• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    عظمة الإسلام وتحديات الأعداء - فائدة من كتاب: ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: أهمية التعامل مع الأجهزة الإلكترونية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    نصيحتي إلى كل مسحور باختصار
    سلطان بن سراي الشمري
  •  
    الحج عبادة العمر: كيف يغيرنا من الداخل؟
    محمد أبو عطية
  •  
    تفسير سورة البلد
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    فضل يوم عرفة
    محمد أنور محمد مرسال
  •  
    خطبة: فضل العشر الأول من ذي الحجة
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: اغتنام أيام عشر ذي الحجة والتذكير بيوم عرفة
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    حقوق الأم (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    من مائدة العقيدة: شروط شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    تحريم صرف شيء من مخلوقات الله لغيره سبحانه وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الحذر من عداوة الشيطان
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    حث النساء على تغطية الصدور ولو في البيوت
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    حكم صيام عشر ذي الحجة
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

حق الله تعالى (4)

حق الله تعالى (4)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/1/2025 ميلادي - 29/7/1446 هجري

الزيارات: 744

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حق الله تعالى (4)

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

وبعد:

هذا هو اللقاء الرابع مع حق الله عز وجل، وحق الله تعالى أن نعبده ولا نشرك به شيئًا.

 

وهل هناك من عبد غير الله في هذه الأرض نعم هناك من عبَد الشمس من دون الله وما هدهد سليمان عنكم ببعيد يوم قال كما قال تعالى: ﴿ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾[النمل:24].

 

ومن الناس من عبد القمر والنجوم والكواكب، كقوم خليل الله إبراهيم، ومن الناس من عبد الجن، ومن الناس من عبد الملائكة، ومن الناس من عبد الحجارة والتماثيل والأصنام.

 

واليوم في عصر الذرة في عصر الحضارة في عصر العلم، تُعبد البقرة من دون الله، فإن في الهند اليوم حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها وأتكلم فيها ما يقرب من نصف مليون بقرة تُعبد من دون الله جل وعلا. يقول زعيم الهند الكبير غاندي الذي يكرم على أعلى مستوى يقول: إنه سيظل على عبادة البقر أمام العام أجمع ثم قال: أن أمه البقرة أحب إليه من أمه التي ولدته، لأن أمه البقرة لا تطالبه بحقوقها مثل أمه التي ولدته فإنها تطالبه في الرعاية.

 

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وعلّمنا الحكمة والقران، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

 

إن خطر الشرك عظيم، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر أي ذنب إلا الشرك قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48].

 

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر:65].

 

وفى الصحيحينمن حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -لما نزل قول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾[الأنعام:82]. فشقّ ذلك على أصحاب النبي - صلى الله وعليه وسلم -: وقالوا: يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟ فقال المصطفى - صلى الله وعليه وسلم -: « ليس هذا الذي تذهبون إليه، ألم تقرأوا قول العبد الصالح: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾[لقمان:13]. فخطر الشرك عظيم.

 

والله لو تخلّى الخلق جميعًا على ظهر الأرض عن عبادته واستكبروا عن عبادته سبحانه وتعالى، فإن الله غنى عن الخلق لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية بل إن الكون كله يعبده ويوحده، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [15، 17): فاطر].

 

الكون كله يعبد الله ويوحده ويسبحه بتسبيح يجهله الخلق، فوالله لو كشف الله تسبيح الكون لنا لطاشت عقولنا، ماذا لو سمعت الجدار الذي تجلس إليه يسبح والنملة تسبح ولو سمعت الهدهد يسبح والدواب والهوام والحشرات والأشجار والأنهار والبحار. لذا تدبر قول الله جل وعلا: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [44: الإسراء]. لماذا قال: إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا؟ ولم يقل: إنه كان عزيزًا حكيمًا.

 

إنه كان حليمًا بكم إذ لم يكشف لكم تسبيح الكون من حولكم، غفورا لكم على غفلتكم وعنادكم معه جل وعلا، وتدبر معي قول الله سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء ﴾ [18: الحـج].

 

أيها الإنسان المغرور، أيها الإنسان الجحود.

أنظر إلى الكون كله لتتعرف على عظمة الله لتعبده، انظر إلى الكون كله لتتعرف على الله لتحبه، فمن عرف الله وأحبه وعلى قدر الحب تكون العبادة ويكون العمل.

 

عبد الله: انظر من الكون كله من عرشه إلى فرشه، ومن سمائه إلى أرضه، أنظر إلى السماء وارتفاعها، وإلى الأرض وأتساعها، وإلى الجبال وأثقالها، وإلى الأفلاك ودورانها، وإلى البحار وأمواجها وإلى كل ما هو متحرك، وإلى كل ما هو ساكن، والله إن الكل يقر بتوحيد الله، ويعلن الشكر لله.

 

يَدُ من التي خلقت السماء ورفعتها بلا عمد؟ يد من التي زينت السماء بالنجوم والشموع والكواكب والأقمار؟ يد من التي خلفت الأرض وأرستها بالجبال والأحجار؟ يد من التي خلقت فيها البحار والأنهار؟ يد من التي خلقت فيها الزهور والأشجار والثمار؟ يد من التي خلقت الإنسان في أجمل صورة وأحسن تقويم؟ يد من التي امتدت إلى عين الإنسان فجعلتها في علبة عظمية قوية متينة حتى لا تتعرض العين إلى الفساد ثم ظللتها بالرموش لتعكس الرموش أشعة الشمس عن العين حتى لا ُتؤذى ثم أحاطت العين بالأهداب حتى لا يتساقط العرق إلى داخل العين فتتلف، يد من؟ إنها يد الله الواحد الأحد عز وجل.

 

يد من التي خلقت وجعلت ماء العين مالحًا ألا وهو الدمع حتى تقتل الميكروبات التي تتسرب إليها من جديد؟ يد من التي جعلت ماء الأنف حامضا لتتعلق به الأتربة والميكروبات فلا تؤذى داخل الإنسان؟ يد من التي خلقت أذن الإنسان بهذا الجمال والإبداع والإتقان، وجعلت ماء الأذن مُرا حتى لا تتسرب الحشرات إلى أذنك يا ابن آدم وأنت نائم؟ يد من التي خلقت الفم بهذا الجمال والإبداع وجعلت ماء الفم حلوًا حتى يتذوق الإنسان الطيب من الخبيث والحلو من الحامض؟ يد من التي امتدت إلى كوز الذرة فرصت عليه هذه الحبات اللؤلؤية بهذا الإتقان والجمال والإبداع؟ يد من التي امتدت إلى سنبلة القمح فغلفتها بهذه الأغلفة الحصينة ومكنتها وحصتنها بشوك حتى لا تكون حبة القمح داخل الغلفة غذاء للطيور؟ وقد قدّر الملك أن تكون غذاء لك أيها الإنسان الجحود؟

 

والله لو أذن الله لحبة القمح أن تتكلم وأنصت إليها المخلصون لقالت: سبحان من جعلني طعامًا لفلان أبن فلان.

 

يد من التي امتدت إلى الماء العذب الفرات وإلى الملح الأجاج فجعلت بينهما برزخا وحجرا محجورا؟ يد من التي خلقتك أيها الإنسان وجعلت في حلقك في مكان يسمى البلعوم بوابة منيعة حصينة تسمى هذه البوابة بلسان المزمار، هذا اللسان لو تعطّل لحظة عن وظيفته لهلكت أيها الإنسان الجحود، فوظيفة هذه البوابة أنها تسد القصبة الهوائية عند البلع وتسد البلعوم عند التنفس ولو أخطأ هذا العضو لحظة لسقطت جرعة ماء أو لقمة صغيرة إلى مجرى التنفس ولو أخطأ هذا العضو لحظة لسقطت جرعة ماء أو قلمة صغيرة إلى مجرى التنفس لهلكت أيها الإنسان المغرور؟ يد من التي خلقت هذا الكون كله بما فيه من جماد وجمال؟.

لله في الآفاق آياتٌ لعل
أقلّها هو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته
عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناك
الكون مشحونٌ بأسرار إذا ما
حاولت تفسيرًا لها أعياك
قل للطبيب تخطّفته يد الردى
يا شافي الأمراض من أرداك
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما
عجزت فنون الطب من عافاك
قل للصحيح يموت لا من علةٍ
من يا صحيح بالمنايا دهاك
بل سائل الأعمى خطا وسط الزحام
بلا اصطدامٍ من يا أعمى يقود خطاك
بل سائل البصير كان يحذر حفرة
فهوى بها من ذا الذي أهواك
وسل الجنين يعيش معزولا بلا
راعٍ ومرعى من ذا الذي يرعاك
وسل الوليد بكى وأجهش بالبكاء
لدى الولادة ما الذي أبكاك
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه
فسله من يا ثعبان بالسموم حشاك
واسأله كيف تعيش يا ثعبان
أو تحيا وهذا السم يملأ فاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت
شهدًا وقل للشّهد من حلاك
بل سل اللبن المصفى من بين
فرث ودم من ذا الذي صفاك
وإذا رأيت النبت في الصحراء
يربو وحده فاسأله من أرباك
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى
فاسأله من يا نخل شق نواك
وإذا رأيت البدر يسرى ناضرا
أنواره فاسأله من أسراك
وإذا رأيت النار شبّ لهيبها
فاسأل لهيب النار من أوراك
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحًا
قمم السحاب فسله من أرساك
وإذا رأيت النار شب لهيبها
فاسأل لهيب النار من أوراك
يا أيها الإنسان مهلًا ما الذي
بالله عز وجل أغراكا؟
سيجيب ما في الكون من آياته
عجبٌ عُجابٌ لو ترى عيناكا
ربِّ لك الحمد العظيم لذاتك
حمدًا وليس لواحد إلاَّكا

 

إن هذا الإله، ألا يستحق، ألا يستحق أن يُعبد؟ ألا يستحق هذا الإله العظيم أن يوّحد؟ ألا يستحق أن يُطاع؟ ألا يستحق أن يُمتثل أمره؟ ألا يستحق أن يُجتنب نهيه؟ ألا يستحق أن نقف عند حدوده؟ ألا يستحق أن نُطيع رسوله - صلى الله وعليه وسلم -؟

 

لماذا نعبد الله؟

أولًا: لأن العبادة حق الله علينا فهو خالقنا ورازقنا ومحييينا ومميتنا وحق السيد على العبيد طاعته وامتثال أمره. حق الله الذي أوجدك من العدم ولم تكن شيئا مذكورا، حق الله الذي ربَّاك بالنعم وأنت في بطن أمك في ظلمات ثلاث، لا يستطيع أحد من المخلوقين أن يوصل إليك غذاءك ومقومات نموك وحياتك، أدر لك الثديين، وهداك النجدين، وسخر لك الأبوين، أمدك وأعدك.. أمدك بالنعم والعقل والفهم، وأعدك لقبول ذلك والانتفاع به: ﴿ وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]. فلو حجب عنك فضله طرفة عين لهلكت، ولو منعك رحمته لما عشت، فإذا كان هذا فضل الله عليك ورحمته بك فإن حقه عليك أعظم الحقوق؛ لأنه حق إيجادك وإعدادك وإمدادك، إنه لا يريد منك رزقًا ولا إطعامًا: ﴿ لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]. وإنما يريد منك شيئًا واحدا مصلحته عائدة إليك، يريد منك أن تعبده وحده لا شريك له.

 

ثانيًا نعبد الله لأن العبادة غذاء لأرواحنا، فبدونها سنموت، بدون العبادة سنموت، كما مات أهل الجسد الذين قتلوا الروح قتلا، ماتوا وهم يتحركون بين الناس، إن الإنسان جسد وروح، ومستحيل أن يعيش الإنسان حياة طيبة سعيدة بالبدن دون الروح.

 

وأنتم تعلمون أن الغرب قد أعطى البدن كل ما يشتهيه من طعام وشراب وشهوات ونساء وملذات وعلم وتكنولوجيا إلى آخره، أعطى الغرب البدن كل ما يشتهيه البدن، وبقيت الروح في أعماق البدن، تصرخ تبحث عن دواء وغذاء فوقف الغرب أمام الروح عاجزًا لا يملك شيئًا، إذ لا يعلم دواء الروح وغذاء الروح إلا خالق الروح جلا وعلا: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا ﴾ [ الإسراء: 85].

 

وإن انتشار عيادات الطب النفسي وحالات الانتحار الجماعي والفردي في الشرق والغرب لمن أعظم الأدلة العملية على ما يعانيه الغرب في الجانب الروحي من قلق وشك وضنك واضطراب.

 

فنحن نعبد الله؛ لأن العبادة غذاء الروح، ومن عرف الله أحبه وشعرت روحه بالسعادة بل وشعر بدنه بالسعادة، لا يشعر المسلم بالأنس والسعادة إلا في رحاب الله وفى ذكر الله وفى الصلوات لله، وفى طاعة الله، وفى السجود بين يدي الله قمة السعادة للمسلم من عرف الله أحبه الله.

 

ثالثًا: نعبد الله طمعا في جنته وخوفا من ناره:

فهذا سيد الموحدين وقدوة المحققين محمد بن عبد الله يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار بل ويأمر أمته في كم هائل من الأحاديث الصحيحة أن يسألوا الله الجنة، وأن يستعيذوا به من النار.

 

وفى الحديث الجليل الجميل الرقيق الذي رواه أحمد والترمذي والبيهقي وابن حبان وأبو داود وغيرهم، وصححه شيخنا الألباني في صحيح الجامع من حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله وعليه وسلم - سأل يوما صحابيًا من أصحابه: « ماذا تقول في الصلاة؟ »- أي: ماذا تدعو أي: بماذا تدعو الله جل وعلا- فقال الصحابي: والله يا رسول الله إني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار فإني لا أُحسن دندنتك ولا دندنة معاذ- الدعوات الجميلة التي تدعو بها أنت ومعاذ أنا لا أحسنها ولا أعرفها، إنما أدعوا الله بدعوتين أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار فقال المصطفى- صلى الله وعليه وسلم -: »حولها ندندن أنا ومعاذ«وفى رواية: » وهل نسأل الله إلا الجنة وأن يُعيذنا من النار».

 

حقوق الله علينا:

أولًا: العبادة:

قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إلّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] وهذه لا يختلف فيها الناس: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إلّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93] والله يطلب من الإنسان أن يقترب منه بالعبودية، ولا تقترب إلى الله ولا يحبك إلا إذا عبدته، وفي صحيح البخاري أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال عن الله عز وجل أنه قال: « وما تقرب إلي عبدي بأحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به».

 

دل الحديث على أنه كلما اقتربت من الله بالنوافل قربك، وأن أقرب الناس منه العابدون، قال عن الأنبياء: ﴿ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73].

 

ومن حق الله علينا الاستعانة به:

فلا نستعين إلا به سبحانه وتعالى قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: « وإذا استعنت فاستعن بالله » وهذا فيه تفصيل لأهل العلم قالوا: يستعان بالبشر فيما يقدر عليه البشر، فلك أن تستعين بالإنسان أن يحمل معك غرضًا في سيارتك أو أن يوصلك مكانًا أو يدلك على مقصد، أو أن يبني معك بيتًا، لكن الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله حرام أن تستعين فيها بغير الله كالمشافاة والمعافاة، وطلب الرزق، والإماتة والإحياء، وتسهيل الأمور وتفريج الكرب، لا يستطيع عليها ولا يقدر عليها إلا الله قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: 62].

 

الحق الثالث الاستغاثة بالله:

قال تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ [الأنفال: 9] قيل عن معروف الكرخي أنه كان يجلس في المجلس الواحد ويقول: واغوثاه! واغوثاه! أكثر من ألف مرة، فقيل له في ذلك، فقال أما سمعتم قول الله تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ [الأنفال: 9] فلا تستغث إلا به سبحانه وتعالى، والناس يظنون أن بعض الناس له يد في الرزق والأجل، وأن بوجوده أو بحضوره أو بحصوله أو ببركته ينزل الغيث، وهذا شرك بالواحد الأحد، لا ينزل الغيث إلا الله، ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله.

 

والحق الرابع من حقوق الله تعالى الرجاء:

نعم الرجاء: أن ترجو الواحد الأحد، فلا يرجى إلا هو سبحانه وتعالى لدفع المكروه، وتجد بعض من يشرك في مسألة الرجاء يرجو غير الله أكثر من الله، ويقول للناس: أنتم الذي سهلتم هذه المسألة ولو لم تفعلوا ما تسهلت، وهذا شرك بالمولى، فوالله الذي لا إله إلا هو إن لم يسهلها الله ما تسهلت، ويقول لي آخر: أنت الذي فعل وصنع، وأنت الذي قرر، وأنت الذي سهل، وأنت الذي يسر، ونسي الواحد الأحد، فمقاليد الأمور بيد الواحد الأحد، بيده تفل الحبال وتفتل، تبارك الله رب العالمين!

 

الحق الخامس الخوف من الله، قال تعالى: ﴿ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175] وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ﴾ [الأنبياء: 90].

 

إن الإنسان قد يخاف من الأسد، ويخاف من الثعبان، فهذا مركب في الفطرة، لكن بعض الناس يخاف من بعض الناس أن يمنعه الرزق أو يعطله من الحياة، أو يغير عليه القضاء والقدر، أو يمنعه من الولد أو غير ذلك، وهذا سوء ظن بالمولى سبحانه وتعالى، ويدخل في المسألة: « وإذا سألت فاسأل الله » فلا تسأل فيما لا يقدر عليه غير الله عز وجل إلا الله تبارك وتعالى، فإذا سألت غيره ما كان لك من نصيب، وما لُبِّيَ طلبك وخسرت الدنيا والآخرة.

 

ومن حق الله علينا سادسًا عدم الذبح لغير ه جل وعلا:

ومعناه: ألا يذبح ذبيحته لغير الله عز وجل، كأن يتقرب بها إلى وثن أو مخلوق أو إلى دفع ضر أو جلب منفعة، الذين يذبحون عند الكهنة والمشعوذين أو يوصوهم بالذبح في صور متعددة، وبعضهم إذا بنا البيت ذبح ليخرج الجن، ولئلا يسكن الجن في البيت، وبعضهم يذبح إذا وصف له مرض مريض فقالوا: لا يشفى مريضك حتى تذبح له تيسًا أسود أو تيسًا أبيض. وهذا هو عين الشرك بالله تعالى. أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته،، إنه خير مسؤول، وصلى الله وسلم على الرسول وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حق الله تعالى (1)
  • حق الله تعالى (2)
  • حق الله تعالى (3)

مختارات من الشبكة

  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإخلاص في الذكر عند قيام الليل والأذان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها (2) الملك(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • تعريف الحقوق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق الزوجة وحق الزوج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أهم ما ترشد إليه الآية: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا دعاة الباطل لا تكونوا كاليهود: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • حديث: إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه؛ فلا وصية لوارث(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون}(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/12/1446هـ - الساعة: 2:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب