• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / أخلاق ودعوة
علامة باركود

تنبيه الهمام فيمن لهم أجران (4)

أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/9/2012 ميلادي - 7/11/1433 هجري

الزيارات: 8900

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تنبيه الهمام فيمن لهم أجران (4)


أولاً: الآيات والأحاديث الصحيحة في من لهم أجران

القسم الأول: أجور وصفيَّة:

أي: يأخذون الأجرينِ؛ لأنهم وُصفوا بهذا الوصف، وليس لهم كسبٌ في العمل:

1- أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

وذلك لقوله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 31].

 

قال الشِّنقيطيُّ:

"ذكر الله - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة أنَّ مَن قَنَتَ من نساءِ نبيِّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لله ولرسولِهِ وعمل عملًا صالحًا، أنَّ الله - جلَّ وعلا - يؤتيها أجرَها مرَّتين، والقُنوت: الطاعة، وما وعد اللهُ به - جل وعلا - مَن أطاع منهنَّ بإيتائها أجرَها مرَّتين في هذه الآية الكريمة، جاء الوعدُ بنظيرِه لغيرهنَّ في قوله - تعالى -: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [الأحزاب: 30]".

 

وقيل: أي نضاعف لها أجر عملها الصالح؛ حتى يكونَ ضِعفَ عملِ امرأة أخرى من غير نساء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم [1].

 

ولأمِّهات المؤمنين فضلٌ عظيم، فيجب علينا أن نعرف فضلَهم، ونتبرَّأ إلى اللهِ مما يقوله الرَّوافض من سبِّهم وتكفيرِهم.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله-:

ويتولَّون - أي: أهلُّ السنة والجماعة - أزواجَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمِّهاتِ المؤمنين، ويُؤمنون بأنهنَّ أزواجُه في الآخرة، وخصوصًا خديجة - رضي الله عنها - أم أكثرِ أولاده، وأوَّل من آمن به، وعضده على أمره، وكان لها منه المنزلةُ العالية.

 

والصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق - رضي الله عنها - التي قال فيها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فَضْلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضْلِ الثَّريدِ على سائِرِ الطَّعَامِ))[2] [3].

 

وزوجات النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- هن:

1- خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-:

تزوَّجها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو في خمسٍ وعشرين من عمره، وهي في سنِّ الأربعين، وهي أوَّل مَن تزوَّج من النساء، ولم يتزوَّج عليها غيرَها طيلةَ حياتِها.

 

2- سوْدةُ بنت زمعةَ -رضي الله عنها-:

تزوَّجها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في شوَّال سنة 10 من النبوة، بعد وفاة خديجةَ بأيَّام.

 

3- عائشة بنت أبي بكرٍ الصِّدِّيق -رضي الله عنها-:

تزوَّجها في شوال سنة 11 من النبوة بعد زواجه بسَوْدة بسنَة وقبل الهجرة بسنتين وخمسةِ أشهر، وتزوَّجها وهي بنت 6 سنين، وبنَى بها في شوال بعد الهجرة بسبعة أشهر، وهي بنتُ 9 سنين رغْمَ أنفِ جمال البنا، وكانت بكرًا، ولم يتزوَّجْ بكرًا غيرها، وكانت أحبَّ أزواجِه إليه، وأفضل نساء الأمة، وأعلمهنَّ على الإطلاق - رضي الله عنها - وعن أبيها.

 

4- حفصةُ بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنها-:

تزوَّجها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- سنة 3 هجريًّا بعد أن تأيَّمَتْ من زوجِها خُنيسِ بن حُذافةَ السَّهمي بين بدرٍ وأُحدٍ.

 

5 - زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها-:

من بني هلالِ بن عامر بن صعصعة، وكانت تُسمَّى أمَّ المساكين لرحمتِها إيَّاهم، ورقَّتِها عليهم، وكانت تحت عبدِالله بن جَحش، واستُشهد في أُحدٍ، فتزوَّجَها النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- سنة 4 هجريًّا، وماتت بعد الزَّواج بشهرينِ أو ثلاثة أشهر.

 

6- أم سلمة هند بنت أبي أمية -رضي الله عنها-:

وكانت تحت أبي سلمةَ، فمات عنها في جُمادى الآخر سنة 4 هجريًّا، فتزوَّجها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في شوَّال من نفس السَّنة.

 

7- زينب بنت جحش بن رباب -رضي الله عنها-:

من بني أسَد بن خزيمة، وهي بنت عمَّةِ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكانت تحت زيد بن حارثة، وتزوَّجها الرَّسول في ذي القعدة سنة 5 هجريًّا.

 

8- أم حبيبةَ رملةُ بنت أبي سُفيان -رضي الله عنها-:

كانت تحت عُبيدالله بن جَحشٍ، وهاجرت معه إلي الحبشة، فارتدَّ عبيدُالله وتنصَّر، وتُوفِّي هناك، وثبتت أمُّ حبيبة على دينها وهِجْرتها، فلما بَعث رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عمرَو بن أمَّية الضمري بكتابه إلى النجاشي في المحرَّم سنة 7 هجريًّا خطب عليه أمَّ حبيبة، فزوَّجها إياه، وبعث بها مع شُرَحبيل بن حسنة.

 

9- جويرية بنت الحارث (سيد بني المُصطلق من خُزاعة) -رضي الله عنها-:

كانت في مَن سُبِيَ من بني المصطلق في سهمِ ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها، فقضى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كِتابتَها وتزوَّجها في شعبان 6 هجريًّا.

 

10- صفية بنت حُيي بن أخطب -رضي الله عنها-:

مِن بني إسرائيل، وكانت من سبايا خيبرَ، فأعتقها، وتزوَّجها بعد فتح خيبر سنة 7 هجريًّا.

 

11- ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-:

أختُ أمِّ الفضل لُبابة بنت الحارث، وتزوَّجها في ذي القعدة في عُمرةِ القضية، بعد أن حَلَّ منها على الصَّحيح.

 

• أما الاثنتان اللتان لَم يبْنِ بهما، فواحدةٌ من بني كِلاب، وأُخرى من كِندةَ.

 

• أما السَّراري، فالمعروف أنه تسرَّى باثنتين، إحداهما: ماريةُ القبطيَّة؛ أهداها له المقوقِس، والثانية: ريحانة بنتُ زيد النَّضرية أو القرظية، كانت من سَبايا قُريظة.

 

قال قتادة -رحمه الله-:

تزوَّج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خمسَ عشْرةَ امرأةً، فدخل بثلاثَ عشْرة، وجمَع بين إحدى عشْرةَ، وتُوفي عن تسعٍ[4].

 

قال ابن عبد البَرِّ -رحمه الله-:

أزواجُه اللَّواتي لم يُختلف فيهنَّ، وهنَّ إحدى عشْرةَ امرأةً، منهنَّ ستٌّ من قريشٍ، وواحدةٌ من بني إسرائيل من ولَدِ هارونَ، وأربعٌ من سائر العربِ، وتوفِّي في حياته منهم اثنتانِ: خديجة بنت خويلد بن أسد بمكَّة، وزينبُ بنت خُزيمة بالمدينةِ، وتخلَّف منهنَّ تسعٌ بعده - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

وأما اللَّواتي اختُلف فيهنَّ ممن ابتنى بها وفارَقَها، أو عقَدَ عليها ولَم يدخلْ بها، أو خطبَها ولَم يتمَّ له العقدُ منها، فقد اختُلف فيهنَّ، وفي أسباب فِراقهنَّ اختلافًا كثيرًا، يوجب التوقُّفَ عن القطع بالصِّحة في واحدةٍ منهنَّ[5].

 

"قلتُ": التِّسع اللاتي قُبض عنهنَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: عائشةُ بنت أبي بكرٍ الصديق، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وأمُّ سلمةَ هندُ بنت أبي أمية بن المغيرة المخزوميَّة، وزينبُ بنت جحش الأَسدية، وأم حبيبة رملةُ بنت أبي سُفيان بن حرب بن أميَّة، وميمونةُ بنت الحارث بن حزن الهِلالية، وجُويريَةُ بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق، وصفيَّةُ بنت حُيي بن أخطب.

 

• وأمَّا السِّتُّ اللاتي من قريش: فخديجةُ بنت خويلد، وسَوْدة بنتُ زمعة، وأم سلمةَ هندُ بنت أبي أمية، وعائشةُ بنت أبي بكر الصِّدِّيق، وحفصةُ بنت عمر بن الخطاب، وأم حبيبةَ رملةُ بنت أبي سفيان.

 

• وأما الأربعُ اللاتي من سائر العرب: فزينبُ بنت جحش، وميمونةُ بنت الحارث، وزينبُ بنت خُزيمة، وجُويريَةُ بنت الحارث

 

• أما الواحدة التي من بني إسرائيل: فهي صفيَّةُ بنت حييِّ بنِ أخطب.

 

2- أُمَّة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-:

لحديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ: ((إنَّما أجلُكم في أجَلِ مَنْ خَلا مِن الأُمم ما بيْن صَلاةِ العصرِ إلى مغرِبِ الشَّمْسِ، وإنَّما مَثَلُكم ومَثَلُ اليَهُودِ والنَّصارى، كرَجُلٍ استَعمَل عمَّالاً، فقال: مَن يعمل لي إلى نصفِ النَّهار على قيراطٍ قيراطٍ؟ فعملَتِ اليهودُ إلى نصف النَّهار على قيراطٍ قيراطٍ، ثمَّ قال: مَن يعملُ لي مِن نصفِ النَّهارِ إلى صلاةِ العصر على قيراطٍ قيراطٍ؟ فعملَتِ النَّصارى مِن نصف النَّهار إلى صلاة العصر على قيراطٍ قيراطٍ، ثمَّ قال: مَن يعملُ لي مِن صلاةِ العصرِ إلى مغرِب الشمس على قيراطيْنِ قيراطيْنِ؟ ألا فأنتم الذين يعملون من صلاةِ العصر إلى مغرِب الشمس على قيراطيْنِ قيراطيْنِ، ألا لكم الأجرُ مرَّتين، فغضبت اليهودُ والنَّصارى، فقالوا: نحن أكثرُ عملاً وأقل عطاءً؟! قال اللهُ: هل ظلمتُكم من حقِّكم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فإنَّه فضْلي أُعطِيهِ من شئتُ))[6].

 

قال ابن حجرٍ -رحمه الله-:

هذا الحديثُ فيه مثَلٌ ضربَه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لهذه الأمَّةِ وللأُمَم السابقة، وفيه أنَّ نسبة زمن هذه الأمَّة إلى ما سبق كنسبةِ ما بعد العصر إلى غروب الشَّمس بالنِّسبة إلى أوَّل النهار، فإذا نسبْتَ ما بعد العصر إلى غروب الشمس إلى أوَّل النَّهار إلى العصر، تجدُ أن هذه الأمةَ سبقها أمَمٌ كثيرةٌ، وهي في آخر الناس، ونبيُّنا هو نبيُّ الساعة، فنسبةُ بقاء هذه الأمَّة في الدُّنيا إلى ما مضى كنِسبَةِ ما بعد العصر إلى غروب الشمسِ إذا نسبته إلى ما مضى من النهار، وبيَّنَ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن هذه الأمَّةَ أقلُّ عملاً، وأعظمُ أجورًا، وهذا فضْل الله يؤتيه من يشاء[7].

 

"قلت": هناك حقيقةٌ ينبغي الالتفاتُ إليها، وهي: أنَّ أيَّ أمة من الأمم السابقة لم تُوصَفْ بأنَّها الأمَّةُ الوسَط؛ لأنَّ الصِّفة إنما تتَّفق مع خيرية هذه الأمة التي جاءت وصفًا في قوله - تعالى -: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110].

 

وخيريَّةُ هذه الأمة من وجوهٍ:

أ- أمرُها بالمعروف، ونهيُها عن المنكر، وإيمانها باللهِ؛ كما في الآية.

 

ب- كونُها أكثرَ الأمم نفعًا للناس، كما فَسَّر أبو هريرةَ الآية الكريمة بقولِه: "خيرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ، تأتونَ بهم في السَّلاسلِ فِي أعناقِهم حتَّى يدخُلُوا في الإِسلامِ"[8].

 

جـ- كونُها أكثر النَّاس استجابةً للأنبياء، كما في حديث أنسٍ قال: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((أنا أَوَّلُ شَفِيعٍ في الجنَّةِ، لَمْ يُصدَّقْ نَبِيٌّ من الأنبِيَاءِ ما صُدِّقْتُ، وإنَّ من الأنبِيَاءِ نبِيًّا مَا يُصَدِّقُهُ من أُمَّتِهِ إلا رَجُلٌ واحِدٌ))[9].

 

د- كونُها لا تجتمع على ضلالةٍ.

 

هـ- كونُ كِتابِها خيرَ الكتب السَّماوية، ونبيِّها أفضلَ الأنبياء، وتقديمها على الأمم يوم الحشر، كما في الحديث المتَّفقِ عليه: ((نحنُ الآخِرُونَ السَّابقُونَ يوم القيامَةِ)) [10].

 

و- كونُها أكثرَ أهل الجنَّة، كما في الحديث: ((إنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أهلِ الجنَّةِ))[11] [12].

 

"قلتُ": في الحديث دليلٌ على جواز ضربِ الأمثال للتَّوضيح والتعليم.

 

3- الصَّحابي الجليل عامر بن الأكوع وجهادُه:

عن يزيدَ بنِ أبي عُبيد عن سلمةَ بن الأكوع - رضي اللهُ عنه - قال: خرجْنا مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى خيبرَ، فسِرْنا ليلاً، فقال رجلٌ من القوم لعامرٍ: يا عامرُ، ألاَ تُسمعنا من هُنَيْهاتِكَ، وكان عامرٌ رجلاً شاعرًا، فنزل يحدو بالقومِ يقول:

 

اللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فَدَاءً لَكَ مَا أَبْقَيْنَا
وَثَبَّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا

 

فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من هذا السائق؟)) قالوا: عامرُ بن الأكوعِ، قال: ((يرحمُه اللهُ)) قال رجلٌ من القوم: وجبَتْ يا نبيَّ اللهِ، لولا أمتعتنا به.

 

فأتينا خيبرَ، فحاصرناهم حتى أصابَتْنا مخمصةٌ شديدةٌ، ثمَّ إنَّ اللهَ - تعالى - فتَحها عليهم، فلمَّا أمسى النَّاسُ مساءَ اليوم الذي فُتحت عليهم، أوقدوا نيرانًا كثيرةً، فقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما هذه النِّيران؟ على أيِّ شيء توقدون؟)) قالوا: لحم حُمُرِ الإنسية، قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَهريقُوها واكسِروها))، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أو نُهريقُها ونغسِلها؟ قال: ((أو ذاك))، فلما تصَافَّ القوم، كان سيفُ عامرٍ قصيرًا، فتناول به ساقَ يهوديٍّ ليضربَه، ويرجعُ ذبابُ سيفِه، فأصابَ عينَ ركبة عامرٍ، فمات منه، قال: فلما قفَلوا، قال سلمةُ: رآني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذٌ بيدي، قال: ((ما لك؟))، قلت له: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرًا حبِط عمله، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ((كذَبَ مَن قاله، إنَّ له لأجرينِ - وجمعَ بين إصبعيه - إنه لجاهدٌ مجاهدٌ، قلَّ عربيٌّ مشى بها مثلَهُ)) [13].

 

"قلتُ": في الحديث منقبةٌ لعامر بن الأكوع واضحةٌ.

 

قال النووي -رحمه الله-:

"فله أجرٌ بكونه جاهدًا؛ أيْ مجتهدًا في طاعة اللهِ تعالى، شديدَ الاعتناءِ بها، وله أجرٌ آخرُ: بكونِه مجاهدًا في سبيلِ اللهِ، فلمَّا قامَ بوصفينِ كان له أجرانِ [14].

 

"قلتُ": فيه دليل على نجاسة لحوم الحُمر الأهلية، وهو مذهب الجمهور، وفيه جوازُ الجرح والتَّعديل؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كَذَبَ مَنْ قَالَهُ))؛ أيْ: أخطأ، وفيه شدَّةُ معاناة الصَّحابة في الجهاد، وذلك من قولهم: "حتَّى أصابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَديدَةٌ"، وفيه أن بعد العُسْر يُسرًا؛ وذلك لقولهم: "ثُمَّ إِنَّ اللهَ - تعالى - فتحها عليهم".

 

4- الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-:

لحديث عبدِالله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكرٍ الصِّدِّيق: أصبتُم اسمه، عُمَرُ قَرْنٌ من حديدٍ، عثمان ذو النُّورين، أصبتم اسمَه، قُتِل مظلومًا، أوتي كِفليْنِ من الأجرِ[15].

 

"قلتُ": في الحديث منقبةٌ واضحة لذي النورين عثمان بن عفان، ثالث الخلفاء الرَّاشدين، ومن العشَرة المبشَّرين بالجنة، وأحد الصحابة الذين جَمعوا القرآنَ، وبشَّرَه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالشَّهادة، وجهَّزَ جيش العُسْرة، وحفَر بئر رومة، وقال عنه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((والله إن الملائكة تَسْتَحِي منه))[16].

 

5- المؤذِّن:

عن أبي أمامة أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((المؤذِّنُ يُغفر له مَدَّ صوتِه، وأجرُه مثل أجرِ مَن صلَّى معه))[17].

 

قال ابنُ العربيِّ المالكي -رحمه الله-:

والمؤذِّنون أفضلُ جماعةٍ دعتْ إلى الله عن أمرِ الله ورسوله، ولولا رِفقُ المصطفى - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - بأمته لأذَّن، فإنه لو أَذَّن وتَخلَّف عن إجابته من سَمِعه إذا قال: "حيَّ على الصلاة" عصى، وكان بالمؤمنين رحيمًا[18].

 

"قلتُ": أما فضْل المؤذِّنين، فقد ثبَت في غير ما حديثٍ، نذكر منها على سبيل المثال حديثَ طلحة بن يحيى، عن عمِّهِ قال: كنتُ عند معاويةَ بن أبي سفيان، فجاءه المؤذِّن يدعوه إلى الصَّلاة، فقال معاوية: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقولُ: ((المؤذِّنونَ أطْوَلُ النَّاسِ أعناقًا يومَ القيامةِ))[19].

 

وحديث أبي هريرة في (الصَّحيحين) مرفوعًا: ((لو يعلمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ ثمَّ لَمْ يَجِدُوا إلا أنْ يستَهِمُوا عليه، لاستَهَمُوا، ولو يعلمونَ ما في التَّهْجِيرِ، لاستبقُوا إليه، ولو يعلمون ما فِي العَتَمَةِ والصُّبْحِ، لأتوْهُمَا ولو حَبْوًا))[20].

 

6- الغريق:

لِحديث أمِّ حَرَامٍ أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ: ((المائِدُ في البَحْرِ الَّذِي يُصِيبُهُ القيءُ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ، والغَرِقُ لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ))[21].

 

أمُّ حَرَام -بفتح الحاء والرَّاء المهمَلتين- هي خالةُ أنس بن مالك - رضي الله عنه - واعلم أنَّ أمَّ حرامٍ وأمَّ سُلَيم شقيقتان، قال الحافظُ: أمُّ حرامٍ بنت مِلحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية، خالةُ أنسٍ صحابيَّةٌ مشهورة، وقال: أمُّ سُليمٍ بنت ملحان بن خالد الأنصارية، والدةُ أنسِ بن مالك اشتهرت بكنيتِها، وكانت من الصَّحابيات الفاضلات، ثم اعلم أنَّه يقالُ لأمِّ سليمٍ: (الرُّميصاءُ) أو (الغُميصاءُ)، ويقال: اسمُها سَهلة، أو رُميلة، أو رُميثة، أو مُليكة، أو أُنيثة، وكلاهما ماتت في خلاقة عثمانَ بن عفان[22].

 

والغرِقُ: قال في "النِّهاية": هو بكسر الرَّاء، الذي يموتُ بالغرَق، وقيل: هو الذي غلبَه الماءُ ولَم يغرقْ، فإذا غرِق فهو غريق، وردَّه في المشارق، وقال: الغرِقُ والغريق كلاهما واحدٌ، والله أعلم[23].

 

وقال محمد فؤاد عبدالباقي -رحمه الله-:

قوله: "والمَائِد": هو الذي يُدَارُ برَأْسِهِ مِن رِيح البحر واضْطِرَاب السَّفِينَة بِالأَموَاجِ[24].

 

القسم الثاني: أجورٌ مكتَسبة:

أي: يُضاعَف أجرُهم بكَسْبهم وقيامِهم للعمل:

1- النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مرضِهِ:

لِما ثبَت عن عبدالله بن مسعودٍ قال: دخلْتُ على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يُوعَكُ، فمسستُه بيدي، فقلت: يا رسولَ اللهِ، إنَّك لتُوعَكُ وعكًا شديدًا، قال: ((أجلْ، إني أُوعَكُ كما يُوعَك رجُلانِ منكم))، قال: قلت: لأنَّ لك أجرين؟ قال: ((نعَم، والذي نفسي بيده، ما على الأرض مسلمٌ يصيبه أذًى؛ مرضٌ فما سواه، إلا حطَّ الله به عنه من خطاياه كما تحطُّ الشَّجرةُ ورَقَها))[25].

 

قال ابن حجر -رحمه الله-:

الوَعْكُ: بفتح الواو وسكون العينِ المهمَلة: الحمَّى، وقد تُفتَح، وقيل: ألَمُ الحمَّى، وقيل: تعَبُها[26].

 

"قلت": في الحديث دليلٌ على مضاعفة الأجرِ بشدَّة الحمَّى، وفيه أيضًا أن المرضَ يكفِّر السَّيئات؛ لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما على الأرض مسلمٌ يصيبه أذًى، مرضٌ فما سواه، إلا حطَّ الله به عنه من خطاياه كما تحطُّ الشَّجرةُ ورَقَها)).

 

وفيه جواز أن يتكلَّم المسلم بما يشتكي من غير تضجُّرٍ، وأن هذا لا ينفي الصبرَ؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إني أُوعَك كما يُوعَك رجُلان منكم)).

 

وفيه أدب من آداب زيارة المريضِ، وهو وضعُ اليد على المريض؛ لقول ابن مسعودٍ: "فمسستُه بيدي"، وبه بوَّب البخاري قال: بابٌ: وضعُ اليد على المريض.

 

قال ابن بطَّال -رحمه الله-:

في وضع اليد على المريض تأنيسٌ له، وتعرُّف لشدَّة مرضِه؛ ليدعو له بالعافية على حسَب ما يبدو له منه، وربما رقَاه بيدِه، ومسحَ على ألَمِه بما ينتفع به العليلُ إذا كان العائدُ صالحًا.

 

وقال ابن حجَرٍ - رحمه الله -:

وقد يكون العائدُ عارفًا بالعلاج، فيعرفُ العلَّة، فيصف له ما يناسبه[27] [28].

 

2- الحاكم إذا اجتهد فأصاب:

وذلك لِما ثبَت في (الصحيحين) من حديث أبي هريرة، وعمرِو بن العاص أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا اجتهد الحاكمُ فأصابَ، فله أجرانِ، وإذا اجتهد فأخطأ، فله أجرٌ))[29].

 

نقول: قد يتبادر إلى الذهن سؤالٌ، وهو: هل لكلِّ حاكمٍ أن يجتهد؟

الجواب:

قال النَّوويُّ - رحمه الله -:

قال العلماء: أجمع المسلمونَ على أنَّ هذا الحديثَ في حاكمٍ عالِمٍ، أهْلٍ للحُكم؛ فإن أصاب فله أجرانِ: أجرٌ باجتهادِه، وأجرٌ بإصابتِه، وإن أخطأَ فله أجرٌ باجتهاده، قالوا: فأمَّا مَن ليس بأهلٍ للحُكم، فلا يحِلُّ له الحُكمُ، فإنْ حكَم فلا أجرَ له، بل هو آثمٌ، ولا ينفُذُ حكْمُه، سواءٌ وافَق الحقَّ أم لا؛ لأنَّ إصابتَه اتِّفاقيةٌ، ليست صادرةً عن أصلٍ شرعيٍّ، فهو عاصٍ في جميع أحكامه، سواءٌ وافق الصوابَ أم لا، وهي مردودةٌ كلُّها، ولا يُعذَرُ في شيء من ذلك، وقد جاء في الحديثِ في السُّنن: ((القضاة ثلاثةٌ: قاضٍ في الجنة، واثنان في النار، فأمَّا الذي في الجنَّة، فرجلٌ عرَف الحقَّ فقضى به، وقاضٍ عرَف الحقَّ فقضى بخلافه، فهو في النَّار، وقاضٍ قضى على جهلٍ، فهو في النار))[30] [31].

 

"قلت": والحديثُ لَم يفرِّق إذا قضى على جهلٍ فأصاب أم لَم يُصِبْ، فشمل الأمرينِ، والله أعلم.

 

وهناك سؤالٌ آخر، وهو: هل كل مجتهدٍ مصيب؟

نقول: الحديث دليلٌ واضح على أنَّ المصيب واحد، كما قال الشَّافعي وأصحابه.

 

وقال الشَّوكانيُّ -رحمه الله-:

فقد دلَّ - أي: الحديثُ - دلالةً بيِّنةً أنَّ للمجتهد المصيب أجريْنِ، وللمجتهد المخطأ أجرًا، فسمَّاه مخطئًا، وجعل له أجرًا، فالمخالِف للحق بعد الاجتهادِ مخطئٌ مأجورٌ، وهو يردُّ على من قال: إنَّه مصيب، ويردُّ على من قال: إنه آثمٌ، ردًّا بيِّنًا، ويدفعه دفعًا ظاهرًا[32].

 

وقال ابن حزم -رحمه الله-:

ومن ادَّعى أن الأقوال كلَّها حقٌّ، وأن كلَّ مجتهدٍ مصيبٌ، فقد قال قولاً لَم يأتِ به قرآنٌ ولا سنَّة ولا إجماعٌ ولا معقولٌ، وما كان هكذا، فهو باطلٌ، قال - تعالى -: ﴿ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [يونس: 32]، وقال: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].

 

"قلت": عليه؛ فلكلِّ مجتهدٍ نصيبٌ، وليس كلُّ مجتهدٍ مصيبًا، فانتبه رعاك اللهُ.

 

3- مَن حافَظ على صلاة العصر:

عن أبي بصرة الغِفاريِّ قال: صلَّى بنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - العصر بالمُخَمَّصِ فقال: ((إنَّ هذه الصلاةَ عُرضت على مَن كان قبلكم فضيَّعوها، فمَنْ حافَظ عليها كان له أجرُهُ مرَّتين، ولا صلاةَ بعدها حتى يطلعَ الشَّاهد)) والشَّاهد: النَّجم[33].

 

اشتمل الحديثُ على عدَّةِ فوائد، منها:

استدلَّ به الجمهور، وطاوس وعطاء، ووهب بن منبِّه، على أنَّ أول وقت المغرب حين طلوع النَّجم، والرَّاجح أنَّ أوَّل وقتها إذا غابت الشمس، وآخرَ وقتها إلى مغيبِ الشَّفق الأحمر؛ وذلك لحديث عبدالله بن عمرو أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((وقت صلاةُ المغرب إذا غابت الشَّمسُ، ما لَم يَغِبِ الشَّفَقُ))[34] [35].

 

وفيه: فضيلةٌ ظاهرة لِمن حافَظ على صلاة العصر، فهي الصَّلاة الوُسطى على الصَّحيح، خُصَّت بالمحافظة، فمَن حافظ عليها كان له أجرُهُ مرَّتين: إحداهما: للمحافظةِ عليها، خلافًا لمن قبلهم، وثانيتهما: أجرُ عملِه كسائر الصَّلوات؛ قاله الطيبي - رحمه الله.

 

أو أجرٌ للمحافظة على العبادة، وأجرٌ لتركِ البيع والشِّراء بالزَّهادة، فإنَّ وقتَ العصر كان زمانَ سُوقِهم، وأوانَ شُغلهم.

 

وقال ابن حجَرٍ -رحمه الله-:

مرَّة لفضلها؛ لأنها الوُسطى، ومرَّة للمحافظة عليها، ومشاركة بقية الصلوات لها في هذا لا تؤثِّر في تخصيصها بمجموعِ الأمرين[36].

 

وقال النَّووي -رحمه الله-:

كما أنَّ المحافَظة على صلاة العصر سببٌ في دخول الجنَّة، كما في حديث أبي موسى الأشعريِّ قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من صلَّى البَرْدَيْنِ دخل الجنَّةَ))[37]، وفيه فضيلةُ صلاة العصر، وشدَّةُ الحثِّ عليها[38].

 

قال الحافظ ابن حجَرٍ -رحمه الله-:

والبَرْدانِ: صلاةُ الصُّبح والعصر سمِّيَتا برديْنِ؛ لأنَّهما تصلَّيان في بَرْدَيِ النَّهار، وهما طرَفاه حين يَطيبُ الهواء، وتذهب سَوْرةُ الحرِّ[39].

 

"قلت": هذا الفضل جاء الوعيدُ بضدِّه لِمَن ضيَّعَ صلاة العصر بحُبوطِ عملِه، كما في حديث بُريدة أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن ترك صلاةَ العصرِ، فقد حبِط عملُه))[40]، وكما في حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الذي تفوتُه صلاةُ العصرِ كأنَّما وُتِرَ أهلَه ومالَه))[41].

 

4- من فطَّر صائمًا:

وذلك لحديث زيد بن خالد الجُهنيِّ أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غيرَ أنه لا ينقصُ من أجرِ الصَّائم شيئًا))[42].

 

قال ابن الملك -رحمه الله-:

التَّفطير: جعْلُ أحدٍ مُفطرًا؛ أيْ: مَن أطعم صائمًا، قال القاري: أي عند إفطارِه، كان له؛ أي: لمن فطَّر، مثلُ أجرِه؛ أي: الصَّائم[43].

 

قال الطَّبري -رحمه الله-:

وفيه من الفقه أنَّ كلَّ من أعان مؤمنًا على عملِ بِرٍّ فللمُعينُ عليه أجرٌ مثلُ العامل، وإذا أخبر الرَّسولُ أنَّ مَن جهَّز غازيًا فقد غزا، فكذلك مَن فطَّر صائمًا أو قوَّاه على صومِه، وكذلك من أعان حاجًّا أو معتمرًا بما يتقوَّى به على حَجِّه أو عُمرتِه حتى يأتي ذلك على تمامِه، فله مثلُ أجرِه، ومن أعان فإنما يجيء من حقوقِ الله بنفسِه أو بماله حتى يغلِبَه على الباطل بمعونةٍ فله مثلُ أجرِ القائمِ، ثمَّ كذلك سائرُ أعمال البِرِّ، وإذا كان ذلك بحُكمِ المعونةِ على أعمال البِرِّ، فمثلُهُ المعونةُ على معاصي اللهِ وما يكرهُه اللهُ للمُعينِ مِن الوِزْر والإثمِ مثلُ ما لعاملِها، وكذلك نهى الرَّسولُ عن بيعِ السُّيوف في الفتنة، ولعن عاصر الخمرِ ومُعتصِرها، وحاملها والمحمولة إليه، وكذلك سائرُ أعمال الفجورِ[44].

 

وقالَ الطيبي -رحمه الله-:

نظَمَ الصَّائمَ في سِلك الغازي؛ لانخراطهما في معنى المجاهدةِ مع أعداء اللهِ، وقدَّم الصَّائم؛ لأنَّ الصَّوم من الجهادِ الأكبر، جهاد النَّفس بكفِّها عن شهواتها[45].

 

5- من علَّمَ علمًا:

وذلك لحديث سهلِ بن معاذ بن أنس، عن أبيه أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن علَّمَ علمًا، فله أجرُ مَن عمِل به، لا ينقُصُ من أجرِ العامل شيءٌ))[46].

 

في الحديث فضلُ مَن علَّم النَّاس الخير، ولهذا الشَّرف فضائلُ عديدة، منها:

• أنَّ تعليمَ النَّاس الخيرَ مِن عمل الأنبياء.

 

• وفضل تعليم النَّاس أمورَ دينِهم، حيثُ إنَّ مَن علَّم عِلمًا، أو دعا إلى هدًى فله مثلُ أجور العاملين به.

 

• وعِظَمُ أجرِ معلِّمِ النَّاس الخيرَ؛ حيث يُثني عليه اللهُ - تعالى - ويستغفرُ له أهلُ السَّمَوات والأرض؛ لِما يحصُل في الأرض مِن الخيرِ مِن نشْرِ العِلم، وفضل الدَّعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر.

 

ونذكُر من الأدلَّة على ذلك:

• أنَّ الله - سبحانه وتعالى - أشهَدَهم على وَحْدانيَّته، فقال: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].

 

• لَم يأمُرِ اللهُ - سبحانه وتعالى - نبيَّهُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الاستزادةِ من شيءٍ في الدنيا إلا ما كان مِنَ العِلْم؛ حيث قال: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].

 

• أنَّ الله كتَب لهم الرِّفعة في الدُّنيا، قال - تعالى -: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11]، وقال - تعالى -: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].

 

• هم أخشى الخلقِ لله، قال - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28].

 

• هم أبصرُ النَّاس بالحقائق وقت الفتن، قال - تعالى -: ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾ [القصص: 79، 80].

 

وقال - سبحانه - عن بني إسرائيل: ﴿ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 161، 162].

 

• هم ورَثة الأنبياء؛ ففي حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سلَك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلَك اللهُ به طريقًا مِن طُرق الجنَّة، وإنَّ الملائكة لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العلم، وإنَّ العالم ليستغفِرُ له مَن في السَّموات ومَن في الأرض، والحيتانُ في جوف الماء، وإنَّ فضلَ العالِم على العابدِ كفضل القمر ليلةَ البدرِ على سائر الكواكب، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء، وإنَّ الأنبياءَ لَم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلم، فمن أخَذَه أخَذ بحظٍّ وافرٍ))[47].

 

• هم الطَّائفة المنصورة؛ ففي حديث معاوية - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تزالُ طائفةٌ من أمتي قائمةً بأمرِ الله، لا يضرُّهم مَن خذَلهم أو خالَفهم حتَّى يأتي أمرُ الله، وهم ظاهرون على الناس))[48].

 

قال البخاريُّ:

هم أهلُ العلم.

 

وقال الإمامُ أحمدُ عن هذه الطَّائفة:

إن لم يكونوا أهلَ الحديثِ، فلا أدري مَن هم.

 

قال القاضي عياضٌ:

أراد أحمدُ أهلَ السنَّة ومَن يعتقِدُ مذهبَ الحديث.

 

• إذا مات العالِمُ فعلمُه باقٍ يُنتفع به، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا مات الإنسانُ انقطعَ عنه عملُهُ إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له))[49].

 

• أهلُ العلمِ أمرَ الله بطاعتِهم، قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].

 

فَوُلاةُ الأمرِ تشملُ الأمراءَ والحكَّام، وتشمل العلماءَ وطلبة العلمِ، وذلك يكونُ في الطَّاعة؛ إنما الطَّاعة في المعروف.

 

• أنَّ الجهاد وما له من فضلٍ قد أوجب اللهُ على طائفةٍ التَّخلُّفَ عنه ليتفقهوا في الدِّين ويعلِّموا المجاهدين إذا رجعوا، كما قال - تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122].

 

6- الذي يقرأ القُرآن وهو عليه شاقٌّ:

وذلك لِما ثبت عن عائشةَ أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الماهرُ بالقُرآن مع السَّفرة الكِرام البَرَرة، والذي يقرؤُه ويتتعتعُ فيه وهو عليه شاقٌّ، له أجرانِ))[50].

 

وفي الرِّواية الأخرى: ((وهو يشتدُّ عليه، له أجرانِ))، السَّفرةُ: جمعُ سافرٍ ككاتبٍ وكتَبة، والسَّافرُ: الرَّسول، والسَّفَرة: الرُّسل؛ لأنَّهم يَسْفِرون إلى النَّاسِ برِسالات الله، وقيل: السَّفَرة: الكتَبة، والبَررةُ: المُطيعونَ مِنَ البِرِّ، وهو الطَّاعة، والماهرُ: الحاذقُ الكاملُ الحفظِ الَّذي لا يتوقَّف ولا يشقُّ عليه القراءة بجودة حفظِه وإتقانِه.

 

قال القاضي -رحمه الله-:

يحتمل أن يكونَ معنى كونِه مع الملائكةِ: أنَّ له في الآخرة منازلَ يكونُ فيها رفيقًا للملائكة السَّفرة؛ لاتِّصافِه بصفتِهم مِن حملِ كتابِ الله - تعالى.

 

قال: ويُحتمل أنْ يُراد أنَّه عاملٌ بعملِهم، وسالكٌ مسلكَهم، وأمَّا الذي يتتعتعُ فيه، فهو الذي يتردَّد في تلاوته؛ لضعفِ حفظِه، فله أجرانِ: أجرٌ بالقراءةِ، وأجرٌ بتتَعْتُعِه في تلاوتِه ومشقَّتِه.

 

قال القاضي -رحمه الله- وغيره من العلماء:

وليس معناه الذي يتتعتع عليه: له من الأجرِ أكثرُ من الماهر به، بل الماهرُ أفضلُ وأكثر أجرًا؛ لأنَّه مع السَّفرة، وله أجورٌ كثيرة، ولَم يذكُر هذه المنزلةَ لغيره، وكيف يلحَقُ به مَن لَم يعتنِ بكتابِ الله - تعالى - وحفظِه، وإتقانِه، وكثرةِ تلاوتِه، وروايتِه كاعتنائه حتَّى مهر فيه؟ والله أعلمُ[51].

 

قيل: هو يضاعَف له في الأجرِ على الماهر؛ لأنَّ الأجرَ بقدر التَّعب، وقيل: بل المضاعفة للماهرِ لا تُحصى؛ فإنَّ الحسنةَ قد تُضاعف إلى أربعمائةٍ[52].

 

"قلت": بل الحسنةُ عمومًا تتضاعفُ إلى سبعمائة ضِعفٍ ويَزيدُ، كما في حديثِ ابن عبَّاسٍ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما يروي عن ربه - عزَّ وجلَّ - قال: ((إنَّ اللهَ كتَب الحسناتِ والسَّيِّئات، ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسَنةٍ فلم يعمَلْها، كتبَها اللهُ له عنده حسنةً كاملةً، فإنْ هو همَّ بها فعمِلها، كتبَها اللهُ له عنده عشْرَ حسَناتٍ إلى سبعمائةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، ومَن همَّ بسيئةٍ فلم يعمَلْها، كتبَها اللهُ له عنده حسنةً كاملةً، فإنْ هو همَّ بها فعمِلها، كتبَها الله له سيئةً واحدةً))[53].

 


[1] "أيسر التفاسير" (1020).

[2] البخاري (3769)، ومسلم (2431).

[3] "العقيدة الواسطية" 1/23.

[4] "تهذيب الأسماء واللغات" 1/27، نقلاً من كتاب: "وقفات تربوية مع السيرة النبوية" (31) للشيخ أحمد فريد.

[5] انظر: "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" 1/16.

[6] أخرجه البخاري، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل (3459)، وباب: الإجارة إلى صلاة العصر، واللفظ له، وأطرافه (557)، (2268)، (2269)، (5021)، (7467)، (7533)، والترمذي، باب: ما جاء في مثل ابن آدم وأجله وأمله (2871)، و"الموطأ رواية محمد بن الحسن" باب: التفسير (1007)، وأحمد في "المسند" (4603)، وأبو يعلى في "المسند" (5705)، وابن حبان في "صحيحه" (6765)، وعبد بن حميد في "المسند" (775)، البيهقي في "السنن الكبرى" 6/118.

[7] "فتح الباري" 2/47.

[8] البخاري (4557).

[9] مسلم (506).

[10] (متفق عليه) من حديث أبي هريرة: البخاري (238)، ومسلم (2018).

[11] (متفق عليه) من حديث عبدالله بن مسعود: البخاري (6528)، ومسلم (221).

[12] "الأمة الوسط والمنهاج النبوي في الدعوة إلى الله" (24- 25) لعبدالله بن عبدالمحسن التركي.

[13] (متفق عليه) من حديث سلمة بن الأكوع، أخرجه البخاري، باب: غزوة خيبر (4196)، أطرافه (2477، 5497، 6148، 6331، 6891)، ومسلم، باب: غزوة خيبر (1802)، وأبو داود، باب: الرجل يموت بسلاحه (2538)، وابن حبان (6935)، وأبو عوانة (6189)، والبيهقي (8/110)، وابن أبي شيبة (36874)، وأحمد (16586)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 14/406، و"المعجم الكبير" للطبراني (6103).

[14] "شرح مسلم" 12/233.

[15] (صحيح) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (137)، ابن أبي شيبة في "المصنف" 7/31، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 1/221، و"السنة" لابن أبي عاصم (957)، و"مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (14538)، قال الهيثمي عقب الحديث: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير عقبة بن أوس، وهو ثقة.

وصححه الألباني في "ظلال الجنة" (1154) فقال عقب الحديث: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة، وهو صدوق كما في التقريب.

(قلت) ويأخذ حكم الرفع للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأن فيه ثوابًا، ولا يقال من قبل الرأي، والله أعلم.

[16] مسلم (2401).

[17] (صحيح) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7942)، وقال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير ضعيف، وقال الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (236): صحيح لغيره، وله شاهد عند أحمد 4/284، والنسائي 2/13 من حديث البراء، وصححه ابن السكن كما في "التلخيص" 1/398، وقال المنذري 1/109: إسناده جيد حسن، وكذلك السيوطي في "جامع الأحاديث" 8/212، وقال الحافظ ابن حجر في "النتائج" 1/320: هو مما تفرد به معاذ، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن فيه عنعنة قتادة، وشيخه.

(قلت) معاذ: هو ابن هشام الدستوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي، وشيخه: هو أبو إسحاق السَّبيعي، والأخيران مشهورانِ بالتَّدليس، والعلم عند الله.

[18] "فيض القدير" 6/249.

[19] مسلم (387).

[20] (متفق عليه) من حديث أبي هريرة؛ البخاري (615)، ومسلم (437).

[21] (صحيح) أخرجه أبو داود، باب: فضل الغزو في البحر (2493)، والحميدي في "مسنده" (349)، وكذا ابن أبي عاصم في "الجهاد" 2/98، وابن عبدالبر في "التمهيد" 1/239.

قال الألباني: جاء من طُرق عن مروان بن معاوية، أخبرنا هلال بن ميمون الرملي، عن يعلى بن شداد، عن أم حرام به....

وهذا إسناد حسن رجاله ثقات، غير أن أبا حاتم قد قال في هلالٍ هذا: ليس بقويٍّ يكتب حديثه، ووثَّقه ابن معين والنسائي وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق (1028)، "إرواء الغليل" 5/16، و"صحيح الجامع" (6642).

[22] "تقريب التهذيب" (1378، 1381).

[23] "عون المعبود" 5/382.

[24] "التعليق على سنن ابن ماجه" 2/502.

[25] (متفق عليه) من حديث عبدالله بن مسعود، أخرجه البخاري، باب: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأول فالأول (5648)، ومسلم، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها (2571)، والنسائي في "السنن الكبرى" (7483)، و"مسند أحمد" (4291)، و"مسند الطاليسي" (364)، و"مشكل الآثار" (1835)، البغوي في "السنة" باب: شدة المرض 3/25، و"مصنف ابن أبي شيبة" (263)، والبيهقي في "شعب الإيمان" باب في أي الناس أشد بلاء (9772).

[26] "الفتح" 10/130.

[27] "الفتح" 10/142.

[28] لشيخنا العزازي – حفظه الله- رسالة مفيدة في آداب المريض وزيارته ضمن سلسلة (المنة الربانية في الآداب الإسلامية).

[29] (متفق عليه) من حديث عمرو بن العاص وأبي هريرة:

حديث عمرو بن العاص، رواه البخاري، باب: أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ (7352)، ومسلم، باب: بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ (1716)، وابن ماجه، باب: ما جاء في الحاكم يصيب الحق (2314).

وحديث أبي هريرة رواه البخاري، ومسلم في الشواهد في المواضع السابقة، والترمذي، باب: ما جاء في الحاكم يصيب ويخطئ (1326)، وأبو عوانة، باب: ما للحاكم من الأجر (5167)، وابن الجارود في "المنتقي" باب: ما جاء في الأحكام (996)، وأبو يعلى في "مسنده" (5903).

[30] رواه الترمذي (1185)، أبو داود (3573)، وابن ماجه (2365)، وصححه الألباني لغيره في "الإرواء" (2614)، و"المشكاة" (3735).

[31] "شرح مسلم" 12/20.

[32] "السيل الجرار" 1/20.

[33] (صحيح) أخرجه مسلم، باب: الأوقات المنهي عن الصلاة فيها (830)، واللفظ له، وأحمد في "المسند" (27986)، والنسائي (520)، 1/259، وابن حبان (1492)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (697)، وعبدالرزاق في "مصنفه" (2209)، والبيهقي في "سننه" (2198)، وأبو يعلى في "مسنده" (7049)، وأبو عوانة في "مسنده" (825)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (915).

[34] رواه مسلم (612).

[35] "تمام المنة" للعزازي 1/164.

[36] "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" 4/162.

[37] البخاري (574)، ومسلم (1470).

[38] "شرح مسلم" 6/163.

[39] "الفتح" 1/64.

[40] (متفق عليه) البخاري (553)، ومسلم (626).

[41] (متفق عليه) البخاري (552)، ومسلم (1448).

[42] (صحيح) أخرجه أحمد (17074)، والدارمي (1702)، والترمذي (807)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (17416)، وابن حبان (3429)، البيهقي في "شعب الإيمان" (4121)، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1078).

وللحديث ألفاظ أخري منها:

((مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ - أَوْ كُتِبَ لَهُ - مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أو خلَفَه في أهلِه، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِه، إلا أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْئًا)).

أخرجه أحمد (17074)، وعبد بن حميد (276)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3952)، وفى "السنن الكبرى" (7926)، وابن حبان (4633)، والطبراني (5272)، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (1746).

والحديث أصله في "سنن الترمذي" (807) ((مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ))، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (807).

[43] "تحفة الأحوذي" 2/350.

[44] "شرح البخاري" لابن بطال 5/52- 53.

[45] "فيض القدير" 6/243.

[46] (صحيح) أخرجه ابن ماجه، باب: ثواب من علَّم الناس الخير (240) من طريق أنس: قال حدَّثَنَا أحمَدُ بن عِيسَى المِصْرِيُّ، حدَّثَنَا عَبْدُاللهِ بن وَهْبٍ، عن يَحْيى بن أيُّوبَ، عن سَهْلِ بن مُعَاذِ بن أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ... الحديث، وحسنه لغيره الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (77)، و"صحيح الجامع" (6369)، و"صحيح ابن ماجه" (196)، وقال البوصيري في "الزوائد": المتن ثابتٌ معنًى، وإن تكلم في الزوائد على إسناده فقال: فيه سهل بن معاذ: ضعفه ابن معين، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات والضعفاء، ويحيى بن أيوب، قيل: إنه لم يُدرك سهل بن معاذ؛ ففيه انقطاع.

[47] (حسن) أبو داود (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجه (223)، وحسنه الألباني في "المشكاة" (15).

[48] البخاري (3116)، ومسلم (1924) واللفظ له.

[49] مسلم (1631).

[50] (متفق عليه) من حديث عائشة، البخاري، كتاب: التفسير، تفسير سورة عبس (4937)، ومسلم، باب: فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه (798)، وأبو داود، باب في ثواب قراءة القرآن (1456)، وابن ماجه، باب: ثواب القرآن (3931)، وأحمد في "مسند عائشة" (24943، 24711)، وعبدالرزاق (4194)، والنسائي في "الكبرى" (11646)، والترمذي، باب: ما جاء في فضل قارئ القرآن (3151)، وقال: حسن صحيح، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1957)، وابن حبان، باب: قراءة القرآن (767)، والبغوي في "السنة"، باب: فضل تلاوة القرآن.

[51] "شرح مسلم" للنووي 3/152.

[52] "حاشية السندي على ابن ماجه" 7/171.

[53] البخاري (6491)، مسلم (131).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تنبيه الهمام فيمن لهم أجران (1)
  • تنبيه الهمام فيمن لهم أجران (2)
  • تنبيه الهمام فيمن لهم أجران (3)
  • تنبيه الهمام فيمن لهم أجران (5)
  • تنبيه الهمام فيمن لهم أجران (6)
  • الأحاديث الضعيفة الواردة فيمن لهم أجران (1)

مختارات من الشبكة

  • تنبيه المشيع للموتى والزائر للمقابر إلى بدع ومخالفات وتنبيهات وملاحظات وعظات ومسائل تتعلق بالمقابر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تنبيه الهمام فيمن لهم أجران (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة شرح ألفاظ التنبيه وتهذيب لغاتها واشتقاقها (الجزء الثالث)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة التحرير شرح ألفاظ التنبيه وتهذيب لغاتها واشتقاقها(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فاتخذوه عدوا: تنبيهات مهمة للتصدي لعداوة الشيطان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تنبيهات لغوية من واقع انتصار ثورتنا السورية(كتاب - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)
  • خطبة: تنبيهات لبعض مسائل الطهارة والوضوء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منظومة: تنبيه الأماجد في معرفة حرمة المساجد (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تنبيه على تحقيق كتاب: جامع البحرين في مسائل العلمين(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تنبيهات دعوية حول فريضة الزكاة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب