• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (7)

خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (7)
وليد سميح عبدالعال

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/1/2024 ميلادي - 25/6/1445 هجري

الزيارات: 1994

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول [7]


يقول الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله -:

60- وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ خَيْرِ المَلاَ
بِأَنَّه عَزَّ وجَلَّ وَعَلاَ
61- فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ يَنْزِلُ
يَقُولُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُقْبَلُ
62- هَلْ مِنْ مُسِيءٍ طَالِبٍ لِلْمَغْفِرَهْ
يَجِدْ كَرِيمًا قَابِلاً لِلْمَعْذِرَهْ
63- يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ
وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيُعْطِي السَّائِلْ

 

هذه الأبيات تتمَّة كلام الشيخ - رحمه الله - عن الأسماء والصفات.

 

والثِّقات: هم الرُّواة العدول؛ الذين تنزَّهوا عن الكذِب، واقتراف أسباب الفِسْق، وخوارم المروءة، الضابطون؛ الذين حَفِظوا وأتْقنوا ما روَوْه، فلم يُخطِّئهم علماءُ الحديث في نقْلهم، فهؤلاء الثقات روَوْا عن خير الناس وسيِّد ولد آدم محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - نزولَ الربِّ - جل وعلا - إلى السَّماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي في الصحيحَيْن: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((يَنزِل ربُّنا - تبارك وتعالى - كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقَى ثُلُث الليل الآخِر، فيقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له، ومَن يَسألني فأعطيَه، ومَن يستغفرني فأغفرَ له)).

 

فالدعاء مُستجابٌ في هذا الوقْت، وكلُّ مسيء أو عاصٍ إذا تاب يجدُ ربَّه قابلاً لمعذرته وأوْبَتِه؛ لأنَّه - سبحانه - الكريمُ الذي يعفو ويجزِل الثواب.

 

وهو الذي يمنُّ على العباد، وله وحدَه المنَّة والفَضْل بأنواع الأرزاق المختلِفة: يَزيد الإيمان في القلوب، يصبُّ الخيرات والأموال، يسترُ عيبًا، يُفرِّج كربًا، يُزيل همًّا.

 

قال الناظم:

64- وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الفَصْلِ
كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضَاءِ الْعَدْلِ

كما ورَد في القرآن أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يأتي يومَ القِيامة وتأتي الملائكة، وصِفة المجيء والإتيان ثابتة لله - تبارك وتعالى - كما يليق بجلاله.

 

قال - تعالى -: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [البقرة: 210]، وقال أيضًا: ﴿ وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [الفجر: 22].

 

فيفصل - سبحانه - بيْن البشَر يومَ القِيامة، ويقضي بينهم بالقضاء العَدْل.

 

قال الناظم:

65- وَأَنَّهُ يُرَى بِلاَ إِنْكَارِ
فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ بِالأَبْصَارِ
66- كُلٌّ يَرَاهُ رُؤْيَةَ الْعِيَانِ
كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ
67- وَفِي حَدِيثِ سَيِّدِ الْأَنَامِ
مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍّ وَلاَ إِبْهَامِ
68- رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتَرُونَهَا
كَالشَّمْسِ صَحْوًا لا سَحَابَ دُونَهَا
69- وخُصَّ بالرُّؤْيَةِ أَوْلِيَاؤُهُ
فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

 

مِن عقائدِ أهْل السُّنَّة الثابتة: أنَّ المؤمنين يرَوْن ربَّهم - تبارك وتعالى - في الجَنَّة، ومن أدلَّة ذلك قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22 - 23]، وكذلك يُفهَم من قوله - تعالى -: ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 34 - 35].

 

وهذا المزيدُ هو رُؤيةُ الله - عزَّ وجلَّ - في الجنَّة كما جاء في التفسير.

 

وأهلُ الجَنَّة يروْن ربَّهم بلا إحاطةٍ ولا كيفية، كما يرَوْن الشَّمْس أو القمر، وقد جاء حديثٍ في الصحيحَيْن مبينًا لذلك؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ ناسًا قالوا لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا رسولَ الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هل تضارُّون في رؤية القَمر ليلةَ البدر؟))، قالوا: لا يا رسولَ الله، قال: ((هل تُضَارُّون في الشَّمسِ ليْس دونها سَحَاب؟))، قالوا: لا يا رسولَ الله، قال: ((فإنَّكم ترَوْنه كذلك...)) الحديث.

 

وهذه الرُّؤية هي أعظمُ نعيمِ أهل الجنَّة، ومتدبِّر ذلك لا يكاد يستمتعُ قلبُه بشهواتِ الدنيا الفانية.

 

أمَّا أهْل النار، فمَحْجُوبون عن رؤيته سبحانه؛ كما قال - تعالى -: ﴿ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴾ [المطففين: 15].

 

قال الناظم:

70- وَكُلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ
أَثْبَتَهَا فِي مُحْكَمِ الآيَاتِ
71- أَوْ صَحَّ فِيمَا قَالَهُ الرَّسُولُ
فَحَقُّهُ التَّسْلِيمُ وَالْقَبُولُ
72- نُمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أَتَتْ
مَعَ اعْتِقَادِنَا لِمَا لَهُ اقْتَضَتْ
73- مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَعْطِيلِ
وَغَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلِ
74- بَلْ قَوْلُنَا قَوْلُ أَئِمَّةِ الْهُدَى
طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهِمْ قَدِ اهْتَدَى

 

يُجْمِل الشيخ في نهاية هذا الفصل عقيدةَ أهل السنَّة في صِفات الله - عزَّ وجلَّ - فكلُّ الصِّفات الواردة لله في الكتاب والسُّنَّة الصحيحة، لا بدَّ أن نُسلِّم بها ونقبَلها، ونفهمها على حقيقتها؛ فمَعانيها معلومة، وكيفيتها مجهولة، والإيمان بها واجِب، والسؤال عنها - لا للتعلُّم - بِدعة، كما هو مقرَّرٌ عندَ السلف.

 

وقد قال شيخُ الإسلام في "عقيدته الواسطية" مبينًا هذه العقيدة:

"نؤمِن بما وصَف الله به نفسه، وبما وصَفه رسولُه، من غير تحريفٍ ولا تعطيل، ومن غير تكييفٍ ولا تمثيل... ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]".

 

وهذا قولُ أئمَّة الهُدى المتبعين من الخُلفاء الراشدين المهديِّين، ومَن تلاهم من القرون الخيريَّة بلا اختلاف ولا اضطراب، فالحقُّ في قولهم، والهوى والبِدعة في مخالفتهم.

 

فهم الأئمَّة، أعلام الأمَّة، حَفَظة الدِّين، ودُرَّة الجبين، فجزاهم الله عنَّا وعن الإسلام خيرَ الجزاء.

 

قال الناظم:

75- وَسَمِّ ذَا النَّوْعَ مِنَ التَّوْحِيدِ
تَوْحِيدَ إِثْبَاتٍ بِلاَ تَرْدِيدِ
76- قَدْ أفْصَحَ الْوَحْيُ المُبِينُ عَنْهُ
فَالْتَمِسِ الْهُدَى الْمُنِيرَ مِنْهُ
77- لاَ تَتَّبِعْ أَقْوالَ كُلِّ مَارِدِ
غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِقٍ مُعَانِدِ
78- فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَانِ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ

 

في نهاية الفصْل يقرِّر الشيخ - رحمه الله - القسْم الأول من أقسام التوحيد (توحيد المعرفة والإثبات): معرفة أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - هو الخالِق الرازق المدبِّر، المحيي المميت، الضار النافع، المالِك الملك، السيِّد المُطاع، وإثبات أسماء الله وصفاته بنصوص الوحي المبين، التي على الناسِ جميعًا الإيمانُ بها، مُبتعِدين عن الغاوين الضالِّين، المرَدَة المارقين المعاندين.

 

والمارد: هو العاتي الشديد، قال ابن الأعرابي كما في "اللسان": المَرْدُ: التطاول بالكِبْر والمعاصي.

 

ومَن أُقيمت عليه الحُجَّة، وعرَف ذلك بالآيات البيِّنات، والدلائل الواضحات، ثم أعْرَض عن ربِّه وجَحَد، فهو الكَفور الذي يستحقُّ النار في الآخِرة.

ثم قال الشيخ - رحمه الله -:

فصل: في بيان النوْع الثاني من التوحيد، وهو توحيدُ الطلب والقصْد

وأنه هو معنى لا إله إلا الله

 

79- هَذَا وَثَانِي نَوْعَيِ التَّوْحِيدِ
إِفْرَادُ رَبِّ الْعَرْشِ عَنْ نَدِيدِ
80- أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ إِلَهًا وَاحِدَا
مُعْتَرِفًا بِحَقِّهِ لاَ جَاحِدَا
81- وَهْوَ الَّذِي بِهِ الإِلَهُ أَرْسَلاَ
رُسْلَهُ يَدْعُونَ إِلَيْهِ أَوَّلاَ
82- وَأَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالتِّبْيَانَا
مِنْ أَجْلِهِ وَفَرَقَ الفُرْقَانَا
83- وَكَلَّفَ اللَّهُ الرَّسُولَ الْمُجْتَبَى
قِتَالَ مَنْ عَنْهُ تَولَّى وَأَبَى
84- حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ خَالِصًا لَهُ
سِرًّا وَجَهْرًا دِقَّهُ وَجِلَّهُ
85- وَهَكَذَا أُمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا
بِذَا وَفِي نَصِّ الْكِتَابِ وُصِفُوا

 

ثاني أقسام التوحيد الكِبار: (توحيد الطَّلَب والقصد)، أو توحيد الألوهية، وهو: تجريد العبودية لله وحْده، فكما عرفتَه ربًّا منفردًا بالخَلْق والرَّزْق، فلتتوجه إليه بالعبادة، عالِمًا بحقِّه، وبنِعمته، وبتوفيقه بأنْ هداك للإسلام والتوحيد.

 

وما أُرسلت الرسل وأُنزلت الكتب إلا لِبَيان العبودية، ودعْوة الناس لها، وما مِن نبي إلا قال لقومه مثلَ هذه المقولة: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59].

 

بل ما خُلِقت السموات والأرض، ونُصِبت الموازين، وضُرِب الصراط، وخُلِقت الجنة والنار، وحقَّتِ الحاقة، إلا لهذا الأمْر العظيم الجليل.

 

ومَحَق الله الشِّرْك، وأبان الحق، وفرق بينه وبين الباطل، وكلَّف نبيَّه ومصطفاه محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يدْعوَ الثقلين الإنس والجن لعبادة الله وحْدَه، فإذا شَهِدوا أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، عَصَموا دماءَهم وأموالهم، وإلا فالقِتال لمن تولَّى واستكبر، حتى يصيرَ الدِّين خالصًا لله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الأنفال: 39].

 

كذلك كُلِّفت الأمةُ من بعد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن تصونَ الدين والدعوة إلى الله، وما قاتَل أبو بكر - رضي الله عنه - المرتدِّين إلا لهذا، وثبَّته الله - عزَّ وجلَّ - في أحْلك مِحْنة حلَّتْ بالإسلام، وأرسل - رضي الله عنه - الجيوش، وبعَث البعوث في ظلِّ أزمة مانعِي الزكاة، ولم يتوانَ أو يتراجعْ - رضي الله عنه - وظلَّ الخلفاء والولاة على صيانة الدِّين زمنًا، حتى آل الأمرُ لمَن ضيَّعوا الدِّيانة، فضاعتِ الأمة، وذلَّت وهانت.

 

و((واللهِ ليتمنَّ الله هذا الأمرَ، حتى يسيرَ الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئبَ على غَنَمه)) - كما قال الصادق المصدوق محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

قال الناظم:

86- وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَهْ
فَهْيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَهْ
87- مَنْ قَالَهَا مُعْتَقِدًا مَعْنَاهَا
وَكَانَ عَامِلاً بِمُقْتَضَاهَا
88- فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَمَاتَ مُؤْمِنَا
يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشْرِ نَاجٍ آمِنَا
89- فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ
دَلَّتْ يَقِينًا وَهَدَتْ إِلَيْهِ
90- أَنْ لَيْسَ بِالْحَقِّ إِلهٌ يُعْبَدُ
إِلاَّ الإِلَهُ الوَاحِدُ الْمُنْفَرِدُ
91- بِالْخَلْقِ وَالرَّزْقِ وَبِالتَّدْبِيرِ
جَلَّ عَنِ الشَّرِيكِ وَالنَّظِيرِ
92- وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ
وَفِي نُصُوصِ الْوَحْيِ حَقًّا وَرَدَتْ
93- فَإِنَّهُ لَمْ يَنْتَفِعْ قَائِلُهَا
بِالنُّطْقِ إِلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا
94- الْعِلْمُ وَالْيَقِينُ وَالْقَبُولُ
وَالانْقِيَادُ فَادِرِ مَا أَقُولُ
95- وَالصِّدْقُ وَالْإِخْلاَصُ وَالْمَحَبَّهْ
وَفَّقَكَ اللَّهُ لِمَا أَحَبَّهْ

 

يستطرد الشيخ في بيان توحيدِ الألوهية، وأنَّ هذا التوحيد هو معنى كلمة (لا إله إلا الله)؛ أي: لا معبودَ بحق إلا الله، فشمِلَتِ النفيَ والإثبات: النفيَ لكلِّ المعبودات الباطلة، والإثباتَ لألوهية الله وحده.

 

و(لا إله إلا الله) هي سبيلُ سعادة العبْد في الدنيا، وفَوْزه بالجنة في الآخِرة، والنجاة مِن النار يومَ القِيامة، وذلك في حقِّ مَن قالها بلسانه، واعتقدَها بقلْبه، وعَمِل بمقتضاها، ومات على ذلك، فهذا هو المؤمِن عنْدَ الله - عزَّ وجلَّ - الذي يدخُل الجنَّة، وإلا فقدْ يوجد مَن يقولها بلسانه فقط، ولا يقرُّ بمعناها، ولا يعمل بمقتضاها، وإن كنَّا لم نؤمرْ بشَقِّ الصدور، فهو مقبول الظاهر؛ لكن مَن كان هذا حالَه، ويعلم الله منه ذلك، فهو ليس بمؤمِن؛ لأنَّ الإيمان قولٌ واعتقادٌ وعمل.

 

وقد ذكر الشيخ انفرادَ الإله بالخَلْق والرزْق والتدبير في محلِّ تنزيهه - سبحانه - عن الشريك والنظير، وإثبات الألوهية له، وهي طريقتُه - رحمه الله - في ترجمةِ وتحرير معاني القرآن، كما كان يفعَل ابنُ القيِّم - رحمهما الله جميعًا.

 

فقد كثُر في القرآن الاستدلالُ بربوبية الله - عزَّ وجلَّ - على أُلوهيته، وإلْزام المعاندين والجاحدين بهذا الدليل الدامِغ، فإذا أقررتُم بأنه - سبحانه - هو الذي خَلَق ورَزَق ودبَّر، وأمات وأحيا، ولا أحدَ يُشاركه في هذا، فاصْدَعوا له بالألوهية إذًا، واعبدوه ولا تعبدوا غيره: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].

 

فإذا أقرَّ العبد بربوبية الله، استلزمَ أن يُذعِنَ العاقل السويُّ بالعبودية لله - جلَّ وعلا.

 

وذكَر الشيخ بعد ذلك شروطًا لـ(لا إله إلا الله) حتى تنفعَ صاحبَها يومَ القيامة، فالعِلم أولاً، كما قال - تعالى -: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ﴾ [محمد: 19]؛ إذ لا يكون العبدُ مؤمنًا إلا بعِلْمه معنَى لا إله إلا الله نفيًا وإثباتًا؛ ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].

 

ولا بدَّ أن يقولها مستيقِنًا بها قلْبُه من غير شكٍّ فيها، قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أشهد أن لا إله إلا الله، وأنِّي رسول الله، لا يَلْقَى اللهَ بهما عبدٌ غير شاكٍّ فيهما، إلا أدْخَله الله الجنة))؛ رواه مسلم، وأحمد.

 

وكذلك لا بدَّ أن يقبلَها، ولا يأباها؛ حتى لا يجري عليه قولُه - تعالى -: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الصافات: 35].

 

وكذلك ينقاد لها ويُسلِّم؛ قال - تعالى -: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]، والمقصودُ بالانقياد: اعتقاد العبْد أنَّ عليه طاعةَ ربِّه، وإنْ قصَّر فيها أو عصى.

 

وكذلك يكون صادقًا لا كاذبًا؛ لأنَّه: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 8].

 

وأن يكون مخلصًا؛ لأنَّ أناسًا عبدوا الله بغير إخلاص، فلم ينفعهم ذلك؛ ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].

 

وأن يكون محبًّا لربه - عزَّ وجلَّ - ولرسوله، وللمؤمنين، وكيْف يكون مؤمنًا مَن لا يُحبُّ ربه؟! فقد ناداهم - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54].

 

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يؤمِن أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه مِن والده وولَدِه والناس أجمعين)).

 

ووجودُ أصْل هذه الشُّروط في القَلْب يَسلَم للعبْد به مُطلَقُ الإيمان، أما إذا انْتفى من قلْبٍ بالكلية، فهذا يُخرجه من مسمَّى الإيمان، وكذلك كلُّ عمل قلْبي يصرف لله - عزَّ وجلَّ.

 

وفَّقنا الله وإيَّاكم لما يحبُّ ويرْضى، وللحديث بقيَّة إنْ شاء الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (6)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (8)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (9)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (10)

مختارات من الشبكة

  • من خواطر معلم لغة عربية (8)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من خواطر معلم لغة عربية (7)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • جوزيات: خواطر من صيد الخاطر لتركي عبد الله الميمان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (12)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب