النجاة.

[2] سورة الجاثية الآية (23).

[3] سورة التوبة، الآية (122).

[4] سورة البقرة، الآية (177).

[5] الحج الآية (70).

[6] سورة الإنسان، الآية (30).

[7] سورة البقرة، الآية (185).

[8] سورة الأنعام، الآية (125).

[9] سورة هود، الآية (88).

[10] سورة الصافات، الآية (96).

[11] سورة مريم، الآية (25).

[12] سورة البقرة، الآية (197).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • السنة ومكانتها في الإسلام وفي أصول التشريع
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (2)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (3)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (4)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي (5)
  • فوائد من شرح أصول السنة للشيخ سعد بن ناصر الشثري

مختارات من الشبكة

  • شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح أصول السنة للإمام الحميدي(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • العناية بشروح كتب الحديث والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل(محاضرة - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • حصول المنة بشرح أصول السنة للإمام أحمد (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة (الإبانة الصغرى) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مختصر شرح أصول أهل السنة والجماعة في الصفات: سؤال وجواب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح أصول اعتقاد أهل السنة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • كتاب الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة لابن بطة العكبري(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب