إعلام المسلمين بتحريم السحر.. وفق ما جاء في القرآن والسنة

إعلام المسلمين بتحريم السحر

وفق ما جاء في القرآن والسنة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عِمرَان: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النِّسَاء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[1] [الأحزَاب: 70-71] .

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ الجميع من الضلالات والبدع، اللهم آمين.

ولذلك فإن أحق ما يُتقى به السحر والسحرة والشعوذة، هو القرآن العظيم، والسنة النبوية الشريفة، فإن في قراءتهما والعمل بهما صباحاً ومساءً وعند النوم، هو في الواقع سبب في الحصول على الحصانة الإلهية العظيمة لكل مسلم ومسلمة. ولكل من يعمل بذلك في الحرص عليه والعمل به وتعليمه.

وقد جاء ذكر الحصانة واضحًا في الأوقات المذكورة ومفصلاً في هذا الكتاب للرجوع إليها والعمل بها مع المحافظة عليها في الصباح والمساء وعند النوم.

ومع هذا كله فإن الحمد والثناء على الله بما هو أهله والالتجاء إليه والعمل بالكتاب والسنة بصدق ويقين وإخلاص هو في الواقع (الحصن الحصين) لكل مسلم ومسلمة، وخاصة قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، والإخلاص، والمعوذتين، في الأوقات الثلاثة المذكورة، وسيأتي ذكر فضائل هذه الآيات العظيمة والسور الكريمة مفصلاً مع ذكر الأحاديث الواردة في ذلك، وإنني أركز وأؤكد على الحصانة الإلهية وبما ورد فيها بصفة واضحة وخاصة في هذا الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج، وعليَّ عيال، وبي حاجة شديدة، فخليت عنه، فأصبحت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة". قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً، فرحمته، فخليت سبيله.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه كذبك وسيعود". فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصدته، فجاء يحثو من الطعام. فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال دعني فإني محتاج، وعليَّ عيال لا أعود، فرحمته، وخليت سبيله، فأصبحت. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟". قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً فرحمته، وخليت سبيله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد كذبك وسيعود". فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته. فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود! فقال: دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أسيرك البارحة؟". فقلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله. قال: "ما هي؟" قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية وقال لي: لا يزال عليك من الله حافظ، ولن يقربك شيطان حتى تصبح. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة؟". قلت: لا. قال: "ذاك شيطان"[2].

فإذا نظرت إلى هذا الحديث العظيم تجد أن كل مسلم ومسلمة إذا عمل بهذا يحصل ويفوز ويحوز بما يلي:

أولاً: الحصول على هذه الحصانة والحفظ والعناية والرعاية من الله عز وجل حتى يصبح.

ثانيًا: لا يزال عليه من الله حافظ [حراسة وعناية من الله عز وجل].

ثالثًا: لا يقربك شيطان في ذلك المكان.

رابعًا: ينبغي علينا أن نطبق ذلك إذا أردنا الحماية والحصانة والعناية الإلهية من الرب العظيم الكريم في الصباح والمساء وعند النوم.

خامساً: لقد كثرت أسئلة بعض الإخوان شخصياً وتليفونياً عن السحر، وعلاجه، وحكمه، وهل هو حقيقة؟ وهل سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إلى آخر أسئلتهم.

فأقول بكل صدق وصراحة ووضوح: إن من قرأ هذا الكتاب سيجد الجواب الكافي عن هذه الأسئلة، وقد بذلت فيه الكثير من الجهد. وقد قسمته إلى عدة فصول توضيحية وضمنته أبواب رئيسية تشرح وتفصل موضوع السحر وعلاجه ونجيب على الأسئلة جميعا بأسلوب سهل ويسير وأرجو من الله العلي العظيم أن ينفع به الجميع وأن يهدي ضال المسلمين ويثبت مطيعهم على الكتاب والسنة فإنه ولي ذلك والقادر عليه. وأن يشفعني به في الحياة وبعد الممات وأن يعظم الأجر والثواب لمن كان السبب في ذلك ، اللهم آمين

نسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح الموافق لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.