• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / أخلاق ودعوة
علامة باركود

حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته (1)

حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته (1)
أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/10/2012 ميلادي - 9/12/1433 هجري

الزيارات: 129098

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته [1]


الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وأترضَّى عن الصحابة والتابعين ومن سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين.

 

وبعد:

فقد تَقبل بعضُ الأعمال الاستباق، وترتضي أن تكون ثانيًا في الميثاق، إلا أن حب النبي - صلى الله عليه وسلم - أبى الإشراق، إذا أُشْرك غيرُه بالأشواق، وليست المحبة أحبارًا على أوراق، ولا إطلاقات مشتاق، ولكنها أعمال يُشَدُّ لها النِّطاق، وتسترخص لها الأعناق؛ فالثمن من النارِ إعتاق، وإلا فما في الجنة مكانٌ لذي إباق، قال - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].

 

ما رضي اللهُ أن تقدَّم عليه الأزواج والأموال، وهذا سير أرباب الأحوال، أبَوا حائلاً دون كمال، فعاشوا معه وله في فعال ومقال، يقرَّب أحدُهم إلى المشانق والحبال، فما يرضى لشوكة أن تصيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فله الذُّخر إذا شد الرحال، وإذا استحكم الطوفان والزلزال، وتنازل المعيل عن العيال، ونادى الأنبياء: نفسي نفسي - نادى: أمتي أمتي في الحال والمقال.

 

فمن أحب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأحب اللهَ والجهاد في سبيله، ولكنه يحب هذه الأصناف الثمانية: (الآباء، الأبناء، الإخوة، الأزواج، العشيرة، الأموال، التجارة، المساكن) أكثرَ من محبته لله ورسوله والجهاد في سبيله؛ فقد توعَّد اللهُ بحسابه يوم القيامة بقوله: "فَتَرَبَّصُوا"، وسلَب الهدايةَ منه، ونسبه لقوم فاسقين؛ هذا يحبُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ولكنه يحبُّ الدنيا بملذاتها أكثرَ من حبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا وصفه، فيكف بالذي لا يحبه؟ معاذ الله!

 

قال القاضي عياض: "(كفى بهذا حضًّا وتنبيهًا ودلالة وحجة على التزام محبتِه، ووجوب فرضها، وعِظَم خطرها، واستحقاقه لها - صلى الله عليه وسلم - إذ قرَّع - تعالى - من كان مالُه وأهله وولده أحبَّ إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله - تعالى -: ﴿ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ [التوبة: 24]، ثم فسَّقهم بتمام الآيةِ، وأعلَمَهم أنهم من ضَلَّ ولم يَهْدِه الله"[2].

 

من أجل هذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)) [3].

 

ومن كان هذا حالَه، وجد حلاوة الإيمان؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثٌ من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذفَ في النار)) [4]، وهذا الذي رسَّخه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في نفوس أصحابه؛ فعن عبدالله بن هشام قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا والذي نفسي بيده؛ حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك))، فقال له عمر: فإنه الآن، والله لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الآن يا عمر))[5].

 

وأنا أدعو المحبِّين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتعرفوا على مدى حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم، وأن يقارنوا بين حبهم له وحبه لهم، ومما لا شك فيه أن حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمتِه أكثرُ بكثير من حبها له؛ كيف لا وهو الرحمة المهداة، والنبي الخاتم المرسل، مَن سيكون شعاره يوم القيامة: ((أمتي أمتي))، وهذا ما سيدفعهم لحبه - صلى الله عليه وسلم - أكثرَ مما أحبوه سابقًا ويتمثل ذلك بصور كثيرةٍ، منها:

تمنِّيه رؤيته لإخوانه من أمته:

جرى حالُ المحبِّ أن يحدوه الشوق لرؤيا من طال فراقه، أما أن يحدوه الحب إلى رؤيا من لم يرَهُ، فهذا حب اقتصر على اثنين: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومحبوبه؛ فمن أحب شيئًا تمنى رؤيتَه والنظر إليه، والتمعُّن فيه؛ لأن رؤية العين تشفي غليل المحبوب إذا رأى محبوبه ماثلاً بين يديه، ويزداد فرَط المحبِّ بمحبوبه إذا كان ممن يلتزم منهجَه ويسير على دربه، كيف وإن كان المحبوب يبادله الحب والاشتياق؟ كيف وإن كان المحبُّ يعلم أن محبوبه يتمنى رؤيتَه حتى ولو بالمنام؟! ولو كلفه ذلك أن يدفع ثمنًا غاليًا؛ أن يقدِّمَ أهله وماله فداءً لرؤيته لمحبه.

 

هذا حالنا مع نبينا ومحبنا سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو يود أن يلقانا ونحن نتمنَّى أن نراه، وهو يعلم أننا نود لقياه ونحن من أشد الناس حبًّا له، فمنحنا وسامًا على صدورنا فسمَّانا إخوانه، حتى استشكل ذلك على بعض صحابته - رضوان الله عليهم وأرضاهم - فقالوا: أولسنا إخوانَك؟! فقال قولته المشهورة التي حدثنا عنها خادمه أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وددتُ أني لقِيت إخواني)) قال: فقال أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أوليس نحن إخوانك؟ قال: ((أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يرَوني)) [6]، وعن أبي أميَّة الشَّعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخُشَني فقلت له: كيف تصنع بهذه الآية؟ قال: أيةُ آية؟ قلت: قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 105]، قال: أما والله لقد سألتَ عنها خبيرًا؛ سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((بل ائتمروا بالمعروف، وتناهَوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحًّا مطاعًا، وهوًى متبعًا، ودنيا مؤثَرةً، وإعجابَ كلِّ ذي رأي برأيه؛ فعليك بخاصة نفسك، ودعِ العوام؛ فإن من ورائكم أيامًا الصبرُ فيهن مثلُ القبض على الجمر، للعامل فيهن مثلُ أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم)) قال عبدالله بن المبارك: وزادني غير عتبة: قيل: يا رسول الله، أجرُ خمسين منَّا أو منهم؟ قال: ((بل أجرُ خمسين منكم)) [7].

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( مِن أشد أمتي لي حبًّا ناسٌ يكونون بعدي، يودُّ أحدهم لو رآني بأهلِه وماله)) [8].

 

ومما ينبغي أن يُعلَم في هذا المقام الشريف أن من جاء بعد الصحابة ليس بأفضلَ منهم؛ لارتفاع أجرهم بخمسين ضِعفًا، فارتفاع الأجر لا يعني ارتفاع المنزلة كما قرر ذلك علماء الأمة، فبفضلهم نُقلت لنا الأعمال، فهم أهل الفضل والكرم، ويكفيهم فخرًا تعديلُ الله لهم ورضاه عنه، ربَّنا ألحقنا بهم مع نبيك وحبيبك سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الفردوس الأعلى.

 

هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم:

﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾ [الأحزاب: 6].


الوِلاية بالكسر: السلطان والتمكن، والوَلاية بالفتح: النصرة [9]، واستعملت الأولى شرعًا في نفوذ التصرُّف على الغيرِ، شاء أو أبى.

 

قال العلماء: "الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة" [10].

 

وتفسير ذلك أنَّ: الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة؛ لأن كلَّ ما كان أقلَّ اشتراكًا كان أقوى تأثيرًا وامتلاكًا؛ أي: تمكُّنًا.

 

وتكون عامة وخاصة:

أما العامة: فتكون في الدين والدنيا والنفس والمال، وهي ولاية الإمام الأعظم ونوابه، فإنه يلي على الكافة تجهيزَ الجيوش، وسد الثغور، وجباية الأموال، من حَلِّها وصرفها في محلها، وتعيين القضاة والولاة، وإقامة الحج والجماعات، وإقامة الحدود والتعازير، وقمْع البغاة والمفسدين، وحماية بيضة الدين، وفصل الخصومات وقطع المنازعات، ونصْب الأوصياء والمتولِّين ومحاسبتهم، وتزويج الصغار والصغائر الذين لا وليَّ لهم، وغير ذلك من صوالح الأمور.

 

وأما الخاصة: فتكون أيضًا في النفس والمال معًا، وفي المال فقط.

 

أما الأُولى: فعلى أربعة أضرب؛ أي: أنواع: قوية فيهما، وضعيفة فيهما، وقوية في أحدهما، ضعيفة في الآخر.

 

أما القوية فيهما:

فولاية الأب، ثم الجد: أبُ الأب وإن علا؛ فإنهما يملِكان على هذا الترتيب تزويجَ الصغار ومداواتَهم بالكي، وبَطّ القُرحة، وغير ذلك، والتصرف في أموالهم على ما عُرِف في النكاح والوصايا بشرط حريةٍ وتكليف، واتحادٍ في الدين بالإسلام أو بغيره؛ أي: بأن يكون كل منهما مسلمًا، أو كل منهما غير مسلم، وغير الإسلام من الأديان بمنزلة دين واحد.

 

وأما الضعيفة فيهما:

فولاية من كان الصغير في حجره من الأجانب أو من الأقارب، وكان هناك أقربُ منه له: فإنه يلي على نفس الصغير وماله ولاية ضعيفة؛ فإنه يملِك تأديبَه وإيجارَه ودفعَه في حرفة تليق بأمثاله، ويشتري له ما لا بد له منه، ويقبض له الهبة والصدقة، ويحفظ له ماله.

 

وأما القوية في النفس الضعيفة في المال:

فولاية غير الأب والجد من العصبات وذوي الأرحام؛ فإنهم يملِكون من التصرف في نفس الصغير والمعتوه بالشرط السابق ما يملِكه الأبُ والجد عند عدمهما، وبشرط الكفاءة ومَهر المثل في النكاح بالنسبة لغير الابن، وأما الابن فإنه لا يتقيد بالكفاءة ومَهْر المثل؛ لأن ولايته في النفس كولاية الأب والجد، بل هو مقدَّم عليهما وإن كانت في المال ضعيفةً بمنزلة غيره من الأقارب، ويملكون هم وأوصياؤهم شراءَ ما لا بد للصغير منه، وقبْضَ الهبة والصدقة له، وحِفْظ ماله دون التصرُّف فيه، ولو موروثًا له من قبل موصيهم.

 

وأما القوية في المال الضعيفة في النفس:

فولاية وصي الأب أو الجد أو القاضي على الصغار؛ فإنه يتصرف في مالهم تصرفًا قويًّا، ولكن تصرُّفَه في أنفسهم ضعيفٌ كتصرف من كان الصغير في حجره من الأجانب.

 

وأما ولاية المال فقط:

فولاية متولي الوقف في مال الوقف، وولاية الوصي في مال الكبير الغائب؛ فإنه يلي بيْع غير العقار من التركة إلا لدين أو وصية لا وفاء لهما إلا ببيعه، فيَبيعه عليه ولو كان حاضرًا إذا امتنع عن وفاء الدين وجودُ متولٍّ عليه، ولو من قِبَله حتى لو تصرف بإيجار أو قبض أو صرْف لا ينفذ، وكذلك لا يملك القاضي التصرفَ في مال الصغير مع وجود وصي الأب أو وصي الجد أو وصي نفس القاضي، أما مع وصي غيرِ من ذُكر - كوصي الأمِّ ومن شاكلها ممن كانت ولايته ضعيفةً في المال من الأقارب - فإنه يملِك التصرف، وكذا لا يملك القاضي تزويجَ الصغار مع وجود الولي إلا بعد عضله" [11].

 

وإذا علمنا أن الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة إلا في بعض الاستثناءات التي ذكرها أهل العلم - علمنا أن أقوى الولايات هي الولايةُ على النفس والمال معًا.

 

وأقول: وأقوى منها: ولاية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أفراد أمَّته؛ فالله - تعالى - قال: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾ [الأحزاب: 6]؛ فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ولكي لا يتبادرَ إلى الذهن أن ولايتَه - صلى الله عليه وسلم - على أفراد أمَّته هي ولاية أبوة النَّسب نفى الله عنه أبوةَ النسب عنه فقال: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40]، وأثبت لازمها، وهو أن زوجاتِه أمهاتُ المؤمنين جميعًا فقال: ﴿ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]، وأثبت له مقام التعليم والتأديب الذي يتناسب مع مقام النبوة، فقال لأمَّته: ((إنما أنا لكم مِثل الوالد لولده أعلِّمُكم)) [12].

 

وأكد - صلى الله عليه وسلم - أن ولايتَه بهذه القوة، وأنها أقوى من الولاية العامة والخاصة، فضمن التبعاتِ عن أفراد أمته بالالتزامات المالية في الدنيا لمن مات وعليه دَيْن، وضمِن وتعهَّد بألا يتخلَّى عنهم في يوم يفر المرء من أخيه، وأمِّه وأبيه، وصاحبته وبنيه، فيقول قولته المشهورة: ((أنا لها، أنا لها)) في موقفه في الشفاعة العظمى وغيرها، مما لا يخفى على أهل الألباب، فليتأمل!

 

فجاء فيما يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من مؤمن إلا وأنا أَولى به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 6]، فأيما مؤمن مات وترك مالاً فليرثه عَصبتُه من كانوا، ومن ترك دَيْنًا أو ضَياعًا فليأتِني فأنا مولاه)) [13].

 

ومن هنا نفهم تفسير قوله - صلى الله عليه وسلم -: (( لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولدِه والناس أجمعين)) [14]، بل من نفسه التي بين جنبيه، كما قال لسيدنا عمر - رضي الله عنه -: فعن عبدالله بن هشام قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذٌ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحبُّ إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا والذي نفسي بيده حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك)) فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الآن يا عمر)) [15]؛ لأنه - صلوات ربي وسلامه عليه - أَولى بالمؤمنين من أنفسهم؛ فاستحق المحبة أكثرَ من حبِّنا لأنفسنا، وفيما يأتي من الصور ما يثبت ذلك، والله أعلم بالصواب.

 

دعوته لأمته في كل صلاة:

عن عائشة أنها قالت: لما رأيت من النبي - صلى الله عليه وسلم - طيب نفس قلت: يا رسول الله، ادع الله لي، فقال: ((اللهم اغفر لعائشة ما تقدَّم من ذنبها وما تأخر، ما أسرَّتْ وما أعلنتْ))، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيسرُّك دعائي؟)) فقالت: وما لي لا يسرُّني دعاؤك؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((والله إنها لدعائي [16] لأمَّتي في كل صلاة)) [17].

 

استغفاره لأمته:

عن عبدالله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إن لله ملائكةً سيَّاحين يبلِّغوني عن أمتي السلام))، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حياتي خيرٌ لكم، تحدِّثون ونحدِّث لكم، ووفاتي خير لكم، تُعرَض عليَّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمِدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرتُ الله لكم)) [18].

 

قال العراقي: ورجاله رجال الصحيح إلا عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد، وإن أخرج له مسلمٌ، ووثَّقه ابن معين والنسائي؛ فقد ضعَّفه كثيرون، ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف [19]، وقال الحافظ أبو زرعة العراقي: إسنادٌ جيد [20]، وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح [21]، وقال السيوطي: أخرجه البزار بسند صحيح [22]، وقال المناوي: رواه ابن سعد في طبقاته عن بكر بن عبدالله المزني مرسَلاً ورجاله ثقات [23].

 

وأجاب ابن حجر الهيتمي عندما سُئل عن معنى الحديث، بقوله: الإشكال إنما يأتي على تقدير "خير" أفعل تفضيل، وليس كذلك، وإنما هي للتفضيل لا للأفضلية؛ نحو: ﴿ أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ ﴾ [فصلت: 40]، ﴿ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا ﴾ [الفرقان: 24]، ففي كلٍّ من حياته وموته - صلى الله عليه وسلم - خيرٌ، إلا أن أحدهما أخيرُ من الآخر، و"خير" يرادُ بها كلٌّ من الأمرين، فإن أريد بها مجرد التفضيل فضدها الشر، ولا حذف فيها، وتأنيثها خَيْرة، وجمعها خيْرات، وهي الفاضلات من كل شيء، وإن أريد بها الأفضلية وُصِلت بمن، وكان أصلها أخير حذفت همزتها تخفيفًا، ويقابلها شر التي أصلها أشر، ولا تؤنَّث ولا تثنى ولا تجمع [24].

 

شفاعته لأمته:

عن معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا - ناسًا من أهل البصرة - فذهبنا إلى أنس بن مالك، وذهبنا معنا بثابتٍ البُناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو في قصره، فوافقناه يصلي الضحى، فاستأذنَّا فأذِن لنا وهو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة، هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا كان يوم القيامة ماج الناسُ بعضهم في بعض، فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لستُ لها، ولكن عليكم بإبراهيم؛ فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى؛ فإنه كليمُ الله، فيأتون موسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى؛ فإنه رُوحُ الله وكلمتُه، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيأتوني فأقول: أنا لها، فأستأذنُ على ربي، فيؤذَن لي، ويلهمني محامدَ أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخِرُّ له ساجدًا، فيقول: يا محمد، ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسَلْ تُعْطَ، واشفع تشفَّع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرجْ منها من كان في قلبه مثقالَ شَعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجدًا، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمعْ لك، وسَلْ تُعْطَ، واشفع تشفَّع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرجْ منها من كان في قلبه مثقالَ ذرة أو خردلة من إيمان فأخرجْه، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمدُه بتلك المحامد ثم أخرُّ له ساجدًا، فيقول: يا محمد، ارفع رأسَك، وقل يسمعْ لك، وسَلْ تُعْطَ، واشفع تشفَّع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرجْ من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجْه من النار، فأنطلقُ فأفعل)).

 

فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوارٍ في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك، فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا، قلنا له: يا أبا سعيد، جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نَرَ مِثْل ما حدثنا في الشفاعة، فقال: هيه، حدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع، فقال: هيه، فقلنا: لم يزدْ لنا على هذا، فقال: لقد حدَّثني وهو جميع منذ عشرين سنةً فلا أدري أنسِي أم كرِهَ أن تتكلوا؟ قلنا: يا أبا سعيد، فحدِّثْنا، فضحك، وقال: خُلق الإنسان عجولاً، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدِّثكم، حدثني كما حدثكم به قال: ((ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخرُّ له ساجدًا، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسلْ تُعْطَهْ، واشفع تشفَّع، فأقول: يا رب، ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجنَّ منها من قال لا إله إلا الله)) [25].

 

وعن عبادة بن الصامت قال: فقد النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً أصحابَه، وكانوا إذا نزلوا أنزلوه أوسطهم، ففزعوا وظنوا أن الله - تبارك وتعالى - اختار له أصحابًا غيرهم، فإذا هم بخيال النبي - صلى الله عليه وسلم - فكبَّروا حين رأوه، قالوا: يا رسول الله، أشفقْنا أن يكون الله - تبارك وتعالى - اختار لك أصحابًا غيرنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا، بل أنتم أصحابي في الدنيا والآخرة، إن الله - تعالى - أيقظني فقال: يا محمد، إني لم أبعث نبيًّا ولا رسولاً إلا وقد سألني مسألةً أعطيتها إياه، فاسأل يا محمد تُعْطَ، فقلت: مسألتي شفاعة لأمتي يوم القيامة))، فقال أبو بكر: يا رسول الله، وما الشفاعة؟ قال: ((أقول: يا رب، شفاعتي التي اختبأتُ عندك، فيقول الرب - تبارك وتعالى -: نعم، فيخرج ربي - تبارك وتعالى - بقيةَ أمتي من النار فيَنْبِذُهم في الجنة)) [26].

 

شفقته على أمته:

عن عبدالله بن عمرو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله - عز وجل - في إبراهيم: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 36] الآية، وقال عيسى - عليه السلام -: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: ((اللهم أمتي أمتي)) وبكى، فقال الله - عز وجل -: يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربُّك أعلم - فسَلْه: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل - عليه الصلاة والسلام - فسأله، فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: إنَّا سنرضيك في أمَّتك ولا نسوءك)) [27].

 

مخافته على أمته أن يصيبها العذاب:

عن عبدالله بن عمرو قال: انكسفت الشمسُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكَدْ يركع ثم ركع، فلم يكد يرفع ثم رفع، فلم يكد يسجد ثم سجد، فلم يكد يرفع ثم رفع، فلم يكد يسجد ثم سجد، فلم يكد يرفع ثم رفع، وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم نفخ في آخر سجوده فقال: ((أف أف))، ثم قال: ((رب، ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم، ألم تعدني ألا تعذبَهم وهم يستغفرون))، ففرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاته وقد أمحصت الشمس" [28].

 

وعن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضتُ نفسي على ابن عبدياليل بن عبدكلال فلم يُجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقَرْن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومِك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك مَلَكَ الجبالِ لتأمره بما شئتَ فيهم، فناداني مَلَكُ الجبال، فسلَّم عليَّ، ثم قال: يا محمد، فقال ذلك فيما شئتَ، إن شئتَ أن أُطْبِق عليهم الأخشبين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج اللهُ من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا)) [29].

 

نحره الأضاحي بدلاً عن فقراء أمته:

عن أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ضحَّى اشترى كبشينِ سمينين أقرنين أملحين، فإذا صلَّى وخطب الناسَ أتى بأحدهما وهو قائمٌ في مصلاَّه فذبحه بنفسه بالمدية، ثم يقول: ((اللهم، إن هذا عن أمتي جميعًا ممن شهد لك بالتوحيدِ، وشهد لي بالبلاغ))، ثم يؤتى بالآخر فيذبحُه بنفسه ويقول: (( هذا عن محمد وآل محمَّد، فيطعمهما جميعًا المساكين، ويأكل هو وأهلُه منهما، فمكثنا سنين ليس رجلٌ من بني هاشم يضحي قد كفاه اللهُ المؤونة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - والغُرْم[30].

 

دفعه للمشقة عن أمته، ولهذا صور كثيرة منها:

باب الجهاد:

عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: ((انتدب اللهُ لمن خرج في سبيله لا يُخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعَه بما نال من أجر أو غنيمة أو أُدخلَه الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سَرية، ولوددت أني أُقْتل في سبيل الله، ثم أَحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل)) [31].

 

تأخيره للعشاء إلى وقت لأفضليته:

عن عبدالله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شُغل عنها ليلةً فأخَّرها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: ((ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاةَ غيركم))، وكان ابن عمر لا يبالي أقدَّمها أم أخَّرها إذا كان لا يخشى أن يغلِبَه النومُ عن وقتها، وكان يرقد قبلها، قال ابن جريج: قلت لعطاء وقال: سمعت ابن عباس يقول: أعتم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً بالعِشاء حتى رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا، فقام عمر بن الخطاب فقال: الصلاة، قال عطاء: قال ابن عباس: فخرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسُه ماءً واضعًا يده على رأسه، فقال: ((لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتُهم أن يصلوها هكذا، فاستثبتُّ عطاءً كيف وضع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يدَه على رأسه، كما أنبأه ابنُ عباس، فبدَّد لي عطاء بين أصابعه شيئًا من تبديد، ثم وضع أطراف أصابعه على قَرْن الرأس، ثم ضمها يمرها كذلك على الرأس حتى مست إبهامُه طرَف الأذن، مما يلي الوجهَ على الصُّدغ، وناحية اللحية، لا يقصِّر ولا يبطش إلا كذلك، وقال: ((لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتُهم أن يصلُّوا هكذا)) [32].

 

السواك عند كل وضوء وصلاة:

عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء)) [33].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لولا أن أشقَّ على أمتي أو على الناس لأمرتُهم بالسواك مع كل صلاة)) [34].

 

شفقته على أمته أن تدخل النار:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنما مثَلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراشُ وهذه الدواب التي تقع في النار يقعْنَ فيها، فجعل يزَعُهَّن ويغلِبْنَه فيقتحمنَ فيها، فأنا آخذ بحُجَزِكم عن النار، وأنتم تقتحمون فيها)) [35].

 

وعن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثلي كمثل رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعْنَ فيها، وجعل يحجزهن ويغلِبْنه فيتقحمن فيها، قال: فذلكم مثلي ومثَلكم، أنا آخذ بحجزكم عن النار: هلمَّ عن النار، هلمَّ عن النار، فتغلبوني تقتحمون فيها)) [36].

 

حرصه على دعوة أمته وهديها:

قال - تعالى -: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6]، وقال - تعالى -: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8]، وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص: 56].

 

وعن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو قالا: لَمَّا نزلت ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، قال: انطلق نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رَضْمَةٍ من جبَلٍ فعَلاَ أعلاها حجرًا ثم نادى: ((يا بني عبد مناف، إني نذير، إنما مثَلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو، فانطلق يربأ أهلَه، فخشي أن يسبقوه، فجعل يهتفُ يا صباحاه)) [37].

 

عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: خرج إلينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فنادى ثلاث مرار فقال: ((يا أيها الناس، تدرون ما مثلي ومثلكم؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوًّا يأتيهم فبعثوا رجلاً يترَايَا لهم، فبينما هم كذلك؛ أبصر العدوَّ، فأقبل لينذرَهم، وخشي أن يدركَه العدوُّ قبل أن يُنذرَ قومه، فأهوى بثوبه: أيها الناس، أُتِيتم، أيها الناس، أُتِيتم)) ثلاث مرار [38].

 

وعن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنما مثلي ومثل ما بعثني اللهُ به كمثل رجل أتى قومًا فقال: يا قوم، إني رأيتُ الجيش بعيني، وإني أنا النذيرُ العريان؛ فالنجاءَ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا، فانطلقوا على مهلهم فنجَوا، وكذَّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبَّحهم الجيشُ فأهلكهم واجتاحهم؛ فذلك مثَل من أطاعني فاتَّبع ما جئتُ به، ومثل من عصاني وكذَّب بما جئتُ به من الحق)) [39].

 

مخافته على أمته من العذاب إذا هبَّت الريح:

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى مَخِيلةً في السماء أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغيَّر وجهُه، فإذا أمطرت السماءُ سرِّي عنه، فعرَّفتْه عائشة ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وما أدري لعله كما قال قوم عاد: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ﴾ الآية)) [40].

 

ادخاره دعوته لأمته مغفرة يوم القيامة:

فعن أُبَي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه، ثم دخل آخرُ فقرأ قراءةً سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعًا على رسول - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه، ودخل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبه، فأمرهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأا فحسَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شأنَهما، فسقط في نفسى من التكذيب ولا إذ كنتُ في الجاهلية، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قد غشِيني ضرب في صدري ففِضْتُ عرَقًا وكأنما أنظر إلى الله - عز وجل - فرَقًا، فقال لي: ((يا أُبَيُّ، إنَّ ربي - تبارك وتعالى - أرسل إليَّ أن اقرأ القرآنَ على حرف، فرددتُ إليه: أن هوِّن على أمتي، فرد إليَّ الثانية: اقرأه على حرفين، فرددتُ إليه: أن هوِّن على أمتي، فرد إلى الثالثة: اقرأه على سبعةِ أحرف، فلك بكل رَدَّة رددتُكها مسألةٌ تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخَّرت الثالثة ليوم يرغب إليَّ الخَلق كلُّهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم)) [41].

 

وفي رواية: ((فقلت: ربِّ، اغفر لأمتي، رب، اغفر لأمتي، واختبأتُ الثالثةَ شفاعة لأمتي يوم القيامة، فما من أحد إلا يرغب إليَّ فيها حتى إبراهيمُ خليلُ الرحمن)) [42].

 

إذا علمنا هذا فكل من أطاعه - صلى الله عليه وسلم - دخل الجنةَ، ومن عصاه دخل النار؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلُّ أمتي يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار)) [43].

 

وعن أبي هريرة: أن أعرابيًّا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعينُه في شيء - قال عكرمة: أراه قال: في دمٍ - فأعطاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، ثم قال: ((أحسنتُ إليك؟)) قال الأعرابي: لا، ولا أجملت، فغضب بعضُ المسلمين، وهمُّوا أن يقوموا إليه، فأشار النبي - صلى الله عليه وسلم - أن كفوا، فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - وبلغ إلى منزله دعا الأعرابيَّ إلى البيت فقال له: ((إنك جئتنا فسألتَنا فأعطيناك، فقلت ما قلت))، فزاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فقال: ((أحسنتُ إليك؟))، فقال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشير خيرًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك كنتَ جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت، وفي نفس أصحابي عليك من ذلك شيء، فإذا جئتَ فقل بين أيديهم ما قلتَ بين يدي حتى يذهبَ من صدورهم ما فيها عليك))، قال: نعم.

 

قال: فحدثني الحكمُ أن عكرمة قال: قال أبو هريرة: فلمَّا جاء الأعرابي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه فقال ما قال، وإنَّا قد دعوناه فأعطيناه، فزعم أنه قد رضِي، أكذلك؟))، قال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهلٍ وعشير خيرًا، قال أبو هريرة: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجلٍ كانت له ناقة فشردتْ عليه، فاتبعها الناسُ، فلم يَزيدوها إلا نفورًا، فقال لهم صاحب الناقة: خلُّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أرفقُ بها وأعلم بها، فتوجَّه إليها صاحب الناقة بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض ودعاها حتى جاءت واستجابت، وشد عليها رَحْلَها، واستوى عليها، وإني لو أطعتُكم حيث قال ما قال لدخل النار)) [44].

 

أخي الحبيب، إذا كان هذا حال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أمَّته، فحريٌّ بنا أن نبادلَه المحبة؛ فمن فعل ذلك فقد فاز فوزًا عظيمًا.

 

وصلَّى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 


[1] أصل هذه البحث مبحث مستلٌّ من كتاب المؤلف: "قواعد نورانية في مدح سيد البرية "، طبع دار ابن كثير، دمشق، 2011م.

[2] الشفا بتعريف حقوق المصطفى: (2: 18).

[3] من حديث أنس في صحيح مسلم: (1: 49)، رقم: (178).

[4] من حديث أنس صحيح البخاري: (1: 20)، رقم: (16).

[5] صحيح البخاري: (16: 497)، رقم: (6632).

[6] مسند أحمد بن حنبل: (3: 155)، رقم: (12601)، قال الأرناؤوط: حسنٌ لغيره، وهذا إسناد ضعيف.

[7] سنن الترمذي: (5: 257، رقم: (3058)، قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ صحيح، ومسند البزار: (5: 178)، رقم: (1776)، قال الهيثمي: ورجال البزار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي، وثَّقه ابن حبان، ينظر: مجمع الزوائد: (7: 282).

[8] مسند أحمد بن حنبل: (2: 417)، رقم: (9388)، قال الأرناؤوط: إسناده صحيح إسناد سابقه (وسابقه على شرط مسلم).

[9] لسان العرب: (15: 405).

[10] ينظر: المنثور: للزركشي: (3 :345)، الأشباه والنظائر: للسيوطي: (1: 267)، الأشباه والنظائر لابن نجيم: (1: 160)، وقال بعضهم: يُستثنى من ذلك صورٌ، أقول: وعلى كلا الرأيين يستقيمُ المعنى بما نقصده أن ولاية النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على أمَّته أقوى من الولاية الخاصة والعامة.

[11]شرح القواعد الفقهية: للزرقا: (1: 182 - 183)

[12] من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه - في سنن ابن ماجه: (1: 114)، رقم: (313)، قال الألباني: حسن صحيح، صحيح ابن خزيمة: (1: 43)، رقم: (80)، قال الأعظمي: إسناده حسن.

[13] صحيح البخاري: (2: 845)، رقم: (2269)، وصحيح مسلم: (5: 62)، رقم: (4244).

[14] حديث أبي هريرة في صحيح البخاري: (1: 19)، رقم: (15).

[15]حديث عبدالله بن هشام في صحيح البخاري: (16: 497)، رقم: (6632).

[16] وفي رواية البزار: (لدعوتي).

[17] صحيح ابن حبان (16: 47) رقم: (7111)، قال الأرناؤوط: إسناده حسن، وقال الهيثمي: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة.

ينظر: مجمع الزوائد (9: 193)، وقال الألباني: "وهذا إسناد حسن، ورجاله ثقات، رجال مسلم، غير أحمد بن منصور- وهو الرمادي من شيوخ ابن ماجه - وهو ثقة، ولولا أن في أبي صخر - واسمه حميد بن زياد - بعض الكلام من قِبَل حفظه لصحَّحته، قال الذهبي في "الكاشف": "مختلف فيه، قال أحمد: ليس به بأس"، وقال الحافظ في " التقريب": صدوق يَهِم؛ ولذلك فقوله في "زوائد البزار" (ص 284): صحيحٌ - لا يخلو من تساهل.

ونحوه قول شيخه الهيثمي في "المجمع" (9: 244): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي، وهو ثقة، لأنه يوهم ما صرح به الحافظ من الصحة، وقد قلَّده الشيخ الأعظمي كما هي عادته"؛ السلسلة الصحيحة: (5: 324).

[18] الطبقات الكبرى لابن سعد: (2: 194)، ومسند البزار: (1: 307)، رقم: (1925)، وقال: وهذا الحديثُ آخرُه لا نعلمه يروى عن عبدالله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.

[19] ينظر: المغني عن حمل الأسفار :(2: 1051).

[20] ينظر: طرح التثريب: (4: 308).

[21] ينظر: مجمع الزوائد: (8: 313)

[22] ينظر: الخصائص الكبرى: (2: 418).

[23] ينظر: التيسير بشرح الجامع الصغير: (1: 1019).

[24] ينظر: الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي: (1: 117).

[25] صحيح البخاري: (6: 27)، رقم: (7072)، صحيح مسلم: (1: 125)، رقم: (500).

[26] مسند أحمد بن حنبل: (5: 325)، رقم: (22823)، قال الأرناؤوط: إسناده ضعيف.

[27] صحيح مسلم: (1: 132)، رقم: (520).

[28] سنن أبي داود: (1: 382)، رقم: ( 1194)، وقال الألباني: صحيح، وسنن النسائي الكبرى: (1: 195)، رقم: (547)، وصحيح ابن خزيمة: (2 :322)، رقم: (1392)، قال الأعظمي: إسناده صحيح لغيره.

[29] صحيح البخاري: (3: 1180)، رقم: (3059)، وصحيح مسلم: (5: 181)، رقم: (4754).

[30] مسند أحمد: (45: 168)، رقم: (27190)، والمستدرك: (2: 425)، رقم: (3478)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، قال الذهبي: سهيلٌ ذو مناكير، وابن عقيل ليس بالقوي.

[31] صحيح البخاري: (1: 22)، رقم: (36).

[32] صحيح البخاري: (1: 208)، رقم: (545).

[33] صحيح البخاري: (2: 682)، رقم: (27).

[34] صحيح البخاري: (1: 303)، رقم: (847).

[35] صحيح البخاري: (5: 2379)، رقم: (6118).

[36] صحيح مسلم: (7: 63)، رقم: (6097).

[37] صحيح مسلم: (1: 134)، رقم: (527).

[38] مسند أحمد: (38: 37)، رقم: (22948).

[39] صحيح البخاري: (6: 2656)، رقم: (6854)، وصحيح مسلم: (7: 63)، رقم: (6094).

[40] صحيح البخاري: (3: 1172)، رقم: ( 3034).

[41] صحيح مسلم: (2: 202)، رقم: (1941).

[42] المسند للشاشي: (4: 207)، رقم: (1375).

[43] مسند البزار: (2: 460)، رقم: (8757)، المعجم الأوسط: (1: 246)، رقم: (808)، وقال: لم يروِ هذا الحديثَ عن العلاء بن المسيب إلا خلف بن خليفة، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح، ينظر: مجمع الزوائد: (10: 10).

[44] مسند البزار: (2: 465)، رقم: (8799)، وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، محرر بن أبي هريرة، عن أبيه، والوفا بتعريف فضائل المصطفى؛ لابن الجوزي: (1: 305)، قال العراقي: ضعيف، ينظر: المغني عن حمل الأسفار: (1: 678)، وقال الهيثمي: رواه البزار، وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك؛ ينظر: مجمع الزوائد: (8: 301).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم
  • في حب النبي صلى الله عليه وسلم
  • حب النبي صلى الله عليه وسلم لها
  • ندوة مجلة التبيان تؤكد: حب النبي عمل وعطاء
  • الكائنات تحب محمدا صلى الله عليه وسلم
  • هل اشتقت للنبي صلى الله عليه وسلم؟
  • من مقتضيات حب النبي صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • "حب بحب" حب الأمة لحاكمها المسلم "مسؤوليات الأمة تجاه الحاكم"(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • بالحب في الله نتجاوز الأزمات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته(الحب الصادق بين الزوجين)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته (الحب الصادق بين الزوجين)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • العقد الثمين في حب النبي الأمين صلى الله عليه وسلم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حب النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور البيئة التعليمية في تنمية حب النبي صلى الله عليه وسلم(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • دور البيئة التعليمية في تنمية حب النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس الطلاب والطالبات(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الآثار الإيمانية لحب النبي صلى الله عليه وسلم(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الآثار الإيمانية لحب النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 


تعليقات الزوار
4- دعاء بالتوفيق
ا.م.د نصير عبود الطائي - العراق 30-11-2016 05:18 PM

الحمدُ لله ، والصلاه والسلامُ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ و من اهتدى بهداه وبعدُ : فقد راجعتُ هذا البحث بإمعانٍ وتدبرٍ وتدقيقٍ رجاءَ أن استدركَ شيئاً فاتَ أخانا في هذا البحث المشوق فغلبَ عليٌَََ أنَقُ العباراتِ ثم أمعنتُ أكثر للوصول إلى بُغيتي فغلبني ألَق الاحتجاجات فخلصتُ بعد ما يزيدُ على الساعة إلى حمدٍ لله وشكرٍ وثناءٍ أن وفقَ أخانا أ.د فهمي في أن يرتقي طريق العلماء سائلين الله تعالى له السداد والتوفيق بخالص الدعاء

3- بوركتم
حسن العراقي - العراق 20-03-2014 07:49 PM

الحمد لله على وجود أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل زمان ومكان اللهم زدنا حبا بحبيبنا محمد وشفعه فينا وارزقنا رؤيته في الدنيا والآخرة .

2- الرجوع إلى الله ورسوله ودينه
زائر - الجزئر 01-03-2014 02:00 PM

الطريق السهلة للنجاح في الامتحان الحق عند دخول دار الحق بحب الله والرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين بإحسان الى يوم الدين العلماء هم الهمزة الوصل إلى الصحابة والصحابة الى الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يأخذنا إلى من ينجينا من العذاب بعفوه ويدخلنا الجنة برحمته

1- الشكر
امل - مصر 07-03-2013 11:28 PM

أشكركم على المعلومات المفيد
شكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب